الجليدية[1][2](مرادفات) (بالإنجليزية:Glacier) هي كتلة ضخمة منالجليد، تتدفَّق ببطء على اليابسة، وقد يكون عمر الثلج آلاف السنين. وتتشكل المثالج في المناطق القطبيَّة الباردة، وكذلك في الجبال العالية حيث تساعد درجة الحرارة المنخفضة بهذه الأماكن على تكوُّن الثلج بكميات هائلة، ثم يتحول إلى جليد. تكون أرضيته من الثلج الصلب الجامد أما سطحه فيكون أقل كثافة، ويتراوح سمك معظم المثالج بين 100 إلى 3,000م. الثلج الصلب التحتي يتحرك حثيثا على الأرضية الصخرية ويفتتها، فيتكون ما يسمى بالأنقاض الحجرية لقاع مثلجة. تظهر تلك الأنقاض الصخرية في مجرى المثلجة في فصل الصيف على أطرافها المنخفضة الجنوبية.
تبدأ الجليدات في التَّشكل عندما تتساقط كميات منالثلج فيالشتاء، لايمكن أن تذوبوتتبخر خلال فصلالصيف. فيتراكم الثلج المتزايد تدريجيًا في طبقات، ويتسبب وزنه المتزايد في دمج البلورات الثلجية تحت السَّطح، مكوِّنة كريات حبيبية الشَّكل. ويزداد اندماج الكرَّيات بعد عمق 15م أو أكثر، وتكوِّن بلورات جليدية كثيفة. وتتحد هذه البلورات، لتُشكِّل جليداً مثلجاً. وفي آخر الأمر يصبح الجليد سميكاً لدرجة أنه يبدأ في التَّحرك، بتأثير من ضغط وزنه الهائل.[10]
الجليدية القارية ألواح من الجليد عريضة وسميكة جدًا، تغطي مساحات شاسعة من اليابسة، بالقرب من المناطق القطبيّة الأرضيَّة. فعلى سبيل المثال الجليدية القارية بجرينلاند وأنتاركتيكا، تدفن الجبال والهضاب، كما تخفي الملامح الأرضية تماماً، فيما عدا القمم الشاهقة. وتتحد هذه الجليدات عند المركز وتنحدر إلى الخارج في اتجاه البحر في جميع الاتجاهات.[10]
الجليدية الواديَّة أجسام طويلة وضيقة من الجليد، تملأ وديان الجبال العالية. ويتحرك العديد منها، أسفل الوديان المنحدرة من أغوار مجوفة، على شكل زبدية واقعة بين القمم. وتتكون الجليدية الوادية، في جبال قربخط الاستواء، مثل جبال شمالالأنديزبأمريكا الجنوبية، ولكن على ارتفاعات 4,500 م تقريبًا أو أكثر، كما تتشكل الجليدية الوادية، على ارتفاعات أقل بجبالالألب الأوروبيةوبجبال الألب الجنوبية فينيوزيلندا، وفي بعض السلاسل الجبلية القريبة من القطبين.
تتميز بيئة الجليدية بانخفاض درجة الحرارة فيها إلى المستوى الذي يحد من نمو النباتات، كما يوقف التنوع الحيواني، وتتكون رواسب الجليدية عادة من الرواسب الفتاتية، التي يتراوح حجمها بين الكتل الضخمة التي تصل لحجم المنزل وحجم حبيبات الطفل، ولذا يندر وجود أحياء بها .
وتتميز رواسب الجليدية بأنها رديئة الفرز، كما أنها تحتوي على خليط غير متجانس من الفتات الصخري المتكون سواء بواسطة المثلجة نفسها، أو بواسطة المجاري المائية الناشئة عن انصهار الجليد، ويطلق على كل هذه الرواسب مصطلح المنجرفات الثلجية glacial drift ، وأما المنجرفات المثلجية غير المفروزة، والتي ترسبت مباشرة بعد ذوبان الجليد، والتي تحتوي على خليط من مختلف أحجام الكسرات الصخرية فيطلق عليها اسم الحريث till ، وتمثل هذه النوعية من الرواسب جزء يسيرا جدا من التتابع الطبقي للأرض، باستثناء رواسب العصور الجليدية فيعصر البليستوسين.[11]
تمدنا رواسب الجليدية بمعلومات مهمة عن ظروف المناخات الباردة القديمة، كما تستخدم بعض مظاهرالتجوية لاستنتاج مسار انسياب كتل الجليد الضخمة، مثل وجود خطوط طولية ومتوازية تسمىالحزوز الجليدية glacial striations على السطح الخارجي لصخر الأساس الذي تتحرك فوقه المثلجة، ويشير إلى انزلاق جبل الجليد فوق المنحدر قبل ذوبانه الكلي، وينشأ عن ذوبان الجليد تراكم الفتات الصخري، الذي كانت تحمله المثلجة تحت المثلجة، أو على حوافها، ليتكون ما يعرفبـالركام الجليدي moraine ، ويحدد امتداده الأفقي الامتداد الأفقي للمثلجة .
هذا وقد سجلت حديثا رواسب الجليدية ضمن تتابعاتالعصر الكربوني في أقصى جنوب غربمصر في هضبةالجلف الكبير، مما يشير إلى أن هذه المنطقة كانت جزءً من المنطقة القطبية، والتي كانت تغطي جزءً كبيرا منالصحراء الكبرى في ذلك الوقت.[12]
أطول المَثْلَجَات (الأنهار الجليدية) في العالم.[13]