تامبيري (بالفنلندية:Tampere ؛بالسويدية:Tammerfors)مدينة فنلندية، عاصمةإقليمبيركانما جنوبي البلاد.[13][14][15] أطلق على تامبيري اسم «مانشستر فنلندا» لماضيها الصناعي باعتبارها المركز السابق للصناعة الفنلندية، ومن هنا أتى لقبها الفنلندي "Manse" وأسماء أخرى مثل مانسروك (Manserock).
يقطنها 211.691 ساكن ويتجاوز العدد 300.000 بإضافة سكان الضواحي ويتجاوز العدد 340.000 مع سكان المنطقة الحضرية. تامبيري هي ثالثة بلديات البلاد سكاناً بعد بلديتيهلسنكي الكبرىوهلسنكيوإسبو، وأكثر المدن الداخلية اكتظاظاً بالسكان فيبلدان الشمال.
يمكن الوصول إلى هلسنكي خلال ساعة ونصف بالقطار وساعتين بالسيارة. ونفس المسافة تقريباً باتجاهتوركو. مطار تامبيري هو ثالث أكثر المطارات ازدحاماً في فنلندا، ب 800,000 مسافر سنوياً.
فيالقرون الوسطى، سكنت قبيلةبيركا منطقة تامبيري، التي فرضت ضرائب باهضة على السكان المحليين دافعة إياهم شمالا حتىلابي. آنذاك، تكونت «المدينة» من سلسلة حيازات يديرها أصحابها السويديون والتي امتدت حول الغابات والبحيرتين اللاتي تحيطن تامبيري.
تأسست تامبيري كمكان سوق على ضفاف قناة تامركوسكي سنة 1775 من قبل الملكغوستاف الثالث، ومـُنحت حقوق مدينة كاملة في سنة 1779. في هذا الوقت، كانت بلدة صغيرة نوعاً ما، على مساحة بضعة كيلومترات مربعة فقط من الأراضي حول تامركوسكي.
نهاية يوم عمل في مصنع تامبـِلا 1909
نمت تامبيري كمدينة سوق رئيسية ومركز صناعي في القرن التاسع عشر. كانت منحدرات تامركوسكي التي أضحت اليوم مصدراً غنياًللطاقة الكهرومائية سبباً رئيسياً في تطويرصناعة النسيج. بين من المستثمرين الفنلنديين والأجانب الذين توافدوا على المدينة يبرز الصناعي الإسكتلندي جيمس فينلايسون الذي أسس مصنعاً للقطن في عام1820. خلال النصف الأخير من القرن التاسع عشر كانت تامبيري تستوعب ما يقرب من نصف اليد العاملة الصناعية في فنلندا. فأعطتها طبيعة المدينة الصناعية في القرنين التاسع عشر والعشرين لقب «مانشستر الشمال».
كانت تامبيري مركزاً لعديد الأحداث السياسية الهامة في فنلندا أوائلالقرن العشرين. فيالأول من نوفمبر من عام1905، أثناء الإضراب العام في خضمالثورة الروسية، أعلن البيان الأحمر الشهير من ساحة كسكوستوري المركزية في تامبيري، والذي قاد لاحقاً إلىاقتراع عام في فنلندا ومنح قيصر روسيا حريات أكبر للفنلنديين. في عام1918، لـمّا كانت فنلندا قد حصلت لتوها على استقلالها، لعبت تامبيري أيضاً دوراً رئيسياً، لكونها إحدى المواقع الهامة استراتيجياً خلالالحرب الأهلية الفنلندية (من28 يناير إلى15 مايو سنة1918). كانت تامبيري معقلاً أحمراً خلال الحرب بقيادة هوغو سالميلا. استولىالحرس الأبيض علىتامبيري فيالسادس من أبريل وأسر حوالي 10,000 منالحرس الأحمر.
خراب تامبيري في أعقاب قتال الحرب الأهلية
في فترة ما بعدالحرب العالمية الثانية سيطر على سياسة تامبيري البلدية ما سـُمي محور أخوة السلاح (aseveliakseli)، وهو تحالف بينالمحافظينوالاشتراكيين الديمقراطيين ضد الشيوعيين والحزب الزراعي. من أشهر مـُدراء المدينة خلال هذه الحقبة إركي نابليون ليندفورس (كان مسؤولا عن العديد من مشاريع البناء الطموحة مثل برج ناسينيولا وبناء ضاحية هرفانتا (Hervanta) «ابنة تامبيري»)، بيكا يافولا (الذي اكتسب بعض السمعة السيئة في فضائحالفساد) ويارمو رانتانن. من عام 2007 فصاعداً، تحولت تامبيري إلى نظام إداري جديد بوجود عـُمدة وأربع نواب له، يـُختاروا لمدة سنتين. انتخب تيمو نييمينن كأول عمدة لتامبيري لسنوات 2007-2009.
بعد الحرب العالمية الثانية، تم توسيع نطاق تامبيري بضم بعض المناطق المجاورة. فأدمجت ميسوكولا (Messukylä) بها في عام 1947، ولييلهتي (Lielahti) في عام 1950، وأيتولهتي (Aitolahti) في عام 1966 وأخيراً تيسكو (Teisko) في عام 1972. كانت تامبيري معروفة بصناعاتها النسيجية والمعدنية، ولكن حلت مكانها إلى حد كبيرتقنية المعلوماتوالاتصالات خلال التسعينات، مركز هرميا للتكنولوجيا في هرفانتا هو مقر لكثير من شركات هذه المجالات.
تمت مناقشات كثيرة حول أصل اسم تامبيري. ترى إحدى النظريات أنه قد أتى من كلمة damber السويدية ومعناها «سد الطاحونة». بينما يرى تكهن آخر أن الاسم ينبع من الكلمات الإسكندنافية القديمة þambr («ذو كرش سميك») وþambion («بطن منتفخة») في إشارة إلى المنحدرات، ووفقا للباحثين، أُعطيت هذه الأنواع من إشارات لحالات إطلاق الأسماء من قبل قدماء الصيادين البريين الإسكندنافيين. ومن اقتراحات أخرى السويدية tamper-dagar ، أيام الصوم، وكذلك كلمة tammi الفنلندية التي تعني «السنديان». على الرغم من عدم إمكانية تأكيد اسم تامبيري أو نظيره الجزء Tammer- بالسويدية، فإنه من الواضح أن الجزء fors بالاسم السويدي يعني «منحدر».
تقع تامبيريبإقليمبيركانما جنوبي البلاد. وتحيط به بلدياتنوكياوأولويارفي غرباً، وبيركالاولمبالا جنوباً،وكـَـنــّاسـْألا وأوريفيسي شرقاً. أراضي المدينة تمتد إلى الشمال وعلى الحدود مع البلديات في هذا الاتجاه هيكورو ورووفيسي، واللاتي تبعد مراكزها الآهلة من 70 إلى 80 كيلومتراً من وسط مدينة تامبيري.
تقع تامبيري بين بحيرتي ناسيارفي وبوهايارفي. ولاختلاف مستوى البحيرتين بحوالي 18 متراً (59 قدم) وفرت منحدرات قناة تامركوسكي الرابطة بينهما وبالغ طولها 945 متراً مصدراً هاماً للطاقة على مر التاريخ، آخرها توليد الطاقة الكهرومائية.
تبلغ المساحة الإجمالية لنطاق المدينة البلدي 690.6 كم²، منها 167.9 كم² من المياه. والكثافة السكانية تساوي 385 نسمة لكل كيلومتر مربع.
تامبيري واقعة على نفس خط العرض سودرهام فيالسويدوليلهامر فيالنرويج. تشرق الشمس في21 يونيو في الساعة 03:41 وتغرب في الساعة 23:12، بينما في يوم22 ديسمبر تشرق في الساعة 09:43، وتغرب في الساعة 15:04.
إقليم تامبيري أوبيركانما، والذي يضم بلديات نائية، يسكنه 470.000 نسمة منهم 230.000 عامل، وبلغت قيمة دورة رأس المال 25 مليار يورو عام 2007. وفقا لمكتب تامبيري أعمال الدولي، فإن الإقليم قوي في الهندسة الميكانيكيةوالأتمتة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والصحة والتكنولوجيا الحيوية، فضلا عن لباب الورق وتعليم صناعة الورق. بمنطقة تامبيري اثنين من الجامعات ومعهد الفني يضمون ما مجموعه 40000 طالبا. ويبلغ معدل البطالة نحو 10%.
هناك ثلاث مؤسسات تعليمية عـُليا في منطقة تامبيري: جامعتان ومعهد عالي للعلوم التطبيقية. الجامعتان هماجامعة تامبيري (أكثر من 16000 طالب) الواقعة بجوار مركز المدينة،وجامعة تامبيري للتكنولوجيا (أكثر من 12000 طالب) الواقعة في ضاحية هرفانتا. تضم معهد تامبيري للعلوم التطبيقية (Tampereen ammattikorkeakoulu) على مقاعدها 10.000 طالب.
تشتهر تامبيري بالحياة الثقافية النشطة. توافد عليها بعض من أكثر كتـّاب فنلندا شعبية من أمثال فلينو لينا وكالي بآلتو وسالاما هانو. عـُرف كل هؤلاء الكتاب بتصور حياة طبقة الشغيلة. أيضا من خلفية الطبقة العاملة كان الشاعر الشهيرلاوري فيتا من حي بيسبالا (منشأ سالاما هانو أيضاً). كما أن لتامبيري تقاليد مسرحية عريقة، بمؤسسات مثل مسرح عمال تامبيري (Tampereen Työväen Teatteri) ومسرح تامبيري (Tampere Theatre) ومسرح بونيكي الصيفي (Pyynikin kesäteatteri) وهو مسرح في الهواء الطلق بأقدم قاعة دائر في أوروبا. مهرجان تامبيري المسرحي الصيفي (Tampereen Teatterikesä) مهرجان مسرح دولي يعقد في أغسطس من كل عام.
تـُعرف تامبيري أيضاً بمتحف تامبيري للفنون الذي ظهر فيه الفنان الأمريكي ريتشارد هيومان في عام 2004، بمعرضه بعنوان «مونستر الحساسة».
يقام مهرجان تامبيري السنيمائي وهو مهرجان دوليللأفلام القصيرة كل مارس. تامرفست هو مهرجان تامبيري لموسيقى الروك الحضري يعقد كل يوليو.
كما توجد أوركسترا تامبيري (Tampere Filharmonia). ينظم مهرجانات تامبيري للموسيقى الدولية الثلاثة: تامبيري جاز يحدث كل نوفمبر، ويتبادل سنة بسنة مهرجان تامبيري للموسيقى الصوتية وتامبيري بيينالي.
تامبيري تعد موطنا لبثته لقناةأوليسراديو الثانية التلفزيونية، باستوديوهات في منطقة توهلوبي، والمعروف بين جميع لمثل هذه الكوميديا التلفزيونية شعبية Tankki täyteen ، Reinikainen و Kummeli.
تخصص الطعام المحلي هو موستامكارا (Mustamakkara) التي تشبه الحلوى السوداء (Black pudding) بشمال إنجلترا.
في تامبيري مجموعة مختلف الخدمات الدينية من التقليدية إلى الكاريزمية. وهناك أيضا بعض الخدمات يتحدث الإنجليزية. تامبيري الإنجليزية هو خدمة المجتمع الدولي التابعة للكنيسة العنصرة تامبيري. ويتم تنظيم خدمات اللغة الإنجليزية من المجمع الدولي المسيح الملك (ICCK)] من جانب الكنيسة الانجليكانية في فنلندا والأبرشيات اللوثرية في تامبيري. قد كنائس أخرى كما يتحدث الإنجليزية وزارات. تامبيري هي مركز حصةكنيسة المورمون (رعية). كنائس أخرى في تامبيري وإحياء نوكيا، الفنلندية الكنيسة الأرثوذكسية، الكنيسة الإنجيلية الحرة، والكنيسة المعمدانية.
تدفع رياضتا هوكي الجليد وكرة القدم المشهد الرياضي في تامبيري. لـُعبت أول مباراة الفنلندية لهوكي الجليد في تامبيري على جليد بحيرة ناسيارفي. تـُلقب تامبيري بمسقط رأس الهوكي الفنلندي. يوجد بتامبيري اثنان من أعلى فرق هوكي الجليد مستواً هماإلفيس وتابارا. وكان لهما تأثير كبير على ثقافة هوكي الجليد الفنلندية وهما من بين أنجح الفرق في فنلندا. متحف هوكي الجليد الفنلندي وصالة هاكامتسا أول صالة هوكي جليد تبنى في فنلندا يقعان في تامبيري. ومع ذلك تظل كرة القدم الرياضة المحتلة للصدارة في تامبيري. يضم نادي إلفيس وحده أكثر من 4,000 اللاعب في فرق كرة القدم، في حين أن بتامبيري أكثر من 100 فريق كرة القدم. يلعبتامبيري يونايتد في الدوري الفنلندي الممتاز. المدينة كما استضافت اثنين من بطولات العالم للتجديف أعوام 1973 و 1983. في عام 1977، استضافت تامبيري بطولة العالم للتجديف للناشئين.
كما نظمت تامبيري المهرجان الأولمبي الأوروبي للشباب في دورته العاشرة 17-25 يوليو 2009.
ظاهرياً تامبيري على عداء متبادل منذ أمد طويل مع مدينةتوركو عاصمة فنلندا أولى. يـُعبر عن هذا العداء إلى حد كبير في نكات إحدى عن الأخرى؛ وأبرز ما تتناوله أكل تامبيري التقليدي موستامكارا (mustamakkara)، وحالة نهر أورا في توركو، ولهجات الإقليمية. نظم الطلاب في تامبيري الأمة غير التوركية (Ei-Turkulainen Osakunta)، والتي تقوم منذ عام 1997 برحلات سنوية إلى توركو للقفز على ساحة السوق، والقيام بدورها في التراجع عن بعد الجليدية، ودفع المدينة مرة أخرى تحت سطح البحر.
تنحصر شبكةالمواصلات العامة في تامبيري بشبكة الحافلات. بين عامي 1948 و 1976 كان في المدينة أيضاً شبكة حافلات ترولي كثيفة، وكان أكبر نظام حافلات ترولي في فنلندا. توجد من عام 2009 خطط يجري قدمت للبناء نظام سكك خفيفة في المدينة لاستبدال بعض خطوط الحافلات الأكثر شعبية (انظرسكك تامبيري خفيفة)، فضلاً عن الشروع في خدمة قطارات الضواحي على خطوط السكك الحديدية التي تربط تامبيري إلى المدن المجاورةنوكيا ولمبآلا.
الكويكب 1497 تامبيري سـُمي نسبة إلى المدينة من قبل مكتشفهالفلكي الفنلندي أوريو فايسالا.
مبنى إدارة المدينة (غير مبنى البلدية التاريخي)، لديه إرسالات ميكروويف، أو إرسالات ذات تردد عالي جداً أكثر من أي مبنى مدينة حكومي آخر فيإسكندنافيا. تقع ثمانية إرسالات ميكروويف أو إرسالات ذات تردد عالي جداً على السطح في الجزء الخلفي من المبنى، وثلاثة أجهزة الإرسال في واجهة المبنى.