تقدر مساحة جيبوتي بنحو 23.200 كيلومتر مربع فقط، فيما يقدر عدد سكانها بنحو 1,000,000 نسمة، وعاصمتهامدينة جيبوتي. ويعيش نحو خمس سكان البلد تقريبًا تحت الخط العالمي للفقر بنحو 1.25دولار يوميًا.[18] وكانت تسمى بلاد الصومال الفرنسي من المحتل الفرنسي.
يعتبر قدماء المصريين أول من أقام علاقات مع هذا الجزء من العالم، إذ أن أول بعثة مصرية بحرية إلى هذه المنطقة كانت في الألف الثالث ق.م. خلال حكمفرعونمصربيبي الأول. إلا أن علاقاتالقرن الأفريقي مع جنوب غربيشبه الجزيرة العربية أكثر ثباتاً من علاقاته بالمصريين. فقد نزحتقبائل سامية من جنوبي الجزيرة العربية في موجات متعاقبة عبرالبحر الأحمر، فانصهرت ونتج عن ذلك حضارةأكسوم. منهمعرب الجزيرة العربية وخاصة عرباليمنوحضرموتوعمان، استطاعوا أن يعبروامضيق باب المندب، وأن يكتشفوا البلاد الواقعة إلى الجنوب من هذا المضيق، من بلاد الدناقل شمالاً إلى موزمبيق وجزيرة مدغشقر جنوباً. وقد كان التبادل التجاري وسيلة الاتصال بين عرب شبه الجزيرة العربية وبين شرقيأفريقيا، وساعدهم على ذلك الرياح الموسمية، وموقع بلاد العرب الجغرافي على طريق التجارة بين الشرق والغرب، وأقام العرب محطات لتموين مراكبهم وتخزين بضائعهم التي كانت تأتي من داخل القارة، مما ساعد على قيام مراكز عمرانية.
كانت دولةمسيحيةقبطية قد تكونت على المرتفعات تُعرفبمملكة أكسوم. ومع مجيءالإسلام، فقد كانت هذه الأراضي لقربها من الشرق إحدى أول المحطات لنشر الدين الجديد بين القرن الثامن والعاشر حيث شكلوا سلطنات وممالك إسلامية منهاإمارة عدل التي يفخر أهالي جيبوتي بها لكونها إمارة أجدادهم.
بقيت هذه المناطق معزولة لمدة قرون إلى أن بدأ التوسع الأوروبي الاستعماري يتجه نحوها. وكانالعثمانيون والمصريون يسيطرون على شواطئ البحر الأحمر، وبعد فتحقناة السويس سنة1869 أصبحت هذه السواحل متنافساً عليها من قبل الأوروبيين. بعد ظهوربريطانيا كقوة بحرية كبيرة بدأت بتدعيم المواقع والنوافذ التي تتحكم بالبحر الأحمر وطريق الهند فأسرعت إلى شراء جزيرة في مدخل تاجورة جيبوتي. وبعد احتلال بريطانيا لمصر بعامين 1884 احتلت مينائي زيلع وبربرة وأتبعتهما بمحمية الصومال 1827م. وفي العام الذي احتلت فيه بريطانياعدن أرسلت فرنسا إحدى بوارجها بهدف السعي لشراء قطعة أرض على ساحل أفريقيا الشرقي. وقد تمكنت في سنة 1862 من إقناع زعماءالعفر (الدناقل) في جيبوتي ببيع ميناء أوبوك على الساحل الشمالي لخليج تاجورة.
غالبًا ما تُعتبر منطقة باب المندب نقطة عبور أساسية لأشباه البشر الأوائل تالية لطريق ساحلي جنوبي من شرق إفريقيا إلى جنوب وجنوب شرق آسيا.
إن منطقة جيبوتي مأهولة بالسكان منذ العصر الحجري الحديث. وفقًا لعلماء اللغة، وصل أوائل السكان الناطقين باللغات الأفريقية الآسيوية إلى المنطقة خلال هذه الفترة من المنشأ الأصلي «أورهايمات» المقترح لعائلة اللغات في وادي النيل،[19] أو الشرق الأدنى.[20] يقترح علماء آخرون أن عائلة اللغات الأفريقية الآسيوية قد تطورت في موطنها الأصلي في القرن الأفريقي، وتشتت المتحدثون بها لاحقًا من هناك.[21]
جُمعت الحجارة المقطوعة التي يعود تاريخها إلى حوالي 3 ملايين سنة في منطقة بحيرة آبي. في سهل غوباد (بين ديخيل وبحيرة آبي)، اكتُشفت أيضًا بقايا فيل ريكي مستقيم الأنياب مذبوح بشكل واضح باستخدام أدوات بازلتية عثر عليها في موقع قريب. تعود هذه البقايا إلى 1.4 مليون سنة ق.م. في وقت لاحق، حُددت مواقع أخرى مماثلة على الأرجح من عملالإنسان العامل. نُقب موقع أشوليني (منذ 800000 حتى 400000 سنة ق.م.) حيث قُطعت الحجارة في تسعينيات القرن العشرين في غومبورتا، بين داميردوغ ولويادا، على بعد 15 كم جنوب مدينة جيبوتي. أخيرًا، في غوباد، عُثر على فكللإنسان المنتصب يعود تاريخه إلى 100000 ق.م. في جزيرة الشيطان، عُثر على أدوات تعود إلى ما قبل 6000 عام استُخدمت لفتح الصدف. اكتُشفت أيضًا هياكل حجرية دائرية وأجزاء من الفخار الملون في المنطقة الواقعة أسفل قبة الخراب (ليست بعيدة عن جزيرة الشيطان). أبلغ المستكشفون السابقون أيضًا عن وجود شظايا فك العلوي نُسبت إلى شكل أقدم من الإنسان العاقل ويعود تاريخها إلى نحو 250 كيلوآنوم، من وادي داغادلي.[بحاجة لمصدر]
عُثر على قطع فخارية ترجع إلى منتصف الألفية الثانية في موقع آسا كوما، وهي منطقة بحيرة داخلية في سهل غوباد. تتميز أواني الموقع بتصميمات هندسية منقطّة ومنقوشة تشبه الخزف في المرحلة الأولى من ثقافة صابر من معليبة فيجنوب الجزيرة العربية.[22] وبالمثل اكتُشفت عظام باهتة لماشية طويلة القرون في آسا كوما، ما يشير إلى أن الماشية المستأنسة كانت موجودة منذ نحو 3500 عام.[23] عُثر أيضًا على فنون صخرية لما يبدو أنه ظباء وزرافة في درة وبالهو.[24] هاندوغا التي يعود تاريخها إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد، أنتجت بدورها حصىً دقيقة من حجر السبج وخزفًا عاديًا استخدمه الرعاة الرحل الأوائل مع الماشية المستأنسة.[25]
موقع واكريتا عبارة عن منشأة صغيرة نيوليثية تطل على وادٍ في منخفض غوباد التكتوني في جيبوتي في القرن الأفريقي. أمّنت الحفريات عام 2005[بحاجة لمصدر] وفرة من الخزف مكنتنا من تحديد الأوجه الثقافية النيوليثية لهذه المنطقة، والتي تم التعرف عليها أيضًا في موقع قريب من آسا كوما. تؤكد بقايا الحيوانات أهمية صيد السمك في مستوطنات العصر الحجري الحديث بالقرب من بحيرة آبي، وأيضًا أهمية تربية الأبقار، ولأول مرة في هذه المنطقة ثمة دليل على ممارسات رعيالوعليات. يصنف التأريخ بالكربون المشع هذه المهنة ضمن بداية الألفية الثانية قبل الميلاد على غرار آسا كوما. يمثل هذان الموقعان أقدم دليل على الرعي في المنطقة، ويقدمان فهمًا أفضل لتطور مجتمعات العصر الحجري الحديث في هذه المنطقة.
حتى 4000 عام ق.م. استفادت المنطقة من مناخ مختلف تمامًا عن المناخ الذي تعرفه اليوم وربما مناخ أقرب لمناخ البحر الأبيض المتوسط. تعددت الموارد المائية بوجود بحيرات في غوباد وبحيرات عسل ومسطحات آبي المائية الأكبر حجمًا. لذلك عاش البشر معتمدين على الجمع وصيد السمك وصيد الحيوانات. كانت المنطقة مأهولة وغنية بالحيوانات: السنوريات والجواميس والفيلة والكركدنيات وما إلى ذلك كما يتضح من رسومات الكهوف في بالهو. في الألفيتين الثالثة والثانية قبل الميلاد، استقر عدد قليل من البدو حول البحيرات ومارسوا صيد الأسماك وتربية الماشية. عُثر على قبر سيدة تبلغ من العمر 18 عامًا تعود إلى هذه الفترة، بالإضافة إلى عظام حيوانات مُصطادة وأدوات مصنوعة من العظام ومجوهرات صغيرة. بحلول العام 1500 قبل الميلاد، كان المناخ قد بدأ بالفعل بالتغير، إذ باتت مصادر المياه العذبة أكثر ندرة. تُظهِر النقوش الجِمال (حيوانات المناطق القاحلة) يمتطي بعضها المحاربون المسلحون. عاد الآن الأشخاص المستقرون إلى الحياة البدوية. اكتُشفت الجثوات الحجرية بأشكال مختلفة والمقابر المحمية التي تعود إلى هذه الفترة في جميع أنحاء الإقليم.
جنبًا إلى جنب مع شمالإثيوبياصوماليلاندوإريتريا وساحل البحر الأحمربالسودان، تُعتبر جيبوتي الموقع الأكثر احتمالًا للإقليم المعروف لدى المصريين القدماء باسم بونت (أو تا نيتجيرو، والتي تعني «أرض الله»). يعود أول ذكر لأرض بونت إلى القرن الخامس والعشرين ق.م.[26] كان البنتيون أمة ذات علاقات وثيقة مع مصر القديمة في عهد فرعون الأسرة الخامسة ساحو رع والملكةحتشبسوت من الأسرة الثامنة عشر.[27] وفقًا لجداريات المعابد في الدير البحري، كانت أرض بونت آنذاك يحكمها الملك باراهو والملكة عتي.
كان الماكروبيون شعبًا ومملكة أسطورية في القرن الأفريقي ذُكروا من قِبل هيرودوت. وضعهم المؤلفون اللاحقون (بلينيوس الأكبر بناءً على مصداقية كتاب كتسياسإنديكا) في الهند بدلاً من ذلك. إنهم إحدى الشعوب الأسطورية المفترضة في أقصى العالم المعروف (من وجهة نظر الإغريق)، في هذه الحالة في أقصى الجنوب، على النقيض من شعب الهايبربوريان في أقصى الشرق. يرجع اسمهم إلى طول العمر الأسطوري، إذ يُفترض أن الشخص العادي يعيش حتى سن 120 عامًا.[28] قيل إنهم «الأطول والأجمل بين جميع الرجال».[29] وفقًا لرواية هيرودوت، أرسل الإمبراطور الفارسي قمبيز الثاني عند غزو مصر (525 قبل الميلاد) سفراء إلى ماكروبيا، حاملاً هدايا فاخرة للملك الماكروبي لاستمالة امتثاله. رد الحاكم الماكروبي الذي انتُخب بناءً على قامته ومكانته بتحدٍ لنظيره الفارسي بشكل قوس غير موتر: إذا تمكن الفرس من توتيره، فسيكون لهم الحق في غزو بلاده؛ ولكن حتى ذلك الحين، يجب أن يشكروا الآلهة لأن الماكروبيين لم يقرروا أبدًا غزو إمبراطوريتهم.
كانت مملكة أدال (أيضًا أودال أو أدل أو أديل[30]) متمركزة حول عاصمتها،زيلع.[31][32][33] أسستها القبائل العفرية و الصومالية المحلية في أوائل القرن التاسع. اجتذبت زيلع التجار من جميع أنحاء العالم، وساهمت بثراء المدينة. زيلع مدينة قديمة وكانت من أوائل المدن في العالم التي اعتنقت الإسلام بعد فترة وجيزة من الهجرة. يعود مسجد القبلتين ذو المحرابين إلى القرن السابع، وهو أقدم مسجد على الإطلاق.[30][34][35][36]
في أواخر القرن التاسع، كتب الباحث والرحالة المسلم الأرمني اليعقوبي أن مملكة أدال كانت مملكة صغيرة ثرية يعود تاريخها إلى بداية القرن وأن زيلع كانت بمثابة المقر الرئيسي للمملكة.[37][38]
بعد احتلال بريطانيا لمصر في عام1882 عقبالثورة العرابية، اقتسمت أملاكها فيأفريقيا كل منبريطانياوفرنساوإيطالياوبلجيكاوأثيوبيا. فتوسع الفرنسيون بالاستيلاء علىتجرة وبقية الأراضي التي تشكل جمهورية جيبوتي الآن.وفي سنة1892 اتخذ الحاكم الفرنسي للمستعمرة قراراً بالبدء في تشييدمدينة جيبوتي التي أصبحت مقراً للإدارة الاستعمارية الفرنسية. وقد أصبحت هذه المستعمرة تعرف باسمالصومال الفرنسي منذ سنة1896م. وبقي هذا الاسم متداولاً حتى3 يوليو1967 حين أطلقت الإدارة الفرنسية عليه اسم «إقليم العفر والعيسى الفرنسي».
بدأ الكفاح الشعبي يتخذ شكلاً منظماً في سنة1945م، حينما انتخب السيدمحمود حربي رئيساً لفرعحزب وحدة الشباب الصومالي في جيبوتي. وفي عام 1947 م، أنشأ أولنقابة للعمال وانتخب رئيساً لها، وكانت هذهالنقابة تضم جميع الأيدي العاملة إلى جانب العناصر المستنيرة، وقد أصبحت هذهالنقابة قوة سياسية لها اعتبارها، وأخذت تنمو وتتسع حتى تألف منهاحزب الاتحاد الجمهوري الذي نادى باتحاد جميع أجزاءالصومال فيجمهورية واحدة.
أدى نمو الوعي القومي في البلاد إلى إجبار الفرنسيين على السماح بقياممجلس تشريعي عام 1950م، نصف أعضائه من الصوماليين والنصف الآخر من المستوطنين الأجانب. وقد أسفرت نتيجة الانتخابات عن فوز جميع مرشحيحزب الاتحاد الجمهوري. وبالرغم من أن هدف الفرنسيين كان تهدئة الخواطر فقط، إلا أن هذا المجلس تمكن من أن يكون قاعدة لانطلاق القوى التحررية في البلاد. وفي سنة1956م أُجرياستفتاء شعبي لاختيار ممثلالصومال في الجمعية الفرنسية، ففاز السيدمحمود حربي. وفي نفس السنة جرت مقاومةصومالية وتدمير لبعض المنشآت الفرنسية التي كانتفرنسا تخزن فيهاالمواد التموينيةوالأسلحة وترسلها إلىإسرائيل. واحتجاجاً ضد الحربالإسرائيلية علىمصر عام 1956 م وإزاء استمرار الكفاح والمطالبة بالاستقلال اضطر الفرنسيون إلى إصدار قانون يمنح جميع المستعمرات الفرنسية حق تأليف حكومات محلية. وعلى هذا الأساس حُل المجلس القديم، وأُجريت انتخابات جديدة دخل معركتها حزبا الاتحاد الجمهوري والحزب الوطني. وقد فاز فيها حزب الاتحاد الجمهوري بجميع المقاعد في المجلس التشريعي، وألف محمود حربي أول وزارة صومالية وكان جميع أعضائها من الصوماليين.[39]
وعندما انتهت مدة عضوية نائب المستعمرة في مجلس الشيوخ الفرنسي، تقدم للانتخابات أحمد فتحي قوضي أحد أعضاء حزب الاتحاد الجمهوري، ففاز بعضوية مجلس الشيوخ الفرنسي. أصبح حزب الاتحاد الجمهوري هو الذي يحكم جيبوتي بعد أن فاز بأغلبية في المجلس التشريعي، والوزارة المحلية أيضاً. وأصبح رئيس الحزب رئيساً للوزراء وممثلاً للحزب في الجمعية الوطنية، وأحد أعضائه يمثل الصومال في مجلس الشيوخ الفرنسي.[39]
في سنة1958، تولى الرئيس الفرنسيشارل ديجول السلطة في فرنسا، ووضع دستوره الجديد الذي أعلن فيه أن من حق أية مستعمرة فرنسية ترفض هذا الدستور أن تحصل على الاستقلال. وعندها قاد محمود حربي حملة دعاية واسعة النطاق ضد دستور ديجول، فانزعجت السلطات الفرنسية المحلية في جيبوتي وفي فرنسا ذاتها. وحاولت السلطات الفرنسية استمالته بشتى الوسائل لوقف حملته ضد دستور ديجول ولكنه رفض، لذلك عملت فرنسا على القضاء على حزب الاتحاد الجمهوري قبل الاستفتاء على دستور ديجول بوسائل عدة منها: منع الاجتماعات والمظاهرات الوطنية، كما قبضت السلطات الفرنسية على عدد كبير من المواطنين وزجَّت بهم في السجون.[40]
ولما طُرح الاستفتاء، خُيِّرَ سكان الصومال الفرنسي بين استمرار التبعية لفرنسا وبين الاستقلال. وقد أثار هذا الاستفتاء خلافاً كبيراً بين الصوماليين و العفر ، ومع ذلك فقد جاءت نتيجة الاستفتاء ضد دستور ديجول بنسبة 75% حسب الراوية الصومالية و بينما ادعت فرنسا أن نتيجة الاستفتاء لصالح المؤيدين لتبعية فرنسا.[41]
جرت مظاهرات عامة مطالبة باستقلال جيبوتي أثناء زيارة الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول إلى جيبوتي في أغسطس 1966م، وفي21 سبتمبر من نفس السنة أعلن لويس ساجت الحاكم العام المعين في الإقليم بعد هذه التظاهرات أن قرار الحكومة الفرنسية هو إجراء استفتاء لتحديد بقاء جيبوتي ضمن الجمهورية الفرنسية أو أن تمنح استقلالها، وفي مارس 1967 اختار «60%» استمرار الإقليم مرتبطا بفرنسا.قررتباريس عام 1967م تغيير اسم الإقليم ليصبح إقليم العفر والعيسى الفرنسي ( العيسى تسمية لصومال جيبوتي)، كما قررت الحكومة الفرنسية أيضا الاعتراف بالهيكل الحكومي للإقليم، وذلك بجعل الممثل الفرنسي - والذي كان سابقاً الحاكم العام للإقليم - مبعوثاً سامياً. وزيادة على ذلك تم تعديل المجلس التنفيذي ليصبح كمجلس للحكومة يضم تسعة أعضاء. وفي سنة 1975 بدأت الحكومة الفرنسية، تتلقى عدة مطالبات باستقلال الإقليم ثم تم إجراء التصويت على الاستقلال في مايو 1977م، وتم تأسيس جيبوتي في27 يونيو 1977م.
تقع جمهورية جيبوتي ما بين خطوط 11° و14° 12° بشمال خط العرض و30° 39° و41° شرق خط الطول. يحدها من الشمالإريتريا ومن الغرب ومن الجنوب الغربيإثيوبيا، ومن الجنوب الشرقيالصومال ومن الشرق خليج عدن. مساحتها 23.000 كيلومتر مربعاً.طول الشواطئ يبلغ 800 كيلومتر والمرتفعات الرئيسية هيموسى علي (2010 متر)جودة (1715 متر)مبلى (1300 متر)واراى (1200 متر). أهم البحيرات هيبحيرة عسل 170 متراً تحت مستوى البحر مساحتها 115 كيلومتر مربعاً منها 65 كيلومتر مربعاً مغطاة بالملحوبحيرة أبيه.
تنقسم جيبوتي إلى مجموعتين عرقيتين رئيسيتين همّا قوميةالعفروالصومالية.البقية من السكان يتكونون منأوربيين (معظمهمفرنسيينوإيطاليين)وعربوإثيوبيين. الاضطراب بين قوميتي العفر والعيسى تسبببحرب أهلية ببداية سنة 1991 القومية الصومالية بجيبوتي هي بالغالب تكون قبيلة عيسى.
على الرغم من أن اللغة الرسمية هيالفرنسية إلا أن اللغةالصومالية هي المنتشرة انتشاراً واسعاً تليهااللغة العفرية وبعضاً من كل هؤلاء يتحدث العربية.معظم الجيبوتيين يعيشون بالمدن والبقية يعتمدون علىالزراعةوالرعي.جيبوتي العاصمة تعتبر مجمع لكل أبناء جيبوتي. وهي المدينة الأكبر وغالبيتها من الطبقة الوسطى.
في مجالالصحةوالرعاية الاجتماعية، فإن متوسط العمر المتوقع في جيبوتي هو 43.1 سنة من العمر. أما معدل وفيات الرضع هو 104.13 وفاة لكل 1000 ولادة حية. معدل فيروسفيروس العوز المناعي البشري /متلازمة نقص المناعة المكتسب أقل من كثير من البلدان الأخرى في أفريقيا حيث لا يزيد عن 2.9%. وحوالي 67.9% من السكان من المتعلمين.
بحلول عام 2010، كان قوام القوات المسلحة الجيبوتية 170,386 رجل، و221,411 امرأة تتراوح أعمارهم بين 16 و 49 عاما.
أول مشاركة للقوات الجوية الجيبوتية في معارك حربية كانت فيالحرب الأهلية الجيبوتية خلال الفترة من 1991 إلى 2001.
في عام 1996: اندلعت مواجهات مسلحة بين جيبوتيوإريتريا بسبب شبه جزيرةرأس دوميرة المتنازع عليها، تجددت الاشتباكات مرة أخرى في عام 2008 عندما رفضت جيبوتي إعادة بعض الهاربين الإريتريين إلى إريتريا.
تتكون السلطة التنفيذية في جيبوتي من رئيس الدولة الذي يتم انتخابه في استفتاء شعبي مباشر وذلك لفترة رئاسية تبلغ ست سنوات، ويقوم رئيسالجمهورية بتعيينرئيس الوزراء، كما تضم السلطة التنفيذيةمجلس الوزراء.
ترتبط جيبوتي بفرنسا والولايات المتحدة علاقات متميزة. والعلاقات مع جيرانهاإثيوبياوإرتريا متوترة. كما أنها تتأثر بكل ما يجري فيالصومال وتربطها علاقات تاريخية بعدد من دولالجامعة العربية التي هي عضو فيه. وازدادت أهمية العلاقات معالصينواليابان في الآونة الأخيرة.
تمتلك جيبوتي موارد طبيعية قليلة بخلافالملح ذو العائد المنخفض. فالأراضي القاحلة توفر فرصةالزراعية ضئيلة، وهناك القليل منالثروة المعدنية، ولا يوجدنفط مكتشف قبالة السواحل. تكمن المشكلة في أن الشعب - على الرغم من أنه أكثر تعليماً من نظرائهم الإقليمية - إلا أنالعمالة ليست مدربة تدريباً جيداً بما يكفي لتوفير المهارات في إدارةالأعمال الدولية. لا توفرالبنية التحتية المتطلبات لجذب الأعمال التجارية الدولية. الميزة الرئيسية لجيبوتي تكمن في موقعهاالإستراتيجي. فلديهاميناء حيوي في منطقة واسعة من الأراضي غير الساحلية البلاد. ومنذ بدء الصراع بينإثيوبياوإريتريا استفادت جيبوتي منإثيوبيا عن طريق توفير بديل للموانئ الإريترية. وباعتبارها جارةللصومال وتأوي عدداً كبيراً من السكانالصوماليين، فأظهرت جيبوتي اهتماماًبالنزاع الصومالي، وأبرزها استضافةمحادثات السلام في ربيع عام2000.
الثقافةالفرنسية تسيطر على التعليم منذ الاستقلال، فقد ظل الفرنسيون يسيطرون على مجال التعليم تدريساً ولغة وإشرافاً على الرغم من قلةالمدارس الثانوية والأساسية وشحالتعليم العالي، بلغ الصراع الثقافي في ذروته ما بعدالسبعينات وذلك حينما عاد الجيل المتخرج منالمدارس العربيةوالجامعاتوالمعاهد العليا فيالوطن العربي، سارع هؤلاء افتتاح مدارس أهليةباللغة العربية وعلى نطاق واسع، فافتتحت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية معهداً شمل المراحل الأساسية والثانوية ومرحلة ما فوق الثانوي.التعليم في جيبوتي مجاني وإلزامي بين سن 6 و12. على الرغم من أن التعليم مجاني لكن هناك نفقات إضافية على سبيل المثال (النقل، والكتب) قد تمنع الأسر الفقيرة من إرسال أطفالها إلى المدارس. في عام 1996 بلغ إجمالي معدل الالتحاق بالمدارس الابتدائية 38.6 في المئة، وبلغ صافي معدل الالتحاق بالمدارس الابتدائية 31.7 في المئة. كل من الإجمالي ومعدلات الالتحاق الصافية هي أقل بالنسبة للإناث من الذكور. ولم يتسن الحصول على معدل الالتحاق بالتعليم الابتدائي في عام 2001. في حين بلغت معدلات الالتحاق تشير إلى وجود مستوى من الالتزام والتعليم، وأنها لا تعكس دائماً مشاركة الأطفال في المدارس.
هناك لغتان رسميتان لجيبوتي؛ وهماالعربيةوالفرنسية. اللغة العربية ذات أهمية دينية. في إطار رسمي، تتكون مناللغة العربية الفصحى الحديثة. بالعامية، يتحدث حوالي 59،000 من السكان المحليينباللهجة التعزية-العدنية، المعروفة في جيبوتي باسماللهجة الجيبوتية. اللغة الفرنسية موروثة من فترةالاستعمار الأوروبي وهي اللغة الأساسية للتعليم، ويتحدث بها حوالي 17،000 من الجيبوتيين كلغة أولى.
لغتين وطنيتين:
العفرية: وهي مزيج عربي سامي وكوشي حامي نتيجة لهجرات ومصاهراتالعرب منقحطاناليمن للقرن الأفريقي.
يمثلالمسلمون ما نسبته 94% من سكان جيبوتي (البالغ عددهم 864,000 نسمة) أما النسبة المتبقية فهي من المسيحيين. وقد دخل الإسلام جيبوتي في العهود المبكرة من الدعوة الإسلامية عن طريق التجارالعرب ولا يزال الكثير من سكانها من أصل عربي خالصكالعمانيينواليمنيين والباقون يتحدرون من أصلعربي إفريقي ومن أشهر قبائل العرب المنتشرة هناك قبائل القومية العفرية وقبيلة العيسى الصومالية.
^Walter Raunig، Steffen Wenig (2005).Afrikas Horn. Otto Harrassowitz Verlag. ص. 439.ISBN:978-3447051750.مؤرشف من الأصل في 14 سبتمبر 2014. اطلع عليه بتاريخ 7 سبتمبر 2014.
^Simson Najovits (2004)Egypt, Trunk of the Tree, Volume 2. Algora Publishing. p. 258. (ردمك978-0875862569)
^Joyce Tyldesley (1996)Hatchepsut: The Female Pharaoh. Penguin Books. p. 147. (ردمك9780141929347)
^The Geography of Herodotus: Illustrated from Modern Researches and Discoveries by James Talboys Wheeler pg 528. The British Critic, Quarterly Theological Review, And Ecclesiastical Record Volume 11 pg 434