ريتشارد بروس تشيني (بالإنجليزية:Richard Bruce Cheney) (30 يناير 1941 – 3 نوفمبر 2025) سياسي ورجل أعمال أمريكي، شغل منصبنائب رئيس الولايات المتحدة السادس والأربعين من 2001 إلى عام 2009، في ولايتي الرئيسجورج دبليو بوش. غالبًا ما تُوصف فترة ولايته على أنها أقوى فترة لنائب رئيس في تاريخ الولايات المتحدة، إذ يشير العديد من المحللين والمؤرخين إلى أنه كان أول نائب رئيس يتمتع بسلطة ونفوذ يفوقان سلطة الرؤساء الذين خدم تحت قيادتهم.[13][14] كان عضوًا فيالحزب الجمهوري، وشغل سابقًا منصبرئيس موظفي البيت الأبيض في إدارة الرئيسجيرالد فورد، وممثل الولايات المتحدة عن الدائرة الانتخابية العامةلولاية وايومنغ فيمجلس النواب من عام 1979 إلى عام 1989، كما تولَّى منصبوزير الدفاع السابع عشر للولايات المتحدة في إدارة الرئيسجورج بوش الأب. وكان يُعتبر من قبل كثيرين مهندسحرب العراق.[15]
اختاره المرشَّح الجمهوري للرئاسةجورج دبليو بوش في يوليو 2000 ليكون نائبَه فيالانتخابات الرئاسية لذلك العام. هزَم بوش وتشيني منافسيهما الديمقراطيين، نائبَ الرئيس حينئذآل جور والسيناتورجو ليبرمان. في عام 2004، أعيد انتخاب تشينى للمرَّة الثانية نائبًا للرئيس مع بوش رئيسًا، وهزما منافسيهما الديموقراطيين السيناتورجون كيري والسناتورجون إدواردز. كان لنائب الرئيس تشيني أثر كبير -من وراء الكواليس- في إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، ولا سيَّما في الردِّ الأمريكي علىهجَمات 11 سبتمبر وتنسيقالحرب على الإرهاب في العالم. كان من أوائل المؤيدينلحرب العراق، زاعمًا زورًا أن نظام صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل ولديهعلاقة تشغيلية مع تنظيم القاعدة؛ ومع ذلك، لم يُثبت أي من هذين الادعاءين أبدًا. كما ضغط على مجتمع الاستخبارات لتقديم معلومات استخباراتية تتوافق مع مبررات الإدارة لغزو العراق. وكثيرًا ما يُنتقَد تشيني بسبب سياسات إدارة بوش المتعلِّقة بالحملة على الإرهاب، ودعمه لعمليات المراقبة التي تقوم بهاوكالة الأمن القومي (NSA) دون إذنٍ قضائي، وتأييده ما يسمَّىأساليب الاستجواب المعزَّز.[17][18][19][20]
كان ديك تشيني داعمًا لزواج المثليين في عام 2004، حيث أن ابنتهماري[الإنجليزية] مثلية، مما جعله يختلف مع جورج بوش في هذا الموضوع،[21] لكنه قال أيضًا إن هذا الأمر «من المفترض أن يكون مسألة تقررها الولايات الأمريكية».[22] أنهى تشيني فترة ولايته نائبًا للرئيس بشكل شخصي غير محبوب في السياسة الأمريكية، حيث كان مُعدَّل شعبيته منخفضًا بنسبة 13%.[23] كان تقييمه الشعبي في ذروته بعدهجمات 11 سبتمبر بنسبة 68%.[24] في عام 2016، دعم تشينيدونالد ترامب، لكنه أصبح منتقدًا له بعدهجوم مبنى الكابيتول الأمريكي في 6 يناير 2021، وأيدكامالا هاريس -مرشحة الحزب الديمقراطي- فيانتخابات الرئاسة لعام 2024.[25] توفي تشيني في 3 نوفمبر 2025 بسبب مضاعفات متعلقة بالتهاب الرئة وأمراضٍ وعائية.[26][27][28]
وُلد «ديك تشيني» في 30 يناير 1941 فيلينكولن،نبراسكا، وهو ابن «مارجوري لورين» (ني ديكي) و«ريتشارد هربرت تشيني».[29] كان ذا أصول يغلب عليها الإنجليزية، إضافةً إلى أصول ويلزيةوإيرلندية وهوجونوية فرنسية (من جهة والدته، عبر سلالة مارين دوفال 1662–1735). كان والده وكيلًا للحفاظ على التربة فيوزارة الزراعة الأمريكية وكانت والدته نجمةً في رياضة الكرة اللينة (سوفتبول) في ثلاثينيات القرن العشرين. كان تشيني أحد الأطفال الثلاثة لوالديه.[30][31][32][33][34]
في نوفمبر 1962، في عامه الحادي والعشرين، أدين تشيني بتهمة القيادة تحت تأثير الكحول (دي دبليو آي). اعتُقل لقيامه بنفس الجريمة مرة أخرى في العام التالي.[44] قال تشيني: هذان الاعتقالان جعلاه «يفكر في الحال الذي كنت فيه وإلى أين سيقودني. كنت متجهًا إلى طريق سيِّئ إذا واصلت السير في هذا المسار».[45]
في عام 1964، تزوج تشيني «لين فنسنت»، حبيبته من المدرسة الثانوية، التي لقيها أول مرَّة في الرابعة عشرة من عمره.[46]
عندما أصبح تشيني مؤهلًا للالتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية (التجنيد الإلزامي)، خلالحرب فيتنام، تقدم بطلب للحصول على خمس تأجيلات لالتحاقه. في عام 1989، أجرى «جورج سي. ويلسون»، كاتب في صحيفة «واشنطن بوست»، مقابلة مع تشيني قبل أن يصبح وزيرًا للدفاع. عندما سُئل عن تأجيلاته، قال تشيني وفقًا للتقارير: «كانن لدي أولويات أخرى في الستينات غير الخدمة العسكرية.» شهد تشيني خلال جلسات تأكيده وزيرًا للدفاع عام 1989 على أنه طلب التأجيلات لإنهاء دراسته في الكلية التي استمرت ست سنوات بدلًا من أربع سنوات، بسبب أدائه الأكاديمي المنخفض وحاجته للعمل لدفع تكاليف تعليمه. بعد تخرجه، أصبح تشيني مؤهلًا للالتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية، ولكن في ذلك الوقت، لم يكن «نظام الخدمة الانتقائية» يُجند الرجال المتزوجين.[47] في 6 أكتوبر 1965، أصبحت الخدمة العسكرية الإلزامية تشمل الرجال المتزوجين بدون أطفال؛ وُلدت ابنة تشيني الأولى، «إليزابيث»،[47][48] بعد 9 أشهر ويومين بعد ذلك. منح التأجيل الخامس والأخير لتشيني وضع «إيه 3»، وهو تأجيل «بدل مشقة» مُتاح للرجال الذين يُعال بهم. في يناير1967، بلغ تشيني عامه السادس والعشرين ولم يعد مؤهلًا للخدمة العسكرية الإلزامية.[47][48][49]
في عام 1986، بعد أن استخدم الرئيس ريغان حق النقض (الفيتو) ضدقانون مكافحة الفصل العنصري الشامل[الإنجليزية] -وهو مشروع قانون يهدف إلى فرضعقوبات اقتصادية علىجنوب إفريقيا بسبب سياساتها فيالفصل العنصري- كان تشيني من بين 83 نائبًا صوَّتوا ضد إبطال حق النقض الذي استخدمه ريغان.[66] وفي السنوات اللاحقة، أوضح معارضته للعقوبات الأحادية الجانب ضد الدول، قائلًا إنها “نادرًا ما تنجح“[67]، مضيفًا أنه في تلك الحالة كانت قد تضر بالشعب أكثر من النظام الحاكم.[68]
صوَّت تشيني في عام 1986 إلى جانب 145 جمهوريًا و 31 ديمقراطيًا، ضد قرار غير ملزم في الكونغرس يدعو حكومة جنوب إفريقيا إلى إطلاق سراحنيلسون مانديلا من السجن، وذلك بعد أن أسقط الديمقراطيون تعديلات كانت تشترط على مانديلا التنديد بالعنف الذي كان يتبنَّاهالمؤتمر الوطني الإفريقي (ANC)، وإقصاء الفصيلالشيوعي من قيادته؛ وقد رُفض القرار في النهاية. في ظهورٍ له علىقناة سي إن إن (CNN)، ردَّ تشيني على الانتقادات الموجهة إليه، قائلًا إنه عارض القرار لأن «المؤتمر الوطني الإفريقي كان يُعتبر حينها منظمة إرهابية».[69]
أقنع عضو الكونغرس الأمريكيباربر كونابل تشيني، الذي كان قد رفض في البداية، بالانضمام إلى مجموعة الجمهوريين المعتدلين المعروفة باسم مجموعة الأربعاء، من أجل التقدّم في المناصب القيادية. وقد انتُخب تشيني رئيسًا للجنة السياسات الجمهورية من عام 1981 إلى عام 1987. كما كان العضو البارز فياللجنة الخاصة[الإنجليزية] المكلَّفة بالتحقيق في فضيحةإيران–كونترا.[51][70][71] كذلك، عمل على تعزيز مصالح صناعاتالنفط والفحم في ولاية وايومنغ.[72]
قال تشيني إن فترة عمله فيالبنتاغون كانت أكثر فترات حياته المهنية في الخدمة العامة مكافأةً، واصفًا إياها بـ"الفترة الأبرز".[76] في عام 2014، روى تشيني أنه عندما التقى الرئيس بوش لقبول العرض، مرَّ بلوحة فنية في مقر إقامته الخاص بعنوان «صانعو السلام»، تصور الرئيس لينكولن والجنرال جرانت وويليام تيكومسيه شيرمان. قال تشيني: «خدم جدي الأكبر تحت قيادة ويليام تيكومسيه شيرمان طوال الحرب، وخطر ببالي وأنا في الغرفة التي دخلتها لأتحدث مع الرئيس عن توليه منصب وزير الدفاع، تساءلت عما كان سيظنه لو أن حفيده الأكبر سيجلس يومًا ما فيالبيت الأبيض مع الرئيس يتحدث عن توليه زمام القيادة في الجيش الأمريكي».[77]
كانت القضية الأكثر إلحاحًا بالنسبة لتشيني بصفته وزيرًا للدفاع هي ميزانيةوزارة الدفاع. ورأى تشيني أنه من المناسب خفض الميزانية وتقليص حجم الجيش(القوات المسلحة)، عقب سياسةإدارة ريغان في تعزيز الدفاع خلال فترة السلم في ذروةالحرب الباردة.[78] وفي إطار ميزانية السنة المالية 1990، قيَّم تشيني الطلبات المقدمة من كل فرع من فروع القوات المسلحة لتمويل برامج باهظة التكلفة مثل طائرة الهجوم البحريةأفنجر 2، وقاذفة الشبحبي-2، ومروحيةفي-22 أوسبري ذات الأجنحة القابلة للإمالة، والمدمرة إيجيس، والصاروخ إم إكس، والتي بلغ مجموعها حوالي 4.5 مليار دولار في ظل التغيرات التي طرأت على المشهد السياسي العالمي. عارض تشيني برنامج في-22، الذي خصص له الكونجرس أموالًا بالفعل، ورفض في البداية إصدار العقود الخاصة به قبل أن يتراجع لاحقًا.[79] وعندما عُرضت ميزانية عام 1990 على الكونغرس في صيف عام 1989، اتُفِقَ على رقمٍ وسطٍ بين طلب الإدارة وتوصيةلجنة القوات المسلحة فيمجلس النواب.[60]
في السنوات التالية تحت قيادة تشيني، اتبعت الميزانيات المقترحة والمعتمدة أنماطًا مشابهة لميزانية 1990. في أوائل عام 1991، كشف تشيني عن خطة لتقليص القوة العسكرية بحلول منتصف التسعينيات إلى 1.6 مليون جندي، مقارنةً بـ 2.2 مليون عند توليه المنصب. كما خُفِّضَت ميزانية الدفاع لعام 1993 مقارنة بعام 1992، مع استبعاد برامج كان الكونغرس قد وجه وزارة الدفاع لشراء أسلحة لم ترغب بها الوزارة، واستبعاد قوات الاحتياط غير المطلوبة.[60]
خلال أربع سنوات له وزيرًا للدفاع، قلَّص تشيني حجم الجيش، وكانت ميزانياته تظهر نموًا حقيقيًا سلبيًا، رغم الضغوط لشراء أنظمة أسلحة كان الكونغرس يدعمها. انخفضت الصلاحية المالية الإجمالية المُلزمة لوزارة الدفاع بالدولار الحالي من 291 مليار دولار إلى 270 مليار دولار. كما تراجعت القوة العسكرية الإجمالية بنسبة 19%، من حوالي 2.2 مليون جندي في 1989 إلى حوالي 1.8 مليون في 1993.[60] على الرغم من التخفيض العام في الإنفاق العسكري، وجه تشيني تطوير خطة للبنتاغون لضمان تفوق الجيش الأمريكي في مرحلة ما بعد الحرب الباردة.[80]
أعرب تشيني علنًا عن قلقه من أن دولًا مثلالعراق وإيران وكوريا الشمالية قد تتمكَّن من الحصول على مكوِّنات نووية بعدانهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991. ألزمت نهاية الحرب الباردة، وسقوط الاتحاد السوفيتي، وتفككحلف وارسو إدارة بوش الأولى بإعادة تقييم غاية حلف شمال الأطلسي (الناتو) وتركيبته. كان تشيني يعتقد أن الناتو يجب أن يظل الركيزة الأساسية للعلاقات الأمنية الأوروبية، وأنه سيبقى مهمًا للولايات المتحدة على المدى البعيد؛ وحثَّ الحلف على تقديم مزيد من الدعم للديمقراطيات الجديدة فيأوروبا الشرقية.[60]
عكَسَت آراء تشيني بشأن حلف الناتو تشكّكه في إمكانيات التطور الاجتماعي السلمي في دولالكتلة الشرقية السابقة، حيث رأى احتمالًا كبيرًا لعدم اليقين والاضطراب السياسي هناك. وشعر بأن إدارة بوش كانت متفائلة أكثر من اللازم في دعمهاللأمين العام للحزب الشيوعي السوفيتيميخائيل غورباتشوف، وخَلَفِه رئيسِ روسيابوريس يلتسن.[60] لم يكتفِ تشيني بتأييد تفككالاتحاد السوفيتي، بل أيَّد أيضًا تفككروسيا ذاتها.[81] عمل تشيني على الحفاظ على روابط قوية بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين.[82]
أقنع تشينيالمملكة العربية السعودية بالسماح بإقامة قواعد للقوات البرية والطائرات الحربية الأميركية داخل أراضيها. وكان هذا عنصرًا مهمًا في نجاح حرب الخليج، كما أصبح نقطة جذب لغضبالإسلاميين، مثلأسامة بن لادن، الذين عارضوا وجود جيوش غيرمسلمة بالقرب من مواقعهم المقدَّسة.[83]
باستخدام العقوبات الاقتصادية والضغط السياسي، شنَّت الولايات المتحدة حملة لإزاحة حاكمبنما، الجنرالمانويل أنطونيو نورييغا، من السلطة بعد فَقْد الحظوة.[60] وفي مايو 1989، وبعد انتخابغييرمو إندارا رئيسًا لبنما بصورة قانونية، ألغى نورييغا نتائج الانتخابات، مما أدى إلى تصاعد الضغوط عليه. وفي أكتوبر، أحبط نورييغا محاولة انقلابٍ عسكري، لكن في ديسمبر، وبعد أن قتل جنود من الجيش البنمي أحد أفراد الجيش الأميركي، بدأتالولايات المتحدة غزو بنما تحت توجيه تشيني. وكان السبب المعلن للغزو هو القبض على نورييغا لمواجهة تُهَم متعلقة بالمخدرات في الولايات المتحدة، وحماية أرواح وممتلكات الأميركيين، واستعادة الحريات المدنية في بنما.[84] وعلى الرغم من أن المهمة كانت مثيرة للجدل،[85] فإن القوات الأميركية نجحت في السيطرة على بنما وتولى إندارا الرئاسة، بينما أُدين نورييغا وسُجن بتهم الابتزاز والاتجار بالمخدرات في أبريل 1992.[86]
في عام 1991، لفتتالحرب الأهلية الصومالية انتباه العالم. وفي أغسطس 1992، بدأت الولايات المتحدة في تقديم المساعدات الإنسانية، خصوصًا الغذاء، عبر جسر جوي عسكري. وبتوجيه من الرئيس بوش، أرسل تشيني الدفعة الأولى من بين 26,000 جندي أميركي إلىالصومال ضمن قوة المهام الموحّدة (UNITAF)، التي صُممت لتوفير الأمن والإغاثة الغذائية.[60] وقد اضطر خلفا تشيني في وزارة الدفاع، ليس أسبين وويليام ج. بيري، للتعامل مع كلٍّ منحرب البوسنة والأوضاع في الصومال.[87]
في 1 أغسطس 1990، أرسل الرئيس العراقيصدام حسين القوات العراقية لغزوالكويت المجاورة، وهي دولة صغيرة غنية بالنفط طالما ادَّعى العراق أنها جزء من أراضيه. وقد أشعل هذا الغزو اندلاعحرب الخليج، وأثار إدانة عالمية.[88] وتشير التقديرات إلى أن نحو 140,000 جندي عراقي سيطروا سريعًا على مدينة الكويت وتقدموا نحوالحدود السعودية–الكويتية.[60] كانت الولايات المتحدة قد بدأت بالفعل في وضع خطط طوارئ للدفاع عن المملكة العربية السعودية عبر القيادة المركزية الأميركية، بقيادة الجنرالنورمان شوارزكوف، نظرًا لأهمية احتياطاتها النفطية.[89][90]
أشرف تشيني وشوارزكوف على التخطيط لما أصبح لاحقًا عملية عسكرية أميركية واسعة النطاق. وبحسب الجنرالكولن باول، فقد أصبح تشيني «نهمًا للمعلومات، نهمًا بالكاد استطعنا إشباعه. قضى ساعات فيمركز القيادة العسكرية الوطنية[الإنجليزية] يُمطر فريقي بالأسئلة.»[60]
بعد فترة قصيرة من الغزو العراقي، قام تشيني بأول زيارة له من بين عدة زيارات إلى المملكة العربية السعودية، حيث طلبالملك فهد المساعدة العسكرية من الولايات المتحدة. كما اتخذت الأمم المتحدة إجراءات أيضًا، فأصدرت سلسلة من القرارات التي تدينغزو العراق للكويت؛ وأذن مجلس الأمن الدولي باستخدام "كافة الوسائل اللازمة" لإخراج العراق من الكويت، وطالب بسحب قواته بحلول 15 يناير 1991.[88] وبحلول ذلك الوقت، كانت الولايات المتحدة قد نشرت قوة تقارب 500,000 جندي في السعودية والخليج العربي. كما ساهمت دول أخرى، بما في ذلكبريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا وسوريا ومصر، بقوات، ووافق حلفاء آخرون، أبرزهمألمانيا واليابان، على تقديم الدعم المالي للجهود التحالفية، التي أُطلق عليها اسمعملية درع الصحراء.[60]
في 12 يناير 1991، خوَّل الكونغرس بوش استخدام القوة العسكرية لفرض التزام العراق بقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالكويت.[88]
بدأت المرحلة الأولى منعملية عاصفة الصحراء في 17 يناير 1991 بهجوم جوي بهدف تأمين السيطرة الجوية ومهاجمة القوات العراقية، مستهدفة مراكز القيادة والسيطرة الرئيسية في العراق، بما في ذلك مدينتابغداد والبصرة. وقد أسند تشيني معظم الأمور الأخرى التابعة لوزارة الدفاع إلى نائب الوزيردونالد ج. أتود الابن[الإنجليزية]، وأحاط الكونغرس خلال مرحلتي الحرب الجوية والبرية.[60] كما سافر مع باول إلى المنطقة لمراجعة خطط الحرب البرية وإتمامها.[88]
بعد هجوم جوي دام أكثر من خمسة أسابيع، شنتقوات التحالف الحرب البرية في 24 فبراير. وخلال 100 ساعة، دُحِرَت القوات العراقية من الكويت، وأفاد شوارزكوف بأن الهدف الأساسي -وهو طرد القوات العراقية من الكويت- قد تحقق في 27 فبراير.[91] بعد التشاور مع تشيني وأعضاء آخرين من فريقه للأمن القومي، أعلن بوش تعليق الأعمال العدائية.[88] وبخصوص عمله مع هذا الفريق للأمن الوطني، قال تشيني: «لقد كان هناك خمسة رؤساء جمهوريين منذأيزنهاور. عملت لأربعة منهم وعملت عن قرب مع خامسهم – خلال سنوات ريغان حين كنت جزءًا من قيادة مجلس النواب. أفضل فريق للأمن القومي رأيته على الإطلاق كان ذلك الفريق. أقل احتكاك، أكثر تعاون، وأعلى درجة من الثقة بين المسؤولين الرئيسيين، على وجه الخصوص.»[92]
قُتل ما مجموعه 147 فردًا من العسكريين الأميركيين في القتال، وتوفي 236 آخرون نتيجة حوادث أو لأسباب أخرى.[60][91] ووافق العراق على هدنة رسمية في 3 مارس، وعلى وقفٍ دائمٍ لإطلاق النار في 6 أبريل. وقد دار جدل لاحق حول ما إذا كان ينبغي لقوات التحالف التقدُّم حتى بغداد للإطاحة بصدام حسين من السلطة. واتفق بوش على أن قرار إنهاء الحرب البرية في الوقت الذي انتهت فيه كان قرارًا صائبًا، إلا أن الجدل استمر مع بقاء حسين في الحكم وإعادة بناء قواته العسكرية.[60] ولعل الجدل الأبرز كان يتمحور حول ما إذا كانت القوات الأميركية وقوات التحالف قد غادرت العراق في وقت مبكر أكثر من اللازم.[93][94] في مقابلة مع قناةسي-سبان بتاريخ 15 أبريل 1994، سُئل تشيني عمَّا إذا كان ينبغي لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة التقدُّم إلى بغداد. فأجاب بأن احتلال البلاد ومحاولة السيطرة عليها كان سيكون "فكرة سيئة" وسيؤدي إلى "مستنقع"، موضحًا ما يلي:
«لو كنَّا قد ذهبنا إلى بغداد، لكنا أصبحنا وحدنا تمامًا. لم يكن ليكون هناك أحد آخر معنا. كان سيكون هناك احتلال أميركي للعراق. فلا أيٌّ من القوات العربية التي كانت على استعداد للقتال معنا في الكويت مستعدة لغزو العراق. ومتى ما وصلت إلى العراق سيطرت عليه، وأسقطتَّ حكومة صدام حسين، فماذا ستضع مكانها؟ تلك منطقة شديدة الاضطراب في العالم، وإذا أسقطت الحكومة المركزية في العراق، فقد ترى بسهولة أجزاء من العراق تتفكك: جزءٌ منه قد يرغب به السوريون في الغرب، وجزء منه -شرق العراق- قد يرغب الإيرانيون في ضمِّه، وقد قاتلوا من أجله ثمانية أعوام. وفي الشمال لديكالأكراد، وإذا انفصل الأكراد وانضمُّوا إلى أكراد تركيا، فإنك تهدِّد وحدة الأراضي التركية. كان سيصبح مستنقعًا إذا ذهبت إلى ذلك الحد وحاولت السيطرة على العراق.
الأمر الآخر هو الخسائر البشرية. لقد انبهر الجميع بقدرتنا على إنجاز مهمتنا بعدد قليل من الخسائر. ولكن بالنسبة إلى 146 أميركيًا قُتلوا في القتال، ولعائلاتهم لم تكن حربًا رخيصة. والسؤال بالنسبة للرئيس، من حيث ما إذا كان علينا المضيُّ إلى بغداد وتحمُّل خسائر إضافية في محاولة للقبض على صدام حسين، هو: كم عدد الأميركيين الإضافيين الذين تُساويهم قيمة صدام؟ كان حكمنا: ليس كثيرًا، وأعتقد أننا كنَّا على حق.»[95][96]
اعتبر تشيني حرب الخليج مثالًا لنوع المشكلات الإقليمية التي من المرجَّح أن تستمر الولايات المتحدة في مواجهتها في المستقبل:[97]
«سنضطر دائمًا إلى الانخراط [في الشرق الأوسط]. ربما يكون ذلك جزءًا من طبيعتنا الوطنية؛ كما تعلم، نحب أن تكون هذه المشكلات مرتَّبة ومغلقة بشكل لطيف، نضع عليها شريطًا جميلًا. نُرسل قوة، وتربح الحرب، وتختفي المشكلة. لكن الأمور لا تسير بهذه الطريقة في الشرق الأوسط. لم يحدث ذلك أبدًا، ومن غير المرجَّح أن يحدث في حياتي»
بين عامي 1987 و 1989، في مرحلته الأخيرة في الكونغرس، كان تشيني عضوًا في مجلس إدارةمجلس العلاقات الخارجية، وهي منظمة تُعنى بالسياسة الخارجية.[98]
مع تولي الرئيس الديمقراطيبيل كلينتون السلطة فييناير 1993، انضم تشيني إلىمعهد المشروع الأمريكي (بالإنجليزية:American Enterprise Institute)، كما شغل حِقْبة ثانية عضوًا في مجلس إدارة مجلس العلاقات الخارجية بين عامي 1993 و 1995.[98]
من 1 أكتوبر 1995[99] حتى 25 يوليو 2000،[100] شغل تشيني منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركةهاليبرتون (بالإنجليزية:Halliburton)، وهي شركة مدرجة ضمن قائمةفورتشن 500. وقد استقال من منصبه في اليوم نفسه الذي أُعلن فيه اختياره مرشحًا لمنصب نائب الرئيس إلى جانبجورج دبليو بوش في انتخابات عام 2000.[101]
كان أداؤه في منصب الرئيس التنفيذي موضع خلاف بين محلليوول ستريت. فقد أثارت عملية الاندماج بينهاليبرتون وشركة دريسر إندستريز عام 1998 انتقاداتٍ من بعض التنفيذيين في دريسر بسبب نقص الشفافية المحاسبية لدى هاليبرتون.[102] ورفع عدد من مساهمي الشركة دعوى قضائية جماعية زعموا فيها أن الشركة ضخّمت سعر أسهمها بشكل مصطنع في تلك المدَّة، مع أن تشيني لم يُذكر على أنهمُدَّعى عليه فردي في القضية. وفي يونيو 2011، أصدرتالمحكمة العليا الأمريكية حكمًا يسمح بمواصلة الدعوى.[103] وُجِّهت إلى تشيني تهمة فساد من الحكومة النيجيرية في ديسمبر 2010 تتعلق بأنشطة شركة هاليبرتون، وسُوِّيَت القضية بدفع 250 مليون دولار.[104]
في حِقبة رئاسته لهاليبرتون، غيَّرت الشركة سياساتها المحاسبية المتعلقة بتسجيل الإيرادات الناتجة عن التكاليف المتنازع عليها في المشاريع الإنشائية الكبرى.[105] استقال تشيني من منصبه رئيسًا تنفيذيًّا لهاليبرتون في 25 يوليو 2000. وبعد أن أصبح نائبًا للرئيس، جادل بأن هذه الخطوة، إلى جانب إنشاء صندوق ائتماني واتخاذ إجراءات أخرى، أزالت أيتضارب محتمل في المصالح.[106] قُدّرت ثروته الصافية في عام 2003 بما يتراوح بين 19 و 86 مليون دولار، معظمها من عمله في هاليبرتون.[107] كسب 36 مليون دولار في عام 2000، معظمها من دفعة تعويضية عند مغادرته هاليبرتون.[108] أما دخله السنوي الإجمالي المشترك مع زوجته عام 2006 بلغ نحو 8.82 ملايين دولار.[109]
فاز المرشحان بوش وتشيني في الانتخابات الرئاسية لعام 2000 بـ 271 صوتًا من أصوات المجمع الانتخابي، لكنهما حصلا على 47.9% فقط من الأصوات الشعبية، أي أقل من منافسيهما غور وليبرمان اللذين نالا 48.3% من الأصوات.
في أوائل عام 2000، وأثناء عمله رئيسًا تنفيذيًا لشركة هاليبرتون، رَأَس ديك تشيني لجنةَ البحث عن مرشَّح لمنصب نائب الرئيسلحاكم ولاية تكساس جورج دبليو بوش. وفي 25 يوليو، وبعد مراجعة نتائج بحث تشيني، فاجأ بوش بعض المحللين السياسيين بطلبه من تشيني نفسه الانضمام إلى التذكرة الجمهورية نائبًا له.[51][110] ومع ذلك، نشرتصحيفة نيويورك تايمز مقالًا في 28 يوليو 2000 أشارت فيه إلى أن قرار اختيار تشيني مرشحًا لمنصب نائب الرئيس كان قد اتُّخذ سرًا قبل أسابيع من الإعلان الرسمي عنه.[111] وكما أُفيد بأن شركة هاليبرتون توصَّلت إلى اتفاق في 20 يوليو يسمح لتشيني بالتقاعد مقابل حزمة مالية تُقدَّر بنحو 20 مليون دولار.[112]
قبل الانتخابات بعدة أشهر، عرض تشيني منزله فيدالاس للبيع، وغيَّر رخصة قيادته وتسجيله الانتخابي إلى ولاية وايومنغ. كان هذا التغيير ضروريًا لتمكين الناخبين الرئاسيين في ولاية تكساس من التصويت لكلٍّ من بوش وتشيني دون مخالفةالتعديل الثاني عشر لدستور الولايات المتحدة، الذي ”يمنع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم لمرشَّحين للرئاسة ونائبها من سكَّان الولاية نفسها“.[113] خاض تشيني الحملة الانتخابية ضد جوزيف ليبرمان، نائب المرشح الديمقراطيآل غور، في انتخابات عام 2000. وفي مرحلة عدم حسم نتائج الانتخابات، لم يكن فريق ”بوش وتشيني“ مؤهلًا للحصول على تمويلٍ عامٍّ لتخطيط عملية الانتقال إلى إدارة جديدة، ممَّا دفع تشيني إلى فتح مكتب انتقال خاص في واشنطن بتمويلٍ خاص، لتحديد المرشَّحين للمناصب الوِزارية المهمة.[114] وَفقًا لما ذكره الكاتبكريغ أونغر، دعم تشينيدونالد رامسفيلد لتوليوزارة الدفاع بهدف موازنة نفوذكولن باول فيوزارة الخارجية، كما حاول دون جدوى تعيينبول وولفويتز خلفًالجورج تينيت في منصب مديروكالة المخابرات المركزية (CIA).[115]
بعدهجمات الحادي عشر من سبتمبر، ظلَّ تشيني بعيدًا جسديًا عن بوش لأسبابٍ أمنية. وخلال فترةٍ من الزمن، أقام تشيني في عددٍ من المواقع غير المُعلنة، بعيدًا عن أنظار الجمهور.[116] كشف تشيني لاحقًا في مذكراتهفي وقتي (بالإنجليزية:In My Time) أن تلك “المواقع غير المعلنة” شملت المقرّ الرسمي لنائب الرئيس، ومنزله في ولاية وايومنغ، ومنتجع كامب ديفيد.[117] كما استعان بتفاصيل أمنية مشدَّدة، مستخدمًا موكبًا يتكوّن من 12 إلى 18 مركبة حكومية في تنقُّله اليومي من مقر نائب الرئيس في “نمبر وان أوبزرفاتوري سيركل” إلىالبيت الأبيض.[118]
تشيني يخاطب القوات الأمريكية فيمعسكر أناكوندا، العراق، في 2008
لعب تشيني دورًا محوريًا بعد أحداث 11 سبتمبر في تقديم المبرر الرئيسي لخوض حرب جديدة ضد العراق. وساهم في تشكيل نهج بوش في «الحرب على الإرهاب»، حيث أدلى بعدة تصريحات علنية زاعمًا امتلاك العراقلأسلحة دمار شامل،[121] وقام بعدة زيارات شخصية إلى مقروكالة المخابرات المركزية (CIA)، حيث استجوب محللين من المستوى المتوسط بشأن استنتاجاتهم.[122] واصل تشينيالادعاء بوجود صلات بين صدام حسين وتنظيم القاعدة، رغم تَلقِّي الرئيس بوش في 21 سبتمبر 2001 تقريرًا سريًا يوميًا من وكالة الاستخبارات يؤكد أن مجتمع الاستخبارات الأمريكي لا يملك أي دليل يربطصدام حسين بهجمات 11 سبتمبر، وأنه “لا توجد سوى أدلة محدودة وواهية على أي علاقات تعاون مهمة بين العراق والقاعدة”. علاوة على ذلك، خلصتلجنة التحقيق في أحداث 11 سبتمبر عام 2004 إلى عدم وجود “علاقة تعاونية” بين العراق وتنظيم القاعدة.[123] ومع ذلك، واصل تشيني حتى عام 2014 الادعاء المضلل بأن صدام “كانت تربطه علاقة مع القاعدة امتدت لعشر سنوات”.[124]
عقب الغزو الأميركي للعراق، ظلَّ تشيني ثابتًا في دعمه للحرب، مؤكِّدًا أنها ستكون «قصة نجاح هائلة»،[125] وقام بالعديد من الزيارات إلى البلاد. وكان كثيرًا ما ينتقد منتقدي الحرب، واصفًا إياهم بأنهم "انتهازيون" يروِّجون لـ"أكاذيب ساخرة وخبيثة" لتحقيق مكاسب سياسية بينما كان الجنود الأميركيون يموتون في العراق. وردًّا على ذلك، قال السيناتورجون كيري: «من الصعب تسمية مسؤول حكومي لديه مصداقية أقل بشأن العراق [من تشيني]»[126]
في مقابلة مطوَّلة أُجريت في 24 مارس 2008 فيأنقرة،تركيا، مع مراسلة شبكةABC نيوز مارثا راداتز بمناسبة الذكرى الخامسة للهجوم العسكري الأميركي الأول على العراق، ردَّ تشيني على سؤال حول استطلاعات الرأي التي تُظهر أن الأميركيين فقدوا الثقة في الحرب بقوله ببساطة: «وماذا في ذلك؟»[127] أثار هذا التصريح انتقادات واسعة، بما في ذلك من عضو الكونغرس الجمهوري السابق من أوكلاهوماميكي إدواردز، وهو صديق شخصي قديم لتشيني.[128]
في صباح 21 يوليو 2007، تولى تشيني مرة أخرى منصب الرئيس بالإنابة، في الفترة من الساعة 7:16 صباحًا حتى 9:21 صباحًا. نقل بوش صلاحيات الرئاسة قبل خضوعه لإجراء طبي يتطلب التخدير، ثم استأنف لاحقًا في نفس اليوم كافة صلاحياته ومسؤولياته.[135]
بعد بدء ولايته في 2001، طُرح على تشيني أحيانًا سؤال حول اهتمامه بترشيح الحزب الجمهوريللانتخابات الرئاسية لعام 2008. ومع ذلك، ظل دائمًا على موقفه من أنه يرغب في التقاعد عند انتهاء ولايته، ولم يشارك في الانتخابات التمهيدية للرئاسة عام 2008. رشح الحزب الجمهوري حينها السيناتور عنأريزونا،جون ماكين.[136]
كان تشيني عضوًا بارزًا فيمجموعة تطوير سياسة الطاقة الوطنية (NEPDG)،[137] المعروفة باسمفريق عمل الطاقة، والمكوَّنة من ممثلين عن قطاع الطاقة، بمن فيهم عدد من كبار التنفيذيين في شركةإنرون. وبعدفضيحة إنرون، اتُّهمت إدارة بوش بوجود علاقات سياسية وتجارية غير سليمة. وفي يوليو 2003، قضتالمحكمة العليا بأنوزارة التجارة الأميركية يجب أن تكشف وثائق NEPDG، التي تحتوي على إشارات إلى شركات كانت قد أبرمت اتفاقيات مع الحكومة العراقية السابقة لاستخراج نفط العراق.[138]
مذكرة مكتوبة بخط اليد أعلاه مقالجو ويلسون التحريري كتبها تشيني، تشير إلى العميل السري قبل وقوع التسريب
في 18 أكتوبر 2005، ذكرت صحيفةواشنطن بوست أن مكتب نائب الرئيس كان محور التحقيق في فضيحة تسريب هويةفاليري بليم منوكالة المخابرات المركزية، إذ كانلويس ليبي (المعروف باسم سكوتر ليبي)، رئيس موظفي تشيني السابق، أحد الأشخاص قيد التحقيق.[147] وقد استقال ليبي من منصبيه رئيسًا لموظفي تشيني ومساعد في شؤون الأمن القومي في وقت لاحق من الشهر بعد أن وُجهت إليه التهم.[148]
في فبراير 2006، أفادذا ناشيونال جورنال بأن ليبي صرَّح أمام هيئة محلَّفين كبرى بأن رؤساءه، بمن فيهم تشيني، قد خوَّلوه الكشف للصحافة عن معلومات سرِّية تتعلق بالاستخبارات حول أسلحة العراق.[149] وفي سبتمبر من العام نفسه، أعلنريتشارد أرميتاج، نائبوزير الخارجية السابق، علنًا أنه هو مصدر كشف وضع بليم. وقال أرميتاج إنه لم يكن جزءًا من مؤامرة لكشف هوية بليم، ولا يعلم ما إذا كانت هناك مؤامرة من الأساس.[150]
في 6 مارس 2007، أُدين ليبي بأربع تهمجنائية بتعطيل سير العدالة، والحنث باليمين، وتقديم تصريحات كاذبة للمحققين الفيدراليين.[151] في مرافعته الختامية، قال المدَّعي المستقلباتريك فيتسجيرالد إن هناك «سحابة تُخيِّم فوق نائب الرئيس»،[152] في إشارة واضحة إلى مقابلة تشيني مع عملاءمكتب التحقيقات الفيدرالي الذين كانوا يحققون في القضية، وهي المقابلة التي نُشرت عام 2009.[153] وقد ضغط تشيني بشدة، ولكن دون جدوى، على الرئيس جورج دبليو بوش لمنح ليبيعفوًا رئاسيًا كاملًا حتى يوم تنصيبباراك أوباما، مشبِّهًا ليبي بـ«جندي في ساحة المعركة».[154][155] حصل ليبي لاحقًا على عفو من الرئيسدونالد ترامب في أبريل 2018.[156]
في 27 فبراير 2007، حوالي الساعة العاشرة صباحًا، فجَّر انتحاري نفسه وقتل 23 شخصًا وأصاب 20 آخرين خارجقاعدةبغرام الجوية فيأفغانستان خلال زيارة لتشيني. أعلنتطالبان مسؤوليتها عن الهجوم وصرحت أن تشيني كان الهدف المقصود. كما زعموا أنأسامة بن لادن أشرف على العملية.[157] وقع الانفجار خارج البوابة الرئيسية بينما كان تشيني داخل القاعدة وعلى بعد نصف ميل. وذكر تشيني أنه سمع الانفجار قائلاً: «سمعت دويًا شديدًا... جاء مكتب الحماية السرية وأخبرني بوقوع هجوم على البوابة الرئيسية».[158] كانت الغاية من زيارة تشيني للمنطقة هي الضغط علىباكستان لتشكيل جبهة موحدة ضد طالبان.[159]
صُوِّر ديك تشيني على نطاق واسع باعتباره أقوى نائب رئيس وأكثرهم تأثيرًا في تاريخ الولايات المتحدة.[160][161] وقد اتفق مؤيدوه ومنتقدوه على أنه سياسي بارع يمتلك فهمًا عميقًا لوظائفالحكومة الفيدرالية وتشعباتها. ومن أبرز الدلائل على دوره الكبير في صناعة السياسات أن رئيس مجلس النواب آنذاك،دينيس هاستيرت، خصَّص له مكتبًا بالقرب من قاعة المجلس،[162] إلى جانب مكتبه فيالجناح الغربي،[163] ومكتبه البروتوكولي في مبنى المكتب التنفيذي القديم،[164] ومكتبيْه في مجلس الشيوخ (أحدهما في مبنى ديركسن والآخر ملاصق لقاعة المجلس).[162][165]
روَّج تشيني بقوة لتوسيع صلاحيات الرئاسة، قائلاً إن «تحدي إدارة بوش للقوانين التي سنَّها الكونغرس بعدحرب فيتنام وفضيحة ووترغيت للحد من السلطة التنفيذية والإشراف عليها - قانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية، وقانون السجلات الرئاسية، وقانون حرية المعلومات، وقرار سلطات الحرب- يُعدُّاستعادة، إذا صحَّ التعبير، لسلطة الرئيس ونفوذه.»[166][167]
في يونيو 2007، قدَّمت صحيفةواشنطن بوست ملخَّصًا لنائب رئاسة تشيني في سلسلة من أربعة أجزاء فازتبجائزة بوليتزر،[168] واستندت جزئيًا إلى مقابلات مع مسؤولين سابقين في الإدارة. وصوَّرت المقالاتُ تشيني ليس بوصفه «رئيسًا في الظل»، بل شخصًا كان غالبًا صاحب الكلمة الأخيرة في تقديم المشورة للرئيس بشأن السياسات، وهي سياسات كانت تُعيد في كثير من الحالات تشكيل صلاحيات الرئاسة. عندما أشار نائب الرئيس السابقدان كويل لتشيني إلى أن المنصب ذو طابع بروتوكولي إلى حدٍّ كبير، يُروى أن تشيني أجابه: «لديَّ تفاهم مختلف مع الرئيس.» وقد وصفت المقالاتُ تشيني بأنه يتَّبع نهجًا يتسم بالسرِّية في استخدام أدوات الحكم، وهو ما دلَّ عليه استخدامه نظامَه الخاص للتصنيفات الأمنية ووجود ثلاثة خزائن بحجم الإنسان في مكاتبه.[169]
وصفت المقالاتُ تأثيرَ تشيني في القرارات المتعلِّقة باحتجاز المشتبه بكونهم إرهابيين والحدود القانونية التي تنطبق على استجوابهم، ولا سيما ما الذي يُعدُّ تعذيبًا.[170] وصرَّح العقيد في الجيش الأميركيلورنس ويلكرسون، الذي شغل منصب رئيس هيئة موظفيكولن باول عندما كان الأخير رئيسًا لهيئة الأركان المشتركة في الوقت نفسه الذي كان فيه تشيني وزيرًا للدفاع، ولاحقًا عندما أصبح باول وزيرًا للخارجية، في مقابلة معمَّقة بأنَّ تشيني ودونالد رامسفيلد أنشئا برنامجًا بديل لاستجواب المعتقلين بعد أحداث 11 سبتمبر بسبب عدم ثقتهما المتبادلةبوكالة المخابرات المركزية.[171]
وصفت مقالاتواشنطن بوست، التي كتبها بشكل رئيسيبارتون جيلمان، تشيني على أنه كان يتمتع بأقوى تأثير داخل الإدارة في تشكيل سياسة الميزانية والضرائب بطريقة تضمن «التمسك بالعقيدة المحافظة».[172] كما أبرزت المقالاتُ تأثيره خلف الكواليس على سياسة الإدارة البيئية لإدارة بوش، حيث سعى لتخفيف القيود على التلوث الناتج عن محطات الطاقة، وتسهيل التخلص منمخلفات إشعاعية، وفتح الوصول إلى موارد الأخشاب الفدرالية، وتجنب القيود الفدرالية علىانبعاثات الغازات الدفيئة، من بين قضايا أخرى. وقد وصفت المقالات نهجَ تشيني في صياغة السياسات بأنه كان يفضل المصالح التجارية على حساب البيئة.[173]
في يوليو 2008، صرح مسؤول سابق فيوكالة حماية البيئة علنًا أن مكتب تشيني كان قد ضغط بشكل كبير من أجل حذف أجزاء واسعة من تقريرلمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بشأن آثار تغير المناخ على الصحة، «خوفًا من أن عرض التقرير من قبل مسؤول صحي بارز قد يجعل من الصعب تجنب تنظيم انبعاثات الغازات الدفيئة.».[174] في أكتوبر، عندما ظهر التقرير مع حذف ست صفحات من الشهادات، صرَّح البيت الأبيض أن التعديلات أُجريت بسبب القلق بشأن دقة العلوم الواردة فيه. ومع ذلك، وبحسب مستشار سابق رفيع لشؤون تغير المناخ لدىمدير وكالة حماية البيئةستيفن جونسون، كان مكتب تشيني مسؤولًا بشكل مباشر عن حذف ما يقارب نصف الشهادة الأصلية.[174]
في دوره رئيسًا لمجلس الشيوخ الأمريكي، اختلف تشيني مع إدارة بوش ووزارة العدل الأمريكية، ووقع على مذكرة صداقة (أميكوس برييف)للمحكمة العليا الأمريكية في قضيةهيلر ضد منطقة كولومبيا[لغات أخرى] التي تحدَّت بنجاح قوانين الأسلحة في عاصمة البلاد استنادًا إلى التعديل الثاني للدستور.[175] في 14 فبراير 2010، وفي ظهوره في برنامجذيس ويك على قناة ABC، جدد تشيني دعمه لأسلوب «الغمر بالماء» (التعذيب بالاغراق) ولتعذيب المشتبه فيهم بالإرهاب الذين قُبِض عليهم، قائلاً: «كنت وما زلت مؤيدًا قويًا لبرنامج الاستجواب المحسن لدينا».[176]
في يوليو 2012، استخدم تشيني منزله في وايومنغ لاستضافة فعالية جمع تبرعات خاصة لصالح المرشح الجمهوري للرئاسةمِت رومني، وجمعت أكثر من 4 ملايين دولار من مساهمات الحاضرين لحملة رومني.[177]
كان تشيني موضوع الفيلم الوثائقيالعالم وفقًا لِديك تشيني، الذي عُرض لأول مرة في 15 مارس 2013 على قناةشوتايم التلفزيونية.[178][179][180] كما أفيد أنه كان موضوع مسلسل تلفزيوني قصير على قناةإتش بي أو مستند إلى كتاببارتون غيلمان الصادر عام 2008 بعنوانالصيَّاد،[181] وإلى الفيلم الوثائقي لعام 2006الجانب المظلم الذي أنتجته شبكةPBS.[122]
حافظ تشيني على حضور علني بارز بعد مغادرته المنصب،[182] وكان ناقدًا بشكل خاص لسياساتإدارة أوباما في مجالالأمن القومي.[183][184][185] في مايو 2009، عبَّر تشيني عن دعمهللزواج من نفس الجنس، ليصبح من أبرز السياسيين الجمهوريين الذين يتبنون هذا الموقف. وخاطبنادي الصحافة الوطني[لغات أخرى] قائلاً: «يجب أن يكون الناس أحرارًا في الدخول في أي نوع من الاتحاد الذي يرغبون فيه.. أو أي ترتيب يرغبون فيه. وأعتقد أن تنظيم الزواج تاريخيًا كان شأنًا يُدار على مستوى الولايات، وكان دائمًا مسألة ولاية، وأعتقد أن هذا هو النهج الذي ينبغي اتباعه اليوم».[186] في عام 2012، أُفيد بأن تشيني شجع عدد من أعضاء الهيئة التشريعية في ولايةماريلاند على التصويت لتقنين زواج المثليين في تلك الولاية.[187] وعلى الرغم من أن نائب الرئيس السابق يحصل -حسب العُرف- على ستة أشهر فقط من الحماية غير الرسمية من جهازالخدمة السرية الأمريكي، أفيد أن الرئيس أوباما مدد فترة الحماية المخصصة لتشيني.[188]
في 11 يوليو 2009، أخبرمدير وكالة المخابرات المركزية (CIA)ليون بانيتا لجان الاستخبارات فيمجلس الشيوخ ومجلس النواب أن الوكالة قد حجبت معلومات عن برنامج سريلمكافحة الإرهاب عن الكونغرس لمدة ثماني سنوات بأوامر مباشرة من تشيني. وصرح مسؤولو الاستخبارات والكونغرس أن البرنامج المجهول لم يكن مرتبطًاببرنامج استجواب وكالة الاستخبارات الأمريكية ولم يشمل أنشطة استخباراتية محلية. وأوضحوا أن البرنامج بدأهمركز مكافحة الإرهاب في وكالة المخابرات المركزية بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، لكنه لم يصبح عمليًا بالكامل، واكتفى بالتخطيط وبعض التدريبات التي جرت متقطعة بين 2001 و2009.[189] وذكرت صحيفةوول ستريت جورنال، نقلاً عن مسؤولين استخباريين سابقين مطلعين على الأمر، أن البرنامج كان محاولة لتنفيذ تفويض رئاسي عام 2001 للقبض على أو قتل عناصرتنظيم القاعدة.[190]
تشيني يحضر حفل أداء القسم الرسمي لابنته ليز في الكونغرس في يناير 2017
في 29 ديسمبر 2009، بعد أربعة أيام من محاولة تفجير طائرة ركاب دولية كانت متجهة منهولندا إلى الولايات المتحدة، انتقد تشيني الرئيس باراك أوباما قائلاً: «[نحن] في حالة حرب، وعندما يتظاهر الرئيس أوباما بأننا لسنا كذلك، فإن ذلك يجعلنا أقل أمانًا… لماذا لا يريد الاعتراف بأننا في حرب؟ هذا لا يتوافق مع نظرته للعالم التي جاء بها إلىالمكتب البيضاوي. ولا يتوافق مع ما يبدو أنه هدف رئاسته -التحول الاجتماعي- إعادة هيكلة المجتمع الأمريكي.»[195] وردًا على ذلك، كتبمدير الاتصالات في البيت الأبيضدان فايفر في مدونة البيت الأبيض الرسمية في اليوم التالي: «من اللافت أن نائب الرئيس تشيني وآخرين يبدو أنهم أكثر تركيزًا على انتقاد الإدارة من إدانة المهاجمين. للأسف، ينخرط الكثيرون في اللعبة المعتادة في واشنطن المتمثلة في تبادل الاتهامات واستغلال المواقف سياسيًا، بدلًا من العمل معًا لإيجاد حلول تجعل بلدنا أكثر أمانًا.»[196][197] خلال ظهوره في 14 فبراير 2010 في برنامج «ذيس ويك» على قناةABC، كرر تشيني انتقاده لسياسات إدارة أوباما في التعامل مع المشتبه بهم في قضايا الإرهاب، منتقدًا «العقلية» التي تتعامل مع «الهجمات الإرهابية ضد الولايات المتحدة باعتبارها أفعالًا جنائية بدلًا من أن تُعامل باعتبارها أعمال حرب».[176]
في مقابلة مع شبكةإيه بي سي نيوز في 2 مايو 2011، أشاد تشيني بإدارة أوباما على العملية العسكرية السرية في باكستان التي أسفرت عنمقتل أسامة بن لادن.[198] وفي عام 2014، خلال مقابلة معشون هانيتي، وصف أوباما بأنه «رئيس ضعيف» بعد إعلان أوباما خططه لسحب القوات من أفغانستان.[199]
في عام 2015، نشر تشيني كتابًا آخر بعنوان «استثنائي: لماذا يحتاج العالم إلى أمريكا قوية»، من تأليفه مجددًا مع ابنتهليز. يتتبع الكتاب تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية والنجاحات والإخفاقات العسكرية من إدارةفرانكلين روزفلت وصولاً إلىإدارة أوباما. يروي المؤلفان قصة ما يصفانه بالدور الفريد الذي لعبته الولايات المتحدة داعمًا للحرية في جميع أنحاء العالم منذالحرب العالمية الثانية.[203] مستفيدين من مفهوم الاستثنائية الأمريكية، ينتقد المؤلفان سياسات الرئيس باراك أوباما ووزيرة الخارجية السابقةهيلاري كلينتون في مجال السياسة الخارجية، ويقدمان ما يرونه حلولًا ضرورية لاستعادة عظمة وقوة أمريكا على الساحة العالمية من أجل الدفاع عن الحرية.[204][205]
ومع ذلك، في مارس 2019، وجه تشيني انتقاداتلإدارة ترامب خلال منتدىمعهدأمريكان إنتربرايز العالمي، حيث تحدث إلى جانب نائب الرئيسمايك بنس. في تلك المناسبة، استفسر تشيني عن التزام ترامب بحلفالناتو وعن ميله للإعلان عن قرارات السياسة عبرتويتر قبل التشاور مع كبار الموظفين. وعلق قائلاً: «يبدو، في بعض الأحيان، أن نهج إدارتكم يتشابه أكثر مع سياسة أوباما الخارجية منه مع السياسة الخارجية التقليدية للحزب الجمهوري.»[208] في نفس العام، شارك تشيني في حفل لجمع التبرعات لحملة ترامب الانتخابية لعام 2020.[209]
في الذكرى السنوية الأولىلهجوم 6 يناير على مبنى الكابيتول الأمريكي، انضم ديك تشيني إلى ابنته ليز تشيني في الكابيتول وشارك في فعاليات إحياء الذكرى.[210][211] كانت ابنته الوحيدة من أعضاء الكونغرس الجمهوريين التي حضرت الفعاليات، على الرغم من أن الأحداث كانت مفتوحة للحضور من قبل الجميع.[212] في وقت لاحق، ظهر تشيني في إعلان حملتها الانتخابية لعام 2022 لابنته ليز، حيث وصف ترامب بـ"الجَبان" و"التهديد لجمهوريتنا" بسببمحاولاته لقلب نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2020. في نفس العام، خاضت ليز معركة انتخابية للحصول على مقعدها في الكونغرس عن ولاية وايومنغ ضدهارييت هاغمان[الإنجليزية]، المرشحة المدعومة من ترامب، التي فازت في النهاية بفارق يزيد عن 30%.[213][214]
في 6 سبتمبر 2024، أصدر ديك تشيني بيانًا علنيًا يؤكد فيه أنه يعتزم التصويت فيالانتخابات الرئاسية لعام 2024 لصالح المرشحة الديمقراطيةكامالا هاريس. في اليوم السابق، كانت ابنته ليز قد أخبرت حشدًا من الناس عن نية والدها القيام بذلك. في بيانه، عبَّر تشيني عن رأيه:
في تاريخ أمتنا الذي يمتد على 248 عامًا، لم يكن هناك شخص يشكل تهديدًا أكبر لجمهوريتنا من دونالد ترامب. لقد حاول سرقة الانتخابات الأخيرة باستخدام الأكاذيب والعنف ليبقي نفسه في السلطة بعد أن رفضه الناخبون. لا يمكن الوثوق به أبدًا في السلطة مرة أخرى. كمواطنين، لدينا جميعًا واجب وضع الوطن فوق الانتماء الحزبي للدفاع عندستورنا. ولهذا السبب سأصوت لنائبة الرئيس كامالا هاريس.[215]
كان تشيني من المؤيدينلنظرية السياسة الموحدة[الإنجليزية]،[216][217][218] التي تؤكد أن الرئيس يتمتع بسلطة كاملة للتحكم في جميع أجهزة وفروع السلطة التنفيذية، دون تدخل من الكونغرس أو القضاء في إدارة شؤون التنفيذ.
حظي تشيني في بداياته بنسب تأييد شعبي تفوق نسب الرفض، وبلغ أعلى معدل له 68% بعدهجمات 11 سبتمبر.[24] لكن معدلات الدعم له وللرئيس أخذت في الانخفاض تدريجيًا خلال فترتهما الثانية،[24][220] إلى أن وصل تشيني قبيل مغادرته المنصب إلى أدنى مستوياتها عند 13%.[220][221] وتتوافق بياناتغالوب المتعلقة به عمومًا مع نتائج استطلاعات الرأي الأخرى:[24][222]
أبريل 2001: نسبة الموافقة 63%، ونسبة الرفض 21%
يناير 2002: نسبة الموافقة 68%، ونسبة الرفض 18%(ذروة التأييد بعد أحداث 11 سبتمبر)
يناير 2004: نسبة الموافقة 56%، ونسبة الرفض 36%
يناير 2005: نسبة الموافقة 50%، ونسبة الرفض 40%
يناير 2006: نسبة الموافقة 41%، ونسبة الرفض 46%
يوليو 2007: نسبة الموافقة 30%، ونسبة الرفض 60%
مارس 2009: نسبة الموافقة 30%، ونسبة الرفض 63%(أدنى مستوى قبل مغادرته المنصب)
في أبريل 2007، مُنح تشيني درجة دكتوراه فخرية في الخدمة العامة منجامعة بريغهام يونغ، حيث ألقى خطاب التخرج.[223] كان اختيار تشيني متحدثًا في حفل التخرج مثار جدل. وأصدرت هيئة أمناء الجامعة بيانًا توضح فيه أن الدعوة يجب أن تُعتبر «موجهة لشخص يشغل منصب نائب رئيس الولايات المتحدة وليس لشخصية سياسية حزبية».[224] سمحت الجامعة بإقامة احتجاج طالما أنه لا «يتضمن هجمات شخصية على تشيني، أو هجمات على إدارة الجامعة، أوالكنيسة، أوالرئاسة الأولى[لغات أخرى]».[225]
يُعتبر تشيني من قبل العديد من المصادر أن يكون أقوى نائب رئيس في التاريخ الأمريكي.[13][14][226] في نعيه لتشيني، وصفت صحيفةنيويورك تايمز إياه بهذا الوصف، وأشارت إلى أنه كان «المستشار الأكثر تأثيرًا للرئيس بوش في عصر الإرهاب والحرب والتغير الاقتصادي».[28] وأشارتيو إس إيه توداي إلى أن تشيني كان «المهندس الرئيسي لحرب العراق» وأحد آخر الشخصيات من «الحرس القديم للحزب الجمهوري».[227] وصفتبي بي سي تشيني بأنه «المطلع الأقصى على دوائر واشنطن» الذي ساعد في تشكيل صلاحيات السياسة الخارجية للرئاسة.[27] ووفقًا لقناةالجزيرة، فقد ناضل بشدة من أجل توسيع سلطة الرئيس، التي شعر بأنها كانت تتآكل منذفضيحة ووترغيت، وزاد من نفوذ منصب نائب الرئيس من خلال تشكيل فريق للأمن القومي غالبًا ما كان يعمل كمركز قوة داخلإدارة جورج دبليو بوش.[228] كما لوحظ أنه وسَّع صلاحيات منصب نائب الرئيس و«بنى سلطة ونفوذًا لا مثيل لهما».[229] كما أشير إلى أنه حول الدور الذي كان في السابق روتينيًا لنائب الرئيس إلى «نسخة أمريكية من منصب رئيس الوزراء، تابع للرئيس، لكنه يكاد يكون متساويًا معه في القوة».[229] وكان لتشيني «دور قيادي في تنفيذ القرارات الأكثر أهمية للرئيس بوش وبعضها التي تهمه شخصيًا بدرجة كبيرة».[230]
لقد «مارس تشيني نفوذًا نادرًا في واشنطن لأكثر من ثلاثة عقود»، لكنه تلقى ردود فعل سلبية وجدلية على الصعيد العالمي، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى دوره في غزو العراق وأفغانستان، وترويجه لوجودأسلحة دمار شامل لم تثبت حقيقتهاذريعةً للحرب الأولى، وإشرافه على زيادة استخدام التعذيب ضد المواطنين والأجانب فيخليج غوانتانامو ومرافق الاحتجاز الأمريكية الأخرى حول العالم.
نتيجة لإقرار تشيني بتوقيعه على استخدام «تقنيات الاستجواب المعززة»،[231][232] بعض الشخصيات العامة ووسائل الإعلام ومنظمات الدفاع عن الحقوقدعت إلى مقاضاته[الإنجليزية] بموجب قوانين مختلفة لمناهضة التعذيب وجرائم الحرب.[233][234] وصفت صحيفةلو موند الفرنسية تشيني بأنه "أب" غزو العراق و"تجسيدًا لإفراطات حرب مكافحة الإرهاب".[235] يصف كتابجون ميتشام بعنوانالقدر والسلطة: الملحمة الأمريكية لجورج هربرت ووكر بوش، الصادر في نوفمبر 2015، بوش بأنه كان في الوقت نفسه مُشادًا ومُنتقدًا لنائب الرئيس السابق، حيث وصفه بأنه «يمتلك إمبراطوريته الخاصة» و«صارم جدًا».[236]
في أغنيةإمينيم لعام 2002«ويث آوت مي»، تشير السطور: "I know that you got a job, Ms. Cheney / But your husband's heart problem's complicated" (بالعربية:أعلم أنكِ حصلتِ على وظيفة، آنسة تشيني / لكن مشكلة قلب زوجك معقدة) إلىمشاكل صحة تشيني.[237]
في فيلمكلاب حرب (2016)، يشير السطر "God bless Dick Cheney's America" (بالعربية:ليبارك الله أمريكا ديك تشيني (أي: أمريكا في عهده)) إلى دعمه للوجود العسكري الأمريكي في العراق.[240]
في السلسلة الساخرة السياسيةما هي أمريكا؟ (2018)، خدع ساشا بارون كوهين تشيني للتوقيع على مجموعة محاكاة للتعذيب بالماء[241]
منذ عام 1993، كان ديك تشيني يمتلك منزلًا فيمقاطعة تيتون بولاية وايومنغ.[253] في عام 1987، اشترى تشيني منزلًا فيماكلين بولايةفرجينيا مقابل 450,000 دولار، ثم باعه إلى جو ألبو في عام 2001 مقابل 690,000 دولار.[254] في عام 2000، باع منزلًا فاخرًا فيدالاس، حيث كان يقيم أثناء رئاسته لشركة هاليبرتون.[254] في نفس العام، اشترى قطعة أرض في ماكلين مقابل 1.35 مليون دولار وقدم خططًا لبناء منزل بمساحة 21,000 قدم مربع.[254][255] في عام 2008، اشترى تشيني منزلًا في شارع تشين بريدج في ماكلين بولاية فرجينيا، وقام بهدمه لبناء هيكل جديد.[256] عند وفاته، كان المنزل الجديد له قيمة سوقية تقدر بحوالي 5.8 مليون دولار.[257] في عام 2019، باع تشيني منزله الصيفي فيسانت مايكلز بولايةماريلاند على الساحل الشرقي للولاية مقابل 2.1 مليون دولار، مع خسارة؛ حيث كان قد دفع 2.67 مليون دولار لشراء المنزل في عام 2005.[258]
في 24 سبتمبر 2005، خضع تشيني لعملية قسطرة داخلالأوعية الدموية استغرقت ست ساعات لإصلاحتمدُّداتشريان باطن الركبة في كلتا الساقين، وهي تقنية علاجية بالقسطرة تُستخدم في الشريان الواقع خلف كل ركبة.[264] واكتُشِفَت حالته خلال فحص طبي دوري في يوليو، ولم تكن مهدِّدة للحياة.[265] بعد خمسة أشهر، أُدخل تشيني إلى المستشفى لإجراء فحوصات بعد أن شعر بضيق في التنفُّس. وفي أواخر أبريل 2006، كشف الفحصبالموجات فوق الصوتية (تخطيط الصدى الطبي) أن الجلطة قد أصبحت أصغر.[264]
في 5 مارس 2007، تلقَّى تشيني علاجًالتجلُّط الأوردة العميقة في ساقه اليسرى فيمستشفى جامعة جورج واشنطن[الإنجليزية] بعد أن شعر بألم في ربلة ساقه اليسرى. وصف له الأطباء أدوية مميِّعة للدم وسمحوا له بالعودة إلى عمله.[266] وأفادتسي بي إس نيوز أنه في صباح 26 نوفمبر 2007، شُخِّص تشينيبالرجفان الأذيني وخضع للعلاج في ذلك اليوم.[264] في 12 يوليو 2008، خضع تشيني لفحصقلبي، وأكد الأطباء أن نبض قلبه طبيعي لرجل يبلغ 67 عامًا وله تاريخ من مشاكل القلب. وجزءًا من فحصه السنوي، أجري لهتخطيط كهربية القلب وتصوير شعاعيللدعامات الموضوعة في الشرايين خلف ركبتيه عام 2005. وذكر الأطباء أن تشيني لم يعانِ من أي عودة للرجفان الأذيني، وأنجهاز تنظيم ضربات القلب الخاص به لم يكتشف أو يعالج أياضطراب في نظم القلب.[267] في 15 أكتوبر 2008، عاد تشيني إلى المستشفى لفترة قصيرة لعلاج اضطراب بسيط في القلب.[268]
في 19 يناير 2009، أصيب تشيني بإجهاد في ظهره -أثناء نقل صناديق إلى منزله الجديد- وفقًا لبيان صادر عن البيت الأبيض. ونتيجة لذلك، جلس على كرسي متحرك لمدة يومين، بما في ذلك أثناء حضورهحفل تنصيب رئيس الولايات المتحدة عام 2009.[269][270] في 22 فبراير 2010، أُدخل تشيني إلى مستشفى جامعة جورج واشنطن بعد أن شعر بآلام في الصدر. وذكر متحدث باسمه لاحقًا أن تشيني تعرض لنوبة قلبية خفيفة بعد أن أجرى الأطباء الفحوصات اللازمة.[271] وفي 25 يونيو 2010، أُدخل تشيني مرة أخرى إلى مستشفى جامعة جورج واشنطن بعد أن أبلغ عن شعوره بعدم الارتياح.[272]
في أوائل يوليو 2010، زُوِّد تشينيبجهاز مساعد للبطين الأيسر (LVAD) في معهد إينوفا فيرفاكس لأمراض القلب والأوعية الدموية، وذلك لتعويض تفاقم حالةفشل القلب الاحتقاني لديه.[273] كان الجهاز يضخ الدم بشكل مستمر في جميع أنحاء جسمه.[274][275] أُخرِج تشيني من مستشفى إينوفا في 9 أغسطس 2010،[276] وكان عليه أن يقرر ما إذا كان سيسعى للحصول علىزراعة قلب كاملة.[277][278] كان هذا المضخة من النوعالطرد المركزي، ونتيجة لذلك بقي على قيد الحياة دوننبض لمدة تقارب خمسة عشر شهرًا.[279]
في 24 مارس 2012، خضع تشيني لعملية زراعة قلب استغرقت سبع ساعات في مستشفى إينوفا فيرفاكس فيوودبورن بولاية فرجينيا. كان تشيني على قائمة الانتظار لأكثر من 20 شهرًا قبل أن يتلقى القلب من متبرِّع مجهول الهوية.[280][281] وقد صرَّح طبيبه الرئيسي في أمراض القلب، جوناثان راينر، بأنه «لن يكون من غير المعقول أن يتوقع رجل يبلغ 71 عامًا وبصحة جيدة بخلاف مشكلة القلب أن يعيش عشر سنوات أخرى» بعد عملية الزراعة، مؤكدًا في مقابلة مُصرَّح بها من العائلة أنه يعتبر تشيني سليمًا صحيًا من جميع النواحي الأخرى.[282]
في 11 فبراير 2006، أطلق ديك تشيني عن طريق الخطأ رصاصة أصابت هاري ويتينغتون، وهو محامي تكساسي كان يبلغ من العمر 78 عامًا آنذاك، أثناء مشاركته في صيدسمَّان في مزرعة أرمسترونغ فيمقاطعة كينيديبتكساس.[283] وصل عملاء الخدمة السرية والمساعدون الطبيون، الذين كانوا برفقة تشيني، إلى مكان الحادث وقدموا الإسعافات الأولية لويتيغتون، الذي أصيب برصاص الطيور في خده الأيمن وعنقه وصدره. نُقِل ويتينغتون بواسطة سيارة إسعاف كانت جاهزة برفقة نائب الرئيس إلىمدينة كينغسفيل القريبة، قبل أن يُنقَل بطائرة هليكوبتر إلى مستشفى كوربوس كريستي التذكاري. في 14 فبراير 2006، تعرض ويتينغتونلأزمة قلبية غير مميتة ورجفان أذيني نتيجة وجود واحدة على الأقل من رصاصات الطيور في أو بالقرب من قلبه.[284] نظرًا لصغرحجم الكريات المعدنية المستخدمة في الطيور[لغات أخرى]، قرر الأطباء ترك ما يصل إلى 30 قطعة من الرصاص في جسده بدلاً من محاولة إزالتها.[285]
ذكرت الخدمة السرية أنها أبلغت شرطة المقاطعة بعد نحو ساعة من الحادث. وأوضح رامون ساليناس الثالث، شريف مقاطعة كينيدي، أنه سمع أول مرة عن الحادث حوالي الساعة 5:30 مساءً.[286] في اليوم التالي، أبلغت كاثرين أرمسترونغ، مالكة المزرعة، صحيفةكوربوس كريستي كالر-تايمز[لغات أخرى] عن الحادث.[287] في 15 فبراير 2006، أجرى تشيني مقابلة تلفزيونية معإم إس إن بي سي نيوز بشأن الحادث. وصف كل من تشيني وويتيغتون الحادث بأنه حادث. أشارت التقارير الأولية إلى أن تشيني وويتيغتون كانا صديقين وأن الإصابات كانت طفيفة. ومع ذلك، أخبر ويتينغتون لاحقًا صحيفةواشنطن بوست أنه هو وتشيني لم يكونا صديقين مقربين بل مجرد معارف. وعندما سُئِل إذا ما كان تشيني قد اعتذر له، امتنع ويتينغتون عن الإجابة.[288]
أصدر مكتب شريف المقاطعة تقريرًا عن الحادث في 16 فبراير 2006، وتضمنت البيانات شهادة الشهود في 22 فبراير، مشيرة إلى أن الحادث وقع في يوم صافٍ مشمس، وأنه أُطلِق النار على ويتيغتون من مسافة 30 أو 40 يارد (30 أو 40 م) أثناء بحثه عن طائر سقط. زعمت كاثرين أرمسترونغ، مالكة المزرعة، أن جميع أفراد مجموعة الصيد كانوا يرتدون معدات أمان برتقالية اللون، وأنه لم يكن هناك أي شخص قد شرب الكحول.[289] ومع ذلك، اعترف تشيني بأنه تناول بيرة واحدة قبل أربع أو خمس ساعات من وقوع الحادث.[290] على الرغم من أن مستندات مكتب شريف مقاطعة كينيدي تدعم القصة الرسمية التي رواها تشيني وأفراد مجموعته، إلا أن إعادة تمثيل الحادث التي أعدها جورج جونغورا وجون ميتز من صحيفةكوربوس كريستي كالر-تايمز أظهرت أن المسافة الفعلية لإطلاق النار كانت أقرب من الـ 30 ياردة التي ذُكِرَت في البداية.[291]
تسبب الحادث في تراجع شعبية تشيني في الاستطلاعات.[292] وفقًا لاستطلاعات الرأي التي أُجريت في 27 فبراير 2006، أي بعد أسبوعين من الحادث، انخفضت نسبة تأييد تشيني بمقدار 5 نقاط مئوية لتصل إلى 18%.[293] كما أصبح الحادث موضوعًا للسخرية والنكات، حيث تم تناوله في العديد من البرامج الفكاهية والنقد الإعلامي.[294] '
مثل غيره من أفراد عائلته، كان تشيني صياد أسماكٍ شغوف، ولا سيما بصيد الأسماكبالطُعم الطائر فينهر سنيك. قال رفيقه الدائم في القارب، ديك سكارليت، إنه كان ماهرًا جدًّا: «ديك يستطيع أن يضع الطُعم على صحن على بُعد أربعين قدمًا».[295] وخلال فترة تولِّيه منصب نائب الرئيس، كان مضغوطًا بالوقت، لكنه كان يقضي نحو عشرة أيام سنويًا في الصيد، وكان الاسم الرمزي الذي استخدمته له الخدمة السرية هو "أنغلر" (الصيَّاد). وكان لديه مكتبة تضم نحو مئة كتاب عن الصيد، من بينها كتب كلاسيكية مثلTrout لإرنست شفيبرْت وThe Compleat Angler لإيزاك والتون. وكان يفضِّل الصيد في صمت، ويتحمل بثبات ما قد يتعرض له من إصابات عرضية، مثل أن يعلَق به طُعم أحد الصيادين الآخرين.[296][297]
أصدر الرئيس الأمريكي السابقجورج دبليو بوش عقب وفاته بيانًا يشيد فيه بتشيني، واصفًا إياه بأنه "أحد أروع الموظفين العموميين في جيله، وطنيٌّ تحلَّى بالنزاهة والذكاء الرفيع والجدية في أداء كل منصب شغله".[300] كما أصدر الرؤساء الديمقراطيون السابقونبيل كلينتون وباراك أوباما وجو بايدن بيانات تكريم لتشيني.[301][302][303] في حين نشر نائبو الرئيس السابقيندان كويل وآل غور ومايك بنس وكمالا هاريس بيانات تعزية بعد وفاته.[303] أما نائب الرئيسجيه دي فانس والرئيسدونالد ترامب فلم يصدُر عنهما أي تعليق عقب إعلان الوفاة،[303][304] مع أن الأعلام الأمريكية في البيت الأبيض نُكِّسَت تكريمًا لتشيني يوم وفاته.[305] وعندما سُئلتالمتحدثة باسم البيت الأبيض،كارولين ليفيت، عن سبب عدم تعليق ترامب، اكتفت بالقول إن «الرئيس على علم بوفاة تشيني»، دون أن تقدم أي توضيحات إضافية.[306] صرَّح زعيم الأغلبية فيمجلس الشيوخ،جون ثون، بأن قيادة الحزب الجمهوري راجعت إمكانية أن يُسجَّى جثمان تشيني في قاعة الروتوندا في مبنى الكابيتول الأمريكي (الكونغرس) تكريمًا له.[307]
وجَّه عدد من الشخصيات العامَّة والناشطين انتقاداتٍ حادَّة لتشيني، ونعته بعضهم بأنه «مجرم حرب» و«مسؤول عن مقتل أعداد كبيرة من الناس»، معتبرين أنه لم يُحاسب على أفعاله في حياته.[308][309]
أُقيمت جنازته فيكاتدرائية واشنطن الوطنية فيواشنطن العاصمة يوم 20 نوفمبر.[310] وكان هذا الحدث هو المرة الثانية فقط التي يُقام فيها جنازة لنائب رئيس في الكاتدرائية.[311] من بين أفراد العائلة الحاضرين كانت أرملتهلين، وابنتاه، وأحفاده من ابنته ليز.[312] حضر الجنازة أيضًا الرئيسان السابقانجو بايدن (الذي شغل أيضًا منصب نائب الرئيس سابقًا) وجورج دبليو بوش، إلى جانب السيدتان الأولى السابقتانجيل بايدن ولورا بوش.[313][314] كما حضر جميع نواب الرئيس السابقون الأحياء: كامالا هاريس، ومايك بنس، وآل جور، ودان كوايل، إلى جانب السيدتين الثانية السابقتينمارلين كوايل وكارين بنس.
ألقت ابنة تشيني ليز، وثلاثة من أحفاده، وبوش، والمراسل السابق لشبكةإن بي سي بيتي ويليامز، وطبيب القلب السابق لتشيني جوناثان راينر، الخطب التأبينية.[317][318] وقدم القس راندولف هوليريث الختام بخطبة.[317] رفضبيل كلينتون الحضور بسبب مشاركته في حدث في أركنساس للاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لقصر حاكم أركنساس.[319] كما رفض باراك أوباما الحضور. ولم يُدعَى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائب الرئيس جي. دي. فانس.[320] كما رفضت السيدتان الأولى السابقتانهيلاري كلينتون وميشيل أوباما الحضور.[313]
تشيني، ريتشارد ب.؛تشيني، لين ف. (1983).Kings of the Hill: Power and Personality in the House of Representatives [ملوك التل: القوة والشخصية في مجلس النواب]. نيويورك: كنتنيوم.ISBN:0-8264-0230-5.
تشيني، ديك (1997).Professional Military Education: An Asset for Peace and Progress [التعليم العسكري المهني: رصيد للسلام والتقدم]. إخراج وتحرير بيل تايلور. واشنطن دي. سي.: مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.ISBN:0-89206-297-5.OCLC:36929146.
^Reynolds، Paul (أكتوبر 29, 2006)."The most powerful vice-president ever?".BBC News. United Kingdom: British Broadcasting Corporation.مؤرشف من الأصل في November 29, 2010. اطلع عليه بتاريخJanuary 13, 2013.
^Cheney: The Untold Story of America's Most Powerful and Controversial Vice President, p. 11
^Dick Cheney is a descendant of William Cheney (1604–1667), who was a native of England and was recorded to be in Roxbury, Massachusetts by 1640. whileبنجامين بيرس تشيني was a descendant of William's brother, John Cheney, who was recorded in Roxbury in 1635 and who moved to Newbury, Massachusetts, the following year. See Charles Henry Pope,The Cheney Genealogy, Vol. 1, pp. 17–33, Boston: Charles H. Pope, 1897;The National Cyclopaedia of American Biography, Vol. X, pp. 213–214, New York: James T. White & Company, 1909, reprint of 1900 edition.
^McCollough, Lindsay G. (Producer); Gellman, Barton (Narrator).The Life and Career of Dick Cheney.The Washington Post (Narrated slideshow). مؤرشف منالأصل في 2019-12-11. اطلع عليه بتاريخ2007-12-18.
^Lemann، Nicholas (مايو 7, 2001)."The Quiet Man".النيويوركر.مؤرشف من الأصل في September 18, 2004. اطلع عليه بتاريخAugust 2, 2006.
^ابجدMcCollough, Lindsay G. (Producer); Gellman, Barton (Narrator).The Life and Career of Dick Cheney.The Washington Post (Narrated slideshow). مؤرشف منالأصل في 2022-08-18. اطلع عليه بتاريخ2007-12-18.
^Taggart، Charles Johnson (1990). "Cheney, Richard Bruce".1990 Britannica Book of the Year. Chicago:الموسوعة البريطانية, Inc. ص. 85.ISBN:0-85229-522-7.
^Kiely, Eugene (16 Dec 2014)."Cheney's Tortured Facts".FactCheck.org (بالإنجليزية الأمريكية).Archived from the original on 2019-08-16. Retrieved2019-06-05.
^Obama، Barack (5 نوفمبر 2025)."Barack Obama post on the death of Dick Cheney".Facebook.com. اطلع عليه بتاريخ2025-11-06.Although Dick Cheney and I represented very different political traditions, I respected his life-long devotion to public service and his deep love of country. Michelle and I extend our deepest condolences to his family.