كان إديسون الشاب شارد الذهن في كثير من الأحيان بالمدرسة، حيث وصفه أستاذه بأنه «فاسد». أنهى إديسون ثلاثة أشهر من الدراسة الرسمية. يذكر إديسون في وقت لاحق: «والدتي هي من صنعتني، لقد كانت واثقة بي؛ حينها شعرت بأن لحياتي هدف، وشخص لا يمكنني خذلانه.» كانت والدته تقوم بتدريسه في المنزل.[15] وأسهمت قراءته لكتب باركر العلميةمدرسة في الفلسفة الطبيعية كثيرًا في تعليمه.
عانى إديسون من مشاكل في السمع في سن مبكرة، وكان يعزى سبب الصمم له لنوبات متكررة من إصابتهبالحمى القرمزية خلال مرحلة الطفولة دون تلقيه علاج لالتهابات الأذن الوسطى. خلال منتصف حياته المهنية، قيل أن ضعف سمع إديسون كان بسبب ضرب عامل القطار له على أذنيه بعد اشتعال النيران بمختبره الكيميائي في عربة نقل وألقي به إلى جانب جهازه والمواد الكيميائية من القطار في بلدة كيمبل بولاية ميشيغان. في السنوات الأخيرة من حياته، عدَل إديسون القصة فقال أن الحادثة وقعت عندما قام عامل القطار بمساعدته على ركوب القطار برفعه من أذنيه.[16][17]
انتقلت عائلة إديسون لبورت هورونبولاية ميشيغان في عام1854 بعد تدني مستوى العمل، كانت حياته هناك مزيجًا من الحلو والمر.[18] باع الحلوى والصحف في قطارات تعمل من بورت هورون إلىديترويت، كما باع الخضار لتعزيز دخله. يذكر أيضًا أنه درس التحليل النوعي وقام بإجراء التجارب الكيميائية في القطار إلى أن وقعت حادثة حظرت القيام بمزيد من تلك الأعمال.
حصل إديسون على الحق الحصري لبيع الصحف على الطريق بالتعاون مع أربعة مساعدين حيث أطلق نشرة أسبوعية أسماها (Grand Trunk Herald). انطلق إديسون من هذا العمل إلى العديد من المشاريع الريادية، كما اكتشف مواهبه كرجل أعمال. أدت هذه المواهب في نهاية المطاف إلى إنشاء 14 شركة، بما في ذلكجنرال إلكتريك والتي لا تزال إحدى أكبر الشركات المساهمة العامة في العالم.[19][20]
أصبح إديسون عاملًا بالبرقيات أوالتلغراف بعد أن أنقذ جيمي ماكنزي ابن الثلاث سنوات من قطار جامح عندما كان الولد عالقًا في سكة حديدية وعندها تعرّف إلى والد جيمي الذي يعمل وكيلًا لمحطة (J.U. MacKenzie) في ماونت كليمنزبولاية ميشيغان. عبّر والد جيمي عن امتنانه لإديسون فقام بتدريبه كمشغل للتلغراف. كانت مهمة إديسون الأولى بعيدا عن بورت هورون إرسال برقية في تقاطعستراتفورد،أونتاريو.[21]
في عام1866 حين كان يبلغ 19 عامًا، انتقل إديسون إلىلويفيل بولايةكنتاكي. خلال عمله كموظف فيويسترن يونيون، عمل أيضا بمكتبوكالة الأنباءأسوشيتد برس. طلب إديسون المناوبة الليلية مما أتاحت له متسعًا من الوقت لممارسة إثنين من هواياته المفضلة وهما القراءة والتجريب، إلا أن تسليته تلك كلفته وظيفته في نهاية المطاف. في إحدى ليالي سنة1867، كان يعبث ببطارية رصاص حمضية عندها وقعحمض الكبريتيك على الأرض. تسرب الحمض بين ألواح الأرضية أسفل مكتب رئيسه. طُرِد إديسون من عمله في الصباح التالي.[22]
كان أحد الموجهين لإديسون خلال السنوات الأولى لعمله بالبرقيات زميله والمخترعفرانكلين ليونارد بوب الذي كان يسمح للشباب الفقراء العيش والعمل في قبو منزله فياليزابيث، ولاية نيو جيرسي. كان أحد أول اختراعات إديسون يتعلق بالتلغراف، ونال أول براءة اختراع عن مسجل صوت كهربائي (براءة الاختراع الأمريكية رقم 90646)[23] بتاريخ1 يونيو1869.[24]
بدأ توماس إديسون مسيرته فينيوآرك بولاية نيو جيرسي حيث اخترع المُكَرِّر الآلي وغيره من الأجهزة التلغرافية المتطورة، ولكن الاختراع الذي أكسبه الشهرة لأول مرة كان في سنة1877 حيث اخترعالفونوغراف. وكان هذا الإنجاز غير متوقع على الإطلاق حتى من قبل عامة الجمهور لاعتباره سحريًا. أصبح إديسون يُعرف باسم «ساحر مينلو بارك» في نيو جيرسي.
سجل الفونوغراف الأول على اسطوانة من القصدير، ولكنه كان ذو جودة صوت سيئة ويمكنه القيام بالتسجيلات لمرات قليلة فقط. فيما بعد تمت إعادة تصميم النموذج باستخدام اسطوانات الكرتون المغلفة بالشمع بواسطةألكسندر غراهام بيل، وتشيتشيستر بيل، وتشارلز سومنر تاينر. وكان ذلك أحد الأسباب التي شجعت توماس إديسون على الاستمرار بالعمل على «الفونوغراف الكامل».
كان إنشاء أول مختبر للبحوث الصناعية في مينلو باركبولاية نيو جيرسي هو ابتكار إديسون الرئيسي. تم بناء المختبر من الأموال التي جناها من بيع التلغراف (Quadruplex). لم يكن إديسون متأكدًا من صحة خطته الأصلية بعد عرضه للتلغراف لبيعه بمبلغ يتراوح بين 4,000 و5,000 دولار أمريكي، لذا طلب من ويسترن يونيون تقديم عرض سعر. فوجئ لسماعه بعرض بلغ 10,000دولار أمريكي (أي ما يعادل 202,000 دولار أمريكي في2010) وقبل إديسون العرض بامتنان.
التلغراف (Quadruplex) هو أول نجاح مالي كبير لإديسون، ومينلو بارك أصبحت أول مؤسسة أنشئت لغرض محدد وهو الإنتاج والتطوير المستمر للاختراعات التكنولوجية. معظم الاختراعات المنتجة هناك كانت تعزى قانونيًا لإديسون على الرغم من أن العديد من الموظفين قاموا بتنفيذ الأبحاث والتطوير تحت إدارته. أعطى إديسون التعليمات لموظفيه لتنفيذ توجيهاته في إجراء البحوث، وكان يقودهم بشدة لتحقيق النتائج.
في ديسمبر1879، بدأ استشاري هندسة كهربائية يدعىوليام جوزيف هامر مهامه كمساعد مختبر لإديسون، حيث ساعده في التجارب على الهاتف والفونوغراف والسكك الحديدية الكهربائية والفاصل الحديديوالمصباح الكهربائي المتوهج، وغيرها من الاختراعات المتطورة. إلا أن عمل هامر كان في المقام الأول على المصباح الكهربائي وكان المسؤول عن التجارب والتسجيلات على ذلك الجهاز. في عام1880، تم تعيينه كبيرا للمهندسين في (Edison Lamp Works). في السنة الأولى من عمله، أنتجت المحطة 50,000 مصباح كهربائي بقيادة المدير العامفرانسيس روبنز ابتون. وفقًا لإديسون، كان هامر «رائد الإضاءة الكهربائية المتوهجة».
ما يقارب كافة براءات الاختراع التي نالها إديسون كانت محمية لفترة 17 عامًا وشملت الاختراعات أو العمليات الكهربائية والميكانيكية وذات الطبيعة الكيميائية. وكان هناك نحو عشرة براءات الاختراع في التصميم، والتي تحمي التصميم الزخرفي لمدة تصل إلى 14 سنة. كما هو الحال في معظم براءات الاختراع، كانت اختراعاته عبارة عن تحسينات أجريت على تقنيات صناعية سابقة. في المقابل كانت براءة اختراع الفونوغراف لجهاز لم يسبق له مثيل حيث تم وصفه كأول جهاز لتسجيل وإعادة إنتاج الأصوات.[25]
لم يخترع إديسون أول مصباح كهربائي، ولكنه اخترع أول مصباح متوهج عملي من الناحية التجارية.[26] سبقه العديد من المخترعين في صناعة المصابيح المتوهجة، بما في ذلكهنري وودواردوماثيو إيفانز. وكان هناك مخترعين آخرين سبق لهم صنع المصابيح الكهربائية المتوهجة لكنها غير عملية تجاريًا مثلهمفري ديفيوجيمس بومان ليندسيوموسى فارمر[27]ووليام سويروجوزيف سوانهينريك غوبل. من بعض عيوب تلك المصابيح أنها قصيرة الأجل للغاية وذات تكلفة إنتاجية عالية وتسحب الكثير من التيار الكهربائي مما يصعب تطبيقها على نطاق تجاري واسع.[28]
في عام1878، طبق إديسون مصطلح السلك الكهربائي (filament) علىالمكون الإلكتروني للأسلاك المتوهجة تحمل التيار، على الرغم من أن المخترع جوزيف سوان سبق له أن استخدم هذا المصطلح. صنع سوان مصباحًا كهربائيًا متوهجًا باستخدام أسلاك طويلة الأمد في نفس الوقت تقريبًا الذي قام به إديسون بذلك، ولكن مصابيح سوان كانت تفتقر إلى المقاومة العالية المطلوبة لتكون جزءًا فعالًا من أداة كهربائية. بدأ إديسون والعاملين معه بمهمة صنع مصابيح تدوم لمدة أطول. تمكن جوزيف سوان من الحصول على براءة اختراع المصباح المتوهج في بريطانيا، على الرغم من صنع إديسون لمصابيح ناجحة لمدة من الوقت، ولكن طلبه للحصول على براءة الاختراع فشل لأنه كان غير مكتمل.
لم يستطع إديسون رفع رأس المال المطلوب في بريطانيا لذا اضطر للدخول في مشروع مشترك مع سوان (المعروف باسم إديسوانEdiswan). اعترف سوان بأسبقية إديسون وقال «يحق لأديسون أكثر ما يحق لي... لقد كانت رؤيته أبعد من رؤيتي إلى حد كبير في هذا الموضوع، وكانت هناك تفاصيل لم أتوقعها ولم أستطع فهمها حتى رأيت نظامه».[29]
أنتج إديسون مفهومًا جديدًا في سنة1879 وهو مصباح ذو مقاومة عالية يدوم لمئات الساعات. قبل ذلك سبق للمخترعين إنتاج إضاءة كهربائية في ظروف مختبرية يعود تاريخها إلى عرض السلك المتوهج من قبلأليساندرو فولتا في سنة1800، إلا أن تركيز إديسون كان ينصب على التطبيق التجاري واستطاع بيع مفهوم المصابيح الكهربائية التي تدوم طويلًا للمنازل والشركات من خلال الإنتاج الشامل كما قام بإنشاء نظام متكامل لتوليد وتوزيع الكهرباء.
خلال عقد من الزمن، توسّع مختبر إديسون مينلو بارك ليشغل قطعتين من المدينة. أراد إديسون للمختبر أن يكون «مخزونًا لكل مادة يمكن تصورها تقريبًا». نشرت إحدى الصحف مقالًا في عام1887 كشف عن مدى جدية ادعاء إديسون، بالإشارة إلى احتواء المختبر على «ثمانية آلاف نوعًا من المواد الكيميائية وكافة أنواع المسامير المصنوعة وشتى أحجام الإبر وكل أنواع الفتائل أو الأسلاك وشعرا من البشر والخنازير والخيول والأبقار والأرانب والماعز والإبل... والحرير من كافة الأنسجة وأنواع مختلفة من الحوافر وأسنان سمك القرش وقرون الغزلان وصَدَف السلاحف... والفلين والراتنج (مادة صمغية) والورنيش والزيوت وريش النعام وذيل الطاووس طائرة والعنبر والمطاط...» والقائمة تطول.[30]
عرض إديسون على مكتبه لافتة كُتِب عليها اقتباسًا شهيرًا للسيرجوشوا رينولدز «لا توجد وسيلة لن يلجأ لها الإنسان لتجنب العمل الحقيقي للتفكير».[31] تم نشر هذا الشعار في عدة مواقع وأنحاء من المختبر.
يُعَد مينلو بارك أول مختبر صناعي يُعنى بخلق المعرفة وإدارتها ثم تطبيقها على الواقع.
. أطلق عليه مراسل إحدى الصحف لقب «ساحر مينلو بارك» (بالإنجليزية:The Wizard of Menlo Park).[32]
في الفترة من1877 إلى1878 اخترع إديسون الميكروفون الكربوني المستخدم في جميع الهواتف المقترنة بجهاز الاستقبال بيل (Bell) حتى ثمانينيات القرن العشرين. بعد نزاع قضائي مطول حول براءة الاختراع، حكمت المحكمة الاتحادية في عام1892 أن إديسون هو مخترع الميكروفون الكربوني وليسإميل برلينر. تم استخدام الميكروفون الكربوني أيضًا في البث الإذاعي والأشغال العامة.
بناءً على مساهمات سابقة من مخترعين آخرين على مدى ثلاثة أرباع قرن، قام إديسون بتحسين وتطوير فكرة الضوء المتوهج، وتم اعتباره من قبل عامة الناس على أنه «مخترع» المصباح الكهربائي والمحرك الأساسي في تطوير البنية التحتية اللازمة للطاقة الكهربائية.
بعد عدة تجارب مع أسلاكالبلاتين والمعادن الأخرى، عاد إديسون إلى استخدام أسلاكالكربون. تم أول اختبار ناجح في22 أكتوبر1879 واستمر مدة 13.5 ساعة.[33] واصل إديسون تحسين هذا التصميم وفي4 نوفمبر1879 قدم طلب للحصول على براءة اختراع أمريكية رقم 223898 (منحت في27 يناير1880) لمصباح كهربائي باستخدام «أسلاك الكربون أو شريط من أسلاك البلاتينا الملفوفة والمتصلة».[34]
على الرغم من احتواء براءة الاختراع على عدة طرق لصنع أسلاك الكربون بما في ذلك «القطن والكتان وجبائر الخشب والأوراق الملفوفة بطرق مختلفة»، إلا أنه بعد عدة أشهر من منح البراءة اكتشف إديسون وفريقه أن أسلاكالخيزران المتفحمة يمكن أن تستمر لأكثر من 1,200 ساعة. نشأت فكرة استخدام هذه المادة الخام على الأخص لإديسون من تجربته القليل من الخيوط لعمود صيد من الخيزران أثناء استرخائه على شاطئ بحيرة باتل (Battle Lake) التي تقع في ولايةوايومنغ في الوقت الحاضر، حيث سافر مع أعضاء الفريق العلمي ليتمكنوا من مراقبة الكسوف الكلي للشمس بوضوح من التقسيم القاري في29 يوليو1878.[35]
انضم لويس لاتيمر لشركة إديسون للإضاءة الكهربائية في عام1884. وقد حصل لاتيمر على براءة اختراع في يناير1881 عن «عملية تصنيع الكربون»، وهي طريقة محسنة لإنتاج أسلاك الكربون لمصابيح الإضاءة. عمل لاتيمر بمهنة مهندس ومصمم وشاهد خبير في التقاضي حول براءات الاختراع على المصابيح الكهربائية.[37]
قامت شركةجورج ويستينغهاوس بشراء حقوق براءة اختراعفيليب ديل لمصباح منافس (1882) بقيمة 25,000 دولار أمريكي، مما اضطر ممولي براءة اختراع إديسون لفرض سعر معقول لاستخدام حقوق براءة اختراع إديسون وخفض سعر المصباح الكهربائي.[38]
في8 أكتوبر1883، حكم مكتب براءات الاختراع الأمريكية أن براءة اختراع إديسون تستند إلى أعمال وليام سوير وبالتالي فإنها تعتبر لاغية. استمر التقاضي لنحو ست سنوات حتى6 أكتوبر1889، عندما حكم القاضي بصحة ادعاء إديسون في تطوير الضوء الكهربائي من «أسلاك كربون ذات مقاومة عالية». تعاون إديسون معجوزيف سوان لتجنب معركة قضائية ممكنة حول براءة اختراع بريطانية منحت قبل عام فقاما بتأسيس شركة مشتركة أسمياها إديسوان (Ediswan) لتصنيع وتسويق هذا الاختراع فيبريطانيا.
كان مسرح ماهن (Mahen Theatre) في مدينةبرنو (في ما يعرف الآنبجمهورية التشيك) أول مبنى عام في العالم يستخدم مصابيح إديسون الكهربائية، وأشرففرانسيس جيل وهو مساعد إديسون في اختراع المصباح على عمليات تركيب المصابيح.[39] تم نصب نحت لثلاثة مصابيح كهربائية عملاقة في برنو أمام المسرح في سبتمبر2010.[40]
حصل إديسون على براءة اختراع نظام توزيع الكهرباء في عام1880، وهو عامل أساسي للاستفادة من اختراع المصباح الكهربائي. في17 ديسمبر1880 أسس إديسون شركة إديسون للإضاءة. أنشأت الشركة في عام1882 أول محطة طاقة كهربائية مملوكة من قبل مستثمر في بيرل ستريت، نيويورك. وفي يوم4 سبتمبر1882 شغّل إديسون محطة توليد الطاقة الكهربائية التي تعمل بنظامه لتوزيع الطاقة الكهربائية في بيرل ستريت والتي وفرت 110 فولتتيار مستمر (DC) لعدد 59 من العملاء في مانهاتن.[41]
في يناير1882، قام إديسون بتشغيل أول محطة لتوليدالطاقة البخارية في جسر هولبورن،لندن. قدّم النظام الذي يعمل بالتيار المستمر الإمدادات الكهربائية لمصابيح الشوارع والمساكن الخاصة على مسافة قصيرة من المحطة. وفي19 يناير1883، بدأ استخدام أول نظام موحد للإضاءة الكهربائية المتوهجة في مدينة روزيل،نيو جيرسي.
كان نجاح إديسون الحقيقي إلى جانب صديقههنري فورد يكمن في قدرته على تحقيق أقصى نسبة من الأرباح من خلال إنشاء نظم الإنتاج الشامل وحقوق الملكية الفكرية. أصبحجورج ويستينجهاوس خصما لأديسون بسبب تعزيز إديسون لنظامالتيار المستمر (DC) لتوزيع الطاقة الكهربائية بدلا من نظامالتيار المتردد (AC) الذي اخترعهنيكولا تسلا وكانويستينجهاوس يروج له. على عكس التيار المستمر، يمكن أن يصل التيار المتردد إلىجهد كهربائي عالٍ جدا معالمحولات، وإرسالها عبر أسلاك أرق وأقل تكلفة، وبالتالي توجه إلى توزيعها على المستخدمين.
في عام1887، كانت هناك 121 محطة طاقة لإديسون فيالولايات المتحدة لتزويد الكهرباء بنظام التيار المستمر للعملاء. عندما تمت مناقشة التيار المستمر من قبل الجمهور، أطلق إديسون حملة دعائية لإقناع الناس بخطورة استخدام التيار المتردد. كانت المشكلة مع التيار المستمر هي اقتصار محطات توليد الطاقة على تقديم الكهرباء التي تعمل بنظام التيار المستمر اقتصاديا فقط للعملاء على بعد ميل ونصف (حوالي 2.4 كم) من محطة التوليد، بحيث كانت مناسبة فقط لمناطق الأعمال المركزية. شن إديسون «حرب التيارات» لمنع اعتماد استخدام التيار المتردد عندما اقترح ويستينجهاوس استخدامتيار الجهد العالي المتردد الذي يمكنه إمداد الكهرباء لمئات الأميال مع خسارة هامشية للطاقة بدلا من التيار المستمر.
قادته الحرب ضد التيار المتردد إلى المشاركة في تطوير وتعزيزالكرسي الكهربائي (باستخدام التيار المستمر) محاولا الإقناع بأن للتيار المستمر إمكانيات أكثر فتكا من التيار المتردد. نفّذ إديسون حملة قصيرة ولكن مكثفة لحظر استخدام التيار المتردد أو الحد من الجهد الكهربائي المسموح به لأغراض السلامة. كجزء من هذه الحملة، قام عدد من موظفين إديسون بإجراءصدمات كهربائية على الحيوانات علنا للتدليل على مخاطر التيار المتردد.[42][43]
تم استبدال التيار المستمر بالتيار المتردد في معظم الحالات لتوليد وتوزيع الطاقة، حيث أنه أسهم في تحسين كفاءة توزيع الطاقة وتوسيع مداها. على الرغم من الاستخدام الواسع النطاق للتيار المستمر إلا أنه خسر في نهاية المطاف بسبب التوزيع، ويوجد اليوم بشكل رئيسي في نظم النقل ذاتتيار الجهد العالي المستمر (HVDC) لمسافات طويلة. استمر استخدام نظم الكهرباء التي تعمل بالتيار المستمر منخفض الجهد في مناطق وسط المدينة ذات الكثافة السكانية العالية لسنوات عديدة ولكن في النهاية تم استبدال العديد منها بشبكة توزيع تيار متردد منخفض الجهد.[44]
كان للتيار المستمر ميزة احتفاظبطاريات التخزين الكبيرة بطاقة مستمرة أثناء الانقطاع القصير لإمدادات الكهرباء من المولدات الكهربائية ونظم النقل. تم تزويد مرافق بمقومات لتحويل التيار المتردد ذو الجهد المنخفض إلى تيار مستمر الجهد المنخفض للمراوح والمصاعد والمضخات. كان هناك 1600 مستخدم للتيار المستمر في وسط مدينة نيويورك في سنة2005، إلا أن الخدمة توقفت نهائيا في14 نوفمبر2007. لا تزال معظم نظمالمترو تعمل بالطاقة ذات التيار المستمر.
يُنسب لإديسون تصميم وإنتاج أول منظار متاح تجاريا، وهو الجهاز الذي يستخدمالأشعة السينية لأخذالصور الشعاعية. كانت التكنولوجيا قادرة على التقاط صور خافتة جدا فقط حتى اكتشف إديسون أن شاشات منظار تنغستاتالكالسيوم تنتج صورا أوضح من شاشات سيانيد بلاتينالباريوم المستخدمة بالأصل من قبلفيلهلم رونتغن.
لا يزال التصميم الأساسي لمنظار إديسون يستخدم حتى اليوم، على الرغم من أن إديسون نفسه تخلى عن المشروع بعد فقده لبصره وإصابة مساعدهكلارنس دالي. كان دالي شديد الحماس لمشروع المنظار حيث جعل نفسه فأر تجارب بشري وتعرض خلال العملية لجرعة سامة من الإشعاع، وتوفي لاحقا جراء إصابات متعلقة بتعرضه للإشعاع. في عام1903 قال إديسون «لا تتحدثوا معي عن الأشعة السينية لأنني أخشاها».[45]
انتقل إديسون منمينلو بارك بعد وفاةماري ستيلويل[46] وقام بشراء المنزل المعروف باسم (Glenmont) في عام1886 كهدية زفاف لمينا في لويلين بارك،ويست أورنج،نيو جيرسي. في عام1885، اشترى توماس إديسون العقار فيفورت مايرز، فلوريدا، وبنى ما كان يسمى في وقت لاحق سيمينول لودج كمأوى للشتاء. قضى إديسون وزوجته الكثير من فصول الشتاء فيفورت مايرز حيث حاول إديسون إيجاد مصدرا محليا من المطاط الطبيعي.
عاشهنري فورد مؤسسشركة فورد لصناعة السيارات في وقت لاحق على بعد بضع مئات من الأقدام عن مأوى إديسون الشتوي في فورت مايرز، فلوريدا. ساهم إديسون في تكنولوجيا صناعة السيارات وجمعتهما الصداقة حتى وفاة إديسون.
انضم إديسون إلى نادي (Civitan Club) فيفورت مايرز سنة1928. كان شديد الإيمان بالمنظمة حيث كتب «ناديCivitan Club ينجز الكثير من أجل المجتمع والدولة والأمة، إنه بالتأكيد لشرف كبير لي أن يتم إدراجي في صفوفه».[47] كان إديسون عضوا فعالا في النادي حتى وفاته، وكان يصطحبهنري فورد في بعض الأحيان إلى اجتماعات النادي.
كان إديسون رجل أعمال نَشِط حتى سنواته الأخيرة. قبل وفاته ببضعة أشهر فقط افتتح خدمة القطار الكهربائي والسكك الحديدية بين مدنهوبوكينومونتكليرودوفروجلادستون فيولاية نيو جيرسي. وكانت نظم نقل الطاقة الكهربائية لهذه الخدمة باستخدام التيار المستمر الذي دافع عنه إديسون.[48]
وفر أسطول السيارات خدمة نقل الركاب في شمال ولاية نيو جيرسي مدة 54 سنة حتى العام1984.
قيل أن إديسون تأثر باتباع نظام غذائي شعبي في سنواته الأخيرة؛ «السائل الوحيد الذي كان يشربه هو نصف لتر من الحليب كل ثلاث ساعات»[49] كما قيل أنه كان يعتقد أن هذا النظام الغذائي يستعيد صحته، إلا أن هذه رواية مشكوك فيها. في عام1930 قبل سنة واحدة من وفاة إديسون، قالت مينا في مقابلة عنه «تناول الأطعمة الصحيحة هو أحد أهم هواياته.» كما قالت أنه في إحدى «مغامراته العلمية الكبيرة» المرحلية، كان يستيقظ في الساعة 7:00، ويتناول وجبة الإفطار في الساعة 8:00، ونادرا ما يكون المنزل لتناول طعام الغداء أو العشاء.[50]
امتلك إديسون مكان مسقط رأسه في مدينةميلان، أوهايو سنة1906. في زيارته الأخيرة سنة1923 صُدِم للعثور على بيته القديم منارا بالقناديل والشموع.
توفي توماس إديسون من مضاعفاتمرض السكري في18 أكتوبر1931، في منزله (Glenmont) في حديقة لويلين في ويست أورنج، نيو جيرسي، وهو المنزل الذي اشتراه سنة1886 كهدية زفاف لمينا، وتم دفنه خلف المنزل.[51][52] توفيت مينا في عام1947.
في25 ديسمبر1871، عندما كان يبلغ من العمر 24 عامًا، تزوج إديسون منماري ستلويل البالغة من العمر 16 عامًا آنذاك (1855-1884) وكان قد التقى بها قبل شهرين، إذ كانت موظفة في أحد محلاته التجارية وأنجبا ثلاثة أطفال:
توفيت ماري إديسون في9 أغسطس1884 عن عمر يناهز 29 عامًا لأسباب مجهولة ربما بسببورم في المخ[57] أو جرعة زائدة منالمورفين. كثيرًا ما كان يصف الأطباء المورفين للنساء في تلك الأيام لعلاج الكثير من الأمراض، ويعتقد الباحثون أن الأعراض التي ظهرت عليها بدت كما لو كانت مرتبطة بالتسمم من المورفين.[58]
في24 فبراير1886، في سن التاسعة والثلاثين تزوج إديسون للمرة الثانية بمدينةأكرون بولاية أوهايو وكانت زوجته تدعىمينا ميلر[59] وتبلغ من العمر 20 عامًا (1866-1947).[60] وهي ابنةلويس ميلر المخترع والمؤسس المشارك لمعهد (Chautauqua Institution) والمتبرع للجمعيات الخيريةالميثودية، وأنجبا أيضا ثلاثة أطفال:
قام متحف بورت هورون، ويقع في بورت هورون بولاية ميشيغان، بترميم المستودع الأصلي الذي عمل به توماس إديسون عندما كان شابا. أُطلِق على المستودع اسم متحف مستودع توماس إديسون.[70] تحتوي المدينة على العديد من المعالم التاريخية لإديسون، بما في ذلك قبري والدي إديسون، ونصب تذكاري على طول نهر سانت كلير. ويمكن ملاحظة أثر إديسون في جميع أنحاء هذه المدينة.
^А. М. Прохорова, ed. (1969),Большая советская энциклопедия: [в 30 т.] (بالروسية) (3rd ed.), Москва: Большая российская энциклопедия, Эдисон Томас Алва,OCLC:14476314,QID:Q17378135
^А. М. Прохорова, ed. (1969),Большая советская энциклопедия: [в 30 т.] (بالروسية) (3rd ed.), Москва: Большая российская энциклопедия, Эдисон Томас Алва,OCLC:14476314,QID:Q17378135
^"GE emerges world's largest company: Forbes". Trading Markets.com. April 10, 2009. Archived from the original on December 6, 2010. Retrieved February 7, 2010.
^"IMDB entry on Electrocuting an Elephant (1903)". Archived from the original on December 6, 2010. Retrieved March 11, 2006.
^"Wired Magazine: "Jan. 4, 1903: Edison Fries an Elephant to Prove His Point"". January 4, 2008. Archived from the original on December 6, 2010. Retrieved January 4, 2008.
^Lee, Jennifer (November 14, 2007). "Off Goes the Power Current Started by Thomas Edison". The New York Times Company. Retrieved December 30, 2007.
^Duke University Rare Book, Manuscript, and Special Collections Library: Edison fears the hidden perils of the x-rays. New York Worldb/, August 3, 1903, Durham, NC.
^Armbrester, Margaret E. (1992). The Civitan Story. Birmingham, AL: Ebsco Media. p. 34.
^Holland, Kevin J. (2001). Classic American Railroad Terminals. MBI Publishing Company.ISBN 978-0-7603-0832-5.
^Israel, Paul (2000). Edison: A Life of Invention. John Wiley & Sons.ISBN 978-0-471-36270-8.
^Reader's Digest, March 1930, pp. 1042–1044, "Living With a Genius", condensed from The American Magazine February 1930
^"Thomas Edison Dies in Coma at 84; Family With Him as the End Comes; Inventor Succumbs at 3:24 A.M. After Fight for Life Since He Was Stricken on August 1. World-Wide Tribute Is Paid to Him as a Benefactor of Mankind". New York Times. October 18, 1931. "West Orange, New Jersey, Sunday, October 18, 1931. Thomas Alva Edison died at 3:24 o'clock this morning at his home, Glenmont, in the Llewellyn Park section of this city. The great inventor, the fruits of whose genius so magically transformed the everyday world, was 84 years and 8 months old."
^Benoit, Tod (2003). Where are they buried? How did they die?. Black Dog & Leventhal. p. 560.ISBN 978-1-57912-678-0.
^"Older Son To Sue To Void Edison Will; William, Second Child Of The Counsel". New York Times. October 31, 1931. "The will of Thomas A. Edison, filed in Newark last Thursday, which leaves the bulk of the inventor's $12 million estate to the sons of his second wife, was attacked as unfair yesterday by William L. Edison, second son of the first wife, who announced at the same time that he would sue to break it."
^"The Life of Thomas Edison", American Memory, Library of Congress, Retrieved March 3, 2009.
^"Thomas Edison’s First Wife May Have Died of a Morphine Overdose", Rutgers Today. Retrieved November 18, 2011