جنوب إفريقيا ورسميًاجمهورية جنوب إفريقيا، هي دولة تقع في أقصىالطرف الجنوبي لقارة إفريقيا ويحدها كل منناميبيا،بوتسوانا،زيمبابوي،موزمبيقوإسواتيني. كما أن دولةليسوتو محاطة بالكامل بأراضي جنوب إفريقيا. اقتصادها هو الأكبر والأكثر تطورًا بين كل الدول الإفريقية، والبنية التحتية الحديثة موجودة في كل أنحاء البلاد تقريباً. يوجد في جنوب إفريقيا أكبر عدد سكان ذوي أصولالأوروبية فيإفريقيا، وأكبر تجمع سكانيهندي خارجآسيا، وأكبر مجتمع ملون (ذوي البشرة السوداء) فيإفريقيا، مما يجعلها من أكثر الدول تنوعاً في السكان في القارةالإفريقية.
غالبية سكان جنوب إفريقيا هم منالسود ويشكلون نحو 80٪ من السكان.[16] وبقية السكان أفارقة من أصل أوروبي (جنوب إفريقيون بيض) وأما الآسيويين فيتنوعون ما بين أصلهندي والصيني، وهناك أجناس متعددة الأعراق يعرفون باسمالملونون. جمهورية جنوب إفريقيا ذات تنوع كبير يشمل مجموعة واسعة منالثقافات واللغات والأديان والأعراق. ينعكس ذلك عبر تركيبتها التعددية في اعترافدستور جنوب إفريقيا بـ12 لغة رسمية،[16] وهو رابع أعلى رقم في العالم. وفقًا لتعداد عام 2011، فإن اللغتين الأولى الأكثر استخدامًا همااللغة الزولوية (22.7٪)واللغة الكوسية (16.0٪).[17] وبعدها اللغتان من أصل أوروبي:اللغة الأفريقانية (13.5٪) تطورت هذه اللغة منالهولندية وتكون غالبًا كلغة أولى لمعظم الملونين والبيض في جنوب إفريقيا. وفي الأخيراللغة الإنجليزية (9.6٪) حيث تمثل إرثالاستعمار البريطاني وتكون شائعة الاستخدام في الحياة العامة والأعمال التجارية.
النزاع العرقي والعنصري بين الأقلية البيضاء والأكثرية السوداء شغل حيزاً كبيراً من تاريخ البلاد وسياساته، وقد بدأ الحزب الوطني بإدخال سياسةالفصل العنصري بعد فوزه بالانتخابات العامة لعام1948 وهو الحزب نفسه الذي بدأ تفكيك هذه السياسة عام1990 بعد صراع طويل مع الأغلبية السوداء ومجموعاتمناهضة للعنصرية من البيض والهنود. جنوب إفريقيا من الدول الإفريقية القليلة التي لم تشهد انقلاباً على الحكم، كما تُنظم الانتخابات منذ1994.
اسم «جنوب إفريقيا» مشتق من موقع البلاد الجغرافي على الحافة الجنوبية لإفريقيا. عند تشكيلها، سُميت البلاداتحاد جنوب إفريقيا، ما يعكس أصلها العائد لاتحاد أربع مستعمرات بريطانية منفصلة سابقة. منذ عام 1961، كان الاسم الطويل الرسمي باللغة الإنجليزية: «اتحاد جنوب إفريقيا»، و Republiek van Suid-Afrika بالأفريقانية. منذ عام 1994، صار للبلاد اسم رسمي في كل من لغاتها الإحدى عشرة.[18][19]
مزانسي، المشتق من الاسم الكوسيّأومزانتسي ويعني «جنوب»، اسم عامي لجنوب إفريقيا، في حين تفضل بعض الأحزاب السياسية المؤيدة للوحدة الإفريقية مصطلح «آزانيا».[20]
تضم جنوب إفريقيا بعضًا من أقدم مواقع الآثار والمستحاثات البشرية في العالم. اكتشف علماء الآثار بقايا مستحاثات كاملة من سلسلة من الكهوف في مقاطعةخاوتينغ. حملت المنطقة، وهي موقع تراث عالمي بحسب اليونيسكو، وسمة «مهد البشرية». يضم الموقع كهوف ستيركفونتاين، وهو واحد من أثرى المناطق بالمستحاثات البشراناوية في العالم. تضم المواقع الأخرى كهف سوارتكرانس، وكهف غوندولين، ومنتزه كرومدراي، وكهف كوبر وملابا. ميّز ريموند دارت أول مستحاثة بشراناوية اكتُشفت في إفريقيا، وهي طفل تونغ (عُثر عليه قرب تونغ) في عام 1924. جاء المزيد من البقايا البشراناوية من المواقع في ماكابانسغات في مقاطعة ليمبوبو، وكورنيليا وفلوريسباد في مقطاعة الولاية الحرة، وكهف الحدود في مقاطعة كوازولو ناتال، وكهوف نهر كلاسيس مقاطعة الرأس الشرقي ونقطة بينكل، إيلاندسفونتين وكهف ديل كيلدرز في مقاطعة الرأس الغربي.[21][22][23]
تقترح هذه المكتشفات أن فصائل مختلفة من البشراناوات كانت موجودة في جنوب إفريقيا منذ نحو ثلاثة ملايين عام، بدءًا من القرد الجنوبي الإفريقي. تضم الفصائل اللاحقة: أوسترالوبيثيكس سيديبا،والإنسان العامل،والإنسان المنتصب، وإنسان رودسيا، وجمجمة فلورسباد، وهومو ناليدي، والبشر المعاصرين (الإنسان العاقل). سكن البشر المعاصرون جنوب إفريقيا منذ 170.00 عام على الأقل.[24]
حدد العديد من الباحثين مواقع أدوات أولدوانية ضمن وادي نهر فال.[25][26]
كانت مستوطنات الشعوب الناطقة بالبانتو، والذين كانوا مزارعين من مستخدمي الحديد ورعاة قطعان، حاضرة بالفعل جنوب نهر ليمبوبو (الحدود الشمالية الحالية مع بوتسوانا وزيمبابوي) بحلول القرن الرابع أو الخامس الميلادي (إنظر توسع البانتو). هجّروا الناطقين الأصليين باللغة الكويسانية، شعوب خويخوي وسان، وغزوهم وامتصوهم. تحرك البانتو ببطء ناحية الجنوب. يُعتقد أن أقدم المشتغلين بالحديد في مقاطعةكوازولو ناتال الحالية يعودون إلى نحو عام 1050. كانت المجموعة في أقصى الجنوب هي شعب كوسا، والذين تضم لغتهم سمات معينة من شعب خويسان السابق. بلغ شعب كوسا نهر السمكة العظيمة، في مقاطعة الرأس الشرقي المعاصرة. بعد أن هاجروا، نزّح هؤلاء السكان الأكبر من العصر الحديدي الشعوب السابقة أو امتصوهم. في مقاطعة مبومالانغا، عُثر على عدة دوائر حجرية إلى جانب ترتيبات حجرية سُميت تقويم آدم، ويُعتقد أن البقايا أُنشئت على أيدي الباكوني، وهم شعب سوثوي شمالي.[27][28]
في القرن الثاني الميلادي وصلها المزارعون الناطقونبلغة البانتو من الشمال وهم الذين يعتبرون أجداد السكان السود الحاليين في جنوب إفريقيا وفي عام 1652 وصلها المستوطنون الهولنديون (المعروفون باسم البوير أو الأفريقان) والذين أنزلتهمشركة الهند الشرقية الهولندية وأقاموا جمهورية مستقلة في منطقة الكاب. عام 1806، استولتبريطانيا على مستعمرة الكاب ثم حكموا البلاد بعد جلاء الهولنديين. انتقل البوير في عام 1836 من مستعمرة الكاب إلى ناتالوولاية أورانج المستقلة. وفي عام 1843، أنشأت بريطانيا مستعمرة ناتال حتى أصبحت الترانسفال جمهورية للبوير عام 1852. وفي عام 1854 أصبحتولاية أورانج المستقلة جمهورية للبوير. في عام 1872 أصبحت مستعمرة الكاب تتمتع بالحكم الذاتي داخلالإمبراطورية البريطانية حتى ضمت بريطانيا الترانسفال إلى مستعمراتها عام 1877. في عام 1879 هزمت بريطانيامملكة الزولو فيالحرب الإنجليزية الزولوية. (1880-1881) وقعتحرب البوير الأولى وهزم البوير الترانسفال بريطانيا. (1899-1902) وقعت حرب البوير الثانية وانهزم فيها البوير وضمت بريطانيا إليها جمهوريتي الترانسفالوأورانج الحرة. في عام 1907 مُنحت جمهورية البوير حكمًا ذاتيًا مع قصر حق الانتخاب علي البيض فقط. حتى تكون ما يعرف باسماتحاد جنوب إفريقيا المكون من كل من (الرتنسفال - الكاب - الناتال - أورانج). وفي عام 1919، وضع ما يعرف الآن باسم ناميبيا تحت انتداب جنوب إفريقيا. فيالحرب العالمية الثانية حاربت جنوب إفريقيا إلى جانب الحلفاء.
بعد انتخاب الحزب الوطني البويري للحكم (حزب البيض) في عام 1948 وأخذ تطبيق سياسة الأبارتيد أي التفرقة العنصرية تطبيقًا رسميًا حيث لم يكن مسموحًا للسود بالعمل إلا في أعمال محددة ومنعوا من حق الانتخاب وحق الملكية إضافة إلى انعدام المساواة بينهم وبين البيض في تقاضي الأجور إضافة إلى عزلهم في المساكن وأماكن العمل والمدارس. وُسِعت سياسة التمييز العنصري في البلاد، فحكم الأربعة ملايين من العناصر البيضاء بقية السكان من غير البيض والذين قدر عددهم بنحو 29 مليون. سلكت الحكومة البيضاء سياسة عزل الأفارقة السود في مناطق خاصة بهم، وتوفير الخدمات العامة لهمكالتعليموالصحة بمعزل عن البيض. أصدرت هيئةالأمم المتحدة عدة قرارات لمقاطعة اتحاد جنوب إفريقيا في سنة 1962 والسنوات التالية لها استنكاراً لهذه السياسة، كما قاطعت دول العالم الثالث اتحاد جنوب إفريقيا.المؤتمر الوطني الإفريقي (African National Congress) هو الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا منذ إنشاء حكم الأغلبية، في أيار / مايو 1994.
أُعْتُمِد علم جنوب إفريقيا في ال15 من مارس 1994. وأصبح رسميًا علما للبلاد منذ 27 أبريل 1994. جاء هذا العلم ليحل محل سابقه الذي كان رمزاً مرتبطًا بتاريخ البلاد المتعلق بالأفريقان والإنجليز. وترمز الألوان الستة إلى مختلف الميولات السياسية للبلاد، وكذا الألوان التي استخدمت سابقا في أعلام البلاد على مر التاريخ، كما أنها ترمز إلى الموارد الطبيعية للدولة.
تقع جمهورية اتحاد إفريقيا في أقصى الطرف الجنوبي من القارة الإفريقية، وتحدها نامبيا من الشمال الغربي،وبتسواناوزيمبابوي من الشمال،وموزمبيق من الشمال الشرقي، وباقي حدودها علىالمحيط الهندي والأطلسي. وتبلغ مساحة جنوب إفريقيا 1,221,037 كم2، وجنوب إفريقيا هي الدولة رقم 24 من حيث المساحة في العالم.[29] تقع البلاد بين خطي عرض 22° و 35° جنوبًا، وخطي طول 16° و 33° شرقًا باستثناءجزر الأمير إدوارد.
يسود جنوب إفريقيا مناخ معتدل بصفة عامة، فيما عدا أقصى الجنوب الغربي للبلاد حيث تهب عليه الرياح الشرقية التجارية من المحيط الهندي، ونظراً لوقوع جنوب إفريقيا إلى الجنوب من خط الاستواء فإن فصول السنة بها تكون معاكسة لتلك التي تسود النصف الشمالي من الكرة الأرضية، ويتنوع المناخ تبعاً لتنوع الارتفاعات واتجاهات الرياح والتيارات البحرية، فتتمتع جبال الكاب بمناخ دافئ وجاف في الصيف ومناخ بارد وممطر في الشتاء، أما منطقة الساحل فحارة ورطبة في الصيف ومشمسة وجافة في الشتاء والهضاب الشرقية حارة في النهار ومعتدلة في الليل في فصل الصيف ومعتدلة في النهار وباردة في الليل في فصل الشتاء، وتنخفض درجات الحرارة عادة إلى دون الصفر خلال الشتاء في الهضاب، ويتراوح تساقط الأمطار فيها ما بين 65 – 100 سم في العام، وتقل الأمطار على الساحل الجنوبي، وتندر في منطقة الصحراء.
جبل مافادي في دراكنزبرج على ارتفاع 3450 مترًا (11320 قدمًا) هي أعلى قمة في جنوب إفريقيا، لمبوبو ويبلغ متوسط ارتفاع بوشفيلد نحو 1.200 م، أما الجزء الغربي من الهضبة الذي يعرف بميدلفيلد، فينحدر لأسفل في الاتجاه الغربي ويبلغ متوسط ارتفاعه نحو 915 م.تنحدر الأرض فيما بين نهاية الهضبة والساحل الشرقي والجنوبي نحو البحر، وتضم جنوب إفريقيا جزءا منصحراء كلهاري في الشمال الغربي والتي تمتد حتىبتسوانا، كما تضم جزءا منصحراء ناميب في الغرب على طولالمحيط الأطلنطي باتجاه جبال الكاب.
جبال دراكنزبرج، وهي أعلى سلسلة جبال في جنوب إفريقيا.
أما بالنسبة للأنهار في جنوب إفريقيا فيعتبرنهر أورانج من أطول الأنهار بها والذي ينبع منليسوتو ويتدفق نحو الشمال الغربي ليصب في المحيط الأطلنطي، أمانهر لمبوبو فينبع من شمال البلاد ويتدفق نحو الشمال الغربي حتى يصل إلىبتسوانا ثم يتجه شرقا على طول الحدود مع بتسواناوزيمبابوي قبل أن يصل إلىموزمبيق ثم يستمر في تدفقه حتى يصل إلىالمحيط الهندي. وينبع نهر فال في شمال شرق البلاد قربسوازيلاند.كما يوجد عدد آخر من الأنهار الصغيرة، ومعظم أنهار جنوب إفريقيا غير منتظمة التدفق وتنضب أغلبها معظم أوقات السنة وبالتالي لا تستخدم إلا قليلًا من أجل الملاحة أو من أجل توليد القوى الهيدروكهربية، إلا أن لها بعض الاستخدامات في الري.أهم أنهارها أورانج Orange وفال Vaal وليمبوبو Limpopo. وأطولهانهر أورانج طوله 2092 كم ويصببالمحيط الأطلنطي.أعلى نقطة فيها انجاسوتي 3408 م. أهم سلسلة جبليةدراكنزبرج.يقع جزء من جنوب إفريقيا، في قارةأنتاركتيكا وهيجزر الأمير إدوارد.
بلغ عدد سكان جنوب إفريقيا حسب إحصاء عام 2022 نحو 62,027,503 نسمة،[5] ويتكون سكان جنوب إفريقيا من عناصر متعددة، وكانوا ينقسمون حسب نظم التفرقة العنصرية إلى مجموعتين:البيض وغير البيض. ويبلغ عدد البيض نحو 5 ملايين نسمة، بينما يبلغ عدد الوطنيين وهم قبائلالبانتو أكثر من 24 مليون، وعدد الملونين والآسيويين 4 ملايين، أي أن عدد غير البيض يقترب من 29 مليوناً، وهم بذلك يشكلون أغلبية سكان اتحاد جنوب إفريقيا، وتتكون الأقلية البيضاء من سكان جنوب إفريقيا من عناصر أوروبية هاجرت إلى جنوب إفريقيا أثناء احتلال هذه المنطقة، ومن العناصر البيضاء هولنديون،وألمان،وبريطانيون،وفرنسيون، هذا الخليط من العناصر أطلق على نفسهالأفريقان فخلق قومية جديدة من هذا الشتات، يتحدثون لغة مشتقة من الهولندية ممزوجة بكلمات ألمانية وإنجليزية أطلقوا عليهااللغة الأفريقانية.
يتكون الإفريقيون، وهم الأغلبية من البانتو، من مجموعات عديدة منها مجموعة نجوني، ومجموعة تسونجا، ومن المجموعة الأولىالسوازي، وشعبالزولو، وكان الزولو أمة مرهوبة الجانب قبل الاستعمار الأوروبي، ومن المجموعة الثانية قبائلتسونجا، ورنجا وتسوا، وإلى جانب المجموعتين السابقتين جماعات فندا، والسوتو، وهكذا تتعدد قبائل البانتو. أما العناصر الملونة فتشكلت من خليط عن تزاوج بين الهونتنوت وهم عنصر إفريقي بالأوروبين الأوائل، وخليط نتج عن تزاوج بين الآسيويين والأوروبيين، وتتكون العناصر الآسيوية من المهاجرين إلى جنوب إفريقيا تحت سخرة العمل من الماليزيين والهنود والباكستانيين. وهكذا فإن شعوب اتحاد إفريقيا تتكون من عدة عناصر.ومن لغات البلد الرسمية:خوسة،سوازية، نديبيلي،جنوب سوتو،شمال سوتو،تسونغة،تسوانة،فيندة.
بلغ عدد المسلمين في جنوب إفريقيا 11.395.947، ويذكر في بعض المراجع أن الإسلام انتشر في جنوب إفريقيا، حينما بدأت دعوة الإسلام تنشر في العالم العربي والإفريقي، ابتدأ من فتح الصحابيعمرو بن العاصلمصر والذي دخل المسلمون إلى إفريقيا من البوابة المصرية، تاريخياً لم تصل جيوش المسلمين إلى جنوب إفريقيا، لكن وصلها الإسلام كما وصل أغلب مناطق قارة أسيا مثل إندونسيا، عن طريق التجار المسلمين أو عن طريق أنتشار المسلمين أنفسهم فيآسيا، فقد حكمت عدة سلالات إفريقية في إفريقيا، مثلمملكة مالي التي كانت تحكم في منتصف القارة الإفريقية،ودولة المرابطين بالرغم المسافة بينها وبين جنوب إفريقيا لكن كان لها تأثير وخاصة في رحلات التجارة.
يعتبر الاحتلال الهولندي لرأس الرجاء الصالح أحد أهم أسباب انتشار الإسلام في افريقيا وذلك عندما أُقصِيّ الشيخ يوسف بن مقصر لمقاومته الاستعمار الهولندي إلى رأس الرجاء الصالح عام 1694م مع 49 من المرافقين له وعندها قام الشيخ يوسف بالدعوة إلى الإسلام وانتشر الإسلام في الجنوب الأقصى من إفريقيا.[30] يعتبر الشيخعبد الله هارون من الشخصيات الإسلامية التي ناهضت سياسة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وقد كان له أثر واضح في ترتيب الجماعة المسلمة في جنوب إفريقيا عبر إنشائه رابطة كليرمونت للشباب المسلم في كيب تاون والتي تعد مؤسسة تربية وتعليم للمسلمين واستمر نضاله إلى أن قتل في مقاومة سياسة الفصل العنصري.[31] يعد الشيخأحمد ديدات من العلماء المسلمين في جنوب إفريقيا حيث اشتهر بمناظراته الشهيرة عن الأديان وقد عاش الشيخأحمد ديدات في ديربن ونشأ فيها مع والده وتعلم فيها الإسلام وساهم مساهمة بارزة في إظهار تعاليم الإسلام ومقارنته بغيره من الأديان وقد حصل على جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام عام 1986م.
طريق بمنطقة «بو كاب» فيكابستاد والتي أسسهاالملايو وبها أحد أقدم مساجد المدينة.
كانت جنوب إفريقيا قد استوطنها الصيادون وجامعو الثمار. وأخذت قبائل الخوخو Khoikhoi منذ 2000 سنة في تربية المواشي التي حصلوا عليها من قبيلة البنتو. وبدأ الرجل الأبيض من الهولانديين المزارعين عام 1652 م. في استيطان المنطقة داخل مستوطنات معزولة، فانتشروا بها وكانت لهم لغتهم الخاصة التي كان يطلق عليهااللغة الأفريكانية Afrikaans، وانفصلوا عن البانتو الذين عاشوا بالداخل. ووفد المستوطنون الفرنسيون والألمان وعاشوا وسط هذه المجتمعات فيما بعد وعرفوابالأفريكانر (بالأفريكانية: Afrikaners). ومنذ مطلع سنة 1800 م، وصل المستوطنون البريطانيون وجاء الهنود كعمال في زراعةقصب السكر في أواخر القرن 19 وأوائل القرن العشرين. وفي أثناء هذا القرن، جاءت أقلية برتغالية. وكان البيض قد أحضروا معهم لجنوب إفريقيا ثقافاتهم ولغاتهم منأوروبا ولاسيما البريطانيين. وجاء الآسيويون ولاسيما الهنود بثقافاتهمم. وفي جنوب إفريقيا 3000موقع أثري لفن الصخور (انظر : فن إفريقيا) ترجعللعصر الحجري حيث رسمت الحيوانات وأشياء أخرى. ويرجع تاريخ جنوب إفريقيا قديما إلى إنسان أوستالو بيثكس أفريكانس Australopithicus africanus وهو نوع من أسلاف البشر. والشواهد الأثرية تدل على أن شعبي بوش Bush (سان San) وخوخو قد عاشا في جنوب إفريقيا منذ آلاف السنين. وكان شعب بوش يعيش على الصيد وجمع الثمار، بينما كان شعب خوخو رعويا يرعي قطعان الماشية منذ عدة قرون قبل مجيء الرجل الأبيض. وكانت جماعات من قبائل البانتو قد هاجرت من وسط إفريقيا واستقرت في المنطقة الخصبة بين جبال دراكنزبرج Drakensbergوالمحيط الهندي. وهؤلاء هم أجداد قبائلالزولو واكسهوزا Xhosaوالسوازي، وغيرها من المجموعات.
الزراعة حرفة هامة في جنوب إفريقيا، وذلك بسبب وفرة المقومات الزراعية، وتمارس في إقليم الفلد الأعلى، وفي إقليم لبوشفلد، وعلى سفوح المرتفعات، وفي السهول الساحلية، ومن منتجات جنوب إفريقيا: القمح، والذرة، وقصب السكر، والقطن. وقد زاد إنتاج الاتحاد عن حاجة السكان. وفي جنوب إفريقيا ثروة حيوانية تزيد عن حاجة البلاد، فقد قدرت سنة 1988 م ب 11.820.000 من الماشية، 29.800.000 من الأغنام، و 6.840.000 من الماعز. وكذلك إنتاجه المعدني منالذهب حيث تشغل جمهورية جنوب إفريقيا المركز الأول في الإنتاج العالمي منذ بضع سنين، وللذهب دوره الهام في اقتصاد البلاد. كما ينتج الاتحادالألماس بكميات كبيرة، ويستخرجاليورانيوم،والفحم. ورغم هذا الثراء في الإنتاج الزراعي والمعدني والرعوي، إلا أن الاتحاد يضيق عن توفير العدالة الإنسانية للغالبية العظمى من سكانه. هذا بالإضافة إلى معدل التنمية الداخلي المرتفع بما يجعلها الدولة رقم واحد في إفريقيا من حيث الاقتصاد والتصنيع في زمن قياسي حيث تتجه حاليا مصانع شركات السيارات الكبرى إلى الإنتاج بجنوب إفريقيا لتكون الموزع المحلي للقارة الإفريقية بكاملها. تعتبر جنوب إفريقيا المورد الرئيسي للعديد من السلع الغذائية والصناعية للدول المجاورة لها حيث تعتمد هذه الدول في اقتصادها الضعيف على جنوب إفريقيا كمورد رئيسي.
نشأت العديد من التطورات العلمية والتكنولوجية الهامة في جنوب إفريقيا. حلّت جنوب إفريقيا في المرتبة 59 فيمؤشر الابتكار العالمي عام 2023، متقدمة من المرتبة 63 عام 2019.[32][33][34] ثم تراجعت للمركز 69 في مؤشر عام 2024.[35][36] أما مؤشر 2025 فقد أظهر تقدماً ملحوظاً إذ حلت جنوب إفريقيا في المركز 61 من بين 139 دولة.[37]
تهدف الحكومة إلى تحويل الاقتصاد ليصبح أكثر اعتمادًا على التكنولوجيا المتقدمة، بناءً على إدراك أن جنوب إفريقيا لا يمكنها التنافس مع اقتصادات الشرق الأقصى في التصنيع، ولا يمكنها الاعتماد على ثروتها المعدنية.[بحاجة لمصدر]
جنوب إفريقيا ذاتنظام جمهوري برلماني، ولكن على عكس معظم الأنظمة، الرئيس هو رئيس الدولة ورئيس الحكومة ويعتمد في فترة ولايتهما على ثقة البرلمان، ومهام رئيس الحكومة ورئيس الدولة يجتمعان تحت لواء «رئيس جمهورية جنوب إفريقيا» الذي ينتخب من طرف البرلمان. تخضع السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية لسيادةدستور جنوب إفريقيا، وتتمتع المحاكم العليا بسلطة إلغاء الإجراءات التنفيذية وأعمال البرلمان إذا كانت غير دستورية. تتكونالجمعية الوطنية، مجلس النواب بالبرلمان، من 400 عضوًا ويتم انتخابهم كل خمس سنوات عن طريق نظام التمثيل النسبي للقوائم الحزبية. يتكونالمجلس الوطني للأقاليم، وهو بمثابة مجلس الشيوخ بالبرلمان، من تسعين عضوًا، حيث تنتخب كل من الهيئات التشريعية الإقليمية التسعة عشرة أعضاء.
تنقسم جنوب إفريقيا لتسع مقاطعات وخضع كل مقاطعة لهيئة تشريعية ذات مجلس واحد، يتم انتخابها كل خمس سنوات عن طريق التمثيل النسبي لقائمة الحزب. ينتخب المجلس التشريعي رئيس الوزراء كرئيس للحكومة، ويعين رئيس الوزراء مجلسًا تنفيذيًا كمجلس وزراء إقليمي. تقتصر صلاحيات حكومات المقاطعات على الموضوعات المدرجة في الدستور؛ وتشمل هذه المواضيع مجالات مثل الصحة والتعليم والإسكان العام والنقل. وتنقسم المقاطعات بدورها إلى 52 مقاطعة منهم 8 بلديات حضرية و44 بلدية منطقة، وتنقسم بلديات المنطقة إلى 205 بلدية محلية. وتؤدي البلديات الحضرية، التي تحكم أكبر التجمعات الحضرية، وظائف بلديات المقاطعات والبلديات المحلية.
تشتهر جنوب إفريقيا في مجال الرياضة بفريقها للعبة الركبي. أهم لاعبيها: فرانسوا بيينار، فريك دو بريز، جوست فان دير ويستويزن،فاللاعبان بيرسي مونغومري وبرايان هابانا يعتبران حاليا من أحسن اللاعبين في الترتيب العالمي. و خلال أربع مشاركات فيكأس العالم، تمكنت جنوب إفريقيا بالفوز بالكأس مرتين: الأولى في 24 من يونيو 1995 بجوهانسبرج (إليس بارك): جنوب إفريقيا 15-12 نيوزيلاندا، ثم بسان دوني (ملعب فرنسا) في 20 أكتوبر 2007: جنوب إفريقيا 15-6 إنجلترا. و قد نظمت جنوب إفريقيابطولة كأس العالم لكرة القدم 2010، وتكون بذلك أول بلد إفريقي ينظم هذه التظاهرة.
^Livermon، Xavier (2008)."Sounds in the City". في Nuttall، Sarah؛ Mbembé، Achille (المحررون).Johannesburg: The Elusive Metropolis. Durham: Duke University Press. ص. 283.ISBN:978-0-8223-8121-1.مؤرشف من الأصل في 2019-05-02. اطلع عليه بتاريخ2016-01-05.Mzansi is another black urban vernacular term popular with the youth and standing for South Africa.
^"Mzansi DiToloki". Deaf Federation of South Africa. مؤرشف منالأصل في 2014-01-16. اطلع عليه بتاريخ2014-01-15.uMzantsi in Xhosa means 'south', Mzansi means this country, South Africa
^Leakey، Louis Seymour Bazett (1936)."Stone Age cultures of South Africa".Stone age Africa: an outline of prehistory in Africa (ط. reprint). Negro Universities Press. ص. 79.ISBN:9780837120225. اطلع عليه بتاريخ2018-02-21.In 1929, during a brief visit to the Transvaal, I myself found a number of pebble tools in some of the terrace gravels of the Vaal River, and similar finds have been recorded by Wayland, who visited South Africa, and by van Riet Lowe and other South African prehistorians.