تمتلك جميع الكائنات الحية تقريبًا نوعًا من جهاز المناعة.البكتيريا لديها جهاز مناعة أولي على شكلإنزيمات تحمي من عدوىالفيروسات. تطورت آليات المناعة الأساسية الأخرى فيالنباتات والحيوانات القديمة ولا تزال في أحفادها الحديثة. وتشمل هذه الآلياتالبلعمة،ببتيدات مضادة للميكروبات تُسمىديفنسين،والنظام المتمم. تمتلكالفقاريات ذوات الفك، بما في ذلك البشر، آليات دفاعية أكثر تطورًا، بما في ذلك القدرة على التكيف للتعرف على مسببات الأمراض تعرفًا أكثر كفاءة. تخلق المناعة التكيفية (أو المكتسبة) ذاكرة مناعية تؤدي إلى استجابة معززة لمواجهة لاحقة مع الممراض نفسه. عملية اكتساب المناعة هذه هي أساسالتطعيم.
يحمي جهاز المناعة مضيفه منالإصابة بالأمراض بواسطة عدد من خطوط الدفاع التي يزداد تخصصها بعد كل خط. تمنع الحواجز البدنية مثلالجلد الكائناتالممرضة مثل البكتيريا والفيروسات من الدخول إلى الكائن الحي.[1] وإذا تمكنالممراض من اختراق هذه الحواجز فيستجيبجهاز المناعة الفطري استجابة فورية لكنها غير متخصصة. توجد أجهزة المناعة الفطرية لدى جميعالحيوانات،[2] وعندما يتمكنالممراض من تجنب الاستجابة المناعية الفطرية بنجاح فإنالفقاريات تملك خطا ثانيا من الحماية هوجهاز المناعة التكيفي الذي يُنشّط بواسطة استجابة المناعة الفطرية.[3] وعندها يُكيِّف جهاز المناعة استجابته في أثناء الإصابة لتحسين التعرف على مسبب المرض، وبعد القضاء على مسببات المرض يحتفظ جهاز المناعة بهذه الاستجابة المحسنة على هيئةذاكرة مناعية تسمح لهُ الاستجابة على نحو أسرع وأقوى في المرات القادمة عندما يواجه فيها نفسالممراض.[4]
تعتمد كلتا المناعتين الفطرية والتكيفية على قدرة جهاز المناعة على التمييز بين الجزيئات الذاتية وغير الذاتية. فيعلم المناعة، الجزيئات الذاتية هي جزيئات من مكونات جسم الكائن ويمكن تمييزها عن المواد الغريبة بواسطة جهاز المناعة.[5] وبالعكس الجزيئات غير الذاتية هي جزيئات ليست من مكونات الجسم ويُتعرَّف عليها بأنها جزيئات غريبة. أحد أقسام الجزيئات غير الذاتية هوالمستضدات (سميت كذلك لأنها تتسبب في توليدالأجسام المضادة) وتُعرف على أنها مواد ترتبط بمستقبلات مناعية خاصة وتثيراستجابة مناعية.[6]
أعضاء مناعية ثانوية هي المكان الذي توجد فيه الخلايا المناعية بعد أن انتقلت من الأعضاء المناعية الأولية وتمثل المكان الذي ستواجه فيها الخلايا المناعية الأنتجين لاحداث استجابة مناعية وتشمل:[7]
تحمي حواجز عديدة الكائنات من الإصابة بالممراضات ومنها: الحواجز الميكانيكية والكيميائية والبيولوجية.الإهاب الشمعي لمعظم الأوراق،الهيكل الخارجي الخاص بالحشرات،أغشيةوقشور[الإنجليزية] البيوض المودعة خارجيا،والجلد هي أمثلة عن الحواجز الميكانيكية التي تعتبر خط الدفاع الأول ضد الإصابة.[8] لا يمكن للكائنات الانغلاق كليا عن بيئاتها الخارجية، لذلك توجد آليات تعمل على حماية فتحات الجسم مثل الرئتين والأمعاءوالجهاز البولي التناسلي. يُخرج السعال والعطاس الممراضات ميكانيكيا من الرئتين وكذلك تفعل حالاتالتهييج الأخرى التي تحدث فيالسبيل التنفسي. تطرح وظيفة الصرف الخاصةبالدموعوالبول الممراضات خارجا، ويعملالمخاط الذي يفرزه السبيل التنفسيوالقناة الهضمية كمصيدة لحجز الكائنات الدقيقة.[9]
يعملالنبيتالمُطاعم داخل الجهاز البولي والتناسلي والقناة الهضمية بصفته حاجزاً حيوياً من خلال التنافس مع البكتيريا الممرضة على الطعام والمكان، ويُغيِر في بعضٍ من الأحيان الظروف في بيئته مثل الأس الهيدروجيني والحديد المتوفر ونتيجة لذلك تنقص احتمالية بلوغ الممراضات أعدادا كافية قادرة على التسبب في المرض.[16]
تواجه الكائنات الدقيقة أو الذيفانات التي تنجح في الدخول إلىالكائن الحي خلايا وآليات الجهاز المناعي الفطري. وتبدأ الاستجابة الفطرية عادةً عندما تُحدد الأحياء الدقيقة بواسطةمستقبلات التعرف على الأنماط، التي تتعرف على المكونات المحفوظة بين مجموعات واسعة من الكائنات الدقيقة،[17] أو عندما ترسل الخلايا التالفة أو المصابة أو المجهدة إشارات إنذار، تتعرف على الكثير منها نفس المستقبلات التي تتعرف على مسببات الأمراض.[18] الدفاعات المناعية الفطرية غير متخصصة، ما يعني أن هذه الأنظمة تستجيب لمسببات الأمراض بطريقة عامة.[19] هذا النظام لا يمنحمناعة طويلة الأمد ضد مسببات الأمراض. الجهاز المناعي الفطري هو النظام المهيمن للدفاع عن المضيف في معظم الكائنات الحية،[2] وهو الجهاز الوحيد في النباتات.[20]
تُعرف الأنماط الجزيئية المرتبطة بمسببات الأمراض خارج الخلوية أو الداخلية عن طريقبروتينات عبر غشائية تعرف باسمالمستقبلات الشبيهة بالتول (TLRs).[24] تتشارك المستقبلات الشبيهة بالتول فينمط هيكلي نموذجي، وهوالتكرار الغني باللوسين (LRRs)، الذي يعطيها شكلاً منحنيًا.[25] اكتُشفت المستقبلات الشبيهة بالتول لأول مرة فيذبابة الفاكهة الشائعةوتحفز تركيب وإفرازالسيتوكينات وتنشيط برامج دفاع المضيف الأخرى الضرورية لكل من الاستجابات المناعية الفطرية أو التكيفية. وقد وُصفت عشر مستقبلات شبيهة بالتول في البشر.[26]
تحتوي خلايا الجهاز المناعي الفطري على مستقبلات التعرف على الأنماط، والتي تكتشف العدوى أو تلف الخلايا الداخِلِيّة. وهناك ثلاث فئات رئيسية من هذه المستقبلات «العصارية الخلوية» هي:المستقبلات الشبيهة بنود،والمستقبلات الشبيهة بريغ، ومستشعرات الدنا العصارية الخلوية.[27]
البلعمة هي إحدى السمات المهمة في المناعة الفطرية الخلوية التي تؤديها الخلايا البلعمية عندما تبتلع مسببات الأمراض أو الجسيمات. تتحرك الخلايا البلعمية عمومًا في ما يُشبه الدوريات في الجسم بحثًا عن مسببات الأمراض، ولكن يمكن للسيتوكينات استدعاؤها إلى مواقع محددة.[29] بمجرد أن تبتلع الخلية البلعمية مسبب المرض، فإنه يصبح محاصرًا فيحويصلة داخل خلوية تُسمىالجسيم البلعمي والتي تندمج فيما بعد مع حويصلة أخرى تُسمىاليَحلُول لتكوينالجسيم الحال البعلمي. يُقتل مسبب المرض بسبب نشاط إنزيمات الهضم أو بعدالهبة التنفسية التي تطلقالجذور الحرة فيالجسيم البلعمي.[30][31] تطورت البلعمة كوسيلة للحصول علىالعناصر الغذائية، ولكن هذا الدور توسع فيالخلايا البلعمية ليشمل ابتلاع مسببات الأمراض كآلية دفاعية.[32] وربما تمثلالبلعمة أقدم شكل من أشكال دفاع المُضِيف وذلك لتواجد البلعميات في كل من الحيوانات الفقارية واللافقارية.[33]
الكريات العدلة الطبيعية والبَلعميات الكبيرة هي خلايا بلعمية تنتقل في جميع أنحاء الجسم بحثًا عن مسببات الأمراض الغازية.[34] توجد الكريات العدلة الطبيعية عادةً فيمجرى الدم وهي أكثر أنواع الخلايا البلعمية وفرة، فهي تُمثِّل 50% إلى 60% من إجمالي الكريات البيضاء المنتشرة.[35] خلال المرحلة الحادة منالالتهاب تهاجر الكريات العدلة الطبيعية نحو موقع الالتهاب في عملية تسمىالانجذاب الكيميائي، وعادةً ما تكون الخلايا الأولى التي تصل إلى مكان الإصابة. الخلايا البلعمية الكبيرة هي خلايا متعددة الاستعمالات توجد داخل الأنسجة وتنتج مجموعة من المواد الكيميائية بما في ذلك الإنزيماتوالبروتينات المكملة والسيتوكينات، في حين يمكنها أيضًا أن تعملقمَّامات (منظفات) تخلص الجسم من الخلايا الميتة وغيرها من الأنسجة الخلوية، وتعمل كذلكخلايا مقدمة للمستضد (APCs) تنشط الجهاز المناعي التكيفي.[36]
الخلايا التغصنية هي خلايا بلعمية تكون في الأنسجة التي تتلامس مع البيئة الخارجية؛ ولذلك فإنها توجد أساسًا فيالجلدوالأنف والرئتين والمعدة والأمعاء.[37] سُميت بهذا الاسم بسبب تشابهها معالتغصناتالعصبية، فكلاهما لديه العديد من النتوءات الشبيهة بالعمود الفقري. الخلايا التغصنية هي حلقة الوصل بين أنسجة الجسم والجهاز المناعي الفطري والتكيفي، لأنهاتقدم مولدات ضدللخلايا التائية، وهي أحد أنواع الخلايا الرئيسية في جهاز المناعة التكيفي.[37]
الخلايا المُحببة هي كريات الدم البيضاء التي تحتوي على حبيبات في السيتوبلازم. توجد في هذه المجموعة الكريات العدلة الطبيعية والخلايا البدينة وخلايا الدم البيضاء القاعدية والخلايا الحمضية. توجد الخلايا البدينة فيالأنسجة الضامةوالأغشية المخاطية، وتنظِّم الاستجابة الالتهابية.[38] وهي ترتبط في أغلب الأحيانبالحساسيةوصدمة الحساسية.[39] ترتبط الكريات البيضاء القاعديةوالخلايا الحمضية بالكريات العدلة الطبيعية، وتفرز وسائط كيميائية تساهم في الدفاع ضدالطفيليات وتؤدي دورًا في ردود الفعل التحسسية، مثلالربو.[40]
الخلايا القاتلة الطبيعية (خلايا NK) هي خلايا ليمفاوية وأحد مكونات جهاز المناعة الفطري التي لا تهاجم الميكروبات الغازية مباشرةً.[42] وبدلاً من ذلك تدمر الخلايا القاتلة الطبيعية خلايا المضيف مختلة الوظيفة مثل الخلايا السرطانية أو الخلايا المصابة بالفيروس، وتتعرف على هذه الخلايا من خلال حالةٍ تعرف باسم «الذات المفقودة». يصف هذا المصطلح خلايا ذات مستويات منخفضة من علامة على سطح الخلية تدعى MHC I (معقد التوافق النسيجي الكبير) -وهي حالة يمكن أن تنشأ في حالات العدوى الفيروسية لخلايا المضيف.[43] خلايا الجسم العادية لا يُتعرَّف عليها ومهاجمتها من قبل الخلايا القاتلة الطبيعية لأنها تعبر عن مستضدات ذاتية سليمة على معقد التوافق النسيجي الكبير. تُعرف مستضدات معقد التوافق النسيجي الكبير هذه بواسطة مستقبلات الغلوبولين المناعي الخاصة بالخلايا القاتلة والتي تكبح وظيفة الخلايا القاتلة الطبيعية عند التعرف على هذه المستضدات الذاتية.[44]
الالتهاب هو أحد استجابات الجهاز المناعي الأولى للعدوى.[45] أعراض الالتهاب هي الاحمرار والتورموالحرارة والألم، التي تنجم عنزيادة تدفق الدم إلىالأنسجة. ينتج الالتهاب عن طريقالإيكوزانويداتوالسيتوكينات التي تفرزها الخلايا المصابة أو المُعدَاة. تشمل الإيكوزانويداتالبروستاغلاندينات التي تسبب الحمى وتوسع الأوعية الدموية المرتبطة بالالتهاب،واللوكوترايينات التي تجذب بعضخلايا الدم البيضاء (الكريات البيضاء).[46][47] وتشمل السيتوكينات الشائعةالإنترلوكينات المسؤولة عن الاتصال بين خلايا الدم البيضاء؛الكيموكينات التي تعزز الانجذاب الكيميائي،والإنترفيرونات التي لها تأثيراتمضادة للفيروسات، مثل وقفتصنيع البروتين في الخلية المضيفة.[48] كما يُمكن إطلاقعوامل النمو والعوامل السامة للخلايا. تجند هذه السيتوكينات وغيرها من المواد الكيميائية خلايا مناعية إلى موقع الإصابة وتعزز شفاء أي أنسجة تالفة بعد إزالة مُسببات الأمراض.[49] مستقبلات التعرف على النمط التي تسمىالجسيم الالتهابي هي مركبات متعددة البروتين (تتكون منمستقبل شبيه بنود والبروتين الموائمASC والجزيء المؤثر سلفكاسباز 1) تتشكل استجابةً للأنماط الجزيئية المرتبطة بمسببات الأمراض والأنماط الجزيئية المرتبطة بالضرر العُصارية الخلوية، وتتمثل وظيفتها في توليد أشكال نشطة من السيتوكينات الالتهابية IL-1β و IL-18.[50]
النظام المتمم هو جزء من جهاز المناعة الفطري ويحتوي على أكثر من 20 بروتينًا مختلفًا، وقد سمي كذلك لقدرته على «إتمام» قتل مسببات الأمراض بعد تجنيدالأجسام المضادة لبروتيناته. النظام المتمم هو مكون خلطي رئيسي في الاستجابة المناعية الفطرية.[51][52] للعديد من الأنواع أنظمة متممة، بما في ذلك غيرالثدييات مثل النباتات والأسماك وبعضاللافقاريات.[53] في البشر تُنشط استجابة النظام المتمم عن طريق ارتباط أحد بروتيناته بالأجسام المضادة المرتبطة بالميكروبات أو عبر ارتباط أحد بروتيناتهبالكربوهيدرات على أسطحالميكروبات. تثيرإشارة التعرف هذه استجابة سريعة للقتل.[54] تعتمد سرعة الاستجابة على تضخيم الإشارة الذي يحدث بعد التنشيطالتحللي المتسلسل لجزيئات الجهاز المتمم، والتي هيبروتيازات بدورها. بعد ارتباط بروتينات الجهاز المتمم في البداية بالكائن الحي الدقيق، وتنشيط وظيفةالبروتياز الخاص بها، والتي بدورها تنشط بروتيازات أخرى من النظام المتمم، وهكذا. ينتج عن ذلكتحفيزمتعاقب يضخم الإشارة الأولية عن طريقالتغذية الراجعة الإيجابية المتحكَّم بها.[55] ينتج عن التحفيز المتعاقب إنتاج ببتيدات تجذب الخلايا المناعية، وتزيد مننفاذية الأوعية الدموية،وتغليف سطح مسببات الأمراض، ووسمها لتدميرها. يمكن لتجنيد النظام المتمم أيضًا أن يقتل الخلايا مباشرةً عن طريق تعطيل عمل غشائها البلازمي.[51]
يتيح جهاز المناعة التكيفي في الفقاريات البدائية استجابة مناعية أقوى والاحتفاظبذاكرة مناعية كذلك، حيث «يُتذكر» كل ممرض بواسطةمستضد مميز.[56] الاستجابة المناعية التكيفية خاصة بالمستضد وتتطلب التعرف على مستضدات «غير ذاتية» محددة خلال عملية تسمىعرض المُستضد. تسمح خصوصية المستضد بتوليد استجابات مصممة خصيصًا لمسببات أمراض معينة أو لخلايا مُصابة بالأمراض. يُحافَظ على قدرة تكوين هذه الاستجابات المخصصة في الجسم عن طريق «خلايا الذاكرة». إذا أصاب أحدُ مسببات المرض الجسمَ أكثر من مرة، فإن خلايا الذاكرة المخصصة له تتذكره وتعمل على القضاء عليه بسرعة.[57]
خلايا الجهاز المناعي التكيفي هي أنواع خاصة من الكريات البيضاء تُسمى الخلايا الليمفاوية.الخلايا البائية والخلايا التائية هما النوعان الرئيسيان من الخلايا الليمفاوية، وهي مُشتَقّة منالخلايا الجذعية المكونة للدم الموجودة فيالنخاع العظمي.[58] تشارك الخلايا البائية فيالاستجابة المناعية الخلطية، في حين تشارك الخلايا التائية فيالاستجابة المناعية الخلوية. تتعرف الخلايا التائية القاتلة فقط على المستضدات المقترنة بجزيئاتمعقد التوافق النسيجي الكبير من الفئة الأولى، في حين تتعرف الخلايا التائية المساعدة والخلايا التائية التنظيمية فقط على المستضدات المقترنة بجزيئاتمعقد التوافق النسيجي الكبير من الفئة الثانية. تعكس هاتان الآليتان لعرض المستضد الأدوار المختلفة لنوعي الخلايا التائية. وهناك نوع فرعي ثالث ثانوي هوالخلايا التائية غاما دلتا التي تتعرف على المستضدات السليمة غير المرتبطة بمستقبلات معقد التوافق النسيجي الكبير.[59] تتعرض الخلايا التائية مزدوجة الإيجابية لمجموعة واسعة منالمستضدات الذاتية فيالغدة الصعترية، حيث يكوناليود ضروريًا لنموها ونشاطها في هذه الغدة.[60] في المقابل المستقبل النوعي للمستضد في الخلية البائية هو جزيء جسم مضاد على سطح الخلية البائية ويتعرف على المستضد الأصلي (الأوَّلِيّ) دون أي حاجةلمعالجة المستضد. قد تكون هذه المستضدات جزيئات كبيرة توجد على أسطح مسببات الأمراض، ولكنها يمكن أن تكون أيضًاهابتينات صغيرة (مثل البنسلين) مُتصلة بجزيء ناقل.[61] تُعبِّر كل سُلاَلَة من الخلايا البائية عن جسم مضاد مختلف، لذلك تمثِّل المجموعة الكاملة من مستقبلات المستضد في الخلايا البائية كل الأجسام المضادة التي يمكن أن يصنعها الجسم.[58] عندما تواجه الخلايا البائية أو التائية المستضدات المرتبطة بها فإنها تتكاثر وتنتج العديد من «نسخ» الخلايا التي تستهدف نفس المستضد. وهذا ما يسمىبالانتقاء النسيلي.[62]
تحمل كل من الخلايا البائية والتائية جزيئات مستقبلات تتعرف على أهداف محددة. تتعرف الخلايا التائية على الهدف «غير الذاتي»، مثل مُسبب المرض، فقط بعد معالجة المستضدات (أجزاء صغيرة من مسبب المرض) وعرضها بواسطة مستقبِل «ذاتي» يُدعى جزيءمعقد التوافق النسيجي الكبير (MHC).[63]
الخلايا التائية القاتلة هي مجموعة فرعية من الخلايا التائية التي تقتل الخلايا المصابة بالفيروسات (ومسبِّبات الأمراض الأخرى)، أو الخلايا التالفة أو التي اختُلَّت وظيفتها.[65] كما هو الحال مع الخلايا البائية كل نوع من الخلايا التائية يتعرف على مستضد مختلف. تُنشط الخلايا التائية القاتلة عندما ترتبطمستقبلات الخلايا التائية الخاصة بها بهذا المستضد المحدد الذي يكون في معقدٍ مع مستقبلات معقد التوافق النسيجي الكبير من الفئة الأولى في خلية أخرى. يحدث التعرف على معقد معقد التوافق النسيجي الكبير:المستضد بمساعدةمستقبلات مساعدة على الخلية التائية تُسمىكتلة التمايز 8. تنتقل الخلية التائية بعد ذلك في جميع أنحاء الجسم بحثًا عن خلايا تحمل مستقبلات معقد التوافق النسيجي الكبير من الفئة الأولى الخاصة بهذا المستضد. عندما تتصل الخلية التائية المنشطة بهذه الخلايا فإنها تُطلقسموم خلوية، مثلالبيرفورين، ويُشكِّل هذا الأخير مسامَ فيالغشاء البلازمي للخلية المستهدفَة، ما يسمح بدخولالأيونات والماء والسموم. يدفع دخول سمّ آخر يدعىالغرانيوليسين (بروتياز) الخلية المستهدفة إلىالموت.[66] قتل الخلايا التائية للخلايا المضيفة مهم خصوصاً في منع تكاثر الفيروسات، وتنشيط الخلايا التائية منظّمٌ بإحكام ويتطلب عمومًا إشارة تنشيط قوية جدًا من معقد التوافق النسيجي الكبير/المستضد، أو إشارات تنشيط إضافية توفرها الخلايا التائية «المساعدة» (انظر أدناه)[66]
تُنظِّمالخلايا التائية المساعدة كل من الاستجابات المناعية الفطرية والتكيفية وتساعد على تحديد الاستجابات المناعية التي يجب أن يُبديها الجسم لمُمرِض معين.[67][68] ليس لهذه الخلايا نشاط مسمِّم للخلايا ولا تقتل الخلايا المصابة بالعدوى أو تزيل مسبِّبات الأمراض مباشرةً، وبدلًا من ذلك فإنها تتحكم في الاستجابة المناعية عن طريق توجيه الخلايا الأخرى لأداء هذه المهام.[69]
تُعبّرالخلايا التائية المساعدة عن مستقبلات الخلايا التائية التي تتعرف على المستضد المرتبط بجزيئات معقد التوافق النسيجي الكبير من الفئة الثانية. يُتعرف على معقد معقد التوافق النسيجي الكببر:المستضد أيضًا من قبلمستقبلاتCD4 الخاصة بالخلية المساعدة، والتي تجند جزيئات داخل الخلية التائية (مثلLck[الإنجليزية]) مسؤولة عن تنشيط الخلية التائية. الخلايا التائية المساعدة لها ارتباط أضعف مع معقد معقد التوافق النسيجي الكبير:المستضد مقارنةً بالخلايا التائية القاتلة، وهذا يعني أن العديد من مستقبلات الخلية التائية المساعدة (قرابة 200-300) يجب أن تكون مرتبطة بمعقد التوافق النسيجي الكبير:المستضد لتنشيط الخلية المساعدة، في حين يمكن تنشيط الخلايا التائية القاتلة عن طريق الارتباط بجزيء واحد من معقد التوافق النسيجي الكبير:المستضد. كما يتطلب تنشيط الخلايا التائية المساعدة مدة أطول من الارتباط معالخلية المقدمة للمستضد.[70] يؤدي تنشيط الخلية التائية المساعدة في أثناء الراحة إلى إطلاق السيتوكينات التي تؤثر على نشاط العديد من أنواع الخلايا. تعمل إشارات السيتوكين التي تنتجها الخلايا التائية المساعدة على تعزيز وظيفة البلعميات الكبيرة المبيدة للميكروبات ونشاط الخلايا التائية القاتلة.[71] بالإضافة إلى ذلك يؤدي تنشيط الخلايا التائية المساعدة إلى زيادة تنظيم الجزيئات المعبر عنها على سطح الخلية التائية مثل ربيطة CD40 (وتسمى أيضاCD154)، التي توفر إشارات تحفيزية إضافية مطلوبة عادةً لتنشيط الخلايا البائية المنتجة للأجسام المضادة.[72]
تمتلكالخلايا التائية غاما دلتا (خلايا تي γδ)مستقبلات خلايا تائية بديلة مختلفة عن CD4+ وCD8+ الخاصة بـالخلايا التائية (αβ)، وتتشارك خصائص خلايا تي المساعدة وخلايا تي السَّامة والخلايا القاتلة الطبيعية. الظروف التي تنتج استجابات من خلايا تي غاما دلتا غير مفهومة تمامًا. وكغيرها من المجموعات الفرعية للخلايا التائية «غير المألوفة» التي تحمل مستقبلات الخلايا التائية الثابتة مثلالخلايا التائية القاتلة الطبيعية المحدودةCD1D[الإنجليزية]، تمتد الخلايا التائية غاما دلتا على الحدود بين المناعة الفطرية والتكيفية.[73] من ناحية الخلايا التائية غاما دلتا هي مكون من مكونات المناعة التكيفية لأنها تعيدتأشيب جينات مستقبل الخلية التائية لإنتاج تنوعٍ في المستقبلات ويمكن أيضًا أن تطور ذاكرةنمط ظاهري. ومن ناحية أخرى فإن المجموعات الفرعية المختلفة هي أيضًا جزء من الجهاز المناعي الفطري، حيث يمكن استخدام مستقبلات الخلايا التائية أو مستقبلات الخلية القاتلة الطبيعيةكمستقبلات التعرف على الأنماط. على سبيل المثال تستجيب أعداد كبيرة من الخلايا التائية البشرية Vγ9 / Vδ2 في غضون ساعاتللجزيئات الشائعة[الإنجليزية] التي تنتجها الميكروبات، وتستجيب الخلايا التائية Vδ1 + المحدودة جدًا فيالنسيج الطلائي للخلايا الظهارية المجهدة.[59]
يتكون الجسم المضاد من سلسلتين ثقيلتين وسلسلتين خفيفتين. تسمح المنطقة المتغيرة الفريدة للجسم المضاد بالتعرف على مستضده المطابق.[74]
تُحددالخلية البائية مسببات الأمراض عندما ترتبط الأجسام المضادة الموجودة على سطحها بمستضد أجنبي معين.[75] تمتص الخلية البائية مركب المستضد/الأجسام المضادة وتعالجه عن طريقتفكيكه إلىببتيدات، ثم تعرض الخلية البائية هذه الببتيدات المستضدية على جزيئات معقد التوافق النسيجي الكبير من الفئة الثانية على سطحها. تجذب هذه التوليفة بين معقد التوافق النسيجي الكبير والمستضد خلية تائية مساعِدة مطابقة تُطلِقلمفوكينات[الإنجليزية] وتُنشِّط الخلية البائية.[76] عندما تبدأ الخلية البائية المنشَّطةبالانقسامتفرز أنسالها (خلايا البلازما) ملايين النسخ من الجسم المضاد الذي يتعرف على هذا المستضد. تنتشر هذه الأجسام المضادة فيبلازما الدمواللمف، وترتبط بمسببات الأمراض التي تعبر عن المستضد وتسممها من أجل تدميرها عن طريق تنشيطالجهاز المتمم أو عبر امتصاصها وتدميرها بواسطةالخلايا البلعمية. ويمكن للأجسام المضادة أيضًا أن تُبطل مفعول الممراضات مباشرة، وذلك بالارتباط بالتوكسينات البكتيرية أو بالتشويش على عمل المستقبلات التي تستخدمها الفيروسات والبكتيريا لإصابة الخلايا بالعدوى.[77]
يبدأ المسار الزمني للاستجابة المناعية بالمواجهة الأولى مع الممراض (أواللقاح الأول) ويؤدي ذلك إلى تكوين وصيانة ذاكرة مناعية نشطة. تشمل الإستجابة الأولية أجساما مضادة وخلايا تائية مستفعلة، وتستمر الحماية المناعية لعدة أسابيع أما الذاكرة المناعية فتستمر لعدة سنوات.
لم يتعرض الأطفال حديثو الولادة للميكروبات من قبل لذلك هم معرضون تعرضاً خاصاً للإصابة بالعدوى. تُوفَّر عدة طبقات منالحماية السلبية من قبل الأم، وأثناء الحمل ينتقل نوع معين من الأجسام المضادة يسمىالغلوبولين المناعي ج (IgG) من الأم إلى الطفل مباشرةً عن طريقالمشيمة، لذلك يكون للأطفال الرضع مستوياتٍ عاليةً من الأجسام المضادة حتى عند الولادة لها نفس النطاق من التخصص ضد المستضدات والموجود لدى الأمهات.[78] يحتوي حليب الأم أواللبأ أيضًا على أجسام مضادة تنتقل إلى أمعاء الطفل وتحميه من العدوى البكتيرية إلى أن يتمكن المولود من تصنيع الأجسام المضادة الخاصة به.[79] هذهمناعة سلبية لأنالجنين لا يصنع في الواقع أي خلايا ذاكرة أو أجسام مضادة، بل يستعيرها فقط. هذه المناعة السلبية عادةً ما تكون قصيرة الأجل تستمر من بضعة أيام حتى عدة أشهر. في الطب يمكن أيضًا نقل المناعة السلبية الواقيةاصطناعيًا من فرد إلى آخر.[80]
عندما تُنشّط الخلايا البائية والخلايا التائية وتبدأ في التضاعف، يُصبح بعض نسلها خلايا ذاكرة طويلة العمر. طوال حياة الحيوان يمكن لخلايا الذاكرة تذكر كل ممرض محدد ومواجهته ويمكنها أن تُحدث استجابة قوية إذا دخل هذا الممرض مرة أخرى للجسم. تسمى هذه العملية «بالتكيُّفيّة» أو «المناعة التكيفية» لأنها تنشأ خلال حياة الفرد كتكيف مع العدوى بهذا الممرض وتهيء الجهاز المناعي لمواجهة التحديات المستقبلية. يمكن أن تكون الذاكرة المناعية في شكل ذاكرة سلبية قصيرة المدى أو ذاكرة نشطة طويلة المدى.[81]
رغم أن الدراسات الخلوية تشير إلى أن فيتامين د يملكمستقبلات وأن له وظائف محتملة في جهاز المناعة، إلا أنه لا يوجددليل سريري يثبت أن نقص فيتامين د يزيد من خطر الإصابة بأمراض المناعة أو أنمكملات فيتامين د تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض المناعة.[89] ذكر تقرير صادر عن معهد الولايات المتحدة للطب عام 2011 أن "النتائج المتعلقة بـ ... عمل المناعة واضطرابات المناعة الذاتية والالتهابات ... لا يمكن ربطها بنحو موثوق مع مقدار تناول الكالسيوم أو فيتامين د وأن هذه النتائج كانت غالبا متضاربة.[90]:5
يمكن أن يكونللتمنيع الفاعل لدى الأفراد الذين يعانون من الحرمان من النوم تأثيرٌ منخفض وقد يودي إلى انخفاض إنتاج الأجسام المضادة وإلى استجابة مناعية منخفضة مقارنة بالأفراد الذين يأخذون قسطا جيدا من النوم والراحة.[94] فضلا عن ذلك، يمكن لبروتينات مثلNFIL3 التي اتضح أن لها علاقة وثيقة بتمايز الخلايا التائيةوالنظم يوماوي أن يتأثر عملها بسبب اضطرابات دورات الضوء والظلام الناتجة عن حالاتٍ من الحرمان من النوم. يمكن أن تؤدي هذه الاضطرابات إلى زيادة في الأمراض المزمنة مثل: مرض القلب والألم المزمنوالربو.[95]
فضلا عن النتائج السلبية للحرمان من النوم، ثبت أن النوم والنظم اليوماوي -المرتبطان ببعضهما- لهما تأثيرات تنظيمية قوية على الوظائف المناعية التي تؤثر على كلتا المناعتين الفطرية والتكيفية. فخلال المرحلة المبكرة من نوم الموجة البطيئة، يسبب انخفاضٌ مفاجئ لمستوياتالكورتيزولوالأدرينالينوالنورإبينفرين في الدم ارتفاع مستويات هرموناتاللبتينوهرمون النمو 1والبرولاكتين فيه، وتسبب هذه الهرمونات حالة محفزةللالتهاب عبر إنتاجسيتوكينات محفزة للالتهاب: الإنترلوكين 1،الإنترلوكين 12، عامل نخر الورم ألفاوالإنترفيرون غاما. بعد ذلك تحفز هذه السيتوكينات وظائف المناعة مثل تنشيط الخلايا المناعية وتكاثرها وتمايزها. في أثناء هذا الوقت من التطور البطيء للاستجابة المناعية التكيفية، توجد ذروة في الخلايا غير المتمايزة أو غير مكتملة التمايز مثل الخلايا التائيةغير البالغة أو الخلايا التائيةالذاكرة المركزية. علاوة على هذه التأثيرات، تدعم بيئة الهرمونات المنتجَة في هذا الوقت (لبتين، هرمون النمو 1، برولاكتين) التأثرات بينالخلايا العارضة للمستضد والخلايا التائية، كما يحدث ميلان في ميزان السيتوكينات المحفزة لتمايزالخلايا التائية المساعدة 1 أو 2 نحو السيتوكينات التي تدعم الخلايا التائية المساعدة 1، كما تحدث زيادة عامة في تكاثر الخلايا التائية المساعدة وهجرة الخلايا التائية غير البالغة إلىالعقد اللمفاوية. ويُعتقد أن كل هذا يدعم تكوين ذاكرة مناعية طويلة الأمد عبر بدء استجابات مناعية بواسطة الخلايا التائية المساعدة.[96]
تبلغ الخلايا المستفعَلة المتمايزة مثل:الخلايا القاتلة الطبيعية أوالخلايا التائية القاتلة ذروتها في أثناء فترات اليقظة لتستجيب استجابةً فعالة ضد أي من الممراضات الدخيلة. تبلغ الجزيئاتالمضادة للالتهاب مثل الكورتيزولوالكاتيكولامين ذروتها كذلك خلال فترات اليقظة والنشاط. كان للالتهاب أن يسبب اعتلالات جسمية وإدراكية جدية لو حدث أثناء فترات اليقظة، ويمكن أن يحدث الالتهاب في أثناء فترات النوم بسبب وجودالميلاتونين. تسبب الالتهابات قدرا كبيرا منالإجهاد التأكسدي ووجود الميلاتونين أثناء النوم يمكن أن يناهض بنشاط إنتاجالجذور الحرة في ذلك الوقت.[96][97]
للتمرينات البدنية تأثير إيجابي على جهاز المناعة، وحسب تواترها وشدتها يمكن أن تخفف من التأثيرات الإمراضية التي تسببها البكتيريا والفيروسات.[98] يحدث تخميد مناعي مؤقت مباشرة بعد تمرين بدني شديد تنقص فيهالخلايا اللمفاوية المتجولة وتنقص كمية إنتاج الأجسام المضادة. يمكن أن يمنح هذا الأمر فرصة سانحةللفيروسات الكامنة لكي تعيد نشاطها وتسبب أمراضا،[99] لكن الأدلة غير حاسمة بهذا الشأن.[100][101]
ينخفض عدد الخلايا اللمفاوية المتحولة (بالتحديد الخلايا القاتلة الطبيعية) أثناء التمرين الشديد لكنه يعود لمستواه بعد 4-6 ساعات. مع أن قرابة 2% من الخلايا تموت، إلا أن معظمها ينتقل إلى الأنسجة وخصوصاً الأمعاء والرئتين وهي الأمكنة التي يزيد فيها احتمال تواجد الممراضات.[99]
تغادر بعضالخلايا الوحيدة الدورة الدموية وتنتقل إلى العضلات حيث تتمايز وتصبحبلعميات كبيرة.[99] تتمايز هذه الخلايا إلى نوعين: البلعميات الكبيرة المتكاثرة وهي المسؤولة عن زيادة عددالخلايا العضلية، والبلعميات الكبيرة المرمِّمة والتي لها دور في نضوج الخلايا العضلية المتكونة.[102]
يلعب جهاز المناعة -المناعة الفطرية تحديدا- دورا حاسما في ترميم الأنسجة بعدتأذيها، ومن العناصر الأساسية في ذلك: البلعميات الكبيرة والخلايا المتعادلة، كما أنالخلايا التائية غاما دلتاوالخلايا اللمفاوية الفطريةوالخلايا التائية المنظمة لها أدوار مهمة كذلك. تعد مطاوعة الخلايا المناعية والتوازن بين الإشارات المحرضة للالتهاب والإشارات المضادة له جوانب حاسمة في فعالية ترميم الأنسجة. لمكونات جهاز المناعة ومساراته دور في التجديد كذلك، على سبيل المثال تجديد الأطراف لدىعفريت الماء. تبعا لإحدى الفرضيات يمكن للكائنات التي يمكنها التجديد (مثل عفريت الماء) أن تكون أقل فيالكفاءة المناعية من الكائنات التي لا يمكنها التجديد.[103]
للرجال والنساء نفس الجهاز المناعيّ. ومع ذلك فإن طبيعة وقوة الاستجابات المناعية في الجنسين مُختلفة. وهذا يؤدي إلى اختلافانتشار الأمراض الخبيثة ومظهرها وعلاجها حسب نوع الجنس، وكذلك أمراض المناعة الذاتية والأمراض المُعدية.[104]
وُجد أن الجهاز المناعي يعتمد جزئيًا علىهرمون الإستروجين،[de 1] لذلك قد تكون النساء أكثر حماية ضد بعض الأمراض الفيروسية، مثل أمراضفيروس الأنفلونزا A[105] (على الرغم من أن العوامل الأخرى تلعب دورًا أيضًا.[106]) تنتج خلايا الجهاز المناعي الفطري الخاصة بالنساء أعدادًا أكبر منالإنترفيرون ألفا أثناء التعرضلفيروس نقص المناعة البشرية مقارنةً بخلايا الرجال. ومرة أخرى يُطرح سؤال ما إذا كان هذا من تأثيرات هرمون الاستروجين.[107] أمراض التهاب الكبد B (مثلسرطان الخلايا الكبدية) تنتشر انتشاراً أكثر وضوحا في الجنس الذكري، وفيه يعد التأثير المباشر للهرمونات الجنسية مسؤولاً على تكاثر الفيروس.[108]
ليس فقط شدة الأمراض الفيروسية، ولكن أيضًا يكون الجنس الذكري أكثر حساسية لحدوث الأمراض الطفيلية وعلاجها (داء الأميبات،وداء الليشمانيات،والتهابات الديدان الطفيلية)، ويُعزى ذلك إلى تأثيرالأندروجينات المباشر على جهاز المناعة والتي مستواها في البلازما أعلى لدى الرجال.[109] يعدالسل أحد أكثر أنواع العدوى البكتيرية شيوعًا بين البشر، فهو يصيب عددًا كبيرًا من الرجال ونسبة نجاح علاجه قليلة أيضًا. ويجري التحقيق في أسباب ذلك.[110] في السنوات الأخيرة اجتذب التعديل المعتمد على الجنسللاستجابة المناعية الناتج عن التطعيم أيضًا اهتمام علماء المناعة.[111]
يمكن أن يفشل جهاز المناعة في الدفاع عن المضيف وقد تحدث فيه اضطرابات تنقسم إلى ثلاث فئات رئيسية: نقص المناعة،[115] والمناعة الذاتية،[116] وفرط الحساسية.[117]
يحدث نقص المناعة حين يكون مكون أو أكثر من مكونات جهاز المناعة غير نشط. تتقلص قدرة جهاز المناعة في الاستجابة للممراضات لدى كل من الصغار وكبار السن، وتبدأ الاستجابات المناعية في الانخفاض عند بلوغ الخمسينات من العمر وذلك بسببالتشيخ المناعي.[118][119] فيالدول المتقدمة تُعتبرالسمنةومعاقرة الكحول وتناول المخدرات من الأسباب الشائعة لضعف وظيفة المناعة، في حينسوء التغذية هو أكثر الأسباب شيوعا لنقص المناعة فيالبلدان النامية.[119] للأنظمة الغذائية التي لا تحتوي على كميات كافية من البروتين صلة بالاعتلالات التي تصيب:المناعة الخلوية، نشاطالجهاز المتمم، وظيفةالخلايا البلعمية، تراكيز الجسم المضادالغلوبولين المناعي أ، وإنتاج السيتوكينات. يؤدي فقدانالغدة الزعترية في مرحلة مبكرة من العمر بسبب طفرة جينية أو إزالتها جراحيًا إلى نقص مناعة حاد وقابلية عالية للإصابة بالأمراض.[120] يمكن لنقص المناعة أن يكون وراثيًا أو مكتسبًا.[121]عوز المناعة المشترك الشديد هواضطراب جيني نادر يتميز باعتلال نمو وتطور الخلايا التائية والبائية الوظيفية بسبب حدوث عدة طفرات جينية.[122]داء الورم الحبيبي المزمن الذي تنخفض فيه قدرة البلعميات على تدمير الممراضات هو مثال على نقص المناعة الوراثي أوالخلقي. يسببالإيدز وبعض أنواع السرطان عوز المناعة المكتسب.[123][124]
فرط التحسس هو استجابة مناعية تسبب الضرر لأنسجة الجسم الذاتية، ويُقسَّم إلى أربعة أقسام تبعا للآلية المستخدمة والمدة الزمنية لردة الفعل فرط التحسسية.فرط التحسس من النمط الأول هو ردة فعل مباشرة أوصدمة حساسية ترتبط غالبا مع الحساسية، ويمكن أن تتراوح أعراضه من الشعور بالضيق إلى الوفاة، ويحدث بواسطةالغلوبيولين المناعي هـ (IgE) الذي يثيرزوال تحببالخلايا الصارية عندماتُربط تصالبيًا مع المستضد.[130] يحدثفرط التحسس عندما ترتبط الأجسام المضادة بالمستضدات الموجودة على الخلايا الذاتية للفرد وتسِمُها من أجل التدمير، ويسمى هذا النوع كذلك بفرط التحسس المعتمد على الجسم المضاد، ويحدث بواسطة الأجسام المضادة:الغلوبيولين المناعي ج (IgG)والغلوبيولين المناعي م (IgM).[130] تثيرالمعقدات المناعية (تراكمات المستضدات، وبروتيناتالجهاز المتمم، والأجسام المضادة IgG وIgM) المودَعة في مختلف الأنسجة ردات فعل النوع الثالث من فرط الحساسية.[130] يستغرق النوع الرابع من فرط التحسس (الذي يعرف كذلك بفرط التحسس المؤجل أو المتوسط بالخلية) قرابة يومين إلى ثلاثة أيام ليتطور، ولردات الفعل اتجاهه دورٌ في المناعة الذاتية والأمراض المعدية، ويمكن أن يكون لها دور فيالتهاب الجلد التماسي. تحدث ردات الفعل هذه بواسطة الخلايا التائية، والخلايا الوحيدة والخلايا البلعمية الكبيرة.[130]
الالتهاب هو إحدى الاستجابات الأولى للجهاز المناعي عند الإصابة بالعدوى،[45] لكن يمكن أن يحدث من دون سبب واضح. يحدث الالتهاب بواسطةالإيكوزانويداتوالسيتوكينات التي تفرزها الخلايا المصابة أو المجروحة. تشمل الإيكوزانويدات:البروستاغلاندينات التي تسبب الحمىوتوسع الأوعية الدموية المرتبطين بالالتهاب،واللوكوترايينات التي تهاجم بعض الخلايا البيضاء.[46][47] من السيتوكينات الشائعة التي تسبب الالتهاب:الإنترلوكينات المسؤولة عن الاتصالات بين خلايا الدم البيضاء،والكيموكينات التي تحفزالانجذاب الكيميائي،والإنترفيرونات التي لها تأثيرات مضادة للفيروسات مثل إيقاف تخليق البروتين في الخلية المضيفة.[48] يمكن إفرازعوامل النمو والعوامل السامة للخلايا كذلك.[49] تجنِّد هذه السيتوكينات الخلايا المناعية إلى موقع الإصابة وتحفز شفاء أي نسيج تضرر نتيجة القضاء على الممراضات.[50]
يمكن التلاعب بآليات عمل جهاز المناعة لتثبيط الاستجابات المناعية غير المرغوب فيها والتي تنتج عنها مناعة ذاتية أو حساسية أورفضٌ للأعضاء المزروعة، وتحفيز الاستجابات التي تحمي ضد الممراضات التي تتجنب جهاز المناعة بفعالية وضد السرطان.[131]
تُكتسب المناعة النشطة طويلة الأمد عقب الإصابة بالعدوى عبر تنشيط الخلايا التائية والبائية. يمكن توليد المناعة النشطة بطريقة غير طبيعية كذلك عبرالتلقيح. مبدأ التلقيح (ويسمى أيضا التطعيم أوالتمنيع) هو إدخال مستضدٍ من ممراض ما في الجسم لتحفيز جهاز المناعة لتطويرمناعة مخصصة ضد ذلك الممراض من دون التسبب في المرض الذي يحدثه.[137] ينجح التحفيز المتعمد لاستجابة مناعية لأنه يستغل التخصصية الطبيعية لجهاز المناعة وكذلك قابليته للتحفيز. مع بقاء الأمراض المعدية أحد الأسباب الرئيسية للوفاة لدى البشر، تمثل اللقاحات الحل الأكثر فعالية للتلاعب بجهاز المناعة الذي توصل الإنسان إليه.[58][138]
العديد من اللقاحات مبنية على المكوناتاللاخلوية للكائنات الدقيقة، بما في ذلكالذيفانات غير المؤذية.[137] بما أن العديد من المستضدات المشتقة من لقاحات لاخلوية لا تثير استجابة مناعية تكيفية قوية، توفر معظم اللقاحات ضد البكتيريامساعِدات إضافية تنشطالخلايا المقدمة للمستضد الخاصة بجهاز المناعة الفطري وتزيدتوليد المناعة للحد الأقصى.[139]
أحد أدوار جهاز المناعة المهمة الأخرى هو التعرف علىالأورام والقضاء عليها، ويسمى ذلك بالمراقبة المناعية. تعبِّر الخلايا الورمية المتحولة عن مستضدات لا تتواجد لدى الخلايا العادية، ويعتبر جهاز المناعة هذه المستضدات بأنها دخيلة، وتواجدها يجعل الخلايا المناعية تهاجم الخلايا الورمية المتحولة. للمستضدات التي تعبر عنها الأورام مصادر عدة،[140] فبعضها مشتق من فيروساتمسرطنة مثلفيروس الورم الحليمي البشري الذي يسبب سرطانات:عنق الرحم،[141]الفرج،المهبل،القضيب، الفم والحلق.[142] بينما مستضدات أخرى هي بروتينات الكائن الذاتية التي تظهر بمستويات منخفظة في الخلايا العادية لكنها تبلغ مستويات عالية في الخلايا الورمية. أحد الأمثلة عليها هو إنزيم يسمىتايروسيناز والذي يحوِّل بعض خلايا الجلد (مثلالخلايا الميلانينية) إلى أورام تسمىالأورام الميلانينية إذاعُبّر عنه بمستويات عالية.[143][144] مصدر ثالث محتمل لمستضدات الأورام هو البروتينات التي تكون في الحالة العادية مهمة لتنظيمنمو الخلايا وبقائها، لكنها تتطفر تطفراً شائعًا إلى بروتينات مسببة للسرطان ومن الأمثلة عليها الجزيئات الناتجة عنالجينات الورمية.[140][145][146]
تعرفتالبلعميات الكبيرة على خلية سرطانية (الكتلة الكبيرة الشائكة). عند الاندماج مع خلية سرطانية، تحقن البلعميات الكبيرة (الخلايا البيضاء الأقل حجما) ذيفانات لقتل الخلية الورمية.العلاج المناعي لمعالجة السرطان مجال نشط للبحث الطبي.[147]
الاستجابة الرئيسية لجهاز المناعة ضد الأورام هي تدمير الخلايا غير الطبيعية باستخدامالخلايا التائية القاتلة، بدعم من الخلايا التائية المساعدة في بعض الأحيان.[144][148] تُعرض مستضدات الورم على جزيئاتمعقد التوافق النسيجي الكبير القسم 1 بطريقة مماثلة للمستضدات الفيروسية. يسمح هذا العرض للخلايا التائية القاتلة بالتعرف على خلايا الورم بأنها غير طبيعية.[149] تقتل الخلايا القاتلة الطبيعية الخلايا الورمية بطريقة مماثلة، خاصة إذا كانت الخلايا الورمية تحتوي في أسطحها على جزيئات أقل من العادة من معقد التوافق النسيجي الكبير القسم 1، وهي ظاهرة شائعة في الأورام.[150] في بعض من الأحيان تُولَّد أجسام مضادة للخلايا الورمية وهو ما يسمحللجهاز المناعي المتمم بتدميرها.[145]
تتجنب بعض الأورام جهاز المناعة وتتطور لتصبحسرطانات.[151][152] تملك الخلايا الورمية في الغالب أعدادا منخفضة من جزيئات معقد التوافق النسيجي الكبير القسم 1 على سطحها، وبالتالي تتجنب رصدها بواسطة الخلايا التائية القاتلة.[149][151] تفرز بعض الخلايا الورمية جزيئات تثبط الاستجابة المناعية، على سبيل المثال إفراز السيتوكينعامل النمو المحول بيتا (TGF-β) الذي يمنع نشاط البلعميات الكبيرةوالخلايا اللمفاوية.[151][153] فضلا عن ذلك، يمكن أن يتطورتحمل مناعي ضد مستضدات الأورام فيتوقف جهاز المناعة عن مهاجمة الخلايا الورمية.[151][152]
من المفارقات أن البلعميات الكبيرة يمكن أن تحفز نمو الورم[154] حين ترسل الخلايا الورمية سيتوكينات تجذب البلعميات الكبيرة التي تُفرِز بدورها سيتوكينات وعوامل نمو مثلعامل نخر الورم ألفا الذي يرعى ويعمل على تطور الورم أو يحفز مطاوعةً مماثلة لنظيرتها لدى الخلايا الجذعية.[151] تجعل توليفةٌ مننقص التأكسج في الورم والسيتوكينات المنتجة بواسطة البلعميات الكبيرة الخلايا الورميةَ تخفض من إنتاج بروتين يمنعالانبثاث وبالتالي تساهم في انتشار الخلايا السرطانية.[151] تُجنَّد البلعميات الكبيرة M1 المضادة للورم في المراحل الأولى من تطور الورم لكنها تتمايز مع الوقت إلى النوع M2 الذي له تأثير مؤيد للورم وهي مثبطة للمناعة. يخفض نقص التأكسج من إنتاج السيتوكينات التي تعمل على إحداث استجابة مضادة للورم، وتكتسب البالعات الكبيرة تدريجيا وظائف النوع M2 المؤيدة لنمو الورم التي تُحدثهاالبيئة المكروية للورم، بما في ذلك: الإنترلوكين 4 والإنترلوكين 10.[155] تشملالمعالجة المناعية للسرطان السبل الطبية لتحفيز جهاز المناعة لمهاجمة الأورام السرطانية.[156]
يمكن أن تسبب بعض من الأدوية استجابة مناعية محيِّدة، ويُنتج عندها جهاز المناعةأجسام مضادة محيِّدة تناهض تأثير الأدوية، وخاصة الأدوية المتناولة تناولًا متواترًا أو بجرعات كبيرة. يحدّ هذا الأمر من فعالية الأدوية المبنية على ببتيدات كبيرة وبروتينات (التي يزيد حجمها عادة على 6000دالتون).[157] في بعض الحالات، يكون الدواء في حد ذاته غيرمولد للمناعة لكن يُؤخذ جنبًا إلى جنب مع مكونات مولدة للمناعة كما هو الحال بالنسبةلتاكسول. طُورت أساليب حاسوبية للتنبؤباستمناعية (القدرة على توليد المناعة) الببتيدات والبروتينات، وهي مفيدة إفادة خاص في: تصميم الأجسام المضادة العلاجية، تقييم احتمالية الطفرات في زيادةحدة إمراض الفيروسات والتحقق من فعالية علاجات الأدوية المُقترَحة المبنية على الببتيد. اعتمدت التقنيات القديمة أساسا على ملاحظة أنالأحماض الأمينية المحبة للماء تتواجد تواجداً أكبر بكثير في مناطقالحواتم من الأحماض الأمينية الكارهة للماء،[158] لكن التطورات الحديثة تعتمد علىتعلم الآلة للتقنيات باستخدام قواعد بيانات الحواتم المعروفة مسبقا التي تخص البروتينات الفيروسية المدروسة جيداكمجموعة تتدرب عليها الآلة.[159] أُنشِئت قاعدة بيانات متاحة للعموم لفهرسة الحواتم التي تخص الممراضات المعروفِ بأن الخلايا البائية قادرة على التعرف عليها.[160] يسمى المجال الجديد الذي يدرسالمعلوماتية الحيوية المرتبطة بتوليد المناعةبعلم المناعة الحاسوبي.[161]البروتيوميات المناعية هي دراسة مجموعات كبيرة من البروتينات (بروتيوميات) التي لها دور في الاستجابة المناعية.[162]
من المحتمل أن يكون جهاز المناعة التكيفي متعدد المكونات قد نشأ لدىالفقاريات أولا، لأناللافقاريات لا تخلِّق خلايا لمفاوية ولا تولِّد استجابة مناعية خلطية مبنية على الأجسام المضادة.[163] تستخدم العديد من الكائنات والأنواع آليات يبدو أنها سلفٌ للآليات التي تستخدمها مناعة الفقاريات. يوجد جهاز المناعة لدى جميع أشكال الحياة وحتى البسيطة منها، وتستخدم البكتيريا آلية دفاع فريدة تسمىنظام تعديل التقييد لتحمي نفسها من ممراضات فيروسية تسمىالعاثيات.[164] تملكبدائيات النوى (البكتيرياوالعتائق) مناعة تكيفية كذلك، من خلال نظام يستخدم تسلسلاتكريسبر لإبقاء قطع من جينومات العاثيات التي أصابتها في الماضي في جينومها، ويتيح لها ذلك منع تضاعف الفيروس عبر نوعٍ منتدخل الرنا.[165] تملك بدائيات النوى آليات دفاع أخرى كذلك،[166] وتتواجد العناصر المهاجمة من جهاز المناعة لدىحقيقيات النوى وحيدة الخلية لكن الدراسات حول أدوارها في الدفاع قليلة.[167]
مستقبل التعرف على الأنماط هي بروتينات تُستخدم بواسطة جميع الكائنات تقريبا للتعرف على الجزيئات ذات الصلة بالممراضات.الببتيدات المضادة للميكروبات التي تسمىالديفنسينات هي مكون تطوري محفوظ لجهاز المناعة الفطري وتوجد لدى جميع الحيوانات والنباتات، وتمثل الهيئة الرئيسية لجهاز المناعة لدى اللافقاريات.[163]الجهاز المتمم والخلايا البلعمية هي أكثر أنواع المناعة المستخدمة بواسطة هيئات الحياة اللافقارية.الريبونوكليازات ومسارتدخل الرنا محفوظان لدى جميع حقيقيات النوى، ويُعتقد أنهما يلعبان دورا في الاستجابة المناعية ضد الفيروسات.[168]
لا تملك النباتات خلايا بلعمية -على خلاف الحيوانات- لكن العديد من الاستجابات المناعية للنباتات تتضمن إشارات كيميائية نظامية تُرسل عبر مختلف أنحاء جسم النبات.[169] تستجيب الخلايا النباتية الفردية للجزيئات ذات الصلة بالفيروسات عبر التعرف علىالأنماط الجزيئية المرتبطة بالممراض (PAMPs).[170] حين يصاب جزء من النبات بالعدوى، يُحدِث النباتاستجابة فرط تحسسية موضعية، تخضع فيها الخلايا الموجودة في موقع العدوى إلىاستماتة سريعة لمنع انتشار المرض إلى أجزاء أخرى من النبات.المقاومة المكتسبة النظامية هي نوع من الاستجابة المناعية المستخدمة بواسطة النباتات لجعل كامل جسم النبتة مقاوملممراض محدد.[169] آلياتإسكات الرنا مهمة خصوصًا في هذه الاستجابة النظامية لأن بإمكانها منعتضاعف الفيروس.[171]
يعتمد نجاح أي ممراض على قدرته في تفادي الاستجابات المناعية للمضيف الذي يصيبه، لذلك طورت الممراضات طرقا عديدة تسمح لها بإصابة المضيف بنجاح مع تجنب اكتشاف أو تدمير جهاز المناعة لها.[173] تتغلب البكتيريا على الحواجز الفيزيائية غالبا عبر إفراز إنزيمات تهضم هذه الحواجز، على سبيل المثال: عبر استخدمنظام الإفراز النوع 2.[174] وفي طريقة أخرى تستخدمنظام الإفراز النوع 3، وفيها تُدخل أنبوبا أجوفا داخل الخلية المضيفة يتيح طريقا مباشرا للبروتينات كي تنتقل من الممراض إلى المضيف. تُستخدم هذه البروتينات في الغالب لإيقاف دفاعات المضيف.[175]
إحدى استراتيجيات التجنب المستخدمة بواسطة العديد من الممراضات لتفادي جهاز المناعة الفطري هي الاختباء ضمن الخلايا الخاصة بالمضيف (ويسمى كذلكالإمراض بين الخلوي)، وفيه يقضي الممراض معظمدورة حياته داخل خلايا المضيف، أين يكون محميا من التأثر المباشر مع الخلايا المناعية والأجسام المضادة والجهاز المتمم. من الأمثلة على الممراضات بين الخلوية: الفيروسات، بكتيرياالتسمم الغذائيالسلمونيلا والطفيليات حقيقية النوى التي تسبب المالاريا (المتصورة)وداء الليشمانيات (ليشمانيا). تعيش بعض البكتيريا الأخرى مثلالمتفطرة السلية داخل كبسولات واقية تحميها منالتحلل بواسطة الجهاز المتمم.[176] تفرز العديد من الممراضات مركبات تُضعف الاستجابة المناعية للمضيف أو تعمل على تضليلها.[173] تشكل بعض البكتيرياأغشية حيوية رقيقة لحماية أنفسها من خلايا وبروتينات الجهاز المناعي. وتتواجد مثل هذه الأغشية الرقيقة في العديد من الإصابات بالعدوى الناجحة، كما هو الحال عند الإصابةبالزائفة الزنجاريةوالبيركهولدرية البصلية الجديدة التي هي من سماتالتليف الكيسي.[177] تخلِّق بعض البكتيريا بروتينات سطحية ترتبط بالأجسام المضادة وتجعلها غير فعالة، ومن الأمثلة عليها:العقدية (البروتين غ)،المكورة العنقودية الذهبية (البروتين أ)والهضمونية العقدية ماغنوس (البروتين ل).[178]
الآليات المستخدمة لتفادي جهاز المناعة التكيفي أكثر تعقيدا. أبسط الطرق هي التغيير السريعللحاتمات غير الأساسية (أحماض أمينية و/أو سكريات) على سطح الممراض، مع إبقاء الحاتمات الأساسية مستورة. يسمى هذابالتغير المستضدي. أحد الأمثلة هوفيروس الإيدز الذي يتطفر بسرعة، لكي تتغير باستمرار البروتينات الموجودة على سطحغلافه الفيروسي التي يستخدمها للدخول إلى المضيف. يمكن أن تفسِّر هذه التغيرات المتواترة في المستضدات فشل اللقاحات المطورة ضد هذا الفيروس.[179] يستخدم طفيليالمثقبية البروسية إستراتيجية مماثلة، يغير فيها باستمرار بروتيناته السطحية من نوع لآخر، ويمنحه ذلك السبق ويمكِّنه من تجنب استجابة الأجسام المضادة.[180] إخفاء المستضدات بجزيئات المضيف هي استراتيجية شائعة أخرى لتجنب الانكشاف لجهاز المناعة. في فيروس الإيدز، الغلاف الذي يغطي الفيروس مصنوع من الغشاء الخارجي للخلية المضيفة، وهذا «الستر الذاتي» للفيروسات يصعِّب مهمة الجهاز المناعي في اكتشاف وتحديد الجزيئات والبُنى «غير الذاتية».[181]
حصل بول إيرليش (1854-1915) على جائزة نوبل عام 1908 لمساهماته في علم المناعة.[182]
علم المناعة هو العلم الذي يدرس بنية ووظيفة الجهاز المناعي، ونشأ منالطب والدراسات المبكرة حول أسباب المناعة ضد الأمراض. أقدم إشارة معروفة للمناعة كانت خلالطاعون أثينا في 430 قبل الميلاد. لاحظثوقيديدس أن الأشخاص الذين تعافوا من نوبة سابقة للمرض يمكنهم الاهتمام بالمرضى وخدمتهم دون أن يصابوا بالمرض مرة ثانية.[183] في القرن الثامن عشر، أجرىبيير لوي موبرتوي تجاربا بسم العقرب ولاحظ أن بعض الكلاب والفئران محصنة ضد هذا السم.[184] في القرن العاشر، كتب الطبيب المسلمأبو بكر الرازي أول نظرية مسجلة عن المناعة المكتسبة[185] مشيرًا إلى أن الأشخاص الذين نجوا من وباء الجدري لديهم حصانة ضد الإصابةبالجدري مستقبلًا. على الرغم من أنه شرح المناعة بأنها طردُ «الرطوبة الزائدة» من الدم -ومنه منع حدوث المرض مرة ثانية- فقد فسرت هذه النظرية العديد من الملاحظات حول الجدري المعروفة خلال هذا الوقت.[186]
استغللويس باستور هذه الملاحظات وغيرها المتعلقة بالمناعة المكتسبة في تطويره للتطعيم واقترح نظريته القائلةبالأصل الجرثومي للمرض.[187] كانت نظرية باستور في تعارض تام مع النظريات المعاصرة للمرض، مثلنظرية ميازما. ولم يثبت أن الكائنات المجهرية هي سبب الأمراضالمعدية إلا بعد أنأثبت ذلكروبرت كوخ في عام 1891 وحصل علىجائزة نوبل في عام 1905 م.[188] وتأكدت الفيروسات باعتبارها من مسببات الأمراض البشرية في عام 1901، مع اكتشاف فيروسالحمى الصفراء بواسطةولتر ريد.[189]
^(بالألمانية) C. J. Thaler, W. Samtleben:Einfluss von Sexualsteroiden auf physiologische und pathologische Reaktionen des Immunsystems. Der Gynäkologe 33 (2000), S. 393–401.
^Alberts B, Johnson A, Lewis J, Raff M, Roberts K, Walters P."Cell Biology of Infection" (بالإنجليزية). Archived fromthe original on 2023-05-24. Retrieved2023-05-24.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Hankiewicz J, Swierczek E (Dec 1974). "Lysozyme in human body fluids".Clinica Chimica Acta; International Journal of Clinical Chemistry (بالإنجليزية).57 (3): 205–09.DOI:10.1016/0009-8981(74)90398-2.PMID:4434640.
^Ryter A (1985). "Relationship between ultrastructure and specific functions of macrophages".Comparative Immunology, Microbiology and Infectious Diseases (بالإنجليزية).8 (2): 119–33.DOI:10.1016/0147-9571(85)90039-6.PMID:3910340.
^Langermans JA, Hazenbos WL, van Furth R (Sep 1994). "Antimicrobial functions of mononuclear phagocytes".Journal of Immunological Methods (بالإنجليزية).174 (1–2): 185–94.DOI:10.1016/0022-1759(94)90021-3.PMID:8083520.
^ابMartin P, Leibovich SJ (Nov 2005). "Inflammatory cells during wound repair: the good, the bad and the ugly".Trends in Cell Biology (بالإنجليزية).15 (11): 599–607.DOI:10.1016/j.tcb.2005.09.002.PMID:16202600.
^ابPlatnich JM, Muruve DA (Feb 2019). "NOD-like receptors and inflammasomes: A review of their canonical and non-canonical signaling pathways".Archives of Biochemistry and Biophysics (بالإنجليزية).670: 4–14.DOI:10.1016/j.abb.2019.02.008.PMID:30772258.S2CID:73464235.
^ابRus H, Cudrici C, Niculescu F (2005). "The role of the complement system in innate immunity".Immunologic Research (بالإنجليزية).33 (2): 103–12.DOI:10.1385/IR:33:2:103.PMID:16234578.S2CID:46096567.
^ابHoltmeier W, Kabelitz D (2005). "gammadelta T cells link innate and adaptive immune responses".Chemical Immunology and Allergy (بالإنجليزية).86: 151–83.DOI:10.1159/000086659.ISBN:3-8055-7862-8.PMID:15976493.
^Harty JT, Tvinnereim AR, White DW (2000). "CD8+ T cell effector mechanisms in resistance to infection".Annual Review of Immunology (بالإنجليزية).18 (1): 275–308.DOI:10.1146/annurev.immunol.18.1.275.PMID:10837060.
^McHeyzer-Williams LJ, Malherbe LP, McHeyzer-Williams MG (2006). "Helper T cell-regulated B cell immunity".Current Topics in Microbiology and Immunology (بالإنجليزية).311: 59–83.DOI:10.1007/3-540-32636-7_3.ISBN:978-3-540-32635-9.PMID:17048705.
^ابSproul TW, Cheng PC, Dykstra ML, Pierce SK (2000). "A role for MHC class II antigen processing in B cell development".International Reviews of Immunology (بالإنجليزية).19 (2–3): 139–55.DOI:10.3109/08830180009088502.PMID:10763706.S2CID:6550357.
^[a] Wick G, Hu Y, Schwarz S, Kroemer G (Oct 1993). "Immunoendocrine communication via the hypothalamo-pituitary-adrenal axis in autoimmune diseases".Endocrine Reviews (بالإنجليزية).14 (5): 539–63.DOI:10.1210/edrv-14-5-539.PMID:8262005. [b] Kroemer G, Brezinschek HP, Faessler R, Schauenstein K, Wick G (Jun 1988). "Physiology and pathology of an immunoendocrine feedback loop".Immunology Today (بالإنجليزية).9 (6): 163–5.DOI:10.1016/0167-5699(88)91289-3.PMID:3256322.
^Fimmel S, Zouboulis CC (2005). "Influence of physiological androgen levels on wound healing and immune status in men".The Aging Male (بالإنجليزية).8 (3–4): 166–74.DOI:10.1080/13685530500233847.PMID:16390741.S2CID:1021367.
^Dorshkind K, Horseman ND (Jun 2000). "The roles of prolactin, growth hormone, insulin-like growth factor-I, and thyroid hormones in lymphocyte development and function: insights from genetic models of hormone and hormone receptor deficiency".Endocrine Reviews (بالإنجليزية).21 (3): 292–312.DOI:10.1210/edrv.21.3.0397.PMID:10857555.
^Bryant PA, Trinder J, Curtis N (Jun 2004). "Sick and tired: Does sleep have a vital role in the immune system?".Nature Reviews. Immunology (بالإنجليزية).4 (6): 457–67.DOI:10.1038/nri1369.PMID:15173834.S2CID:29318345.
^Simpson RJ, Campbell JP, Gleeson M, Krüger K, Nieman DC, Pyne DB, Turner JE, Walsh NP (2020). "Can exercise affect immune function to increase susceptibility to infection?".Exercise Immunology Review (بالإنجليزية).26: 8–22.PMID:32139352.
^Minari AL, Thomatieli-Santos RV (Jan 2022). "From skeletal muscle damage and regeneration to the hypertrophy induced by exercise: what is the role of different macrophage subsets?".American Journal of Physiology. Regulatory, Integrative and Comparative Physiology (بالإنجليزية).322 (1): R41–R54.DOI:10.1152/ajpregu.00038.2021.PMID:34786967.S2CID:244369441.
^ابHanna Lotter, Marcus Altfeld:Sex differences in immunity. Seminars in Immunopathology 41 (2019), S. 133–135.doi:10.1007/s00281-018-00728-x
^Jackye Peretz, Andrew Pekosz, Andrew P. Lane, and Sabra L. Klein:Estrogenic compounds reduce influenza A virus replication in primary human nasal epithelial cells derived from female, but not male, donors. American Journal of Physiology-Lung Cellular and Molecular Physiology 310, 5 (1. März 2016)doi:10.1152/ajplung.00398.2015
^Landon G. vom Steeg, Sabra L. Klein:Sex and sex steroids impact influenza pathogenesis across the life course. Seminars in Immunopathology 41 (2019) S. 189–194.
^A. Rechtien, M. Altfeld:Sexual dimorphism in HIV-1 infection. Seminars in Immunopathology 41 (2019), S. 195–202.doi:10.1007/s00281-018-0704-y
^N. Büttner, R. Thimme:Sexual dimorphism in hepatitis B and C and hepatocellular carcinoma. Seminars in immunopathology 41 (2019) S. 203–211.doi:10.1007/s00281-018-0727-4
^J. Sellau, M. Groneberg, H. Lotter:Androgen-dependent immune modulation in parasitic infection. Seminars in Immunopathology 41 (2019), S. 213–224.doi:10.1007/s00281-018-0722-9
^D. Hertz, B. Schneider:Sex differences in tuberculosis. Seminars in Immunopathology 41 (2019), S. 225–237.doi:10.1007/s00281-018-0725-6
^S. Fischinger et al.:Sex differences in vaccine-induced humoral immunity. Seminars in Immunopathology 41 (2019), S. 239–249.doi:10.1007/s00281-018-0726-5
^M. Souyris et al.:Female predisposition to TLR7-driven autoimmunity: gene dosage and the escape from X chromosome inactivation. Seminars in Immunopathology 41 (2019), S. 153–164.doi:10.1007/s00281-018-0712-y
^D. Schwinge, C. Schramm:Sex-related factors in autoimmune liver diseases. Seminars in Immunopathology 41 (2019), S. 165–175doi:10.1007/s00281-018-0715-8
^Stefan M. Gold et al.:Sex differences in autoimmune disorders of the central nervous system. Seminars in Immunopathology 41 (2019), S. 177–188.doi:10.1007/s00281-018-0723-8
^Joos L, Tamm M (2005). "Breakdown of pulmonary host defense in the immunocompromised host: cancer chemotherapy".Proceedings of the American Thoracic Society (بالإنجليزية).2 (5): 445–48.DOI:10.1513/pats.200508-097JS.PMID:16322598.
^Miller JF (1993). "Self-nonself discrimination and tolerance in T and B lymphocytes".Immunologic Research (بالإنجليزية).12 (2): 115–30.DOI:10.1007/BF02918299.PMID:8254222.S2CID:32476323.
^Farhy LS, McCall AL (Jul 2015). "Glucagon - the new 'insulin' in the pathophysiology of diabetes".Current Opinion in Clinical Nutrition and Metabolic Care (بالإنجليزية).18 (4): 407–14.DOI:10.1097/mco.0000000000000192.PMID:26049639.S2CID:19872862.
^ابTaylor AL, Watson CJ, Bradley JA (Oct 2005). "Immunosuppressive agents in solid organ transplantation: Mechanisms of action and therapeutic efficacy".Critical Reviews in Oncology/Hematology (بالإنجليزية).56 (1): 23–46.DOI:10.1016/j.critrevonc.2005.03.012.PMID:16039869.
^ابGuevara-Patiño JA, Turk MJ, Wolchok JD, Houghton AN (2003). "Immunity to cancer through immune recognition of altered self: studies with melanoma".Advances in Cancer Research (بالإنجليزية).90: 157–77.DOI:10.1016/S0065-230X(03)90005-4.ISBN:978-0-12-006690-2.PMID:14710950.
^Renkvist N, Castelli C, Robbins PF, Parmiani G (Mar 2001). "A listing of human tumor antigens recognized by T cells".Cancer Immunology, Immunotherapy (بالإنجليزية).50 (1): 3–15.DOI:10.1007/s002620000169.PMID:11315507.S2CID:42681479.
^ابSeliger B, Ritz U, Ferrone S (Jan 2006). "Molecular mechanisms of HLA class I antigen abnormalities following viral infection and transformation".International Journal of Cancer (بالإنجليزية).118 (1): 129–38.DOI:10.1002/ijc.21312.PMID:16003759.S2CID:5655726.
^ابجدهوSyn NL, Teng MW, Mok TS, Soo RA (Dec 2017). "De-novo and acquired resistance to immune checkpoint targeting".The Lancet. Oncology (بالإنجليزية).18 (12): e731–e741.DOI:10.1016/s1470-2045(17)30607-1.PMID:29208439.
^Frumento G, Piazza T, Di Carlo E, Ferrini S (Sep 2006). "Targeting tumor-related immunosuppression for cancer immunotherapy".Endocrine, Metabolic & Immune Disorders Drug Targets (بالإنجليزية).6 (3): 233–7.DOI:10.2174/187153006778250019.PMID:17017974.
^Söllner J, Mayer B (2006). "Machine learning approaches for prediction of linear B-cell epitopes on proteins".Journal of Molecular Recognition (بالإنجليزية).19 (3): 200–08.DOI:10.1002/jmr.771.PMID:16598694.S2CID:18197810.
^Flower DR, Doytchinova IA (2002). "Immunoinformatics and the prediction of immunogenicity".Applied Bioinformatics (بالإنجليزية).1 (4): 167–76.PMID:15130835.
^Kanduc D (Sep 2019). "From hepatitis C virus immunoproteomics to rheumatology via cross-reactivity in one table".Current Opinion in Rheumatology (بالإنجليزية).31 (5): 488–492.DOI:10.1097/BOR.0000000000000606.PMID:31356379.S2CID:198982175.
^Retief FP, Cilliers L (Jan 1998). "The epidemic of Athens, 430–426 BC".South African Medical Journal = Suid-Afrikaanse Tydskrif vir Geneeskunde (بالإنجليزية).88 (1): 50–53.PMID:9539938.
^Ostoya P (1954). "Maupertuis et la biologie".Revue d'histoire des sciences et de leurs applications (بالإنجليزية).7 (1): 60–78.DOI:10.3406/rhs.1954.3379.
Stvrtinová V, Jakubovský J, Hulín I (1995).Pathophysiology: Principles of Disease (بالإنجليزية). Computing Centre, Slovak Academy of Sciences: Academic Electronic Press.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
Janeway CA, Travers P, Walport M (2001).Immunobiology (بالإنجليزية) (5th ed.). Garland Science. Archived fromthe original on 2023-03-12.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
Wira CR, Crane-Godreau M, Grant K (2004).Mucosal Immunology (بالإنجليزية). San Francisco: Elsevier.ISBN:0-12-491543-4.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
Bertok L, Chow D (2005). Bertok L, Chow D (ed.).Natural Immunity (بالإنجليزية) (1st ed.). Vol. 5.ISBN:978-0-44451-755-5.
Janeway CA (2005).Immunobiology (بالإنجليزية) (6th ed.). Garland Science.ISBN:0-443-07310-4.
Ciccone CD (2015).Pharmacology in Rehabilitation (Contemporary Perspectives in Rehabilitation) (بالإنجليزية) (5th ed.). F.A. Davis Company.ISBN:978-0-80364-029-0.
Murphy K, Weaver C (2016).Immunobiology (بالإنجليزية) (9 ed.). Garland Science.ISBN:978-0-8153-4505-3.