| بكر صدقي | |||||||
|---|---|---|---|---|---|---|---|
| معلومات شخصية | |||||||
| الميلاد | 1890 كركوك، | ||||||
| الوفاة | 11 أغسطس1937 الموصل، | ||||||
| سبب الوفاة | إغتيال | ||||||
| مكان الدفن | مقبرة الباب المعظم | ||||||
| الجنسية | عراقي | ||||||
| العرق | عربي | ||||||
| الديانة | مسلم سني | ||||||
| الأب | شوقي ويس العسكري العلوي | ||||||
| منصب | |||||||
| رئيس أركان الجيش العراقي | |||||||
| 29 أكتوبر 1936 – 11 أغسطس 1937 | |||||||
| في | الجيش العراقي | ||||||
| |||||||
| الحياة العملية | |||||||
| المدرسة الأم | الكلية الحربية في أسطنبول | ||||||
| المهنة | عسكري | ||||||
| اللغات | |||||||
| أعمال بارزة | رئيس أركان الجيش العراقي | ||||||
| الخدمة العسكرية | |||||||
| الولاء | الدولة العثمانية | ||||||
| الفرع | القوة البرية العراقية | ||||||
| الرتبة | فريق أول | ||||||
| المعارك والحروب | الحرب العالمية الأولى | ||||||
| تعديل مصدري -تعديل | |||||||
بكر صدقي (1886 ـ 1937) عسكريعراقي، عرفبانقلابهِ عام 1936 الذي أزاححكومة ياسين الهاشمي وقتلجعفر العسكري، والذي تولى على إثره منصب رئيس أركانالجيش العراقي، وقبله كان يتولى منصب قائد الفرقة الثانية في الجيش العراقي.
ولد بكر صدقي بن شوقي ويس العسكري فيقرية عسكر القريبة من مدينةكركوك، سنة 1890م بحسب السجلات العثمانية، أو في سنة 1886م حسب ما ذكر في السجلات العراقية، ويُقال أيضاً بأنه ولد فيبغداد وأنه لم يكن يفصح عن تاريخ ومكان ولادته الحقيقي لضرورات أمنية وسياسية آنذاك.[1]وهو من نسب عربي حيث ولد لأبعربي وأمكردية، (ذكر أن والده ذو نسبعربي، ولهُ صلة قربىبجعفر العسكري، وأنه ابن عمه من الدرجة الرابعة).[2]درس فيإسطنبول في المدرسة الحربية (الكلية العسكرية لاحقاً) وتخرج منها ضابطا في الجيشالعثماني، وشارك فيالحرب العالمية الأولى في آخر سنينها، وبعد نهاية الحرب واندحار (الدولة العثمانية) انضم إلىالجيش العراقي الذي تأسس في6 كانون الثاني1921م، وعُيِّن برتبة ملازم أول. ولقد كانت لهُ ميولقومية عربية، ولذلك فقد تلقفه أنصار القوميةالعربية من طبقة الحكامالعراقيين، وكان يتقناللغة العربية ويجيدالإنكليزية ويتكلم اللغةالألمانيةوالفرنسية.[3]
ذكرت وزارة الخارجية البريطانية، في تقرير لها أن شعبة الاستخبارات في وزارة الطيران قالت: أن بكر صدقي كان مستخدما لمدة من الزمن في حدود عام 1919-1920 كَوكيل لاستخبارات الجيش البريطاني في منطقةالحدود العراقية التركية وقد انتمى إلى الجيش العراقي في كانون الثاني 1921 بتوصية من بريطانيا.[3]
تدرج في رتبته العسكرية حتى وصل إلى رتبة فريق ركن في عهدالملك غازي واشتهر بالصرامة والقسوة وخاصة عندما قاد الجيش العراقي فيمجزرة سميل ضدالآشوريين في عام 1933 على عهد وزارةرشيد عالي الكيلاني[4][5]، ثم ضد انتفاضة العشائر في منطقةالفرات الأوسط عام 1935[6][7] ثم ضد انتفاضة البارزانيين، وتوطدت العلاقة بينه وبين وزير الداخليةالتركماني الأصلحكمت سليمان.
في أواخر عهد وزارةياسين الهاشمي الثانية اشتد الصراع بين الوزارة والمعارضة التي عملت جاهدة لإسقاط الوزارة التي سعت للتمسك بالحكم بكل الوسائل والسبل، وفي تلك الأيام شغل الفريق بكر صدقي منصب قائد الفرقة الثانية وكان يتردد وباستمرار على دار قطب المعارضة المعروفحكمت سليمان، وكان الحديث يدور حول استئثار وزارة الهاشمي بالحكم، رغم افتقارها للتأييد الشعبي، وحين ذلك اختمرت عند بكر صدقي فكرة إسقاط وزارة الهاشمي بالقوة عن طريق القيام بانقلاب عسكري.
تحرك بكر صدقي واستطاع إقناع رجال ذوي نفوذ داخل المؤسسة العسكرية في مقدمتهم الفريق عبد اللطيف نوري قائد الفرقة الأولى والعقيدمحمد علي جواد قائد القوة الجوية - الطيار الخاص للملك للانضمام إلى فكرته وتأييد الإطاحة بحكومة الهاشمي، سارت الأمور بتكتّم شديد مما منع الاستخبارات العسكرية من كشف الحركة قبل وقوعها، وجاء موعد مناورات الخريف للجيش عام 1936 ووجد بكر صدقي ضالته المنشودة في هذه المناسبة، فقد كانت المناورات تقتضي إجرائها في منطقةجبل حمرين فيمحافظة ديالى بينخانقينوبغداد وكان من المفترض أن تكون الفرقة الأولى بقيادة الفريق عبد اللطيف نوري في موقع الدفاع عن بغداد فيما تكون الفرقة الثانية بقيادة بكر صدقي في موقع الهجوم.
ووفقًا لبكر صدقي، فإن الآشوريين "قاموا بتشويه الموتى بوحشية، وفقأوا أعينهم، وبقروا بطونهم، وقطعوا أنوفهم".[8]
كان بكر صدقي حين قيامهبانقلابه عام 1936 في منصب قائد للفرقة الثانية، ووكيل رئيس أركان الجيش. وفي29 تموز1936 سافر رئيس أركان الجيش الفريقطه الهاشمي شقيق رئيس الوزراء بمهمة إلى خارجالعراق وأناب عنه الفريقعبد اللطيف نوري مما سهّل للإنقلابيين الأمور كثيرا. جرى الاتفاق على نقل الفرقة الثانية منقرتبة إلى قرغان ليلة 25-26 تشرين الأول، على أن يجري تسلل وحدات الفرقة ليلة 28- 29 تموز إلىبعقوبة مركز لواءديالى القريبة من بغداد والتي تبعد عنها حوالي 50 كم. في ليلة الخميس 26أكتوبر 1936 زحفت قوات الجيش إلىبعقوبة ووصلتها صباح اليوم التالي، فقطعت خطوط الاتصال بالعاصمةبغداد واستولت على دوائر البريد والبرق والهاتف وعدد من المواقع الإستراتيجية في المدينة، ثم واصلت زحفها نحوبغداد في الساعة السابعة والنصف بقيادة الفريق بكر صدقي، وفي الساعة الثامنة والنصف من صباح ذلك اليوم ظهرت في سماءبغداد طائرات حربية يقودها العقيدمحمد علي جواد وألقت آلاف المنشورات التي احتوت على البيان الأول للانقلاب.في الوقت الذي ألقت الطائرات بمنشورات بيان الانقلاب، استقلّحكمت سليمان سيارته وتوجه نحو القصر الملكي (قصر الزهور) حاملاً المذكرة التي وقعها الفريقان بكر صدقي وعبد اللطيف نوري والتي حددا فيها مهلة أمدها 3 ساعاتللملك غازي لإقالة وزارةياسين الهاشمي حيث سلمها إلى رئيس الديوان الملكيرستم حيدر.
حاول وزير الدفاع الفريق الأولجعفر العسكري وقف زحف قوات الانقلابيين نحو بغداد، فاتصل ببكر صدقي وأبلغه أنه آت لمقابلتهِ وأنه يحمل رسالة منالملك غازي. لقد كانت فرصة بكر صدقي قد حلّت للتخلص منجعفر العسكري صهر الرجل القوي ووزير الخارجية آنذاك والمقرب من الإنكليز الفريق الأولنوري السعيد باشا، فرتّب الأمر مع الضباط المقربين منه لاغتياله والتخلص منه، وما أن وصل الفريق الأول جعفر العسكري إلى المنطقة المحددة، حتى جرّدوه من سلاحه ومرافقيه، بعدها تقدم عدد من الضباط ووجّهوا صوبه وابلاً من الرصاص حيث لقي مصرعه في الحال، ولما وصل الخبر إلىنوري السعيد باشا سارع باللجوء إلى السفارة البريطانية التي قامت بدورها بتهريبه إلى الخارج.
إستمرت قوات الإنقلابيين بالزحف نحوبغداد، حيث وصلت أبوابها الساعة الرابعة بعد الظهر، لذلك اضطرالملك غازي إلى توجيه خطاب التكليف إلىحكمت سليمان في 29 تشرين الأول بتشكيل وزارة جديدة، وعند الساعة الخامسة والنصف كانت القوات قد دخلت شوارع بغداد من دون أن تلقى أيّة مقاومة. وأتم الانقلابيون تشكيل وزارتهم وصدرت الإرادة الملكية بتشكيلها في الساعة السادسة مساءً وجاءت على النحو الآتي:
أما بكر صدقي فقد تولّى منصبرئيس أركان الجيش بدلاً منطه الهاشمي الذي أُحيل على التقاعد. أماياسين الهاشميورشيد عالي الكيلانيونوري السعيد فقد غادرواالعراق على الفور بمساعدة السفارة البريطانية خوفاً من بطش بكر صدقي. وأراد قائد الانقلاب بكر صدقي أن يرسل من يقوم بتصفيةنوري السعيد والكيلاني والهاشمي إلا أنحكمت سليمان رفض الفكرة. وفي الوقت نفسه نظمت العناصر الوطنية المظاهرات المؤيدة للحكومة وكان على رأس تلك المظاهرات محمد صالح القزاز وهو منالشيوعيين المعروفين والشاعر الكبيرالجواهري وغيرهم من الوطنيين. إذ تقدمت المظاهرات بمطالب للحكومة تدعو فيها إلى إصدار العفو العام عن المسجونين السياسيين وإطلاق حرية الصحافةوحرية التنظيم الحزبي والنقابي وإزالة آثار الماضي والعمل على رفع مستوى معيشة الشعب وضمان حقوقه وحرياته وتقوية الجيش ليكون حارساً أميناً لاستقلال البلاد، ولم تقتصر المظاهرات على العاصمة فقط، بل امتدت إلى سائر المدن الأخرى.
سيطر بكر صدقي على مقدرات البلاد وكان هو الحاكم الفعلي الأول والأخير، فقد رتّب قوائم المرشحين لمجلس النواب ومعظمهم من المؤيدين له، وقد جرت الانتخابات في20 شباط 1937 وجاءت النتيجة كما خطّط لها سلفاً وأصبح يمتلك ظهيراً قانونياً لبقائه سيد الموقف من دون منازع.
قرر بكر صدقي السفر إلىتركيا لحضور المناورات العسكرية التركية المقرر القيام بها في18 آب 1937 وقد اتخذ الإنكليز قرارهم بتصفيته وهو في طريقه إلى تركيا.[9] غادر بغداد في9 آب بالطائرة إلىالموصل، وكان برفقته العقيدمحمد علي جواد قائد القوة الجوية، وكان من المقرر أن يغادر بالقطار ولكنه أحسَّ بوجود مؤامرة ضده لذلك قرر السفربالطائرة. وصل إلى الموصل ونزل في دار الضيافة وقد وجد المتآمرون فرصتهم في التخلص منه، حينما انتقل إلى حديقة مطعم المطار وبينما كان جالساً مع العقيد محمد علي جواد والمقدم الطيار موسى علي يتجاذبون أطراف الحديث، تقدم نائب العريف عبد الله التلعفري نحوهم ليقدم لهم المرطبات وكان يخبئ مسدساً تحت ملابسه، ولما وصل قرب بكر صدقي أخرج مسدسه وصوّبه نحو رأسه وأطلق النار عليه فقُتِل في الحال، ثم أقدم على إطلاق النار على قائد القوة الجوية وقتله هو الآخر. أُلقي القبض على القاتل وأشبع ضرباً وفي التحقيق الأولي اعترف بأن الذي جاء به لتنفيذ الجريمة هو الضابط محمود هندي الذي اختفى بعد الحادث.
قيل أن العقيدفهمي سعيد كان لولب الحركة وأن الضابط محمود خورشيد هو العقل المدبر لتلك العملية، وسرت شائعة تقول أنضابط الاستخبارات البريطانية فيالموصل هو الذي دبّر عملية الاغتيال. وفي صباح يوم الخميس12 آب نُقل جثمان بكر صدقي ورفيقه إلىبغداد، حيث شُيِّع إلى مثواه الأخير تشييعاً رسمياً، وسار في مقدمته الوزراء وكبار الضباط والأعيان والنواب والسفراء.