في 12 ديسمبر 2018، قدم 48 نائباً محافظاً رسائل عدم الثقة لرئيس لجنة 1922 السيرغراهام برادي، مما استدعى إجراء تصويت بعدم الثقة في قيادتها للحزب. قبل التصويت، قالت ماي في وقت لاحق من ذلك اليوم أنها لن تقود حزبها في الانتخابات العامة المقبلة المقرر إجراؤها في عام 2022. فازت في الاقتراح، حيث صوّت 200 من أعضاء البرلمان المحافظين لدعم قيادتها، في حين صوّت 117 ضدها.[17] في24 مايو 2019اعلنت أنها ستستقيل من منصب رئاسة الوزراء في7 يونيو2019.[1]
تريزا ماي نشأت طفلة وحيدة ليس لديها أشقاء، والتحقت تيريزا بمدرسة سانت هيغ كالاج الخاصة بالفتيات حينذاك، حيث درست مادةالجغرافيا، وأكملت تعليمها فيجامعة أوكسفورد وارتبطت بفيليب ماي عام 1980 وفقدت والدها في حادث سير، وتوفيت والدتها بعد أشهر قليلة من ذلك إثر إصابتهابمرض عضال. وأصيبت تريزابداء السكري، ولم ترزق بأطفال.[18][19]
عملت تريزا ماي لصالحبنك إنجلترا لسنوات عديدة.[18] وتحصلت منها على بكالوريوس فيالآداب.[20] وبدأت ماي مسيرتها المهنية فيالاقتصاد حيث التحقتببنك إنجلترا، واستمرت فيه حتى عام1983، قبل أن تنتقل بعد ذلك للعمل في «المؤسسة من أجل خدمات تخليص الدفع»، واستمرت في هذا العمل حتى عام1997.[21]
يعرف عنها أنها امرأة متحفظة وتكره الأضواء حتى أنها لا تحبذ كثيرًا الظهور الإعلامي، وهذا ما حاولت فعله طوال مسيرتها السياسية.[19] كما تعرف بحبها للأحذية والملابس وعلقت على ذلك بالقول: «يمكنك النجاح في تحقيق مسار سياسي ناجح، وفي نفس الوقت عشق الأحذية والملابس».[18]
احتجاجات ضد استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مانشستر
في عام1986 دشنت تيريزا ماي المسؤولية السياسية داخلحزب المحافظين بانتخابها كمستشارة في إقليم لندنميرتون قبل أن تتخلى عن المنصب في1994. وانتخبت في عام1997 نائبة محافظة في دائرةميدنهيد جنوب إنجلترا.[18][19] وفي2002 أصبحت النائبة العامة لحزب المحافظين، وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب.[14]
وشغلت مناصب متعددة في صلب حزب المحافظين بين1999و2010 حيث كلفت بملفات البيئة والأسرة والثقافةوحقوق المرأة والعمل. كما كانت سندا قويالديفيد كاميرون الذي أصبح رئيساً عام2010.[19]
وانتهجت سياسة حازمة بخصوص الهجرة واللاجئين بادعاء أن الهجرة تعرقل بناءتماسك المجتمع، واعتبرت أن اللاجئين تسببوا في أن الكثير من البريطانيين يضطرون إلى العمل بأجور منخفضة أو حتىعاطلين من العمل. لذلك دعت إلى ضرورة ضبط الحدود، وإصلاح قوانين الهجرة، بحيث تشمل إجراءات ردع للحد من تدفق المهاجرين إلى بريطانيا، فحذفت قاعدة لم الشمل العائلي بالنسبة للأسر الفقيرة من المهاجرين، إذ منعت مواطنين بريطانيين يقل دخلهم السنوي عن 18,600جنيه إسترليني من جلب أزواجهم الأجانب أو أطفالهم إلى بريطانيا، كما عارضت مشروع استقبال حصص من المهاجرين التي اقترحهاالإتحاد الأوروبي. إضافة إلى ذلك قدمت اقتراح لقانون تجسس يلزم جميع شركات الهاتف النقال والإنترنت بتخزين الصفحات التي يفتحها أي زبون.[14][19]
اتخذت خلال مناصبها الحكومية عدة إجراءات، فكانت وراء جهود مكافحة ما يعرفبالتطرف الإسلامي، ومن ضمن إجراءات هذه المكافحة كان برنامج يطلب منالمدرّسين إبلاغ الشرطة عن أي آراء أو تصرفات مشبوهة للطلاب، وقد اتضح أن أكثر من 90% من البلاغات التي وصلت للشرطة ضمن البرنامج غير صحيحة، وهذا ما عرض ماي إلى انتقاداتمنظمات حقوق الإنسان.[14]
وقفت ماي بقوة وراء قضية اعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية،[14] كما عرفت بوقوفها خلف منع الداعية المسلم الشهيرذاكر نايك من دخول بريطانيا لمدة خمس سنوات بدعوى «تحريضه علىالإرهاب»، التي نفاها هو، مدعياً أن العالم كله يعترف بجهوده في الترويج لسماحة الإسلام وقيم التعايش والمحبة والسلام.
كما اشتهرت أيضًا بوقوفها خلف عملية ترحيل الأردنيعمر محمود عثمان، المعرف بأبو قتادة، وهي مهمة فشل فيها المسؤولون البريطانيون منذ2003، حيث صادقت بريطانيا رسميا عام2013 على اتفاق معالأردن لتسهيل ترحيل أبو قتادة الذي واجه محاكمات وتهما بالأردن تتعلق بـ«أعمال إرهابية». وهدف الاتفاق الثنائي، الذي صادق عليه ملك الأردنعبد الله الثاني، إلى تبديد مخاوف بشأن التعذيب عبر عنها مراراً القضاء البريطاني لتبرير رفضه ترحيله، وتحظر الاتفاقية استخدام الأدلة المنتزعة تحت التعذيب، وتضمن حمايةحقوق الإنسان. وقد أطلق سراح أبو قتادة لاحقًا عام2014 بعدما برأه القضاء الأردني من التهم المنسوبة إليه.[18]
في يونيو2011 أصدرت قرار بحظر دخول الشيخرائد صلاح إلى بريطانيا بدعوى أنه يدعم الإرهاب، وبأنه ألف قصيدة معادية للسامية، لكن الشيخ رائد دخل بريطانيا وأفرج عنه عندما وضعته ماي تحت الإقامة الجبرية والرقابة المشددة لعدة شهور، وذلك بقرارمحكمة عليا خاصة بالهجرة أثبت أن «تيريزا ماي كانت تحت تأثير إساءة فهم للحقائق، وأن الشيخ لم يشكل أي تهديد على البلاد».[14]
كان من المقرر أن تتنافس ماي ضد وزيرة الدولة لشؤون الطاقة ليدسوم في تصويت لنحو 150 ألفًا من أعضاءحزب المحافظين، على أن تعلن النتيجة في9 سبتمبر2016 وذلك خلفالديفيد كاميرون الذي التزم بتقديم استقالته يوم 13 من الشهر نفسه، إثراستفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. بدأت الانتخابات الداخلية بالفعل، وفازت ماي بأول اقتراع للحزب في5 يوليو2016، وبعد يومين فقط استطاعت الحصول على أصوات 199 نائب بمجلس العموم. لكن ليدسوم انسحبت فجأة بعد حملة انتقادات حادة وجهت لها إثر تلميحها بأحد خطاباتها لعدم وجود أطفال لمنافستها، وذلك إلى جانب طرح تساؤلات بشأن ما إذا كانت قد بالغت في سيرتها الذاتية. لتصبح ماي المرشحة الوحيدة لهذا المنصب، ويتم اختيارها آليا من قبل اللجنة الداخلية، وبالتالي تولت رئاسة الوزراء يوم الاثنين11 يوليو2016.[18][21]
ورغم أنها كانت من الداعين للبقاء بالحضن الأوروبي، وخاضت حملة للبقاء داخلالاتحاد الأوروبي، فإن ماي تعهدت بتفعيل الخروج من الاتحاد واستبعدت تنظيم استفتاء ثاني حول الموضوع ورفضت أي محاولة للانضمام مرة أخرى.[18] واستحدثتحقيبة في التشكيلة الوزارية مهمتها الإشراف على مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي، وأسندتها إلىدايفيد دايفيس. ومع هذا، إلا أنّها لم تتسرع في الاستجابة للضغوط الدافعة نحو بدء المفاوضات سريعًا على شروط انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إذ قالت إنها لن تسمح باستعجالها لتفعيل المادة 50 منمعاهدة لشبونة؛ للبدء في مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي قبل نهاية2016. وأكدت أنها ستعمل على وضع خطة للانسحاب من الاتحاد، وإقامة علاقات تجارية جديدة مع أوروبا، وبقية العالم.[14]
ردت تيريزا على سؤال حول ما إذا كانت مستعدة للمصادقة على توجيه ضربة نووية قد تقتل مئات آلاف الأبرياء فقالت:«نعم، وعلي أن أقول لكم إن هدف امتلاك ترسانة الردع النووي يكمن في أن يعلم أعداؤنا أننا مستعدون لذلك» وكان ذلك في جلسة لمجلس العموم البريطاني بشأن تحديث ترسانة الردع النووي البريطانية.[22]
في يوم 6 ديسمبر 2017 أفادت وسائل إعلامية بريطانية إحباط مؤامرة لاغتيال تيريزا ماي قبل اسبوع وكشفت أن المخطط كان يتضمن إلقاء قنبلة يدوية على مقر ماي، ومن ثم طعنها بالسكاكين وألقت الشرطة البريطانية القبض على رجلين اشتبهت في تخطيطهما لنسف بوابات مقر الحكومة البريطانية في لندن، واغتيال ماي وتم محاكمتهم في محكمة في ويستمنستر.[23]