باريس (بالفرنسية:Paris) وسمَّاها العرب سابقًابَرِيش[14] هي عاصمةفرنسا وأكبر مدنها من حيثعدد السكان. تقع على ضفافنهر السين في الجزء الشمالي من البلاد في قلبمنطقةإيل دو فرانس. بلغ عدد سكانها 2,243,833 عام2010 ضمن نطاقها الإداري فقط، بينما يربو عدد سكان المدينة مع ضواحيها على 12 مليون نسمة.
اسم باريس مستمد من سكانها الأوائل، وهم إحدى قبائلالغال ويعرفون بـباريسي. سميت المدينةلوتيتيا إبانالعصر الروماني في الفترة ما بينالقرن الأولوالقرن الرابع بعد الميلاد. إلا أنها سميت باريس مرة أخرى في عهديوليان المرتد (360-363).[17] يعتقد أن اسمباريسي يأتي من الكلمة السلتية الغاليةباريسو التي تعني الشعب العامل أو الحرفيون.[18]
هي دار سلطنة الفرنج، وبينها وبين مدينةروان نحو الثلاثة أيام، وطولها خمسة آلاف وخمسمائة خطوة وعرضها أربعة آلاف وخمسمائة خطوة، وبيوتها عالية، وكلها عامرة بالناس، وديار الأكابر مبنية بالحجر المنجور إلا أنه بطول الزمن يسوَد لون الحجر، وتقول النصارى أن أعظم مدن الدنياالقسطنطينية، ثم مدينة بريش، ثم مدينة اشبونة (لشبونة) ببلاد الأندلس.
لباريس العديد من الألقاب، حيث تعرف بمدينة الحب وعاصمة الموضة، لكن اللقب الأشهر للمدينة هو مدينة النور[19][20](La Ville-Lumière) وهو اللقب الذي حصلت عليه باريس لشهرتها كمركز للعلم والفكر خلالعصر التنوير وكذلك بسبب اعتمادها في وقت مبكر على نظام إضاءة الشوارع. عرفت باريس بمدينة النور في النصف الثاني منالقرن التاسع عشر، عندما أزال البارونهوسمان المعين من قبلنابليون الثالث الشوارع والأحياء التي تعودللعصور الوسطى وقام بتحويل باريس إلى مدينة حديثة.[21]
تعود أولى العلامات الأثرية الدالة على وجود مستوطنات دائمة إلى الفترة ما بين 4500-4200 قبل الميلاد.[22] حيث وجدت أدلة تعدّ من الأقدم من نوعها في باريس عام 1991 على استخدام تلك الشعوب البدائيةالقوارب.[23] (يوجد فيمتحف كَرْنَفَالِيه[الإنجليزية] بقايا ثلاثة من هذه القوارب الأثرية)[24] سكنت قبيلة باريسي -إحدى قبائلالغال- المنطقة الواقعة على ضفافنهر السين في عام 250 قبل الميلاد تقريباً.[25][26] غزاالرومان باريس في عام 52 قبل الميلاد تقريباً[22] واستوطنوا فيها في أواخر القرن نفسه. سميت المدينةلوتيتيا في عهدالإمبراطورية الرومانية، ثم تغير اسمها إلىلوتيس.[27] توسعت المدينة بشكل كبير على مدار القرون التالية لتصبح مدينة مزدهرة تحتوي على القصور والحمامات والمعابد والمسارح.[28]
أدى انهيارالإمبراطورية الرومانية، جنباً إلى جنب مع الغزوات الجرمانية في القرن الخامس الميلادي إلى تراجع أهمية المدينة بشكل جلي. وفي حلول عام 400، هجرت «ليوتيس» من قبل العديد من سكانها وتضاءلت أهميتها. استعادت المدينة اسم باريس عام 360 تقريباً في نهاية عصر الاحتلال الروماني، عندما أُعلنيوليان المرتد إمبراطوراً.[29] تمّ هذا الإعلان فيإيل دو لا سيتي وهي جزيرة واقعة فينهر السين. أقام يوليان في هذه المنطقة ثلاث سنوات، مما جعل من باريس العاصمة الفعليةللإمبراطورية الغربية.[30]
كانت منطقة باريس تحت سيطرةالفرنجة في أواخرالقرن الخامس. جعل الملك الفرنجيكلوفيس الأول أول ملوك سلالةميروفنجيون من باريس عاصمة لبلاده عام 508 وأعاد سكان المدينة إلىالمسيحية مرة أخرى.[31] قام ملوك سلالةكارولنجيون بجعل مدينةآخن (الواقعة فيألمانيا في الوقت الحاضر) عاصمة للبلاد بدلاً من باريس، وكان ذلك في أواخر القرن الثامن الميلادي. تزامن هذا مع بدء غزواتالفايكنج في أوائل القرن التاسع.[31]
وقعت واحدة من أبرز غاراتالفايكنج في 28 مارس 845، عندما غزت 200 سفينةإسكندنافية على طولنهر السين باريس، فقاموا بسرقة ونهب المدينة،[32] ولم يغادروها حتى حصلوا على أموال كثيرة قدمت لهم من قبل ولي العهد. تكررت الغزوات على المدينة مما اضطر يوديس -كونت باريس- إلى بناء حصن في إيل دو لا سيتي عام 885. إلّا أنّ المدينة عانت من حصار شديد استمر ما يزيد عن العام، انتهى في نهاية المطاف في عهد الملكالكارولنجيونيشارل البدين.[31] عاش التاج الفرنسي حالة من النزاع والاضطراب بعد إعلان يوديس نفسه حاكماً، واستمر ذلك حتى عام 987، حينما انتخب كونت باريسأوغو كابيه ملكاً علىفرنسا. عادت باريس تحت حكم الملوكالكابيتيون عاصمة من جديد، ويرى العديد من المؤرخين أنّ تتويجأوغو كابيه كان لحظة ميلادفرنسا الحديثة.[31]
أصبحت باريس مدينة مزدهرة مع نهايةالقرن الحادي عشر، وتوافد عليها العلماء والرهبان من أجل تبادل الأفكار، كما قامفيليب أوغست ببناءجامعة باريس عام 1200.[31] تصاعدت بعد ذلك قوة النقابات التي تسببت في قيام ثورة في البلاد بعد القبض على الملك الفرنسي من قبل الإنجليز عام 1356.[33] كان عدد سكان باريس حوالي 200,000[34]عندما وصلهاالموت الأسود عام 1348، الذي فتك ب800 شخص يومياً. كما توفي قرابة 40,000 بسببالطاعون الدبلي عام 1466.[35] كما فتك الطاعون بالمدينة خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، حيث كان يزورها سنة كل ثلاث سنوات تقريباً.[36] خسرت باريس مكانتها باعتبارها مقراًلفرنسا بعد احتلالها من قبلالإنجليز إبانحرب المئة عام، لكنها عادت عاصمة للفرنسيين عندما استعادهاشارل السابع، على الرغم من أن العاصمة الفعلية كانتفال دو لوار. استمر هذا الحال حتى قيامفرانسوا الأول بنقل مقر إقامته إلى باريس عام 1528.
اليمين: اقتحام سجن الباستيل (1789); اليسار: خريطة باريس والمناطق المجاورة عام 1735.
في نهاية القرن الثامن عشر، كانت باريس المقر الرئيسيللثورة الفرنسية؛ كان موسم الحصاد سيئاً للغاية عام 1788 مما أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء بشكل هائل كما وصلت الديون إلى حد غير مسبوق.[41] في 14 يوليو 1789، جزع الباريسيون من الضغوطات التي مارسها الملكلويس السادس عشر على الجمعية التي شكلتهاالطبقة الثالثة، فاقتحمواسجن الباستيل وهو رمز الحكم المطلق.[42] اشتعلت حينها الثورة ورفض الشعب مزاعم الملك بأنه يملك حقاً إلهياً لحكم البلاد. انتخبجان سيلفان بايي محافظاً على باريس في 15 يوليو 1789،[43] وبعدها بيومين اختيرعلم فرنسا الجديد المكون من ثلاثة ألوان: الأزرق والأحمر يمثلان باريس أما الأبيض فيمثلآل بوربون الذين ينحدر منهم لويس السادس عشر.[44]
أعلن قيامالجمهورية لأول مرة عام 1792. وفي السنة التي تلتها، أعدم كل منلويس السادس عشر وزوجتهماري أنطوانيت فيميدان الكونكورد في باريس والذي كان مسرحاً للعديد من عملياتالإعدام. كانتالمقصلة أكثر أدوات الإعدام استخداماً في تلك الفترة. ففي صيف عام 1794، أعدم أكثر من 1300 شخص في شهر واحد فقط. تشكل بعد ذلك مجلس مؤلف من خمسة أعضاء تولى إدارة البلاد حتى أطيح به بعد الانقلاب العسكري الذي قادهنابليون بونابرت الذي وضع حداً للثورة واختير فيما بعد فياستفتاء عام[45]إمبراطوراً على فرنسا.[46]
بدأت كبرى عمليات التنمية في باريس معالثورة الصناعية، فأنشأت شبكة متطورة من السكك الحديدية. أدى هذا النمو إلى زيادة عدد المهاجرين إلى المدينة على نحو غير مسبوق. تطورت باريس بشكل كبير في عهدالإمبراطورية الفرنسية الثانية تحت حكمنابليون الثالث. عَهَدَ نابليون الثالث تطوير باريس إلى البارونهوسمان، الذي أزال شوارع باريس الضيقة والمتعرجة التي تعود إلىالعصور الوسطى مكوناً شبكة من الطرق الواسعة والواجهات الكلاسيكية الحديثة التي لا تزال تشكل جزءاً كبيراً من باريس الحديثة، مما أعطى المدينة رونقاً خاصاً. لم يؤد هذا التوسع إلى تجميل المدينة فقط، بل زاد من فعالية الجيش ويسّر استخدامالمدفعية من أجل مواجهة أي ثورة قد تحدث مستقبلاً.[52]
سقطتالإمبراطورية الفرنسية الثانية خلالالحرب الفرنسية البروسية (1870-1871). استسلمت باريس المحاصرة تحت القصف الشديد في 28 يناير 1871. أبدى سكان باريس امتعاضاً شديداً من الهدنة المهينة التي وقعتها الحكومة الفرنسية القابعة في فرساي إلى تكوين حكومةكومونة باريس مدعومةً بجيش مكون من أعداد كبيرة من أعضاءالحرس الوطني السابقين. قام هذا الجيش بمقاومة القوات البروسية، إلى جانب جيش حكومة فرساي.[53] سقطت حكومةكومونة باريس بعد أسبوع دموي أعدم فيه قرابة 20,000. انتهت الحرب على إثر ذلك في 28 مايو 1871.[54] كان تصميم البارونهوسمان سبباً في انتصار جيش فرساي.[55]
تزايدت أهمية باريس في أواخرالقرن التاسع عشر حتى أصبحت مركزاً للتكنولوجيا والتجارة والسياحة والعمارة،[56] حيث يعدبرج إيفل -الذي ظل أطول مباني العالم حتى عام 1930-[57] أشهر الأدلة الدالة على تطور العمارة في باريس في تلك الفترة. كما افتتحمترو باريس عام 1900.[58]
خلالالحرب العالمية الأولى، كانت باريس في طليعة المدن المشاركة في الحرب. نجت المدينة من الغزو الألماني بعد انتصار القوات الفرنسية البريطانية علىألمانيا فيمعركة المارن الأولى عام 1914 التي وقعت على مقربة من المدينة.[59] في 1918-1919، كانت باريس مسرحاً لانتصارالحلفاء وكذلك مفاوضات السلام. فيالفترة ما بين الحربين العالميتين، اشتهرت باريس بتجمعاتها الثقافية والفنية والحياة الليلية. كما أصبحت المدينة مركزاً لتجمع الفنانين من جميع أنحاء العالم، من المؤلف الموسيقي الروسيإيجور سترافينسكي إلى الرسام الإسبانيبيكاسو ومن الكاتب الأمريكيإرنست همينغوي إلى الرسام الإسبانيسلفادور دالي.[60][61]
في 14 يونيو 1940، بعد 5 أسابيع منمعركة فرنسا، سقطت باريس في يد القوات الألمانية.[62] مر الألمان بجوارقوس النصر في الذكرى ال140 لانتصارنابليون بونابرت فيمعركة مارينغو.[63] ظلت القوات الألمانية في باريس حتىتحررها في أغسطس عام 1944 بعد شهرين ونصف منغزو نورماندي.[64] لم يصب وسط باريس بأذى ملحوظ خلالالحرب العالمية الثانية، حيث لم يكن هناك أهداف إستراتيجية لقاذفات الحلفاء، فالمصانع الكبرى كانت تقع في ضواحي المدينة كما لم تكن السكك الحديدية عرضة للأذى. وعلى الرغم من أوامرهتلر بتدمير المدينة بمعالمها التاريخية، إلا أن القائد الألمانيديتريش فون شولتيتز رفض؛ ما أكسبه لقب «محرر باريس».[65]
في حقبة ما بعد الحرب، شهدت باريس تطوراً هو الأكبر من نوعه منذ عام 1914. بدأت ضواحي المدينة تتسع بشكل واضح، وبنيت مجمعات كبيرة في المدينة عرفت باسم (cités)، وكذلك إنشاءلا ديفونس (أكبر منطقة أعمال متخصصة في أوروبا).[66] كم تم بناء شبكة مترو الأنفاق (RER) من أجل الوصول إلى الضواحي البعيدة في المدينة. كما وطورت شبكة من الخطوط السريعة لخدمة ضواحي باريس.[67]
منذ سبعينيات القرن الماضي، شهدت العديد من ضواحي باريس (خاصة الشمالية والشرقية) انخفاضاً في النشاط الصناعي، وأصبحت مركزاً لتجمع المهاجرين وارتفعت فيها نسبةالبطالة، بينما كانت الضواحي الغربية والجنوبية قد تحولت من مناطق تعتمد على الصناعات التقليدية، إلى مناطق متطورة تعتمد على الصناعات التكنولوجية الفائقة. ترتب على ذلك أن أصبح نصيب الفرد من الدخل في هذه المناطق هو الأعلى فيفرنسا، وبين أعلى المعدلات فيأوروبا.[68][69] أدى اتساع الفجوة الاجتماعية بين هاتين المنطقتين إلى وقوع اضطرابات دورية في منتصف الثمانينات، وكذلك وقوعأعمال شغب عام 2005 تركزت في الضواحي الشمالية والشرقية في الغالب.[70]
يجري الآن تنفيذ مشروع تجديد حضري هائل (Grand Paris) الذي بدأ عام 2007 من قبل الرئيس الفرنسي السابقنيكولا ساركوزي. يتألفGrand Paris من مشاريع اقتصادية وبيئية وثقافية ومشاريع تحسين الإسكان والنقل. من أجل توحيد الأراضي وتنشيطاقتصاد العاصمة. واحد من أكبر هذه المشاريع هو مشروع بناء مترو جديد يتألف من 200 كم من الخطوط السريعة التي تربط مناطق باريس الكبرى مع بعضها البعض بتكلفة 26.5 ملياريورو، ومن المفترض الانتهاء من هذا المشروع بحلول عام 2030.[71]
تقع مدينة باريس في وسط شمالفرنسا وتمتد على نطاق واسع على ضفتينهر السين.[72] تبعد باريس براً حوالي 450 كم إلى الجنوب الشرقي منلندن، وتبعد 287 كم إلى الجنوب منكاليه، وتبعد 305 كم إلى الجنوب الغربي منبروكسل، بينما تبعد 774 كم إلى الشمال منمارسيليا، وتقع على بعد 385 كم إلى الشمال الشرقي مننانت.[73] تضم باريسجزيرتين:إيل سان لويس وكذلكإيل دو لا سيتي التي تعد أقدم أجزاء المدينة. باريس مدينة مستوية بشكل عام، ترتفع أخفض بقاع المدينة 35 متر عنسطح البحر. تحوي باريس عدة تلال، أطولها تلة مونمارتر التي ترتفع 130 متر عن سطح البحر.[74]
تبلغ مساحة باريس حوالي 87كم مربع باستثناءغابة بولونياوغابة فانسن، مطوقة بطريق دائري (بوليفار بيريفيريك) يبلغ طوله 35 كم.[75] توسعت حدود باريس التي بلغت مساحتها 78 كم مربع عام 1860، لتصل إلى 86.9 كم مربع في عشرينيات القرن الماضي. ضمتغابة بولونياوغابة فانسن إلى مدينة باريس رسمياً عام 1929، فبلغت بذلك مساحة المدينة 105 كم مربع.[76] بينما تبلغ مساحة منطقة باريس الحضرية 2,300 كم مربع.[72]
وفقالتصنيف كوبن للمناخ، تتمتع باريسبمناخ محيطي، نموذجي لأوروبا الغربية. يتميز هذا النوع من المناخ بشتاء بارد به أمطار متكررة وسماء ملبدة بالغيوم، وصيف معتدل إلى دافئ. درجات الحرارة الحارة جدا والباردة جدا والطقس الشديد نادرة في هذا النوع من المناخ.[77]
عادة ما تكون أيامالصيف دافئة وممتعة مع متوسط درجات حرارة بين 15 و25 درجة °مئوية (59 و77 درجة °فهرنهايت)، ومصحوبة بقدر لا بأس بها من أشعة الشمس.[78] على الرغم من ذلك، كل عام، هناك بضعة أيام ترتفع فيها درجة الحرارة عن 32 درجة °مئوية (90 درجة °فهرنهايت). تحدث فترات أطول من الحرارة الشديدة أحيانا، مثل موجة الحرارة عام 2003 عندما تجاوزت درجات الحرارة 30 درجة °مئوية (86 درجة °فهرنهايت) لأسابيع، ووصلت إلى 40 درجة °مئوية (104 درجة فهرنهايت) في بعض الأيام ونادرا ما تنخفض في الليل.[79] عادة ما يكونللربيعوالخريف، في المتوسط، أياما معتدلة وليالي منعشة ولكنها متغيرة وغير مستقرة.[80] أما فيالشتاء، فتكون أشعة الشمس نادرة؛ الطقس بارداً في النهار، لكن لا تصل درجة الحرارة إلى ما دون الصفر غالبا. حيث يكون متوسط درجات الحرارة الدنيا 3 درجة °مئوية (37 درجة °فهرنهايت).[81] انخفاض درجات الحرارة إلى حد الصقيع أمر شائع جداً في باريس، لكن درجة الحرارة لا تنخفض إلى ما دون −5 °مئوية (37 °فهرنهايت) إلا لبضعة أيام سنويا.تساقط الثلوج في المدينة لا يحدث كثيرا، لكن المدينة ترى الثلج أحيانا سواء تراكم أم لم يتراكم.[82]
تتساقط الأمطار على باريس على مدار العام. يبلغ معدل هطول الأمطار السنوي 652 ملم، تتساقط على شكلأمطار خفيفة موزعة إلى حد ما على مدار السنة. ومع ذلك، تشتهر المدينة بأمطار غزيرة متقطعة ومفاجئة.[83][84][85] أعلى درجة حرارة سجلت في المدينة كانت 42.6 °مئوية (108.7 °فهرنهايت) في 25 يوليو 2019، بينما أخفض درجة حرارة سجلت كانت −23.9 °مئوية (−11.0 °فهرنهايت) في 10 ديسمبر 1879.[86]
البيانات المناخية لـباريس، ارتفاع: 75 م (246 قدم)، معدل 1991–2020
بلغ عدد سكان باريس 2,234,105 وفقاً لإحصائيات عام 2009.[90] ارتفع إلى 2,243,833 عام 2010. لكنه ما زال بعيداً نوعاً ما عن الذروة التاريخية التي وصل إليها عدد سكان المدينة عام 1921، حين بلغ عددهم أكثر من 2.9 مليون نسمة.[91] أهم العوامل التي أدت إلى انخفاض عدد سكان المدينة كانت الانخفاض الكبير في حجم الأسرة الباريسية،والهجرة السكانية الكبيرة التي اتجهت إلى ضواحيالمدينة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. أسباب هذه الهجرة عديدة أهمها انخفاض النشاط الصناعي وارتفاع أسعار الإيجار في المدينة. كان انخفاض عدد سكان باريس واحداً من الأكبر من نوعه بين مدن العالم; لذلك سعت إدارة المدينة جاهدة من أجل الحفاظ على سكانالعاصمة الفرنسية، ونجحت في ذلك إلى حد ما. حيث أظهرتإحصائيات يوليو 2004 ارتفاعاً في عدد سكان المدينة للمرة الأولى منذ عام 1954، بواقع 2,144,700 نسمة.
باريس هي واحدة من أكثر المدن كثافة سكانية في العالم.[92] تبلغالكثافة السكانية للمدينة من دون احتساب غابتي بولونيا وفانسن 24,448 نسمة/ كم مربع وفقاً لإحصائيات عام 1999. ولا يمكن مقارنة هذا الرقم إلا مع بعض المدن الآسيوية الكبرى، وكذلكمنهاتن فينيويورك. أما مع احتساب الغابتين، فإنالكثافة السكانية ستبلغ 20,169 نسمة/ كم مربع. تكون باريس بذلك خامس أكبر البلديات الفرنسية كثافة بعد لو بري سان جيرفيه،وفانسين،ولوفالوا-بيري، وسان مانديه، علماً بأن جميع هذه البلديات تقع ضمن حدود المدينة.
في تعداد باريس السكاني عام 1999، 19.4% من السكان ولدوا خارجفرنسا. وفقاً لنفس الإحصاء، 4.2% من سكان منطقة باريس الحضرية كانوا مهاجرين حديثين (الذين هاجروا بين عامي 1990-1999)، معظمهم من قارةآسياوأفريقيا. يعيش حوالي 37% من المهاجرين الذين يعيشون في فرنسا في منطقة باريس.[93] بدأت موجة الهجرة الدولية الأولى إلى باريس في عشرينياتالقرن التاسع عشر مع قدوم الفلاحين الألمان الفارّين من الأزمة الزراعية في بلادهم. تبعها موجات هجرة متتالية حتى يومنا هذا متمثلة فيالإيطاليينويهودأوروبا الوسطى الذين هاجروا خلال القرن التاسع عشر. ومن ثمالروس بعدثورة 1917، وكذلكالأرمن الفارين منمذابح الأرمن التي نفذت من قبلالدولة العثمانية.[94] أما في فترةالحرب العالمية الأولى، فازدادت هجرة سكان المستعمرات، وبعدهاالبولنديون في فترة ما بين الحربين. تلاهمالإسبانوالإيطاليونوالبرتغاليون وسكانشمال أفريقيا من خمسينيات إلى سبعينيات القرن الماضي. تلا ذلك موجة من هجرة يهود شمال إفريقيا بعد استقلال بلادهم. أما الآن فغالبية المهاجرين من الآسيويين والأفارقة.[95]
مدينة باريس مدينة شابة نسبياً; حيث أنه وفقاً لإحصائية عام 2008، كانت نسبة السكان الذين تقل أعمارهم عن 35 سنة 46%.[96] وهي بذلك أعلى من المعدل الوطني الذي يبلغ 41.8%.[97]
تقسم مدينة باريس إلى 20 دائرة أو منطقة إدارية. بصفتها عاصمة الجمهورية الفرنسية، باريس هي مقر الحكومة الوطنية فيفرنسا. يقيم رئيس الجمهورية فيقصر الإليزيه الواقع في الدائرة الثامنة.[98] تقع الوزارات الحكومية في مناطق مختلفة من المدينة، لكن معظمها يقع في الدائرة السابعة.
تقع أعلى المحاكم الفرنسية في باريس. حيث أن محكمة النقض أعلى المحاكم في التسلسل القضائي والتي تستعرض القضايا الجنائية والمدنية تقع في قصر العدل (Palais de Justice) في منطقة إيل دو لا سيتي.[100] في حين أن مجلس الدولة -الذي يقوم بالمشورة القانونية للسلطة التنفيذية وهو أعلى المحاكم في النظام الإداري، والذي يقوم برفع الدعاوي ضد الهيئات العامة- يقع في القصر الملكي (Palais Royal) في الدائرة الأولى.[101] كذلك يجتمعالمجلس الدستوري والسلطة العليا في جناح مونبنسيه في القصر الملكي.[102] كل دائرة من الدوائر الإدارية العشرين تملك مجلس بلدية خاص بها ومجلس منتخب، الذي بدوره يقوم بانتخاب رئيس البلدية.[103] يتم اختيار مجموعة أعضاء من كل مجلس دائرة إدارية لتكوين مجلس باريس الإداري، الذي بدوره يقوم بانتخابعمدة باريس.
نمو مدينة باريس لم يغير من شكلها الدائري الأولي.[72] فمدينة باريس التي تقع في منتصف منطقةإيل دو فرانس والتي أصبحتبلدية منذ عام 1834 (ولفترة قصيرة بين عامي 1790 و1795) كانت بنصف حجمها الحالي فقط في ذلك الوقت، وكانت تتألف من 12 دائرة إدارية فقط.[105] لكن ضمت البلديات المجاورة لباريس فيما بعد لتكوّن 20 دائرة إدارية، وما زالت المدينة على حالها منذ ذلك الوقت.
باريس هي المركز الاقتصادي الرئيس فيفرنسا. ففي عام 2011، كانالناتج المحلي الإجمالي 670 ملياريورو (845 ملياردولار)،[106] وبهذا لا تكون أغنى مناطق فرنسا فحسب، بل تكون أكبر خامس مدينة في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي بعدطوكيو،ونيويورك،ولوس أنجلوس،ولندن؛ مما جعل من باريس محركاً للاقتصاد العالمي. ولو كانت باريس دولة، لكانت في المركز السابع عشر في قائمة أقوى اقتصادات العالم، حيث أن اقتصاد المدينة أكبر من الاقتصاد التركي والهولندي، ومقارب للاقتصاد الإندونيسي. وفي حين أن سكان منطقة باريس الحضرية مثلوا 18.8% من سكان فرنسا عام 2011،[107] فإن الناتج المحلي الإجمالي للمدينة مثل 31% من ناتج فرنسا.[106] تتركز الثروة بشكل كبير في ضواحي المدينة الغربية، لا سيمانويي-سور-سين وهي إحدى أغنى مناطق البلاد.[108]
تحولاقتصاد باريس تدريجياً إلى اقتصاد يعتمد على صناعة الخدمات ذات القيمة العالية مثل الخدمات المالية وخدمات تكنولوجيا المعلومات. كما أصبح يعتمد على الصناعة التكنولوجية الفائقة مثل صناعة الإلكترونيات والبصريات وغير ذلك. ومع ذلك، حلت باريس في المركز الثاني على مستوى القارة الأوروبية بعدبرلين في مؤشر المدن الأوروبية الخضراء عام 2009.[109] تتركز الأنشطة الاقتصادية في باري في وسطهوت دو سين وكذلك منطقةلا ديفونس مما حوّل مركز باريس الاقتصادي إلى الجزء الغربي من المدينة، وتحديداً في المثلث الذي زواياهقصر غارنييه، ولا ديفونس، وفال دو سين. في حين يهيمنقطاع الخدمات على الاقتصاد الباريسي، ما زالت باريس مركزاً صناعياً هاماً في أوروبا، خصوصاً في مجال صناعة السيارات والطائرات والإلكترونيات. تحتضن منطقة باريس مقر 33 شركة منشركات فورتون العالمية ال500.[110] وبهذا العدد تكون منطقةإيل دو فرانس الثانية على مستوى العالم بعدمنطقة كانتو.[111]
أشار تعداد باريس السكاني عام 1999 إلى أنه من بين 5,089,170 موظف يقيمون في منطقة باريس الحضرية، عمل 16.5% منهم في قطاع الخدمات التجارية، و13.0% في التجارة (تجارة التجزئة والجملة)، و12.3% في الصناعات التحويلية، و10.0% فيالإدارة العامة وشؤون الحماية والدفاع، و8.7% فيالخدمات الصحية، و8.2% في مجال النقل والمواصلات، و6.6% في التعليم، و24.7% عملوا في العديد من القطاعات الاقتصادية الأخرى. 17.9% من العاملين في قطاع الصناعات التحويلية يعملون في مجال الصناعاتالإلكترونية والكهربائية، و14.0% في مجال الطباعة والنشر، أما البقية فيعملون في مجالات صناعية أخرى. توظف الخدمات المتعلقةبالسياحة 6.2% من القوى العاملة في باريس، و3.6% من جميع العاملين في منطقة باريس. تتراوح نسبةالبطالة في الأحياء المليئة بالمهاجرين 20% إلى 40%، وفقاً لمصادر مختلفة.[93]
تستضيف باريس حوالي 28 مليونسائح سنوياً،[112] 17 مليون منهم سياح أجانب،[113] مما يجعل المدينة الوجهة السياحية الأولى في العالم.[114][115] تمتلك المدينة 4 مواقع منمواقع التراث العالمي. تضم باريس العديد من المتاحف والأماكن التاريخية الجاذبة للسياح; مما حفز الحكومة الفرنسية إلى إنشاء المزيد منها. أهم متاحف المدينة هومتحف اللوفر الذي يستقبل 8 ملايين زائر سنوياً، مما يجعله أكبر المتاحف من حيث عدد الزوار في العالم بفارق شاسع عن أقرب منافسيه.[116] كما تمتلك باريس عدداً من الكاتدرائيات الجاذبة للسياح، أهمهاكاتدرائيةنوتردام دو باري التي تستضيف 12 مليون سائح سنوياً. أمابرج إيفل أشهر معالم المدينة على الإطلاق، فإنه يستقبل في المتوسط أكثر من 6 ملايين سائح سنوياً،[117] واستضاف أكثر من 200 مليون سائح منذ بنائه.[118] كما تعدديزني لاند باريس وجهة سياحية رئيسية لجميع زوار القارة الأوروبية وليس زوار باريس فحسب، حيث استقبلت 14.5 مليون سائح عام 2007. كثير من فنادق ومطاعم باريس أصبحت تعتمد اعتماداً كبيراً على السياحة.
إن مظهر باريس الحالي هو نتيجة لمشروع حضري هائل حدث في منتصفالقرن التاسع عشر حوّل المدينة إلى مدينة حديثة. كانت باريس لقرون مدينة مليئة بالشوارع المتعرجة والأحياء الضيقة والمنازل نصف الخشبية. ولكن مع ظهور مشروعهوسمان، هدمت مناطق كاملة من أجل توسيع الشوارع التي زينت بمباني حجرية كلاسيكية فخمة. ولم تشهد القوانين المختصة في هذا المجال كثيراً من التغييرات منذ القرن التاسع عشر ومازالت خططالإمبراطورية الثانية تتّبع. ينظم القانون في باريس إلى الآن واجهات المباني في المدينة لتتناسب مع عرض الشارع، وكذلك ينظم طول المباني، وقد يكون ضرباً من المستحيل الحصول على موافقة لبناء مبنى أطول مما يحدده القانون حفاظاً على جمال العاصمة الفرنسية.[119]
الكنائس هي أقدم مباني باريس التي بقيت على حالها، التي تظهرالعمارة القوطية في أفضل حالاتها كما هو الحال فينوتردام دو باري أحد أكبر عوامل الجذب السياحي لباريس.[120] كان النصف الثاني من القرن التاسع عشر عصر الإلهام المعماري في المدينة، وهي الفترة التي شهدت بناء العديد من التحف المعمارية، على مقدمتهابرج إيفل الذي بني عام 1889 ولا يزال رمز المدينة وأطول مبانيها.[121] تقع العديد من المؤسسات الهامة خارج حدود المدينة، مثلديزني لاند التي تبعد قرابة 30 كم إلى الشمال الشرقي من وسط المدينة، بالإضافة إلى العديد من المؤسسات التعليمية التي تكمن في الضاحية الجنوبية.
لقرون عديدة، اجتذبت باريس الفنانين من جميع أنحاء العالم، الذين قدموا إلى المدينة لتثقيف أنفسهم وللإستلهام من كمية الموارد وصالات العرض المتوفرة فيها. نتيجة لذلك، اكتسبت باريس سمعة عالمية وأضحت تسمى مدينة الفن.[122] كان للفنانينالإيطاليين أثر عميق في تطوير الفن في باريس خلال القرنين السادس والسابع عشر، خصوصاً في مجال النحت والنقوش. بات الرسم والنحت فخرالملكية الفرنسية وقامت العائلة المالكة بتكليف العديد من الفنانين الباريسيين لتزيين قصورهم خلال عصرالباروك الفرنسي. وفي عام 1648، تم تأسيس أكاديمية الرسم والنحت من أجل استيعاب الكم الهائل من الأعمال الفنيّة في العاصمة الفرنسية، والتي ظلت مدرسة الفن الأولى في فرنسا حتى عام 1793.[123]
متحف اللوفر هو أهم متاحف العالم وأكثرهم شهرة، حيث يضم العديد من الأعمال الفنية، مثل لوحةالموناليزا وتمثالفينوس دي ميلو.[125] يوجد في باريس المئات من المتاحف. هناك متحف بيكاسو الذي يعرض أعماله،[126] ومتحف رودان الذي يعرض أعمالأوغوست رودان.[127] يتم الاحتفاظ بالأعمال الفنية منالعصور الوسطى ولوحات عصرالانطباعية في متحف العصور الوسطى الوطني[128]ومتحف أورسيه على التوالي. كما افتتح في يونيو 2006 أحدث متاحففرنسا وثالث أكبرها (متحف كاي دو بارنلي) الذي يضم تحفاً فنية من جميع قارات العالم، خصوصاً منوسط أمريكا.[129]
هاجر الروائي الأمريكيإرنست همينغوي إلى باريس كما فعل العديد من الكتاب الآخرون آنذاك، مثل الإيرلنديجيمس جويس، والإيرلندي الآخرصمويل بيكيت، والأمريكيةجيرترود شتاين. وبينما كان إرنست في باريس، كان قد كتب العديد من الروايات أهمها:ثم تشرق الشمسوانديان كامب.[134] أما جيمس جويس فقد هاجر إلى باريس وعاش فيها قرابة عشرين سنة، منهياً روايةعوليس في العاصمة الفرنسية.[135][136]
تشتهر باريس بمطبخها الراقي وطعامها المعد بدقة والمقدّم غالباً معالنبيذ الفاخر ويعد في المطاعم والفنادق باهظة الثمن. في عام 2013، كان في باريس 85 مطعم ذانجمة ميشلان، وهي بذلك الثانية على مستوى العالم بعد العاصمة اليابانيةطوكيو،[137] و10 مطاعم ذات 3 نجوم ميشلان، وهذه الجائزة (نجوم ميشلان الثلاثة) هي أهم الجوائز التي قد تمنحلمطعم على الإطلاق. أدّى تطور السكك الحديدية في أواخر القرن التاسع عشر إلى جعل باريس مركزاً من المناطق المختلفة منفرنسا باختلاف مطابخها; مما أدّى إلى جعل مطبخ باريس مطبخاً متنوعاً. يوجد في باريس أكثر من 9,000 مطعم في الوقت الحاضر.[138]
مثل بقيةفرنسا، مدينة باريس ذات غالبيةكاثوليكية منذالعصور الوسطى، على الرغم من أن الحضور الديني ضعيف في الوقت الحاضر. في بداية القرن العشرين، كانت باريس أكبر مدينة كاثوليكية فيالعالم.[139] كان هناك نوع من عدم الاستقرار السياسي فيالجمهورية الفرنسية الثالثة بسبب الخلافات حول دورالكنيسة في المجتمع.[140]الدستور الفرنسي لا يذكر الانتماءات الدينية للأفراد ويسمح بحرية ممارسة أي دين شريطة أن تكون هذه المسألة شخصية.[141] ولا يوجد إحصائيات رسمية لانتشار الأديان في فرنسا وذلك يرجع إلىعلمانية الدولة الفرنسية.[142][143] لكن وفقاً لدراسة استقصائية أجرتها منظمة «آي إف أو بي» عام 2011، وهي منظمة أبحاث في الرأي العام الفرنسي، فإن 65% من سكان منطقة باريس عرفوا أنفسهم بأنهممسيحيون، منهم حوالي 61% قالوا أنهم علىالمذهب الكاثوليكي، على الرغم من أن 15% قالوا أنهمكاثوليك ممارسين في حين قال 46% أنهم منالكاثوليك غير الممارسين. في نفس الاستطلاع، عرَّف 7% من السكان أنفسهمكمسلمين، وحوالي 4%كبروتستانت، وحوالي 2%كيهود، وحوالي 25%بدون دين.[144]
كما يوجد في باريس العديد من المساجد الموزعة في أنحاء المدينة أهمهامسجد باريس الكبير الذي بدأ باستقبال المصلّين منذ عام1926. وفقًا لإحصائية قام بها المعهد الفرنسي للرأي العام سنة 2008 وجدت أنّ 7% من سكان باريس هم منالمسلمين، وتعود أصول الغالبيّة العظمى منهم إلى دولالمغرب العربي خصوصاًالجزائروالمغربوتونس.[150] وأفاد مسحالمؤسسة الفرنسية للرأي العام في عام 2008 أن 25% من المهاجرين من هذه البلدان ذات الغالبية المسلمة يذهبون بانتظام إلى المسجد. وحوالي 41% يمارسون الدين بإنتظام، في حين أن 34% لا يمارسون الدين بإنتظام.[151][152] وتقدر أعداداليهود في باريس سنة 2014 بحوالي 282,000 أو 2% من مجمل سكان باريس؛ وتعد الجاليّة اليهودية في باريس أكبر تجمع لليهود في العالم خارجإسرائيلوالولايات المتحدة.[153]
تمتلك باريس أعلى نسبة من السكان الحاصلين على تعليم عالي. في عام 2009، حوالي 40% من الباريسيين كانوا حاملين لشهادةليسانس أو أعلى، وهي أعلى نسبة فيفرنسا.[154] في حين أن نسبة السكان غير الحاملين لشهادةدبلوم كانت 19%، وهي ثالث أدنى نسبة في البلاد.
في أوائلالقرن التاسع الميلادي، كلّف الإمبراطورشارلمان جميع الكنائس بإعطاء رعاياهم دروساً في القراءة والكتابة والحساب. كما كلّف الكاتدرائيات بتوفير مستوى تعليمي أعلى يشمل دراسةاللغةوالفيزياءوالموسيقىواللاهوت. في ذلك الوقت، كانت باريس إحدى أكبر مدن البلاد بالفعل وكانت شهرتها تزداد شيئاً فشيئاً كمركز تعليمي. بحلولالقرن الثالث عشر، كان لدىكاتدرائية نوتردام الواقعة في إيل دو لا سيتي العديد من المعلمين المعروفين، أثارت بعض تعاليمهم جدلاً مما أدّى إلى تأسيس جامعة منفصلة على الضفة اليسرى من النهر سميت جامعة سانت جينيف، التي أصبحت مركز الدراسات في الحي اللاتيني في باريس، وتبعها بعد ذلكجامعة السوربون.[155] أما في الوقت الحاضر، يوظف التعليم في باريس ومنطقةإيل دو فرانس حوالي 330,000 موظف، منهم حوالي 170,000 أستاذ وبروفيسور يدرسون 2.9 مليون طالب في أكثر من 9,000 مدرسة ومعهد.[156] وتحتضن باريس مجموعة من أعرق وأرقى مدارس البلاد.
يتم توفير معظم خدمات الرعاية الصحية والخدمات الطبية الطارئة في مدينة باريس وضواحيها من قبل نظامالمساعدة العامة-مستشفيات باريس، وهو نظام مستشفيات عام يوظف قرابة 90,000 موظف (بما في ذلك موظفي الدعم والإداريين) موزعين في 44 مستشفى،[162] وهو أكبر نظام مستشفيات فيأوروبا. يوفر هذا النظام الرعاية الصحية، والتدريس، والبحوث، والوقاية، والخدمات الطبية الطارئة وذلك في 52 فرع من فروعالطب. ويوظف حوالي 15,800 طبيب في 44 مستشفى، ويتلقى أكثر من 5.8 مليون مريض سنوياً.[162]
من أهم مستشفيات باريس مستشفىأوتيل ديو الذي قيل أنه تأسس عام 651، ويكون بذلك أقدم مستشفيات العاصمة الفرنسية.[163] وهناك أيضاًمستشفى الشاريتي، والمستشفى الأمريكي في باريس والعديد من المستشفيات الأخرى.
باريس هي موطن للعديد من الصحف والمجلات والمطبوعات، بما في ذلك صحيفةلوموند،ولو فيغارو،وليبراسيون،ولو نوفيل أوبسرفاتور. يتصدر قطاع النشر الباريسي صحيفتا لوموند ولو فيغارو أكبر صحيفتين مرموقتين فيفرنسا.[178] كما تحتضن المدينة مقروكالة فرانس برس منذ تأسيسها عام 1835،[179] وهي بذلك الأقدم من نوعها في العالم،[180][181] والأكبر في فرنسا وواحدة من أكبر الوكالات الإخبارية في العالم (إلى جانبرويترزوأسوشيتد برس). كما تحتضن باريس مقر قناةفرنسا 24 التي تملكها الحكومة الفرنسية.[182]
تمتلك باريس شبكات نقل متطورة، منسكك حديدية،وطرق سريعة،ومطارات. وتشرف نقابة مواصلات إيل دو فرانس (نقابة المواصلات الباريسية سابقاً) على شبكة النقل في المنطقة.[185] افتتحالمترو في باريس عام 1900، ويعد وسيلة النقل الأكثر استخداماً داخل المدينة بواقع حوالي 9 ملايين راكب يومياً.[186] يضممترو باريس 300 محطة (384 نقطة توقف) وقضبان يبلغ طولها 214 كم، و16 خط تحدد بوساطة أرقام من 1 إلى 14، بالإضافة إلى خطين ثانويين (3bis و7bis). وكذلك RER، وهي شبكة مكوّنة من 5 خطوط سريعة (A, B, C, D, & E) والتي تمتد إلى مناطق أبعد من سابقتها. حيث تضم 257 نقطة توقف وقضبان يبلغ طولها 587 كم.[186] كما سيتم استثمار 26.5 ملياريورو خلال العقدين القادمين من أجل توسيع شبكة المترو في الضواحي.[186]
الطريق الدائري بالأصفر، وطريق A86 بالأزرق، وطريق فرانسليان بالأخضر.
تملك باريس أيضاً شبكةترام تتألّف من أربعة خطوط: يصل الخط الأول بينسان دينس ونوازي لو سك، والثاني يمر منلا ديفونس إلى إيسي-فال دو سين، والثالث بين بون دو غاريغليانو إلى بورت ديفري، والرابع منبوندي إلىأولناي-سو-بوا.[186] ويتم إنشاء ستة خطوط إضافية في الوقت الحاضر.
تحتوي باريس على 4مطارات دولية:مطار شارل دو غول،ومطار باريس أورلي، ومطار باريس لو بروجيه، وكذلك مطار بوفايه تييه. المطاران الرئيسان هما مطار باريس أورلي الواقع في جنوب المدينة، ومطار شارل ديغول الواقع في الجزء الشمالي الشرقي من المدينة وهو مقر شركةإير فرانس وأحد أكثر المطارات ازدحاماً في العالم.[186]
تملك باريس أفضل شبكة منالطرق السريعة فيفرنسا. يحيط بالمدينة ثلاثة طرق سريعة: الطريق الدائري،[75] الذي يتبع مسار الحصون المحيطة بباريس في القرن التاسع عشر تقريباً، وطريق A86 الموجود في الضواحي الداخلية، وطريق فرانسليان الموجود في الضواحي الخارجية. تملك المدينة شبكة واسعة من الطرق تمتد لأكثر من 2000 كم. يمكن الوصول إلىبروكسل من باريس براً في ثلاث ساعات، وإلىفرانكفورت في ست ساعات، وإلىبرشلونة في اثني عشر ساعة. ويمكن الوصول إلىلندن خلال ساعتين وربع فقط باستخدام القطار.[187]
منطقة باريس هي واحدة من أكثرمناطق فرنسا استخداماً للنقل المائي، حيث يتم نقل البضائع بوساطتها. يمكن الوصول إلى نهراللوار،والراين،والرون، وميوس، وشيلدت، ويمكن الوصول إلى هذه الأنهار بوساطة قنوات متصلة معنهر السين.[188]
لدى باريس اتفاقية توأمة مع مدينة واحدة فقط، وهيروما عاصمةإيطاليا،[189][190] وذلك وفقاً للشعار (باريس وحدها تستحق روما وروما وحدها تستحق باريس).[191][192] أما هذه المدن فترتبط مع باريس باتفاقيات صداقة وتعاون:
^(بالفرنسية)"Géographie de la capitale – Le climat". Institut National de la Statistique et des Études Économiques, Paris.fr. مؤرشف منالأصل في 2023-03-07. اطلع عليه بتاريخ2013-08-04.
^"Paris–Montsouris (984)"(PDF).Fiche Climatologique: Statistiques 1991–2020 et records (بالفرنسية). Meteo France. Archived fromthe original(PDF) on 2018-02-27. Retrieved2022-07-13.
^Martine Delassus, Florence Humbert, Christine Tarquis, Julie Veaute (فبراير 2011)."Paris Region Key Figures". Paris Region Economic Development Agency. مؤرشف منالأصل(PDF) في 2020-05-20.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link) (PDF file)
^Ivereigh، Austen (2016).Catholicism and Politics in Argentina, 1810-1960. Springer. ص. 76.ISBN:978-1-349-13618-6.Buenos Aires was the second largest Catholic city in the world (after Paris)
^"Fondation AFP" [AFP Foundation]. مؤرشف منالأصل في 2011-07-07. اطلع عليه بتاريخ2010-11-25.Successor of the oldest international news agency - founded in 1835 by a Parisian translator and publicist, Charles-Louis Havas - Agence France-Presse was reborn on August 20, 1944 during the liberation of Paris.