جيوفاني بييرلويجي دا باليسترينا (بالإنجليزيةGiovanni Pierluigi da Palestrina) (و. 3 فبراير 1525 أو 2 فبراير 1526 - ت. 2 فبراير 1594) هومؤلف موسيقيإيطالي منعصر النهضة وهو الممثل الأشهر للمدرسة الرومانية للتأليف الموسيقي. له تأثير دائم على تطوير الموسيقى الكنسية وأعماله تعتبر تتويجاً لتعدد الأصوات في عصر النهضة.
الكثير منالموسيقىالكنسية من النوع المتأخر فيالقرون الوسطى التي يمكن الاستماع إليها اليوم في كنائسإيطاليا ربما كان من تأليف الموسيقى باليسترينا. فلقد كان مؤلفاً بارزاً، ترك أكثر من 90 مقطوعة من موسيقىالقداس، كما ترك عدداً كبيراً من الأناشيد الدينية الطباقية المتعددة الأصوات، والأناشيد الروحية وما شابه من الموسيقى الطقسية، فضلاً عن الموسيقى الرائعة للقصائد الغزلية. وكانت موشحته الدينية ((ستابات ماتر)) الرائدة البشيرة للموشحات الدينية التي وضعها فيما بعد موسيقيون أمثالبرسل الإنكليزيوهاندلالألماني.[2][3]
على الأرجح ولد في مدينة بالسترينا وهي بلدة صغيرة تقع قرب روما وأخذ اسمه منها، تلقى تعليمه الموسيقي في روما نفسها. كان منشد في الجوقة وعاش معظم حياته في مدينة بالسترينا. خدم في ثلاث كنائس سانت بيتر وسانت جون لطران وسانتا ماريا ماجيور. عمل في البداية كعازفأرغن وقائد الجوقة في الكاتدرائية في بالسترينا ثم أصبح قائد الجوقة في كنيسة سانت بيتر عام 1551. أثناء ذلك نشر كتابه الأول للقداسات في عام 1554 وذكر الأب جولياس الثالث كراعي له. خلال عام من هذا أصبح عضوا في الجوقة البابوية في إبرشية السيستين، رغم زواجه عام 1547، اضطر لمغادرة الإبرشية حين أدخل البابا قانون جديد وهو شرط العزوبية. أصبح قائد الجوقة في كنيسة سانت جون لطران (بعدلاسوس)، ثم انتقل لكنيسة سانتا ماريا ماجيور.[4]
أثناء فترة 1570 انتشر الطاعون في روما مما أدى إلى وفاة زوجة باليسترينا واثنين من أبنائهما وأخ له، أدت هذه المأساة لتدربه على أن يصبح قسا. مع ذلك خلال ثمانية أشهر من وفاة زوجته تزوج مرة أخرى من أرملة ثرية وأشرف على تجارتها في الفراء. في عام 1571، أعيد تعيينه في إبرشية جوليان حيث أصبح قائد الجوقة حتى وفاته. العروض التي جاءت من الدوق جاجليملو جونزاجا من منتوا والإمبراطور ماكسميليان الثاني فيفيينا لم تبعده عن روما.[4]
كان بالسترينا مؤلف غزير الإنتاج يكتب أساسا الموسيقى الدينية مثلالقداسوالموتيت والماجنيفيكات بأسلوبآكابيلا (أي دون مصاحبة الآلات)، وأيضا كتبالمادريجال الديني والدنيوي، لكن ذروة إنجازه ظهر في القداسات التي زادت عن مائة قداس.[4]
قضى بالسترينا حياته العاملة تحت تأثيرالإصلاح المضاد. رجل الدين في ترنت أخضع الفنون للرقابة وأدان إدخال مادة دنيوية في العمل الديني والإفراط في استخدامالآلات الموسيقية. وهناك زعم أن الأسلوب البوليفوني في التأليف مزخرف أكثر من اللازم، وأن تعقيد هذا النوع من الموسيقى أبهم كلمات الصلاة بدلا من تحسينها، وحث بعض المصلحين على العودة للغناء البسيط المنوفوني للاحتفال بالشعائر الدينية. وأثبت بالسترينا من خلال عمله «قداس الأب مارسيلاس» أن البوليفونية يمكنها أن تعكس رسالتها المقدسة بوضوح كافي للالتزام بشروط رجال الدين. وهناك أسطورة تقول أنه كتب القداس صراحة لرجل الدين، سواء كان هذا حقيقي أم لا، يعتبر بالسترينا «منقذ الموسيقى الكنائسية» بسبب هذا القداس.[4]