البِيسون[2][3][4] أوالبِيزون[3] أوالثور الأمريكي[3]جنس يَنتمي إلى تحتفصيلةالأبقار ضمن مجموعةالبقريات ويَضم نوعين حيين[5] يَعيشان في قارتيأمريكا الشماليةوأوروبا. إن نوعي البيسون هذين هماالبيسون الأمريكي (يَقطنكنداوالولايات المتحدة وأجزاءً منالمكسيك)والأوروبي أو «الويسنت» (يَقطن غاباتبولندا)، لكن مع هذا فأحياناً ما يَقوم بعض المصنفون بوضع الاثنين ضمن نوع واحد كونه لا توجد فروقات كبيرة بينهما. إضافة إلى هذين النوعين، يُوجد أيضاًنوعان للبيسون الأمريكي همابيسون السهولوبيسون الخشب.[6][7] لطالما تهدد جنس البيسون بالانقراض عبر التاريخ، فقد كان البيسونان الأوروبيّ والأمريكي واحدين من أكثر الحيوانات وفرة في أمريكا الشمالية وأوروبا، لكن اليوم لا يُوجد تقريباً أي أفراد منهما يَعيشون في البرية، بل إن البيسون الأوروبيّ لا يَزال شبه مُهدد في الوقت الحالي وأعداده تنحدر بسرعة، فمع مطلعالقرن العشرين انحدرت أعدادهما من أرقام هائلة إلى بضعة مئات فقط،[8][9] ومع أن عمليات إعادة الإنماء كانت مفيدة مع البيسون الأمريكي فإن الأوروبي لا يَزال في حالة خطرة إلى اليوم.
عموماً، يَتشارك كلا نوعي البيسون العديد من الصفات، فهما متشابهان إلى حد كبير في المظهر، حتى أن بعض المُصنفين يَعتبرونهما نوعاً واحداً. فمثلاً، يَملك كليهما كساءً صوفياً سميكاً ذا لون بني داكن ليَحميهما من بردالشتاء القارس، كما أنهما يَملكان قروناً قوية متشابهة ولو أنها تختلف قليلاً في انحناءتها، ومظهرهما العام متشابه. لكن من جهة أخرى فهما يَختلفان في صفات أخرى، فمثلاً من الملاحظ أن شعر البيسون الأمريكي أكثف من نظيره الأوروبيّ وأنه يَتميز عنه بلحيته الطويلة الخشنة أيضاً، أما الأوروبيّ فجانبه الخلفي أكبر ورأسه ورقبته أعلى مما هما عليه عند الأمريكي. وعلاوة على هذا فتوجة بعض الاختلافات الأخرى بين النوعين في طبيعة السلوك والغذاء وما إلى ذلك، تجعلهما يُصنفان كنوعين منفصلين.[6][7]
مذبحة للبيسون الأمريكي في سبعينيات القرن التاسع عشر.
غالباً ما يُصنف العلماء حيوان البيسون على أنهثور، بينما يَعتبرون أن تسميته الشائعة بأنه «جاموس» هي تسمية خاطئة، فهو يَختلف عن الجواميس بعدة مظاهر وخصائص تشريحية، منها أن رأسه أضخم وجسده أكثر ارتفاعاً عموماً، وهو يَملك 13 زوجاًضلعياً على عكس الجاموس الذي يَملك 14.[10] وعلى الأرجح أن الاعتقاد السائد الخاطئ بأن البيسون هو من الجواميس قد جاء في الأصل من المستوطنين الإنكليزيين الذين ظنوه جاموساً، ولذا فمنذ ذلك الوقت أصبحت هاتان الكلمتان تستخدمان كمرادفين في أمريكا الشمالية للتعبير عن هذا الحيوان.[11]
تصنيفياً لا يُوجد أي أقارب أقوياء الصلة بالبيسون، ولذا فمن الخطأ تشبيهه بالجاموس أو بغيره.[12]
قبل قرنين من الزمان، كان البيسون الأمريكي والأوروبي عاليي الوفرة والانتشار. فقد كان البيسون الأمريكي هو الحيوان المُسيطر علىالسهول العظمى بأعداده التي بلغت 60 مليون رأس أو أكثر ربما، وكان يُوفر مصدر العيش الرئيسي بالنسبةللسكان الأمريكيين الأصليين، فقد كانوا يَستخدمون كل قطعة منه ولا يُضيعون شيئاً، بما في ذلك اللحم والجلد والعظام والحوافر وحتى الأعضاء الداخلية مثلالكبدوالمعدة، فقد كانوا يَأخذون منه كل ما يَحتاجونه لكي يَعيشوا. لكن بحلول القرن التاسع عشر بدأ المستوطنونالأوروبيون بحملة الصيد العظيم التي أودت بجميع الستين مليون بيسون هؤلاء تقريباً، وكان الهدف منها هو تجويع السكان الأصليين وإجبارهم على الاستسلام،[9] فكانت النتيجة أنه مع مطلعالقرن العشرين كانت قد انخفضت أعداد هذه الثيران إلى 550 بيسون فقط،[10] وبالرغم من أن عمليات إعادة الإنماء الحديثة استطاعت رفع هذا الرقم إلى 200,000 بيسون،[13] فإن أعداد هذه الحيوانات لم تعد أبداً كما كانت في السابق، وحالياً 90% منها تعيش في المحميات والمزارع الخاصة دون أن تستطيع العودة إلى البرية.[14]
لدى البيسون الأوروبي قصة مشابهة أيضاً، فقد كان حيواناً عالي الوفرة في المناطق الأصلية التي قطنها، بل إنه كان أكثر وفرة من أيجاموس في قارةأوروبا (علماً بأنه ليس جاموساً)، لكن مع هذا فبحلولالقرن العشرين كان هذا الحيوان شبه منقرض، فبعدالحرب العالمية الأولى بقليل توفي آخر بيسون أوروبي يَعيش في البرية. وحتى اليوم، لا تزال هذه الحيوانات حبيسة المحميات والمزارع الخاصة بعد أن أصبحت تصنف على أنها حيواناتشبه مهددة، فبعد انقراض البيسون الأوروبيّ في البرية لم يَكن هناك سوى 54 ناجياً منه في المحميات. واليوم بعد عمليات الإنماء ارتفعت أعدادها إلى 1,800 رأس، يَعيش معظمها في غابات محمية بين دولتيبولنداوروسيا البيضاء.[8][10]
ظهرت أولى أنواع ثيران البيسون المعروفة قبل 2.5 مليون سنة خلالالعصر البلستوسيني المبكر فيأوراسيا. لكن أبرز أنواعها والذي امحدر منه النوعان الحديثان هوالبيسون بريسكس الذي ظهر قبل 700,000 عام في شمالأوراسيا،[15] وقد كان انشاره واسعاً جداً حيث امتد من غربأوروبا إلى شرقآسيا، وقد كان هو أول بيسون يُهاجر إلى قارةأمريكا الشمالية عبر جسربيرنجيا الأرضيّ قبل ما يَتراوح من 300,000 إلى 150,000 عام. في الفترة التي تلت ذلك، بدأت أنواع جيدة ضخمة بالظهور فيسيبيريا وأمريكا الشمالية. فقد أثبتت الدراسات التي أجريت لتاريخ جنس البيسون أن نوعالبيسون الآسيوي انحدر من البيسون بريسكس، ومن المُحتمل أيضاً أنالبيسون الأوروبي الحديث قد انحدر من ذلك النوع أو ربما من البيسون بريسكس مباشرة. أماالبيسون الأمريكي الحديث فهو ذو أصل مختلف، فقد بدأت سلالته في أمريكا الشمالية منالبيسون الأقرن[16] الذي كان قد انحدر من البريسكس قبل 500,000 عام من الآن،[17] ولاحقاً انحدر منهالبيسون أنتيكس الذي يُعد سلف البيسون الأمريكيّ الحديث.