التلوث[4][5] هو إدخال الملوثات التي تسبب تغيرًا سلبيًا فيالبيئة الطبيعية.[6] قد يكون التلوث على شكل مادة (صلبة أو سائلة أو غازية) أو على شكل طاقة (مثل النشاط الإشعاعي أو الحرارة أوالضوضاء أو الضوء)،الملوثات (عناصر التلوث) هي إما مواد / طاقات دخيلة أو ملوثات متوفرة بشكل طبيعي. على الرغم من أن التلوث البيئي يمكن أن يكون ناتجًا عن حوادث طبيعية فإن كلمة «تلوث» تعني بشكل عام أن الملوثات لها مصدر بشري، أي ناتجة عن الأنشطة البشرية. يُصنف التلوث غالبًا إما منتلوث من مصدر ثابت أوتلوث غير محدد المصدر. في عام 2015 قتل التلوث 9 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم.[7][8]
تشير تقديراتمنظمة الصحة العالمية لعام 2016 إلى أن 58% من حالات الوفاة المبكّرة الناجمة عن تلوث الهواء الخارجي كانت بسبب الإصابةبمرض القلب الإقفاري والسكتة الدماغية، في حين كانت 18% من حالات الوفاة المبكّرة بسبب الإصابة بمرض الرئة الانسدادي المزمن وعدوى الجهاز التنفسي السفلي الحادة على التوالي، بينما تَسبب سرطان الرئة في 16% من الوفيات.[9]
حمم بركانية تدخل إلى البحر في جزيرة هاواي. تعتبر الحمم البركانية من أنواع التلوث الطبيعي وإحدى مسببات التلوث الحراري.
هو التلوث الذي يعود مصدره إلى الظواهر الطبيعية التي تحدث من وقت لآخر كالبراكين، والصواعق، والعواصف التي قد تحمل معها كميات هائلة من الرمال والأتربة، وتتلف المزروعات والمحاصيل،[10] يصعب مراقبة هذا النوع من التلوث أو التنبؤ به والسيطرة عليه تماماً، وهذا التلوث موجود منذ القدم دون أن يشكل ظاهرة مقلقة للإنسان.
ينتج التلوث الصناعي من فعل الإنسان ونشاطه، ويجد مصدره في أنشطة الإنسان الصناعية والخدمية والترفيهية وغيرها، وفي استخداماته المتزايدة لمظاهر التقنية الحديثة ومبتكراتها المختلفة من المؤكد أن الأنشطة الصناعية مسؤولة تماماً عن حدوث مشكلة التلوث في العصر الحاضر، وبلوغها هذه الدرجة الخطيرة التي تهدد الحياة وبقاء الإنسان على سطح الأرض، ومن أهم مصادر التلوث الصناعي: صناعة التعدين والبلاستيك والبتروكيماويات والبناء ووسائط النقل والمبيدات الحشرية والحروب وغازات التبريد وعوادم السيارات ومداخن المصانع.[11]
تعتمد شدة التلوث الصناعي على عدة عوامل ومنها: المنطقة التي تنبعث منها أو تُصرف فيها الملوثات الصناعية، الفترة الزمنية للتلوث، درجة تركيز المواد الملوثة، الخصائص الفيزيائية والكيميائية والحيوية للمواد الملوثة، القابلية للتحلل والاستيعاب في الوسط البيئي الذي تُوضع فيه، درجة السمية بالنسبة للإنسان والكائنات الحية الأخرى. كما تقسم الملوثات الصناعية إلى ثلاثة أنواع:
ملوثات صلبة وهي تلك الملوثات الناجمة عن العديد من الصناعات كالأتربة الناتجه عن صناعة الإسمنت مثلاً.
ملوثات سائلة كمحاليل المواد الكيماوية التي تقذف بها المصانع في المجاري المائية.
يشكل تلوث الهواء خطرًا جسيمًا على صحة الإنسان في جميع أنحاء العالم، بناءًا على التقييم البيئي الصادر عن برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة (UNDP)، فإن حوالي 900 مليون من سكان المدن (أغلبهم في الدول النامية) معرضون لمستويات غير صحية من ثاني أكسيد الكربون.[12] يعتبرالكربون الأسود منالملوثات الخطيرة والتي أصبحت منتشرة في الآونة الأخيرة في الهواء.[13]
وهو الوفرة المفرطة للإشعاع الكهرومغناطيسي في شكلهغير المؤين مثل موجات الراديو وما إلى ذلك والتي يتعرض له الناس باستمرار خاصة في المدن الكبرى. لا يزال من غير المعروف ما إذا كانت هذه الأنواع من الإشعاع لها تأثير على صحة الإنسان أم لا.
ويعرف بأنه الإلقاء المتعمد لنفايات غير صحية من صنع الإنسان على الممتلكات العامة والخاصة دون إزالتها. يمكن أن تتخذ القمامة أشكالًا متنوعة، ولكن هناك نفايات تلقى بشكل متكرر أكثر من غيرها. في دراسة أجرتها منظمةحافظوا على أمريكا جميلة[الإنجليزية] وجد الباحثون أن النفايات الأكثر تناثرًا تشمل: أعقابالسجائر، أغلفة الطعام، الزجاجات البلاستيكية، الأكواب المستعملة لمرة واحدة، أكياس البقالة، القصب البلاستيكي، علب المشروبات الغازية، الإطارات وحطام المركبات.[14] إن إلقاء القمامة لا يتسبب فقط بالتلوث بل يهدد الحياة البرية، يقدر الباحثون أن أكثر من مليون حيوان يموتون كل عام بعد تناول القمامة التي يتم التخلص منها بشكل غير صحيح، تعتبر القمامة البلاستيكية من أكثر الأسباب القاتلة شيوعًا للحيوانات بشكل عام بينما الحيوانات البحرية هي الأكثر تضررًا، في كل عام يموت أكثر من 100,000 من الدلافين والأسماك والحيتان والسلاحف بسبب هضم القمامة البلاستيكية.[14]
أسلاك الكهرباء والاتصالات معلقة فوق تقاطع في طريق ماك آرثر السريع في الفلبين. وهو أحد أشكال التلوث المسمى التلوث البصري
مياه الصرف الصحي والنفايات الصناعية تصب في أحد الأنهار في كاليفورنيا
مدينة باريس كما تظهر من الفضاء، تمثل هذه الصورة مثال على التلوث الضوئي
ويشملضجيج الطرقوضجيج طائراتوالضجيج الصناعي وكذلكالسونار عالي الكثافة ويُعد أحد أنواع التلوث الخطرة وخاصة في المدن الكبرى، إذ يؤدي إلى الإرهاق والتوتر واضطرابات النوم، وقد استخدم النازيون والصهاينة التلوث الضوضائي على المساجين كي يحرموا من النوم الذي ينتج عنه الانهيار النفسي والعصبي.[15] كما تسبب الضوضاء أضرار كثيرة للإنسان مثل: حدوث تلف دائم في قدرةالسمع، حدوث الاضطرابات النفسية في صورة قلق وارتباك، حدوث اضطرابات فيزيولوجية نتيجة الحالة النفسية مثل آلام الرأس، وتناقص قدرةالإنسان الإنتاجية فمن الثابت علميًا أن الضوضاء تسبب حوالي 50% من الأخطاء الميكانيكية مما يعادل 20% من الحوادث المهنية.[16]
نتج هذا التلوث عن أنشطة الفيزياء الذرية في القرن العشرين مثل توليد الطاقة النووية وأبحاث الأسلحة النووية وتصنيعها ونشرها. (انظرجسيم ألفاوالأكتينيدات في البيئة)، يمكن أن تؤثر المواد المشعة بشكل خطير على الحياة النباتية والحيوانية والبشرية بل وتدمرها. يعتمد مدى الضرر أو الخطر الذي تتعرض له البيئة على: تركيز المادة المشعة، والطاقة المنبعثة من الإشعاع، وقرب المواد المشعة، ونوع الإشعاع.[17] تسببت حوادث محطات الطاقة النووية مثلكارثة فوكوشيما دايتشي النووية (2011)وكارثة تشيرنوبيل (1986)وحادث جزيرة الثلاثة أميال (1979) بمقتل الآلاف من البشر وكان لها تأثيرات سلبية على الأجيال اللاحقة،[17] يتسبب الإشعاع بالطفرات الجينية التي تنتقل بالوراثة وتجعل المرء أكثر عرضة للإصابة بالسرطان الذي يعتبر أكثر الأمراض المرتبطة بالإشعاع انتشارًا، بالنسبة للنساء الحوامل يعاني الأطفال المولودين من عيوب خلقية ناجمة عن طفرات جينية مثل انخفاض الوزن أثناء الولادة. كما تم الإبلاغ عن مواليد يعانون من تشوهات خلقية، وذُكر العقم كأحد نتائج التعرض للإشعاع.[17]
صورة لمفاعل تشرنوبل السوفيتي بعد الإنفجار
يعتبر ثوران البراكين أحد الأسباب الطبيعية للتلوث
تسرب لمواد كيميائية في البحر أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الأسماك
وهو التغير في درجة حرارة المسطحات المائية الطبيعية (محيط، بحر، نهر، بحيرة) بسبب تأثير الإنسان، على سبيل المثال استخدام الماء كمبرد في محطة توليد الكهرباء ثم إعادة تلك المياه الحارة إلى المسطح المائي الذي أخُذت منه، مما يغير من مستويات الأكسجين في المياه ويمكن أن يتسبب بآثار كارثية على النظم البيئية والمجتمعات المحلية.[18] كما يمكن أن تؤدي الأسباب الطبيعية مثل البراكين والينابيع الساخنة تحت المحيطات والبحار إلى خروجالحمم البركانية الدافئة التي ترفع درجة حرارة المسطحات المائية. يؤدي ارتفاع حرارة الماء إلى انخفاض في مستويات الأكسجين المذاب في الماء، فالماء الدافئ يحتوي على أكسجين أقل نسبيًا من الماء البارد. يمكن أن يؤدي الانخفاض في الأكسجين المذاب إلى اختناق النباتات والحيوانات مثل الأسماك والبرمائيات.[18]
والذي يمكن أن يتخذ أشكالا عديدة مثلخطوط نقل الكهرباء أواللوحات الإعلانية على الطرق السريعة أو تضاريس الأرض غير المنتظمة (الناتجة عن عمليات مثلالتعدين) أو التخزين المفتوح للنفايات أوالنفايات الصلبة أوالمخلفات الفضائية. يؤدي التلوث البصري إلى إجهاد العين والحوادث المرورية نتيجة لتشتت التركيز وإلى أضطرابات النوم والإجهاد النفسي والقلق كما يمكن أن يتسبب التعرض المستمر للتلوث البصري بالإضطرابات النفسية لدى الأطفال.[19]
وينتج عن تصريف المياه العادمة الصناعية من النفايات التجارية والصناعية (عمداً أو من خلال الانسكابات) في المياه السطحية، تصريف مياه الصرف الصحي غير المعالجة، والملوثات الكيميائية مثل الكلور من مياه الصرف الصحي المعالجة، إطلاق النفايات والملوثات في الجريان السطحي المتدفق إلى المياه السطحية (بما في ذلك الجريان السطحي في المناطق الحضرية والجريان السطحي الزراعي والتي قد تحتوي على الأسمدة الكيماوية ومبيدات الآفات بما في ذلك فضلات الإنسان من التغوط في العراء - والتي لا تزال تمثل مشكلة رئيسية في العديد من البلدان النامية)، تلوث المياه الجوفية الناتج عن التخلص من النفايات والرشح إلى الأرض بما في ذلك منمراحيض الحفروخزانات الصرف الصحيوفرط المغذيات والنفايات.[20]
يُعرَّف التلوث الكيميائي بأنه وجود أو زيادة في الملوثات الكيميائية في البيئة الغير الموجودة بشكل طبيعي أو توجد بكميات أعلى من قيمها الأساسية الطبيعية. وتتسبب به إما المواد الكيميائية المصنعة مختبريا أو الناتجة عن عدة مصانع المصنعة سواء تلك التي تتكون لتستخدم لأغراض خاصة كمواد التنظيف وزيوت السيارات أو تلك التي تُنتجكمخلفات جانبية لعملية الصناعة، وهذه المواد يُمكن أن تُلقَى فيالمجاري المائية أو أن تنتشر فيالهواء مما يسبب تلوثاً بيئياً، وهذا النوع من التلوث ذو آثار خطيرة جداً على مختلف عناصر البيئة، وقد ظهرت آثار هذا النوع من التلوث بوضوح في النصف الثاني منالقرن العشرين نتيجة التقدم الصناعي الهائل الذي شهده خصوصاً في مجالالصناعات الكيميائية، وقد تصل آثار التلوث الكيميائي إلىالغذاء، عن طريق استخدامالمواد الحافظة والألوانوالصبغات ومكسباتالطعموالرائحة فيصناعة الأغذية، وقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك، دور هذه المواد في إحداثالأورام السرطانية الخبيثة.
معظم المواد الكيميائية التي تلوث البيئة من صنع الإنسان وهي ناتجة عن الأنشطة المختلفة التي تستخدم فيها المواد الكيميائية السامة لأغراض مختلفة، قد يؤدي التعرض للملوثات الكيميائية إلى التسمم الكيميائي ويمكن أن يكون له تأثيرات فورية أو لاحقة والتي قد تظهر بعد أسابيع أو حتى أشهر بعد حدوث التعرض. قد يؤدي التسمم الكيميائي الشديد إلى وفاة الشخص الذي يستنشق أو يبتلع كمية متزايدة من هذه المواد.[21]
المركبات الكيميائية هي مواد كيميائية عضوية أو غير عضوية وهي الأسباب الرئيسية للتلوث الكيميائي. أكثر الملوثات الكيميائية شيوعًا هي تلك المركبات المستخدمة عبر مساحات كبيرة والتي لا تتحلل بسهولة في الطبيعة. ومن الأمثلة عليها معظم المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب المستخدمة في الزراعة والبستنة، وكذلكمركبات الكلور العضوية المستخدمة في العديد من العمليات الصناعية وأنشطة التنظيف الجاف.[21]
يُعدالرصاصوكبريتيد الهيدروجين ومركباتالزئبقوالكادميوموالزرنيخ ومركباتالسيانيدوالمبيدات الحشريةوالأسمدة الكيماويةوالنفط من أهم المواد الملوثة للبيئة الضارةبصحة الإنسان، وقد يحدث التلوث الكيماوي نتيجةالحوادث الصناعية فيالمصانع، نتيجة لعدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع حدوث مثل هذا النوع من الحوادث، وقد لفتت الحوادث الصناعية أنظار العالم إلى التلوث الحادث بسببها، ودفعت الكثير من الهيئات والحكومات إلى الاهتمام بضرورة وضع برنامج دولي يتضمن وضع أنظمة آمنة ومحكمة، تتعلق بتصنيع المواد الكيميائية، وطرائق نقلها وتخزينها، وفرض رقابة دائمة عليها حفاظاً على حياة العاملين في هذه المصانع، وحفاظاً على البيئة المحيطة بهذهالصناعات.
يعتبرالتلوث الحيوي أو البيولوجي من أقدم صور التلوث التي عرفها الإنسان، وينشأ هذا التلوث نتيجة وجودكائنات حية مرئية أو غير مرئيةنباتية أوحيوانية كالبكتريا والفطريات وغيرها في الوسط البيئي كالماء أو الهواء أو التربة، فاختلاط الكائنات المسببة للأمراض بالطعام الذي يأكله الإنسان أو الماء الذي يشربه أو الهواء الذي يستنشقه يؤدي إلى حدوث التلوث البيولوجي، مما يؤدي إلى الإصابة بالأمراض.
ويحدث التلوث البيولوجي عند التخلص من مياه المجاري والصرف الصحي – قبل معالجتها كيميائياً- بإلقائها في موارد المياه العذبة، أو بسبب انتشار القمامة المنزلية في الشوارع دون مراعاة للقواعد الصحية في جمعها ونقلها والتخلص منها بطريقة علمية، أو بسبب ترك الحيوانات النافقة في العراء أو إلقائها في موارد المياه، وكذلك عند عدم إتباع الطرق الصحية في حفظ الأطعمة وتصنيعها مما يعرضها للتلوث.
الملوث هو نفايات تلوث الهواء أو الماء أو التربة. هناك ثلاثة عوامل تحدد شدة الملوث وخطورته وهي: طبيعته الكيميائية، والتركيز، والمنطقة المتضررة وفترة بقاؤه فيها.
تساهم كل من المصادر الطبيعية والبشرية (من صنع الإنسان) في تلوث الهواء. ومع ذلك أصبحت الملوثات من صنع الإنسان الناتجة عن الاحتراق والبناء والتعدين والزراعة والحروب ذات أهمية متزايدة في تأثيرها على تلوث الهواء كمشكلة عالمية.[22]
تعد انبعاثات السيارات أحد الأسباب الرئيسية لتلوث الهواء.[23][24][25] في عام 2020 احتلت الصين والولايات المتحدة والهند وروسيا واليابان وإيران وألمانيا وكوريا الجنوبية والسعودية وأندونيسيا قائمة أكثر 10 دول العالم تسببًا في الإنبعاثات الملوثة للهواء.[26] تشمل مصادر التلوث الثابتة الرئيسية:المصانع الكيمائية،ومحطات توليد الطاقة الكهربائية من الفحم،ومصافي النفط،[27] ومصانعالبتروكيماويات، والأنشطة المتعلقة بالتخلص منالنفايات النووية،وحرق النفايات، ومزارع المواشي (أبقار الألبان، والخنازير، والدواجن وما إلى ذلك)، ومصانعكلوريد متعدد الفاينيل (نوع من البلاستيك)، والمصانع المنتجة للمعادن ومصانع البلاستيك والصناعات الثقيلة الأخرى. يأتي تلوث الهواء الزراعي من الممارسات المعاصرة التي تشمل قطع النباتات الطبيعية وحرقها بشكل واضح وكذلك رش المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب.
في كل عام يُنتج حوالي 400 مليون طن متري من النفايات الخطرة،[28] منها حوالي 250 مليون طن متري تنتج في الولايات المتحدة وحدها.[29] وبالرغم من أن سكان الولايات المتحدة يشكلون أقل من 5٪ من سكان العالم إلا أن الولايات المتحدة تنتج ما يقرب من 25٪ من ثاني أكسيد الكربون في العالم[30] وما يقرب من 30٪ من النفايات في العالم.[31] في عام 2007 تفوقت الصين على الولايات المتحدة كأكبر منتج لثاني أكسيد الكربون في العالم،[32] لكنها لا تزال متأخرة كثيرًا من حيث نصيب الفرد من التلوث (المرتبة 78 بين الدول).
حريق في أحد الأنابيب الناقلة للنفط تسبب أيضا في تسرب نفطي.
إحدى أشهر ملوثات التربة شيوعًا هيمركبات الكلور العضوية والمعادن الثقيلة (مثلالكروموالكادميوم الموجود في البطاريات القابلة لإعادة الشحن،والرصاص الذي لا يزال في بعض البلدان يستخدم فيطلاء الرصاص[الإنجليزية] ووقود الطائرات والسيارات)، بالإضافة إلى مركباتالميثيل ثالثي بوتيل الإيثر والزنك والزرنيخ والبنزين. في عام 2001 كشفت سلسلة من التقارير الصحفية التي بلغت ذروتها بصدور كتاب بعنوانالحصاد المشؤوم[الإنجليزية] عن ممارسة واسعة النطاق لإعادة تدوير المنتجات الثانوية الصناعية وتحويلها إلى أسمدة، مما أدى إلى تلوث التربة بمعادن مختلفة. تعتبر مدافن النفايات البلدية العادية مصدرًا للعديد من المواد الكيميائية التي تدخل بيئة التربة (وغالبًا ما تكون المياه الجوفية)، والتي تنبع من مجموعة واسعة من النفايات وخاصة المواد التي يتم التخلص منها بشكل غير قانوني هناك أو من مدافن النفايات قبل عام 1970 التي ربما كانت تخضع لرقابة قليلة في الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي. كانت هناك أيضًا بعض الإنبعاثات غير العادية منمركبات ثنائي بنزو الديوكسين متعددة الكلور المعروفة أيضًا باسم الديوكسينات مثل غاز8،7،3،2-رباعي كلورو ثنائي بنزو الديوكسين.[33]
قد تتسبب الكوارث الطبيعية أيضًا في التلوث. على سبيل المثال غالبًا ما تتسبب الأعاصير بتلوث المياه من مياه الصرف الصحي وانسكاب البتروكيماويات من القوارب أو السيارات التالفة. وقد ينتج ضرر بيئي على نطاق أوسع في حال ضرب الأعصار منصات النفط الساحلية أو المصافي. كما يمكن أن تنتج بعض مصادر التلوث مثل محطات الطاقة النووية أو ناقلات النفط انبعاثات واسعة النطاق وخطيرة عند وقوع الحوادث.
أما في حالة التلوث الضوضائي فإن وسائط النقل هي السبب الأكثر شيوعًا لهذا النوع من التلوث، حيث تنتج أكثر من 90٪ من الضوضاء غير المرغوب فيها على مستوى العالم.
يُشار إلى غاز ثاني أكسيد الكربون (بالرغم من أهميته لعمليةالتمثيل الضوئي) بأنه غاز مسبب للتلوث، لأن المستويات المرتفعة من هذا الغاز في الغلاف الجوي تؤثر على مناخ الأرض. يمكن أن يؤدي الاضطراب البيئي أيضًا إلى لفت الانتباه إلى الصلة بين أنواع التلوث المختلفة والتي عادةً ما يتم تصنيفها بشكل منفصل مثل تلوث المياه والهواء. بحثت الدراسات الحديثة في إمكانية تسبب ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي على المدى الطويل في إحداث زيادات طفيفة ولكنها حاسمة فيحموضة مياه المحيطات والتأثيرات المحتملة لذلك على النظم البيئية البحرية.[34]
في فبراير 2007 أكد تقرير صادر عنالهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الذي يمثل دراسات 2500 من العلماء والاقتصاديين وواضعي السياسات من أكثر من 120 دولة أن البشر كانوا السبب الرئيسيللاحتباس الحراري منذ عام 1950. خلص تقرير مناخي كبير بأن البشر كان لديهم طرق لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتجنب عواقب الاحتباس الحراري، ولكن لتغيير المناخ يجب أن يحدث التحول من استخدام الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط في غضون عقود وفقًا للتقرير النهائي من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة.[35]
رسم بياني يظهر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والمتوقعة حسب البلد (اعتبارًا من 2005).
ويقصد به التلوث الذي لا تتعدى آثاره الحيز الإقليمي لمكان مصدره، وينحصر تأثيره في منطقة معينة أو إقليم معين أو مكان محدد، دون أن تمتد آثاره خارج هذا الإطار.
وقد يكون هذا التلوث مصدره فعل الإنسان، كالتلوث الصادر عن المصانع والمناجم التي يقيمها الإنسان، وقد يكون بسبب فعل الطبيعة عندما تثور البراكين، وتهب العواصف، وتصيب عنصراً من عناصر البيئة المحلية بالضرر، دون أن يمتد هذا الأثر لبيئة مجاورة تتبع دولة أو قارة أخرى.
عرفتمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية هذا التلوث بأنه:«أي تلوث عمدي، يكون مصدره أو أصله العضوي، خاضعاً أو موجوداً كلياً أو جزئياً، في منطقة تخضع للاختصاص الوطني لدولة، وتكون له آثاره، في منطقة خاضعة للاختصاص الوطني لدولة أخرى».ويقترب من هذا التعريف، التعريف الذي قالت بهإتفاقية جنيف لعام1979 بشأن التلوث بعيد المدى، حيث عرفت التلوث بأنه:«هو الذي يكون مصدرا طبيعيا موجود كلياً أو جزئياً، في منطقة تخضع للاختصاص الوطني لدولة، والذي يحدث آثاره الضارة في منطقة تخضع للاختصاص الوطني لدولة أخرى، وعلى مسافة يكون معها من غير الممكن عموماً، التمييز بين ما تسهم به المصادر الفردية أو مجموعة مصادر الانبعاث».
فريق من الدفاع المدني في أيطاليا يرتدي ملابس ومعدات وقاية من التلوث الكيميائي.
أن أهم ما يميز التلوث بعيد المدى، أنه ينتقل من الدولة التي يحدث في إقليمها إلى دولة أخرى، دون إمكانية حجبه أو منعه من العبور إلى هذهالدولة المتأثرة. ولهذا النوع من التلوث نوعين:
الأول: التلوث عبر الحدود ذو الاتجاه الواحد، وهو التلوث الذي يجد مصدره في دولة، وينتج آثاره في دولة أخرى أو أكثر.
الثاني: التلوث عبر الحدود ذو الاتجاهين، أوالتبادلي، وهو التلوث الذي يجد مصدره في دولة، وينتج أثاره في دولة أخرى، وتوجد في هذه الدولة مصادر للتلوث تنتج أثارها فيالدولة الأولى.
والتلوث عبر الحدود يمكن أن يحدث بخصوصالبيئةالمائيةوالبيئةالهوائية وهو يثير إشكالات عديدة سواء على مستوى القانون المحلي، أو على مستوى القانون الدولي.ولما كانت البيئة الإنسانية واحدة، والالتزام بحمايتها لا يتجزأ، فقد حرصت الاتفاقيات الدولية على وضع نظام قانوني لمكافحة هذا النوع من التلوث، بما يوجب الالتزام بالتعاون بين الدول، على اعتبار أن البيئة الجوية مثلاً هي من الموارد الطبيعية المشتركة، ومن ثم لا يصلح لأن تكون محلاً للملكية الخاصة من جانب أحد سواء كان دولةً أم فرداً. وأنه على كلدولة واجب مراعاة واحترام المقاييس أو المستويات المقبولة المطبقة دولياً والمتعلقة بحماية الهواء، ولا يخل هذا بالتدابير الأخرى لتحسين النوعية البيئية.[36][37][38]
رؤية عامة عن أهم الاثار الصحية على جسم الإنسان من أهم مصادر التلوث.[39][40][41]
يمكن أن يكون تلوث الهواء قاتلًا للعديد من الكائنات الحية بما في ذلك البشر. يمكن أن يتسبب تلوث الأوزون بأمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية والتهاب الحلق وألم الصدرواحتقان الأنف. يتسبب تلوث المياه حوالي 14,000 حالة وفاة يوميًا، ويرجع ذلك في الغالب إلى مياه الصرف الصحي غير المعالجة التي تلوث مياه الشرب فيالبلدان النامية. تشير التقديرات أن 500 مليون هندي لا يمكنهم الوصول إلى مرحاض مناسب،[42][43] كما أصيب أكثر من عشرة ملايين شخص في الهند بأمراض منقولة بالمياه في عام 2013 وتوفي 1,535 شخصًا معظمهم من الأطفال.[44] هناك ما يقارب من 500 مليون صيني يفتقرون إلى المياه الصالحة للشرب.[45] قدرت دراسة تحليلية في عام 2010 أن ما يقارب 1.2 مليون حالة وفاة مبكرة كل عام في الصين بسبب تلوث الهواء، كما أن مستويات الضباب الدخاني المرتفعة التي تعاني منها الصين منذ فترة طويلة يمكن أن تلحق الضرر بأجساد المدنيين وتسبب أمراضًا مختلفة.[46] قدرتمنظمة الصحة العالمية في عام 2007 أن تلوث الهواء يتسبب في نصف مليون حالة وفاة سنويًا في الهند.[47] ووفقا لإحدى الدراسات في 2019 فقد بلغ عدد الوفيات في الولايات المتحدة في ذلك العام بسبب التلوث ما يقارب 60,200 شخص.[48]
يمكن أن يسببالتسرب النفطي التهيجوالطفح الجلدي. تتسبب المستويات العالية من التلوث الضوضائي فيفقدان السمع وارتفاع ضغط الدم والضغطواضطراب النوم.[49] وجد العلماء علاقة بيناضطرابات النمو لدى الأطفال والأعراض العصبية والتلوث الناتج عنالزئبق. يصاب كبار السن بشكل كبير بالأمراض الناتجة عن تلوث الهواء، وبالنسبة لأولئك الذين يعانون من اضطرابات في القلب أو الرئة فهم معرضون لأخطار إضافية. الأطفال والرضع معرضون أيضًا لخطر شديد. كما ثبت أنالرصاص والمعادن الثقيلة الأخرى تتسبب في مشاكل عصبية.[50] ويمكن أن تسبب المواد الكيميائية والمشعة بالسرطانوالتشوهات الخلقية.[51]
وجدت دراسة أجرتها لجنة لانسيت المعنية بالتلوث والصحة في أكتوبر 2017 أن التلوث العالمي وخاصة الهواء والماء والتربة وأماكن العمل الخطرة تؤدي إلى وفاة تسعة ملايين شخص سنويًا وهو ثلاثة أضعاف عدد الوفيات الناجمة عنالإيدزوالسلوالملاريا مجتمعين، و15 مرة أعلى من الوفيات الناجمة عن الحروب وغيرها من أشكال العنف البشري.[52] وخلصت الدراسة إلى ما يلي: «أن التلوث هو أحد التحديات الوجودية الكبرى في عصرالأنثروبوسين، فالتلوث يهدد استقرار أنظمة الداعمة للأرض ويهدد استمرار بقاء المجتمعات البشرية».[53]
يمكن للأنواعالمجتاحة من الكائنات أن تتفوق على الأنواع المحلية وتقلل منالتنوع الحيوي. يمكن للنباتات المجتاحة أن تساهم فيالتضاد البيوكيميائي الذي قد يغير من خواص التربة والتركيبات الكيميائية للبيئة وغالبًا ما يقلل منالقدرة التنافسية للأنواع المحلية.
يؤدي تساقط المطر إلى إزالةأكاسيد النيتروجين من الهواء وتخصيب الأرض مما قد يغير تكوين الأنواع في النظم البيئية.
يقللالضباب الدخاني والضباب من كمية ضوء الشمس التي تتلقاها النباتات لإجراء عملية التمثيل الضوئي ويؤدي إلى إنتاج غازأوزون التروبوسفير الذي يضر بالنباتات.
يمكن أن تصبح التربة قليلة الخصوبة وغير مناسبة للنباتات، مما يؤثر على الكائنات الحية الأخرى في شبكة الغذاء.
قد يتسببثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين في هطول أمطار حمضية مما يقلل من قيمة الرقم الهيدروجيني للتربة.
يمكن أن يؤدي التلوث العضوي لمجاري المياه إلى استنفاد مستويات الأكسجين وتقليلتنوع الأنواع.
وجدت دراسة نشرت عام 2022 في مجلة العلوم والتكنولوجيا البيئية أن مستويات التلوث الكيميائي البشري قد تجاوزت قدرة كوكب الأرض على تحملها وأصبح التلوث اليوم يهدد الأنظمة البيئية بأكملها حول العالم.[54]
وجدت دراسة أجريت عام 2021 أن التعرض للتلوث يؤدي إلى زيادة جرائم العنف.[55] كما أظهر بحث جديد من كلية الصحة العامة وجامعة ولاية كولورادو أن استنشاق الهواء الملوث حتى ليوم واحد فقط من المحتمل أن يجعل الناس أكثر عدوانية وعنفًا. كما ذكرت الدراسة أن التلوث قد يجعل من النزاعات البسيطة اليومية مثل الجدال مع أحد الجيران محتدمة بسرعة وتؤدي إلى مشاحنات جسدية أكثر خطورة.[56]
أظهرت عدة دراسات أن التلوث له تأثير سلبي على إنتاجية كل من العاملين سواء كانت أعمال داخلية أو خارجية. أظهرت دراسة أخرى لبيان العلاقة السببية بين تلوث الهواء وإنتاجية العمالة أن زيادة 10 وحدات في مؤشر تلوث الهواء أدت إلى انخفاض في إنتاجية العمالة بنسبة 4٪.[58]
لحماية البيئة من الآثار الضارة للتلوث، شرعت العديد من الدول في جميع أنحاء العالم قوانين لتنظيم مختلف أنواع التلوث وكذلك للتخفيف من الآثار الضارة للتلوث.
يستخدم مصطلح (التحكم في التلوث) فيإدارة الموارد البيئية ويعني التحكم في الانبعاثات والنفايات السائلة في الهواء أو الماء أو التربة. بدون التحكم في التلوث فإن النفايات الناتجة عنالاستهلاك المفرط والتدفئة والزراعة والتعدين والتصنيع والنقل والأنشطة البشرية الأخرى سواء كانت تتراكم أو تتحلل ستؤدي إلى تدهور البيئة. في التسلسل الهرمي لضوابط التحكم بالتلوث يعتبر منع التلوث وتقليل النفايات أمرًا مرغوبًا فيه أكثر من التحكم في التلوث. في مجال تطوير الأراضي تعتبرالتنمية منخفضة الأثر تقنية مماثلة لمنعالجريان السطحي في المناطق الحضرية.
صورة لأحد الأحياء السكنية في الهند ويظهر فيها تلوث شديد ومياه عادمة متسربة بالقرب من منازل السكان
تتسبب حرائق الغابات في وفاة 33,510 شخص سنويًا إما بسبب الحريق نفسه أو بسبب التلوث الناتج عنه.
طائرة تقوم برش جوي للمبيدات الحشرية على أحد الحقول الزراعية. تعتبر المبيدات الحشرية أحد أشكال التلوث الكيميائي
بحسب إحصائيات عام 2021، فقد حلتبنغلادش في قائمة أكثر الدول تلوثًا في العالم، تليهاتشادوباكستانوطاجيكستانوالهند على التوالي،[59] أما في قائمة أكثر المدن تلوثا في العالم فقد كان للمدن الهندية النصيب الأكبر (14 مدينة من أصل 20).[60] بالنسبة للوطن العربي فقد حلتعُمان في المرتبة الأولى كأكثر الدول العربية تلوثًا (6 عالميًا) تليهاالبحرين (8 عالميًا)والعراق (9 عالميًا)والسودان (11 عالميًا)وقطر (13 عالميًا)والإمارات العربية المتحدة (15 عالميًا)والسعودية (21 عالميًا)، أما أقل دولة عربية تلوثا فهيالجزائر (47 عالميًا) وأقل منطقة تلوثًا في العالم ككل هيكاليدونيا الجديدة.[59]
فيما يلي قائمة بأكثر عشرين مدينة في العالم تلوثًا بالهواء لعام 2021:
لطالما كان تلوث الهواء مرتبطًا الحضارات. بدأ التلوث من عصور ما قبل التاريخ عندما خلق الإنسان الحرائق الأولى. وفقًا لمقال نُشر عام 1983 في مجلة Science ، فإن «السخام» الذي عثر عليه على سقوف كهوف ما قبل التاريخ يقدم دليلاً وافياً على المستويات العالية من التلوث المرتبطة بعدم كفاية تهوية الحرائق المكشوفة.[61]
يبدو أن صناعة تشكيل المعادن كانت نقطة التحول الرئيسية في خلق مستويات كبيرة من تلوث الهواء. ووفقا للعينات التي أخذت من في الأنهار الجليدية في جرينلاند فقد عثر على أدلة تثبت وجود علاقة بين زيادات التلوث وتشكيل المعادن في الحضارة اليونانية والرومانية والصينية.[62]
منذالعصر الحجري القديم كان للجنس البشري بعض التأثيرات على البيئة، فمحاولةالإنسان لإشعالالنار كانت تترك أثاراً سيئة عليها، كما أدت صناعة الأدوات فيالعصر الحديدي عن طريق شحذ المعادن إلى رقائق صغيرة ومحاولة إخراج الخبث منها لتشكيلها إلى صور يمكن استخدامها في الحياة اليومية إلى تراكمات طفيفة من المواد الملوثة للبيئة.
تسبب حرق الفحم والخشب ووجود العديد من الخيول في مناطق مركزة من المدن في جعلها المصدر الرئيسي للتلوث. حظر الملكإدوارد الأول ملك إنجلترا حرق الفحم البحري بإعلان صدر في لندن عام 1272 بعد أن أصبح الدخان يسبب مشكلة،[63][64]
سجلت لندن أيضًا واحدة من أوائل الحالات الخطرة لمشاكل جودة المياه عندما انبعثت رائحة كريهة مننهر التمز عام 1858، مما أدى إلى إنشاء نظام للصرف الصحي في لندن بعد ذلك بوقت قصير، تفاقمت مشاكل التلوث حين فاق النمو السكاني قدرة الأحياء على التعامل مع مشاكل النفايات وبدأ المصلحون في المطالبة بإنشاء أنظمة للصرف الصحي والمياه النظيفة.[65]
في عام 1870 كانت الظروف الصحية فيبرلين من بين الأسوأ في أوروبا. أشارأوجست بيبل إلى الظروف التي سبقت إنشاء نظام صرف صحي حديث في أواخر سبعينيات القرن التاسع عشر قائلًا:[66] «تراكمت المياه العادمة من المنازل في المزاريب الممتدة على طول الحواجز وانبعثت منها رائحة كريهة حقًا. لم يكن هناك مراحيض عامة في الشوارع والساحات. كان الزوار وغالبًا من النساء يشعرون باليأس عندما يضطرون للبحث عن مرحاض، المرافق الصحية في المباني العامة كانت بدائية بشكل صادم .... لم تخرج برلين كمدينة من البربرية إلى الحضارة إلا بعد عام 1870.»
بحلول أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، بدأ استخدام الفحم على نطاق واسع خلالالثورة الصناعية. نجم عن استخدام الفحم الضباب الدخانيوالسناج الذي تسبب بآثار صحية خطيرة على سكان المراكز الحضرية المتنامية. فيالضباب الدخاني العظيم عام 1952 قتلت الملوثات من المصانع والمدافئ المنزلية ما لا يقل عن 4000 شخص في لندن على مدار عدة أيام. قبل بضع سنوات في عام 1948 تسبب تلوث الهواء الشديد في حدوث ضباب دخاني مميت أدى إلى اختناق 20 شخصًا في دونورا بولايةبنسلفانيا وإصابة 7000 شخص بأمراض. كان المطر الحمضي الذي اكتشف لأول مرة في خمسينيات القرن التاسع عشر مشكلة أخرى ناتجة عن المحطات العاملة بالفحم. أثر إطلاق مركبات الكبريت والنيتروجين التي ينتجها الإنسان في الغلاف الجوي سلبًا على النباتات والأسماك والتربة والغابات وبعض مواد البناء.[67]
أصبح التلوث قضية شعبية بعدالحرب العالمية الثانية، واستخدامالأسلحة النووية فيها، مما أدى إلى ظهور الكثير منالقوانينوالمعاهدات التي تدعو لمكافحة التلوث، إلاّ أنّ أغلب الدول التي وقعت على المعاهدات لم تلتزم بالقوانين وأستمرت في النشاط البيئي الملوث والعديد من الأفراد لم يتم توعيتهم بشكل كاف حول موضوع التلوث البيئي في العالم.
^ماهر أبو المعاطى علي،صلاح الدين شبل دياب:صحه المجتمع معالجه عمليه من المنظور الطبي والإجتماعى(مكتبه االزهراء بالرياض 2012، طبع _نشر_توزيع نور الإيمان)ص127.
^ماهر أبو المعاطى علي،صلاح الدين شبل دياب:صحه المجتمع معالجه عمليه من المنظور الطبي والإجتماعى(مكتبه االزهراء بالرياض 2012، طبع _نشر_توزيع نور الإيمان)ص 125.
^megan.watson (29 Jan 2017)."Reports".Australia State of the Environment Report (بالإنجليزية). Archived fromthe original on 2022-03-28. Retrieved2022-04-04.
^"Pollution".web.archive.org. 11 أبريل 2007. مؤرشف منالأصل في 2007-04-11. اطلع عليه بتاريخ2022-04-04.
^عبدالله رمضان الكندري، التلوث الهوائي والأبعاد البيئية والاقتصادية، مجلة العربي، العدد405، 1992، الكويت، ص91 ومابعدها.
^Van Lier (IH): Acid rain and international law, The Netherlans, sjithhoff&Noordhof, 1981,P.5
^.أحمد عبد الكريم سلامة، السياحة وقانون البيئة.. تفعيل وتناغم أم تعطيل وتصادم.. مجلة حقوق حلون للدراسات القانونية والاقتصادية، العدد الخامس، 2001، ص15.
^Society, National Geographic (16 Jul 2019)."Noise Pollution".National Geographic Society (بالإنجليزية). Archived fromthe original on 2022-04-08. Retrieved2022-04-05.
الممتاز—يدير المواقع الممتازة والمواقع الملوثة منها (CERCLA).
وكالة المواد السامة وسجل الأمراض—الأكثر الـعشرين مصدر للملوثات، وكيفية تأثيرها في الناس، ماذا تستخدم الصناعات في الولايات المتحدة والمنتجات التي وجدت فيها.