ثيسيوس يذبحمينوتور (1843)، تمثال برونزي لأنطوان لويس باري
ثيسيوس (باليونانية:Θησεύς) هو شخصية في الأساطير اليونانية وهو أحد ملوكأثينا الأسطوريين، وكان ثيسيوس البطل المؤسس للأثينيين بنفس الطريقة التي كان فيهاهيراكليس البطل المؤسس للدوريين. واعتبر الأثينيون ثيسيوس مصلحا عظيما؛ وتم تقديم الأساطير المحيطة به – رحلته ومغامراته وأسرته – في أعمال أدبية كثيرة على مر العصور.
كان ثيسيوس مسؤولا عن سينويكيسموس («العيش معا») – توحيد أتيكا سياسيا أتيكا تحت قيادة أثينا – ممثلة بشكل رمزي في رحلته، وإخضاعه للوحوش. بنى ثيسيوس قصرا على قلعة الأكروبوليس كان مماثلا للقصر الذي تم حفره فيموكناي. ذكر باوسانياس أن ثيسيوس إنشاء عبادة الإلهة أفروديت بانديموس («أفروديت لجميع الناس») والإلهة بيثو على المنحدر الجنوبي من الاكروبوليس.
سيرةبلوتارخ عن ثيسيوس (السيرة الأدبية) تستعين بسجلات حول قتل المينوتور، وهروب ثيسيوس، وحب أريادني لثيسيوس. ومن بين المصادر التي استعان بها بلوتارخ (والتي لم تبق جميع نصوصها)، شملت فيريكيديس من ليروس (منتصف القرن الخامس قبل الميلاد)، ديمون (400 قبل الميلاد)،فيلوخوروس وكليديموس (القرن الرابع قبل الميلاد).[6]
كان جده بلا أبناء فاشترط أن يبقى ثيسيوس عنده حتى يكبر، وقيل أن أباه هو الإله بوسيدون، ووضع أبوه سيفه وخفاه تحت صخرة ثقيلة وعندما كبر ثيسيوس ليستردها ذهب إلىأثينا وفي طريقه تجابه مع عدد من قطاع الطرق منهمبروكرست الذي كان يمدّ أعضاء ضحاياه أو يقطعها ليناسبوا طول سريره،وسينيس الذي يقتل ضحاياه بربطهم بأشجار صنوبر ويطويها ثم يطلقها وقتله فيبرزخ كورنث،وسكيرون الذي يأمر ضحاياه بغسل قدميه وعندما ينحنون لهذا يركلهم نحو الجرف إلى البحر ثم يقتله ثيسيوس بنفس الطريقة، ثم تصارع مع كيركيون فيإليوسيس وقتله.
وفيأثينا انتبه بعض البنائين (الذين كانوا يبنون معبدا جديدا لأبولو دلفينيوس) لجدائله ولثوبه الطويل الذي يصل إلى كاحله فقالوا ما الذي تفعله فتاة وحيدة هنا؟، فرد عليهم بأن أخذ ثيرانا من بعض العربات ورماها أعلى من المعبد، وفر من خطة لتسميمه منميديا الساحرة التي وجد أن أباه متزوج منها وكانت قد عرفت بالسحر بأمر ثيسيوس قبل أبيه وقبل سلطة أبيه الذي تعرف عليه من سيفه، ثم قتلثور ماراثون البري الذي ينفث النار وأخذه وضحى به في معبد أبولو دلفينيوس وكذلكالخنزير الكروميوني، ثم أحبط مؤامرة من أبناء عمهبالاس.الذين أملوا أن يخلفوا عمهم.
أراد أولاد عمه أن يروا إن كان فيه دم بوسيدون فالقوا خاتمه في البحر وذهب فأحضره ومعه تاجا ذهبيا هدية منأمفيتريت.
تطوع في أحد أشهر أعماله لقتلمينوتور فذهب إلىكريت كأحد ضحاياه وذهب في سفينة بأشرعة سوداء ووعد أباه أنه إن قتل الوحش سيعود بأشرعة بيضاء، وعندما وصل وقعت الأميرةأريادني ابنةمينوس في حبه وساعدته في الخروج من متاهةالمينوتور بدلالة طرفه الموجود في بداية المتاهة، فيهرب منكريت بعد نجاحه في مهمته بمساعدةأريادني وأختهافايدرا. على أنه مل منأريادني وتركها على جزيرةناكسوس حيث وجدها الإلهديونيسوس وجعلها عروسه لكن ثيسيوس نسي تغيير الأشرعة فعندما رآها أبوه ظن أنه مات فانتحر بإلقاء نفسه منالأكروبوليس.والقصة يبدو أنها موجودة في حكاياتحرب طروادة وكذلك حدثت في قصةتريستان وإيسولد
يقال أيضا انه هبط في جزيرةديلوس حيث قام رجاله برقصة الغرنوق التي تحتوي على حركات معقدة والتي يحاكون فيها منعطفات اللابرينث
القصة هي خليط بين ثقافتين وعلى الأغلب هي اختراع لاحق
تروي الحكايات عن الصداقة بينه وبينبيريثوس ملكاللابيثيين عندما أبعدبيريثوس أبقار ثيسيوس وعندما امسكا بها أعجب كل منهما بالآخر وأقسما على الأخوة وساعد بيريثوس صديقه ليحضراهلن ونزلا إلى الجحيم لينقذابيرسيفون ابنةديميتر لكنهما بقيا هناك حتى استطاعهرقل إنقاذ ثيسيوس ولم يستطع إنقاذبيريثوس.
قاد ثيسيوس حملة علىالأمازونيات (مثلهرقل قبله) وخطف قائدتهنهيبوليتي وأنجبت ابنههيبوليتوس، وكان ثيسيوس قد تزوج منفايدرا أختأريادني التي أحبت ابن زوجها لكنه صدها، وانتحرت بسبب العار وخوفها من الفضيحة وتركت رسالة تتهم فيهاهيبوليتوس بالاعتداء عليها فخدع ثيسيوس ولعن ابنه الذي قتل من وحش بحري واكتشف الحقيقة متأخرا.
ظهر ثيسيوس في التقاليدالأثينية كملك مثالي حكيم جمع قرى ومدنأتيكا في دولة واحدة وظهر كعلامة للضيافة وكصديق مخلص وحاكم عادل. وأتى أيضا في الحكايات التراجيدية الأثينية وروي قصتهبلوتارخ وتشابكت قصته مع قصةهرقل حتى أصبح من الصعب معرفة إن كان هناك شخص في التاريخ وراء الأسطورة رغم أنه كان كذلك عند قدماء الأثينيين. أما احتفاله ويدعىثيسيا يحتفل به في الثامن منبيانوبسيون (أكتوبر) لكن ثامن يوم من كل شهر مكرس له.