تأسست المدينة في الأصل كمستوطنةللفايكنغ، ثم تطورت لتصبح «مملكة دبلن». أصبحت المدينة الرئيسية في الجزيرة في أعقاب غزوالنورمان لأيرلندا. توسعت المدينة بشكل سريع منذالقرن السابع عشر. وكانت لفترة وجيزة ثاني أكبر مدينة فيالإمبراطورية البريطانية، وخامس أكبر مدينة فيأوروبا. دخلت دبلن فترة من الركود بعد قانون الاتحاد عام 1800، لكنها بقيت مع ذلك المركز الاقتصادي الأوللجزيرة أيرلندا. بعد تقسيم أيرلندا عام 1922، أصبحت دبلن عاصمة جمهورية أيرلندا الحرة، والتي سُمّيت فيما بعد جمهورية أيرلندا.
تُدار مدينة دبلن بشكل منفصل عن إدارة المقاطعة التي تتبع لها وذلك بواسطة مجلس مدينة خاص بها، على غرار مدن أيرلندا الأخرى مثلكوركوليمريكوغالواي و ووترفورد. صُنّفت المدينة من قبل «شبكة أبحاث المدن العالمية والعولمة GaWC»كمدينة عالمية بترتيب ألفا، ما وضعها ضمن قائمة المدن 30 الأولى في العالم.[10][11]تعتبر دبلن مركزاً تاريخياً وحضارياً وثقافياً في إيرلندا، وهي مركزالتعليم الحديثالفنونوالإدارةوالاقتصادوالصناعة في البلاد.
يأتي اسمدبلن من الكلمة الأيرلندية الوسطى التي تعني (حرفيًا «البركة السوداء»)،دَبْ يعني «أسود، داكن»ولِنْ بمعنى «بركة». تطورت هذه الصيغة إلى الشكل الأيرلندي الحديث. إذ يشير الاسم إلى حوض المد والجزر المظلم في موقع حدائق القلعة في الجزء الخلفي من قلعة دبلن، حيث يدخل نهر بودل ضمننهر ليفي.[12]
تاريخيًا، استخدم الكتبة الذين يكتبون بالخط الجزيري حرفb مع نقطة فوقه لتمثيلbh الحديث، ما أدى إلى Du(i)ḃlinn. أما أولئك ممن ليس لديهم معرفة باللغة الأيرلندية فقد حذفوا النقطة وأصبحت تهجئة الاسمDublin. احتُفظ بالنطق الأيرلندي الأوسط في أسماء المدينة بلغات أخرى مثلاللغة الإنجليزية القديمة والنوردية القديمة والآيسلندية الحديثة واللغة المنكية الحديثة وكذلك الويلزية والبريتانية. تحمل مناطق أخرى في أيرلندا أيضًا اسمDuibhlinn الذي يُنطق بأشكالٍ مختلفة، عُثر كذلك على اختلافات في الاسم ضمن مناطق ناطقة باللغة الغيلية تقليديًا وتتبع لاسكتلندا.[13]
يُعتقد اليوم أن مستوطنة كنسيّة مسيحية تُعرف باسمدبلن سبقت مستوطنة الفايكنغ، ومنها أُخذ الاسم. منذ القرنين التاسع والعاشر، وُجدت مستوطنتان حيث تقع المدينة الحديثة اليوم، هما مستوطنة الفايكنغ نحو عام 841، ومستوطنة الغيليين («معبرُ العقبات») أعلى النهر، عند جسر الأب ماثيو الحالي (المعروف أيضًا باسم جسر دبلن)، أسفل شارع الكنيسة.[14]
Baile Átha Cliath، ويعني «بلدة معبر (مخاضة) العقبات»، هو الاسم الشائع للمدينة في اللغة الأيرلندية الحديثة، إذ إنّÁth Cliath هو اسم مكان يشير إلى نقطة عبور نهر ليفي بالقرب من جسر الأب ماثيو.[15] كانBaile Átha Cliath ديرًا مسيحيًا قديمًا، ويُعتقد أنه وُجد في منطقة شارع Aungier الذي تشغله حاليًا كنيسة شارع الراهب الأبيض الكرملية. ثمة مدن أخرى تحمل نفس الاسم، مثلÀth Cliath في شرق آيرشاير، اسكتلندا، والتي تنطق بالإنجليزية هيرلفورد.
على الرغم من أن منطقة خليج دبلن قد سُكنت منذ عصور ما قبل التاريخ، إلا أن كتاباتكلاوديوس بطليموس تشير إلى أن أول استيطان بشري في المنطقة يعود إلى عام 140 ميلادي، وقد سمى المستوطنة «إبلانا». تمركزت المستوطنات الإسكندنافية المتعاقبة على نهر بوديل، وهو أحد فروع نهر ليفي. كان نهر بوديل يربط بين بحيرة دبلن (البحيرة السوداء) ونهر ليفي. تقع البحيرة الآن مقابلمكتبة تشستر بيتي فيقلعة دبلن.
تأسست دبلن كمستعمرةللفايكنج في القرن التاسع، على الرغم الثورات العديدة التي قام بها الأيرلنديون الأصليون، إلا أنها بقيت تحت سيطرة الفايكنج حتى غزوالنورمان لأيرلندا عام 1169.[16]استعان ملكلاينستر «ديارميت ماك مُرتشادا»بإيرل بمبروك لإخضاع دبلن. بعد موت الملك، أعلن سترونغبو نفسه ملكاً على لاينستر بعد أن سيطر على المدينة. بعد هذه الأحداث، أكد الملكهنري الثاني ملك إنجلترا سيادته بشن هجوم كبير عام 1171 وأعلن نفسه ملكاً على إيرلندا.[17] في ذلك الوقت، تأسست مقاطعة مدينة دبلن مع مدن أخرى قريبة. وقد استمر هذا النمو حتى عام 1840 حينما تم فصل بارونية المدينة عن بارونية دبلن. ومنذ عام 2001، أعيد تعيين البارونية باسم بارونية دبلن.
شارع هنرييتا، تأسس في عقد 1720 وهو أول شارع على الطراز الجورجي في دبلن
حيث أن المدينة واصلت الازدهار فيالقرن الثامن عشر، أصبحت دبلن ولفترة قصيرة ثاني أكبر مدينة فيالإمبراطورية البريطانية، وخامس أكبر مدينة أوروبية، حيث تجاوز عدد سكانها 130000 نسمة. وتعود معظم المعالم الشهيرة في المدينة إلى تلك الفترة كالمحاكم الأربعة وبيت الجمارك وشارع غرافتون. نتيجة التطور الهائل الذي طرأ على المدينة في القرن الثامن عشر، ظهرت معالم ومبانٍ شهيرة عديدة كساحة مريون ومبنى البرلمان الأيرلندي وقاعة المدينة.شهدت دبلن وعموم أيرلندا فترة تراجع في الاقتصاد والسياسة فيالقرن التاسع عشر، بعد قانون الاتحاد عام 1800، إذ نقل بموجبه مبنى البرلمان إلى «برلمان ويستمنستر» فيلندن. لم تلعب المدينة أي دور هام فيالثورة الصناعية، لكنها بقيت مركز الاقتصاد ونقطة النقل في الجزيرة. لم يكن في أيرلندا مصادر كبيرة من الفحم والوقود في ذلك الوقت، كما لم تكن دبلن مركزاً لصناعة السفن، المحرك الاقتصادي الرئيسي في التنمية الصناعية في بريطانيا وأيرلندا.[16] تطورتبلفاست بصورة أسرع من دبلن خلال تلك الفترة بفضل التجارة الدولية ومصانع إنتاج الأقمشة وبناء السفن.[18]
توجد مسارح عدة ضمن مركز المدينة وأفرزت المدينة العديد من الممثلين المعروفين من الحياة المسرحية الدبلنيَّة ومنهممايكل غامبونوبرندان غليسونوستيفن رياوكولين فاريلوكولم ميانيوغابريل بيرن. ومن أشهر مسارح دبلن هناك مسرح غيتيومسرح آبي ومسرح أولمبيا ومسرح غيت. يتخصص مسرح غيتي بتقديم الأعمال الموسيقية والأوبرالية كما يفتح أبوابه بعد انتهاء أمسيات العروض لاستضافة مجموعة متنوعة من الأفلام والعروض الموسيقية والراقصة الحيَّة. يرجع تاريخ تأسيس مسرح آبي إلى عام 1904 على يد مجموعة كان من بينها الشاعرويليام بتلر ييتس بهدف تشجيع المواهب الأدبية الأصيلة. وبالفعل فقد شهد المسرح تحقيق نجاحات لمجموعة من أشهر كتّاب المدينة مثلجون ميلينغتون سينغ وويليام بتلر ييتس نفسه وجورج برنارد شو. أمَّا مسرح غيت فقد افتتح عام 1928 بهدف تشجيع الأعمال الفنية الأوروبية والأمريكيةالطليعية.
وبالإضافة إلى الدور الحيوي والفاعل التي اضطلعت وما زالت تضطلع فيه دبلن من الناحيتين الأدبية والمسرحية، فقد كانت المدينة أيضاً بؤرة معظم الحياة والحراك الفني في أيرلندا. تعد مخطوطة «كتاب كيلز» المشهورة عالمياً والعائدة لسنة 800م والتي كتبها رهبانكلتيون مثالاً علىالفن الجزيري، وهي معروضة الآن فيكلية الثالوث. تحويمكتبة تشستر بيتي مجموعة من المخطوطات ولوحات المنمنمات والمطبوعات والرسومات والكتب النادرةوالزخفيات التي جمَّعها مليونير المناجم الأمريكي والمواطن الأيرلندي الفخريألفرد تشستر بيتي (1875–1968). يرجع تاريخ أقدم قطع المجموعة إلى سنة 2700 ق.م وهي مأخوذة من مناطق عدة من حول العالم في آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا.
كما توجد العديد منالمتاحف الفنية التي تفتح أبوابها للعموم في المدينة وأبرزهاالمتحف الأيرلندي للفن الحديثومعرض أيرلندا الوطني ومعرض هيو لين ومعرض دوغلاس هايد ومركز مشروع الفنون والأكاديمية الملكية الهيبيرنية. أمَّا من أبرز المعارض الفنية الخاصة فهنالك معرض غرين أون ريد ومعرض كرلين ومعرض كيفن كافنه وغيرها العديد.
دبلن بقعة تسوق شعبية لكلاً من الناس والسياح الإيرلنديين. مركز مدينة دبلن له عدة مناطق تسوق، من ضمن ذلك شارع جرافتون، شارع هنري، مركز تسوق ستيفن الأخضر، مركز تسوق جيرفيس، ومركز تسوق لاس المجدد حديثاً. على شارع جرافتون تتضمن الدكاكين الأكثر شهرة بروان وتوماس والدكان أخته BT2.
يحتوي بروان توماس «مخازن صغيرة» مثل تشانل (Chanel)، هيرمز (Hermes)، ولويس فويتن على واجهة شارع ويكلو.
تعتبر دبلن مركز التعليم الرئيسي فيأيرلندا، إذ أن فيها ثلاث جامعات والعديد من مؤسسات التعليم الأخرى.كما يوجد في دبلن 20 معهداً. ويشار هنا إلى أن دبلن كانت العاصمة الأوروبية للعلوم عام2012.[20][21]
تعتبرجامعة دبلن الجامعة الأقدم في أيرلندا، إذ تأسست فيالقرن السادس عشر، وتقع في قلب المدينة، وهذا وقد تأسست الكلية التأسيسية الوحيدة،كلية الثالوث (دبلن)، بموجب أمر ملكي أصدرتهالملكة إليزابيث الأولى عام1592. ويذكر أن الكنيسة الكاثوليكية قد حظرت على الطلاب من الروم الكاثوليك الالتحاق بالجامعة وذلك حتى عام 1970. ويصل عدد الطلاب الملتحقين بالجامعة حوالي 15000 طالب.هناك فرع لجامعة أيرلندا الوطنية NUI في دبلن أيضاً في نفس موقع كلية لندن الجامعية، أكبر جامعات أيرلندا التي يزيد عدد طلابها عن 22000 طالب. يقع الحرم الجامعي لكلية لندن الجامعية على بعد 5 كيلو مترات إلى الشرق من وسط المدينة. كما يوجد فيها كلية دبلن الملكية للطب، والمعهد الأوروبي للشؤون الأوروبية.
تختص جامعة مدينة دبلن في الأعمال والهندسة والعلوم. وتضمن 10000 طالب وتقع على بعد 7 كيلومتر شمال المدينة.يعتبر معهد دبلن للتكنولوجيا كلية تقنية حديثة وهي أكبر معهد غير جامعي في المدينة. يختص في المواضيع التقنية إضافة إلى العديد من المواضيع في الإنسانيات والفنون. لهذا المعهد فروع في العديد من المواقع في دبلن لكن هناك خطة لجمعها في حرم واحد في موقع جديد.من المعاهد التعليمية الأخرى في دبلن:
كلية بورتوبيلو
كلية دبلن للأعمال (أكبر كلية خاصة، يبلغ عدد طلابها 9000 طالب)
تدار مدينة دبلن بواسطة «مجلس مدينة دبلن»، لكن منطقة مدينة لندن تتضمن المناطق الحضرية المتاخمة للمدينة والتي تتضمن مناطق الإدارة المحلية المجاورة وهي:
ليوير
راثداون
فينجال
جنوب دبلن
بلغ عدد سكان دبلن حسب تعداد عام 2002 حوالي 495.781 نسمة، بينما بلغ عدد سكان إقليم دبلن في نفس التعداد حوالي 1.122.821 نسمة، في الوقت الذي احتوت فيه منطقة دبلن العظمى على 1.565.446 نسمة.
يزيد سكان المدينة بسرعة، ويقدر بأن عدد سكانها سيصل إلى 2.1 مليون نسمة بحلول 2021، اليوم يعيش حوالي 40% من سكان جمهورية أيرلندا ضمن مساحة تبلغ 100 كم مربع.
وتبلغ نسبة المواطنين الأجانب فيأيرلندا حالياً 10%، وتعتبر دبلن مقر نسبة كبيرة من القادمين الجدد من أجزاء أخرى من البلاد، على سبيل المثال 60% من سكان أيرلندا يعيشون في دبلن.
عام2009، أدرجت دبلن كرابع أغنى مدينة في العالم حسبالقوة الشرائية وأغنى عاشر مدينة في العالم من حيث دخل الفرد.[22][23] حسب مسح Mercer لتكاليف المعيشة لعام 2011، احتلت دبلن المرتبة 13 في قائمة أغلى المدن فيالاتحاد الأوروبي (وقد كانت في المرتبة العاشرة عام 2010) والمرتبة 58% في قائمة أغلى المدن العالمية للعيش (كانت في المرتبة 42 عام 2010).).[24]
تعتبر دبلن المحور الرئيسي لشبكة الطريق الريفي السريع M 50 (الطريق الأشد ازدحاماً فيأيرلندا).
وسيلة النقل الأشهر هي «حافلة دبلن» وهي مخدومة بشبكةٍ شاملةٍ من الطرق تصل إلى 200 طريق تقريباً، تخدم كل مناطق المدينة وضواحيها، وقد تأسست شركة حافلة دبلن عام 1987؛ لكن ظهرت عدد من الشركات الصغيرة في السنوات الأخيرة المختصة بخدمات النقل. هام 2004، كان يعمل لدى شركة حافلة دبلن 3408 موظف وتشغّل 1067 حافلة، كانت تقوم بنصف مليون رحلة في كل يوم عمل.
كما أقامت المدينة أيضاً «اتفاقات تعاون» مع عدد من المدن الأخرى،[26] وكانت في السابق قد اقترحت اتفاقات معريو دي جانيرو ومدينةغوادالاخارا المكسيكية.[34][35]
^Tambling، Jeremy (2017).The Palgrave Handbook of Literature and the City. Palgrave Macmillan. ص. 98.ISBN:978-1137549105.
^"Dublin/Baile Átha Cliath – Placenames Database of Ireland".مؤرشف من الأصل في 2022-08-12. اطلع عليه بتاريخ2022-08-04.Baile Átha: almost invariably throughout Ireland is pronounced as if written Blah as B.A Claith - Blaclia; Blá Cliath; Baile Átha Cliath...a name shortened into Blea Cliath
^"Managing our International relationships - City twinning". Dublin City Council. مؤرشف منالأصل في 2019-05-25. اطلع عليه بتاريخ2018-08-28.We are currently twinned with four cities: Beijing (The People's Republic of China) - Twinned since 2010 [..] Barcelona (Spain) - Twinned since 1998 [..] Liverpool (United Kingdom) - Twinned since 1997 [..] San José (United States of America) - Twinned since 1986
^"Sister City Program". City of San José. 19 يونيو 2013. مؤرشف منالأصل في 2018-09-17. اطلع عليه بتاريخ2014-07-08.