كانت تركمانستان على مُفترق طرق الحضارات لعدة قرون، وكانتمرو هي واحدة من أقدم مدن آسيا الوسطى، وكانت ذات يوم أكبر مدينة في العالم.[11] فيالعصور الوسطى، كانت مرو واحدة من أعظم مدن العالم الإسلامي ومحطة مهمة علىطريق الحرير. بعد ضمها من قبلالإمبراطورية الروسية في عام1881، احتلت تركمانستان مكانةً بارزة في الحركة المناهضةللبلشفية في آسيا الوسطى. في عام1925، كانت تركمانستان إحدى الجمهوريات التابعةللاتحاد السوفيتي، وكانت تعرف باسمالجمهورية التركمانية الاشتراكية السوفيتية، وفي عام1991تفكك الاتحاد السوفيتي، فأصبحت تركمانستان دولة مستقلة.[12] تُغطي الأراضي التركمانية مساحة 488,100 كم²، ويبلغ معدل نموالناتج المحلي الإجمالي 6.1 ٪ في تركمانستان في لعام2009، ليحل هذا المعدل في المرتبة السادسة عشرة في العالم، ولكن هذه الأرقام قابلة للهوامش واسعة من الخطأ.
يمكن تقسيم اسم تركمانستان، إلى مكونين: الاسم العرقي للتركمان واللاحقة الفارسية - ستان، وتعني «مكان» أو «بلد». اقترح المؤرخون المسلمون مثلابن كثير أن أصل اسم تركمانستان جاء من كلمتي ترك وإيمان في إشارة إلى اعتناق مائتي ألف أسرة للإسلام في عام 971.[14]
سكنهاالهنود الإيرانيون تاريخيًا، يبدأ التاريخ المكتوب لتركمانستان بضمها من قبلالإمبراطورية الأخمينية لإيران القديمة. في وقت لاحق، في القرن الثامن الميلادي، انتقلت قبائلالأوغوز الناطقة بالتركية منمنغوليا إلى آسيا الوسطى الحالية. وهي جزءاً من اتحاد قبائل تركية قوية، شكّل الأوغوز الأساس العرقي للسكان التركمان الحديثين.[15] في القرن العاشر، تم تطبيق الاسم «التركمان» لأول مرة على مجموعات الأوغوز التي قبلتالإسلام وبدأت في احتلال تركمانستان الحالية.[15] هناك كانوا تحت سيطرةالإمبراطورية السلجوقية، التي كانت تتألف من مجموعات الأوغوز التي تعيش في إيران وتركمانستان الحالية.[15] لعبت مجموعات الأوغوز في خدمة الإمبراطورية دورًا مهمًا في انتشارالثقافة التركية عندما هاجروا غربًا إلىأذربيجان الحالية وشرقتركيا.[15]
تركمانستان كانت تابعةلإمبراطورية جنكيز خان في القرن 13، وفي القرن 14 دخلت بيدالتيموريين وفي القرن 15 جرت حرب طاحنة بين خان بخارى وخان هيفا اما جنوب تركمانستان كان بيدالصفويين الإيرانيين وفي عام 1740 كان قسم الأكبر من تركمانستان بيد الإيرانيين في زمنالشاه نادر، وفي القرن 18 بقيت تحت سيطرة هيفا وبخارى وفي عام 1881 دخلت تركمنستان تحت سيطرةالإمبراطورية الروسية وبعدالثورة البلشفية عام 1917 أخذت استقلالها من المحتلين وفي 30 إبريل 1918 منح لتركمنستان حكم ذاتي ضمنالاتحاد السوفيتي السابق وفي عام 1924 أصبحت إحدى الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية، وبعد انهيار السوفييت حصلت على استقلالها في27 أكتوبر1991.
تقع تركمانستان فيآسيا الوسطى وابلغ مساحتها 488,100 كم 2 (188,500 ميل مربع)، تقع بين خطي العرض 35 درجة و 43 درجة شمالاً وخطي الطول 52 درجة و 67 درجة شرقًا، يغطيصحراء كاراكوم أكثر من 80٪ من البلاد. يهيمن منخفض توران وصحراء كاراكوم على وسط البلاد. يحد تركمانستان طبوغرافيًاهضبة أوستيورت من الشمال وسلسلة جبال كوبيت داغ من الجنوب وهضبة باروباميز وسلسلة جبال كويتنداغ من الشرق ووادي آمو دارياوبحر قزوين من الغرب.[16] تضم تركمانستان ثلاث مناطق تكتونية وهي منطقة منصة إبيجرسين ومنطقة الانكماش الألبي ومنطقة تكون جبال إبيبلاتفورم.[16] تُعدّ المنطقة التكتونية الجبلية مركز الزلازل في تركمانستان. وقد شهدت سلسلة جبال كوبيت داغ زلازل قوية في أعوام 1869، و1893، و1895، و1929، و1948، و1994. وقد دُمّرت مدينة عشق آباد والقرى المحيطة بها بشكل كبير جراء زلزال عام 1948.[16]
تتكون الأراضي التركمانية منهضبة تبدأ من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي حيث تنحدر إلىصحراء قره قوم (أي الرمال السوداء) وهي سهل رملي فسيح تغطية الكثبان الرملية. وتمتد في القسم الشمالي من السفوح الغربية لجبال (كوجي داغ) حيث حدودها مع إيران. وتمثل السلاسل الجبلية الوحيدة بها ولوجود عدد من الأنهار بمنطقة تركمانيا أثره في تخفيف حدة الجفاف. فيجري بها قسم من نهرجيحون (أموداريا) وتصلها بعض الأنهار المنحدرة في أفغانستان وإيران مثل نهر هري ونهرمرغاب -وتقع علية مدينةمرو ذات الشهرة في التاريخ الإسلامي- ومن إيران نهر هاري رود، كما تتواجد بقعةباب جهنم وهي تسمية تطلق على حفرة تستعر بالنيران بدون توقف منذ عام 1971 في قرية ديرويز التي تبعد 250 كم من العاصمة التركمنستانيةعشق آباد.
مناخ تركمانستان صحراوي متطرف بارد في الشتاء تصل درجة الحرارة أحياناً إلى ما دون الصفر، حار في الصيف. غير أن الجهات المرتفعة تعتدل حرارتها صيفاً. وتسقط عليها أمطار قلية ولكنها أفضل من القسم الصحراوي في وسط البلاد وشماله.
معظم الأرض صحراء منبسطة. وتتمد صحراء كارا كوم في المنطقة الوسطى، كما تمتد سلسلة جبال كوبيتداج بطول الحدود الجنوبية مع إيران. ويبلغ ارتفاع أعلى قمة 3,139 مترا، وتعتبر منطقة جبال كوبيتداج من المناطق المنكوبة بالزلازل.
الأقليات الأخرى تشملالبهائيين، ووجود البهائية في تركمانستان قديم، فقد دخلت البهائية منذ أن نشأت فيإيران.والشيعة الإثني عشرية غالبيتهم من الأقلية الآذرية التي تعيش في تركمانستان، ومن رجالهممرتضى كراروف الذي كان وزيرا للداخلية بين عامي1994-1996، وأكبر سبطييف الذي كان أحد مستشاري الرئيس السابقصابر مراد نيازوف.[19][20]
لا يزال يعتمد الاقتصاد التركماني على التخطيط المركزي وتحكم الدولة. وتمثل صناعة النفط والغاز الطبيعي والحديد والنسيج أهم الصناعات في البلاد. الناتج المحلي الإجمالي (تقديرات 2006) بلغ 45.11 مليار دولار، وبلغت نسبة نموه السنوي 13%. أما التضخم (تقديرات 2006) فيبلغ 11%. تبلغ القوة العاملة في البلاد حوالي 2.32 مليون تقديرات (2004)، وأدت سياسة تقليل العمالة الحكومية التي بدأت عام 2003 إلى زيادة معدلات البطالة إلى أن بلغت 60% من مجموع القوى العاملة.
تركمانستان مكتفية ذاتيا من النفط والغاز رغم البنية التحتية القديمة وقلة الصيانة. ويبلغ إجمالي إنتاج الكهرباء عام 2004 نحو 11.41 مليار كيلو واط ساعي صدر منها 1.136 مليار كيلوواط ساعي إلى الخارج. 99.9% من توليد الطاقة الكهربائية يأتي من محطات تستخدمالوقود الأحفوري (النفط والغاز) في حين 0.1% من إجمالي الإنتاج الكهربائي يأتي من الطاقةالهيدروليكية.
تمتلك تركمانستان ثالث أكبر احتياطي للغاز الطبيعي بالعالم حيث يقدر احتياطي الغاز عام 2004 بنحو 23 ترليون متر مكعب. وتصدر تركمانستان الغاز إلىروسياوإيرانوالصين.
تمثل 24.4% من إجمالي الدخل المحلي، والقطن من أهم المحاصيل. كما تضاعفت المساحات المزروعة بالحبوب والقمح بصفة أساسية إلى ثلاثة أضعاف بعد الحقبة السوفيتية. ومع ذلك فإن معظم الأراضي الزراعية رديئة الجودة وتحتاج إلى ري، ولم تلب بنية الري التحتية وسياسات استغلال الأرض هذه الحاجة.
تمثل 33.9% من إجمالي الدخل المحلي، وأهم الصناعات معالجة الوقود والنسيج المعتمد على القطن والأغذية والآلات وتشكيل المعادن. وقد أدى اكتمال مصنع للحديد والصلب -مولته تركيا- إلى زيادة إنتاج الصلب الخام.
تمثل 41.7% من إجمالي الدخل المحلي، ويخضع النظام المالي لسيطرة الدولة الكاملة. ويضم قطاع البنوك 12 بنكا وطنيا يشرف عليها البنك المركزي. وتحتكر شركة تأمين وحيدة تديرها الدولة معظم قطاع التأمين.
معظم العلاقات الاقتصادية الخارجية بين تركمانستان والعالم الخارجي متعلقة بالنفط والغاز الطبيعي والقطن والمنسوجات. وتعتبر الولايات المتحدة أهم شريك في هذا المجال، تليها روسيا والصين واليابان.
نشاط السكان ينصب على الزراعة والرعي وتقوم الزراعة على مشروعات الري. ويصل مجموع الأراضي الزراعية ستمائة ألف هكتار تزرع على العديد من القنوات والعاملون في الزراعة قرابة ثلث مليون. وأهم المحاصيل الحبوبوالقطن. وتشكل الأغنام أهم حيوانات الثروة الرعوية. ويستخرج البترول قرببحر قزوين. والإنتاج السنوي يفوق ستة عشر مليون طنً. من الغاز الطبيعي كميات تصل إلى ثلاثة ملايين.
أبلغت تركمانستان عن وصول 14,438 سائحًا أجنبيًا في عام 2019.[21] ولم تشهد السياحة الدولية لتركمانستان نموًا كبيرًا على الرغم من إنشاء منطقة أوازا السياحية على بحر قزوين.[22] يجب على كل مسافر الحصول على تأشيرة قبل دخول تركمانستان (انظر سياسة التأشيرات في تركمانستان). للحصول على تأشيرة سياحة، يحتاج مواطنو معظم البلدان إلى دعم التأشيرة من وكالة سفر محلية. للسياح الذين يزورون تركمانستان، توجد جولات منظمة توفر زيارات إلى المواقع التاريخية في وبالقرب منهاداشوغوز،وكهنه غرغانج،ونسا،ومرو،وماري، بالإضافة إلى جولات شاطئية إلى أفازا والجولات الطبية والعطلات في المصحة في مولاغارا، بيرمالي وسيليسو وأرشمان.[23][24]
في يناير / كانون الثاني 2022، أمر الرئيسقربانقولي بيردي محمدوف بإطفاء الحريق الذي اندلع في فوهة الغاز في دارفازا، والمعروفة بشكل غير رسمي باسم «بوابة الجحيم» في البلاد، وواحدة من أشهر مناطق الجذب السياحي في تركمانستان.[25] يعتقد الكثيرون أن الحفرة تشكلت عندما فشلت عملية حفر سوفييتية في عام 1971، لكن المستكشف الكندي جورج كورونيس فحصها في عام 2013 واكتشف أن لا أحد يعرف بالفعل كيف بدأت.[26]
تخضع تركمانستان لدستور دخل حيز التنفيذ في 18 مايو 1992، وقد اعتمدتالأمم المتحدة إعلان الحياد الدائم للبلاد في عام 1995. وهي عضو فعلي فيرابطة الدول المستقلة منذ عام 2006.
رغم التحول إلى نظام ديمقراطي متعدد الأحزاب في البلاد، لا تزالحكومة الحزب الواحد بحكم الأمر الواقع قائمة. الأحزاب الحالية في البلاد هي الحزب الديمقراطي (الحكومة الحالية)، وحزب سيناغاتشيلار وتيليتشيلر (الصناعيون ورجال الأعمال)، وحزب الزراعة. ويستمر احتكار الدولة في العديد من المجالات، وخاصةً في مجال الاتصالات.
الرئيس الحالي هو بيردوف محمدوف وقد تم انتخابه بعد وفاة الرئيسصابر مراد نيازوف (والذي كان يسمى أيضاًتركمانباشي أي أب التركمان). وقد عرف التركمانباشي بحكمه المستبد[بحاجة لمصدر]، وقد عين نفسه رئيسا ً مدى الحياة، وقد توفي في21 ديسمبر2006. في11 فبراير2007 جرت انتخابات فاز فيها محمدوف بأغلبية 89% وقد أدى القسم رئيساً للبلاد في14 فبراير2007.
القوات المسلحة التركمانية (بالتركمانية:Türkmenistanyň Ýaragly Güýçleri) والمعروفة بشكل غير رسمي باسمالجيش الوطني التركماني (بالتركمانية:Türkmenistanyň Milli goşun)، هي الجيش الوطني لتركمانستان. تتكون من القوات البرية، والقوات الجوية، وقوات الدفاع الجوي، والبحرية، وتشكيلات مستقلة أخرى (مثل قوات الحدود، والقوات الداخلية، والحرس الوطني)، ويبلغ تعداد أفراد الجيش التركماني نحو 36,500 فردًا نشط و108000 فرد إحتياط.[29]
الجمعية (بالتركمانية:Mejlis) هي منذ يناير 2023 الهيئة التشريعية أحادية المجلس في تركمانستان.[30][31] بين مارس 2021 و21 يناير 2023 كانت المجلس الأدنى للمجلس الوطني ثنائي المجلس المنحل الآن في تركمانستان (بالتركمانية:Milli Geňeş). يبلغ عدد أعضائها 125 عضوًا،[32] يتم انتخابهم لمدة خمس سنوات في دوائر انتخابية ذات مقعد واحد.
مجلس الشعب التركماني ((بالتركمانية:Halk Maslahaty)؛ "مجلس الشعب") هو "الهيئة التمثيلية" المستقلة في تركمانستان التي تمارس السلطة الدستورية العليا. ويشمل في عضويته، ولكنه لا يُعتبر جزءًا من، الهيئة التشريعية. ومن بين أمور أخرى، يتمتع بسلطة تعديل الدستور. ويُعيّن رئيسه من قبل الرئيس ويُسمى "الزعيم الوطني".[30][31][33] أشارت وسائل الإعلام الحكومية إلى مجلس الشعب باعتباره "الجهاز الأعلى للسلطة الحكومية"[34] من عام 2018 إلى عام 2023، كان الغرفة العليا للمجلس الوطني لتركمانستان.
وقد رفض البرلمان التركماني اقتراح تركمانباشي بتسمية الشهر الرابع «شهر الأم» وبدلاً من ذلك قرروا تسميته «شهر سلطانة» على اسم والدة تركمانباشي.واشنطون بوست عن تركمانباشي وروح نامة[وصلة مكسورة]
عبد الرحمن الخازني المكنى بأبي الفتح؛ هو العالم المسلم الفيزيائي والأحيائي والكيميائي والرياضي والفيلسوف الذي تأثر بالفلسفة الإغريقية البيزنطية؛ عاش بصحة وبنية قويتين ما بين عامي 1115 و 1155م.[36][36]
^ابجد"Country Profile: Turkmenistan"(PDF). Library of Congress Federal Research Division. فبراير 2007. مؤرشف منالأصل(PDF) في 2015-05-05. اطلع عليه بتاريخ2013-11-25.