الدَّبُّور[1][2][3][4] أوالصَّقِيع[5] أوالزنبور الكبير[2] (بالإنجليزية:Hornet) (الجمع: زَنابير) وتُسمَّى جماعتهالخَشْرم[6] ووكرهاالخَشَّاء[7]، هو أكبرالتنظيمات الاجتماعيةللزنابير؛ حيث يصل طول بعض الأنواع إلى 5.5 سـم (2.2 بوصة). تشكل الزنابير الكبيرة جنسالزنبور[8] (الاسم العلمي:Vespa)، وتتميز عن الزنابير الأخرى من حيث عرضالرأس (جزء في الرأس يقع خلف العين). إن أكثر أنواع الدبابير شيوعًا هوالدبور الأوروبي (Vespa crabro)، يُراوح طوله بين 3-2 سم، وينتشر انتشارًا كبيرًا فيأوروبا،وروسيا،وشمال شرق آسيا.
الدَّبُّور تسميةمولَّدة، وأقدم ذكر لها جاء في القرن الثاني عشر الهجري (الثامن عشر الميلادي) في كتابتاج العروس من جواهر القاموسلمرتضى الزبيدي ولعلها تصحيف "دَبْر"، قالَابْنُ السِّكِّيت: الدَّبْرُ النَّحْلَ، وجَمْعُه: دُبُورٌ» [تهذيب اللغة]، «قال الأصمعيّ: [الدَّبْرُ] لا واحِدَ لها، و يجمع على: دُبُورٍ. ويُقال للزنابير أيضًا: دَبْر» [الصحاح]، «والدَّبُورُ، بِفَتْحِ الدَّالِ: النَّحْلُ، لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا، وَيُقَالُ لِلزَّنَابِيرِ أَيضًا دَبْرٌ. وحَمِيُّ الدَّبْرِ: عَاصِمُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ أَبي الأَفلح الأَنصاري مِنْ أَصحاب سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُصيب يَوْمَ أُحد فَمَنَعَتِ النَّحْلُ الْكُفَّارَ مِنْهُ، وَذَلِكَ أَن الْمُشْرِكِينَ لَمَّا قَتَلُوهُ أَرادوا أَن يُمَثِّلُوا بِهِ فَسَلَّطَ اللَّهُ عز وجل عَلَيْهِمُ الزَّنَابِيرَ الْكِبَارَ تَأْبِرُ الدَّارِعَ فَارْتَدَعُوا عَنْهُ حَتَّى أَخذه الْمُسْلِمُونَ فَدَفَنُوهُ»، تسمية «دبُّور»سريانيّة معرّبة وتُستخدم في بلاد الشام للإشارة إلى هذه الحشرة من الزنابير، ولعل فصيحها "السُّرْمَان"، جاء فيلسان العربلابن منظور: «والسُّرْمَان: ضرب من الزنابير أصفر وأسود، وفي التهذيب: صفر، ومنها ما هو مُجزَّع بحمرة وصفرة وهو من أخبثها، ومنها سُودٌ عظام». قال الفريقأمين المعلوف في كتابه معجم الحيوان أن اسم زنبور يشير إلى هذه الحشرة الكبيرة،[9] إلا أنها تتناقض مع ما ورد في كتابحياة الحيوان الكبرىلكمال الدين الدميري والمراجع القديمة الأخرى التي ذُكرت فيها أن لهذه الحشرة أنواع مختلفة ليست فقط الكبيرة.
بالنسبة إلىالدبور الأوروبي، تؤسس الأنثى المُخصبة العُش في الربيع، وتُعرف باسمالملكة. وبصفةٍ عامة، تختار الأنثى الأماكن المحمية كجذوع الأشجار المجوفة والمظلمة. في البداية تقوم بعمل سلسلة من الخلايا (تصل إلى 50) مصنوعة من لحاء الشجر الممضوغ. يتم ترتيب الخلايا في طبقات أفقية تُسمىأمشاط، بحيث تكون كل خلية في وضع رأسي ومغلقة من الأعلى. وبعد ذلك يتم وضع بيضة في كل خلية. وبعد مرور من 5-8 أيام، تفقس البيضة، وفي الأسبوعين التاليين، تمر اليرقات بمراحلها الخمسة. وأثناء ذلك، تُغذيها الملكة من نظام غذائي غني بالفيتامينات من الحشرات. وبعد ذلك، تغزل اليرقة غطاءً حريريًا على فتحة الخلية، وخلال الأسبوعين التاليين، تتحول لتصبح بالغة، وذلك من خلال عملية تُعرف باسماستحالة. وبعدها تسلك طريقها من خلال الغطاء الحريري. وتدريجيًا يتحمل أول جيل من العمال، دائمًا من الإناث، كل المهام التي كانت تقوم بها الملكة سابقًا (البحث عن الغذاء، وبناء العشش، والاهتمامبـالفقسة، إلخ.) باستثناء:وضع البيض، الذي يظل مقصورًا على الملكة.
تاريخ حياة الدبور الأوروبي
وبمجرد أن يزيدحجم المستعمرة، تتم إضافة أمشاط جديدة، كما يتم إنشاء غطاء حول طبقات الخلية إلى أن يصبح العش مغطى تمامًا باستثناء فتحة الدخول. ويصل حجم المستعمرة في ذروة عدد سكانها إلى 700 عامل في نهاية فصل الصيف.
وعندئذٍ تبدأ الملكة في إنتاج أولى الأفراد المنتجين. فيتحول البيض المُخصب إلى إناث (أطلق عليها علماء الحشرات اسم «الملكات[الإنجليزية]»)، بينما يتحول البيض غير المُخصب إلى ذكور (يطلق عليها أحيانًا «درونز» (drones)). لا يشارك البالغون من الذكور في صيانة العش، ولا البحث عن الطعام، ولا الاهتمام باليرقات. ومن بداية الخريف حتى منتصفه، يترك الذكور العش ويتزاوجون أثناء «الطيران التزاوجي». وبعد فترة وجيزة من الزواج يموت الذكور. كما يبقى العمال والملكات على قيد الحياة غالبًا حتى منتصف فصل الخريف أو آخره، بينما تبقى الملكات المُخصبة فقط على قيد الحياة حتى الشتاء.
وهناك دورات حياة مشابهة للأنواع الأخرى التي تعيش في الأماكن المعتدلة (مثلالدبور الياباني، (Vespa simillima)، أودبور البلح (V. orientalis)). ولكن في حالة الأنواع التي تعيش في المناطق الاستوائية (مثلفي تروبيكا (V. tropica))، يختلف تاريخ حياتها كثيرًا، أما بالنسبة إلى الأنواع التي تعيش في كلا المناطق الأستوائية والمعتدلة (مثلالدبورالآسيوي العملاق (Vespa mandarinia))، فمن المرجح أن تعتمد دورة الحياة على خط العرض.
توجد الدبابير بشكل أساسي فينصف الأرض الشمالي. إنالدبور الأوروبي هو النوع الأكثر شهرة، وينتشر بشكلٍ كبير فيأوروبا (لكنه لا يوجد أبدًا في شمالدائرة عرض 63)، فيالصين الشمالية، كما أنه النوع الوحيد الموجود فيأمريكا الشمالية،وأوكرانيا،وروسيا الأوروبية (عدا المناطق الشمالية البعيدة). وفي الشرق، يمتد توزيع هذا النوع منجبال الأورال وحتىسيبيريا الغربية (يوجد في المنطقة المجاورةلـخانتي-مانسييسك). ويحتاج لحمايته في بعض المناطق. وقد بدأ الدبور الأوروبي الشائع في الظهور في أمريكا الشمالية صدفةً في حوالي منتصف القرن التاسع عشر، وعاش هناك منذ ذلك الوقت في نفس المجال تقريبًا في أوروبا. وبالرغم من ذلك، لم يوجد أبدًا في غرب أمريكا الشمالية. أما فيآسيا، يوجد الدبور الأوروبي الشائع في سيبيريا الجنوبية، وأيضًا في الصين الشرقية.
تملك الدبابيرلدغات تستخدمها لقتل فرائسها والدفاع عن خليتها. إن لدغة الدبابير تسبب ألمًا أكبر للبشر أكثر من الزنابير التقليدية لأن سم الدبور يحتوي على كمية كبيرة (5%) منأستيل كولين.[10] انظرمؤشر سكميدت لألم اللدغة.[11] يمكن أن تلدغ أفراد الدبابير عدة مرات؛ على عكسالنحل التقليدي، ولا تموت الدبابير والزنابير بعد اللدغ لأن إبرها غير شائكة ولا تُنتزَع خارج أجسامها.
تختلف سُمَّية اللدغات وفقًا لنوع الدبور، فبعض الدبابير تلدغ لدغة عادية، والبعض الآخر يُصنَّف ضمن أكثر الحشرات الشائعة سُمِّية.[12] ولا تكون لدغات الدبابير قاتلة في ذاتها، باستثناء الضحايا الحساسة أحيانًا.[12] وقد تكون هناك لدغات عديدة للدبابير غير الأوروبية نظرًا للمكونات التي يحويها سم بعض الأنواع والتي تكون شديدة السُمِّية.[13] إن لدغاتالدبورالياباني العملاق (فيسبا مندارينا جابونيكا (Vespa mandarinia japonica)) هي أكثر اللدغات المعروفة سُمِّية.[12]
إن لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه سم الدبور حساسية أيضًا تجاه لدغات الدبور. تتم معالجة التفاعلات الأرجية عامةً عن طريق حقنةالـأدرينالين باستخدام أداة مثلحقنة الأدرينالين الأوتوماتيكية، مع وجود علاج ومتابعة فورية في المستشفى. في الحالات الشديدة، قد يتعرض الأشخاص ذوو الحساسيةلـصدمة تأقية ويموتون إذا لم يتلقوا العلاج بشكل فوري.[14]
يمكن أن تقوم الدبابير، مثل كثيرٍ من الزنابير الاجتماعية، بإعداد العش بأكمله للدغ دفاعًا عن نفسها، وهو أمرٌ شديد الخطورة للحيوانات والإنسان. يتم إطلاقفيرومون الهجوم لدى الدبور في حال وجود تهديد للعُش، وللإشارة لوجود فريسة، مثل النحل.[15] وتم التعرف على ثلاثة مركبات كيميائية حيوية من الناحية البيولوجية: 2-بيوتانول،بنتان-2-ول، و1-ميثيل بوتيل 3-ميثيل بيوتانول. في الاختبارات الميدانية، أثار 2-بيوتانول وحده إنذارًا متوسطًا، ولكن أدت زيادة المكونين الآخرين إلى زيادة العدوانية مع حدوث تأثيرتآزري.[15]
إذا قُتل الدبور بالقرب من العش، قد يُطلق الفيرمون الذي قد يؤدي إلى هجوم الدبابير الأخرى. يمكن أن تثير المواد التي تحتك بالفيرومون، مثل: الملابس، والجلد، والفرائس والدبابير الميتة، الهجوم، بالإضافة إلى نكهات طعام محددة، مثل الموز، ونكهة التفاح، والروائح التي تحتوي علىC5 كحوليات وC10إستر.[15]
يتغذى ذكر الدبور والحشرات التي تقاربه (مثلالدبور المقلم) على النباتات الغنية بالرحيق والسكريات. ومن ثمَّ، فإننا نراهم دائمًا على عصارةشجر البلوط، والفواكه الحلوة المتعفنة، والعسل، وأية مواد غذائية تحتوي على سكريات. تُحلق الدبابير بصفة مستمرة فوق البساتين لكي تنقض على الفاكهة شديدة النُضج. إذا قام شخص بقطف ثمرة (مثل الكمثرى) بداخلها دبور، يكون أكثر عرضة لهجوم الدبور المنزعج عليه؛ حيث أن الدبابير تميل إلى حفر ثقب داخل الثمرة ليغطس نفسه في لحمها الغض.
تتغذى الدبابير البالغة على حشرات متنوعة أيضًا، والتي تقتلها بلدغاتها وفكها. نظرًا لحجمها وقوة سمها، تستطيع الدبابير قتل الحشرات الكبيرة أو الخطيرة مثل:نحل العسل،والـجنادبوالـجراد بلا صعوبة أو جهد كبير. يتم مضغ الضحية بصورة تامة ثم إعطاؤهاللـيرقات التي تنمو في العش في صورة ردغة، بدلاً من قيام الدبابير البالغة بأكلها. وبما أن بعض الفرائس تُعتبر مزعجة، قد تُعتبر الدبابير مفيدة في بعض الظروف.
^P. Barss (1989). "Renal failure and death after multiple stings in Papua New Guinea. Ecology, prevention and management of attacks by vespid wasps".Med J Aust. ج. 151 ع. 11–12: 659–63.PMID:2593913.