بَنْكَلَادِيش (بالبنكالية: বাংলাদেশ؛بالهندستانية:بنگلہ دیشⓘ؛ ومعناه: بِلَادُ البَنْكَالِ)دولة تقع فيجنوب شرق قارة آسيا واسمها الرسميجُمْهُورِيَّةُ بَنْكَلَادِيشَ الشَّعْبِيَّةُ. تحدهاالهند من كل الجهات ما عدا جهة أقصى الجنوب الشرقي التي تحدها منهاميانمار وحتى أقصى جنوب شرق القارة ويحدها من الجنوبساحل البنغال. تُشكّل بنغلاديش مع الولايةالهندية فيغرب البنغال منطقةالبنغال العرقية متعددة اللغات. يشير اسمبنغلاديش إلى «دولة البنغال»باللغة البنغالية الرسمية وعاصمتهادكا وتتبع بنغلاديش النظام الجمهوري البرلماني.
أسست الحدود الحالية لدولة بنغلاديش معتقسيم البنغالوالهند في عام 1947، عندما أصبحت الإقليم الشرقي لدولةباكستان حديثة التأسيس وكان يعرف باسمباكستان الشرقية. وكانت الهند تفصل هذا الإقليم عن الشطر الغربي لباكستان والذي كان يعرف باسمباكستان الغربية بمسافة 1,600 كم تقريبًا (حوالي 1,000 ميل). أدى الإهمال الاقتصادي والتمييز السياسي إلى ثورة شعبية ضدغرب باكستان، الأمر الذي أدّى إلى قيامحرب الاستقلال في عام 1971 وانفصال باكستان الشرقية وقيام دولة بنغلاديش. بعد استقلال الدولة الجديدة، استمرت بها المجاعات والكوارث الطبيعية وانتشر في أنحائها الفقر والاضطرابات السياسيةوالانقلابات العسكرية. شهدت البلاد استقرارا نسبيا وتقدما اقتصاديا منذ عام 1991 عقب عودة النظام الديمقراطي في البلاد.
تُعد دولة بنغلاديشالدولة السابعة على العالم من حيث عدد السكان وتدخل أيضًا ضمنالدول شديدة الكثافة السكانية والتي ترتفع بها معدلات الفقر. على الرغم من ذلك، فإن الناتج الإجمالي المحلي للفرد للسعر المعدل في ضوء نسبة التضخم قد زاد إلى أكثر من الضعف منذ عام 1975 وقلّت معدلات الفقر في الدولة إلى 20% منذ بداية التسعينيات. وقد وضعت بنغلاديش في قائمة الدول الإحدى عشر المتوقع تفوقها اقتصاديا.[9][9]
تتكون كلمة بنغلادش من شقين، «بنغلا» تشير إلى البنغال ودش بمعنى بلد أو أرض، أي تعني أرض البنغال. الأصل الدقيق لكلمة البنغال غير معروف، على الرغم من يعتقد أنه يمكن أن مستمد من قبيلة درافيدية اسمها بانجا التي استقرت في المنطقة في حوالي العام 1000 قبل الميلاد. كما أن تكهنات أخرى تشير إلى أن الاسم مشتق من بانجا أو بونجا بمعنى إله الشمس.
يعتبر دير Somapura Mahavihara في مدينة باهربور من أكبر الأديرة البوذية في بنغلاديش وفي شبه القارة الهندية قام ببنائه دهارمابالا (Dharmapala) البنغال.مسجد الستون قبة في مدينة باجيرهات والذي تم تأسيسه في القرن الخامس عشر وهو أكبر المساجد التاريخية في بنغلاديش بالإضافة إلى أنه موقع أثري عالمي.نصب الشهيد مينار الذي يخلد ذكرى حركة المطالبة باستخدام اللغة البنغالية كلغة رسمية وهو من المعالم المعروفة في بنغلاديش.
ترجع آثارالحضارة في منطقةالبنغال العظمى إلى حوالي أربعة آلاف سنة[12] عندما استقر في هذه المنطقة سكاندرافيديا وهي منطقة تقع في جنوب الهند وسكانالتبتوميانمار وسكانجنوب شرق آسيا.[13] إن الأصل الصحيح لكلمة البنغال غير معروف، على الرغم من أنه يُعتقد أنه مشتق من كلمة«بانج» وهي إحدى القبائل الناطقة بلغة سكان درافيديا والتي استقرت في تلك المنطقة منذ حوالي ألف سنة قبل الميلاد.
تكونت مملكة جانجاريداي منذ القرن السابع قبل الميلاد وتوحدت فيما بعد معبيهار تحت مظلة إمبراطورياتماغاداونانداوماوريانوسونجا. أصبحت البنغال فيما بعد جزءً منإمبراطورية جوبتاوإمبراطورية هارشا من القرن الثالث وحتى القرن السادسالميلادي. وبعد انهيارها، قام أحد النشطاء البنغاليين والذي يدعى شاشانكا بإنشاء مملكة قوية ولكنها كانت سريعة الزوال. يُعد شاشانكا أول ملك مستقل في تاريخ بنغلاديش. بعد فترة من الفوضى السياسية، تولى حكم البلد أفرادالعائلة الحاكمة بالاالبوذية لمدة أربعمائة سنة ثم حكم بعدهمالعائلة الحاكمة سيناالهندوسية لفترة قصيرة.
دخلالإسلام إلى البنغال في القرن الثاني عشر الميلادي عن طريق التجار العرب المسلمين وبعضالصوفيين التبشيريين ثم ساعدت الفتوحات الإسلامية في انتشار الإسلام في أنحاء البلد.[14] قام القائد التركي باكثير خيلجي بإلحاق الهزيمة بلاكشمان سين وهو أحد أفراد الأسرة الحاكمة الهندوسية سينا (Sena) واحتل أجزاءً كبيرة من البنغال. حكم المنطقة العديد من الأسر الحاكمة منالسلاطين والإقطاعيين خلال مئات السنين القليلة التالية. ومع حلول القرن السادس عشر، حكمتالإمبراطورية المغولية منطقة البنغال وأصبحت داكا إحدى المراكز المحلية المهمة للإدارة المغولية.
دخل التجار الأوروبيون المنطقة متأخرًا في القرن الخامس عشر وزاد نفوذهم في البلد حتى تمكنتشركة شرق الهند البريطانية من السيطرة على البنغال بعدمعركة "بلاسي" في عام 1757.[15] نتج عن التمرد الدموي في عام 1857 والذي عُرف باسمتمرد سيبوي انتقال السلطة إلىالملك مع وجود نائب بريطاني يتولى القيام بمهام الإدارة.[16] في أثناء الحكم الاستعماري، أرهقت المجاعات منطقة شبه القارة الهندية العديد من المرات والتي شملت أيضًامجاعة البنغال الكبرى في عام 1943 والتي نتج عنها وفاة ثلاثة ملايين شخص.[17]
في الفترة ما بين عامي 1905 و 1911، كانت هناكمحاولة فاشلة لتقسيم إقليم البنغال إلى منطقتين وتكون داكا هي عاصمة المنطقة الشرقية للإقليم.[18]
عندما قُسمت الهند في عام 1947،قُسمت البنغال بناءً على أسس دينية؛ حيث انضم الجزء الغربي من الإقليم إلى الهند والجزء الشرقي انضم إلىباكستان تحت مسمىالبنغال الشرقية (والتي سميت فيما بعد بباكستان الشرقية) وعاصمتها داكا.[19] في عام 1950، اكتملت حركة إصلاح الأراضي في البنغال الشرقية عن طريق التخلص من النظام الإقطاعي الزامنداري.[20] على الرغم من الثِقل الاقتصادي والسكاني للشرق، فإن الطبقات الارستقراطية الغربية كانت تسيطر على الحكومة والجيش الباكستاني. كانتحركة اللغة البنغالية في عام 1952 الإشارة الأولى للخلاف بين الجزء الشرقي والغربي في باكستان وكان هدف هذه الحركة هو جعل اللغة البنغالية هي اللغة الرسمية لباكستان.[21] استمرت حالة الاستياء من الحكومة المركزية حول القضايا الثقافية والاقتصادية في الزيادة خلال العقد التالي، والتي ظهرت خلالها عصبة أواميليك وكانت بمثابة الصوت السياسي للشعب البنغالي. أثارت تلك العصبة الشعور العام من أجل حركة المطالب الستة: حركة قومية بنغلاديشية تزعمها الشيخمجيب الرحمن أدت إلىالاستقلال في عام 1960 وفي عام 1966 تم سجن رئيس العصبة «الشيخمجيب الرحمن» وتم الإفراج عنه في عام 1969 بعد قيام ثورة شعبية غير مسبوقة.
في عام 1970، هبَّإعصار شديد على ساحل شرق باكستان وكانت استجابة الحكومة ضعيفة جدًا تجاه هذه الأزمة. ازداد غضب الشعب البنغالي عندما تم إبعاد الشيخمجيب الرحمن عن أي مناصب في الدولة وكانت قد فازت عصبة أواميليك التي يرأسها بأغلبية الأصوات في البرلمان في انتخابات[22] عام 1970. بعد ترأسه لمباحثات تسوية معمجيب الرحمن، قام الرئيسيحيى خان بالقبض عليه في الساعات الأولى من صباح يوم 26 مارس 1971 وشنّعملية مناورة[23] كانت عبارة عن هجوم عسكري مستمر على باكستان الشرقية. كانت الأساليب التي استخدمها يحيى خان دموية للغاية ونتج عن عنف الهجوم وفاة العديد من المدنيين.[24] شملت الأهداف الرئيسية ليحيى خانالمفكرين والهندوس مما نتج عنه فرار حوالي عشرة ملايينلاجئ إلى الهند.[25] ويتراوح عدد من تعرضوا لتلك المذابح في خلال فترة الحرب ما بين ثلاثمائة ألف إلى ثلاثة ملايين شخص.[24]
وقبل أن يتم القبض عليه بواسطة الجيش الباكستاني، أعلن الشيخمجيب الرحمن رسميًا استقلال بنغلاديش وأمر كل فرد أن يقاتل حتى يتم جلاء آخر جندي من الجيش الباكستاني عن باكستان الشرقية. فرَّ أغلبية قادة عصبة أواميليك وشكّلوا حكومة في المنفى في مدينةكالكتا في الهند. ثم حلفت الحكومة المنفية اليمين رسميًا أمام موجيب نجار في مقاطعة كوستيا في باكستان الشرقية في الرابع عشر من أبريل عام 1971. استمرتحرب تحرير بنغلاديش لمدة تسعة شهور. كانتحرب العصابات التي تقوم بها قوات التحرير والجنود النظاميين البنغاليين تلقى الدعم منالقوات المسلحة الهندية في ديسمبر عام 1971. حقق التحالف بين الجيش الهندي وقوات التحرير نصرًا ساحقًا في أنحاء باكستان الشرقية في يوم 16 ديسمبر عام 1971 وسيطر على حوالي 90.000سجين حرب.
نصب Jatiyo Smirti Soudho الذي شيد تخليدًا لذكرى شهداء حرب تحرير بنغلاديش
أصبحت بنغلاديش بعد استقلالها دولة برلمانية ديمقراطية وأصبحمجيب الرحمن أول رئيس للوزراء. في عام 1973، حصلت عصبة أواميليك في الانتخابات البرلمانية على الأغلبية المطلقة للأصوات. ثم حدثت مجاعة في جميع أنحاء الدولة في عامي 1973 و 1974 وفي بداية عام 1975 بدأمجيب الرحمن القيام بدور اشتراكي أحادي الحزب من خلال الحزب الجديد الذي شكله والذي أطلق عليه اسم BAKSAL وهو عبارة عن تحالف بين عصبة أواميليك وحزب كريشاك سراميك والذي كان يدعممجيب الرحمن في بنغلاديش.
في الخامس عشر من أغسطس عام 1975، اغتيلمجيب الرحمن وأفراد عائلته على يد مجموعة من الضباط العسكريين ذوي الرتب المتوسطة.[26]
في الشهور الثلاثة التالية بلغت سلسلة الانقلابات الدموية والانقلابات المضادة ذروتها من أجل تسلم الجنرالضياء الرحمن السلطة والذي قام بإعادة تكوين سياسة متعددة الأحزاب وأنشأالحزب الوطني البنغلاديشي.[27]
كان الحاكم التالي لبنغلاديش هو الجنرالحسين محمد إرشاد والذي وصل إلى السلطة عن طريق انقلاب دون سفك للدماء في عام 1982 وظل حاكمًا لبنغلاديش حتى عام 1990، عندما أُجبِر على التخلي عن منصبه تحت ضغط من الممول الغربي في ظل حدوث تغيير كبير في السياسة الدولية بعد انتهاء النظام الشيوعي عندما شعر الحكام الطغاة المناهضين للشيوعية بعدم ضرورة وجود هذا النظام.
منذ ذلك الحين، رجع نظام الحكم في بنغلاديش إلى النظام البرلماني الديموقراطي. ثم كان لأرملة ضياء الرحمن وهيخالدة ضياء دورًا في قيادة الحزب الوطني البنغلاديشي إلى النجاح في البرلمان في الانتخابات العامة في عام 1991 وأصبحت أول رئيسة للوزراء في تاريخ بنغلاديش.
على الرغم من ذلك، فإن إحدى بناتمجيب الرحمن وهيالشيخة حسينة ترأست عصبة أواميليك وأمسكت بزمام السلطة في الانتخابات التالية في عام 1996، ولكنها خسرتها لصالح الحزب الوطني البنغلاديشي في عام 2001.
في 11 يناير 2007، وبعد فترة من العنف الذي اجتاح أنحاء البلاد، عينت حكومة انتقالية (حكومة مؤقتة) لإدارة شئون الانتخابات العامة القادمة. عانت الدولة من الفساد الشامل[28] والاضطرابات والعنف السياسي. كان من أولويات الحكومة الانتقالية الجديدة التخلص من الفساد على جميع المستويات الحكومية. إلى هذا الحد، تم القبض على العديد من رجال السياسة والمسئولين ومنهمخالدة ضياء وإبنهاوالشيخة حسينة، بالإضافة إلى عدد كبير من أعضاء الحزب في تهم فساد ورشوة.
أقامت الحكومة الانتقالية انتخابات نزيهة وحرة في 29 ديسمبر عام 2008.[29] حققت عصبة أواميليك انتصارًا ساحقًا بقيادةالشيخة حسينة وأقسمت اليمين كرئيسة للوزراء في 6 يناير عام 2009.[30] في يناير 2024، حصلترابطة عوامي بقيادة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة على فترة ولاية رابعة على التوالي في الانتخابات العامة في بنغلاديش، وكانحزب جاتيا هو حزب المعارضة الرئيسي.[31][32]
إن نظام الحكم في بنغلاديشبرلماني ديموقراطي. تُقام الانتخابات المباشرة والتي يدلي بأصواتهم فيها كل المواطنين فوق الثمانية عشر عامًا كل خمس سنوات، وذلك لانتخاببرلمان أحادي المجلس المعروف باسم جاتية سنسد. يُعرف مبنى البرلمان في بنغلاديش باسمجاتيو سانجشاد بهابان والذي صممه المهندس المعماريلويس خان. ويحتوي على 345 عضوًا ومنهم 45 مقعدًا للنساء يتم انتخابهم في الدوائر الانتخابية بنظام الاقتراع الفردي. ثم يقومرئيس الوزراء بصفتهرئيسًا للحكومة بتشكيلمجلس الوزراء وإدارة الشئون اليومية للدولة. في الوقت الذي يتم فيه تعيين رئيس الوزراء من خلالرئيس الدولة، فإن رئيس الوزراء يجب أن يكونعضوًا في البرلمان ويطلب الحصول على الثقة من أغلبية أعضاء البرلمان. يُعد منصبرئيس الدولة من المناصب المهمة في الدولة ويتم انتخابه بواسطة أعضاء البرلمان.[34]
على الرغم من ذلك، فإن سلطات رئيس الدولة زادت كثيرًا في أثناء تولّيالحكومة المؤقتة مسئولية إدارة الانتخابات وانتقال السلطة. يجب أن يكون المسئولين في الحكومة الانتقالية من الأفراد غير الموالين للأحزاب ويتم منحهم ثلاثة شهور لإتمام مهمتهم. تُعد الإجراءات الانتقالية شيئاً مبتكرًا أول من طبقته هي بنغلاديش في انتخاباتها في عام 1991، ومن ثم تم تشريعها في عام 1996 من خلال التعديل الدستوري الثالث عشر.[35]
[36] إن أكبر هيئةقضائية في بنغلاديش هي المحكمة العليا. ويقوم رئيس الجمهورية بتعيين القضاة. إن المؤسسات القضائية والقانونية في بنغلاديش ضعيفة.[29] تم تطبيق فصل السلطات القضائية عن التنفيذية في الأول من نوفمبر عام 2007. من المتوقع أن يجعل ذلك الفصل السلطة القضائية أقوى وأنزه. جدير بالذكر أن القوانين في بنغلاديش يتم وضعها بشكل غير دقيق اعتمادًا علىالقانون الإنجليزي العام، ولكن يتم وضع القوانين المتعلقة بالمسائل الأسرية، مثل الزواج والميراث على أساس النصوص الدينية؛ ومن ثم تختلف بين المجتمعات الدينية في بنغلاديش.
الحزبين الرئيسيين في بنغلاديش هماعصبة عوامي البنغلاديشيةوالحزب الوطني البنغلاديشي. تقود الحزب الأخيرخالدة ضياء والتي وجدت حلفائها بين الأحزابالإسلامية، مثلالجماعة الإسلامية البنغلاديشية وجماعة أويكا جوتا الإسلامية، بينما تنحاز عصبة أوامي بقيادةالشيخة حسينة معاليساريينوالأحزاب العلمانية. إن حسينة وخالدة ضياء متنافستين متعصبتين وقد سيطرتا على الأمور السياسية لمدة خمسة عشر عامًا وهما امرأتان لكل منهما علاقة بأحد قادة حركة تحرير بنغلاديش. يُعدالحزب الوطني أحد الأحزاب المهمة في بنغلاديش والذي يرأسه الحاكم العسكري السابق إرشاد. اشتدت المنافسة بين الحزب الوطني البنغلاديشي وعصبة أوامي وزادت من حدته الاحتجاجات وأعمال العنف والقتل. إن الباحثين السياسيين في بنغلاديش أصحاب مكانة عالية وقوة حيث يمثلون تراث عصر حركة التحرير. لدى أغلب الأحزاب السياسية في بنغلاديش جماعات من الباحثين النشطين ويتم انتخاب هؤلاء الباحثين في البرلمان.
تمت إدانة الأحزاب المسلمة المتطرفة في بنغلاديش وهي جماعة مسلمي جاجراتا وجاناتا البنغلاديشية وجماعة المجاهدين البنغلاديشيين في فبراير عام 2005. حيث اعتبِرت تلك الجماعات هي المسئولة عن الهجمات التفجيرية التي حدثت عام 1999 وتم احتجاز المئات من الأعضاء المشتبه فيهم في عمليات أمنية موسعة وتضمنت تلك العمليات أيضًا رؤساء تلك الجماعات في 2006. الحالة الأولى التي تم تسجيلها لعملية تفجيرية انتحارية حدثت في بنغلاديش كانت في نوفمبر عام 2005.
في 22 يناير 2007، تم تأجيل الانتخابات بشكل غير محدد وتم إعلان قانون الطوارئ في 11 يناير عام 2007 عندما كان الجيش يقوم بدعم الحكومة الانتقالية لفخر الدين أحمد والتي تهدف إلى إعداد قائمة جديدة من الناخبين وقمع الفساد المنتشر في أنحاء البلاد. تهدف الحكومة أيضًا إلى إقامة انتخابات جديدة في عام 2008 بيد أن عدم وجود التوافق بين لجان الانتخاب والأحزاب الحكومية والسياسية يهدد ذلك الموعد النهائي للانتخابات. خلقت الممارسات الحكومية بعض الشكوك في أمر الانتخابات بينما تم احتجاز قائدتي الحزبين الحاكمين في بنغلاديش وهما خالدة زيواروالشيخة حسينة وواجهتا تهمًا جنائية في المحكمة ولا زالت الأساليب السياسية الداخلية المحظورة تُمارس.[37] قاموا أيضًا بمساعدة الحكومة البنغلاديشية المؤقتة كدفعة ضد الفساد والذي يبدو أنه يستهدف رجال السياسة والخصوم.[38] تفشت أيضًا عمليات الاحتجاز غير القانونية والتعذيب للحصول على الاعترافات.[39]
في النهاية، كان هناك تحالف كبير قادته عصبة أوامي والتي فازت في الانتخابات في 29 ديسمبر عام 2008. حققت عصبة أوامي فوزًا ساحقًا في الانتخابات. وحصلت على 230 مقعدًا من بين 300 مقعد في البرلمان.[40]
تسعى دولة بنغلاديش لتحقيق سياسة خارجية معتدلة تعتمد كثيرًا على الدبلوماسية متعددة الأطراف، وخاصةً في الأمم المتحدة. في عام 1947، التحقت بنغلاديش بكلٍ مناتحاد دول الكومنولثوالأمم المتحدة ومنذ ذلك الوقت تم انتخابها لترأسمجلس الأمن في دورتين الأولي في 1978-1979 والثانية في 2000-2001. في عام 1980، لعبت بنغلاديش دورًا قياديًا في تأسيساتحاد جنوب شرق آسيا للتعاون الإقليمي من أجل توطيد علاقاتها مع دول جنوب شرق آسيا. منذ إنشاء ذلك الاتحاد في عام 1985، شغلت بنغلاديش منصب السكرتير العام له مرتين.كانت أكثر العلاقات الخارجية أهميةً وتعقيدًا لبنغلاديش معالهند. تشكلت تلك العلاقات عن طريق الروابط التاريخية والثقافية وشكلت جزءً مهمًا من الشئون السياسية الداخلية.بدأتالعلاقات بين الهند وبنغلاديش تأخذ شكلاً إيجابيًا بسبب مساعدة الهند لبنغلاديش فيحرب الاستقلال وإعادة إعمارها في فترة ما بعد الحرب. بمرور السنين، شهدت العلاقات بين الهند وبنغلاديش العديد من التقلبات لعدد من الأسباب. قدمت صحيفة «الواشنطن بوست» تقريرًا عن السبب الرئيسي لذلك التوتر بين الدولتين وهو سد الفاراكا.[41] في عام 1975، أنشأت الهند سدًا على نهر الكنك على بعد 11 ميل (18 كـم) من الحدود البنغلاديشية. احتجت بنغلاديش على بناء السد وقالت إنه يحول جزءً كبيرًا من الماء الذي تحتاجه الدولة ويضيف إليها كارثة إنسانية أخرى إلى جانب الكوارث الطبيعية التي تتعرض لها الدولة بالفعل. هذا بالإضافة إلى أن بناء السد نتج عنه بعض العواقب البيئية السيئة.[41] على الجانب الآخر، عبرت الهند عن قلقها من الانفصاليين المناهضين للهند والمحاربين للمسلمين والتي ادعت أيضًا أنه يتم إيوائهم على 2,500-ميل (4,000 كـم) حدودها، بالإضافة إلى تدفق المهاجرين غير الشرعيين؛ ومن ثم ستقوم بوضع سياج على معظم الحدود.[42] على الرغم من ذلك، ففي عام 2007 تعهدت الدولتان في خلال اجتماعات اتحاد دول جنوب شرق آسيا للتعاون الإقليمي بالعمل بشكل تعاوني من أجل تحقيق الأمن وحل المشاكل الاقتصادية والمشاكل المتعلقة بالحدود.[43]
في عام 2018، كان عدد العناصر الناشطة في الجيش البنغالي 157,000،[44] باستثناء القوتين الجوية والبحرية.[45] بالإضافة إلى الأدوار الدفاعية التقليدية، كانت القوات العسكرية مطالبة بمنح الدعم للهيئات المدنية للتقليل من الكوارث والحفاظ على الأمن الداخلي في فترات الاضطرابات السياسية. لم تعد بنغلاديش الآن جاهزة لخوض أية حرب قادمة، لكنها ساهمت بإرسال 2.300 جندي إلى قوات التحالف التي حاربت فيحرب الخليج العربي في عام 1991 وتُعد بنغلاديش أحد المساهمين الرئيسيين في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم. في مايو عام 2007، تم نشر الجنود البنغلاديشيين فيجمهورية الكونغو الديمقراطيةوليبيرياوالسودانوتيمور الشرقيةوساحل العاج لحفظ السلام.[46] تتمتع بنغلاديش بعلاقات طيبة ووثيقة مع جمهورية الصين والتي قامت في العقد الماضي على وجه الخصوص بزيادة التعاون الاقتصادي مع دول جنوب شرق آسيا. في الفترة ما بين عامي2006و2007، ارتفعت نسبة التجارة بين البلدين إلى 28.5% وكانت هناك اتفاقات بينهما للموافقة على دخول العديد من سلع بنغلاديش إلى السوق الصينية دون فرض تعريفة جمركية عليها. تزايد أيضًا حجم التعاون بينالقوات العسكرية البنغلاديشية وجماعات جيش التحرير عن طريق توقيع الاتفاقيات العسكرية المشتركة وحصول بنغلاديش على الأسلحة الصينية والتي تتراوح بين الأسلحة الخفيفة وحتى المقاتِلات البحرية الكبيرة مثل بارجة إطلاق الصواريخ من النوع 053H1.
المقاطعات الإدارية في بنغلاديش، توضح تلك الخريطة أكبر الوحدات وهي المقاطعات.
تنقسم بنغلاديش إلى ثمان مقاطعات إدارية وتُسمّى كل منها على اسم المركز الرئيسي الخاص بها وهي:باريسال (বরিশাল)وجاتجام (চট্টগ্রাম)وداكا (ঢাকা)وكهلنا (খুলনা)وراجشاهي (রাজশাহী)وسيلهت (সিলেট) ورانجبور (রংপুর)وميمينسينغ (ময়মনসিংহ)
تُقسم المدن الكبرى إلىمقاطعات. توجد 64 مقاطعة في بنغلاديش وتُقسم كل منها إلىمقاطعات فرعية أومراكز شرطة. يتم تقسيم المنطقة التي تكون ضمن نطاق مركز الشرطة، ماعدا المناطق التي تقع في العاصمة، إلى عدةمراكز ويتكون كل مركز من عدد كبير من القرى. في المناطق التي تقع في العاصمة، يتم تقسيم مراكز الشرطة إلى دوائر والتي يتم تقسيمها أيضًا إلىمراكز. لا يتم انتخاب مسئولين في تلك الأقسام أو الأحياء أو المناطق. يتم عقد انتخابات مباشرة لكل اتحاد أو حي، ويتم خلاله انتخاب رئيس لتلك المنطقة ومعه عدد من الأعضاء. في عام 1997، تم إصدار قانون من البرلمان يقضي بحجز ثلاثة مقاعد من أصل اثني عشر مقعدًا في كل اتحاد للمترشحين من النساء.[47]
عاصمة بنغلاديش هيداكا وتُعد أكبر المدن في بنغلاديش. تتضمن المدن الرئيسية في بنغلاديش أيضًاجاتجاموكهلناوراجشاهيوسيلهتوباريسال. يكون لتلك المدن العاصمية انتخاباتللمحافظين بينما تقوم المجالس البلدية الأخرى بانتخاب رئيس لها. يتم انتخاب العُمد أو رؤساء الأحياء لفترة تمتد لخمس سنوات.
صورة التقطها القمر الصناعي توضح الملامح الطبيعية لبنغلاديش.
تقع بنغلاديش في منطقة الدلتا التي يكون فرعيها نهريالكنكوالبراهمبوترا أو دلتا الجانج. تتكون الدلتا من التقاء نهريالكنك (الاسم المحليبادما) وبراهمبوترا (جامونا أو جومونا)وأنهار ميجنا وروافدها.يرتبط نهر الكنك مع نهر جامونا (وهو أحد القنوات الرئيسية لنهر البراهمبوترا) ويربط أيضًا بنهر الميجنا ليصب في خليج البنغال.تجعلالتربة المليئة بالطمي والتي تترسب عن طريق تلك الأنهار هذه المنطقة من أخصب الأراضي في العالم.يمر من داخل أراضي بنغلاديش 58 نهرًا عابرًا للحدود؛ مما يجعل المشاكل والصراعات على المياه شديدة التعقيد على المستوى السياسي بدرجة يصعب حلها – في أغلب الأحوال، مثل المشاكل الموجودة بين الهند والمقاطعة الواقعة علىالضفة الجنوبية للنهر.[50]
نهر شانكا في باندربان
إن ارتفاع معظم مناطق بنغلاديش أقل من 12 مترًا (حوالي 39 قدمًا) فوق سطح البحر ويُعتقد أن أكثر من 50% من الأرض سوف تغمرها المياه إذا زادمستوى سطح البحر بنسبة متر (حوالي ثلاثة قدم).[51]
تُعد مودوك أعلى نقطة في بنغلاديش؛ حيث ترتفع بمسافة 1.052 مترًا فوق سطح البحر (3.451 قدمًا) فيتلال جاتجام الذي يقع في جنوب شرق البلاد.[52] يحتل جزءً كبيرًا من الساحلغابةمستنقعية تسمي السندربانز وتعد أكبر غابة أشجارالمانجروف الاستوائية في العالم، كما تعد موطنًا للعديد من أنواع الزهور والحيوانات والتي تشملنمر البنغال الملكي. في عام 1997، تم إعلان أن تلك المنطقة من المناطق الخطرة.[53]
نظرًا لوقوع بنغلاديش فيمنطقة مدار السرطان، فإن طقسها يكوناستوائي شتوي معتدل في الفترة ما بين شهر أكتوبر إلى شهر مارس وحار صيفي رطب في الفترة ما بين شهر مارس إلى شهر يونيو. تستمر الرياح الموسمية الحارة والرطبة بدايةً من شهر يونيو وحتى شهر أكتوبر وتزيد من معدل سقوط الأمطار في بنغلاديش. تحدث العديد من الكوارث الطبيعية كل سنة تقريبًا، مثلالفيضاناتوالزوابع الاستوائيةوالأعاصير وارتفاعات المد العنيفة[54] ويصاحب هذه الكوارث الطبيعية آثارإزالة الغاباتوالتصحروالتعرية. تمتلك مدينةكوكس بازار التي تقع في جنوب جاتجام شاطئًا يمتد بشكل مستمر لمسافة أكثر 120 كيلو مترًا (75 ميلاً).
في سبتمبر عام 1998، شهدت بنغلاديش أشد الفيضانات خطورةً في تاريخ العالم الحديث. حيث تدفقت مياه أنهار البراهمبوترا والكنك والماجنا وابتلعت ما يقرب من 300.000 منزل و 9,700 كيلومتر (6,000 ميل) من الطريق و 2,700 كيلومتر (1,700 ميل) من السد وتسببت في مقتل 1000 شخص وتشريد أكثر من 30 مليون والقضاء على 135.000 رأس ماشية وتدمير 50 متر مربع من الأرض و 11.000 كيلو متر من الطرق. غمرت المياه ثلثي البلد. كانت هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى شدة الفيضان. أولاً، تعرضت البلد لأمطاررياح موسمية غير عادية. ثانيًا، ذابت كميات كبيرة من الجليد منسلسلة جبال الهيملايا في هذا العام. هذا بالإضافة إلى قطع الأشجار التي تحجب مياه الأمطار في العادة، وذلك من أجل استخدامها كحطب أو لزيادة المساحة التي تعيش بها الحيوانات.[55]
أصبحت بنغلاديش معروفة الآن بأنها من أكثر الدول عرضةً للتغيرات المناخية.[56] يعتقد أن ارتفاع مستوى البحر في العقود القادمة سيتسبّب في تشريد أكثر من 25 مليون لاجئ نتيجةً للتغيرات المناخية.[57]
عامل يعمل في حقل أرز – وهو مشهد مألوف في بنغلاديش. يعمل أكثر من ثلثي عدد سكان بنغلاديش في القطاع الزراعي.
على الرغم من المساعي الداخلية والدولية المستمرة لتحسين الأوجه الاقتصادية والسكانية لبنغلاديش، فلا تزال تلك الدولة من الدول النامية."كان دخل الفرد في بنغلاديش طبقًا لإحصاءات عام 2006 1400 دولار سنويًا (بعد تعديلها عن طريقتعادل القوى الشرائية) مقارنةً بمعدل الدخل العالمي للفرد والذي يبلغ 10.200 دولار سنويًا.يعتبرعود البخور من الأهم الأشجار في بنغلاديش والتي تصدر بكميات كبيرة.
كانتنبتة الجوتة هي المحرك الاقتصادي للدولة في فترة من الفترات. ارتفعت أسهمها في سوق التصدير العالمي في فترةالحرب العالمية الثانية وفي نهاية الأربعينيات بنسبة 80%[58] وفي أوائل السبعينيات بنسبة 70% من حصيلة الصادرات. على الرغم من ذلك، بدأت منتجاتالبولي بروبلين تحل محل منتجات الجوتة حول العالم وبدأت صناعتها في الانهيار. تنتج بنغلاديش كميات كبيرة من الأرز والشايوالمسطردة. على الرغم من أن ثلثي سكان الدولة من المزارعين، فإن أكثر من ثلاثة أرباع حصيلة صادرات بنغلاديش تأتي منصناعة الملابس[59] والتي بدأت تجتذب المستثمرين الأوروبيين في الثمانينيات بسبب رِخص العمالة وانخفاض تكاليف التحويل. في عام 2002، كانت حصيلة المنتجات التي تم تصديرها حوالي خمسة بلايين دولار أمريكي.[60] يعمل الآن في الصناعة أكثر من ثلاثة ملايين عامل وتمثل النساء نسبة 90% من عددهم.[61] يدخل إلى الدولة جزء كبير من العملات الأجنبية القادمة من الحوالات البريدية التي يرسلهاالمغتربون الذين يعيشون في بلاد أخرى.
باشوندهارا سيتي أكبر مراكز التسوق في جنوب آسيا
تتضمن العوائق التي تقف أمام التنمية كثرة الأعاصير والفيضانات والمشاريع غير الفعالة التي تمتلكها الدولة وسوء الإدارة فيالمرافئ البحرية وازدياد عدد أفراد القوى العاملة والتي تفوق عدد الوظائف الخالية المُتاحة. تتضمن أيضًا العوائق سوء استخدام الطاقة (مثل،الغاز الطبيعي) ونقص إمدادات الطاقة وبطء تطبيق الإصلاحات الاقتصادية والنزاع السياسي الداخليوالفساد. جاء في أحد تقاريرالبنك الدولي: «إن ضعف الحكومة والمؤسسات العامة من أكبر وأهم العوائق التي تقف في وجه تحقيق التنمية في بنغلاديش.»[11]
على الرغم من كل تلك العقبات، فقد حققت بنغلاديش معدل نمو سنوي يبلغ 5% منذ عام 1990 طبقًا لما أقره البنك الدولي. شهدت بنغلاديش زيادة في حجمالطبقة المتوسطة وكذلك الصناعةالاستهلاكية. في ديسمبر عام 2005، وبعد مرور أربعة أعوام من ظهور تقريرجولدمان ساكس حول الدول ذات الاقتصادات الناشئة وهيالبرازيل وروسيا والهند والصين (BRIC)، قام بالإشارة إلى بنغلاديش على أنها إحدى القوى الاقتصادية القادمة[62] إلى جانبمصروأندونيسياوباكستان وسبع دول أخرى تحت مسمى "الدول الإحدى عشر المتوقع تفوقها اقتصاديًا". شهدت بنغلاديش ارتفاعًا مذهلاً فيالاستثمار الأوروبي المباشر. قامت العديد منالمؤسسات متعددة الجنسيات وكبار المؤسسات التجارية المحلية، مثل بيكسمكو وسكوير ومجموعة أكجي وإسباهاني ومجموعة نافانا ومجموعة حبيب ومجموعة كيه دي إس ومؤسسات متعددة الجنسيات، مثل مؤسسة يونوكالوشيفرون بعمل استثمارات ضخمة في بنغلاديش وكانت الأولوية لقطاع الغاز الطبيعي. في ديسمبر عام 2005، أشارالبنك المركزي البنغلاديشي إلى أن نسبة نمو الناتج الإجمالي المحلي بلغت حوالي 6.5%.[63]إن أحد الأشياء التي ساهمت بشكلٍ بارز في نمو الاقتصاد في بنغلاديش هو الانتشار الواسع والشامل لفكرةالقروض الصغيرة والتي أعلن عنهامحمد يونس (الحاصل علىجائزة نوبلللسلام في عام 2006) أثناء وجوده فيبنك جارمين. في نهايات فترة التسعينيات، بلغ عدد أعضاء بنك جارمين حوالي 2.3 مليون شخص، بالإضافة إلى حوالي 2.5 مليون عضو في مؤسسات أخرى مماثلة.[64]قامت الحكومة بإنشاء عدة مناطق لتصنيع الصادرات لجذب الاستثمار الأجنبي، وذلك حتى تعزز حجم التنمية الاقتصادية في البلد. كانت هيئة منطقة تصنيع الصادرات البنغلاديشية تدير هذه المناطق.
جاءت بنغلاديش في المركز 105 فيمؤشر الابتكار العالمي عام 2023.[65] لكنها تراجعت إلى المركز 106 وفق مؤشر 2024.[66][67] وحافظت على المركز 106 وفق مؤشر 2025[68]
تشير الإحصائيات الأخيرة والتي صدرت في الفترة ما بين عامي 2005 و 2007 إلى أن عدد سكان بنغلاديش يتراوح ما بين 142 و 159 مليون نسمة، الأمر الذي يجعلها تحتلالمرتبة الثامنة على مستوى العالم. تبلغ مساحة بنغلاديش حوالي 148,460 كيلو متر مربع وهي الدولة رقم 94 على مستوى العالم من حيث المساحة، الأمر الذي يجعل الكثافة السكانية شيئاً جدير بالملاحظة. ومن حيث المقارنة الفارقة أن عدد سكان روسيا أقل بنسبة طفيفة من عدد سكان بنغلاديش على الرغم من أن مساحة روسيا حوالي 17.5 مليون كيلو متر مربع وهي أكبر بحوالي 120 مرة من مساحة بنغلاديش. تمتلك بنغلاديش أكبر نسبة كثافة سكانية على مستوى العالم باستثناء عدد قليل منالدول المدينية والدول الصغيرة، مثل البحرين بكثافة سكانية رئيسية تبلغ 1265 شخصًا / كم 2 اعتبارًا من عام 2020.[71][72] كان معدل النمو السكاني في بنغلاديش ضمن أعلى المعدلات على مستوى العالم في عام 1960 و 1970، وذلك عندما زاد عدد السكان من 50 إلى 90 مليون نسمة، ولكن عندما تم الإعلان عنتحديد النسل في عام 1980 انخفض معدل النمو السكاني. بلغمعدل الخصوبة في 2018 في بنغلاديش 2.05.[73] جدير بالذكر أن معظم السكان من الشباب حيث يشكل الأفراد من عمر 0-25 حوالي 60% من السكان بينما يمثل من يناهزون 65 عامًا أو أكبر نسبة 3%. إنمتوسط عمر الفرد في بنغلاديش هو 63 عامًا للرجال والنساء.[74]
يسيطرالبنغاليون على الغالبية العظمى من المجموعات العرقية المتواجدة في بنغلاديش ويشكلون حوالي 99% من السكان.[75] تتكون الأغلبية الباقية من السكان من المهاجرينالبيهاريين ومجموعات قبلية أهلية. توجد حوالي ثلاث عشرة قبيلة تتمركز في منطقة تلال جاتجام وأكثر القبائل من حيث عدد أفرادها هي قبيلة شاكماس. كانت تلك المنطقة ولا زالت مصدرًا للصراع العرقي منذ ظهور دولة بنغلاديش.[76] وتُعد أكبر المجموعات القبلية خارج منطقة تلال جاتجام هي قبائلسانتال وقبائل جاروس (أكيكس). هناك أيضًا قبائل كايبارتا ومونداس وأورانوزوزومي العرقية. كان ولا زالالإتجار بالبشر أحد المشاكل المعطلة لتقدم بنغلاديش[77] ولا زالت الهجرة غير الشرعية سببًا في حدوث الخلافات مع دولتي بورما[78] والهند.[79]
تُعد اللغة الرسمية والأكثر استخدامًا في أنحاء بنغلاديش كما في ولايةالبنغال الغربية هياللغة البنغالية أو كما يطلقون عليها في تلك المناطق (البانجلا)[42] وهي لغة مناللغات الهندية الآرية من أصلسانسكريت بالإضافة إلى شكل حروفها. يتم استخداماللغة الإنجليزية كلغة ثانية بين أفراد الطبقات المتوسطة والعليا[80] وفي التعليم العالي. منذ صدور قرار جمهوري في عام 1987، أصبحت اللغة البنغالية هي المستخدمة في كل المراسلات الرسمية ما عدا المراسلات المُرسلة إلى أجانب.
بيت المكرم وهو المسجد الوطني في بنغلاديش في مدينة داكا أنشأ عام 1962.
[81] يشكل القرويون معظم سكان بنغلاديش ويعيشون على الزراعة كمصدر للرزق. زادت المشاكل الصحية بدايةً من تلوثماء الشرب مرورًابتلوث المياه الجوفية بمادة الزرنيخ[82] وانتشار العديد من الأمراض، مثلالملارياوداء البريمياتوحمى الضنك. ارتفعت نسبة المتعلمين في بنغلاديش إلى ما يقرب من 41%.[83] هناك تفاوت كبير في نسب المتعلمين بين الجنسين على الرغم من أن نسبة المتعلمين بين الرجال 50% و 31% بين النساء حسب التقديرات التي أصدرتها منظمة اليونيسيف في عام 2004.[84] زادت نسبة المتعلمين بسبب العديد من البرامج التي طبقت في أنحاء الدولة. يُعد برنامج التعليم والغذاءأحد أنجح تلك البرامج والذي طبق في عام 1993[85] وبرنامج معاش النساء الدارسات في المراحل الابتدائية والثانوية.[86]
يُعدالإسلام الديانة الرئيسية في بنغلاديش؛ حيث يبلغ عدد المسلمين في بنغلاديش حوالي %91.7 من العدد الإجمالي للسكان وهناك أقلية ضخمة تدين بالديانةالهندوسية وتبلغ حوالي %7.95 من العدد الإجمالي للسكان في بنغلاديش.[87][88][89] يشكل المسلمونالسُنة حوالي 96% من العدد الإجمالي للمسلمين بينما يمثلالإسماعيلية نسبة 3% وتمثلالطائفة الأحمدية أقل من 0.4%. تتضمن المجموعات التي تدين بالديانات الأخرىالبوذيين (0.7% وأغلبهم يمثلون المدرسة البوذية الأولىثيرافادا)والمسيحيين (0.3% وأغلبهم منالطائفة الرومانية الكاثوليكية)والأرواحيين (0.1%). تحتل بنغلاديش المرتبة الرابعة بعدأندونيسياوباكستانوالهند من حيث عدد المسلمين فيها والذي يتجاوز 130 مليون نسمة. يعتبر الإسلام هو الديانة الرسمية داخل بنغلاديش، ولكن تعيش الديانات الأخرى وتمارس شعائرها في سلام.[90] صنفتالأمم المتحدة بنغلاديش على أنها دولةديموقراطية مسلمةمعتدلة من الدرجة الأولى.[91][92]
تتميز مظاهر الثقافة في بنغلاديش بالجمع بين القديم والحديث ويعكس التاريخ الطويل لتلك المنطقة. تفتخراللغة البنغالية بتراث تاريخي غني تشترك فيه بنغلاديش مع الولاية الهندية في البنغال الغربية. تُعد Charyapada (شاريابادا) أول النصوص الأدبية التي ظهرت في بنغلاديش في القرن الثامن الميلادي.
كان الأدب البنغالي في القرون الوسطى يتناول في الغالب إما الموضوعات الدينية (مثل، Chandidas/ تشانديداس) أو مقتبس من لغات أخرى (مثل، Alaol/ علاول ). وصل الأدب البنغالي إلى قمة تعبيره عن المشاعر في القرن التاسع عشر عن طريق شعراء عظماء، مثلرابندراناث طاغور وكازي نازرول إسلام. تمتلك بنغلاديش أيضًا تاريخًا طويلاً من الأدب الشعبي، على سبيل المثال مجموعة الأغاني الشعبية (Maimansingh Gitika/ ميمنسينغ جيتيكا )و مجموعة القصص الشعبية ( Thakurmar Jhuli/ ثاكومار جولي )ومجموعة القصص المرتبطة بجوبال بهار (وهو مهرج أسطوري كان يعمل في البلاط الملكي البنغالي في العصور الوسطى وكانت تتميز قصصه بالحكمة). من شعراء بنغلاديش الشاعرآل محمود.
تُعدBaniprodhan الموسيقى التقليدية في بنغلاديش وهي عبارة عن بعض الأغاني الشعبيةالتي يصاحبها العزف من بعض الآلات الموسيقية.يعتبر أيضًا تقليدباول من التراث الفريد للموسيقى الشعبية البنغالية وهناك العديد من التقاليد الموسيقية الأخرى في بنغلاديش والتي تختلف من منطقة لأخرى.من الأشكال الموسيقية المشهورة هناك جومبهيرا وبهاتيالي وباهاوايا.غالبًا ما تكون الموسيقى الشعبية البنغالية مصحوبة بألحان آلة «الإكتارا» وهي آلة ذات وتر واحد.توجد الآلات موسيقية أخرى، مثل الدوتارا والدهولوالفلوتوالطبلة.تمتلك بنغلاديش أيضًا تراثًا رائجًا منالموسيقى الكلاسيكية الشرق هندية.وبالمثل، فإن أشكال الرقص البنغلاديشي مأخوذة من التقاليد الشعبية القديمة، وخاصةً من المجموعات القبائلية وتقليد الرقص الهندي بوجه عام.[93]
تنتج بنغلاديش حوالي 80 فيلمًا في السنة.[94]، وخاصةًالأفلام الهندية مشهورة وذات شعبية كبيرة.[9] هناك ما يقرب من 200 جريدة يومية تصدر في بنغلاديش بالإضافة إلى أكثر من 1800 مجلة دورية. على الرغم من ذلك، فإن عدد القراء الدائمين منخفض حيث يقل عن 15% من إجمالي عدد السكان.[29] يستمع سكان بنغلاديش إلى العديد من البرامج الإذاعية المحلية والوطنية في إذاعة بنغلاديش الوطنية بنغلاديش بيتار بالإضافة إلى أربع محطات إذاعية خاصة وهي (راديو فوورتي وإيه بي سي راديو وراديو توداي وراديو عمار) وتزداد شعبية تلك الإذاعات بين الشباب بسرعة كبيرة في المدن المهمة. هذا بالإضافة إلى أن هناك إذاعة (بانجالا) والتي تقدم خدماتها للمستمعين من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)وإذاعة صوت أمريكا. يعدتلفزيون بنغلاديش الحكومي هو القناة التليفزيونية الرائدة في بنغلاديش، ولكن في السنوات القليلة الماضية تطورت القنوات التليفزيونية الخاصة كثيرًا.
ترتبط تقاليد الطهي في بنغلاديش ارتباطًا شديدًا بأسلوب الطهيالهنديوفن الطهي في دول الشرق الأوسط بالإضافة إلى أن له مميزاته الفريدة. يُعد الأرز والكاري من الأطعمة التقليدية المفضلة في بنغلاديش. يقوم أيضًا أهل بنغلاديش بصناعةالحلوى من منتجات الألبان ومن الحلويات الشائعة هناكالروشوجولاو الشومشومو الكالوجام.
إنالساريأكثر الأزياء شعبيةً التي ترتديها النساء في بنغلاديش.تُعرف مدينة داكا بإنتاجها لزي الساري من الأنسجة القطنية من جامداني. هذا بالإضافة إلى أنقميص سلوارمشهور أيضًا وفي بعض المدن ترتدي بعض النساء الملابس الغربية المزخرفة.ينتشر ارتداء الملابس الغربية لدى الرجال أكثر من النساء.يرتدي الرجال أيضًا الكورتا بيجاماغالبًا في المناسبات الدينية واللونجي وهو عبارة عن قميص طويل.
إنعيديالفطروالأضحى هما أكبر احتفالين في التقويم الإسلامي في بنغلاديش. تسمى وقفة عيد الفطر بليلة القمر وغالبًا ما يتم الاحتفال بها بالألعاب النارية.هذا بالإضافة إلى الاحتفالبأعياد إسلامية أخرى.في حين أن الأعياد الهندوسية المهمة في بنغلاديش هيدورجابوجا وكالي بوجاوسارسواتي بوجا.يعد احتفال بوذا بورنيما الذي يشير إلى ميلادجوتاما بوذا من أكبر الاحتفالات البوذية في بنغلاديش،بينما يحتفلبأعياد الكريسماس الأقلية المسيحية في بنغلاديش.يعتبر الاحتفال برأس السنة البنغالية الجديدة ويسمىباهيلا بيشاك أحد أهم الاحتفالات في بنغلاديش.توجد احتفالات أخرى في بنغلاديش، مثل احتفال نوبانوواحتفال باوش وطقوس الأعياد القومية، مثل شهيد ديبوش.
في الوقت الذي تعتبر فيه رياضةالكبادي (نوع من المصارعة) هي اللعبة الوطنية في بنغلاديش، فإنكرة القدموالكريكيت أكثر شعبية منها حيث يعتبر الكريكيت اللعبة الشعبية الأولى في بنغلاديش ويتبعها في الترتيب كرة القدم. فازفريق الكريكيت البنغلاديشيبكأس الاتحاد الدولي للكريكيت في عام 1997 ضد منتخب كينيا مما أهّل المنتخب للانتقال إلى بطولة كأس العالم للكريكيت عام 1999. في المشاركة الأولى للمنتخب البنغلاديشي في كأس العالم فاز على منتخب باكستان في الجولة الأولى. في عام 2000، تم منح فريق الكريكيت البنغلاديشي اختبارات إضافية في اللعبة وكان قادرا على اللعب مع منتخبات أخرى. في أحيان كثيرة فاز منتخب الكريكيت البنغلاديشي على منتخب أستراليا ونيوزيلندا وسيريلانكا وباكستان والأكثر أهمية أنه حقق الفوز على منتخبي جنوب أفريقيا والهند فيكأس العالم للكريكيت عام 2007. تتضمن الألعاب الشعبية الأخرى في بنغلاديشالهوكيوالتنسوتنس الريشةوكرة اليدوالكرة الطائرةوالشطرنجوألعاب كيرموالكبادي التي تعتبر الرياضة الوطنية في بنغلاديش. ينظم المجلس الرياضي البنغلاديشي شؤون حوالي تسعة وعشرين اتحادًا رياضيًا.
^جدير بالذكر أن الحكومة في دولة بنغلاديش حكومة برلمانية ديمقراطية، على الرغم من تعطيل الدور السياسي تحت مظلة قانون الطوارئ لمدة عامين منذ الحادي عشر من يناير عام 2007 إلى السابع عشر من ديسمبر عام 2008.
^ابجعلى الرغم من ذلك، فإن بنغلاديش ما زالت تواجه عددًا من التحديات الصعبة والمهمة والتي تتضمن الفساد السياسي والبيروقراطي المنتشر والمنافسة الاقتصادية العالمية
^Bharadwaj، G (2003). "The Ancient Period". في Majumdar, RC (المحرر).History of Bengal. B.R. Publishing Corp.
^Collins، L (1986).Freedom at Midnight, Ed. 18. Vikas Publishers, New Delhi.ISBN:0-7069-2770-2.{{استشهاد بكتاب}}:الوسيط author-name-list parameters تكرر أكثر من مرة (مساعدة) وتجاهل المحلل الوسيط|ISBN status= لأنه غير معروف (مساعدة)
^Salik، Siddiq (1978).Witness to Surrender. Oxford University Press.ISBN:0-19-577264-4.{{استشهاد بكتاب}}:تجاهل المحلل الوسيط|ISBN status= لأنه غير معروف (مساعدة)
^في غضون ذلك، عبر قادة الجيش البنغلاديشي عن اهتماماتهم بتولي حكم البلاد بعبارات مثل "أسلوبنا الخاص للديمقراطية" وإحداث تغييرات في الدستور للسماح بمشاركة القوات العسكرية في المجال السياسي.
^فرضت أيضًا القوات العسكرية نظام الرقابة على وسائل الإعلام الوطنية وأغلقت المحطات التليفزيونية الخاصة والمضادة للحكم العسكري.
^Ali، A (1996). "Vulnerability of Bangladesh to climate change and sea level rise through tropical cyclones and storm surges".Water, Air, & Soil Pollution. ج. 92 ع. 1–2: 171–179.DOI:10.1007/BF00175563.ISSN:0049-6979.
^من المتوقع أن تزداد مصادر الخطر الطبيعية والتي تأتي من معدل سقوط المطر المتزايد وارتفاع مستوى البحر والأعاصير الاستوائية كنوع من التغيرات المناخية والذي يؤثر كل منها بشدة على الزراعة والري والأمن الغذائي وصحة الإنسان ومسكنه.
^“Another Major Cyclone, Bangladesh Worries About Climate Change” PBS News Hour, 2008
^"Jute".Banglapedia. Asiatic Society of Bangladesh. مؤرشف منالأصل في 2017-03-04. اطلع عليه بتاريخ 2006-7-14.
^Rahman، S (2004). "Global Shift: Bangladesh Garment Industry in Perspective".Asian Affairs. ج. 26 ع. 1: 75–91.
^Begum، N (2001). "Enforcement of Safety Regulations in Garment sector in Bangladesh".Proc. Growth of Garment Industry in Bangladesh: Economic and Social dimension. ص. 208–226.
^Schreiner، Mark (2003). "A Cost-Effectiveness Analysis of the Grameen Bank of Bangladesh".Development Policy Review. ج. 21 ع. 3: 357–382.DOI:10.1111/1467-7679.00215.
^تحسنت مستويات الصحة والتعليم في الآونة الأخيرة؛ حيث قلت مستويات الفقر داخل البلاد.
^Nickson، R (1998). "Arsenic poisoning of Bangladesh groundwater".Nature. ج. 395 ع. 6700: 338.DOI:10.1038/26387.{{استشهاد بدورية محكمة}}:الوسيط author-name-list parameters تكرر أكثر من مرة (مساعدة)
^Ahmed، A (2002).The food for education programme in Bangladesh: An evaluation of its impact on educational attainment and food security, FCND DP No. 138. International Food Policy Research Institute.{{استشهاد بكتاب}}:الوسيط author-name-list parameters تكرر أكثر من مرة (مساعدة)
^Khandker، S (2003).Subsidy to Promote Girls’ Secondary Education: The Female Stipend Program in Bangladesh. World Bank, Washington, DC.{{استشهاد بكتاب}}:الوسيط author-name-list parameters تكرر أكثر من مرة (مساعدة)