في عام 1825، أعلنت بوليفيا استقلالها، وحملت اسم بوليفار. منذ ذلك الحين شهدت بوليفيا، منذ استقلالها، نحو 200 محاولة انقلاب، إلى أن استقر نظام الحكم المدني، نسبياً، في الثمانينيات من القرن العشرين؛ غير أنها واجهت مشكلات صعبة، تمثلت في الفقر المدقع، والاضطراب الاجتماعي، وإنتاج المخدرات. في ديسمبر 2005، انتخب البوليفيون زعيم حركة «نحو الاشتراكية»،إيفو موراليس رئيساً للبلاد، وهو أول رئيس ينال قدراً كبيراً من الصلاحيات منذ استعادة الحكم المدني، في عام 1982. وقد وعد بإجراء تغييرات في الطبقة السياسية، تمكن الأغلبية الفقيرة من استلام السلطة.
وقد خُيّر زعيم فنزويلاأنطونيو خوسيه دي سوكري، من قِبَل بوليفار بين توحيد تشاركاس (بوليفيا الحالية) مع جمهورية بيرو المُشكّلة حديثًا، أو الاتحاد معاتحاد مقاطعات ريو دي لا بلاتا، أو إعلان استقلالها رسميًا عن إسبانيا كدولة مستقلة تمامًا. اختار سوكري إنشاء دولة جديدة تمامًا، وفي 6 أغسطس 1825، بدعم محلي، أطلق عليها اسم سيمون بوليفار تكريمًا له.[13]
هي إحدى حضاراتأمريكا الجنوبية التي سادت قبل 2500 سنة، وقامت هذه الحضارة فيتياواناكو. وكانت حضارة إنشائية وزراعية وحيوانية،حيث أعتمدو على أعمال الزراعة وتربية الحيوانكاللاماوألبكة. وتعتبر مدينةتيواناكو موقعا حضاريا كبيرا فوقجبال الأنديز. وقد بنيت سنة 200 ق.م. وكانت معظم مبانيها من الحجارة، واشتهرت بفخارها.ومعبدها الذي الذي أحتوى علىبوابة الشمس الشهيرة. وقد أخذتشيلي عن بوليفيا نماذج الفخار. كانت بوليفيا قسماً من إمبراطورية الهنود الأمريكيينالانكا قبل استيلاء الإسبان عليها في سنة (1538 م) وظلت خاضعة للاستعمار الإسباني حتى سنة (1825م)، حيث استقلت بعدثورة دامية، وفي سنة (1879 م) دخلت حرباً مع جارتهاشيلي، استمرت حتى سنة (1922 م)، وتنازلت بعد هزيمتهالشيلي عن مساحة كبيرة من أراضيها تمثلت بكامل ساحلها علىالمحيط الهادي، كما تنازلت عن قسم من أرضهاللبرازيل، ودخلت في حرب مع جارتهاالبارغواي في سنة (1932 م) ولتتنازل لاحقا عن قسم من أراضيها للبراغواي
بقيت الأقلية البيضاء تتحكم بمقدرات البلاد زمنا طويلا دون أن ينازعها أحد على السلطة. ولكن تغييرات أساسية حدثت في نهاية العشرينات منالقرن العشرين حين استطاعت العناصر التروتسكية في حزب العمال الثوري، وبعض العسكريين التقدميين، إيصال الكولونيلجرمان بوش في1937 والقائدغوالبرتو فيلارول (1943-1946) إلىرئاسة الجمهورية ودفعهما للقيام ببعض الإصلاحات الاجتماعية والسياسية. ولكن رغم هاتين الفترتين الهادئتين نسبيا، فقد ظل الطابع العام للحياة السياسية في بوليفيا يغلب عليه عدم الاستقرار، والخلافات السياسية والإضرابات بالإضافة إلى الانقلابات العسكرية. وفي عام1951 جرت انتخابات رئاسية في البلاد، ففاز مرشح «الحركة الوطنية الثورية» (MNR)فيكتور باز استنسيرو بأغلبية الأصوات، ولكن الزمرة العسكرية منعته من استلام مهامه، مما أدى إلى قيامثورة عامة بقيادة «الحركة الوطنية الثورية» انتهت بالإطاحة بالزمرة العسكرية الحاكمة، وتسليم استنسيرو مهام رئيس الجمهورية. عمل الرئيس الجديد على تقليص دورالجيش في الحياة السياسية، فعمد في المرحلة الأولى إلى حله، ثم أمم المناجم ومنح الأميين (الذين تلبغ نسبتهم 70% من السكان) حق التصويت، وأصدر قانونا للإصلاح الزراعي. إلا أن سياسته هذه اصدمت بعدة عقبات حالت دون تنفيذها بشكل كامل. وأبرز هذه العقبات، الصراع على السلطة داخل الطبقة الحاكمة، وبشكل خاص بين خوان ليشين زعيم عمال المناجم من جهة، وبين جناح آخر- كان يعتمد على دعمالفلاحينوالولايات المتحدة - من جهة أخرى. وقد أثرت هذه الخلافات على المناخ السياسي العام، ومهدت الطريق أمام عودة العسكر للحكم مجددا. ولكن قبل أن يتم ذلك استمرت الحياة الدستورية فانتخب هرنان سوازو رئيسًا للجمهورية من عام 1956-1960. وأعيد انتخاب استنسيرو عام 1960. استغل نائب رئيس الجمهورية الجنرالرينيه بارينتوس أورتونو فترة الاضطرابات والإضرابات، فاستولى على السلطة بانقلاب عسكري قام به فينوفمبر1964. وقد شاركه رئاسة الجمهورية الجنرال الفريدو أوفاندو كانديا حتى عام 1966 حين انتخب رينيه أوتونو رئيسا وحيد للجمهورية. ورغم مساندةالقوات المسلحة والكونغرس لرينيه أورتونو فقد لقي معارضة شديدة من قبل عمال مناجم القصدير الذين اتهموا الحكم بالضغط على نقابات العمال. فقامت ثورة عام1967 التي قادها الثائر الأرجنتينيإرنستو تشي جيفارا. إلا أن القوات الحكومية غدرت بتشي جيفارا، وألقت القبض عليه وقتلته. كما اعتقلت المفكر الفرنسي اليساري ريجيس دوبري مما أثار موجة استنكار عالمية واسعة.
لقي بارينتوس مصرعه عام1969 في تحطم طائرة هيلكوبتر، فخلفه في رئاسة الجمهورية نائب رئيس الجمهوريةلويس أدولفو سايلز ساليناز. إلا أنأوفاندو كانديا قام بانقلاب عسكري في العام نفسه واستولى على السلطة. وفي عام1970 وقع انقلابان عسكريان الأول قام به الجنرالروخيلو مرياندا والثاني حدث بعد الأول بيوم واحد بقيادة الجنرال خوانخوسيه توريز وبدعم من الطلاب والعمال والأحزاب اليسارية. وقد أنشأ توريز مجلسًا شعبيًا مؤلفا من قيادات الاتحادات العمالية والسياسيين الماركسيين والطلاب الراديكاليين، وسلم قيادته لخوان ليشين أوكويندو أحد زعماء عمال المناجم. وثم أمم توريز المؤسسات الأجنبية الخاصة، وقام بإجراءاتاشتراكية فتحركت ضده الأحزاب اليمينية. وفي عام1971 وبمعاونة الجيش وبالتحالف مع «الحركة الوطنية الثورية» وحزب الكتائب البوليفي الاشتراكي قامت تلك الأحزاب بانقلاب عسكري، أطاح بتوريز وعين مكانه الكولونيلهوغو بانزر سواريز الذي أصبح رئيس الجمهورية الخامس والثمانين، في خلال 146 سنة. وفي عام1972 انشقت الحركة الوطنية الثورية على نفسها إزاء الموقف الذي كان يجب أن تتخذه من الحكم مما أدى إلى توقيف العديد من أعضائها وقد تدهورت الحالة الاقتصادية في البلاد مما دفع بالحركة الوطنية الثورية إلى الانسحاب من الحكم في نوفمبر عام1973، وفي أوائل1974 نفي قائد الحركة فيكتور باز إستنسيرو، كما حكم في عام1976 على الرئيس السابق توريز بالإعدام بعد أن كان قد نفي إلىالأرجنتين. وفييونيو من نفس السنة، أعلنتحالة الطوارئ في البلاد من أجلقمع الإضرابات والمظاهرات الطلابية، التي انفجرت قبل ذلك بأسبوع. وكان بانزر قد غير ثلاثة من كبار قادة الجيش وأبعد عن الحكم عددا من الوزراء، كما نفى أعضاء الاتحادات والأحزاب المعارضة، بحجة الخوف منانقلاب يساري، ونتيجة للاضطرابات أقفلت الجامعات، وقام الجيش باحتلال المناطق التي فيها المناجم، والسيطرة على محطات الإذاعة المحلية، واعتقال العديد من الطلاب. وقامت الحكومة في نهاية يونيو عام 1976 برفع الأجور بنسبة 30% في محاولة لوقف الاضطرابات. كما أنها أعلنت فيمايو 1977 عن استمرار منع الأحزاب من ممارسة نشاطها إلى أجل غير مسمى. وفي الشهر التالي قامت مجموعة من الشخصيات البارزة بنشر بيان تطالب فيه بالعودة إلىالدستور. فأعلنت الحكومة في نهاية عام1977 بأن الانتخابات ستجري في 9 يوليو1978 لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ومجلس تأسيسي، لإقامة نظام برلماني ذي مجلس واحد بدلا من مجلسين. كما أعلنت بعد ذلك السماح للأحزاب- بما فيها اليسارية- بالعودة إلى ممارسة نشاطاتها، ولكنها أبقت على رؤساء الأحزاب اليسارية في منفاهم، ولم تصدر عفوا عام بحقهم. وقد رشح الجنرال خوان بيريدا أسبون، وزير الداخلية، نفسه لمنصب رئيس الجمهورية، ففاز بأكثرية الأصوات. كان ذلك في يوليو1978، إلا أن المعارضة اتهمته بتزوير الانتخابات مما دفعه إلى القبول تكتيكيا بإلغا نتائجها. ولكنه عمد في الوقت نفسه إلى تدبير «انتفاضة» عسكرية طالبت بالاعتراف بنتائج الانتخابات فتسلم على إثرها رئاسة الجمهورية وسط احتجاج المعارضة الداخلية وطعنها في ذلك. وفي25 نوفمبر1978 قامت زمرة عسكرية بقيادة الجنرالباديا بإطاحة الجنرال بيريدا ووعدت بإجراءانتخابات حرة في أغسطس1979. وقد أيدت الأحزاب اليسارية هذا الانقلاب.
تنقسم بوليفيا إلى تسعة إدارات هي كالتالي (بالإسبانية:departamentos). وهذه الإدارات هي وحدة التقسيم الإداري الرئيسية في بوليفيا وتمتلك صلاحيات محددة بتشريع من دستور بوليفيا. كل إدارة لها ممثلين فيالمجلس التشريعي متعدد الوطنية وهو مجلس ذو غرفتين السيناتور والنواب. كل إدارة ممثلة بواسطة 4 سيناتورات بينما عدد النواب يحدده تعداد السكان في كل إدارة.
أكبر عدد من السكان في الإدارات التسعة يوجد فيإدارة لا باز بتعداد يبلغ 2,706,351 نسمة في عام 2012. في المقابلإدارة باندو تحتوى على أقل تعداد من الإدارات ويبلغ تعدادها 110,436 نسمة. وأكبر الإدارات مساحة هيإدارة سانتا كروز بمساحة تقدر 370,621 كيلومتر مربع (143,098 ميل2). أصغر الإدارات مساحة هيإدارة تاريخا وتبلغ مساحتها 37,623 كيلومتر مربع (14,526 ميل2).
بوليفيا دولة حبيسة، توجد ضمن النطاق الغربي لأمريكا الجنوبية ووسطها بين 57°26'–69°38'غربًا و9°38'–22°53'جنوبًا، والخامسة من حيث المساحة في أمريكا الجنوبية تحدهاالبرازيل من الشمال والشرق،وبيرووتشيلي من الغرب،وباراغوايوالأرجنتين من الجنوب، واشتراكها في الحدود مع العديد من دول القارة كان مدعاة لأطماعهم فاقتطعت منها مساحة كبيرة.
تنقسم تضاريسها إلى قسمين: يشمل المرتفعات، وهي قسم منجبال الأنديز، وتضم هضبة عالية مرتفعة، بها سلسلتان جبليتان هما كوردليرا الغربية وكوردليرا الشرقية، ويمتدان بطول البلاد، ويشغلان حوالي ثلث مساحتها تصل بعض قمم هذا القسم إلى 6000 مترًا، والقسم الثاني يتكون من الأرض المنخفضة، وتوجد في شرقها، ويشمل سطوح المنحدرات الشرقية نحو البرازيل، وحيث النطاق السهلي نحو حوض الأمازون، وبينها وبين بيرو في الغرببحيرة تيتيكاكا أكبر البحيرات العذبةبأمريكا الجنوبية.
وتعد بوليفيا واحدة من أفقر بلدان أميركا الجنوبية، رغم أنها أكبر منتج للقصدير في العالم، وتحتوى على أكبر مخزون للغاز الطبيعي في القارة، هذا بجانب تصدير فول الصويا ومعادن الذهب، الفضة، الزنك والرصاص والكوكا. ويشكل البوليفيون الأثرياء الذين يطلق عليهم اسم النخبة أصغر طبقة اجتماعية في البلاد. وتتحدث هذه النخبة اللغة الإسبانية لان غالبيتهم من أصول أسبانية، أما معظم البوليفيين فيعتبرون من ذو الدخل المنخفض وهم مكتفون بالعمل في الزراعة، والمناجم، والتجارات الصغيرة أو الحرف.
صورة منعكسة لسطحها، فالقسم المرتفع من بوليفيا بارد، وتغطي الثلوج الدائمة قممة، ويتسم بالقارية، أما القسم المنخفض في شرقي البلاد فحار رطب تسقط علية كميات وفيرة من الأمطار.
تملك بوليفياقمراً اصطناعياً للاتصالات وقد أطلقته الصين.[15] عام 2015، أُعلن عن تطورات في قطاع الطاقة الكهربائية تشمل إقامة مفاعل نووي بقيمة 300 مليون دولار طوّرته الشركة النووية الروسيةروس آتوم.[16] جاءت بوليفيا في المرتبة 97 فيمؤشر الابتكار العالمي عام 2023، متقدمة من المرتبة 110 عام 2019.[17][18][19] لكنها ما لبثت أن تراجعت للمركز 100 وفق مؤشر عام 2024،[20][21] وتراجعت مرةً أخرى للمركز 111 في مؤشر 2025.[22]
عرفت بوليفيا بلدا تضم عدد من الحضارات الهندية القديمة والتي تركت العديد من الآثار التي ما زالت قائمة إلى الآن. يتوافد السياح لزيارتها والتعرف عليها. من المعالم الموجودة في بوليفيا المتحف الوطني للآثار ومنطقة أثار تيواناكو وكلأساسايا المعبد السري الذي يقع تحت الأرض بكونتيكي وبوابة الشمس بالإضافة للبحيرة الشهيرة التي تشترك فيها كل من بوليفياو بيرو وهيبحيرة تيتيكاكا.
يعيش معظم سكان بوليفيا في المناطق المتوسطة الارتفاع، فحوالي 80% من السكان يعيشون في المرتفعات والأودية الجبلية، والقسم الشرقي من البلاد قليل السكان، وحوالي 54% من سكان بوليفيا من الهنود الأمريكيين، ولذلك تسمي بدولة أمريكا الجنوبية، وحوالي 32% من السكان منالمستيزو (خليط أوروبي هندي)، وحوالي 14% من الأوروبيين.
الغالبية العظمى من البوليفيين ينتمون لفئةالميستيثو أي الأعراق الممزوجة بين الأوروبيين والشعوب الأصلية للمنطقة، بالإضافة إلى أن المكون الهندي (الشعوب الأصلية) أكبر من المكون الأوروبي للسكان.
تمتلك بوليفيا تنوعاً لغوياً كبيراً نتيجةللتعدد الثقافي للبلد.[23] يعترفالدستور البوليفي ب 36 لغة رسمية إلى جانباللغة الإسبانية. الإسبانية هي اللغة الرسمية الأكثر تحدثاً في الدولة، حسب إحصاء سنة 2001 إذ أنها تُستعمل من طرف ثلثيّ السكان. كل الأوراق القانونية والرسمية التي تصدرها الدولة باللغة الإسبانية، بما في ذلك الدستور والمؤسسات العامة والخاصة الكبرى ووسائل الإعلام ومختلف الأنشطة التجارية.
حددت الظروف الطبيعية حرفةالزراعة في بوليفيا، فالمساحات المزروعة محدودة، حيث تشغل 3% من مساحة البلاد ويعمل بها حوالي 43% من السكان، وأهم الحاصلات الذرة، والأرز، والقمح، والحاصلات النقدية مثل القطن، وقصب السكر، والبن وينتج الكاكاو إلى جانب الخضر والفاكهة، والثروة الحيوانية تتكون من الماشية، والأغنام، والماعز.
ويستخرج النفط والغاز من بعض مناطق البلاد، ويصدر البترول عن طريق أنبوب إلى ميناء أريكا على ساحل المحيط الهادي في شيلي، كما يصدر الغاز عن طريق أنبوب إلى الأرجنتين.