ولدت جنوى من جديد في مطلع القرن العاشر وذلك بعد أن سلك سكانها طريق البحر. اكتسب أسطولها أهميته من اعترافالامبراطور الروماني المقدس بمطالب المدينة بسلطة تشريعية وقانون موحد واستقلال اقتصادي.
أدى التحالف مع بيزا للسيطرة على غربي البحر الأبيض المتوسط من سيطرة الأساطيل الإسلامية مع استعادة كورسيكاوجزر البلياروبروفنس. تشكلت كومبانيا كوميونيس وهي اجتماع لجميع الجمعيات التجارية في المدينة والتي ضمت أيضًااللوردات النبلاء في الوديان والسواحل المحيطة بها وهو ما أدى في النهاية إلى صعود حكومة جنوى.
ازدادت أهمية المدينة عبر انضمامها إلىالحملة الصليبية الأولى حيث أدت مشاركتها لاكتسابها امتيازات كبيرةللمجتمعات الجنوية التي انتقلت إلى أماكن كثيرة فيالأرض المقدسة. كانت قمة المكتسبات الجنوية في القرن الثالث عشر مع إبراممعاهدة نيمفايوم عام 1261 مع الإمبراطور البيزنطيميخائيل الثامن باليولوج، والتي تعهد فيها الإمبراطور بمنع البندقية من المضائق المؤدية للبحر الأسود في مقابل الحصول على مساعدات لإعادة السيطرة على القسطنطينية وهكذا تحولالبحر الأسود إلى البحر الجنوي. بعد ذلك بوقت قصير هزمت جنوى بيزا في معركة ميلوريا في 1284.
هزم الجنويون في 1298 أسطول البندقية عند جزيرةكورزولاالدلماسية حيث أدت المواجهة إلى القبض على الدوق البندقيوماركو بولو،[4] والذي خلال فترة سجنه فيقصر سان جورجو أملى علىروستيشيلو دا بيزا شريكه في الزنزانةقصص أسفاره. ظلت جنوى قوية نسبياً حتى الصراع الرئيسي الأخير مع البندقية،حرب كيودجا في 1379، والتي انتهت بفوز البنادقة الذين استعادوا أخيراً السيطرة على التجارة إلى الشرق.
بعد نهاية الفترة المظلمة في القرن الخامس عشر والتي تميزت بالأوبئة والسيطرة الأجنبية، تمتعت المدينة بفترة من أعظم فتراتها بعد استعادة الحكم الذاتي على يديأندريا دوريا في 1528. أصبحت جنوى في الواقع وطوال القرن التالي الراعي الرئيسي للمملكة الإسبانية جانية أرباحاً طائلة، وهو ما سمح للطبقة الأرستقراطية القديمة الحفاظ على حيوية كبيرة لفترة من الزمن. لكن الجمهورية كانت مستقلة فقط بحكم القانون، لأنها كانت في واقع الأمر في كثير من الأحيان تحت تأثير القوى الكبرى المجاورة، بداية مع الفرنسيين والإسبان ثم النمساويين والسافويين، إلى أن هزمت في نهاية المطاف أمام الحملة النابليونية في عام 1805 وأرفقتبمملكة سردينيا في عام 1815 وهو ما أنهى الازدهار الاقتصادي ودفع العديدين من مهرة العمال ومعظم سكان الأرياف للهجرة إلىالأمريكيتين.