
تدمير البيئات أو المَواطن أو المساكن الطبيعية هو عملية تخريبالبيئة الطبيعية بحيث تصبح غير قادرة على احتواءالمخلوقات الحية التي كانت تقطنها في السابق. ومن خلال هذه العملية تنزح أو تموت جميع المخلوقات التي كانت تعيش في الموطن الطبيعيّ بالأصل، مما يُقلل منالتنوع الحيوي للمنطقة.[1] غالباً ما يَكون الغرض من التدمير البشري للمواطن الطبيعية هو الحصول علىالموارد الطبيعية لإنتاج الصناعات أو توفير المناطقللتمدن، وإخلاء المناطق من العوائق الطبيعيةللزراعة هو أيضاً مُسبب أساسي لتدمير المواطن الطبيعية. ومن ضمن المُسببات الأخرى لهذه الظاهرةالتنقيبوقطع الأشجاروبقايا الشباكوتوسع المدن. ويُعتبر تدمير المواطن الطبيعية اليوم المُسبب الرئيسيّ والأهم لانقراضالأنواع الحية حول العالم.[2] لكن تدمير المواطن هو أيضاً تغير بيئيّ طبيعي يُمكن أن يُسببهتشظي الموطن أو ظاهرة جيولوجية أوتغير مناخي،[1] أو في حال تدخل البشر يُمكن أن يُسببه استقدامنوع مجتاح إلى البيئة أو استنزاف أغذية النظام البيئيّ أو نشاط بشريّ آخر.
تدمير المَواطن الطبيعيَّة هوَ من أكبر الكوارث التي تواجه بيئة الأرض حالياً، إذ أن هذه الظاهرة تسبَّبت خلال القرن الآخر بتدمير ما يَزيد عن 50% من غابات العالم، وأكثر من 20% من شعابها المرجانيَّة، وتشير القياسات الدقيقة التي أجريت في غرب القارة القطبية الجنوبية أنها فقدت نحو 230 مليار طن من الجليد سنوياً بين عامي 2009 و 2012، كما ورد في تقارير “NBC”.كما يُمثل تدمير الموطن أكبر تهديد للأنواع الحيَّة على الكوكب، حيث يُعتقد أنه السبب الرئيسي وراءَ انقراض ما يُقدر بأكثر من 500 نوع من الكائنات الحية كل يوم، ولو أن مُعظم هذه المخلوقات تنقرض قبل أن تُكتشف من الأساس.

الغابات هامة جداً بالنسبة للبيئة، لأنها تحوي أغلبية الأنواع الحية على الأرض وتملك أعلىتنوع حيوي على الكوكب من بين كافة البيئات الطبيعية الأخرى،[3] كما أنها مُفيدة لتحويلها غازثاني أكسيد الكربون الضارّ إلىالأكسجين، فضلاً عن احتوائها على مُختلف أصناف الغذاء الهامة للطبيعة.[4] كانت تغطي الغابات في الأصل 30% منمساحة اليابسة على سطحكوكب الأرض،[5] وكان يَقطنها من 40% إلى 70% من كافة المخلوقات الحية على الأرض حسب أفضل التقديرات العلميّة.[3]
لكن هذه الغابات الجوهريّة لوُجود الحياة على الكوكبتُقطع حالياً بسرعة كبيرة لأغراض مُختلفة، منها تفريغ مساحات لإتاحة توسع المُدن أو زرع العُشب لتقتات عليهالماشية، أما الأشجار المَقطوعة فهي تُباع لكي تصنع منهاأوراق للكتابة والطباعة أو أثاث منزليّ متنوع.[4] وفي الوقت الحاضر وَصَلت مُعدلات قطع الأشجار إلى أرقام عالية جداً معالتضخم السكاني حول العالم، فالأشجار تقطع الآن بمُعدلهكتار في كل ثانية، مما يَعني أن غابة مساحتها تعادل مساحة مدينةطوكيو اليابانية تقطع كل يوم (250 كم2 تقريباً)، وهذا يُساوي مساحة 320,000 كم2 في العام، وهي مساحة تتجاوز مساحة دولةبولندا الأوروبية.
حتى الآن، تضرَّرت 70% من غابات قارةأوروبا الصنوبرية نتيجة للقطع والتدمير المُستمرَّين، وفي بعض الدول مثلساحل العاج في أفريقياوتايلاند في آسيا وصلت الغابات المَقطوعة إلى نسبة 80%.[4][5] وفي دولةإندونيسيا الواقعة جنوب شرق آسيا تقطع الأشجار والغابات بمُعدل 200,000هكتار في العام، مما بدأ يَقضي على التربة هناك ويُفقدها خصوبتها،[6] وقد كانت تصنف جزيرةسومطرة الإندونيسية في الماضي على أنها واحدة من أغنى وأثمن مناطق العالم بالغابات المدارية الطبيعية، أما الآن فيُقدر أن سومطرة فقدت من 60% إلى 80% من غاباتها الأصلية خلال آخر 100 عام،[7][8] وما زال القطع مُستمراً.[9] كما كانت الغابات المَطيرة تُغطي ثلاثة أرباع أراضي جزيرة إندونيسيا الضخمة الأخرىبورنيو، لكن بسبب قطع الأشجار لأغراض مُختلفة فقد تضاءلت غاباتها بُسرعة، حيث سُجل بين عامي 2000 و2005 أن 4% تقريباً من غابات الجزيرة قد قطعت خلال هذه الأعوام الخمسة فقط، ويُقدر أن نسبة الغابات فيها تناقصت من 75% تقريباً إلى 50% فقط بين عامي 1985 و2005، ويُتنبأ بأن تصل نسبة غاباتها إلى أقل من 35% من مساحة الجزيرة الكلية بحلول عام 2020 إذا ما استمر القطع على هذا المُعدل.[10]

أما في قارةأمريكا الشمالية فقد بقيَ الآن ما يَقل عن شجرة واحدة من بين كل 20 شجرة كانت موجودة بالأصل في أنحاء القارة. وفوق هذا، فحوالي 25% - أي رُبع هذه الأشجار التي تقطع في أمريكا الشمالية - تُبقى على الأرض في مكانها حتى تتعفن وتصبح غير قابلة للاستخدام دون الانتفاع بها في شيء أو نقلها للاستفادة منها. وفيأوروبا اختفت أكثر من نصف غاباتبريطانيا خلال آخر نصف قرن فقط، فضلاً عن أن العديد من غابات القارة فقدت جزءاً كبيراً منتنوعها الحيوي. أما بالمُجمل، فيُعتقد أن 50% من غابات العالم جمعاء دمرت أثناء الفترة المُمتدة بين عامي 1950 و2000 فقط،[11] ويُتوقع مع هذا المُعدل الهائل أن معظم الغابات المطيرة حول العالم ستكون قد دُمرت وخربت بحلول عام 2050م.[5] ولقطع الأشجار وتدمير الغابات هذين تهديدات بالنسبة للمُجتمعات البشرية أيضاً، مما يُمكن أن يُسبب أضراراً جسيمة. فاختفاء الأشجار يُخل بالتوازن الطبيعيّ في البيئات المحلية، ومن ذلك جرف السيول التي تضرب الغابات عديمة الأشجار للتربة السطحية الخصبة التي تحتويالمواد العضوية، مما يَجعل الزراعة مُتعذرة في أرض الغابة الخصبة السابقة، كما أنه يُمكن لهذا أن يَتسبب بانزلاقات أرضية في حال كانت الأرض مُنحدرة أو أن يُسببفيضانات ضخمة مثل فيضاناتبنغلادش عام 1988.[8]
يُشكل اختفاء الغابات المُستمر من حول العالم تهديداً أيضاًللمناخ العالميّ، وذلك لعدة عوامل. إذ أن للغابات المَطيرة دوراً جوهرياً في تكوينالسحب، فعند هطولالأمطار على غابة مَطيرة تتكون سحب جديدة، أما عندما تقطع أعداد ومساحات ضخمة من الأشجار فالسحب لا تتكون والأمطار لا تهطل وتصبح الأراضيأجف أكثر وأكثر.[4] أما المُشكلة المناخية الأكبر لهذه الغابات فهي تأثيرها علىالاحتباس الحراري.[9] فقطع الأشجار والغابات يُخلبدورة الكربون الطبيعية، حيث أن الأشجار تختزن بشكل طبيعيّ داخلها كميات من عنصرالكربون تمتصها من الجو، وعندما تحرق الشجرة أو تتحلل بعد قطعها تتحرر هذه الكميات منها[8] وتنبعث إلى الجوّ المُحيط بها على شكل غازثاني أكسيد الكربون،[4] وهذا فضلاً عن أن الطبقات السفلية من الغابات تختزن داخلها كميات من الكربون تتحرر عند زوال الغابات مما يُطلق ملايين الأطنان من الكربون إلى الجو،[12] ولذا فإن قطع أشجار أكثر ممايُزرع من شأنه أن يَزيد من نسبة الكربون في الجو ويَزيد من تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.[13]

الجزر حول العالم هي بيئات مَعزولة، لذا فقد نمت فيها العديد من أشكال الحياة المُتميزة التي لا توجد في أماكن أخرى في العالم. لكن استعمار الإنسان الحديث لهذه الجزر أصبح يُهدد وُجود حيواناتها الفريدة بعدة أشكال، ففتح الجزر للأغراض السياحية أو تحويلها إلىقواعد عسكرية يُمكنه أن يُدمر بيئاتها الطبيعية بشكل كبير أويُلوثها ويَقضي بذلك على أشكال الحياة فيها. وفضلاً عن هذا فلم تسلم الجزر النائية من أعمال الزراعة وقطع الأشجار وتدمير البيئات الطبيعية، فقد خسرت بعض الجزر مثلجزيرة إيستر كامل غاباتها التي قطعها السكان ليَجدوا أماكن للزراعة،[14] ومع الوقت جرفتالرياح التربة الخصبة التي كانت تحت أراضي الغابات وأصبحت أرض الجزيرة مُقفرة وغير صالحة للزراعة. كما أنالتجارب النووية كان لها هي الأخرى دور هائل في تدمير الحياة على الجزر، خاصة مع القوة التدميرية الهائلة لهذه الأسلحة التي يُمكنها إبادة كافة أشكال الحياة ضمن نطاق معين، وقد دمرت هذه التجارب سابقًا العديد من الجزر وبيئاتها الطبيعية بلغ عددها أكثر من 6 جزر.[14]
أما فيجزر الغالاباغوس فقد شهدت المنطقة دمارًا كبيرًا في البيئة الطبيعية بسبب التلوث الضخم الذي يُسببه توافدالسياح المُستمر إلى الجزر، خاصة مع تزايد أعدادهم الكبير عاماً بعد عام (والذي شهد تزايدًا بمقدار أكثر من 15 ضعفًا خلال العقد الأخير)، فبما أن هذه الجزر لا تملك أنظمةصرف صحي مناسبة لنقلالنفايات والمخلفات، فهي تقوم بإلقاء كل نفاياتها مباشرة في عرضالبحر، وكان لهذا أثره البالغ على البيئة المُحيطة بالجزيرة. واليوم تعانيالشعاب المرجانية المتنوعة المُحيطة بهذه الجزر من الكثير من الملوثات التي أصبحت تهدد وُجودها.[15][16]
إنالشعاب المرجانية هي وَاحدة من أغنى البيئات الطبيعيةبالتنوع الحيوي في العالم، فهي تحوي عشرات الآلاف من أنواع الحيوانات البحرية المُختلفة. تغطي الشعاب المرجانية حول العالم مساحة 617,000 كم2 من المُحيطات، وتُؤوي 10,000 نوع من الأسماك وَحدها[8] (أي ما يُعادل ثلث إجماليّ أنواع الأسماك)،[17] وفضلاً عن هذا فيُقدر أن إجماليَّ العدد الذي تحويه من المخلوقات البحرية يَبلغ حوالي 500,000نوع، مع أن 10% فقط من كافة هذه الأنواع دُرست وسُجلت حتى الآن.
تواجهالشعاب المرجانية اليوم خطراً كبيراً لعدة أسباب بما في ذلكتبييض المرجان والاحتباس الحراري،[8] الذين أصبحا يُهددان جدياً وُجود المرجان حول العالم. فيُعتقد مع المُعدل الحالي أن يَختفي نصف مرجان العالم خلال السنوات الـ40 القادمة فقط، إلا في حال اتخذت إجراءات صارمة لإنقاذه من تغير المناخ. ومنذ الآن، يُقدر أن حوالي 20% من مرجان العالم أجمع قد دُمر بالفعل[18] (أو بدقة أكبر ما يَتراوح من 10% إلى 27%). وحسب بعض التقديرات فقد كان يُعتقد أن النسبة سترتفع إلى 40% بحلول عام 2010. وخلال العقد الأول فقط منالقرن الواحد والعشرين خسرت ولايةفلوريدا الأمريكية 38% من مرجانها،[19] بينما بيَّنت دراسات واسعة شملتالمحيط الهندي وجنوبيالمحيط الهادئ أن 30% من مرجان هذه المنطقة قد تضرَّرَ وأن العديد من المُستعمرات المرجانية التي يَبلغ عُمرها أكثر من 1,000 عام قد هلكت.[8]

بينت دراسة أخرى قامت بمسح واسع لـ704 أنواع من المرجان أن 33% منها تواجه خطرالانقراض، وأن أعداد المرجان حول العالم آخذة بالتناقص بسرعة وربما تواجه الكثير منها خطر الانقراض الحقيقي خلال 30 عاماً فقط. وقد بينت الدراسة أيضاً أن أعداد المرجان انخفضت خلال العقود الأخيرة القليلة من مليار إلى 300 مليون تقريباً فقط، مما يُوضح الخطر التي أصبحت تواجهه هذه المخلوقات الأساسية للأنظمة البيئية البحرية.[20]
توجد عدة تهديدات تتسبب بهذا الاختفاء المُطرد للمرجان. منهاصيد السمك المُستمر، مثلالصيد بالمواد السامة الذي يُشكل خطراً بالنسبة للمرجان بحيث يَجعله أكثر حساسية لظاهرة التبييض. ويُمكن أيضاً لصيد السمك أن يُسبب انحداراً في أعداد الأسماك الهامة لبقاء المرجان ولاستمرارية وتوازن نظامه البيئي.[18] ومن أسوأ طرق الصيد بالنسبة للمرجان استخدامالديناميت - كما يَحدث فيالفلبين - الذي يَنسف المرجان تماماً.[8] كما أن مُخلفات السيَّاح وتلويث المَصانع يُسببان ضرراً كبيراً لهذه الشعاب، فضلاً عن الاحتباس الحراريّ الذي يُمثل أسوأ عدو للمرجان على الإطلاق. ومع أنه توجد مُسببات طبيعية أيضاً لتدمير المرجان مثلالعواصفوأمواج التسونامي، إلا أنها لا يُمكن أن تقارن بالخسائر التي تسببها الأنشطة البشرية.[21]

يُعانيالجليد على كوكبالأرض في الوقت الحالي من الذوبان بسبب ظاهرةالاحتباس الحراري، مما قد يُهدد وُجود عدد ضخم من أنواع المخلوقات الحية المُختلفة على الكوكب. تبدو آثار الاحتباس الحراريّ واضحة جداً في مناطقالقطبين، وقد بدأت بالفعل العديد من الكتل الجليدية بالانفصال والذوبان في المناطق الجليدية حول قطبي الأرض فضلاً عن تراجع سُمك طبقتهما الجليدية بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، مما يُثير قلق العديد من العلماء.[22][23] وقد كان التأثير على القطب الشماليّ سيئاً جداً لدرجة أن بعض العلماء تنبؤوا باختفاء جليدالقطب الشمالي بالكامل في صيف عام 2008، مما من شأنه أن يَجعل الإبحار إليه مُمكناً بقارب عادي. فقد شهدت السنوات الأولى في القرن الحادي والعشرين إبكاراً بيناً غير معتاد في موعد بدء ذوبان جليد القطب الشمالي، أظهر بشكل واضح تأثير التغير المناخي للأرض على القطبين المتجمدين، والذين يَعتقد العلماء أنهما سيُظهران أكبر تأثر بالاحتباس الحراري من بين كافة المناطق على الأرض.[24]
أظهرت تحاليلناسا باستخدامالأقمار الصناعية لجليدقطب الأرض الشماليّ منذ أواخر السبعينيات تغيّرات مثيرة للاهتمام في تشكيل الطبقة الجليدية وحجمها. فقد أظهرت تحاليل نشرت عام 2010 ظاهرة غير مُعتادة، وهي ذوبان الجليد «مُتعدد المواسم» في القطب الشماليّ. فهذا الجليد يَبقى مَوجوداً عادة لعدة سنوات في القطبين دون أن يُذيبه ارتفاع الحرارة الذي يَحدث فيالصيف، فهو يَحتاج لعدة سنوات حتى يَختفي، وليس فصل صيف واحد فقط.[25] لكن ما أظهرته الدراسات التي أقيمت بين القرن العشرين والحادي والعشرين هو أن هذا الجليد بدأ يَذوب منذ وقت مُبكر، ومع أن بعض العلماء ادعوا أن سبب هذا هو جرفالرياح للجليد خارج المنطقة القطبية فقد أثبتت معلومات الأقمار الصناعية أن هذه الرياح لم تؤثر عليه،[25] واستطاعت دراسة أقيمت بين عامي 1993 و2009 أن تثبت أن الذوبان قد تسبّب باختفاء 1,400كيلومتر مكعب من الجليد مُتعدد المواسم في القطب الشماليّ وحده خلال هذه الفترة، وأن مقدار الذوبان يَزداد عاماً بعد عام. وقد أثبتت هذه الدراسات بوضوح أن امتداد القطبين بدأ يَتراجع بسرعة، وبمُعدل للجليد مُتعدد المواسم بلغ 10% كل عقد منذ بدأ قياساته عام 1979.[25]

وبحلول نهاية صيف عام 2007 كان حجم جليدالمحيط المتجمد الشمالي قد تضاءل إلى نصف ما كان عليه قبل أربعة أعوام من ذلك فقط (حسب معلوماتسواتل وكالةناسا). وتشير تقديرات إلى أن جليد القطب الشماليّ مع هذا المُعدل سيَكون مُختفياً خلال فصل الصيف بحلول عام 2040، مع أن بعض القياسات تقدر أنه سيَكون خالياً تقريباً من الجليد في الصيف بحلول عام 2012 فقط. ولم تسلم أرضغرينلاند أيضاً من تأثير الاحتباس الحراريّ، فقد خسرت هذه الأخرى قرابة 19 مليارطن من الجليد في صيف 2007 أكثر مما كانت تخسره في السابق.[26] ويُمكن لذوبان هذه الجزيرة الضخمة أن يُسبب تأثيرات سيئة على السواحل الشرقيةللولايات المتحدة، فإذا تابعت ذوبانها بهذا المُعدل فيُمكن أن يَرتفع منسوب المياه على هذه السواحل بمقدار يَتراوح من 30 إلى 50 سنتيمتر، وستكون في طريق هذه المد المُرتفع مباشرة العديد من المُدن الضخمة والرئيسية.[27]
أما في قارةأنتركتيكا فهي تواجه الآن ارتفاعاً ي الحرارة قد يُهدد وُجود طبقتها الجليدية، وهي تواجه حالياً أعلى مُعدلات ذوبان واختفاء جليد في التاريخ كله. كما أن أحجامالمثالج آخذة بالتضاؤل حول القارة، فسُمكها بدأ يتناقص بسُرعة، وطول بعضها أخذ يَنخفض بشكل كبير أيضاً. وحالياً يَرتفع منسوب المياه وسطح البحر بمُعدل 0.3 مليمتر في العام بسبب هذا الذوبان.[28]
يُمكن أن يَكون لذوبان القطبين بدوره تأثيرات مأساوية على أشكال الحياة والمواطن الطبيعية حول الأرض، بما في ذلك البشر أنفسهم. فيُتوقع أن يَرتفعمستوى البحر بحلول نهايةالقرن الحادي والعشرين ما يَتراوح من 20 إلى 60 سنتيمتراً تقريباً، وإذا ما تزايد مُعدل ذوبان القطبين فيُمكن أن يَزداد بمقدار 10 إلى 20 سنتيمتراً إضافياً. وسيَتسبب هذا بزيادة حدوث الفيضانات في بلدان بينما سيَزداد الجفاف والقحط أكثر في أخرى، وسيَتسبب بانتشار كوارث أخرى مثل بعض الأمراض من قبيلالملاريا،[29] كما أنه سيُغرق العديد من مُدن العالم الضخمة، بما في ذلكبانكوكونيويوركوهوسطنوشانغهايونيو أورليانزوالبندقيةومدينة المكسيك.[30] سيُسبب ذوبان القطبين أيضاً نضوب مصدرللمياه العذبة يَعتمد عليه آلاف الأشخاص فيالبيرو وبلدان أخرى، وهو الجليد المُتجمد الذي يُذيبونه للحصول على الماء. سيَنتج عن هذه الظاهرة تغير كبير في مُختلفالأنظمة البيئية على الكوكب، حيث أن بعض الأنواع ستضطر للنزوح شمالاً هرباً من الحرّ بينما ستنقرض أخرى لأنها لم تستطع أن تهاجر[29] أو لأن بيئات الكوكب لم تعد مناسبة لها وغذاؤها قد نضب.
غابات الأمازون هي أضخمغابة استوائية في العالمونهرها هو أضخم نظام أنهار في العالم وهي مَصدر خُمسالماء العذب على الكوكب. تملك هذه الغابةتنوعاً حيوياً مُدهشاً، لدرجة أنها تضمّ نوعاً واحداً من بين كل 10 أنواع من الحيوانات في العالم كله.[31] فيُمكنلهكتار واحد من الأمازون أن يَحوي ما يَتراوح من 200 إلى 500 نوع منالنباتات، ويُمكن لشجرة واحدة أن تضم 40 نوعاً منالنمل، وهي موطن لرُبع أنواعالثدييات في العالم[8] وعُشر أنواعالأسماك وخُمس أنواعالطيور وحوالي 2.5 مليون نوع منالحشرات.[32]

تواجه غابات الأمازون اليوم خطراً كبيراً بسبب ارتفاع درجات الحرارة وظاهرةالاحتباس الحراري، فضلاً عن قطع الأشجار المُستمر. فقد خسرتالبرازيل وحدها 150,000كيلومتر مربع تقريباً من غاباتها بين عامي 2000 و2006 فقط (وهي مساحة أضخم من مساحةاليونان). وأما من كافة مناطق غابة الأمازون فقد قطع أكثر من 600,000 كم2 منذ عام 1970م.[33] وتذهب بعض التقديرات إلى أنه مع استمرار هذا المُعدل فسيَختفي 55% من الأمازون بسبب القطع والتدمير بحلول عام 2030م[34] (مع أن 15% تقريباً من هذا الأشجار تقطع فقط للوصول إلى الأماكن التي تجتث منها الأشجار).[8] وعلاوة على هذا، فإن هذه الغابات الضخمة تواجه تهديداً آخر من طرف الاحتباس الحراري، الذي يُمكنه أن يُهدد وُجود معظم هذه الغابات خلال قرن ونصف فقط. حسب بعض النماذج التي أعدت لارتفاع حرارةالمناخ، فيُتوقع أن يَختفي ما بين 20% و40% من الغابة في حال ارتفعت الحرارة درجتين مئويتين، أما إذا ارتفعت 3 درجات فسترتفع الخسائر إلى 75%، وبمُعدل 4 درجات فيُمكن أن يَصل الرقم إلى 85% حسب هذه التقديرات.[35]
والأسوأ في الأمر أن غابات الأمازون الشاسعة تختزن في أشجارها وأراضيها كميات هائلة منالكربون الذي ما إن يَتحرر منها حتى يَنطلق إلى الجو مُسبباً تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراريّ أكثر وأكثر. فيُقدر أنها تحوي ما يَتراوح من 90 إلى 140 مليارطن من الكربون،[35] وسيَكون لهذا المَخزون بالغ الأثر على المُناخ حالما يَتحرر من الغابة بعد قطع أشجارها. وهذا فضلاً عن أنها كانت خلال العقود الماضية تمتصّ غازثاني أكسيد الكربون من الجوّ بمُعدل ملياري طن في العام مُخففة بذلك من وطأة الاحتباس، مما يَعني أنها امتصت حتى الآن انبعاثات 11 عاماً منالغازات الدفيئة.[35][36]

يُعدالبحر الأحمر واحداً من أكثر بيئات العالم البحرية غناًبالشعاب المرجانية وأشكال الحياة المائية. فهو يَتميزبالتنوع الكبير للمخلوقات الحية فيه، خاصة وأن 20% من حيوانات البحر الأحمر لا تقطن أي مكان آخر في العالم.[37] يَأوي البحر الأحمر أكثر من 1,200 نوع من الأسماك المُختلفة والمُتنوعة[38] (أي قرابة 7% من كافة أنواع الأسماك الحية)،[17] و10% من هذه الأنواع لا تقطن أي مكان في العالم غيره.[39] كما أنه يَضم حوالي 330جنساً من المرجان الرخو والصلب، فضلاً عن احتوائه لبعض أنواع الحيوانات المُهددة بالاقتراببالانقراض مثلالسلحفاة الخضراءوبقر البحر.[40]
بسبب أعمال الصيد والسياحة وتأثيرات الاحتباس الحراريّ الحديثة فقد بدأت بيئة البحر الأحمر الغنية تصبح مُهددة بحق بالزوال أو التضرّر بشكل كبير.[41] مورس الصيد في مياه البحر الأحمر منذ قرون عديدة، وكان مصدراً هاماً للغذاء بالنسبة لسكان المنطقة القدماء، لكن خلال العقود القليلة الأخيرة بدأ عدد سكان السواحل بالازدياد بشكل مضطرد وازداد النشاط البشريّ كثيراً في المنطقة كما ازدادت السياحة. وتسبّب هذه الأنشطة المُختلفة أضراراً كبيرة لمرجان البحر الأحمر وبيئته الطبيعية، أما أكثر ما يُهددها فهو كون البحر الأحمر معبراً هاماًلناقلات النفط التي تهدد أشكال الحياة بشكل هائل عندما تسربالنفط إلى عرض البحر.[42]

تخضعالقروش المُختلفة في البحر الأحمر لتهديدات كبيرة، فهذه الحيوانات شهدت خلال السنوات الأخيرة أعمال صيد بالعشرات على سواحلمصر بدأت تهدد وُجودها.[43] فخلال مطلع القرن تزايدت حوادث مُهاجمة القروش للسكان المحليين على سواحل البحر الأحمر، ولذا فقد لجأت مُديريةمحافظة جنوب سيناء إلى قتل القروش كحلّ تلقائي للمشكلة دون حساب عواقبه.[44] ونتيجة لأعمال الصيد المُتزايدة فقد أصدرت السلطات المصرية عام 2006 قانوناً يُحرم بموجبه صيد القروش أو إيذاؤها، لكن هذا القانون لا يُطبق فعلياً وهناك قصور شديد في مُراقبة السواحل لمنع الصيد، ولذا فإن قروش البحر الأحمر لا تزال في خطر.[43][44]
أمامرجان البحر الأحمر فهو مُهدد بسبب ظاهرةالاحتباس الحراري، فقد سجلت العديد من حالات موت المرجان في مياه البحر بسبب ارتفاع درجات الحرارة المُتسمر. فمع ارتفاع الحرارة في البحر الأحمر بمقدار 1.5 درجة خلال فصلالصيف عام 2010، سُجل انحدار بنسبة 30% في مُعدل نمو أحد أنواع المرجان (Diploastrea heliopora)، ومع هذا المُعدل فيُتوقع أن يَختفي هذا النوع من المرجان تماماً بحلول عام 2070 أو قبل ذلك حتى. وهذا يُعد تأثيراً واضحاً للاحتباس الحراريّ على البيئة الطبيعية في المنطقة، ويُنذر ببدأ تدهور بيئة البحر الأحمر والأخطار الكبيرة التي تواجهها بسبب الأنشطة البشرية المحلية.[45]

تدمير المواطن الطبيعية هو اليَوم أكبر مُسبب لانقراض أنواع المخلوقات الحية وتهديدها في أنحاء العالم، وَذلك بسبب تخريبه لبيوتها وملاجئها الطبيعية[46] التي تحصل منها على غذائها وملاذها، بينما لا تستطيع التكيف مع المناطق الأخرى.[47] وحالياً، يَشهد كوكبالأرض ما هو أشبهبانقراض جماعي حقيقي لمُعظم أنواعالحيواناتوالنباتات على الكوكب حسب مسح أجراه 400 عالم فوَّضهمالمتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في مدينةنيويورك، ويُعدهذا الانقراض الحالي أكبرَ انقراض على وجه الأرض منذانقراض العصر الطباشيري-الثلاثي الضخم (أو ما يُعرف عادة بـ«انقراض الديناصورات») الذي أودى بما يُقارب 60% من أشكال الحياة عليها، كما أن تدمير المواطن الطبيعية هوَ أحد الأسباب الرئيسية لهذا الانقراض الحديث.[48][49]
معَ استمرار تدمير المواطن والاحتباس الحراريّ وعدة ظواهر أخرى، فيُعتقد أن مُعدل انقراض الأنواع الآن ارتفع ليُصبح الأعلى في تاريخ الأرض،[48] وتذهب بعض التقديرات إلى أن 550 نوعاً من المخلوقات الحية أصبحت تنقرض كل يوم، أي ما يُعادل نوعاً كل دقيقتين ونصف و200,000 نوع تقريباً كل عام.[3] وهذا أعلى بما يَتراوح من 1,000 إلى 10,000 ضعف من معدل الانقراض الطبيعي للكائنات الحية، أو ربما أكثر من ذلك حتى، حيثُ يُعتقد أن المُعدل الطبيعي يَتراوح من نوع إلى 10 أنواع في العام فقط.[50] وعلاوة على ذلك، فيُقدر العلماء أن نوعاً واحداً على الأقل من بين كل 8 أنواع من النباتات أصبَحَ الآن مُهدداً بالانقراض. ومع هذه المُعدلات، فيُتوقع أنه خلال 30 عاماً فقط سيَكون نوع واحد من بين كل 5 أنواع قد اختفى وانقرض (والسبب الرئيسيّ لكل ذلك هو تدمير المواطن).[48] وبالرغم من هذه الأرقام العالية، ففي الواقع لا يَعرف البشر سوى القليل جداً من هذه الانقراضات، لأن العلماء لا يَعرفون حتى الآن سوى 1.75 مليون نوع من الحيوانات[51] بينما يُقدر إجمالي عدد الأنواع على كوكب الأرض بما يَتراوح من 20 إلى 100 مليون نوع،[3] وبذلك فيومياً تنقرض عشرات أو ربما مئات الأنواع منالفطوروالنباتات دون أن يَعلم أو يُحس أحد بوُجودها حتى.[8]
تؤثر عملية تدمير المواطن على كل نوع بشكل مُختلف اعتماداً على أسلوب عيشه وسلوكه. فمن الصعب التنبؤ بالأرقام بمدى خسارة الأنواع نتيجة تدمير مواطنها، لكن عموماً عندما تتدمر مساحة 90% من موطن ما فإن 50% من أنواع حيواناته تختفي. ومع هذا فإن نجاة نوع ما أو عدمها ليست أمراً عشوائياً أو ضرباً من الصدفة، فالأنواع الأضخم حجماً والأوسع انتشاراً جغرافياً مثلاللواحم هي التي تتضرّر أولاً،[52] كما أن الأنواع ذات الانتشار الجغرافيّ الضئيل أو التي لم تكن أعدادها عالية أبداً في يوم من الأيام تكون هيَ الأخرى حساسة لتدمير مساكنها أكثر من غيرها. وأيضاً كثيراً ما تواجه الحيوانات الاجتماعية أو التي تعيش في مَجموعات أو مُستعمرات انحداراً في أعدادها، وبالطبع فبشكل عام تتأثر جميع الحيوانات إلى حد كبير بتدمير مساكنها أو مواطنها حتى ولو تفاوتت قليلاً.[52]

كان يَعيش طائرأبو منجل الأقرع الشمالي في المَاضي ضمن منطقة وَاسع تمتد عبرَالوطن العربيوشمال أفريقياوجنوب أوروبا فيالسهول والأراضي المَفتوحة قليلة الأشجار، وهوَ طير كبير الحجم يَصل طوله إلى 80 سنتيمتراً.[53] لكن في الوَقت الحاضر هَذا الطائر مُصنف علىالقائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبية ومواردها كمُهدد بالانقراض بشدة عالمياً منذ سنة 2006[54] (وهيَ أقصى درجة تهديد على القائمة مُباشرة قبل درجةالانقراض في البرية) بعدَ أن اختفى تماماً من برية أوروبا (بالرغم من إعادة إطلاقه فيها حديثاً جداً)[53] وأصبحت أعداده مَحدودة جداً في الوطن العربي،[55] وذلك بسبب تدمير بيئته الطبيعية وغمر مَناطق تغذيته - أراضيالعلف - خلال عمليات تصريفمياه المُستنقعات وتدميرالسدود.[56] حالياً لم تَعد هذه الطيور مَوجودة في البرية إلا في ثلاث بلدان شرق أوسطية وبلد أوروبي، وأكبر تجمعات هذه الطيور مَوجودة فيالمغرب التي ضمت أراضيها ما يُمكن أن يَتجاوز 500 فرد منها عام 2006، وفيتركيا كان يُوجد ما يُقارب 100 طير عام 2006،[53] بينما كان يُعتبر أبو منجل الأقرع الشمالي منقرضاً فيسوريا حتى عام2002[55] عندما عُثر على 4 طيور منه في البرية، ومنذُ ذلك الوَقت وعددها في سوريا آخذ بالاضطراب بين ازدياد ونقصان. أماإسبانيا فقد أطلق فيها 100 طير في البرية حتى عام 2008.[53]

كما تقطن أسماككلكنتا جزر القمر منطقة شرق أفريقيا، وهيَ حيَوانات كان يُعتقد أنها منقرضة منذ العصرالطباشيري المتأخر حتى زمن قريب عند اكتشاف أفراد حية منها عام1938. ولهذا السَّبب فهذه الأسماك تُعد كنزاً بيولوجياً وأحفورة حية لدراسة تطور المَخلوقات القديمة،[57] ويُعتقد أنها كانت شكلاً من الأشكال البدائية للأسماك التي بدأت بالتكيف للسَّير على اليَابسة. لكن كلكنتا جزر القمر تُواجه في الوقتِ الحاضر خطر الانقراض، فمَعَ أن أعدادها ليست معروفة تماماً ولم تُحصى أو حتى تُقدر بدقة إلى اليوم، فهيَ تُصنف حالياًكنوع شبه مهدد بالانقراض حسبالقائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبية ومواردها، بينما يُعتقد أنه تبقى منها الآن 1,000 سمكة فقط في مياهجزر القمر،[58] في حين تذهب تقديرات أخرى إلى أقل من 500 سمكة[57] أو أحياناً إلى 200 فقط.[8]
وفيالشرق الأقصى كان يَعيشالنمر السيبيري فيكوريا الشمالية وشرقروسيا وشمالالصين،[59] وهوَ نوع نادر من النمور يَعيش في بيئة قارسة البرودة على عكس مُعظم الأنواع الأخرى.[60] لكن الآن أصبحت هذه النمور وَاحدة من أكثرسنوريات الكوكب مُواجهة لخطر الانقراض[59] بعدَ أن خسرت 80% من مساحة انتشارها الجغرافي الأصلية، وذلك لعدة أسباب من بينهما تدمير بيئتها الطبيعية. وحالياً يقيَ منها في البرية أقل من 40 نمراً يَقطنون جميعاً منطقة صغيرة في روسيا، بينما بقيت 10 نمور مُتبعثرة في مناطق عدة عبرَ الصين، في حين سُجلت آخر مُشاهدة لهذه الحيوانات في كوريا الشمالية عامَ1969[61] بالرغم من أنه يُعتقد بوُجود بضعة نمور منها في البلاد حتى الآن. ومع أن أوضاع هذه السلالة هكذا في البرية، فلا زال يُوجد في الأسر حوالي 300 نمر منها.[59] وبسبب حالة النمر السيبيري هذه، فقد صُنفَ على القائمة الحَمراء عام2000 كمُهدد بالانقراض بشدة (أعلى درجة تهديد قبل الانقراض في البرية).[61]

البشر هم من أكبر التهديدات التي تسبب تدمير المواطن والمساكن الطبيعية حول العالم.[5] فأعداد الحيوانات لا تزداد عادة بشكل حاد، وتظل متوازنة بشكل طبيعي، أما أعداد البشر على الكوكب فقد أخذت بالازدياد بشكل مُضطرب وشديد جداً خلال القرون الأخيرة. ومع هذا التزايد الكبير في أعداد الناس فحاجاتهم تتزايد، واستهلاكهم للموارد الطبيعية يَزداد أيضاً بسرعة كبيرة. ولذا فإن حاجات النموّ السكانيّ من الموارد والأراضي أصبحت الحاجة الرئيسية وراء تدمير البشر للمواطن الطبيعية، وذلك في عدة أشكال.[62]
يَتسببقطع الأشجار بهدف تصنيعالخشبوالورق باختفاءالغابات إلى حد كبير، ومع أنه لا تقطع في العادة سوى الأشجار الكبيرة فإن هذا يُسبب في كثير من الأحيان تخريب الأشجار الصغيرة التي لا تنمو أبداً مُجدداً. كما أن البلدان الفقيرة لا تملك عادة سوى الخشب كمصدرللوقود، مما يَتسبب بقطع الأشجار إلى حد كبير، فحوالي 80% من الخشب الذي يُقطع في العالم يُستخدم لإنتاج الوقود. يُمكن أيضاً أن تقطع الأشجار لأهداف استخدام الأراضي نفسها وليس الأشجار، مثل توفيرالمراعيلماشية المُزارعين أولزراعة الأرض، أو إتاحة مساحة لبناء المدن وشق الطرق.وحرائق الغابات هي أيضاً مُسبب لتدمير الغابات، فهي تدمر ما بين 15 و36 مليونأكر من الغابات المدارية كل عام.[62]

حسب العُرف الدولي، تُرسل جَميع دول العالم كل مُدة تتراوح من 5 إلى 10 سنوات تقاريراً إلىمنظمة الأغذية والزراعة عنحالة حفظ الغابات والكائنات الحيَّة في أراضيها، ثم تَقوم المُنظمة بتحليل هذه التقارير والمعلومات لمَعرفة حالة الغابات في العالم ومُعدلات قطعها وما إلى ذلك من بيانات تتعلَّق بالبيئة على المُستوى العالمي. وبهذه الطريقة تُداوم المنظمات البيئية العالمية على مُتابعة التقدم أو التراجع فيصيانة البيئة وما يَتربط بها من القضايا البيئيَّة.[63]
في أوَاخر القرن العشرين، وتحديداً في العقد الأخير منه (1990 - 2000م)، كان معدَّل قطع الأشجار السنويِّ المُسجل يَبلغ 8.9 ملايينهكتار[ملاحظة 1] (21% منها فيالبرازيل وَحدها) أو ما يُعادل نسبة 2.2% سنوياً من مساحة الغابات التي كانت موجودة آنذاك. لكن بالرّغم من تلك الأعداد الهَائلة التي كانت تُقطع في السَّابق وخسارة الأرض لـ60% من غاباتها خلال القرن الأخير، فقد بدأت هذه المُعدلات الهائلة بالانخفاض والاهتمام العامُّ بالبيئة بالتحسُّن مع مطلع القرن العشرين. إذ انخفضت كميَّة الأشجار التي تُقطع سنوياً - حسب تقديراتمنظمة الأغذية والزراعة - بين عامي 2000 و2005 إلى 7.3 هكتار (24% منها في البرازيل وَحدها)، وبذلك أصبحَ المُعدل العام 1.8% من إجماليِّ مساحة غابات العالم.[64] وبالمُجمل، سُجل خلال العقد الأول من القرن الوَأحد والعشرين (2000-2010) - وفقاًللأمم المتحدة - انخفاض بنسبة تقارب 20% في المُعدلات العالمية لقطع الأشجار، في مُقابل ارتفاع لمُعدلات إعادة زراعتها للتقليص من الضرَّر الإجمالي في بلدان من أبرزهاالصين،[65] حيث بلغ مُتوسط مساحة الغابات المَقطوعة سنوياً - حسبمنظمة الأغذية والزراعة - 5.2 مليون هكتار خلال هذا العَقد، وهوَ وفقاً للمنظمة أول انخفاض يُسجل في المُعدل العالمي لتدمير الغابات، ومن أبرز الدُّول التي سجلت انخفاضاً خلال تلك الفترةالصينوإندونيسيا بعدَ أن خسرتا مساحات هائلة من غاباتهما الطبيعيَّة. وقد أدى هذا الانخفاض المَلحوظ إلى تحسن مُعدلات الكربون التي تبتعثها الغابات، إذ انخفضت إلى 500 مليون طن سنوياً بعدَ أن كانت أعلى بكثير في التسعينيات. لكن معَ ذلك فإن المُنظمة تعتبر أن المُعدل العالمي لا زال مُرتفعاً وخطيراً جداً، ولا بُدَّ من تخفيضه إلى حد أكبر خلال السنوات القادمة.[66]

وبالإضافة إلى هذا التَّقدم العالميِّ في الحد من إزالة الغابات، فقد شهد شهر ديسمبر من عام 2010 عقدَ الجلسة الثامنة عشرلمؤتمر الأممم المتحدة للتغير المناخي، وكان من أبرز نتائجها التوصلُ أخيراً إلى اتفاق حولَبرنامج الحد من انبعاثات قطع الأشجار وإزالة الغابات المُثير للجدل. ويَهدف البَرنامج إلى حل مُشكلة الحد من انبعاثات الغازات الدَّفيئة التي لا تُوفق الدُّول الغنيَّة على إيقافها بتفويض تلك الدُّول بالعمل على دعم إيقاف قطع الأشجار في الدُّول الفقيرة، وذلك لأن القيَام بهذا أسهل وأرخص لها من إيقاف انبعاثات الغازات الصَّادرة عنها.[65][67] كما أنه من الجَدير بالذكر تسجيل عدد من البُلدان خلال السنوات الماضية لنموٍّ مُعاكس (إيجابي) في نسبة الغابات في أراضيها، وذاك عائد إلىزراعة الغابات والنموِّ والتمدد الطبيعيِّين للأراضي الشجرية فيها. وحسب التقديرات للفترة المُمتدة بين عامي 2000 و2005 فأعلى 10 دول في العالم من حيث توسع أحراشها والنسبة السنوية لذلك هيَ:راوندا (6.9%)فآيسلندا (3.9%)فالبحرين (3.8%)فليسوثو (2.7%)فالكويت (2.7%)فمصر (2.6%)فالصين (2.2%)فكوبا (2.2%)ففيتنام (2.0%)فتونس (1.9%).[64]
{{استشهاد بدورية محكمة}}:استشهاد فارغ! (مساعدة){{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link){{استشهاد بدورية محكمة}}:استشهاد فارغ! (مساعدة){{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link){{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link){{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link){{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link){{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link){{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link){{استشهاد بدورية محكمة}}:Explicit use of et al. in:|مؤلف= (مساعدة){{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link){{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link){{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link){{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link){{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)