بَيْرُوت هيالعاصمة السياسيةللجمهورية اللبنانية وأكبر مدنها. يتعدى عدد سكانها المليوني نسمة بحسب أحد إحصائيات سنة 2007.[3] تقع وسط الخط الساحلي اللبناني شرقيالبحر الأبيض المتوسط. تتركَز فيها معظم المرافق الحيوية من صناعة وتجارة وخدمات. وهي مدينة قديمة وعريقة إذ ذكرت فيرسائل تل العمارنة والمؤرخة إلى القرن الخامس عشر ما قبل الميلاد وهي مأهولة منذ ذلك الحين.
بيروت هي مركز الثقل السياسي اللبناني حيث مقر معظم الدوائر السياسية مثل البرلمان ورئاسة الحكومة بالإضافة لمراكز معظم الوزارات والدوائر الحكومية. تلعب الدور الرئيسي في الحركة الاقتصادية اللبنانية. وتعد المدينة إحدى أهم المؤثرات الثقافية في منطقةالشرق الأوسطوالوطن العربي لغناها بالأنشطة الثقافية مثلالصحافة الحرة والمسارح ودور النشر ومعارض الفنون والمتاحف وعدد كبير من الجامعات الدولية.
مرت المدينة بالعديد منالكوارث منزلازل وحروب على مر التاريخ كان أهمهاالحرب الأهلية اللبنانية المدمرة. وبعد انتهاء الحرب سنة1990، أعادت الدولة في عهد حكومةرئيس وزراء لبنان آنذاكرفيق الحريري إعمار وتأهيل المدينة وبخاصة وسطها التجاري[4][5][6] وواجهتها البحرية وملاهيها الليلية مما أعاد تألق سياحتها وجعلها مقصداً سياحياً جذاباً. قامت صحيفةالنيويورك تايمز بمنح بيروت المركز الأول بين قائمة الأماكن التي ينبغي زيارتها في سنة2009،[7] كما صُنّفت ضمن المدن العشرة الأوائل الأكثر حيوية في عام2009 بواسطة دليل لونلي بلانتالسياحي.[8] وفي عام 2020، مرّت بيروت بكارثة أُخرى حيث حصلَانفجار ضخم في مرفأ المدينة مما خلف عشرات القتلى وآلاف الجرحى وتسبب بدمار كبير في عدد من أحيائها نتج عنه نزوح 300 ألف مواطن لبناني.
كشف مؤشر «ماستر كارد» لعام2011، أن بيروت استأثرت بالمركز الثاني من حيث نسبة البذخ السياحي بين جميع مدنالشرق الأوسطوأفريقيا. أما المركز الأول فاحتلتهدبي، التي بلغ مقدار ما صرفه فيها السوّاح حوالي 7.8 مليار دولار، تليها بيروت مباشرة بحوالي 6.5 مليارات دولار، ثمتل أبيب بحوالي 3.8 مليارات، ثمالقاهرة (3.7 مليارات دولار)،فجوهانسبرغ (3.3 مليارات دولار). كذلك وُضعت بيروت في المرتبة التاسعة بين قائمة أكثر المدن زيارةً في العالم.[9]
أقدم ذكر عبر الوثائق التاريخية لاسم بيروت ورد بلفظ «بيروتا» فيألواح تل العمارنة التي وجدت في مصر،[10] والتي تحوي مراسلات تمت بين ملوك جبيل والفرعون امينوفيس الرابع المعروف بأخناتون (مطلع القرن الرابع عشر ق.م.) ورد فيها اسم «بيروتا» وملكها «عمونيرا».[11] سماهاالفنيقيون «بيريت»ँऀओक وهي كلمة فينيقية تعنيالآبار. وقيل أنها كانت تدعى«بيريتيس» أو «بيروتوس» أو «بيرُووَه» نسبة للإلهة «بيروت»، أعز آلهة لبنان وصاحبةأدونيس إلهجبيل.[12] وعُرفت المدينة باسم «بيريتوس» (باليونانية القديمة:βηρυτός) في الأدبيات الإغريقية. واعتمد هذا الاسم في دوريات الآثار المنشورة فيالجامعة الأميركية في بيروت منذ1934.[13]
وذكر أن «بيروت» بالمعنىالسامي تعني «الصنوبر» لغاباتالصنوبر[14]، بسبب وقوعها بالقرب من غابة صنوبر كبيرة هي اليوم ما يُعرف بحرش أو حرج بيروت. ومن الأسماء الأخرى التي دعيت بها منطقة بيروت هو: «لاذقية كنعان»، «مستوطنة جوليا أغسطس بيريتوس السعيدة»، «دربي»، «رديدون»، «باروت». ولقبت المدينة عبر العصور بالعديد من الألقاب منها: سماها الفينيقيون «بالمدينة الإلهة» و«بيروت الأبيّة والمجيدة»[15] لعنادها في مقارعة مدينة «صيدون» و«زهرة الشرق»،[16] وأطلق عليهاالرومان «أم الشرائع» بسبب بناء أكبر معهدللقانون بالإمبراطورية فيها.[17] ونعتهاالعثمانيون «بالدرة الغالية».[18] في العصر الحديث خلدهانزار قباني بلقب «ست الدنيا».[19] وعرفت أيضا باسم «باريس الشرق» خلال فترةالستينات وأوائلالسبعينات منالقرن العشرين، أي خلال عهد الازدهار الاقتصادي فيلبنان.
أدوات تقطيعكنعانية مطليّة على أقصى طرفها. يُعتقد بأنها تُشكل جزءًا من مقلاع. صُنعت هذه الأدوات من الصوّان الرمادي النقي، ويُلاحظ أن أجزاءً من جانبيها قد تساقطت بفعل الضغط المستمر عليها. يُحتمل أنها كانت ذات مقبض في عهدها بما أن قاعدها ضيقة بعض الشيء. عُثر عليها في حرم المدرسة الإنجيلية للبنات في منطقة البطركيّة ببيروت.
اكتشف الباحثون وعلماء الآثار عدّة مواقع أثرية تقع ضمن حدود المناطق التي تُشكّل مدينة بيروت المعاصرة، وكان معظم هذه المواقع يحتوي على أدواتصوّانية تعود لعهود متعاقبة تبدأ من العصرين الحجريين:القديم الوسيطوالقديم العلوي، مرورًابالعصر الحجري الحديث ووصولاً إلىالعصر البرونزي. أما أبرز هذه المواقع فهي:
موقع ميناء الحصن: وصفه الباحثون بأنه «قرية بيروتيّة»، ويُرجّح أن موقع الأصلي كان على شاطئ البحر بالقرب من فندقيّ الشرق وبسول، في الجادّة الفرنسية المعروفة محليًا باسم «شارع الفرنساوية».[25][26] اكتُشف الموقع في سنة1894، ودُرس لأول مرة على يد أحد الآباء اليسوعيين في سنة1900.[27] وُصفت الأدوات الصوانية التي عُثر عليها في الموقع بأنها موستيرية، وقد احتفظ بها متحف الفنون الجميلة في ليون.[28]
موقع أم الخطيب: يقع شمال منطقةالطريق الجديدة الحالية، وعُثر فيه على أدوات صوّانية ترجعللعصر النحاسي. تدمّر هذا الموقع بعد أن شُيدت عليه مبان في سنة1948.[28]
موقع فرن الشبّاك: يقع على الضفة اليسرى مننهر بيروت، حيث تنتهي حدود المدينة.[27] كانت المنطقة مغطاة سابقًا بالرمال الحمراء التي شكّلت مصاطبًا للنهر ترجعللعصر الرباعي. عثرت مجموعة منالآباء اليسوعيين على هذا الموقع، واكتشفوا فيه عدد كبير من الأدوات الصوّانية التي تعود للعصر الحجري القديم الوسيط، وقد كان معظمها مغروسًا في الرمال على ضفة النهر.[29] شملت المكتشفات حوالي 50 أداة قطع تعودللفترة الأشولينية، يحتفظ بها اليوم المتحف اللبناني للآثار القبتاريخية.[30]
موقع نهر بيروت: قيل بأنه وقع في بستان لأشجارالتوت على الضفة اليسرى للنهر بالقرب من خط سكة الحديد المتوجهة إلىطرابلس. اكتشف في هذا الموقع عدّة بقايا لرماح وحجارة صوّانية مسننة وعظام مدفونة وسط الطمي.[31] وقد شُيّدت عليه مبان في الوقت الحالي.[32]
كما عُثر في مواقع أخرى،[28] أهمها موقعا البطركيّة والبرج، على بقايا فؤوس قديمة، وعلى قبور تعود لأواسط العصر البرونزي، في المنطقة الأخيرة، مما دفع الباحثين للقول أن «تل» بيروت القديم، أو المستعمرة البشرية الرئيسيّة، كانت تقوم في ذاك المكان.[33]
بُنيت بيروت من قبل أهلجبيل (بيبلوس) قبل أربعة آلاف سنة، وما لبثت أن كبرت وعمرت بالسكان وأصبحت مملكة مستقلة على الساحل الذي كان يُعرف باسمفينيقيا وعبد أهلها إلها خاصاً بها اسمه «بعل بيريت» أيإله أو سيّد بيروت، وضربت باسمهاعملة نقديّة تحمل رسماً يمثل هذا الإله.[34] وأول إشارة لمدينة بيروت تعود للقرن الخامس عشر قبل الميلاد حيث ذكرت فيرسائل تل العمارنة المسمارية التي ذكرت عن «عمونيرا» ملك «بيريت».[35] الذي أرسل ثلاث رسائل إلى الفرعون المصري.[36] كما ذكرت «بيريت» في رسائل «رب حدا» ملك جبيل. وأنشئت أول مستوطناتها على جزيرة وسط نهرها التي طُمرت عبر الأزمان.
خضعت بيروت لحكمالمصريين بعد أن قامالفرعونتحتموس الثالث باحتلال الساحل الشرقي للبحر المتوسط أثناء طردهللهكسوس منمصر، وبعد المصريين قام كل منالآشوريينوالكلدانيينوالفرس بالسيطرة على فينيقيا ومنها بيروت، قبل أن يهزمالإسكندر الأكبر الفرس ويضم المدينة لإمبراطوريته. وفي سنة 140ق.م احتلها ودمرها «ديودوتوس تريفون»، الملك الهيليني، خلال صراعه مع «أنيوخس السابع» للسيطرة على عرشالدولة السلوقية. ومن ثم أعيد بناؤها على الطراز الهيليني وسميت «لاوديسيا الفينيقية» (باليونانية: Λαοδικεια ή του Φοινίκη) وفي بعض الأحيان «لاوديسيا الكنعانية». تقع المدينة اليوم على أنقاض تلك التي بناها اليونان، كما أظهرت الحفريات التي أعيد العمل بها بعد انتهاء الحرب الأهلية سنة1991. وتشير إحدى الحفريات من سنة1994 إلى أن شارع «سوق الطويلة» الحديث هو تطور لشارع هيليني أو روماني قديم.
آثار حمامات بيروت الرومانية، وسط المدينة.
واحتل بيروت الجنرال الرومانيماركوس أغريبا في عام 64 ق.م. وسماها «مستوطنة جوليا أغسطس بيريتوس السعيدة» (باللاتينية: Colonia Iulia Augusta Felix Berytus) تيمنا بجوليا بنت الإمبراطور أغسطس[37][38][39] ونظرا لأهمية المدينة تمركز فيها الفيلقان الرومانيان: المقدوني الخامس، والغالي الثالث مما حولها إلى جزء من الإمبراطورية الرومانية وبالتالي تمّ تعميرها وفقا للنمط المعماري الروماني، فبُنيت فيها الأبنية، منهياكلومسارحوحمامات، ومؤسسات حكوميّة فخمة.
عرفت المدينة أزهى أيامها خلال عهدهيرودوس فأصبحت مدينة رومانية كاملة الحقوق في سنة 14 ق.م، ومنحت لقب المستمعرة الممتازة.[40] اشتهرت بيروت تحت الحكمالروماني بمدرسةالقانون والتي استمرت بتدريسالحقوق لأكثر من 300 عام، وكانت في ذلك العهد مرجعاً لطلاب العلم من الوطنيين والأجانب. وهي المدرسة التي أكسبت المدينة في ذلك الحين للقب «أم الشرائع ومرضعة العلوم».[41] من أشهر مدرسيها الحقوقيين الفينيقيين «بابينيانوس» و«أولبيانوس»، الذين اشتهرا خلال حكم الأباطرة السيفريين، والذي كان عملهما أساس قانونجستنيان الأول المعروف «بالبندكتس». دُمرت المدرسة نتيجةً لموجة الزلازل التي ضربت بيروت فيسنة551 للميلاد، فنقل طلابها إلى مدينة صيدون.[23][37][42][43] وقتل الزلزال 30,000 بيروتي و250,000 من سكان الساحل الفينيقي، الأمر الذي أفقد بيروت أهميتها خلال السنين المتبقية لها تحت حكمالروم البيزنطينين.
بعد حوالي مائة سنة من دمار المدينة، أي خلال سنة635م، فتحها العرب بقيادةمعاوية بن أبي سفيان في زمنخلافةعمر بن الخطاب ثانيالخلفاء الراشدين الذي أمر بترميمها وتحصينهابالقلاع لحمايتها من هجمات الروم الذين حاولوا عبثاً استعادتها عدة مرات.[44] وفي تلك الفترة لم تحظ بيروت بشهرة كبيرة وأهمية تذكر مثل تلك التي حظيت بها مدينةعكا كمركز تجاري في شرقي البحر المتوسط.
عندما ارتقىمعاوية بن أبي سفيان سدةالخلافة الإسلاميّة جلب إلى بيروت قوماً من الفرس وأسكنهم فيها مثلما فعل بغيرها من مدنالساحل الشاميوبعلبك. كانت المدينة خلال عهد الخلفاء الراشدينوالأمويين ثمالعباسيين، تابعةلدمشق، واتخذها المسلمون في العهود المذكورة رباطاً، أي قاعدة عسكريّة، ومنها انطلقت الجيوش العربيّة التي حملها معاوية على الأسطول الذي فتح به جزيرةقبرص أيامعثمان بن عفان. وفي أيامأبي جعفر المنصور، ثاني الخلفاء العباسيين، ظهر فيها عدد من العلماء البارزين أهمهمعبد الرحمن الأَوزاعي، المعروف باسم «الإمام الأوزاعي» المتوفى سنة773، وقبره ما يزال موجوداً بالقرب منها عند الجهة الجنوبيّة على ساحل البحر، في منطقة أصبحت تحمل اسمه، وهذاالقبر كان وما يزال مقصداً للناس الذين يزورونه ويتبركون به.[40] استعاد ملك البيزنطيين «يوحنا زيميسياس» بيروت عام974 ولبث فيها نحو سنة، ثم أخرجته منها القوات المصريّة التي أرسبهاجوهر الصقلي في أيامالعبيديين حكّاممصر في ذلك الحين، وفي زمنهم كانت هذه المدينة تابعة لدمشق المرتبطة رأساًبالقاهرة حاضرة الخلافة العبيديّة يومذاك.[45]
رسم من سنة1842 يُظهر إعادة احتلال بيروت من قبل الصليبيين سنة1197.
هاجمت جيوشالصليبيين بيروت سنة1102، بالرغم من أنها لم تكن مهمة في ذلك الوقت، لكنها امتنعت عليهم وصدتهم، فلما كانت سنة1110 أعادت هذه الجيوش الكرّة عليها بقيادة «بغدوين الأول» وتمكنت من احتلالها.[45] وبقي الصليبيون في المدينة حتى سنة1291، وكانت في تلك الفترة تابعةلمملكة بيت المقدس وقد اعتمد ازدهارها في ذلك الوقت على حركة تبادلهاالتجاري معأوروبا فيالبهارات. ومن أشهر القواد الصليبيين الذين حكموا بيروت، «يوحنا الأول سيد إبلين»، الملقب «بسيد بيروت العجوز» (1179–1236) الذي قام بترميم المدينة بعد المعارك المتعددة معصلاح الدين الأيوبي، كما بنى قصر آل إبلين فيها.[46] استعاد صلاح الدين الأيوبي بيروت في سنة1187، لكنها عادت إلى الصليبيين بعد حوالي عشرة أعوام، وبعد أن زالتالدولة الأيوبية وحلت مكانها دولةالمماليك أرسل الملكالأشرف خليل ابن الملكقلاوون الصالحي جيشاً كبيراً إلى المدينة فاستعادها وجعلها تابعة لنيابة طرابلس الشام التي كانت مرتبطة رأساً بالقاهرة مقر السلطة المملوكيّة آنذاك.[45]
في سنة1516 تغلبالسلطانسليم الأول العُثماني علىقنصوه الغوري سلطان المماليك وقضى عليه فيمعركة مرج دابق شماليحلب، وتابع زحفه حتى احتل جميعبلاد الشام، ومن ذلك الحين دخلت بيروت في حوزةالدولة العثمانية وكان أول حاكم عُثماني فيها محمد بن قرقماز (قرقماز أوغلو) وهوجركسي.[44] حُكمت المدينة من قبل الأمراء الدروز،[47] تارة من بني عسّاف وتارة من بني سيفا،[48] ابتداءً منالقرن السادس عشر، وفي تلك الفترة كانت بيروت مجرد قرية عادية، بعد أن قل فيها التجار وضعفت الأعمال الصناعية، والمهن البحرية،كالصيدوصناعةالسفن وترميمها وتزويدها بالمؤن، وذلك إما لانتشارالقراصنة فيالبحر المتوسط في ذلك الوقت، أو لانصراف الكثير من القوافل البحرية إلى الدوران حولإفريقيا عن طريقرأس الرجاء الصالح الذي اكتشف سنة1498، فتحولت بذلك طريق التجارة معالهند إليه بدلا من المرافئ اللبنانية.[49] وفي السنوات العشر الأخيرة منالقرن السادس عشر للميلاد، تغلب الأميرفخر الدين بن معن على الأمير يوسف بن سيفا الذي كان حاكماً على مدينةطرابلس وبلادكسروان ومدينة بيروت وانتزع منه المقاطعة الكسروانيّة وبيروت وطرد من هذه المدينة الآغا الذي كان متسلماً عليها من طرف ابن سيفا. وقام فخر الدين خلالالقرن السابع عشر بالاعتناء بعمران المدينة بشكل كبير، فازدهرت وانفتحت علىأوروبا في أيامه،[50] ومن المعالم التي أنشأها: البرج الذي عُرف فيما بعد باسم برج الكشاف، لأنه أستُعمل مرقباً لاستكشاف المراكب المعادية التي تحاول الإغارة على البلد، وإليه تنسب ساحة البرج الواقعة في الجهة الشرقية منه، والتي أصبحت تعرف اليومبساحة الشهداء أو ساحة الحرية، وكذلك أنشأ الأمير قصراً له في بيروت بالاستعانة بخبرات بعضالمهندسينالإيطاليين،وحديقة للحيوانات، وقام بزيادة عدد أشجار الصنوبر في حرج بيروت وتنسيق تلك الموجودة.[51] وبعد زوالالإمارة المعنية عادت بيروت لتتبع ولاية طرابلس من جديد.
في السنوات الأخيرة منالقرن الثامن عشر شهدت بيروت صراعاً شديداً بين حاكمها الشهابي الأمير يوسف وبين أحد أتباعهأحمد باشا الجزار، عندما كان كل منهما يحاول الاستئثار بها وتعرضت خلال هذا الصراع لاحتلالها من قبلأميرال البحر «سبنسكوف» الروسي، الذي كان يقوم بأعمال القرصنة في المياه العثمانيّة لحساب إمبراطورة روسياكاترين الثانية،[52] فلقد نصّب هذا القرصان مدافع في سهلات البرج ليتمكن من ضرب سور المدينة من قرب، ولهذا السبب أطلق الإفرنج على هذه السهلات اسم «ساحة المدفع»، ولكن احتلال الروس انتهى بعد شهور قليلة بعد أن دفعت لهم المدينة غرامة قدرها 25 ألف ريال بعملة ذلك الزمان. فعاد إليها الجزار وقبض على سيده السابق الأمير يوسف الشهابي بمعاونة ابن أخ الأخير، الأميربشير الثاني الشهابي المشهور بالمالطي، وأعدمه سنة1790 في مدينةعكا.[53] في أيام الجزار مُنع الشهابيون من الإقامة في بيروت، وهُدمت بيوتهم التي كانت فيها، كما مُنع أهل جبل لبنان من السكن في هذه المدينة التي ألحقها الوالي المذكور بمدينة عكا التي اتخذها مركزاً له باسم ولاية عكا. والجزار هو الذي بنى السور الذي كان يحيط بيروت من كافة أطرافها ومنع الناس من السكن خارجه، فسجل انخفاض في عدد سكان المدينة إلى 8,000 نسمة في تلك الفترة، وبقي هذا المنع سارياً حتى سنة1832، ففي هذه السنة اقتحمهاإبراهيم باشا بنمحمد علي باشا وهدم السور وأباح بناء المساكن خارجه، فعاد لبيروت دورها المهم مرة أخرى.[40]
بقيت بيروت تحت الحكم المصري من سنة1832 حتى1841 وهي المدة التي بقيت فيهابلاد الشام في حوزة إبراهيم باشا. وفي هذه الفترة عرفت هذه المدينة تطوراً أساسيًا شمل سائر مرافقها العُمرانيّة والإداريّة، ونما عدد سكانها يومئذٍ من 8 آلاف نسمة إلى 15 ألفاً، وذلك بسبب امتداد رقعتها إلى خارج السور الذي أمر إبراهيم باشا بهدمه وسمح للناس ببناء مساكنهم في الضواحي التي أصبحت فيما بعد جزءاً من المدينة نفسها، كما ازدهرت أحوالها التجاريّة بسبب اختيارها مركزاً للحجر الصحي، الأمر الذي أجبر جميع القادمين إلى الشام على الخضوع له للتأكد من سلامتهم الصحيّة وخلوهم منالأمراض المعديّة.[54] وخلال عهد المصريين كان حاكم بيروت هو القائد في الجيش المصريسليمان باشا الفرنساوي. في سنة1841 تمكنت الدولة العُثمانيّة من استعادة سيطرتها علىبلاد الشام، فقاموا بنقل كرسي الولاية إليها وعيّنوا عليها والياً من قبلهم اسمه سليم باشا. وفي عهد هذا الوالي بدأت بيروت بالازدهار فازدادت عماراً وسكاناً، وانتقلت إليها تجارةالإفرنج، وعظم شأنها، وكثر مجيء المراكب الأوروبيّة إليها.[55] وخلال أحداث1860 بين الدروز والمسيحيين، لجأ الكثير منالموارنة النصارى إلى بيروت هربا من المذابح فيجبل لبنانودمشق.[56]
خلال منتصفالقرن التاسع عشر ازداد سكان بيروت وتوسعت المدينة لتتخطى أسوارها.[57] وفي خضم هذا التوسع قامت الإرساليات الغربية ومفكرو العالم العربي بتكوين المدينة. وأصبحت مركز الثقافة والفكر العربي ومركز تنوع عالمي بوجود الأوروبيين والأميركيين. فشركة المياه كانت بريطانية وشركة إمدادالغاز كانت فرنسية فيما أنشأ الأميركيون المدارس والجامعات ومن أشهرهاالجامعة الأميركية في بيروت. واشتهرت فيها صناعات وتجارةالحرير. كما أنشأ الفرنسيون مرفأ بحريا عصريا في سنة1894 ومدوا سكك الحديد بين بيروتودمشقوحلب في سنة1907. وكانت السفن الفرنسية تنقل البضائع بين بيروتومارسيليا وسرعان ما أصبح للفرنسيين تأثير أكبر من أي دولة غربية أخرى، وفي تلك الفترة أخذ السكان يقتدون بالأوروبين في بعض نواحي عيشهم وفي ملبسهم. ونشرتموسوعة بريتانيكا أن توزيع سكان بيروت في سنة1911 كان كالتالي:مسلمون (36,000 نسمة)،مسيحيون (77,000 نسمة)،يهود (2,500 نسمة)،دروز (400 نسمة)، أجانب (4,100 نسمة).[58]
خلالالحرب العالمية الأولى عصفتالمجاعة والأمراض بجبل لبنان نتيجة لبعض التدابير العثمانية الضارة، وبسبب مجريات الحرب، وكنتيجة لهذا لجأ الكثير من أبناء الجبل إلى بيروت للحصول على لقمة عيشهم، وفي تلك الفترة قام بعض الوجهاء البيروتيين بتأسيس بعض الجمعيات التي أخذت على عاتقها تقديم المساعدات والإغاثات للجبليين مما خفف من وطأة الحرب عليهم.[59] وبتاريخ8 أكتوبر1918 سقطت المدينة من العثمانيين ووقعت بأيدي قوات الحلفاء بقيادة الجنرالإدموند ألنبي. وأعلنتعصبة الأمم بيروت خاضعةللانتداب الفرنسي مع بقية مناطقجبل لبنان،البقاعوسوريا الكبرى. ثم أعلنها الفرنسيون في1920 عاصمةلدولة لبنان الكبير، والتي أصبحتالجمهورية اللبنانية في سنة1926 ولكن لم تنل استقلالها إلا في سنة1943. وازدهرت بيروت خلال فترة الاستقلال وأصبحت نقطة استقطاب ثقافي واقتصادي لكل محيطها. فأصبحت بمثابة البلد الثاني أو المصيف للعديد من مواطني العالم العربي. وشهدت بيروت اضطرابات لفترة بسيطة سنة1958 زمن الرئيسكميل شمعون بسبب الصراع حولحلف بغداد، وخلال فترة الستينات من القرن العشرين أصبحت المدينة تعرف باسم «باريس الشرق». وبعدحرب 1967 معإسرائيل، أصبحت بيروت مركزاً أساسياً للفدائيين الفلسطينيين الذين حاربوا الأخيرة.
دخان يتصاعد من ركام الثكنات العسكرية التي تم تفجيرها سنة 1983.الخراب فيساحة الشهداء عام1982، عندما أصبحت منطقة تماس بين القوى المتنازعة اللبنانية.
وفي العام1975[60] اندلعتالحرب الأهلية اللبنانية وقسمت المدينة إلى شطرين: شرقي مسيحي، وغربي مسلم،[61] وعم المدينة الخراب والفوضى. وقامالجيش الإسرائيلي في سنة1978 باجتياح لبنان واحتلال أراضيه من الجنوب حتى نهرالليطاني في عملية أعطاها الجيش الإسرائيلي اسم هذا النهر ثم توسع الاحتلال في لبنان بعد العدوان الإسرائيلي الثاني في سنة1982 ليصل مشارف العاصمة ويحاصرها. وفي سنة1983 تمّتفجير الثكنات العسكرية الفرنسية والأميركية في المدينة.[62][63][64] وفي سنة1990 استقر الوضع في لبنان وتوحدت بيروت وعادت إليها حركة العمران بسرعة لتعود مركزا تجارياً وثقافياً مهماً للمنطقة العربية من جديد بجهود جبارة من رئيس الوزراء اللبناني الأسبقرفيق الحريري.
بعداتفاق الطائف وانتهاء الحرب اللبنانية ومع تولي الرئيسرفيق الحريري الحكومة بدأ إعمار بيروت وإعادتها مجدداً إلى الساحة الدولية، فبدأ بإعمار وسط بيروت التي قامت شركةسوليدير ببنائه، وغدت بيروت مجدداً باريس الشرق حتى سنة2005.
رسوم وشعارات على إحدى جدران المباني الناشئة في ساحة الشهداء رسمها المتظاهرون عقب اغتيال الحريري.جانب من المظاهرات المنددة بالسلطة اللبنانية والنظام السوري في ساحة الشهداء، عقب اغتيال النائببيار أمين الجميل.
اغتيلرفيق الحريري بتاريخ14 فبراير سنة2005، بانفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة على طريقخليج السان جورج حيث كان موكبه يعبر، وأسفر الانفجار عن أضرار جسيمة لحقت بالمباني المجاورة، وعن مقتل عدد من رفاق الحريري وعدد من المارّة.[65] وفور ذيوع خبر وفاة الحريري سارت مظاهرات في عدد من شوارع بيروت أطلق فيها المتظاهرون شعارات ضد رئيس الجمهوريةإميل لحود ورئيس الحكومةعمر كرامي والنظام السوري ممثلاً بالرئيسبشار الأسد،[65] وعقد أطراف المعارضة اللبنانية اجتماعًا في دارة الحريري خلص إلى تحميل السلطة اللبنانية والسلطة السورية «بصفتها سلطة الوصاية» المسؤولية عن الجريمة. ودعا المجتمعون إلى رحيل السلطة القائمة وانسحاب القوات السورية بالكامل قبل الانتخابات، وأعلنوا عن إضراب شامل لثلاثة أيام.[65] شكّل اغتيالرفيق الحريري بداية لسلسلة من الاغتيالات التي طالت سياسيين لبنانيين يعارضون الوجود السوري في البلاد، وقد اعتصمت القوى السياسية المعارضة في وسط بيروت التجاري طيلة شهران، أغلقت خلالها الكثير من المصالح، إلى أن انصاع رئيس الحكومة عمر كرامي، وتنحى عن منصبه، ثم تلا ذلك انسحبًاللجيش السوري من لبنان بتاريخ26 أبريل تحت ضغط مظاهرات مناصري ما عرف لاحقًابتحالف 14 آذار وقرار الأمم المتحدة رقم 1559.[66] بعد انسحاب الجيش السوري حصلت عدّة مجادلات سياسية بين السلطة والمعارضة. وتخلل ذلك عدوان إسرائيلي فييوليو2006 دُمرت خلاله البنية التحتية اللبنانية.
وفي7 أيار2008، قام مسلحو المعارضة فيلبنان منحزب اللهوحركة أملوالحزب القومي السوري بالسيطرة على بيروت كردّ فعل على اتخاذ الحكومة قراراً بتفكيك شبكة الاتصالات الخاصة بالمقاومة وبعزل مديرمطار بيروت الدولي حيث اعتبرت المعارضة هذا القرار خرقًا للبيان الوزاري القاضي بدعم المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وتلا هذه العملية اتفاق في مدينةالدوحة أدى إلى إخلاء وسط بيروت من مظاهر الإضراب وأعاد الثقةبالسياحة اللبنانية. وبتاريخ18 أكتوبر2008 تبادل لبنان وسوريا السفراء لأول مرة في تاريخهما.[67]
أحد شواطئ بيروت الصخرية-الجرفيّة، لاحظ تحول الجرف الصخري إلى شاطئ تدريجيّا.صخرة الحمام (الروشة)صورةساتليّة لبيروت تظهر شكلها المثلث.
تقع بيروت علىشبه جزيرة تتجه لناحية الغرب نحوالبحر المتوسط، على بعد 94 كيلومتر (58 ميل) من شمال الحدود الفلسطينية اللبنانية.[68] يحد المدينة من الشرقسلسلة جبال لبنان الغربية؛ وهي تتخذ شكلا مثلثا، بسبب وقوعها بين وعلىتلتين: تل الأشرفية وتل المصيطبة.
تبلغ مساحةمحافظة بيروت 18 كم² (6.9 ميل مربّع)، بينما تبلغ مساحةالتجمع الحضري للمدينة 67 كم² (26 ميل مربّع).يعتبرالشاطئ البحري لبيروت متنوعا، فهوصخري في شمال المدينة،ورملي في جنوبها، وفي بعض الأقسام من الشمال يكون الشاطئ عبارة عن أجراف صخرية مرتفعة، كذلك فإن هذه النماذج جميعها يمكن أن تندمج سويا في بعض الأماكن، مثل نقطة التقاء شاطئ الروشة بشاطئ الرملة البيضاء.
الطقس في بيروت معتدل إجمالا، إذ يسودالمناخ المتوسطي المتمثل بفصلصيف حار عالي الرطوبة،وربيعوخريف معتدلين،وشتاء بارد ممطر. يعتبرأغسطس أكثر شهور السنة حرّا، حيث يمكن أن يصل معدل الحرارة إلى 29 °مئوية (84 °فهرنهايت)، كما يعتبر شهراينايروفبراير أكثرها برودةً، حيث يصل معدل درجات الحرارة في الشهر إلى 10 ° مئوية (50 ° فهرنهايت). يكون اتجاه الرياح غربيّا خلال فترة بعد الظهر والمساء، أي أنه يهب منالبحر إلىاليابسة، أما في الليل، يتغير الاتجاه إلى الشرق، أي إنه يهب من اليابسة نحو البحر.
يبلغ معدلالأمطار السنوية في بيروت 860ميليمتر (34.1 إنش) والتي يتساقط معظمها خلال أشهر الشتاء، والقليل منها يتساقط في الخريف والربيع. تتساقط معظم الأمطار خلال عدد محدود من الأيام بشكل كثيف في العادة، أماالثلج فيندر أن يتساقط في بيروت، وبحال تساقط فإنه لا يتراكم، ويُستثنى من ذلك شتاء السنوات1920،1942،و1950، حيث هبّت ثلاثعواصف ثلجية كبيرة علىلبنان أدت إلى هطول الثلوج على الساحل.
أحياء بيروت الإثني عشر.جانب من حي المصيطبة القديم، يظهر فيه مسجد المنطقة.
الأشرفية: عُرفت بهذا الاسم منذ حوالي سبعمائة سنة، أطلقت بعض النصوص عليها اسم «مزرعة الأشرفية»، وقد سُميت بذلك تيمنًا بالسلطان المملوكيالأشرف صلاح الدين خليل. تقع على الهضبة الشرقية البيروتيّة، وتشتهر بأنها منطقة راقية.[71]
عين المريسة: يرجع أصل اسمها إلى «الريّسة»، أي المرسى الصغير بصيغة «المرسة»، أي قطعة من الحبل، والعين التي هي الينبوع الصغير الذي يصب بالبحر.[72]
الباشورة: إحدى أقدم المناطق في بيروت، يرتقي عهدها إلى عصر الخليفة المنصور، وقد اشتهرت بوجود المقبرة الإسلامية فيها التي تفصل نحلة السور بينها وبين بيروت القديمة. يعني اسمها: البرج المتعالي الذي يقع على مدخل القلاع والمدن.[73]
ميناء الحصن: في الأساس كانت تُدعى «ميناء الحسن»، ثم حُرفت مع الوقت فصارتالسين تُلفظصادًا. يُحتمل أنها حملت هذا الاسم لوجود برج حصن بيروت في المنطقة في قديم الزمان.[74]
المصيطبة: أصل الاسم يرجع إلى «مسطبة بيدمر»، كانت بريّة تقع خارج أسوار بيروت القديمة لحين تحريرالمماليك للساحل الشامي من الصليبيين، فحينها أمر السلطانالأشرف صلاح الدين خليل، أمر بتحويل بيروت إلى قاعدة بحرية والانطلاق منها لاستعادةقبرص. فبدأ قادة الجيش والجند يستقرون في تلك المنطقة الخالية، ومع مرور الوقت استحالت قرية بحد ذاتها قبل أن تلتحم مع بيروت.[75]
المرفأ: تيمنًا بمرفأ المدينة القديم الذي ما زال قائمًا في هذه المنطقة.
رأس بيروت: كانت منطقة مقفرة من السكان، ولم يقطنها إلا بعض المزارعين الذين كانوا يتعاطون زراعةالتينوالصبار. سًميت كذلك لأن قسمًا منها، وهو القسم الذي يدخل البحر، يشبه الرأس في تكوينه. أخذت المنطقة تصبح آهلة بالسكان بعد بناءالكلية السورية الإنجيلية عام1865، وعدد من المعاهد والكليّات الأجنبية، فتوافد البيارتة القدماء عليها، واستقروا هناك، وما لبث أن استقطبت المنطقة عدد من الأجانب أيضًا الذين اختلطوا مع أهل المدينة الأصليين.[76]
الرميل: إحدى الأحياء القديمة في المدينة، كان حيًا شعبيًا في بادئ الأمر قبل أن ينمو ويستحيل منطقة أرستقراطية، خاصة بعد إعادة بناءه عند انتهاءالحرب الأهلية اللبنانية.
الصيفي: يشتهر هذا الحي بمطاعمه ومقاهيه عربية الطابع، ونزله القديم التي تعود للعهدين العثماني والفرنسي، ومرابعه ونواديه الليلية الحديثة.
زقاق البلاط: أحد الأحياء المستحدثة فيالقرن التاسع عشر، بعد تطوّر مدينة بيروت واستحداثها عاصمةولاية. سُمي كذلك تيمنًا بزقاق طويل رُصفت أرضه بالبلاط. كان هذا الحي ذو طابع أرستقراطي، إذ قطنه البيارتة الميسورين والموظفين الحكوميين العثمانيين منأتراكوشركسوأرمن، أما اليوم فيُعد حيًا شعبيًا ذو طابع تراثي. تميز هذا الحي وما زال بتنوعه العرقي والطائفي، فالكثير من سكانه ذوي جذور عربية، وبعضهم تركي وكردي وأرمني الأصل، وأغلب السكّانمسلمون يتبعون المذهبينالسنيوالشيعي، وهناك قسم من السكان مسيحي يتبع كنيستيّالروموالأرمن الأرثوذكس، وكان هناك وجود في السابقلعدة أسر يهودية.[77]
ويُقسّم كل من هذه الأحياء إلى مناطق عقارية متعددة.[70] تقع ثلاثةمخيمات للاجئين الفلسطينيين في بيروت من أصل 12 مخيما رسميا في لبنان، وهذه المخيمات هي:مخيم برج البراجنة، مخيم شاتيلا، ومخيم مار الياس، وجميعها تقع جنوبي المدينة.[78] ومن بين الخمس عشر مخيمًا الغير رسميّة في لبنان، فإن واحد منها منها، وهومخيم صبرا، يقع في بيروت، بالقرب من مخيم شاتيلا.[79]
تختلف تقديرات عدد سكان بيروت بشكل واسع، فهي تصل بحسب بعضالإحصاءات إلى 938,940 نسمة،[80] بينما تصل بالنسبة لإحصاءات أخرى إلى 1,303,129 نسمة،[81] وإلى 2,012,000 نسمة بالنسبة للبعض الآخر.[3] إن غياب العدد الصحيح لسكان بيروت يعود إلى أنه لم يتم أيتعداد رسمي للسكان فيلبنان منذ سنة1932.[82]
تُعد بيروت، كغيرها من مدنبلاد الشام الكبرى، مدينة ذات مزيج عرقي كبير، يظهر جليًا في أسماء وألقاب العائلات والأسر التي تقطنها حاليًا. وسبب هذا المزيج هو الشعوب المختلفة التي مرّت على الشام ككل، واستقر البعض منها واختلط مع أبناء البلاد، لكن على الرغم من ذلك يبقى واضحًا طغيان عنصر معيّن على بقيّة العناصر، فغالبية البيارتة من مسلمين ومسيحيين، هم منأصول عربية سواء من توطن منهم فيها قبلالفتح الإسلامي، أو في ظل تلك الفتوح،[83] كما شهدت بيروت موجات جديدة من الهجرات العربية سواء منالمشرق العربي أو منالمغرب العربي.[83] وقد شهد عهدا الخلافة العربية بما فيها العهدالفاطميوالزنكيوالأيوبيوالمملوكيوالصليبي هجرة الكثير منالأعاجم واستقرارهم في بيروت، وكذلك كان الحال في عهدالخلافة العثمانية. كما شهدت القرون السابقةوالقرن العشرين العديد من النزوح من المناطق اللبنانية إلى بيروت خاصةً.[83]
كانت بيروت قبيل الفتح الإسلامي مأهولة من قبلالعربوالسريانوالروم، وعندما فتح المسلمون الساحل الشامي شهدت المدينة قدوم العديد من العناصر العسكرية والمدنية التي تنتمي إلى قبائل عربية، وقد توطنت في بيروت، ومنها من حافظت على أسماء قبائلها، في حين أن البعض الآخر اتخذ أسماء جديدة هي عبارة عن ألقاب وصفات ومهن، ومن القبائل العربية التي استوطنت بيروت: بنو حزموبنو مخزوموبنو قيس وبنو زيدان، وسواهم، وتفرّعت منهم أسر عديدة.[84] من أبرز أصول البيارتة المعاصرين الأصول المغربية والأندلسية، وقد بدأ المغاربة والأندلسيين يتوافدون إلى بلاد الشام ومدنها خلال العهد الصليبي، فقد انتقل آلاف المغاربة من بلادهم إلى الشام للمشاركة في الجهاد ضد الصليبيين، ووقع الكثير منهم أسرى، وقد حرص التجار والأمراء والسلاطين المسلمين على فك أسرهم نظرًا لما قدّموه من تضحيات، ومنحوهم منحًا مالية ووطنوهم في المدن وأدخلوهم في حاشيتهم.[85] كما أن قسمًا كبيرًا منهم أتى بغرض طلب العلم.[85] أما القسم الأعظم من المغاربة والأندلسيين، فقد وصل بيروت عقبسقوط الأندلس سنة1492،[85] وعقب الاحتلال الفرنسي لبلدان المغرب أواخرالقرن التاسع عشر، وطرد الكثير من السكّان بهدف توطين فرنسيين بدلاً منهم.[85] كذلك يظهر جليًا الأصل المصري لبعض العائلات البيروتية، من خلال تلقبها باسم المدينة أو البلدة التي وصلوا منها، مثل: الإسكندراني والرشيدي، والجيزي، وأغلب البيارتة ذوي الأصول المصرية وصلوا المدينة خلال عهد الحكم المصري لبلاد الشام.[86] أما باقي الأسر البيروتية ذات الجذور العربية فأصولها عراقية وشاميّة مجاورة وحجازية ويمنية.
تعرضت بيروت ومختلف بلاد الشام لموجات هجرة مدنية وعسكرية في العهود الأيوبية والمملوكية والعثمانية، خاصة وأن هذه العهود صاحبتها مجيء عشرات الآلاف من العساكر المقاتلة، بالإضافة إلى أن حكّام وسلاطين هذه العهود كانوا يعمدون إلى إسكان الجيوش بكثرة في المناطق الخاضعة لهم للدفاع عنها وصبغها بلون واحد.[87] وبناءً على ذلك تعرضت بيروت خلال تلك العهود لهجرات وموجات سكانية تمازجت مع العائلات البيروتية القديمة وتصاهرت معها، ومن أبرز الأعاجم الذين سكنوا بيروت:الأتراكوالإيرانيينوالأكرادوالشركسوالألبان،واليونان،والأرمن. ومن هذه العائلات من احتفظ باسمه الأصلي، وأغلبها اتخذ أسماءً وألقاب جديدة تدل على أصوله مثل: الأصفهاني، والأرناؤوط (من ألبانيا)، والبوشناق، وجركس، والمورللي، والكردي، والإزمرلي، وغيرها.[87] كذلك شهدت بيروت بعد انتهاءالحرب العالمية الأولى قدوم عساكر من مسلمي الهند قدموا معالجيش البريطاني. وقد استقر بعضهم في بيروت وحملوا اسم عائلة «الهندي».[87] أيضًا هناك قلّة نادرة من البيارتة ترجع بأصولها إلىأفريقيا جنوبالصحراء الكبرى، وهؤلاء يتحدرون منالرقيقالأسود، الذي كانت تجارته ناشطة إلىنهاية الدولة العثمانية، ومن الجنود السنغال الذين عملوا فيالجيش الفرنسي طيلة فترة الانتداب. وقد تمازج هؤلاء وتفاعلوا مع البيارتة منذ أوائلالقرن العشرين، لذلك فقد ضاعوا تقريبًا في المزيج البيروتي.[88]
تعتبر بيروت أكثر مدن لبنان غنى بالتنوعالدينيوالمذهبي، ويُحتمل أيضا أن تكون أكثر مدنالشرق الأوسط غنى بهذا التنوع،[89] إذ أن لكل منالمسلمينوالمسيحيين وجود فعّال فيها. هناك 9 طوائف رئيسيّة في بيروت هي:السنّة،الشيعة،الدروز،الموارنة،الروم الأرثوذكس،الروم الكاثوليك،الأرمن الأرثوذكس،الأرمن الكاثوليك،البروتستانت. يتولى الفصل في المنازعات والقضايا الدينية، أو قضايا الأحوال الشخصية، القضاء الديني المختص بالنسبة لكل طائفة على حدى. إن المطالبةبالزواج المدني في لبنان قوبلت بالرفض من قبل رؤساء الطوائف الروحية حتى الآن، ولكن الحكومة تعترف بالزواج المدني الذي انعقد في الخارج. يعيش في بيروت حاليا عدد قليل مناليهود، ولكن في السابق كان هناك نسبة كبيرة نسبيا من اليهود تسكن في حيوادي أبو جميل بوسط بيروت، ولا يزالالكنيس اليهودي قائما هناك حتى اليوم. ومن آثاراليهود الباقية في بيروت أيضا المقبرة اليهودية الواقعة في القسم الشرقي من المدينة، والتي دُفن فيها أيضا بعض الجنود الفرنسيين الذين خدموا في لبنان أيام الانتداب.ويتوزع سكان بيروت على الشكل التالي: مسلمون:65% (السنّة:80%، الشيعة:12%، الدروز:8%)، مسيحيون:30% (الموارنة:40%، الروم الارثوذكس:40%، الروم الكاثوليك:12%، الأرمن:8%)، أقليات ويهود:5%.[90]
كانللحرب الأهلية اللبنانية تأثير علىديمغرافية السكان وتوزع الطوائف في بيروت، فقبل الحرب كانت الأحياء السكنية أكثر اختلاطاً بالمذاهب المختلفة، أما اليوم فإن كل قسم من بيروت يطغى عليه طابع معين، فبيروت الشرقية أكثر سكانها مسيحيون، مع أقليّة سنيّة، بينما بيروت الغربية أكثر سكانها مسلمون سنّة، وفيها أقليّة مسيحية وشيعيّة. ويُلاحظ اليوم أن انتقال السكان المسيحيين والمسلمين من وإلى القسم الغربي والشرقي من المدينة عاد على نحو بسيط. يسكن ضاحية بيروت الجنوبية أكثرية شيعيّة، مع وجود أقليّة صغيرة من السنّة والمسيحيين. كان لبيروت تاريخ من عدم الاستقرار السياسي كنتيجة للانقسامات الطائفية، كما لعب الدين دوراً في السابق في تقسيم المجتمع اللبناني، كما يتضح من الحرب الأهلية الأخيرة.
كانالأرمن من أول اللاجئين إلى بيروت في المرحلة المعاصرة، وبدأ وصول الأرمن إلى لبنان سنة1915 بعد ارتكابالمذابح بحقهم من قبل الأتراك، وأول منطقة سكنوها كانت منطقة الكرنتينا ومن ثمبرج حمود، حيث لا يزال المتحدرين منهم يقيمون هناك حتى اليوم. كانت بيروت إحدى المدن الرئيسية في لبنان التي سكنها اللاجئون الفلسطينيون سنة1948، كذلك هناك عدد كبير منالسوريينوالمصريين الذين يقطنون المدينة ويعمل معظمهم في قطاع الخدمات والبناء. وبعدالغزو الأمريكي للعراق سنة2003، قدم لبنان حوالي 100,000 عراقي وسكن الكثير منهم في بيروت، إلا أن الحكومة أبعدت قسرا جزءاً كبيرا منهم أو قامت بسجنهم بسبب وصولهم بطريقة غير شرعية.[91]
تستقطب مدينة بيروت رجال الأعمال من لبنانيين وعرب وأجانب، وتتدفق إلى مصارفها تحويلات من كل أنحاء العالم. لذلك هي مركز مصرف لبنان وبورصته، وتحتل المركز المصرفي الأول في الشرق الأوسط، من هنا اتخذت مركزاً لاتحاد المصارف العربية، وساعد في ذلك السرية المصرفية التي يتبعها لبنان.
كان اللبنانيون عموما يتعاملونبالليرة العثمانية أيام الحكم العثماني، وكان الناس يرمزون إلى العملة باسم «العثمليّة» أو «الليرة العثمليّة»، وخلال عهد الحكم المصري في لبنان (1831-1840)، وفي السنوات اللاحقة بعده، تعامل البيروتيين بالعملة المصرية، وكانوا يرمزون إليها «بالمصرية»، ومن هذه العملة اكتسبت النقود لفظتيّ «مصاري» و«مصريات» اللتين لا تزالان تستعملان حتى اليوم في بيروت وكافة أنحاءلبنانوسوريا بمعنىنقود.[94]
بعد أن خضع لبنانللانتداب الفرنسي، أصدر الجنرال هنري غورو، المفوض السامي الفرنسي في سوريا ولبنان، نقدا خاصا لكلا البلدين، وقد حصر الإصدار «ببنك سوريا ولبنان»، وكان هذا المصرف فرنسيّا مقرهباريس، وربطت حكومة الانتداب النقد اللبنانيبالفرنك الفرنسي الذي كانت قيمته قد انخفضت كثيرا آنذاك، وجعلت الليرة وحدة العملة اللبنانية وقسمتها إلى مائة قرش، وبهذا ظهرتالليرة اللبنانية.[95] وبعد زوال الانتداب حصلت قطيعة اقتصادية بين لبنان وسوريا بتاريخ15 مارس1950 بسبب تباين وجهات النظر الاقتصادية بين الدولتين، فكان هذا حافزا للحكومة اللبنانية كي تعيد تنظيم اقتصاد الدولة، فأنشأت في أوائلستيناتالقرن العشرين «مصرف لبنان» أو «البنك المركزي» الذي حلّ مكان بنك سوريا ولبنان في إصدار النقد اللبناني.[96]
مكاتب الفرع الرئيسي لبنك لبنان والمهجر.
نشطت حركة المصارف بسبب الازدهار الاقتصادي خلال فترة الستينات وأوائلالسبعينات، فبعد أن كان عدد المصارف لا يزيد عن عشرة بعد الاستقلال، ارتفع في فترة الازدهار إلى قرابة المئة، وقد اختيرت مدينة بيروت سنة1974 مركزا لاتحاد المصارف العربية، وتشجيعا لهذا القطاع الاقتصادي، أقرت الحكومةقانون السرية المصرفية أملةً في اجتذاب الودائع الكبيرة من لبنانوالبلاد العربية، وقد أعطت هذه السياسة ثمارها وظهرت نتائجها في المبالغ الطائلة التي أودعت في المصارف اللبنانية في بيروت، والتي بلغت في بعض الأوقات ما يزيد عن 6 مليارات ليرة.[97] ومن المصارف التي تتخذ من بيروت مقرا رئيسيّا لها: بنك بيروت، بنك بلوم، بنك بيبلوس، بنك عودة، بنك لبنان والمهجر، بالإضافة لعدد من البنوك المشتركة مع بعض الدول العربية مثل البنك اللبناني الكويتي والبنك اللبناني المصري، وغير العربية كالبنك اللبناني الكندي، كما توجد بعض الفروع لمصارف أوروبية مثلالبنك البريطاني (HSBC).
على الرغم منالأزمة الاقتصادية العالمية (2007و2009 والمستمرّة حتى الآن)، فإن مصارف لبنان لم تتأثر بها بشكل يذكر، وبالتالي فإن قيمة الليرة اللبنانية بقيت مستقرة نسبيّا، ويعود ذلك إلى الإجراءات الصارمة التي تتبع عند منح القروض وغيرها من المدفوعات، والتي نصّ عليها وفرضها حاكم مصرف لبنان،رياض سلامة.[98] حصل الأخير على جائزة «أفضل حاكم مصرف مركزي لسنة 2009»، كونه كان قادرا على منع وصول الأثار السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية إلى لبنان، كما كان قد حصل على نفس الجائزة سنة2006.[99]
بورصة بيروت هيسوق الأوراق المالية الوحيدة العاملة في لبنان. تعتبر بورصة بيروت واحدة من أقدم الأسواق المالية في المنطقة حيث يعود تاريخ تأسيسها لسنة1920، تحت سلطة الانتداب الفرنسي، وكانت ثاني أقدم سوق مالية فيالعالم العربي. وفي أوائلالخمسينات تميز، الاقتصاد اللبناني بنشاط ملحوظ حيث بدأت شركات صناعية ومصرفية وخدماتية تدخل البورصة لتجعل من بورصة بيروت أفضل سوق مالي في المنطقة مع دخول حوالي خمسين شركة. مع اندلاع الأحداث اللبنانية سنة1975 تراجعت حركة التداول في بورصة بيروت، ومع تدهور الوضع الأمني، علق العمل في البورصة من سنة1983، ولم تعاود نشاطها حتى22 ديسمبر1996، أي بعد 13 عاما. في نهاية سنة2006 أطلقت بورصة بيروت نظام تداول جديد عن بعد، يسمح للوسطاء بتداول الصكوك المدرجة على بورصة بيروت عن بعد من مكاتبهم الخاصة. وفي13 فبراير2008 قررت البورصة الإجازة باعتماد التداول الإلكتروني «عن بعد» على بورصة بيروت عبرالانترنت وذلك حصراً من خلال شركات الوساطة المعتمدة في البورصة. تقع بورصة بيروت اليوم في وسط المدينة التجاري، بعد أن نُقل مقرها إلى هناك سنة2002.[100]
تعد بيروت مركزًا لأحد أهم وأكبرالموانئ الواقعة شرقالبحر المتوسط وهومرفأ بيروت؛ حيث أن موقعه وعمقالمياه فيه يتيح له أن يستقبل أكبر المراكب وسفن الشحن. فقد ظهر أن القسم المخصص منه لتخزين الحاويات كان يعمل ويحوي ما يزيد عن العدد العادي الذي يُفترض به أن يحويه، لأكثر من 10 سنوات، قبل أن تظهر الدراسات أنه يقدر أن يحوي هذا المقدار. كما وتوجد المقرات الرئيسيّة للعديد من المصارف والشركات اللبنانية في بيروت، وبعض فروع الأجنبية منها.
وسط بيروت التجاري، أحد أبرز وأهم المناطق ذات الثقل الاقتصادي بالمدينة.مركز تسوّق "سيتي مول"، أحد أكبر مراكز التسوق في لبنان والأكبر في بيروت.
تشكل التجارة جزءاً من طبيعة البيروتيين الذين اكتشفوا منذ القدم أهمية موقع مدينتهم المرفئية، كجمال التقاء بين الشرق والغرب يتمتع بميزات تسهم في إنجاح المبادرات التجارية على اختلافها. فغدت بيروت مركزاً مالياً وتجارياً وصناعياً مرموقاً يتعاطى جميع النشاطات المالية والخدمات المصرفية بالإضافة إلى نشاطات أخرى متعددة في قطاعات البناء والتجارة والاستيراد والتصدير والصناعة.
وتتمركز في بيروت المؤسسات الاقتصادية والتجارية الكبرى لتأمين الخدمات واستثمار المشاريع الإنشائية، ما وفر العمل للعديد من اللبنانيين، وجلب العديد من المستهلكين إليها، وقد ساعد في ذلك اعتماد لبنان النظام الرأسمالي الحر، وإقراره قانون السرية المصرفية وتوسيع وتطوير كل من مطار بيروت الدولي ومرفأ بيروت والمنطقة الحرة في كل من هذين المرفقين الحيويين الذين يعتبران عن حق بداية الشرق ومنفذاً للدول العربية على البحر المتوسط، وجسر الغرب الصناعي للشرق الاستهلاكي.[101]
سوق الطويلة، أحد أبرز الأسواق الشرقية القديمة في بيروت. تدمّر خلال الحرب الأهلية، وأعيد تجديده وبناءه.
تأسست جمعية تجـار بيروت سنة1921 وأعترف بها رسـمياً بموجب رخصـة رسـمية مؤرخة فيأبريل1921. وكان الهدف الأساسي للمؤسسين العمل على توحيد جهود التجار في مدينة بيروت والتي كانت ركن الأساس للتجارة اللبنانية، وتنسيق مساعيهم في خدمة مهنتهم والاعتناء بالوسائل التي من شأنها حماية التجارة اللبنانية وتشجيعها ورفع مستواها والدفاع عن مصالحها ومصالح أعضائها والعمل على تقدمها وتقدمهم من جميع النواحي الاقتصادية، والعمل على إيجاد المشاريع التجارية وتنشيطها على اختلاف أنواعها والسعي لتعزيز مدينة بيروت الاقتصادي وإنشاء مكتب للاستعلامات التجارية وناد لتعارف التجار توثيقاً للروابط بينهم والتوسط لدى السلطات الرسمية والدوائر الحكومية لرفع كل حيف يقع عليهم والعمل لكل ما يعود بالنفع على الجمعية عموماً.[102]
تتمركز في بيروت وضواحيها 66% من المؤسسات الصناعية اللبنانية نظراً إلى سهولة الحصول على المواد الأولية عبر مرفأ بيروت بالإضافة إلى توافر اليد العاملة.[101]
في بيروت أهم المستشفيات اللبنانية وأكثرها تجهيزاً وكفاية معظم الجهاز الطبي اللبناني، فضلاً عن المستوصفات والصيدليات ومستودعات الأدوية. اشتهرت في الماضي بأنها مستشفى العرب، وبعد الحرب عادت تدريجياً إلى موقعها المرموق ويأتي إليها العديد من العرب خصوصاً للحصول على الطبابة المميزة. ومن أبرز مستشفيات بيروت: مستشفى الجامعة الأميركية، مستشفى رزق، مستشفىأوتيل ديو، ومستشفى المقاصد.[101]
تتكون بلدية بيروت من مجلس البلديّة ولجان ذلك المجلس. يتألف مجلس البلدية من رئيس البلدية ونائبه وأعضاء المجلس البالغ عددهم 24 شخصا. أما لجان المجلس فقد حدد القانون عددها بست عشرة لجنة هي: لجنة المناقصات، لجنة المال والإدارة، لجنة متابعة مقررات المجلس البلدي، اللجنة القانونية، لجنة الحدائق والصحة والبيئة، لجنة التخطيط والأشغال والأملاك والاستملاكات، لجنة الإعلام والعلاقات العامة، لجنة تسمية الشوارع والسير والإنارة والنقل، لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية، ولجنة المؤسسات المصنفة.[105] يشمل الجدول أدناه أسماء محافظو بيروت من عام1936 إلى الوقت الحاضر:[106] كامل عبّاس حميّة (1936 –1941)، نقولا رزق الله (1946 –1952)، جورج عاصي (1952 –1956)، بشّور حدّاد (1956 –1958)، فيليب بولس (1959 –1960)، إميل ينّي (1960 –1967)، شفيق أبو حيدر (1967 –1977)، متري النمّار (1977 –1987)، جورج سماحة (1987 –1991)، نايف المعلوف (1992 –1995)، نقولا سابا (1995 –1999)، يعقوب الصرّاف (1999 –2005)، ناصيف قالوش (2005 –2014)، زياد شبيب (2014 –).
الحرم العلوي لمدرسة الإنترناشونال كولدج في رأس بيروت.
ينتشر في بيروت عدد من المدارس الخاصة، ومن أشهرها: الإنترناشونال كولدج، بيروت (الكليّة العالمية في بيروت، IC)، كلية لويس فاغمان، مدرسة الجالية الأميركية في بيروت، ثانوية الروضة، كلية السيدة الأرثوذكسية، الكلية الفرنسية البروتستانتية (بالفرنسية: Collège Protestant Français)، مدرسة القلب الأقدس - الجميّزة (بالفرنسية: Collège du Sacré-Coeur Gemmayzé)، الثانوية الفرنسية اللبنانية الكبرى (بالفرنسية: Grand Lycée Franco-Libanais). كذلك هناك بعض الجمعيّات الخيريةّ التي تُنشأ المدارس الخاصة مثلجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، والتي أنشأت عدّة مدارس خاصة في بيروت بقي منها 8 اليوم، ومن أهمها كلية المقاصد للبناتوكلية خالد بن الوليد.[112]
مبنى الحريري في جامعة بيروت العربية.
يعتمد انتقال الطالب إلى مرحلة التعليم العالي على حصوله علىشهادةالبكالوريا اللبنانية، ولكن يُقبل أيضا بالبكالوريا الفرنسية، باعتبار أنه تمت مساواتها بتلك اللبنانية، ويحصل الشخص على هذه الشهادة عن طريق نجاحه في امتحانات الثانوية العامة الرسمية. تعتبر البكالوريا الفنية أو المهنية بديلا عن تلك العادية بالنسبة لمن درس في المعاهد الفنية.[113]
المبنى الرئيسي للجامعة الأميركية في بيروت (الكولدج هول).
يؤمنالتعليم العالي في بيروت، وجميع أنحاء لبنان، عدد منالمعاهد المهنية ومؤسسات التعليم العادي، مثل الكليّات الجامعية، المؤسسات الجامعية،والجامعات. ومن بين كل صروح العلم هذه المنتشرة عبر الدولة، فإنالجامعة اللبنانية هي مؤسسة التعليم العالي الرسميّة الوحيدة التي تقع فيالعاصمة.[113] تُدار جميع الكليّات والجامعات في بيروت ولبنان من قبل وزارة التربية والتعليم العالي، ويعتبر الوزير المختص مسؤولا عن وضع البرامج التعليمية وتقرير موعد الامتحانات الرسميّة وصيانة هذه المؤسسات والحفاظ عليها بشكل عام.[113]
هناك عدد كبير من الطلاب الأجانب الذين يكملون دراساتهم العليا في بيروت، وأكثرهم منالخليج العربيوسورياوالعراق، والبعض منإيرانوأوروبا، وينبغي على أي أجنبي من الذين يرغبون بمتابعة تعليمهم العالي في لبنان أن يستوفي المؤهلات المطلوبة في اللبنانيين أنفسهم، فيجب أولا أن تكون شهادته الثانوية معادلة للبكالوريا اللبنانية كي يسمح له بالتسجيل في أي مؤسسة تعليم عالي. لا يخضع الطلاب الأجانب لأي نظام محاصصة، وتُقدم الحكومة المنح الدراسيّة ضمن نطاق الاتفاقات الثانئية التي عُقدت مع الدولة الأم للطالب الأجنبي أو الدولة التي يرغب الطالب اللبناني بالتعلّم فيها.[113] وعند حصول أي لبناني أو أجنبي على شهادة أجنبية، فإنه يجب التصديق عليها من قبل السفارة اللبنانية في ذلك البلد ووزارة الخارجية في لبنان، ومن ثم يبقى على الأجنبي المرشح للدخول في المؤسسة التعليمية أن يذهب بنفسه ومعه المستندات المطلوبة لإكمال إجراءات التسجيل في الجامعة أو المعهد الذي ينشده.[114]
تعتبر بيروت مركزا لبعض أهم وأشهر الجامعات فيالشرق الأوسط، مثلالجامعة الأميركية في بيروت،جامعة القديس يوسف، المعهد العالي للأعمال، والجامعة اللبنانية الأميركية، وبعض الجامعات والكليّات ذات الأهمية المحلية مثل جامعة بيروت العربية، والجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا.
مبنى حديث في حي الأشرفية ببيروت.مبنى قديم برسم الترميم يقع في حي الأشرفية.
إن النظام المعماري في بيروت فيالعهد العثماني يعتبر من أجمل ملامح التراث البيروتي واللبناني والعربي والعثماني، وتشهد الآثار العُثمانيّة المتبقية منمنازل ودوروقصور وسرايات وثكنومدارسومساجد، جمال وروعة هذا التراث. وعلى سبيل المثال فإن النشاطات الاقتصاديّة كانت ممثلة بالأسواق التجاريّة والصناعيّة والحرفيّة، من بين هذه الأسواق على سبيل المثال والتي كانت قائمة منذ العهد العُثماني: سوق الأساكفة، سوق البازركان، سوق العطارين، سوق الحدادين، وكثير غيرها. كانت بيوت البيارتة في تلك الفترة متواضعة بشكل عام، سقوفها مدعمة بالجسور الخشبيّة، وكان يصعد إلى الطابق العلوي بواسطة سلم حجر داخلي وسلم حجر خارجي، علماً أن بعض البيوت الأخرى كانت سلالمها مصنوعة من الأخشاب، أما المساطب فكانت نمطاً معمارياً تقليدياً موجود أمام بيوت بيروت كافة، كما وجدت في بيروت القديمة وفي ضواحيها القريبة بعض البيوت المتواضعة التي بنيت كلها منالخشب، وكانت تبطن الجدران الخشبية بصفائح منالقصدير أوالزنك لمنع الهواء من الدخول إلى المنازل.[115]
مبنى تراثي قديم في بيروت.إحدى الشوارع ذات المباني القديمة التي تمّ تحديثها في وسط بيروت التجاري.
وبشكل عام فإن بيروت فيالقرن التاسع عشر كانت تتميز بمنازل سقوفها منالقرميدالأحمر الموضوع فوق السقوف الخشبية، وبغرف واسعة ذات سقوف عالية، وإيوان جميل متسع يُسمّى المنزول وهو ما يُعرف حاليّا بالصالون أو غرفة الاستقبال. وكان يتخلل المنازل شبابيك شرعيّة، وفتحات زجاجيّة مرتفعة مصنوعة منالزجاج الملون وفي غالبية منازل بيروت شرفات في الطابق الأول، في أعلاها فتحات زجاجيّة مصنوعة من الزجاج الملّون، كما يتخلل الغرف بعض فتحات التهوئة، وكانت المنازل البيروتيّة تضّم عادة عليّة التي تُعرف محليا باسم «المتخّت» أو «التتخيتة» التي يعلوها عادة القافعة التي يصعد منها إلى سطح المنزل، حيث السطيحة التي يظللها العرزال ومسابك زهورالفلوالزنبقوالرياحينوالياسمين.
وفي فترة لاحقة تأثر البيروتيين بنمط العمارة الأوروبي، فأخذت البيوت ذات طابع العمارة الإيطالية والفرنسية تنتشر بالمدينة شيئا فشيئا حتى استبدلت الكثير من المباني ذات الطابع العربي أو العثماني. وفي فترة لاحقة، ومع ازدياد الكثافة السكانية، أخذ الناس يبنون العمارات المتعددة الطوابق فحلت مكان معظم الأبنية التقليدية لدرجة أن أي حي سكني به عمارة قديمة من أيام العثمانيين والفرنسيين تصنفه البلدية على أنه «حي ذو طابع تراثي». وبعد انتهاء الحرب الأهلية، قامت شركة «سوليدير» بإعادة بناء وسط المدينة المدمر، فبنت معظم المناطق السكنية في تلك المنطقة على الطراز الأوروبي.
تقع صخرة الروشة بالقرب منشاطئ المنطقة التي تحمل اسمها "الروشة"، وهي تعتبر أقصى نقطة غربية في بيروت. تعد الصخرة مقصدا بارزا للسائحين واللبنانيين على حد سواء، وتقوم على الشاطئ المقابل لها أعداد كبيرة منالمطاعموالمقاهي.[117] يقول بعض المؤرخين أن كلمة "روشة" تجد أصلها في الكلمةالآرامية "روش" التي تعني "رأس"، بينما يقول أخرون أن الاسم إنما هو تحريف للفظ "روشية،roché"الفرنسي، والذي يعني "صخرة".
تمثال الشهداء
تمثال الشهداء، أو نصب الشهداء التذكاري، هو نصب يقوم في وسط ساحة الشهداءبوسط بيروت، لتخليدذكرى الشهداء اللبنانيين الذينشنقهمالأتراك بتاريخ6 مايو1916 بتهمة التآمر علىالدولة العثمانية والتعامل مع أعدائها، في نفس الساحة التي يقوم بها التمثال اليوم، وكانوا قرابة 16 شخصا منهم: فليب وفريد الخازن، الشيخ أحمد طبارة، عمر حمد، وغيرهم.[118]
قصر سرسق
قصر سرسق، أو متحف سرسق، هو قصر أثري لبناني بناه نقولا سرسق في عام1910. يقع على هضبة حيالأشرفية في مدينة بيروت. وهب صاحبه القصر بعد وفاته في سنة1952 إلى بلدية بيروت،[119] على أن يتحوّل متحفاً للفنون الحديثة كما ذكر في وصيّته.[120] فتح المتحف أبوابه للعموم سنة1961، وهو يضم الآن مجموعة قطع وأعمال فنية إسلامية، وأدبية لعدد من الفنانين العالميين واللبنانيين.[121]
مسجد محمد الأمين
مسجد محمد الأمين أو مسجد خاتم الأنبياء، هو أكبر مسجد في بيروت ولبنان، قام بتشيدهرئيس وزراء لبنان السابق،رفيق الحريري، لكنه لم يكتمل إلا بعد رحيل الأخير. شـُيّد المسجد على مساحة تفوق 10 آلاف متر مربع، وطليت قببه باللونالأزرق وترتفع منه أربع مآذن يمكن رؤيتها من مختلف أنحاء بيروت، كما هي الحال مع جميع المساجد ذات النمط العمراني العثماني.[122] افتتح بتاريخ17 أكتوبر2008.
تمثال رياض الصلح
تمثالرياض الصلح، أول رئيس وزراء للبنان في عهد الاستقلال، يقع في وسط بيروت التجاري بالقرب من مقرالأمم المتحدة، في المنطقة التي تحمل اسمه "رياض الصلح"، وهي ذات المنطقة التي كانت تشكل حدود بيروت في القرن التاسع عشر حيث كان يقع سور المدينة هناك.
برج ساعة الحميدية
برج ساعة الحميدية أو برج الساعة العثماني، هو بناء يقع في ساحة النجمة بالقرب منالبرلمان اللبناني. بُنيت الساعة في عهدالسلطانعبد الحميد الثاني سنة1897م[123]، وكان المشروع نتاج أفكاروالي بيروت رشيد بك وهو المشروع الأول من نوعه في الفن المعماري العربي في ذلك الوقت وكان الهدف من بناء هذه الساعة تبيين النهضة والفن المعماري في عهد السلطان بالإضافة للتعريف بالأوقات.[124]
الجامع العمري الكبير
الجامع العمري الكبير هو أحد أقدم المساجد في بيروت ولبنان، وقد أطلق عليه هذا الاسم تكريماً للخليفةعمر بن الخطاب. كان في الأصل معبدا وثنيا وهيكلا بناه الإمبراطور الروماني فيليب في القرن الثالث قبل الميلاد، ثم تحول إلى قلعة عسكرية ثم إلى مركز علمي قبل أن يُبنى على أنقاضهكنيسة خلالالحروب الصليبية سنة1110م عُرفت باسم كنيسة مار يوحنا المعمدان. تسلمه المسلمون في عهد صلاح الدين الايوبي من الصليبيين. جدد بناؤه حاكم بيروت زين الدين عبد الرحمن الباعوني سنة 764هـ. وادخل عليه فن البناء والهندسة الإسلامي.
حديقة الجامعة الأميركية
تقع هذه الحديقة بداخل حرمالجامعة الأميركية في بيروت، وهي ليست مخصصة للعموم، فهي جزء من الجامعة وعلى هذا فلا يدخلها سوى الطلاب والأساتذة. تعتبر الحديقة مهمة بالنسبة للمدينة لأنها المتنفس الأساسي لها والمنقي الأول لهوائها، مما جعل البعض يدعوها "الغابة الأخيرة في بيروت". تتألف الحديقة من مجموعة أشجار بلدية وأجنبية من شاكلة تين البنغال،شجرة المطاط،نخيل البلح، الأرز اللبناني، الصنوبر الحلبي، الصنوبر الجوّي، وغيرها منالأشجاروالنباتات.[125]
أبراج الواجهة البحرية
أبراج المارينا، أو أبراج الواجهة البحرية، هي مشروع سكني ضخم شبه منتهي، وهو يقع بالقرب من الحوض البحري لبيروت، وهو عبارة عن مبنى سكني ضخم، برج بحري، مبنيين سكنيين متوسطي الارتفاع، قصر، وحديقة. بُنيت أبراج مشروع المارينا على مساحة 7,000 متر مربع، ويبلغ ارتفاع البرج الرئيسي 150 مترا مما يجعله أطول مبنى فيلبنان.
كاتدرائية مار جاورجيوس للروم الأرثوذكس
بُنيت هذهالكاتدرائية على أنقاضكنيسةبيزنطية، وبناؤها الحالي يعود تاريخه، بمعظمه، إلىالقرن الثامن عشر، وقد تمّ إعادة ترميمها من قبل شركةسوليدير بعد أن عانت من أضرار كبيرة أثناءالحرب الأهلية اللبنانية. في داخل الكنيسة أيقونة فنيّة تعتبر بمثابة محورها، وهناك عدد من الجداريّات والأيقونات الأخرى أيضا التي تستقطب اهتمام الناس. تفتح الكاتدرائية أبوابها للزوار يوميّا عندما لا يكون هناك أي شعائر دينية مقامة. تقع في الجهة الجنوبية الشرقية من ساحة النجمة بوسط بيروت.[126]
يقع المتحف الخاص لروبير معوض فيوسط بيروت التجاري، وهو يحوي عددا من التحف الفنية الشرقية والغربية من الكتب القديمة النادرة، الأواني الخزفية والفخارية، أجزاء من أعمدة البناء التاريخية، الأسلحة القديمة، البسط معقدة الحياكة، وقطعمجوهراتوأحجار كريمة ثمينة. بُني هذا القصر على الطراز المعماري الشرقي من قبلهنري فرعون عام1911، بالقرب منالسراي الكبير، وأحيط بأعمدة ولوائح خشبية تعودللقرن الرابع عشر وصولا إلىالتاسع عشر.[127]
أعمدة حديقة السماح
هي عبارة عن مجموعة من الأعمدة الرومانية التي ما زالت منتصبة منذالعهد الروماني فيبلاد الشام. تقع هذه الأعمدة في وسط بيروت التجاري في مواجهة مبنى العازارية وبالقرب منمسجد محمد الأمين وكاتدرائية مار جرجس المارونية، في أرض مستواها ينخفض بصورة ملحوظة عن مستوى الشارع العام، بحيث يمكن للناظر من الشارع أن يقف بموازاة رأس العمود. موقع الأعمد مليء أيضًا بالآثار الإسلامية الأموية والعباسية والمملوكية والعثمانية، وبالآثار الفرنسية التي تعود لعهد الانتداب. من المخطط إنشاء حديقة في هذا الموقع إلى جانب الأعمدة سيُطلق عليها تسمية "حديقة السماح"،[128] لتجسد وحدة المدينة والتعايش بين أبنائها، لا سيما وأن هذا الموقع كان هو الخط الفاصل بين المليشيات الإسلامية والمسيحية المتنازعة، خلالالحرب الأهلية اللبنانية. ومن المقرر زرعها بأشجار اليوضاس، أو أشجار يهوذا، وأشجار الزيتون، والحمضيات.
حديقة ونصب رفيق الحريري
حديقة ونصب رفيق الحريري التذكاري هي ساحة تقع بين خليج السان جورج وفندق إنتركونتينانتال فينيسيا، في ذات الموقع حيث اغتيلرفيق الحريري وعدد من رفاقه في14 فبراير سنة2005.[129] انتهى العمل على هذه الحديقة خلال شهرين فقط، وافتتحت سنة2008، في الذكرى الثالثة لمقتل الحريري.[130] وإلى جانب تمثال رفيق الحريري هناك عمود برونزي يصدر منه كل يوم في تمام الساعة 12:55 - ساعة مقتله -النشيد الوطني اللبناني يرافقه صوتالأذان وأجراس الكنائس طيلة خمس دقائق.
إن استعمال وسائل المواصلات حاجة ضرورية يومية بالنسبة لكل من يسكن المدينة أو خارجها، على الرغم من صغر حجمها. تُقسّم وسائل النقل في بيروت إلى مواصلات برية، بحرية، وجويّة.
شارع بِلس، أحد أكثر شوارع العاصمة اللُبنانيَّة ازدحامًا.
تتصل بيروت بغيرها من المدن اللبنانية والمدن السورية الرئيسيّة، عن طريقالحافلات التي يتبع كل منها شبكة طرقات معينة في تنقله. وتتمركز الحافلات التي تنقل الركاب إلى شماللبنانوسوريا في محطة شارل حلو الواقعة في شمال بيروت.[131][132] وفي بيروت شركتين رئيسيتين تقدم خدمات النقل للمواطنين: الأولى هي الشركة اللبنانية للمواصلات (LCC)، وهي شركة خاصة تؤمن النقل بداخل المدينة وبعض الضواحي،[133] وهي تتبع 10 طرقات رئيسيّة تغطي معظم المنطقة المركزية لبيروت. أما الشركة الثانية، فهي مصلحة سكك الحديد والنقل المشترك، وهي شركة عامّة، تتبع حافلاتها 12 خطّا رئيسيّا فيالمدينة.
بالإضافة إلى الحافلات، التي تستخدمها طبقة واسعة من الشعب وخصوصا أبناء الطبقات الفقيرة بسبب التعرفة البخسة، تنتشر في بيروتسيارات الأجرة والسرفيس، والأخيرة عبارة عن أجرة أرخص بكثير من الأجرة العادية، وتعرفتها محددة مسبقا، وهي تصل حاليّا في بيروت إلى 100,000 ليرة لبنانية، والغالب أن يستقل الناس سيارة الأجرة باعتبار أنها «سرفيس»، ولتفادي أي سوء تفاهم فقد جرت العادة على أن يخبر الراكب السائق بالمكان الذي يقصده، فإذا كان بعيدا تعتبر الأجرة عاديّة، وإن كان ضمن حدود المدينة تعتبر «سرفيس».[134] كذلك تُستعمل الميكروباصات في نقل الأفراد من بيروت إلى بعضالبلداتوالقرى والمدن اللبنانية.
وفي فترة سابقة، كانالترامواي أيضا يؤدي خدمة النقل بداخل المدينة، وقد جرى الاحتفال بتدشين خط الترامواي ببيروت في شهر سبتمبر سنة1907 بمناسبة المولد السلطاني للعام الثامن والتسعين، وكان ذلك في عهد الوالي إبراهيم خليل باشا.[135]، وتوقف العمل به في مايو1964، بعد أن أصدرت الحكومة قرارها بذلك، وسيّرت الحافلات بدلا منه، بعد أن درّبت سائقي الترامواي على قيادة السيارات الجديدة.[136]
إنمرفأ بيروت هو أكبر مرافئ لبنان وأحد أهم المرافئ الواقعة شرقالبحر المتوسط،[137] وهو فضلا عن استقباله المراكب والسفن التجارية، يستقبل العبّارات التي يمكن الانتقال فيها من وإلىقبرص والمرافئ اللبنانية الأخرى بالإضافة للمرافئ السورية والمصرية وغيرها من المرافئ المجاورة.[134]
يقعمطار بيروت رفيق الحريري الدولي في الضاحية الجنوبية للمدينة،[138][139][140] ويتصل بوسط العاصمة عبرطريق المطار. وقد تم افتتاحه سنة1954، وفي هذه الفترة كان يُعرف بمطار بيروت الدولي، وقد تعرض المطار على مر السنين لعدد من العوائق كان أبرزها الحرب الأهلية اللبنانية التي أوقفت جميع عمليات السفر تقريبا وأدت لتدمير منشآته وتوقفه عن العمل، وبعد انتهاء الحرب قام رئيس الوزراء آنذاك، رفيق الحريري بإعادة بنائه، وبعد استشهاد الأخير سُمي المطار على اسمه.[141] يتعامل المطار مع 47 شركة طيران عربية وعالمية و8 شركات شحن جوي.
معرض الحدائق ومهرجان الربيع، أحد الأحداث الثقافية السنوية التي تُقام في مضمار سباق الخيل ببيروت.
تعتبرثقافة بيروت الحالية مزيجا من ثقافات متنوعة ومتعددة لمختلف الشعوب والحضارات التي مرّت على المدينة، بما فيهااليونانيونوالرومان (ثقافةحوض البحر المتوسط)،العربوالأتراك (ثقافة عربية إسلامية)، والفرنسيون (ثقافة أوروبية). يُعتقد أن مدرسة الحقوق التي أنشأت في المدينة أيامالإمبراطورية الرومانية كانت أول مدرسة قانون في العالم. إن تاريخالكوسموبوليتية هذا يعد مصدر فخر للبنانيين عموما والبيروتيين خصوصا.[142]
استضافت بيروت قمةالفرانكوفونيةوجامعة الدول العربية سنة2002، وحفل تقديم جائزة ألبير لوندر،[143][144] الذي يقدم جوائز للصحافيين الفرانكوفونيين المميزين كل سنة. استضافت المدينة أيضا الألعاب الفرانكوفونية في عام2009.[145][146] تعتبر بيروت عاصمة الكتاب العالمية للأمم المتحدة لسنة2009، تقديرا لغناها الثقافي.[147]
اللكنة البيروتية هي إحدى فروعاللهجة اللبنانية. وهي لكنة عربية أصيلة ما تزال ملامحها وصفاتها متجذرة حتى اليوم في المجتمع البيروتي، ويُلاحظ أناللهجات المغاربية تبرز بين الحين والآخر في اللكنة البيروتية لا سيمااللهجة التونسية، ولهجة الشلوح سكان بلاد السوسوجبال الأطلس فيالمغرب الأقصى، ولهجة تمازرت وهي لهجة سكان الأطلس المتوسط، واللهجة الزناتية لهجة سكان الريف في الشمال، فضلاً عن لهجات الجزائر وليبيا.[148] علمًا أن الكثير من ملامح اللكنة البيروتية بدأت تزول بسبب «التفرنج» في الكلام، ومع اقتحام العادات والتقاليد الغربية المنازل والشوارع والأسواق والمدارس والجامعات، وأجهزة الإعلام المتنوعة. ومن سمات لهجة العائلات البيروتية على سبيل المثال: تحويلالسينصادًا، مثل: البسطة == البصطة، وتحويل الجيم إلى شين، مثال ذلك: الحرج = الحرش، اجتماع == اشتماع. فضلاً على أناللهجة الخليجية التي انتقلت مع الفتوحات الإسلامية إلىالمغرب العربي ثم ارتدت مجددًا إلى المشرق تظهر واضحة في أسماء بعض العائلات، مثل: بعيون؛ أي: أبو العيون، من با عيون.[148]
يعتبرمتحف بيروت الوطنيالمتحف الأساسيللأثار في لبنان، وهو يحوي قرابة 1300 قطعة حرفية أثريّة يتراوح تأريخها من فترة عصور ما قبل التاريخ وصولا إلىالعهد المملوكي فيالعصور الوسطى.[149] وبالإضافة للمتحف الوطني، يعتبر متحف الجامعة الأميركية في بيروت للأثار ثالث أقدم متحف فيالشرق الأوسط، وهو يعرض مجموعة كبيرة من الحرفيات التي عُثر عليها في لبنان وبعض الدول المجاورة.[150]
كذلك يوجد متحف سرسق أوقصر سرسق الذي يحوي اليوم أكثر الأعمال الفنية شهرة في بيروت، وهي تتمثل في مجموعة منالمنحوتاتاليابانية وعدّة أعمالفنية إسلامية، كما ويستضيف هذا المتحف معارض مؤقتة خلال السنة.[151] وبالقرب من السراي الكبير يقع متحف روبير معوّض الخاص الذي تُعرض فيه المجموعة الخاصة بهاوي الفن والسياسي اللبناني هنري فرعون، من تحف وقطع أثرية.[152] كما ويوجد متحف علمي خاص بالأطفال هو «بلانت ديسكفري» (كوكب الاكتشاف)، وفيه عدد من المعارض والتجارب والحرفيات، ويؤمن الإرشادات والتعليمات المناسبة لتثقيف الأولاد.[153]
تقام في بيروت أيضا أعداد أخرى من الأنشطة الرياضية، منها ماراثون بيروت السنوي،الكرة الطائرة،سباق خيل أسبوعي في ميدان سباق المدينة، بالإضافة لدوراتغولفوكرة المضرب تقام في نادي الغولف في بيروت. ومؤخرا أنشأدوري للرغبي في لبنان، واتخذت 3 فرق من أصل 5 بيروت مقرا لنواديها، وهي: AUB Wolves (ذئاب الجامعة الأميركية في بيروت)، LAU Immortals (خالدوا الجامعة اللبنانية الأميركية)، وUSJ Saints (قديسي جامعة القديس يوسف). تعتبر بيروت مرشحة محتملة لاستضافة الألعاب الأولمبية الصيفية لسنة 2024،[157] ومن المتوقع أن مشروع صنين الضخم، البالغة تكلفته 1.2 ملياردولار أمريكي، سيجعل لبنان قادرا على استضافة هذه الألعاب.[158]
هناك المئات من المعارض الفنيّة عبر العاصمة بيروت وضواحيها. يعتبر الكثير من اللبنانيين مهتمّابالفن وإنتاجه، فهناك قرابة 5000 فنان ينتجالفنون الجميلة، وعدد مماثل لهم يعملون في مجالالموسيقى،التصميم،الهندسة،المسرح،الأفلام،التصوير، وغيرها من أشكال الفنون. يتخرّج كل سنة المئات من الطلاب في كلياتالفنون التصويرية وتصميم الأشكال من مختلف الجامعات في المدينة، وأخذت ورشات العمل الفنية تزدهر وتنتشر في جميع أنحاء لبنان، وفي بيروت خصوصا، حيث أصبح المشهد الفني غنيّا ومتنوعا للغاية.
بالإضافة لهذا تنتشر معارض الأزياء والموضة بشكل كبير عبر أنحاء المدينة، وهناك دوما معارض ووكالات أزياء جديدةلمصممين عالميين تُفتتح وتعرض أعمالها عبر برامج أزياء مختلفة أبرزها قناة الموضة العربية الفضائية (بالإنجليزية:Fashion TV Arabia). ومن وكالات الأزياء المشهورة في بيروت: «جورجيوس ايجنسي» لصاحبها جورج كعدي، ستايل موديلينغ لصاحبها إيلي نحّاس، و«ناتاليز ايجنسي» لناتالي فضل الله.[159] افتتح العديد من المصممين العالميين معارض لهم في بيروت مثل فيرساتشي وغوسي، كما ويعيش الكثير من هؤلاء المصممين بداخل المدينة وحولها مثلإيلي صعب، المصمم العالمي للأزياء النسائية. يشتهر الأخير بتصميمه لملابس لفنانات مشهورات مثلبيونسيه،جوينيث بالترو، وميشا بارتون، وهو يتبرّع سنويّابشجرة ميلاد لتوضع في وسط بيروت التجاري. ومن المصممين المشاهير الذين يسكنون بيروت أيضا،زهير مراد، الذي صمم ملابس لفنانات مثل آنا أورتيز،وكريستينا أبلغيت، وهو يمتلك مشغلا ومعرضا خاصا به كذلك الأمر.
كانتالسياحة في بيروت مزدهرة بشكل كبير إلى أن اندلعتالحرب الأهلية اللبنانية، حيث توقفت السياحة الترفيهية تماما، حتى وضعت الحرب أوزارها، فأعادت شركةسوليدير إعمار وسط المدينة المدمر الذي عاد وأصبح اليوم ينبض بالحياة كما كان سابقا، وبالتالي عادت سمعة المدينة كصلة وصل بين القارات الثلاثة،أوروباوأفريقياوآسيا، وكبوابة الشرق على الغرب. كان يُطلق على بيروت اسم «باريس الشرق» في أيام ازدهارها الأولى بعد الاستقلال، ولا يزال البعض يلقبها بهذا اللقب اليوم، ويعود ذلك إلى النمط العمراني، المعالم الأثرية، الأسواق، المطبخ البلدي، والحياة الليلية، التي بُشبهها البعض بتلك الموجودة في فرنسا، والتي من شأنها إبقاء السائح مهتما بالمدينة أثناء زيارته للبنان.
حصلت بيروت على المركز التاسع في قائمة أفضل المدن لمجلة السياحة والترفيه (بالإنجليزية:Travel and Leisure) لسنة2006، حيث أتت في مرتبة متأخرة عننيويورك ومتقدمة عنسان فرانسيسكو،[161] إلا أن قائمة المدن هذه كان قد تمّ وضعها والتصويت عليها قبلالعدوان الإسرائيلي على لبنان في نفس السنة. وبعد أن عادت الأمور لطبيعتها، عادت أعداد السياح لترتفع مجدداً بشكل ملحوظ.[162] ومؤخرا قام دليل «لونلي بلانت» السياحي بتسمية بيروت المدينة الأكثر حيوية على سطح الأرض لسنة2009، كما قامتالنيويورك تايمز بمنح المدينة المركز الأول ضمن قائمة الأماكن الأربع والأربعين التي ينبغي زيارتها في سنة 2009.[7] وقد زار لبنان في سنة 2009 حوالي 2.000.000 سائح عربي وأجنبي.
عبد الرحمن الحوت، عالم ومؤلف في مختلف العلوم الدينية الإسلامية. اشتغل طيلة حياته بالأعمال الاجتماعية، وكان نقيبًا للأشراف ورئيسجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية لمرتين، وقام مقام مفتي المدينة لأربع سنوات (1905-1909). قام بعدّة مشاريع خيرية أبرزها ترميم غالبيةجوامعومساجدوزوايا بيروت، وأنشأ عدّة مدارس إسلامية.[164]
جورج أبيض، من الروّاد الأوائل للمسرح العربي والمصري.
جبران تويني، رئيس تحريرجريدة النهار، كان من أبرز المطالبين بخروج الجيش السوري من لبنان. قُتل بتاريخ12 ديسمبر2005، ووجه البعض أصابع الاتهام إلى النظام السوري ووجهها آخرون إلى جهازالموساد الإسرائيلي.
فؤاد شهاب، ثالثرئيس للجمهورية اللبنانية في عهد الاستقلال، يشتهر بإصلاحاته التي سارت بلبنان على درب الازدهار والرقي حتى عُرف باسم «سويسرا الشرق» في أيامه.
حسن خالد، إمام ومفتي الجمهورية سابقا. أحد المطالبين بانسحاب الجيش السوري من لبنان حفاظًا على الوحدة الوطنية لأبناء البلد، وعلى العلاقة المميزة بينلبنانوسوريا. اغتيل سنة1989، ووجهت أصابع الاتهام للنظام السوري.
رفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان لدورتين متتاليتين، وأحد أبرز رجال الأعمال العرب ومن أشهر ساسة لبنان في فترة ما بعدالحرب الأهلية ومؤسستيار المستقبل. يرجع بأصله إلى مدينةصيدا، لكنه عاش أغلب حياته في بيروت، وفيها اغتيل سنة 2005.
^دكتور لويس لورتيه، "سوريا الحاضرة، رحلات إلى فينيقيا ولبنان واليهودية بين 1875 و1880 (La Syrie d'aujourd'hui. Voyages dans la Phénicie, le Liban, et la Judée (1875-1880))، مكتبة هاشيت، باريس، 1884
^Burkhalter, L., Bibliographie préhistorique (à suivre) (List of prehistoric sites, continuation and end), BULLETIN DU MUSEE DE BEYROUTH. Tome VIII, 1946-1948, Beyrouth, in-4° br., 173 page, 9 pages de texte arabe, 21 planches en phototypie, nombreuses gravure
^Burkhalter L., Bibliographie préhistorique (suite et fin) (List of prehistoric sites, continuation and end), BULLETIN DU MUSEE DE BEYROUTH. Tome IX, 1949-1950, Beyrouth, in-4° br., 117 pages et 9 pages de texte arabe, 14 planches hors-texte et 1 carte dépliante.
^Describes, Raoul., Quelques ateliers paléolithiques des environs de Beyrouth, Mélanges de l'Université Saint-Joseph, Volume VII, 1921.
^Bergy, Auguste., La paléolithique ancien stratifié à Ras Beyrouth, Mélanges de l'Université Saint Joseph, Volume 16, 5-6, 1932.
^Karge, P., Rephaim : Die Vorgeschichtliche Kultur Palästinas und Phöniziens, Paderborn (First edition), 1917-1918
^Zumoffen, Godefroy., L'âge de la Pierre en Phénicie, L'Anthropologie, Volume 8, page 272, 1898.
^Lauffray, J., Forums et monuments de Béryte, BULLETIN DU MUSEE DE BEYROUTH. Tome VII, 1944-1945, Beyrouth, in-4° br., 124 pages dont 4 de texte arabe, 29 planches hors-texte.
^المصور في التاريخ، الجزء الثامن، لبنان والعالم العربي في العصر الحاضر، تأليف: شفيق جحا، بهيج عثمان، منير البعلبكي، دار العلم للملايين، الطبعة الحادية عشرة، 1998، صفحة: 50-51
^موسوعة العائلات البيروتية: الجذور التاريخية للعائلات البيروتية ذات الأصول العربية واللبنانية والعثمانية. (المجلد الأول). الدكتور حسان حلاق،دار النهضة العربية، بيروت -لبنان. صفحة: 27ISBN 978-614-402-141-5
^ابجدموسوعة العائلات البيروتية: الجذور التاريخية للعائلات البيروتية ذات الأصول العربية واللبنانية والعثمانية. (المجلد الأول). الدكتور حسان حلاق،دار النهضة العربية، بيروت -لبنان. صفحة: 30-32ISBN 978-614-402-141-5
^موسوعة العائلات البيروتية: الجذور التاريخية للعائلات البيروتية ذات الأصول العربية واللبنانية والعثمانية. (المجلد الأول). الدكتور حسان حلاق،دار النهضة العربية، بيروت -لبنان. صفحة: 35ISBN 978-614-402-141-5
^ابجموسوعة العائلات البيروتية: الجذور التاريخية للعائلات البيروتية ذات الأصول العربية واللبنانية والعثمانية. (المجلد الأول). الدكتور حسان حلاق،دار النهضة العربية، بيروت -لبنان. صفحة: 37ISBN 978-614-402-141-5
^موسوعة العائلات البيروتية: الجذور التاريخية للعائلات البيروتية ذات الأصول العربية واللبنانية والعثمانية. (المجلد الأول). الدكتور حسان حلاق،دار النهضة العربية، بيروت -لبنان. صفحة: 15ISBN 978-614-402-141-5
^Monday, Jun. 07, 1926 (7 يونيو 1926)."Great Lebanon - TIME". Time.com. مؤرشف منالأصل في 2013-08-23. اطلع عليه بتاريخ2009-05-05.{{استشهاد بخبر}}: صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link) صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^هذه بعض المعالم التي لم تُذكر في الأقسام السابقة من المقالة أو لم توضع صورتها، فالحمامات الرومانية مثلا والأثار الفينيقية والهلينية تعتبر أيضا من المعالم البارزة للمدينة، كما أن هناك عددا من المعالم الأخرى ولكن صورها غير متوافرة
^المصور في التاريخ، الجزء الثامن، لبنان والعالم العربي في العصر الحاضر، تأليف: بهيج عثمان، شفيق جحا، منير البعلبكي. دار العلم للملايين، الطبعة الحادية عشر 1998، صفحة 39.
^ابموسوعة العائلات البيروتية: الجذور التاريخية للعائلات البيروتية ذات الأصول العربية واللبنانية والعثمانية. (المجلد الأول). الدكتور حسان حلاق،دار النهضة العربية، بيروت -لبنان. صفحة: 26ISBN 978-614-402-141-5
^موسوعة العائلات البيروتية: الجذور التاريخية للعائلات البيروتية ذات الأصول العربية واللبنانية والعثمانية. (المجلد الأول). الدكتور حسان حلاق،دار النهضة العربية، بيروت -لبنان. صفحة: 432-433ISBN 978-614-402-141-5
1 تعتبر غالبًا جزءًا من آسيا الوسطى 2يُرمز إليها غالبًا باسمتايوان3إسمها الكاملسري جاياواردنابورا كوتي4رسميًا 5إداريًا 6أنظرالمناصب في القدس لمزيد من المعلومات حول وضع القدس 7دولة تقع أراضيها على أكثر من قارة 8تقع كامل أراضيها في جنوب شرق آسيا لكنها تتمتع بروابط إجتماعية وعلاقات سياسية متينة مع أوروبا 9تقع كامل أراضيها في ماليزيا لكنها تتمتع بروابط إجتماعية وعلاقات سياسية متينة مع دول جنوب شرق آسيا