يعتمداقتصاد اليمن على موارد محدودة منالنفطوالغاز لم تستغل جيداً ولا يزال هذا القطاع رغم أنه يشكل النسبة الأكبر منالناتج المحلي الإجمالي غير مطور.[28] تاريخياً،اليمن بلد زراعي، ولكنه يعتمد على مداخيل ممراته البحرية وموانئه.تمر البلاد بأوضاع سياسية واقتصادية صعبة نتيجةالفساد والصراعات المسلحة التي تعيق مسيرة التنمية. اليمندولة نامية ومن بينالبلدان الأقل نماءً حيث احتلت المرتبة الثامنة في قائمة الدول الأكثر هشاشة حول العالم لعام2014.[29]
يشن تحالف تقوده السعوديةوالإماراتحملة جوية منذ26 مارس2015 فيحربٍ أهلية تشمل ذات أطراف أزمة 2011 بصورة رئيسية بالإضافة إلى انفصاليين وجماعات جهادية،[46][47][48] مقابل ميليشيات الحوثيين وعلي عبد الله صالح.[49] تلعب الحكومة المعترف بها دولياً دوراً رمزياً،[50] وتقيم منذ تصاعد الأزمة فيالرياض دون قرار على الميليشيات الإصلاحية شمالًا، الانفصالية جنوبًا. في حين أنَّ مشاكل اليمن متشعبة وأطرافها المسؤولة متعددة، يتحمل الحوثيون المسؤوليةَ الأكبر عن اندلاع الحرب الجارية.[51]
بحسب الأمم المتحدة، تم تأكيد نحو تسعة آلاف إصابة بينالمدنيين، قُتل 3,000 منهم على الأقل وفق تقديرات محافظة.[52] وأضافت أن التحالف السعودي مسؤولٌ عن ضِعفِ عدد الضحايا المدنيين أكثر من باقي القوى مجتمعة.[53] بلغ عدد النازحين اثنان ونصف مليون بحلول ديسمبر2015.[54] كما تعرضت العديد منالمواقع الأثرية من مختلف الحقب التاريخية للتدمير الجزئي أو الكلي.[55] بالإضافة إلى الاستهداف الممنهج للأضرحةالصوفيةبحضرموت.[56][57] استضافتدولة الكويت مفاوضات برعاية الأمم المتحدة بين وفدين أحدهما يمثل الحكومة المقيمة بالرياض والآخر الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام، وأعلن المبعوث الأمميإسماعيل ولد الشيخ أحمد عن استئنافها بعد شهر من تاريخ السادس من أغسطس2016.
وفي الأدبيات العربية، اختلف اللسانيون وأهل الأخبار في تحديد معنى اليمن ولهم عدة نظريات بخصوص ذلك فقيل أنه مشتق من اليُمن أي البركة وهو نقيض الشؤم.[63] وقيل كذلك أنه سمي باليمن لأنه يمينالكعبة.[64] بسبب أن الجغرافيين المسلمين اعتبروامكة نقطة استشراف في مخيلتهم. وقيل سمي نسبة إلىيمن بنقحطان. وقالوا أنقحطان أبو اليمن وقالوا كذلك أن قحطان هذا نفسه اسمه يمن.[65] ومنهم من قال أن كلالعرب كانوا بمكة فتيامنبنو يقطن في رواية وبنو يمن في رواية أخرى فسميت اليمن على ذلك.[65]
ومثل هذا من مألوف عادة أهل الأخبار فالشواهد الأثرية والكتابات الكلاسيكية خرساء صامتة عن قحطان ومكة والكعبة. وقحطان هذا مأخوذ من الشخصيةالتوراتيةيقطان الذي يذكر العهد القديم أنه والد سبأ وحضرموت.[66] والرأي الغالب أنها أخذت من كلمةيمنت في نصوص المسند.[67][68][69] ووفقًا لجغرافيّ العصور الوسطى، اليمن إقليم من أقاليم الجزيرة العربية وهو الإقليم لما وراءتثليثويبرين إلىصنعاء وما قاربها من مخاليف. وأقصى اليمن حضرموت ومركزها وقصبتها صنعاء.[70][71][72]
يبلغ طول الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية قرابة 1,458 كم و288 كم مع عُمان من جهة الشرق. تطل اليمن علىالبحر الأحمروبحر العرب ويبلغ طول الشريط الساحلي لليمن 2500 كم.[73]
إقليم السهل الساحلي: يمتد هذا الإقليم من تهامة مرورًا بالسواحل الجنوبية للبلاد فيعدن وحضرموتوالمهرة. يتخلل هذا الإقليم عدة هضاب وجبال ويشمل سهولتهامةوأبينوميفعة والسهل الساحلي الشرقي في محافظة المهرة[74]
إقليم المرتفعات الجبلية: وهو أكبر أقاليم اليمن الجغرافية إذ يمتد من أقاصي الحدود الشمالية الغربية للبلاد حتى الحدود الجنوبية الشرقية. والجبال في هذا الإقليم هي الأعلى ارتفاعًا فيشبه الجزيرة العربية بمعدل 2000م وتبلغ بعض القمم 3500م أعلى هذه القمم هي قمةجبل النبي شعيب[75][76]
إقليم الأحواض الجبلية: يتميز هذا الإقليم بالأحواض والسهول الجبلية في مرتفعاته وأكثريتها تقع في الجانب الشرقي من الإقليم حيث تكثر المياه الآتية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب وتعبر في قاعيريموذمار ومعبر وحوض صنعاءوعمرانوصعدة.[77]
إقليم المناطق الهضبية: تقع إلى الشرق والشمال من إقليم المرتفعات الجبلية وموازية لها لكنها تتسع أكثر باتجاهالربع الخالي وطبيعة هذا الإقليم صحراوية صخرية تتخلله بعض الأودية وينقسم إلى قسمين الهضبة الغربية وأعلى ارتفاع لها قرابة 1300م والهضبة الشرقية المتمثلة فيهضبة حضرموت التي بدورها تنقسم إلى شمالية وجنوبية بسببوادي حضرموت الذي يفصل بينهما.[78]
إقليم الصحراء: إقليم رملي يكاد يخلو منغطاء نباتي باستثناء مجاري الأمطار ويشمل أجزاء من صحراءالربع الخالي. تراوح ارتفاع السطح هنا بين (500-1000)م فوق مستوى سطح البحر.[78]
الجو حار ودرجةالرطوبة عالية في المناطق الساحلية ومعتدل في المناطق الجبلية وجاف وحار في المناطق الشرقية للبلاد[79][80]
الساحل الغربي: تصل درجة الحرارة إلى 54 درجة مئوية خلال فصل الصيف و35 درجة مئوية شتاء[81]
الساحل الجنوبي: 37 درجة مئوية صيفا و25 شتاء[82] كمية الأمطار لا تزيد عن 100 مليمتر في السنة ولا تتجاوز 10 أيام فقط في السنة[83]
المرتفعات: تتمتع بمناخ معتدل في معظم أيام السنة، على الرغم من أنه يمكن أن يصبح حار في الظهر وبارد في الليل وخصوصًا بين شهري أكتوبر وفبراير. تصل درجة الحرارة إلى 5 درجات مئوية من نوفمبر إلى يناير و25 درجة مئوية في يوليو[84] تسجل الأمطار أعلى قيمها في المنطقة الجبلية الوسطى حيث تتراوح كميتها السنوية بين 400 -1100 مليمتر تقريباً وبمعدل سنوي يقترب من 750 مليمتر
أيضًا هذه المنطقة تسجل أعلى عدد للأيام الممطرة والتي قد تصل إلى أكثر من 156 يوم في السنة وبمعدل سنوي 94 يوم في السنة.[83]
تعتبر الأعاصير في اليمن نادرة الوجود ومع ذلك فقد تعرضت اليمن في نوفمبر2015 لإعصارين متتاليين، حيث تعرضت اليمنلإعصار تشابالا الذي وصف بأنه أقوىإعصار استوائي فيالمحيط الهندي، وهو أقوى أعصار فيبحر العرب يصل لليابسة،[85] وضرب الإعصار جزيرةسقطرى صباح الأحد1 نوفمبر2015، وهو في ذروة قوّته، مصاحباً لهبوب رياح قوية بلغت سرعتها 150كم/ساعة، وارتفاع في الأمواج لما يقارب 10-13 متر على سواحل الجزيرة، إضافة إلى هطول كميات كبيرة من الأمطار أحدثت فيضانات وسيول جارفة.
وعبر الإعصار ساحلالمكلا في فجر الثلاثاء3 نوفمبر، برياح ذات سرعة قصوى تصل إلى 120 كم/ساعة، وأغرقت أمواج البحر المدينة، وواصل مساره غرباً متحولاً إلى منخفض مداري مروراً منمنطقة بلحاف - بروم الساحلية الفاصلة بين محافظتي شبوة وحضرموت.[86]
في مساء الأحد1 نوفمبر أعلنت الحكومة اليمنية عدد من المناطق في جزيرةسقطرى «منطقة منكوبة»، جراء الأعاصير التي اجتاحت الجزيرة، وتسببت بتدمير مئات المنازل، وإغراق مساحة واسعة من الجزيرة.[87] وبوفاة 8 أشخاص وإصابة 200 شخص في جزيرة سقطرى. ونزوح 40 ألف شخص على الأقل في أرخبيلسقطرىوحضرموتوشبوة، يضافون إلى 2,305,048 نازح داخل اليمن بفعلالحرب الأهلية اليمنية.[88][89]
وما أن تلاشى إعصار تشابالا ظهر الثلاثاء3 نوفمبر حتى تكونإعصار ميج وتبعه في مساره، حيث ضرب إعصار ميج سقطرى في يوم الأحد8 نوفمبر، وأتجه نحو سواحلأبينوعدن، ووصل الساحل اليمني يوم الثلاثاء10 نوفمبر، جالباً معه المزيد من الأمطار والفيضانات.[90]
بحسب مخرجاتالحوار الوطني اليمني قرر تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم، بحيث يكون لكل أقليم برلمان وحكومة، بدلاً عننظام الحكم المركزي، وكان متوقع إقرار أقاليم اليمن فيالدستور الجديد أواخر2014.[91] حيث كان من المفترض أن يتمتع كل إقليم بحكومة وبرلمان خاص به لإدارة شؤونه المختلفة، بحيث تتولى الحكومة الاتحادية إدارة الشؤون الخارجية للبلاد والدفاع فقط.[92] في مقابلة مع صحيفة سعودية بتاريخ 2 مارس2016 نشرها موقع الأنباء الرسمي التابعلعبد ربه منصور هادي، تحدث الرئيس المعترف به دولياً عن «دولة اتحادية -كونفدرالية»، برغم الاختلاف الجذري بين المفهومين. وبخصوصالأقاليم، وفر تقديراً شخصياً لعددها ما بين ثلاثة إلى ستة بحسب الظروف.[93][94]
تُقسم الجمهورية اليمنية إدارياً في إطار نظام السلطة المحلية إلى 21 محافظة بالإضافة إلىمحافظة أرخبيل سقطرى التي أعلنها الرئيس هادي محافظة منفصلة عنمحافظة حضرموت،[95] وتقسّم المحافظات إلى: 333 مديرية، يتفرّع عنها 2200 عزلة وحي، فضلاً عن 36986 قرية و91489 محلّة وحارة. كما يبلغ عدد الدوائر المحلية 5620 دائرة محلية (مركز انتخابي).[96]
نسبة الزيادة السكانية حوالي 3% سنوياً وتبلغ الكثافة السكانية حوالي 40 نسمة لكل كم2. معدل الخصوبة هو 6.5 طفل لكل امرأة[102] و75% من السكان أعمارهم أقل من 30 سنة[103] قرابة نصف السكان يعيشون تحتخط الفقر[104] يعد معدل النمو السكاني واحدًا من أعلى المعدلات في العالم ومن المتوقع أن يصل تعداد اليمن إلى 30.8 مليون نسمة عام2020 وهو ما يضع اليمن أمام تحديات مستقبلية جديدة.[105]
في عام2017 قدرت أعداداليمنيين اليهود بحوالي خمسين شخص،[113] إذ هاجر أغلبهم إلىإسرائيلوالولايات المتحدة وهم الأقلية الغير المسلمة الوحيدة من سكان اليمن الأصليين. وجودهم قديم للغاية ويعود للقرون الأولى بعد الميلاد، كان معظمهم يعمل فيصياغة الذهب وصناعةالخناجر اليمنية ولهم ثقافة مميزة عن باقياليهود حول العالم. خلال الاستعمار الإنجليزيلعدن، تواجدت أقلياتمسيحيةوبارسية وافدة رحل معظمهم برحيل الإنجليز عام1967. ويتراوح عددالمسيحييين في اليمن بين 3,000 إلى حوالي 25,000 مسيحي.[114] بالمقابل ذكرت دراسةمركز بيو للأبحاث سنة2010 وموقعالبي بي سي أن عدد مسيحيين اليمن يصل إلى 41,000 نسمة واستشهد بمصادر الأمم المتحدة وقاعدة بيانات المسيحية العالمية.[115] وبحسب دراسة تعود إلى عام2015 حوالي 400مواطن مُسلم يمني تحول إلى المسيحية.[116] وبحسب دراسةمركز بيو للأبحاث عام2010 تُعدالهندوسيَّة ثاني أكثر الديانات انتشاراً في اليمن، ويتبعها حوالي 120,000 نسمة.[117][118] ومعظمهم من أبناء الجالية الهنديَّة القاطنة في البلاد.
على أواخر الألفية الثانية قبل الميلاد، شهدت اليمن قيامممالك مدينة وهناك اختلاف بين الباحثين حول أصول بناة هذه الممالك، يقترح بعضهم استنادا على التشابه اللغوي أنالسبئيين نزحوا منكنعان[129] ويستدلون كذلك بنصوص منالتوراة مثل هجوم السبئيين علىأيوب وقتلهم أطفاله ففي هذا دلالة أن السبئيين كانوا أعراباً قبل استقرارهم فيمأرب من وجهة نظرهم[130] ولكن هذه استناجات قديمة من الباحثين الألمان فيالقرن التاسع عشر وهي مرفوضة حالياً[131]اليمن أحد أقدم المناطق المأهولة في العالم وهناك دلائل على حضارات بدائية تسبقالمملكة السبئية ولكن القليل هو المعروف عن هذه الفترة وكيفية الانتقال منالعصر البرونزي إلى عصر ممالك القوافل نظراً لقلة الدراسات الأثرية عن اليمن والتي تتعرض لمضايقات وعرقلة مدفوعة بعدم الرغبة في اسكتشاف تاريخ اليمن والجزيرة العربية ككل قبلالإسلام[132]
سد مأرب، بني في الفترة ما بين القرن العاشر والثامن قبل الميلاد
حسب الضئيل الذي عثر عليه بظاهر الأرض، كانت الممالك أو الاتحادات القبلية الأربع الرئيسية تتاجربالبخوروالبهاراتوالمروالذهب ويذكرالعهد القديم قصةملكة سبأ وزيارتهاللملك سليمان وقدومها بقوافل محملة بالطيب والذهب[133] وتعتبرمأرب مهد الحضارة اليمنية القديمة.[134] بدأ السبئيون بالتوسع شيئا فشيئا والاستيلاء على الإمارات الصغيرة التابعة للممالك الأخرى قرابة القرن التاسع قبل الميلاد.[135] لا توجد أنهار في اليمن كتلك الموجودةبمصروالعراق وطبيعة الأرض جبلية وعرة فظهرت ممالك متعددة، متحاربة ومتصارعة للسيطرة على الموارد المحدودة أشهرها وأقواها كانتمملكة سبأ.[136]
للتغلب على قسوة الطبيعة، بنى السبئيونسد رحاب (سد مأرب) في القرن الثامن ق.م وربما العاشر وكان سببا رئيسياً لازدهار وقوة المملكة[137] كان السد معجزة هندسية في تاريخ شبه الجزيرة العربية، يروي ما يقارب 98,000كم مربع، يدفع 1,700متر مكعب من السيول حاملة 2000طن من المياه في الثانية[138] عُرفت هذه الواحة البشرية الصنع بـ«أرض الجنتين».[139] كان السبئيون يحكمون منكهنة يسمى أحدهممكرب والمكرب كان أعلى طبقة اجتماعية في اليمن القديم، معنى كلمةمكرب غير واضح ولكنها بالتأكيد ليستملك أو أمير. لقرون عديدة، سيطر السبئيون على التجارة الصادرة بينالبحر الأبيض المتوسطوالهند[140] وكان السبئيون يروجون الشائعات التي صدقها اليونانيون لفترة، من قبيل أن هناك ثعابين مجنحة لا تسمح لأحد سوى السبئيين بالاقتراب من مصادر إنتاج البخور واللبان. اخترع أبناء سبأ احساسا بالهوية عن طريق الدين، فعبدوا إلههمإل مقه وأقنعوا أنفسهم أنهم أبناؤه.[141]
في العام 25 ق.م، أرسل الإمبراطورأغسطس قيصر حملة عسكرية بقيادة حاكممصرالرومانيأيليوس غالوس. امتلك الرومان معلومات جغرافية وسياسية ضئيلة ومتناقضة عن اليمن فأُبيد الجيش الروماني من عشرة آلاف مقاتل أمام أسوارمأرب[149] وانسحب غالوس وصديقهسترابو إلىالإسكندرية وأُعدم دليلهمالنبطي بتهمة الخيانة[150] ولم تُكتشف كتابةبخط المسند عن الحملة الرومانية بعد.
منحوتة لأسد بحوافر حصان منمملكة قتبان، القرن الأول قبل الميلاد
عقب الحملة الرومانية، ادعت عدة فصائل حقها في الملك،همدانوحِميَّر تحديداً فكان هناك ثلاث زعماء يلقبون أنفسهم بلقبملكسبأوذو ريدان[151] تمكنالحِميَّريين من السيطرة علىصنعاء عام 100 بعد الميلاد لمدة ثمانين سنة حتى طردهمأقيال منحاشد عام 180[152] واستمرت المعارك القبلية الصغيرة بين الفريقين حتى تمكنالحِميَّريين بقيادةشمَّر يهرعش من القضاء على كل الإقطاعيات ودخلت البلاد مرحلة الحكم المطلق للحميريين واتخذوا منظفار يريم عاصمة لمملكتهم، وألغوا النظام الاتحادي الذي كان سائداً أيام دولة السبئيين[153] ذلك لأن النصوص المكتشفة أيام السبئيين، تظهر أن زعماء قبائل وإقطاعيات واسعة كانوا يشيرون لأنفسهم بملوك كذلك واقتصرت علاقتهمبمأرب على دفع الضرائب السنوية، فاختفت الألقاب الملكية لتقتصر علىأذواءريدان، فكان الحميريين أول من عين حكاماً للمقاطعات فيتاريخ اليمن القديم سموهمجباة الملك[154]
اعتبارظفار يريم عاصمة لم يقلل من أهميةمأرب عند الحميريين، بل استمروا بتقديم القرابين والأضحية في المعبد الرئيسيبمأرب ومرد ذلك كان رغبة الحِميَّريين باستمرارية التقاليد الموروثة وإضفاء شرعية لملكهم أمام السكان[155] وأتخذ الحميريين من العام115 ق.م مبدأ لتقويمهم وقاموا بتوحيد آلهة الممالك وإعتباررحمن إله الأرض والسماء والأوحد[156][157][158] شهدت البلاد مرحلة من الفوضى عقب وفاةشمَّر ذلك أن عدة بيوت حِميَّرية ادعت حقها في الملك، إلى أن استعادذمار علي يهبر السيطرة ليكون جد سلالة قوية من الحميريين هيمنت على اليمن وباقيشبه الجزيرة العربية لما يزيد عن 250 سنة[159]
ظهريوسف أسأر وكان أحدالأذواءاليهود الذين ظهروا في نفس الفترة المضطربة. بظهور يوسف كانتالمملكة الحميرية قد سقطت على أرض الواقع. كان المسيحيون في اليمن قد ارتكبوا عمليات قمع ممنهجة ضد اليهود وأحرقوا العديد من المعابد اليهودية عبر البلاد[171] فانتقم يوسف لليهود بقدر كبير من القسوة[172] أشهر وقائعه كانت فينجران،[173] وشن حملات على الطول الساحل الغربي فيتهامة حتى وصلباب المندب، ليعيق وصول الإمدادات للمسيحيين في اليمن منمملكة أكسوم على الضفة المقابلة[174] إذ كان المسيحيين في نجرانطابورا خامساُلمملكة أكسوم[165][175]
قتل المسيحيين بتلك الصورة برر تدخلبيزنطة ودعمهالأكسوم وتمكن الأسطول البيزنطي من هزيمةيوسف أسأر أو «ذو النواس الحِميَّري» عام525 -527 للميلاد وعُينشميفع أشوع حاكماً على البلاد، وقاموا بإعادة إعمار كل الكنائس التي هدمها ذو النواس منها ثلاث كنائس جديدة فينجران وحدها[176] قُتلشميفع أشوع من قبلأبرهة بعد خمس سنوات وأعلن نفسه ملكاً مستقلاً علىحِميَّر وأعاد استخدام اللقب الملكي للحميريين.[177] شنأبرهة حملة واسعة علىالحجاز، وفقا لكتابةبخط المسند دونها بنفسه وكتابات البيزنطيين، يذكر القرآن أن طيرا أبابيل هزمته[178]
بقيت البلاد على ماهي عليه من الاضطراب حتى بعد عودة الحِميَّريين بقيادة شخصية شبه أسطورية تدعىسيف بن ذي يزن وفقا لمصادر متأخرة فلم يعد لحِميَّر سلطان على أحد وبقيت القبائل مستقلة عن أي حكومة حتىالإسلام[179] ذكرت المصادر البيزنطية المعاصرة لتلك الفترة أنالإمبراطورية الفارسية استولت علىعدن[180] معظم المناطق كان خاضعا لزعماء محليين باستثناءعدنوصنعاء وتعتبر تلك الفترة نهاية الحضارة اليمنية القديمة، إذ لم يعثر الباحثون على كتابة واحدة أو شاهد بالمُسند عن هذه الفترة من تاريخ اليمن[181]
عام904، هاجمالقرامطة مدينةزبيد ونزلوا فييافعلحج ودخلت البلاد مرحلة من الفوضى والاقتتال لدرجة أنه من الفترة مابين904 وحتى913 تم غزوصنعاء عشرين مرة ومحاصرتها خمسة مرات من قبلالقرامطةوبنو يعفر[203] استعادأسعد بن إبراهيم الحواليصنعاء عام913 وأعاد نفوذه علىمخلاف الجند (تعز)ومخلاف حضرموت[204] وتوفي السلطان أسعد عام944 وكان آخر سلاطين بني يعفر الأقوياء. هاجمبنو يعفر عاصمةبني زيادزبيد وأحرقوها بقيادة عبد الله بن قحطان الحِميَّري وشيخ قبلي آخر منخولان عام989[205] هجوم عبد الله بن قحطان أضعف الدولة الزيادية كثيراً ومن عام989 ودولة بني زياد تحكم فعليا من قبل مولاهمالحسين بن سلامة الذي تمكن من الحفاظ عليها من الانهيار الكامل عقب هجوم عبد الله بن قحطان وتمكن من استعادة السيطرة على كافةتهامة من جديد وأخضع سلالة قليل هو المعروف عنها يعرفون بالسليمانيين كانوا قد ظهروابجيزان[206] بحلول عام997، تحول سلاطينبنو يعفر لأمراء محليين مثلهم مثل بقية أمراء القبائل مقرهم فيشبام كوكبان.[207]
رغم أن ملوك بنو صليح كانواإسماعيلية، إلا أن الملاحظ أنهم لم يحاولوا فرض مذهبهم على أحد ولم يضطهدواالشافعيةوالزيدية.[220] حكمتالسيدة الحرة كما تُعرف في كتب التاريخ اليمنية باقتدار ولا تزال تذكر باعجاب ومحبة ويشهد على ذلك كتب التاريخ والأدب اليمني والتقاليد الشعبية حتى أنها سُميت بلقببلقيس الثانية في إشارةلملكة سبأ الأسطورية.[221] سقطت دولة الصليحيين عام1138 بوفاة الملكة أروى عن عمر ناهز الثمانين عاماً. وبوفاتها انقسمت البلاد إلى خمس سلالات متنازعة على طول الخطوط الدينية. وهو ماسهل علىالدولة الأيوبية دخولها إلى اليمن عام1174.[222]
كانالأيوبيون الأكراد قد أسقطواالخلافة الفاطمية فيمصر وبعد فترة قصيرة على صعودهم في تلك البلاد، قررصلاح الدين الأيوبي إرسال أخاهتوران شاه للسيطرة على اليمن.[223] تزعم بعض كتب الأخبار العربية أن الناس في اليمن طلبت من الأيوبيين أن يضموا اليمن إلى دولتهم، قد يكون ذلك صحيحاً بدلالة النزاعات المذهبية والقبلية التي شهدتها اليمن بسقوطالدولة الصليحية ولكنها ليست المرة الأولى ولم تكن الأخيرة التي تحاول فيها أي قوة تسيطر علىمصر أن تسيطر على اليمن بعدها مباشرة، تأمين طريق التجارة عبرالبحر الأحمر كان أهم دوافع الأيوبيين بالإضافة لسبب آخر هو خشيتهم من تقدمعلي بن مهدي الحميري نحومكة.[224][225][226][227]
توجهتوران شاه إلى اليمن عام1174 وكالعادة نزل فيزبيدبتهامة أولاً وقضى على أبناءعلي بن مهدي ثم توجه إلىعدن وأخذها منبنو زريع ثم توجه ناحيةحضرموت، ولم تكنحضرموت نفسها خاضعة لأسرة واحدة فقضى على تلك الأسر فيالشحروتريموشبام ولكنهم واجهوا مقاومة شديدة منالزيديةوالإسماعيلية بالمرتفعات الشمالية.[228] لم تكن الجبهة اليمنية متحدة فقد كانوا منهكين من الصراعات والحروب الدائرة بينهم فاتخذت القوى المناوئة للأيوبيين أسلوب حرب العصابات لاستنزافهم، كون جيش الأيوبيين كان جيشا نظاميا مدرباً وبقدرات عالية تفوقهم، لذلك لم يستطع الأيوبيون من تأمينصنعاء حتى العام1189.[228] وفشلوا في السيطرة علىصعدة، معقلالزيدية.[229]
فعمل الأيوبيون على تقليل خسائرهم بالسيطرة على المدن المهمة فقط مثلعدنوزبيدوتعزوالشحر. خرج أحد أمراء آل دغار فيحضرموت على الأيوبيين عام1191 وانتهى خروجه بالمصالحة وإطلاق الأيوبيين لأفراد من أسرته كانوا قد اعتقلوهم سابقاً، وثارالزيدية بقيادة الإمام المنصور باللهعبد الله بن حمزة فيشبام كوكبان نفس السنة ودارت معركة بينهم وبين الأيوبيين خلفت مئتي قتيل منهم وسبعمائة من جيش الأيوبيين.[230] ونجحالزيدية بقيادة المنصور باللهعبد الله بن حمزة في استعادةصنعاء من الأيوبيين عام1197.[231]
هُزم جيش الأيوبيين قربذمار عام1223.[232] استمر نضال الإمام المنصور باللهعبد الله بن حمزة ضد الغزاة الأيوبيين حتى وفاته عام1217. وخرج آخر سلاطين الأيوبيين المسعود من اليمن عام1228 ووفقا لمصادر أخرى عام1223 وعُينعمر بن رسول نائبا له.[233]
عندماسقطت بغداد عام1258 أمامهولاكو خان، تلقب الملكالمظفر يوسف الأول بلقبالخليفة[238] ونقل العاصمة منصنعاء إلىتعز لقربها منعدن.[239] وبنى عدداً من المدارس والقلاع والحصون حتى الرحالةماركو بولو انبهر باليمن خلال هذه الفترة ونشاطها التجاري والعمراني وكثرة القلاع والحصون بالبلاد[240] توفي الملك المظفر فيتعز ودفن بها بعد 47 عاما من الحكم منفرداً حتى ألد أعدائه، وهمالزيدية، وصفوه بأعظم ملوك اليمن تعليقا على وفاته.[238]
كما قاموا بتبني العديد من البرامج الزراعية لترويج زراعة النخيل.[245] وخلال هذه الفترة أصبحالبن سلعة رابحة لليمن.[247] يعتبر المؤرخون دولة بني رسول من أعظم الدول اليمانية منذ سقوطمملكة حِميَّر[248] ذلك لأنهم عكس الأيوبيين أو العثمانيين، لم يكن وجودهم عسكرياً لتأمين مصالح خارجية لا علاقة لها بمصالح السكان، فقد اندمجوا في المجتمع اليمني وادعوا اصلا يمنياً لتبرير ملكهم وتوحيد السكان خلفهم.[249] ادعوا انهم عرب يمنيين هاجر أجدادهم إلى بلادالترك في فترة ما ثم عادوا إلى اليمن، ولكنهم بالتأكيد كانوا منالأوغوز.[249]
كانت علاقة الرسوليين معمماليك مصر علاقة معقدة، إذ احتدم التنافس بينهم علىالحجاز وأحقيةكسوة الكعبة بالإضافة لإصرار المماليك على اعتبار بني رسول تابعين لهم.[239] استمرتدولة بني رسول لأكثر من مئتي سنة إلى أن دب فيها الضعف عام1424 إذ أصبحت المملكة مهددة من قبل أفراد الأسرة الحاكمة أنفسهم وخلافاتهم حول مسألة الخلافة، بالإضافة للتمردات المتكررة من الأئمة الزيدية وأنصارهم، كان الرسوليون يحظون بدعم سكانتهامة وجنوب اليمن واضطر الرسوليون لشراء ولاء قبائل المرتفعات الشمالية بالأموال وعندما ضعفت الدولة، وجد الرسوليون أنفسهم عالقين في حرب إستنزاف، لم يكنالزيدية يوما ما سياسيين بارعين أو حكاما أقوياء ولكنهم يعرفون جيدا كيف يستنزفون طاقات أعدائهم.[250] ورغم جهود الرسوليين لتثبيت المذهب الشافعي في اليمن لمجابهة الزيدية والإسماعيلية، إلا أن من أسقط دولتهم لم يكونوا هولاء بل سلالةشافعية محلية اسمهابنو طاهر، إذ استغل الطاهريون الخلافات بين الأسرة الرسولية الحاكمة ليسيطروا علىعدنولحج وبحلول عام1454 أعلنوا أنفسهم الحكام الجدد لليمن.[244]
كان الطاهريون مشايخ محليين من منطقةرداعبمحافظة البيضاء تابعين لبني رسول. وخلال الإثنا عشر سنة الأخيرة من حكم الرسوليين استغل الظافر عامر بن طاهر النزاع بين أفراد الأسرة الحاكمة حتى سلم الملك الرسولي المسعود أبو القاسم مقاليد السلطة سلمياً عام1454. رغم أنهم لم يكونوا بقوة سابقيهم إلا أنهم بنوا العديد من خزانات المياه والجسور والمدارس فيزبيدوعدنورداع وأشهر آثارهمالمدرسة العامرية التي بناها الملك عامر بن عبد الوهاب عام1504. كانوا أضعف من إحتواءالزيدية أو الدفاع عن أنفسهم من الغزاة الأجانب.[251]
كانمماليك مصر يريدون ضم اليمن إلىمصر واحتلالبرتغاليون بقيادةألفونسو دي ألبوكيرك جزيرةسقطرى عام1513 وشنوا عدة هجمات فاشلة علىعدن.[252] شكل البرتغاليون خطراً مباشراً لتجارةالمحيط الهندي العابرةللبحر الأحمر فأرسل المماليك قوة بقيادةحسين الكردي لقتال البرتغاليين.[252] بدأمماليك مصر محادثات مع الطاهريين فيزبيد لمناقشة مايحتاجه الجيش المملوكي من أموال وعتاد، ولكن الجيش الذي كان ينفذ من المؤن، بدأ بالتحرش بسكان تهامة وعوضا عن مواجهة البرتغاليين قرروا إسقاط الطاهريين وإحتلال اليمن لإدراكهم ثراء نطاق نفوذ سلاطين بني طاهر.[247]
تمكنت قوات المماليك بالتعاون مع قوات قبلية موالية للإمام الزيديالمتوكل يحيى شرف الدين من السيطرة على مناطق نفوذ الطاهريين ولكنهم من يتمكنوا من إسقاطعدن عام1517. لم يدم الانتصار المملوكي طويلاً، بعد شهر واحد من إسقاطهم الطاهريين، احتلتالدولة العثمانيةمصر وشنقتطومان باي آخر سلاطين المماليك فيالقاهرة. تحالف السلطان الطاهريعامر بن داوود مع البرتغاليين فعزم العثمانيون السيطرة على اليمن لكسر الاحتكار البرتغالي لتجارة التوابل.[253] بالإضافة لقلقهم من سقوط اليمن بيد البرتغاليين وربما سقوطمكة بعدها.[254] هوان الطاهريين جعلالأئمة الزيدية يظهرون بمظهرأبطال قوميين ضدالدولة العثمانية.[251]
نشب خلاف بين الإمام يحيى شرف الدين وابنهالمطهر فتوجه الأخير إلىزبيد وأبدى استعداده لمعاونةأويس باشا للسيطرة على المرتفعات. اقتحمت قوات أويس باشا وأنصارالمطهر بن يحيى شرف الدينتعز وتوجهت شمالاً نحوصنعاء وسيطر عليها عام1547 وأعطى العثمانيونالمطهر بن يحيى شرف الدين لقببك واعترفوا به إماماً علىعمران وقاعدتهثلا[259] لم يستمر الإمام المطهر في ولائه للعثمانيين طويلاً، وشن حملات عديدة عليهم إلا أنأزدمير باشا تمكن من إخماد التمرد وحظي بفترة من السلام النسبي لمدة عشر سنوات تقريبا. تولىمحمود باشا أمورالإيالة وكان ظالماً قتل كل عسكري من قادته لا يوافقه رأيه. عدم مراعاته للتوازن الدقيق للقوى في اليمن، جعل اليمنيين يتناسون خلافاتهم ويتوحدون ضد الأتراك.[260] وليرضوان باشاإيالة اليمن عام1564 م وأصبحمحمود باشا حاكما لمصر.
عندما تولى رضوان باشا أمور الإيالة، أخذ بعرض مساوئ سلفه محمود باشا علىالباب العالي فيإسطنبول، فبرر محمود باشا اخفاقاته بأن اليمن بلاد واسعة وبحاجة إلىبكلربكيان ولايكفيها واحد، وأصر محمود باشا على موقفه حتى وافقالباب العالي وأرسلوا مراد باشا ليتولىتهامة وولوا رضوان باشا أمر المرتفعات. وقد قصد محمود باشا النكاية برضوان باشا بهذا التعيين، كون القبائل أشرس وأصعب مراسا في المرتفعات الشمالية لليمن بالإضافة لكونها مقرا للأئمةالزيدية[261] تظاهرالمطهر بن يحيى شرف الدين بموالاته لمراد باشا المسيطر على التهائم فتوقف الأخير عن إمداد رضوان باشا المسؤول عن المرتفعات، وتزايدت الخلافات بينهم لدهاء الإمام الزيدي المطهر فعُزل رضوان باشا وعُين حسن باشا بديلا عنه عام1567. انتهز المطهر الفرصة ليجتاحصنعاء وساندته قبائلالجوف البدوية وراسل المطهر أميربعدان فهاجموا القوات العثمانية وحوصر مراد باشا فيذمار. تمكن مراد باشا من الهرب وبقي معه خمسين من المشاة فاعترضته القبائل وقطعت رؤوسهم وأرسلتها إلىالمطهر بن يحيى شرف الدين فيصنعاء عام1567[262]
بعد مقتل مراد باشا وفناء غالب الجيش العثماني في اليمن، أمرالباب العالياللالا مصطفى باشا بالتوجه إلى اليمن، رفض في البداية ولم ينصاع إلا بعد أن رأى غضب السلطان[263] توجهلالا مصطفى باشا إلىمصر وحاول جمع القوات إلا أن الجيش التركي فيمصر رفض التوجه إلى اليمن، فأرسل اللالا مصطفى باشا اثنان منجواويشمصر برسالة يعرضان على المطهر الصلح ويأمرانه بالطاعة بل طالبوه بالاعتذار والقول أنه لم يأمر بأي عمل ضد القوات العثمانية.[264] خاض العثمانيون ثمانين معركة معالزيدية توجت بمقتل مراد باشا قربذمار، ولكن كان الأتراك في أوج قوتهم ولم يكونوا على استعداد لتقبل الهزيمة المهينة بسهولة فأرسلوا قوة جديدة بقيادةسنان باشا، قائد عثماني بارز من أصلألباني، لإعادة السيطرة العثمانية على اليمن[265] عزل السلطانسليم الثانياللالا مصطفى باشا لتقاعسه عن السفر إلى اليمن بنفسه وأمر بإعدام عدد من أمراءالسناجق فيمصر وولىسنان باشا مقاليد الوزارة على أن يتوجه بكامل العسكر التركي فيمصر إلى اليمن[266] قدمسنان باشا منمصر ونزلمكة ومربجيزانوزبيد وخلصعدنوتعزوإب من أتباع المطهر ثم حاصرشبام كوكبان لسبعة أشهر انتهت بتوقيعهدنة.[267] توفي الإمام المطهر عام1572 ولم يتحدالزيدية عقب وفاة إمامهم فتقاتل أبناء المطهر معالحسن بن علي بن داود فاستغل العسكر الانقسام وتمكن العثمانيون من اقتحامصنعاءوصعدةونجران عام1583 بدعم منالإسماعيلية المناهضين للزيود[268][269] تحصن الحسن فيشهارة واُعْتُقِل عام1585 وسُجن فيصنعاء ثم نُقل إلىتركيا ومات فيها.
جسر قديم بين جبلين فيشهارة، أحد حصون الأئمة الزيدية
لم تكن هناك قيادة سياسية موحدة في المرتفعات عقب اعتقال الإمامالحسن بن علي بن داود ونفيه إلىتركيا، فعرض تلاميذ الفقيهالمنصور بالله القاسم عليه الإمامة فيصنعاء. رفض في البداية ولكن تزايد الترويج للمذهبالحنفي على حسابالزيدية أغضب الإمامالمنصور بالله القاسم فتوجه لأريافصنعاء وبدأ بحشد الأنصار لقتال العثمانيين فيسبتمبر1597[270] وهو نفس العام الذي افتتحت فيه السلطات العثمانيةجامع البكيرية فيصنعاء.[271] قاد الإمام المنصور بالله حملات عديدة على القوات العثمانية حتى وفاته فيفبراير1620. خلفه ابنهالمؤيد بالله محمد الذي استعاد المرتفعاتوصبياوأبو عريش واتفق مع شيخ قبلي منأبين على محاصرةلحجوعدن وبحلول عام1627 كان معظم اليمن باستثناء الموانئ، قد تخلص من حكم العثمانيين.[272] تمكن الإمام المؤيد استعادةزبيد عام1634 وأعطى الإمام المؤيد للعثمانيين فرصة الانسحاب سلميا منالمخا آخر معاقل العثمانيين. والسبب الرئيس لنجاح الإمام المؤيد كان كان تعلم القبائل استخدام الأسلحة النارية.[273] ووحدتها خلف بيت القاسم إذ تمكن المؤيد من اقناع القبائل أنه وأسرته الذين يستحقون الإمامة.[274] ويعد والده الإمامالمنصور القاسم مؤسس ماعٌرف بـ«الدولة القاسمية» ويمكن اعتبارها أقوى دولالإمامة الزيدية[275]
فيمارس1632،[ملاحظة 3] أرسل الإمام المؤيد بالله جيشا للسيطرة علىمكة، قتل الجيش المكون من ألف مقاتلشريف مكة واقتحموا المدينة ونسب العثمانيون لهم عدد من الفظائع.[276] لم يكن الأتراك مستعدين لخسارةمكة المكرمة بعد اليمن فأرسلوا قوة كبير منمصر لتخليص مكة منالزيدية. انسحبالزيدية أوالعربان وفقا للعثمانيين ناحيةوادي فاطمة للفارق العددي بينهم وبين جيش الأتراك. توجه الأتراك نحو الآبار التي تزود اليمنيين بالمياه وغمروها، كانت خطة ناجحة فقد خلالها جيش الإمام المؤيد مئتي مقاتل من العطش.[277] استسلم الزيدية في النهاية ووافقخليل باشا على عودتهم إلى اليمن ولكنه أعدم أربعة من قادة الجيش.[277]
ميناء المخا عام1692، كان من أهم الموانئ ومن خلاله عرف العالم القهوة
توفي الإمام المؤيد بالله بن القاسم عام1644 واقتتل أبناء الإمام المنصور بالله القاسم على الإمامة حتى انتزعها المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم في نفس العام وتوجه إلىعدنولحجوأبين وطرد بقية الجند العثماني فيها وسيطر علىعسير[278][279][280]وحضرموتوظفار عام1654[281][282] وتمكنت اليمن من توطيد علاقات تجارية معإمبراطورية مغول الهند وكانت مدينةسورات الهندية الشريك التجاري الأكبر وتبادل البعثات الدبلوماسية مع السلطان العثماني فيجدةوعباس الثاني الصفوي فيإيران[283]وإثيوبيا كذلك أرسلت ثلاث بعثات ولكنها لم تتطور لحلف سياسي ضد العثمانيين كما أراد الإمبراطورفاسيليداس للضعف الذي أصاب أباطرةإثيوبيا وظهور اقطاعيين أقوياء في بلادهم.[284]
توفي إسماعيل بن القاسم عام1676 وخلفه ابن اخيهأحمد بن الحسن بن القاسم بعد نزاع مع ابن عمه على الإمامة. لم تستطع الدولة القاسمية الحفاظ على ما أنجزه الإمام إسماعيل بن القاسم لأكثر من ثمانين سنة لعدة أسباب:[285]
قيام الأئمة بتعيين أقاربهم على المناصب الإدارية، بمرور الوقت تحول جزء كبير من أرجاء البلاد إلىإقطاعيات شبه مستقلة.
لم تتبع طريقة الخلافة قانونا واضحاً. فعقب وفاة كل إمام، يجمع أبنائه وأبناء عمومتهم أنصارهم من القبائل ويتقاتلون على المنصب وهو ما أضعف الدولة كثيراً وسمح لزعماء الإقطاعيات بالاستقلال.
كانت الدولة القاسمية غير مركزية واتسمت هذه الفترة بنشاط تجاري كبير وبالذات فيالمخاواللحية وغيرها من الموانئ فيتهامة اليمن.[286] وفي هذه الفترة كذلك، ظهرت الزعامات القبلية البارزة في اليمن اليوم وأبقت عائلات زيدية أرستقراطية أخرى على مكانتها إلى جانب بيت القاسم مثل بيت شرف الدين على سبيل المثال، كانوا يحكمون بشكل مستقل تقريباً منطقة واسعة غرب صنعاء رغم وجود القاسمية، وكانت أجزاء من عسير من فترة طويلة قبل القاسمية ضمن نفوذ سلالة الإمامعبد الله بن حمزة.[287] كانت دولةإقطاعية كالإقطاعيات في أوروبا خلالالعصور المظلمة يتحكم فيها أمراء محليون بشؤون مناطقهم بشكل شبه مستقل كمعظم تاريخ اليمن وشبه الجزيرة عمومًا وانتهى بها المطاف للتفكك حتى عودة العثمانيين عام1872.
المجلس التشريعي في عدن، بناه الإنجليزي في القرن التاسع عشر على أنه كنيسة القديسة ماري، ثم تم تحويله إلى مقر المجلس التشريعي في الستينات، وهو متحف حالياً
في القرن الثامن عشر، تمكن عامللحج المعين من الأئمة من الاستقلال بالمدينة والسيطرة علىعدن عام1740 فكانت تلك بدايةسلطنة لحج وقامت قبائليافع العليا (بني هرهرة) بمهاجمةإب واستقل شريفأبو عريش بالمخلاف السليماني، وتوقفآل كثير فيحضرموت عن ترديد أسماء الأئمة الزيدية في خطب الجمعة في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، ورغم هذا استمر الأئمة بالقتال فيما بينهم على الإمامة[288][289][290] سيطرتسلطنة لحج علىعدن ودخلت في عدة صراعات مع القبائل المجاورة، فهاجمها آل فضلوالعوالقويافع[291]وقع سلطانلحج على معاهدة معالإنجليز مطلعالقرن التاسع عشر، واستولى الإنجليز علىعدن عام1839 بقيادة الكابتنستافورد هاينز مطالبين بتعويضات من السلطان عن نهب حل بباخرة تابعة لهم.[292] كان الإنجليز يبحثون عن مستودع للفحم لأن الرحلة من السويس إلى بومباي كانت تتطلب 700 طن من تلك الصخور.[293] لم تكنعدن وجهة الإنجليز الأولى بل أرادوا السيطرة علىالمخا[294]
كان الإنجليز يدفعون المرتبات السنوية لمشايخ القبائل المحيطةبعدن، أول القبائل التي عاهدت الإنجليز كانت قبيلةلحجية اسمهاالعزيبي وتبعتهم قبائل مجاورة مثليافعوالحواشب وغيرهم. كانت المرتبات السنوية تافهة ولا تتجاوز مئة ريال كحد أقصى[295] وكان سلطان لحج يتلقى ستة آلاف ريال سنويا منهم. إلى الغرب منعدن، تواجدت الصبيحة وهم قبيلة بلغ تعدادهم عام1919 عشرين ألف مسلح ولكنهم كانوا بلا شيخ يجمع شملهم ويجاورهم القطيبي والحواشب والعقارب.[296] وكان هناكالعوالق وهي أفقر هذه القبائل وأكثرها توحشا ولكنها أكثرها قوة كذلك.[297] الكيان الوحيد الذي كان مستقراً ويتمتع بمنظومة حكم مستقلة إلى حد معقول ومستفيداً من تواجد الإنجليز فيعدن كانسلطنة لحج. فالعبادلة كانوا أثري هذه القبائل وأقلها جنوحا إلى العنف.[298]
كانت السلطنة تستفيد من أراضيها الزراعية الخصبة فتجمع الضرائب من المزارعين والحرفيين واستفادت كثيراً من إعلان البريطانيينعدنمنطقة حرة عام1850.[299] دعمالإنجليز السلطنة لقمع أي تمرد من القبائل وازدادت طموحات سلاطينلحج فأرادوا الاستيلاء علىتعز عام1870 ولكن لم يكتب لخطتهم تلك النجاح.[300] انتعشتعدن من جديد بعد ثلاثمائة سنة من الركود واستوطنها تجاريهودوبارسيونوهنود.[301]حضرموت كانت بعيدة عن التأثير الإنجليزي ولم يقم سلاطينها معاهدة مع الإنجليز إلى العام1919.
عاد العثمانيون من جديد وسقط ما تبقى من دولة القاسمية وأسسواولاية اليمن عام1872 والتي ضمت نفس مناطقإيالة اليمن السابقة باستثناء المناطق الجنوبية. حاول العثمانيون ضمصنعاء للمرة الأولى عام1849 ولكنهم تعرضوا لخسائر فادحة.[302] والحقيقة أن العثمانيين سيطروا على مدن فيتهامة وطلب تجار منصنعاء منهم السيطرة على المدينة، والسبب في ذلك كان يأسهم من قدرة مشايخ القبائل والأئمة الزيدية على فرض الأمن فرأى أولئك التجار في العثمانيين طرفا محايداً لفرض الأمن بين تلك القبائل والأئمة المتنازعين، بالإضافة لإدراكهم أن العثمانيين سيصبحون زبائنهم ما استتب الأمن في البلاد.[303][304] مثل دخولهم الأول، سيطر العثمانيون علىتهامة أولاً وتعلموا من تجربتهم السابقة فعملوا على ما أسموهتطوير اليمن فأدخلوا المطابع وبنو المدارس بل عملوا علىعلمنة المجتمع اليمني.[305] في نفس الوقت، كان الفساد مستشريا في الولاية والسبب في ذلك هو أن معظم المسؤولين العثمانيين كانوا يتحاشون الذهاب إلى اليمن فأسوأ جنرالات الأتراك أُرْسِلُوا إلى البلاد.[306]
كان العثمانيون يسيطرون على المدن الرئيسية ولم يستطيعوا إحكام سيطرتهم على الأرياف حيث القبائل.[306] اقترحأحمد عزت باشا العودة إلىتهامة وعدم التوغل في المرتفعات، ولعب دور الوسيط بين القبائل عوضاً عن إنهاك العسكر في معارك مستمرة غير مجدية ضدهم.[306] كان العثمانيون حريصون على كسب ولاء القبائل ضد الإنجليز لأن كلا الطرفين كان يحاول استمالة مشايخ القبائل إلى جانبه ودعمه ليخوض حروبا بالوكالة ضد الآخر.[307] ولكن لم يكتب لخططهم النجاح فقد تمكنالزيدية من إشغال العثمانيين وأفشلوا كل المخططات العثمانية لإخضاعهم.[308]
في الفترة ما بين1904 ـ1911 بلغت خسائر العثمانيين عشرة آلاف جندي وخمسمائة ألفجنيه استرليني في العام الواحد.[309] كان سكان المدن في اليمن يؤيدون العثمانيين ولكن اضطرت الدولة للاستسلام للإمام يحيى في النهاية عام1911 لأن مشايخ القبائل في المرتفعات الشمالية كانوا يهاجمون الأتراك باستمرار.[310] كانت الاتفاقية بين الأتراك والإمام يحيىهدنة ولم يرحلوا بالكلية بعد ولكن كان الإماميحيى حميد الدين يحكم المرتفعات الشمالية فعلياً.[311] نصت الاتفاقية على أن يحكم الإمام المرتفعات الشمالية/الزيدية حكما ذاتياً ويبقى الأتراك في المناطق الشافعية أي المناطق الوسطى من الجمهورية اليوم.[312] وبقيتعدن محكومة منالإمبراطورية البريطانية.
كانيحيى حميد الدين المتوكل إماما علىالزيدية في اليمن وبخروج العثمانيين أراد الإمام توسيع نفوذه ليشمل كامل اليمن ويعيد إحياء ملك أجداده القاسميين.[313] ولم يعترف بالمعاهدة الأنجلو العثمانية بترسيم الحدود الذي قسم اليمن لشمال وجنوب.[314][315] عام1915، وقعالأدارسة فيعسير على معاهدة معالإنجليز لقتال الأتراك وفي المقابل، تضمن لهم استقلالهم فور انتهاءالحرب العالمية الأولى.[316] قضى الإمام يحيى حميد الدين السنين الأولى بعد خروج العثمانيين يحاول التوسع واستعادة «الدولة القاسمية». توجه الإمام جنوباً1919 واقترب خمسين كيلومتراً منعدن بسهولة فقصفالإنجليز جيش الإمام بالقنابل واضطر للتراجع، وأسرع الإنجليز نحو الساحل التهامي وسيطروا علىالحديدة ثم سلموها لحليفهم الإدريسي فيعسير عام1920، فكافئوا صديقاً بمعاقبة عدو.[317] وأخذ الإنجليز بالتوسع وضم المشيخات المتعددة المحيطة بعدن لحمايتها، كان إجراء احترازياً لمنع الأئمة الزيدية من اقتحامعدن أكثر من كونها رغبة منهم بضم المشيخات الصغيرة للإمبراطورية.[314]
هاجم الإماميحيى حميد الدينالحديدة بقوة من القبائل في المرتفعات غالبهم منحاشد.[318] عدد من الأضرحة الصوفية لمن اعتبرهم سكان تهامة أولياءاً صالحين، سويت بالأرض بأمر من الإمام الزيدي.[318] ثم توجه نحوصبيا وحاصر الإدريسي واقتحمت قوات الإمامجيزانوعسيرونجران عام1926[319] عرض الإدريسي على الإمام يحيى الاتحاد وإنهاء النزاع شريطة اعتراف الإمام به وبأسرته حكاماً علىعسير، رفض الإمام يحيى العرض وأصرّ على إخراج الأدارسة من اليمن لدرجة أنه شبههم بالإنجليز في جنوبه.[319][320] توجهت قوات الإمام جنوباً للمرة الثانية وما بين1926 ـ1928 شنت عدة غارات على المحمية حتى قصف الإنجليزتعزوإب بالطائرات كبدت قوات الإمام خسائر فادحة.[321][322] كانتالإمبراطورية الإيطالية أول من اعترف بالإمام يحيى ووصفته بملك اليمن، الاعتراف به ملكا على اليمن أقلق البريطانيين فيعدن لأنه يضفي شرعية لمطالب الإمامبمحمية عدن، لأن اليمن هو اسم منطقة جغرافية فيشبه الجزيرة العربية مثلإقليم البحرينوالحجاز، يبدأ من شمالعسير وحتىظفار فوصف الإماميحيى حميد الدين بـ«ملك اليمن» يعني انه ملك على كل هذه المنطقة ولكنه لم يكن، فغضب الإنجليز لهذا الاعتراف لأنه أضفى نوعاً من الشرعية على مساع الإمام.[323]
توجه الأدارسة إلىابن سعود وعرضوا عليه نفس العرض الذي عرضوه للإمام يحيى عام1927، لم يخسر الأدارسة هدية البريطانيينالحديدة فحسب بل خسروا استقلالهم كذلك وأرادوا البقاء بأي وسيلة كانت حتى لو كانوا تابعين. ألح البريطانيين على ابن سعود الاستيلاء علىعسير وبحلول عام1930 نصب ابن سعود حاكماً سعودياً على المنطقة. كان من مصلحة البريطانيين اختفاء الإدريسي كلاعب مؤثر في المنطقة وإلغاء المعاهدة التي تمت بينهم عام1915، كانتعسيردويلة حاجزة أنشأها الإنجليز أساساً ولم يكن البريطانيين مستعدين لاستيلاءالإمبراطورية الإيطالية عليها وإحتكار حق التنقيب عن النفط فيجزر فرسان.[324][325] قاد الأدارسة تمرداً ضد السعوديين عام1932 والتحقوا بالإماميحيى حميد الدين، قمعتالسعودية ثورة الأدارسة عام1933 واقتحمت قواتالمملكة المتوكلية اليمنيةعسيرونجران[ملاحظة 4] مطالبين بعودة الحكم للأدارسة ولم تثمر المفاوضات بين الطرفين. قامتالحرب السعودية اليمنية بينمارسومايو1934 وحاكى ابن سعود البريطانيين فلم يوجه قواته نحو المرتفعات الشمالية بل توجه مباشرة نحو الساحل التهامي.[326] توقفت المعارك بتوقيعمعاهدة الطائف التي نصت علىتأجيرعسيروجيزانونجران لابن سعود على أن تُجَدَّد كل عشرين سنة قمرية.[327] استعجل الإمام يحيى بتوقيع المعاهدة لأن ابن سعود كان يفتقر للإمكانيات اللازمة لاستمرار الحرب أصلاً، وكان يخشى تمرداً جديداً منالإخوان وتفتقر قواته للخبرة في المعارك الجبلية لذلك توجه مسرعاً نحوتهامة إذ كان بإمكان الإمام يحيى أن يفعل مثلما فعل أسلافه مع الأتراك، استدراجه للمرتفعات الشمالية حيث القبائل القوية وتحويلها لمقبرة أخرى للغزاة وفق تعبيربرنارد رايخ بروفسور العلوم السياسية والعلاقات الدوليةبجامعة جورج واشنطن[328] المعاهدة ألبت الطبقة الثرية على الإمام يحيى، مصداقية الإمام يحيى وشرعيته كحاكم تأثرت كثيراً أمام النخب السياسية اليمنية بمن فيهم أبناء الإمام نفسه.[329]
انقلاب الثلايا جعل الإمامأحمد حميد الدين يعيد النظر في السياسة الإنعزالية التي تبناها والده فقام بإصلاحات صورية لسحب البساط من تحت أقدام من سماهم «بالحداثيين».[335] لأن الإمام لم يقم دولة وطنية حيث بقي يتمتع بسلطات مطلقة لا يحدها شيء وفي الثورات المتعاقبة ضد حكمه، كان أبناء عائلته يتآمرون ضده كذلك، حتى ابنه محمد البدر خطط لاغتياله.[335] كان الدعم التقليدي للأئمة الزيدية يأتي من المرتفعات الشمالية دائماً ولكن قبائل المرتفعات الشمالية أكثر تعصباً ونزعة للاستقلال عن السلطات المركزية، فرغم ولائهم المذهبي للأئمةالزيدية إلا أنها كانت أشبه بدويلات صغيرة لديها أراضيها، وحلفائها وزعمائها السياسيين (المشايخ) ومصالحها الخاصة. القبائل قبلت بدور الأئمة كزعماء دينيين لا سياسيين، لذلك فإن محاولات الأئمة الزيدية لإنشاء حقل سياسي لم تكن مستدامة سواء في القرن السابع عشر خلال ما سمي بالدولة القاسمية أوالمملكة المتوكلية في القرن العشرين.[336]
منذ1890، بدأ العديد من العمال من المشيخات المحمية بالإضافة لأبناءالحجرية منتعزوالبيضاء بالعمل فيعدن كحمالين في الموانئ أو معبدين لطرق وغيرها من الأعمال التي لم تعمل بها النخبةالبرجوازية منالبارسيينوالإنجليز وغيرها من القوميات التي استوطنتعدن عقب إعلانهامنطقة حرة وساهم أبناء الحجرية في تغليب كفة العرب على الهنود الذين كانوا أغلب سكان المدينة.[337] عقبالحرب العالمية الثانية، شهدتعدن حركة اقتصادية متنامية وأصبحت ثاني موانئ العالم نشاطاً بعدنيويورك.[338] وظهرتالاتحادات العمالية واستطاعت استقطاب أعداد كبيرة من العمال، لم يكن هؤلاء العمال يتمتعون بنفس الامتيازات التي تميز بهامواطنيعدن[ملاحظة 5] ولكنهم تغلبوا عليهم بالتعداد وبدأت الحركات المعادية للاستعمار الإنجليزي بالظهور عام1943.[338] لإن المواطنين العدنيين كانوا يتمتعون بحقوق وإمتيازات لم يتمتع بها سواء رعايا المشيخات المحمية أو عمال الحجرية.[339] وأسسمحمد علي لقمان أول نادٍ للأدب العربي وأول مدرسة عربية فيعدن وكانت مجموعةمحمد علي لقمان أول من بدأ بالتنظيرللوحدة اليمنية[340]
كانتمحمية عدن مقسمة إلى قسمين محمية غربية وشرقية بهما ثلاث وعشرين سلطنة وإمارة وعدة قبائل بدوية كانت مستقلة تماماً عن تأثير السلطنات، علاقتهم بالإنجليز كانت توفير الحماية والتحكم الإنجليزي المطلق بالعلاقات الخارجية وسلطانسلطنة لحج هو الوحيد الذي كان يشير إليه الإنجليزبجلالة السلطان[341] أنشأ الإنجليز ما عُرفباتحاد إمارات الجنوب العربي[ملاحظة 6] لإبعادعدن عن موجةالقومية العربية التي اجتاحت المنطقة وتحد من مطالب الاستقلال بتوفير المزيد من السلطات والحريات للمشيخات والحفاظ على المصالح الإنجليزية فيعدن.[342] ففكرة «الجنوب العربي» هذا هي فكرة إنجليزية أولا وأخيراً لعزلعدن وخلق كيان معتمد على بريطانيا.[343]
كان سلطانسلطنة لحج المرشح الأفضل لرئاسة الاتحاد في نظر الإنجليز ولكن محاولات الإنجليز بضمعدن إلى الاتحاد المقترح بائت بالفشل.[344] في حين كان الإنجليز ينسحبون من مستعمراتهم حول العالم، كانت المنطقة الممتدة منعدن مروروا بعمانوولايات الساحل المتصالح إستراتيجية للإنجليز ولم تبدوا بوادر أنهم كانوا بصدد التخلي عنها.[345]
تحول انقلابعبد الله السلال إلى حرب أهلية عُرفتبثورة 26 سبتمبر وأرسلجمال عبد الناصرألف مقاتل مصري في5 أكتوبر1962 كلفتة رمزية على تأييد القيادة المصرية للانقلاب. سقوط الإمامة في شمال اليمن لم يكن متوقعاً من أحد وصدم الأنظمة الملكية المحافظة في المنطقة، فرأىجمال عبد الناصر في الانقلاب فرصة لإنجاح مشروعالقومية العربية. كان الإمام أحمد يعتمد على القبائل الزيدية لتثبيت حكمه مثل من سبقه من الأئمة ولكن في نفس الوقت، كان يريد أن ينهي استقلاليتهم فأعدم شيخان منحاشد وآخر منخولان مما أثار حفيظة القبائل في المرتفعات ودفعها لتأييد الجمهوريين[349] هرب الإمام محمد البدر وتوجه للمرتفعات ومعظم التأييد للإمام كان قادما منصعدةوحجة بصورة رئيسية بالإضافة لمناطق أخرى بدرجة أقل. كان الجمهوريون يسيطرون على البلاد وبدأ أنصارالإمامة الزيدية بشنّ حرب عصابات ضد الجمهوريين والقوات المصرية التي بلغت عشرين ألف مقاتل فيفبراير1963 بقيادةعبد الحكيم عامر.
كانتالسعودية تدعمالملكيين بالأموال لشراء الولاءات القبلية وبالأسلحة الخفيفة مثل البنادق والقنابل اليدوية، تدخلإسرائيلوبريطانيا في الحرب نقلها لمستوى آخر. حشد البريطانيون آلاف منالمرتزقة من مختلف أرجاء أوروبا ودعموهم بأسلحة متطورة للقتال إلى جانبالملكيين.[349] خوضالجيش المصري لحرب عصابات في مرتفعات اليمن يعد نقطة إستراتيجية لصالحإسرائيل بالإضافة لعدم رغبتها بقيام نظام معادي للدولة العبرية ويسيطر على أهم ممرات العالم المائية[352] كانت طائراتالجيش الإسرائيلي تعبر الأجواءالسعودية وتلقي الأسلحة إلى اليمن، تتزود بالوقود فيجيبوتي وتعود إلىإسرائيل وكان لأسلحتهم دور كبير في الحفاظ على المواقع الموالية للإمامة أمام الجمهوريين.[353] ظهر دورإسرائيل كعامل موازن ضد تحقيق تقدم مصري في اليمن.[354]
لم تكن الفصائل المعادية للإمام موحدة فهناك من كانوا يعرفون أنفسهم بأنهم إسلاميين لا جمهوريين ولا ملكيين على حد تعبيرهم وهم مجموعةمحمد محمود الزبيريوأحمد محمد نعمان.[355] غادرمحمد محمود الزبيري معسكر الجمهوريين واتجه إلى المناطق القبلية يبشر برؤيته لوقف الحرب والتوصل لمصالحة وطنية على أسسإسلامية لا جمهورية ولا ملكية وفق تعبير الزبيري، فأسس حركةحزب الله اليمنية ولكنه اُغتيل عام1965. أماالقبائل، فالثأر من بيت حميد الدين كان غايتهم ردا على إعدام الإمامأحمد حميد الدين لشيخين منحاشدوخولان. لم يهمهم نظام جمهوري أو إمامي يحكم، الذي فهموه هو أن هناك طرفان دوليان يتحاربان في اليمن، وكلاهما على استعداد تام لدعم القبائل بالأموال والأسلحة لتمرير أجندته فأبقت زعامات قبائل المرتفعات القوية مثلحاشدوخولان على اتصالها مع المصريين وآل سعود على حد سواء.[356] كانت فرصة ذهبية لهولاء المشايخ للثراء السريع والتسلح المجاني.[357] عقب مقتلالزبيري، اتهمت القبائل الرئيس السلال والجيش المصري بتدبير عملية الاغتيال وهددوا باقتحامصنعاء لو لم يعينعبد الله السلالأحمد محمد نعمان رئيساً للوزراء. فقامأحمد محمد نعمان برد الجميل وعقد المؤتمرات القبلية وتواصل معالسعوديةوبريطانيا وهو ماشكل فرصة ذهبيةللملك السعودي فيصل لاختراق المربعات الجمهورية وكسب ولاء هذه الزعامات[358] فبدأ السعوديون بدعم هذا الطرف الثالث الغير جمهوري والغير ملكي أوالإسلامي كما كان يسمي نفسه لأن قيامدولة تابعة أفضل بكثير من عودةالمملكة المتوكلية اليمنية التي لم يجمعهابالسعودية سواء العداء المشتركلجمال عبد الناصر.
علي بن عبد الله بن صالح السنحاني لم ينحدر من أسرة مرموقة فصعوده للسلطة كان بجهد شخصي منه وساعده أنه كان يدأحمد الغشمي اليمنى ومسؤولا عن قطاع واسع في المؤسسة العسكرية.[365] عقب توليه الرئاسة، ولّى أقاربه في مناصب عليا للدولة منهمعلي محسن الأحمر واعتمد على أخاه الأكبرمحمد عبد الله صالح الذي عُيّن وكيلاًلوزارة الداخلية اليمنية وكان أول قائد لقواتالأمن المركزي اليمني.[366]تغييرات بسيطة طرأت على شمال اليمن منذ سقوط الإمامة، بقيت القبائل مؤثرة وتعلمعلي عبد الله صالح مندرسإبراهيم الحمدي فلم يحاول إثارة غضب القيادات القبلية.[367] الأئمة الزيدية شكلوا طبقة أرستقراطية دينية في شمال اليمن لعدة قرون، وهذه الأرستقراطية طورت طريقة عمل للتعامل مع هذه القبائل عندما تبدي تذمرها من سياسة الإمام، وهي إما ضرب هذه القبائل ببعضها البعض وعندما يفشل في مبتغاه يقوم بتعيينهم جباة للضرائب في مناطق خصبة زراعياً لاستغلال القرويين. النظام الجمهوري الذي قام في شمال اليمن، لم يتخلى عن هذه السياسة.[368]
بنىعبد الله بن حسين الأحمر قصراً له فيصنعاء مقابل قصرعلي عبد الله صالح مباشرة ليضمن موطئ قدم له في الدولة وترأسمجلس النواب اليمني ذو السلطات الصورية وعمل على تسليح القبائلالحاشدية السبع التي يقودهابمدفعية كاملةودبابات تعمل باستقلال تام عنالجيش اليمني.[369] وأعادوزارة شؤون القبائل للعمل من جديد بعد أن حلهاإبراهيم الحمدي.[370] اللجنة السعودية الخاصة التي أنشأت أساسا لمساعدةالمملكة المتوكلية خلالثورة 26 سبتمبر، استمرت بدعم القبائل ضد الحكومة المركزية لتتمكن القبائل من الحفاظ على استقلاليتها. بدفع الأموال لمساعدة القبائل على ابقاء أكبر قدر ممكن من الاستقلالية، تستطيعالسعودية أن تؤمن المصالح التي تريد في اليمن وتؤثر على القرار السياسي في الجمهورية الضعيفة ومساعدة المشايخ على إنشاء شبكات محسوبية واسعة خاصة بهم بعيدا عن تأثير الحكومة لعرقلة أي جهد منها لكسب ولاء قبائل أخرى.[371]
كان للجبهة القومية للتحرير اليد العليا على حسابجبهة تحرير جنوب اليمن المحتل التي انقسم اعضائها ما بين منضم للجبهة القومية أو الرحيل لشمال اليمن، رحلعبد الله الأصنج ورئيس الوزراء الحاليمحمد باسندوة لشمال اليمن.[377] خرج آخر جندي بريطاني منعدن في30 نوفمبر1967. تولّىقحطان الشعبي رئاسة دولة باقتصاد منهار، غادر العمال المدنيين ورجال الأعمال وتوقف الدعم الإنجليزي وإغلاققناة السويس عام1967 قلّل عدد السفن العابرة لعدن بنسبة 75%.[378] كانت الجبهة منقسمة لقسمين يميني ويساري، اليمينيون وقائدهمقحطان الشعبي لم يريدوا احداث تغييرات كبيرة في البنية الاجتماعية والاقتصادية السائدة.[379] وعارضوا إنشاء قوات شعبية واقتراحات لتأميم الأراضي ولم يكونوا مشغولينبصراع الطبقات الاجتماعية.[380][381] القسم اليساري «أراد تحولاَ اجتماعيا واقتصاديا يخدم الشريحة الواسعة من الكادحين عوضا عن الأقلية الثرية».[382] كان القسم اليساري أكثر عددا من أنصارقحطان الشعبي وأراد هؤلاء نظاما يقود الجموع ويواجه التحديات الكبيرة التي تواجه الدولة الجديدة أهمها إفلاس الخزينة.
ولكن كان لجنوب اليمن نظامه الخاص منالماركسية والذي خضع لعدد من الظروف والعوامل المحلية، فكانت الدولة الماركسية الوحيدة في العالم بدين رسمي وهوالإسلام.[388] كانسالم ربيع علي يريد تبني منهجا عملياً أكثر، فتواصل مع رئيس اليمن الشماليإبراهيم الحمدي وكان يريد علاقات طبيعية مع الدول الغربية.[389] كان الرئيس سالمين كما يُعرف، يطمع لمزيد من الدعم السوفييتي فعقد علاقات مع السعودية وهو ماأقلق السوفييت ودفعهم لزيادة المساعدات ولكن العلاقات مع السعودية توترت من جديد عام1977 عقب اغتيال رئيس اليمن الشماليإبراهيم الحمدي.[390] خضعسالم ربيع علي لمحاكمة سريعة انتهت بإعدامه وتوليعبد الفتاح إسماعيل رئاسة اليمن الجنوبي. العلاقات مع شمال اليمن توترت كثيراً أيام فتاح لدعمه المتواصل للفصائل المعارضةلعلي عبد الله صالح، فقامتحرب الجبهة عام1978 تدخل فيهاالاتحاد السوفييتيوالولايات المتحدةوالسعودية وكل لديه أسبابه،السعودية أرادت تخليص حسابات قديمة مع اليمن الجنوبي لإثارته التمردات ضد المصالح السعودية في شمال اليمن ولضمان استمرارية تبعية واعتماد شمال اليمن عليها عوضا أن يحاول التعاون منفرداً وباستقلالية مع اليمن الجنوبي.[391]
الوحدة اليمنية كانت هدفاً لكلا النظامين في الشمال والجنوب منذ ستينيات القرن العشرين وكلا الجمهوريتين أنشئتا مؤسسات خاصة لشؤون الوحدة ولكن اختلاف النظام السياسي والاقتصادي كان عاملا معرقلاً وهو العامل الرئيس.[396] كانت هناك عوامل أخرى مثل رفضعملاءالسعودية من مشايخ القبائل وحلفائهم من القوى المحافظة للوحدة مع اليمن الجنوبي.[397] ولكن التغييرات الداخلية والخارجية الطارئة ساعدت على قيامالوحدة اليمنية. أُعْلِنَت الوحدة رسميا في22 مايو1990 واعتبارعلي عبد الله صالح رئيسا للبلادوعلي سالم البيض نائب لرئيس الجمهورية اليمنية، لم تستطع أي من الدولتان اليمنيتان فرض نظامها ورؤيتها على الآخر فقامت الوحدة السياسية قبل دمج المؤسسات العسكرية والاقتصادية.[398] تمت مباركة الوحدة عربياً وبالذات من القوى القومية مثلليبياوالعراقومصر وأرادعلي عبد الله صالح أن يلعب دور الوسيط بين المتنازعين من «الأشقاء العرب» وزارمعمر القذافيومحمد حسني مباركوصدام حسينصنعاء وأعلن الأخير وقوفه مع اليمن ضدأعداء الأمة العربية وهو بالضبط ما أرادهعلي عبد الله صالح، فاتخذت الجمهورية الموحدة الجديدة خطا قومياً معاديا لأي تمركز لقوى غير عربية علىالبحر الأحمر وأعلن اليمن الموحد الجديد عن كشفه «لمؤامرة»إسرائيلية ـإثيوبية للسيطرة على حوضالبحر الأحمر، كانتالعلاقات الإسرائيلية الإثيوبية قد عادت من جديد مطلع التسعينات وأرادتإسرائيل تأمين إمداداتها عبر المنطقة وهي «المؤامرة» التي تحدث عنها صالح.[399]
أعلنت الحكومة اليمنية أنها تؤيد قرارا عربياً لحل أزمةالغزو العراقي للكويت فيأغسطس1990 ورفضت اليمن التي كانت الدولة العربية الوحيدة بمقعد فيمجلس الأمن تلك الفترة، التصويت لقرار أممي يقضي بانسحاب القوات العراقية منالكويت وتدخلت قوات التحالف بقيادة أميركية لتحرير دولةالكويت وتبددت كل آمال الجمهورية اليمنية بتقليص التواجد والنفوذ الغير عربي في المنطقة.[400] الجمهورية الوليدة رأت فيصدام حسين حليفاً موثوقاً لإعادة التوازن إلىالعلاقات اليمنية السعودية، وكانعلي عبد الله صالح ناقماً على موقف السعودية الرافض لانضمام اليمنلمجلس التعاون الخليجي من الثمانينات[400] من ناحية جيواستراتيجية،عراق ضعيف يعني هيمنةالسعودية علىشبه الجزيرة العربية ويسمح لها بمزيدا من التدخل في شؤون اليمن الداخلية والخارجية.[401] ادعتالسعودية أن اليمن تآمرت معالعراقوالأردنومنظمة التحرير الفلسطينية لتقسيمالسعودية بينهم وإعادةآل سعود إلىنجد، لم يتوفر دليل على المزاعم السعودية.[402] ولكن معاهدة الطائف التي تمت عام1934 بين البلدين كانت قد اوشكت على الانتهاء على أية حال.[403] فنشرت قوات منالمرتزقةالباكستانيين على الحدود - الغير المعرفة آنذاك - وشددت إجراءاتها على العمال اليمنيين وشنت حملات إعلامية على اليمن واليمنيين.[404] إذ كانت السعودية تسمح لليمنيين بالعمل داخل أراضيها دون كفيل، رُحِّلَ قرابة نصف مليون عامل، ستين ألف منهم اضطر للعيش في مخيمات للاجئين عند عودتهم لليمن وهو ما أضر بالاقتصاد اليمني الضعيف أصلاً إذ كان المغتربون يرسلون قرابة مليارَي دولار سنوياً إلى اليمن، أي 20% من الإيرادات الخارجية.[405] وزادت السعودية من دعمها التقليدي للقبائل ضد الحكومة المركزية لاستخراج تصريحات مؤيدة لها من زعامات القبائل والقوى الدينية المعادية للوحدة أصلاً.[406] كانتالسعودية تعلم بشأن الآبار النفطية فيمأربوشبوةوالجوف وهو ما فاقم الأزمة الحدودية بين البلدين.[407]
قامت مظاهرات شعبية على غرارالثورة التونسية وزادت حدتها بعدثورة 25 يناير المصرية[421] خرج المتظاهرون للتنديد بالبطالة[422] والفساد الحكومي وعدد من التعديلات الدستورية التي كان ينويها علي عبد الله صالح،[423]مؤشر التنمية البشرية منخفض جدا في اليمن، إذ تحتل البلاد المرتبة 133 من 169 دولة يشملها التقرير[424] والحكومة اليمنية هي أكثر الحكومات فسادا سياسيا وعسكريا واقتصاديا[425] جاء ترتيب اليمن في المرتبة 164 من 182 دولة شملها تقريرالشفافية الدولية لعام 2011 المعني بالفساد، ولا تتجاوزه دول عربية أخرى سوىالعراقوالصومال[426] حكم علي عبد الله صالح اليمن لمدة 33 سنة واستأثر أقاربه وأبناء منطقته بمناصب مهمة وحساسة في الدولة[427] وصنّف اليمن كدولة فاشلة واحتل المرتبة 13 من قبل مؤسسةصندوق دعم السلام المعني بتصنيف فشل الدول.[428]
خرج ما يقارب 16,000 متظاهر في 27 يناير تنديدا بالأوضاع الاقتصادية والسياسية للبلاد[429] وأعلن صالح أنه لن يرشح نفسه لفترة رئاسية جديدة ولن يورث الحكم لإبنهأحمد في 2 فبراير،[430] تظاهر 20,000 شخص في الميادين العامة مطالبة بتنحي صالح دون شروط.[431]
يشكل الشباب الذين ولدوا بعد عام1978 قرابة 75% من التعداد الكلي للسكان، أي أن معظم سكان اليمن لم يعش فترة الانقلابات العسكرية في الستينيات ونسبة كبيرة منهم لم يشهد فترة الشطرين أو كان صغيراً لتذكر أي شيء، لذلك عرفت الانتفاضة الشعبية عام2011بثورة الشباب اليمنية.[432] اتهمعلي عبد الله صالحتل أبيب بالوقوف خلف الاحتجاجات وبدأ بضخ الأموال لتسيير مظاهرات مؤيدة له، كان المتظاهرون المؤيدون لصالح يحصلون على 250 دولار أميركي يوميا داخلصنعاء و300$ للمؤيدين في مدن أخرى وفي بلد يعيش نصف سكانه على دولارين يومياً، 250$ يوميا تعتبر ثروة.[433]
في بدايات شهر مارس، بدأ الأمن المركزي باستعمال العنف ضد المتظاهرين، فقتل ثلاثة أشخاص في صنعاء وشخص في المكلا وفي 18 مارس، قتل 52 شخص برصاص قناصة.[434] ورغم أن اليمن من أكثر بلدان العالم تسلّحا، حاول الثوار المحافظة على سلمية ثورتهم قدر المستطاع ولم يشكل الطلبة والشباب الذين كانوا لبّ الاحتجاجات أي ميليشيات مسلحة للتصدي لقواتالأمن المركزي.[435]
جمال بنعمر تحدث في تقريره إلىمجلس أمن الأمم المتحدة في20 يونيو2014 عن ضرورة إنهاء القتال الدائر بينالحوثيين و«مجموعات مسلحة أخرى»، وأشار إلى أحد مخرجاتمؤتمر الحوار الوطني الداعية إلى: «نزع واستعادة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من كافة الأطراف والجماعات والأحزاب والأفراد التي نهبت أو اِسْتُوْلِيَ عليها وهي ملك للدولة على المستوى الوطني وفي وقت زمني محدد وموحد».[459] عُقد اتفاق جديد لإيقاف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة فيمحافظة عمران برعاية وزير الدفاع في22 يونيو2014،[460] خرق اتفاق الهدنة سريعاً وتبادل الطرفان الاتهامات واستمرت الاشتباكات إلى8 يوليو عندما تمكنالحوثيون من اقتحام مقراللواء 310 وأُعلن عن مقتلحميد القشيبي بعدها.
في12 يوليو2014، أصدرمجلس أمن الأمم المتحدة بيانا بخصوص أحداثمحافظة عمران طالب فيه بانسحاب الحوثيين وجميع «المجموعات المسلحة والأطراف المشاركة في العنف» من عمران والتخلي عن السيطرة عليها وتسليم الأسلحة والذخائر التي نهبت من عمران إلى «السلطات الوطنية الموالية للحكومة». كما طالب أعضاء مجلس الأمن نزع سلاح جميع المجموعات المسلحة والأطراف الأخرى المشاركة في العنف الحالي، وحثوا على تطبيق اتفاقات وقف إطلاق النار الموقعة سريعاً، وطلبوا من الوحدات العسكرية مواصلة التزامها الحياد خدمة لمصلحة الدولة. وحثوا لجنة الخبراء المسؤولة عن تسمية معرقلي عملية نقل السلطة على النظر سريعاً بشأن المعرقلين وتقديم توصيات عاجلة إلى لجنة العقوبات في المجلس.[461] وصدرت بيانات مشابهة منالولايات المتحدةوالاتحاد الأوروبي الذي أشار صراحة إلى حزبالتجمع اليمني للإصلاح في بيانه.[462][463] أعادتالولايات المتحدة تأكيداتها أن أشخاصاً داخل الحكومة اليمنية وآخرين يهددون السلم والأمن والاستقرار في اليمن عام2014 دون الإشارة لأسمائهم.[464] في18 أغسطس2014، دعاعبد الملك الحوثي للاحتشاد ضد قرار الحكومة برفع الدعم عن المشتقات النفطية.
بدأ الحوثيين أواخريونيو2014، احتجاجات على ما وصفوه بالفساد وارتفاع الأسعار، وانطلقت هذه الاحتجاجات من معقل الحركة الأساسي فيمحافظة صعدة شمال البلاد، ثم اتجهت جنوباً نحومحافظة عمران، وخلال أيام تحولت إلى حرب اشعلتها ضد خصومها القبليين من مشائخ آل الأحمر، وانتهت المواجهات، في18 يوليو، في مدينةعمران باستيلاء مسلحي الحركة على معسكراللواء 310 مدرع بعد قتل قائده العميدحميد القشيبي.
واستغلت الحركة هذا الإجراء في أوائلسبتمبر2014 لإطلاق موجة جديدة من الاحتجاجات والاعتصامات بمشاركة أنصار صالح داخلصنعاء لإسقاط الجرعة، وأتبعت اعتصاماتها بحشد آلاف من مسلحيها لمحاصرة العاصمةصنعاء من كل الجهات، مطالبة بإسقاطحكومة باسندوة.
في21 سبتمبر2014اجتاح مسلحو الحوثيينصنعاء،[465] بادئين بتصفية الوجود العسكري والسياسي لخصومهم العسكريين فيالفرقة الأولى مدرع غرب صنعاء بقيادة اللواءعلي محسن الأحمر، وذلك تحت غطاء من قصف مدفعي كثيف وفرته وحدات موالية لصالح كانت متمركزة على بعض الجبال المطلة علىصنعاء.[42][43] وفي ليلة اقتحام صنعاء وُقِّع على اتفاقية سياسية عرفتباتفاق السلم والشراكة الوطنية بين حكومة هادي والحوثيين، وتمت صياغة الاتفاق بهدف وضع الخطوط العريضة لاتفاق لتقاسم السلطة في الحكومة الجديدة، واستغل الحوثيون الاتفاقية لتوسيع سيطرتهم على العاصمة صنعاء.[466] وتوالى استيلاء الحوثيين على مؤسسات الدولة وأسلحة جيشها ومنشآتها الأمنية فيصنعاء ومدن أخرى.
لقي اجتياح الحوثيين لصنعاء في21 سبتمبر2014 بهجة كبيرة فيطهران التي اعتبرت ذلك نصراً مؤزراً. ونقلت الأنباء عن ممثل مدينة طهران في البرلمان الإيراني،علي رضا زاكاني، المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي قوله إن «ثلاث عواصم عربية أصبحت اليوم بيد إيران، وتابعة للثورة الإيرانية الإسلامية»، مشيرا إلى أن صنعاء أصبحت العاصمة العربية الرابعة التي في طريقها للالتحاق بالثورة الإيرانية. الأمر الذي سبب انزعاجاً وقلقاً كبيرين في اليمن وعدد من دول المنطقة والعالم.[467]
واتجه مسلحو الحركة،25 سبتمبر2014، لمحاصرة مقر الأمن القومي في صنعاء (الاستخبارات) لإطلاق سراح سجناء من بينهم بعض الإيرانيين كانتالحكومة اليمنية اتهمتهم بمحاولة إيصال شحنة من الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية للحوثيين بواسطةالسفينة جيهان. وفي27 سبتمبر2014، وفي خضم هذه الأحداث، استقالمحمد باسندوة وحكومته.
أصر الحوثيين في13 أكتوبر2014 على حكومة كفاءات لإدارة شؤون البلاد، واختيرخالد بحاح رئيساً لها. لكن طموح الحوثيين لم يتوقف عند هذا الحد، فقد واصلوا توسعهم في عدد من محافظات البلاد، وعملوا على الاستئثار بأهم مفاصل السلطة السياسية والعسكرية.
وأبلغ الحوثيون هادي في22 يناير2015 بأن عليه تعيين نائب له من قيادة الحركة، ومئات منالحوثيين وأنصارهم لشغل مناصب عسكرية ومدنية عليا.[473] وطالبوا بمنصب نائب رئيس الوزراء، وسعوا لتعيين شخص منهم في منصب نائب وزير في جميع الوزارات، إضافة إلى دائرتي المالية والرقابة عن كل وزارة، وجميع إدارات الرقابة والتفتيش في جميع الوزارات والهيئات والمؤسسات والبنوك الحكومية.[474]
وتوالت الأحداث تباعاً، فاستقالتحكومة خالد بحاح مساء اليوم نفسه وتبعتها بساعة واحدة استقالة الرئيس هادي، ولم يعقدالبرلمان جلسة لقبول الاستقالة أو رفضها حسب ما ينص عليهالدستور،[475]
بدأ الحوثيون الحرب بدعم من بعض القادة العسكريين للسيطرة على محافظات الجنوب ومعقل الرئيس هادي، وسقطت مدينةتعز ثالث أكبر مدن اليمن دون مقاومة تذكر،[496] وفي24 مارس استولى الحوثيون علىالضالع،[497] ودخلوامحافظة لحج في اليوم التالي، واستولوا علىقاعدة العند الجوية بدعم من القوات الموالية لعلي عبد الله صالح،[498][499] وألقوا القبض على وزير الدفاعمحمود الصبيحي في القاعدة،[500][501] وتقدموا إلى مدينة عدن وسيطروا علىمطار عدن الدولي بعد اشتباكات مع الجيش الموالي للرئيس هادي. وغادر هادي القصر الجمهوري،[501] وظهر في العاصمة السعوديةالرياض اليوم التالي.
في مطلعأبريل سيطر الموالون للرئيس هادي على مدينة الضالع،[518] مسنودين بغارات جوية للتحالف العربي، الذي أستهدف معسكراللواء 33 مدرع الموالي للحوثيين،[519] وبدأت قوات التحالف إمداد المقاومة الشعبية فيعدن[520] بالسلاح عبر الإنزال المظلي لمواجهة الحوثيين وكذلك فيتعز.[521]
أعلنت وزارة الدفاع السعودية انتهاءعملية عاصفة الحزم في21 أبريل بعد القضاء على الأسلحة البالستية والثقيلة التي تشكل تهديداً لأمن السعودية.[527] وأعلنت بدء مرحلة جديدة تحت مسمى عمليةإعادة الأمل.[528] وفي خطاب متلفز للرئيسعبد ربه منصور هادي قال أن الضربات الجوية أُوْقِفَت بناءاً على طلبه، شاكراً التحالف العربي لدعمهم الشرعية في اليمن.[529] وأستمر فرضالحظر الجوي والبري والقيام بأعمال التفتيش لمنع تسليح الحوثيين تنفيذًا لقرارالأمم المتحدة.[530] واستمرت الغارات الجوية والقصف ضد الأهداف العسكرية والحوثيون.[531][532]
أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مقتل أكثر من 2288 شخص، نصفهم من المدنيين، وإصابة نحو 10 آلاف آخرين في اليمن، ونزوح أكثر من مليون شخص داخل اليمن منذ (26 مارس2015 حتى نهايةمايو2015).[535] واستقبلتجيبوتي العديد من اللاجئين اليمنيين منذ بدء الحرب في اليمن، وذلك عبر مضيقباب المندب.[536][537] وأيضاً فر آخرون إلىالصومال، عن طريق البحر فيصوماليلاند.[538][539]
غارة جوية على مخازن الصواريخ والأسلحة في جبل نقم شرق صنعاء 11 مايو 2015.
في19 يونيو حذرت الأمم المتحدة من أزمة إنسانية في اليمن مع استمرار القتال وعدم توصل الأطراف إلى هدنة إنسانية تسمح لقوافل المساعدات الإنسانية بدخول البلاد، وقالت المنظمة إنها بحاجة إلى 1.6 مليار دولار كمساعدات لليمن خلال العام الحالي.[545] وبنهايةيونيو بلغ عدد السكان المحتاجين للمساعدة الإنسانية 21.1 مليون شخصاً أي ما يعادل 80% من إجماليسكان اليمن، بينهم 12.2 مليون مواطن متضررون مباشرة من النزاع، ومليون شخصنازحين داخلياً وذلك حسب تقرير أصدرهمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.[546]
في14 يوليو تقدمت «المقاومة الشعبية» وسيطرت على مطار عدن،[547] وبحلول22 يوليو استعادت السيطرة الكاملة على مدينةعدن، وأعيد فتحمطار عدن الدولي.[548] وفي أواخر يوليو، تقدمت القوات الموالية لهادي خارج مدينة عدن وشنت هجمات على مناطق الحوثيين في محيطقاعدة العند الجوية بمحافظة لحج،[549] وسيطرت المقاومة فيمحافظة أبين على دوفس والكود ولودر والعين.[550]
وتقدمت المقاومة في تعز بعد سيطرتها على مناطقجبل صبر المطل على مدينةتعز، وتواصلت الاشتباكات فيمحافظة مأرب، شمال شرق البلاد.[551] في3 أغسطس2015 أعلنت القوات الموالية للرئيس اليمنيعبد ربه منصور هادي، استعادة سيطرتها الكاملة علىقاعدة العند الجوية، بعد حصارها لأسابيع، وسبق الهجوم نشر مئات من المقاتلين والعسكريين في محيط القاعدة تؤازرهم دبابات من نوع «إم1 أبرامز» ومصفحات وعربات عسكرية متطورة وفرتها قوات التحالف.[552][553]
في مقابلة مع صحيفة سعودية نشرتهاوكالة الأنباء اليمنية بنسختها المواليةلعبد ربه منصور هادي، تحدث الرئيس المعترف به دولياً عن احتمالية إقامة قواعد عسكرية سعودية في اليمن في موقع لم يحدده، وأن الله وفر للسعوديين ثروة بشرية اسمها اليمنيين ليكونوا «عساكر»، ونصح السعودية بالاطلاع على تجربةبريطانيا خلال استعمارها لعدن.[554] تنشط الجماعات الجهادية في المدينة ونُسبت إليها عدة حوادث إرهابية منهامجزرة دار الأم تريزا في 4 مارس 2016.
مجلس النواب يقوم بالمهام التشريعية وهو مؤلف من 301 نائب ينتخبون مباشرة كممثلين عندوائرهم الانتخابية. في مايو 1997 قام علي عبد الله صالح بتشكيلمجلس شورى يعين جميع أفراده من قبله دون انتخابات ويشار للمجلس بمجلس النواب الأعلى ويبلغ عدد أعضائه 133 عضوا[556]
ينتخب الرئيس عبر انتخابات مباشرة لمدة 7 سنوات ويقوم بتعييننائب الرئيس ورئيس الوزراءونائب رئيس الوزراء يعدعلي عبد الله صالح صاحب أطول فترة رئاسية منذ قيام الجمهورية في اليمن. يشترط في المرشح لمنصب رئيس الجمهورية ألا يقل عمره عن أربعين سنة ومن والدين يمنيين وأن لا يكون قد صدر ضده حكم قضائي في قضية مخلة بالشرف أو الأمانة وعدد من الشروط الأخرى «أن يكون مستقيم الأخلاق والسلوك محافظاً على الشعائر الإسلامية وأن لا يكون متزوجاً من أجنبية وألا يتزوج أثناء مدة ولايته من أجنبية».
تنص المادة الثالثة من الدستور اليمني أن الشريعة الإسلامية هي مصدر جميع التشريعات.[557] عدد كبير من القضاة والمستشارين في اليمن رجال دين في الأساس[558] يقسم القضاء اليمني إلى ثلاثة مستويات:[558] المحكمة الابتدائية، محكمة الاستئناف، المحكمة العليا. القضاء اليمني حكم بعقوبات مخففة على عناصر متهمة بتدبير عمليات إرهابية.[559] وعوضا عن إعدامهم، تقوم السلطات اليمنية بتسليم الإرهابيين السعوديين إلى بلادهم.[560] في7 نوفمبر2014، عُينخالد باجنيد وزيراً للعدل خلفالمرشد علي العرشاني.
وواجهت تلك القرارات تمردات عديدة،[584] خاصة من قبل القادة التابعينلعلي عبد الله صالح[585] وانتهت تلك التمردات إما بوساطة[586] أو بحسم عسكري.[587][588] فنفوذ صالح السياسي والعسكري لا يزال مستمراً على القادة السياسيين والعسكريين،[589][590] وبعد ثلاث سنوات من استقالته لا يزال جزء كبير من الجيش موالي له.[591] خاصة تلك الألوية التي كانت تعرفبالحرس الجمهوري اليمني، الذي يحارب حالياً جنبا إلى جنب مع الحوثيين.[592] وقدر نفوذ صالح على الجيش بحوالي 70% من الجيش اليمني.[590]
هو جهاز استخباراتي مهمته حماية مصالح النخب السياسية.[595] ويبلغ عدد مجنديه مئة وخمسين ألفاً،[594] وهو مايجعله من أكبر الأجهزة الأمنية العاملة في البلاد. هو جهاز الاستخبارات الداخلية.[596] لديه سمعة سيئة لما يدور حوله من مزاعم عن تعذيب وإخفاء قسري.[597] وفقالمنظمة العفو الدولية، فوسائل التعذيب تشمل الضرب بالأيادي وأعقاب البنادق والركل الإحراق بالماء الحار، ابقاء السجين ساعات طويلة مغمض العينين، التعليق لساعات طويلة والحرمان من الماء والذهاب إلى دورات المياه لقضاء الحاجة.[598] وتربط الجهاز علاقات وثيقة مع أجهزة الاستخبارات السعودية والباكستانية.[599] وهو الجهاز المسؤول عن قضية «المخفيين قسراً» وهي قضية تعمل الأحزاب السياسية على عدم فتحها ولم يحققمؤتمر الحوار الوطني أي خطوات عملية للكشف عن مصيرهم. قام الشاب اليمنيمراد سبيع برسم وجوه «المخفيين» في سجون الأمن السياسي على جدرانصنعاء وهو مؤسس حملة «الجدران تتذكر وجوههم».[600]
في15 فبراير2014 تمكنت عناصر متهمة بالانتماء للتنظيم من الفرار من سجن الأمن المركزيبصنعاء.[605] والقنابل المستخدمة في عملية الهروب صُنعت داخل السجن، الذي يفترض أن يكون بجاهزية أمنية قصوى.[606] ليست المرة الأولى التي يهرب فيها سجناء متهمون بالإرهاب من سجونصنعاءوعدنوالمكلا أبرزها الهروب من سجن الأمن السياسي بصنعاء عام2006 باستخدام «الملاعق». مسؤول أميركي أخبرنيوزويك أن هناك أمر واحد مؤكد وهو أنجهاز الأمن السياسي متورط في حادثة هروب السجناء عام2006.[596] بعد الاحتجاجات الشعبية عام2011، لا زالت هناك تعيينات لمتعاطفين مع التنظيمات الإرهابية في الأجهزة الأمنية.[602] يرأس الجهاز حالياًحمود الصوفي خلفالجلال الرويشان الذي عين وزيرا للداخليةوغالب القمش صاحب أطول فترة في رئاسته.
الوضع الحقوقي في اليمن سيئ للغاية وتقول منظمات حقوق الإنسان الدولية أن الحكومة اليمنية لم تبذل الجهد اللازم لتحسينه. قرابة نصف السكان في اليمن لا يحصلون على الغذاء الكافي والمياه النظيفة.[608] نسبة كبيرة من الأطفال اليمنيين لا يلتحق بالمدرسة لارتباطاتهم العمالية لإعالة أسرهم.
أثار قرار البرلمان اليمني بمنح علي عبد الله صالح حصانة من الملاحقة القضائية جدلا في الأوساط الحقوقية كونهم يرون أنه مسؤول عن جرائم بحق المتظاهرين السلميين واعتبرت القرار غير قانوني خاصة أن اليمن موقع على معاهدات ومواثيق دولية تجرم قتل المتظاهرين وكل أشكال مصادرة الرأي وقالت رئيسةهيومن رايتس ووتش قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقياسارة ليا ويتسون أنه يجب على المحاكم الدولية تجاهل القرار خاصة أنه يعطي صالح حماية من الملاحقة القانونية داخل الأراضي اليمنية فحسب.[609]
المرأة اليمنية خاضعة لمجتمع زراعي، قبلي، أبوي إلى جانب أميته وسوء أوضاعه الاقتصادية وهو ما حرمها من حقوقها كمواطنة. شاركت المرأة اليمنية في الاحتجاجات الشعبية ضد الرئيسعلي عبد الله صالح ولكن في الفترة ما بين2011 ـ2013، لا تغيير يذكر في حال المرأة باليمن.[610] تقدم أعضاء فيمجلس النواب اليمني بقانون يحدد سن الزواج بسبعة عشر عاما على الأقل، وهو ما رفضه حزبالتجمع اليمني للإصلاح بحجة أنه يعارض تعاليمالشريعة الإسلامية.[610] أكثر من نصف اليمنيين لا يجد حاجته من الغذاء، وبلغ الفقر بعائلات كثيرة لتزويج بناتهم لرجال أكبر منهم سناً، إما لسداد الديون أو هربا من الفاقة.
وهناك انتهاكات تطال الناشطين في مجال حقوق الإنسان مثل السجن والمنع من السفر، وانتهاكات أخرى ترتكبها كافة القوى السياسية مثل تجنيد القصر في النزاعات المسلحة تمارسه الحكومة نفسها، والميليشيات المسلحة المرتبطة بحزبالتجمع اليمني للإصلاحوالحوثيين.[611][612] أوضاع السجون ومراكز الاحتجاز سيئة، يتعرض المعتقلون السياسيون للتعذيب بينما يتعرض كل المحتجزين عمومًا لأوضاع جسدية صعبة.[562] يواجه السجناء تأخيرا في الاحتجاز يتجاوز مدة الحكم الصادر بحقهم إذا لم يتمكنوا هم أو عائلاتهم من دفع الرشاوى المتوقعة. تتسم العديد من السجون، لاسيما في المناطق الريفية، بالازدحام الكبير وتردي الأوضع الصحية وقلة التغذية والافتقار إلى الرعاية الطبية الملائمة.[562] ينص القانون على أنه لا يجوز اعتقال شخص إلا إذا ألقي القبض عليه متلبسا بعمل جنائي أو بموجب مذكرة استدعاء، ويتعين إحضار المتهم أمام المحكمة خلال 24 ساعة من إلقاء القبض عليه أو إطلاق سراحه، وهي إجراءات عادة ما تُهْمَل .[562] لا يعرف المعتقلين أي جهة أمنية قامت باعتقالهم، وتقوم الأجهزة بتعقيد الأمور عن طريق نقل المعتقلين من جهة أمنية لأخرى دون إبلاغهم وذويهم وبصور غير رسمية في كثير من الأحيان.[562] كما تقوم قوات الأمن باحتجاز أقارب مطلوبين كرهائن حتى يُعثَر عليهم أو تسليم أنفسهم. وقد أعربت منظمة الأمم المتحدة لمكافحة التعذيب في 2010 عن قلقها بخصوص هذه الممارسة.[562]
يتواجد حوالي 700,000 لاجئصومالي في اليمن.[613][614][615][616] 260,000 مسجلون رسمياً.[617] على الرغم من الاقتصاد الهش، محدودية خدمات الصحة العامة والتعليم، وبيئة أمنية شديدة التقلب.[618] تسمي وسائل الإعلام الحكومية من يدخلون اليمن بطريقة غير قانونية بالـ«متسللين» ومعظمهم من دولالقرن الأفريقي القريبة والذين يتخذون البلاد طريقاً للحصول على فرص عمل أفضل في دول مجاورة وهي ظاهرة تعود لعقود ونتج عنها تطور تجارة رابحة للتهريب والابتزاز. في مدينةحرض الحدودية، يشكل التهريب مانسبته 80% من الاقتصاد.[619] وفقالهيومن رايتس ووتش، فإن جهود الأجهزة الأمنية لمكافحة التهريب وحفظ كرامة هؤلاء المهاجرين الذين أصبحوا يسمون مخيمات احتجازهم بـ«مخيمات التعذيب»، ضئيلة وفي كثير من الأحيان كانت الأجهزة الأمنية تفرج عن المقبوض عليهم من المهربين، وتساعدهم في عملياتهم في أحيان أخرى إما عن طريق استلام الرشاوي لغض النظر أو بلعب دور أكثر فاعلية في عمليات التهريب والابتزاز.[619] وسائل التعذيب التي تتجاهلها الأجهزة الأمنية أو تشارك فيها وفقا للتقرير، تتضمن اقتلاع الأظافر، خزق العيون، الكي، تكسير العظام، والتعليق والاغتصاب وكل ذلك لإجبار المهاجرين على التواصل مع أقاربهم لإرسال الأموال وفي أحيان ينتهي التعذيب بالموت.[619] في7 نوفمبر2014، عُينعز الدين الأصبحي وزيرا لحقوق الإنسان.
لا يزال نظام الرعاية الصحية متخلفاً في اليمن. شكل مجموع الإنفاق على الرعاية الصحية في عام2002 3.7% منالناتج المحلي الإجمالي في العام نفسه، كان الإنفاق للفرد الواحد للرعاية الصحية منخفض جدا بالمقارنة مع غيرها من بلدانالشرق الأوسط. وفقا للبنك الدولي، ارتفع عدد الأطباء في اليمن بمعدل أكثر من 7 في المئة بين عامي1995و2000 ولكن اعتبارا من عام2004 كان لا يزال هناك ثلاثة أطباء فقط لكل 100،000 شخص و0.6 سرير متوفر لكل 1،000 نسمة[620] اليمن في مصاف الدول التي تعاني كثيراً من المشاكل والأمراض الصحية كون هذا القطاع لا يزال يواجه الكثير من التحديات وأهمها: تدني نصيب الصحة من الإنفاق العام والذي يتراوح بين (3-4)% تقريباً مما جعل الكثير من المراكز الصحية تعاني من نقص في تجهيزاتها وفي مواردها المالية وكوادرها الفنية والطبية إضافةً إلى محدودية انتشار الخدمات الصحية وبالذات في الأرياف.
الميسور من اليمنيين يغادر للخارجإما لدول الخليج أو أوروبا والولايات المتحدة لتلقي العلاج حتىعلي عبد الله صالح توجه للسعودية للعلاج من حروق أصابته إثر محاولة اغتيال فاشلة عام2011. أفراد الطبقة المتوسطة الضئيلة والآخذة بالتقلص، يتوجه إلىمصروالأردن. لا يذهب للمستشفيات اليمنية المتواجدة بالمدن رغم أن معظم السكان يعيش بالأرياف إلا الطبقات الفقيرة، أي معظم اليمنيين.[621] لا يوجد نظامضمان اجتماعي، النظام الوحيد القريب من ذلك هي المرتبات التي تدفع لمشايخ القبائل من الحكومة اليمنية وحكومات أخرى. في7 نوفمبر2014، عُينرياض ياسين عبد الله وزيرا للصحة.
التعليم الأساسي: يتكون التعليم الأساسي في اليمن من 9 سنوات وينال الطالب الشهادة المتوسطة باجتيازها.
التعليم الثانوي: يدرس فيه الطالب لثلاث سنوات وبإمكانه اختيار تخصصه العلمي أو الأدبي في السنة الثانية ويخضع الطالب لاختبار تشرف عليه وزارة التربية والتعليم في السنة الثالثة.
التعليم الجامعي: توجد عشرين جامعة باليمن سبع حكومية والبقية خاصة.
تشتت السكان وتناثرهم في تجمعات متباعدة، والتمويل العام غير كاف، نقص القدرة المؤسسية اللازمة لتقديم خدمات التعليم بكفاءة، وحاجة الأطفال إلى العمل لإعالة أسرهم هي العوامل الرئيسية التي تمنع الأطفال من الالتحاق بالمدارس. وهناك أيضا العوامل الاجتماعية التي تسهم في ردع الأطفال والفتيات على وجه الخصوص من الدراسة، مثل طول المسافة بين البيت والمدرسة وافتقار كل أرجاء اليمن لمواصلات نقل عامة، وانخفاض مستويات تدريب المعلمين.المناهج الدراسية اليمنية تدرس الكثير من الدين في المدارس، وفقالغابرييل فوم بروك محاضرةأنثروبولجي الشرق الأوسطبجامعة لندن، فإن الطلاب في الصفوف الأولية في اليمن يُلقنون أن درجة الحافظ للقرآن أعلى من ذلك الذي يستطيع القراءة فحسب.[622] شٌرح للطلاب من وقت مبكر أن التعليم التلقيني يطور الذهن ويساعد المنطق.[622]عدد من آباء الطلاب تحدث أن المناهج تثقل عبئ الطلاب بقدر كبير من الدروس الدينية، ورجحوا ذلك لضغوطات من حزبالتجمع اليمني للإصلاح.[622]
حزبالتجمع اليمني للإصلاح وفر لأولياء أمور الطلاب بدائل أخرى لمن يريد تعليما دينيا أكثر كثافة، فأنشأ ما سمي بالمعاهد العلمية وهذه المعاهد العلمية تعكس الموقف الديني للحزب بشكل أكثر وضوحاً ووفرت منصة للعديد من الشخصيات للتبشير بأيدولوجية إسلامية متطرفة.[622] هذه المدارس تمول منالسعودية كذلك.[623] توفر هذه المعاهد العلمية ما لا توفره المدارس العامة، فهي تدفع المرتبات الرمزية لطلابها ومتواجدة بكثرة في قلب المناطق القبلية وتوفر المواصلات لمن يعيش في المناطق النائية.[624] في الفترة ما بين1979 -2000، بنيت 12,000 مدرسة مقابل 75,000 مسجد، تشرف وزارة الأوقاف على 6,000 منها فحسب.[625] الحكومة اليمنية كانت تمولجامعة الإيمان ذات الخمسة آلاف طالب على حسابجامعة صنعاء والتي تضم مئة ألف من الطلاب.[625] في18 سبتمبر2016، عُينعبدالله سالم لملس وزيرا للتعليم خلفالعبد اللطيف الحكيميوحسين عبد الرحمن باسلامة وزيرا للتعليم العالي.
الاقتصاد اليمني ضعيف وغير متطور تعتمد الحكومة على المساعدات الدولية والاقتصاد ريعي إلى حد كبير رغم قلة الموارد النفطية ويعاني من مشاكل هيكلية أهمهاالفساد والنزاعات والعقلية الاستحواذية التي تسيطر على المسؤولين. اليمن واحد من أسوأ اقتصادات العالم وتعتبر الحكومة اليمنية مسرفة وغالباً ما يتم إساءة استخدام المال العام[626] إلى جانب الفساد وغياب الكفاءات الإدارية، فإن سياسة تهجير العمال التي انتهجتها الحكومة بدايات الثمانينات جعلت المواطنين اليمنيين يعتمدون كثيرًا على التحويلات المالية للمغتربين، والتي تتم عبر قنوات غير رسمية وبالتالي لا تخضع للضرائب وهو ما فاقمالتضخموارتفاع أسعار المنتجات المحلية.[627] تأثر الاقتصاد الضعيف أصلاً بسبب الاحتجاجات عام2011 بنسبة 12.7% ونمى الناتج المحلي الإجمالي عام2012 بنسبة 2.4% والسبب يعود إلى الإنفاق الحكومي الذي ارتفع بنسبة 32% ويتوقعصندوق النقد الدولي عجزا لعام2013 بنسبة 5.4%.[628] احتلت اليمن المرتبة 167 من 177 دولة شملها تقريرمنظمة الشفافية الدولية لعام2013 المعني بالفساد.[629] وقد تعرض فرع المنظمة في اليمن لاعتداء من عناصر الشرطة في24 نوفمبر2013.[630]
وفق إحصاء لعام2004، فإن 56% من موظفي القطاعات الحكومية أميون بينما يبلغ معدل البطالة بين خريجي الجامعات 54%[631] انضم اليمن إلىمنظمة التجارة العالمية فيديسمبر2013[632] ميزانيةمصلحة شؤون القبائل ـ مرتبات تدفع لمشايخ قبليين ـ تفوق الجوازات وخفر السواحل والدفاع المدني والهيئة المركزية للبحث العلمي وجهاز محو الأمية والهيئة العامة للآثار والمتاحف والهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية ووزارة الثروة السمكية، وخفر السواحل اليمني مناط به حماية شريط ساحلي طوله 2500 كم يمر عبره مهاجرين غير شرعيين منالقرن الأفريقي، وأسلحة ومخدرات إلى اليمن وخارجها.[633] وهذا وفقا للأرقام الرسمية، ولكن مراقبين دوليين عملوا مع وزارة التخطيط اليمنية اكتشفوا أن أكثر من نصف الصرف الحكومي كان يذهب لشبكات قبلية مختلفة عبر أجهزة عسكرية وأمنية.[634] المساعدات الدولية التي تتلقاها الحكومة اليمنية ليست مفيدة لأن مشكلة الاقتصاد اليمني هيكلية بالدرجة الأولى.
تشرفوزارة النفط والمعادن اليمنية على قطاع النفط والغاز في البلاد. يصدر اليمن ما يقارب (258.8 ألف) برميل يوميا[635] في ثمانيات القرن العشرين، تزايد إنتاج النفط في اليمن بشكل بطيء وهو ما ساعد على توفير الاحتياط الأجنبي اللازم من النقد ولكن الاضطرابات الأمنية والحدودية حالت دون عمليات التنقيب.[636] تتعرض أنابيب النفط لاعتداءات متكررة في اليمن وبالكاد بقي أي نفط في اليمن للاستهلاك المحلي ناهيك عن التصدير، ومن أسلوب الحكومة اليمنية، يبدو أنها ستفكر بطرق أخرى لتطوير الاقتصاد اليمني عقب زوال آخر قطرة بترول.[637] اليمن مصدر صغير للنفط إذ لا يشكل إنتاجها أكثر من 1.8% من مجموع الشرق الأوسط.[638]
بدأت اليمن بتصدير النفط عام1987 منمأرب ولا زالت الشركات النفطية العالمية تدير عمليات التنقيب والتصدير بتدخل حكومي رسمي بسيط للغاية وهذه الشركات هيشركة هنت النفطيةوإكسونويوكونغ واكتشف حقل المسيلة فيحضرموت عام1993 وهو أكبر حقل نفطي في اليمن مما جعل الاقتصاد اليمني يعتمد على تصدير النفط بصورة رئيسية فارتفعت حصة تصدير النفط منالناتج المحلي الإجمالي الحقيقي من 10% عام1993 إلى 20% في1999.[638] كان اليمن عام1999 المصدر رقم 32 للنفط في العالم وشكلت الصادرات النفطية 80 - 90% من مجمل الصادرات اليمنية وكانتالهندوسنغافورةوتايلندوالصينوكوريا الجنوبية أكبر مستورديه[639] بحلول عام1996 تضائل الاهتمام الأجنبي بالنفط اليمني بسبب الحرب الأهلية عام1994 وصعوبات جيولوجية[638] الاحتياطيات المؤكدة من النفط تصل إلى 3 مليارات برميل اعتبارا من أول يناير 2013[640] ومن المتوقع أن ينخفض إنتاج النفط بنسبة 11% إلى العام2020 ما لم تُكتشفاحتياطات جديدة[639]
تمتلك اليمن احتياطيغاز طبيعي مؤكد ما بين 12 -16.9 تريليونقدم مكعب[641] معظمه في منطقةمأرب ـالجوف الغنية بالنفط[640] لإن الغاز اليمني كان يستخدم لانعاش قطاع النفط، لم تكن هناك تنقيبات مخصصة للغاز ومن عام1990 وحتى2009 أعاد اليمن ضخ ما نسبته 98% من الغاز في الداخل[640] البيئة الأمنية الصعبة في اليمن تعقد الاستكشاف، والإنتاج، ونقل موارد الطاقة في البلاد، وتقوض قطاع تصدير الغاز الطبيعي المسال الناشئ[640] هناك احتمال لإمكانية اكتشاف كميات كبيرة من الغاز ولكن مثل النفط فإن الوضع الأمني المتردي سيحدد مستقبل اليمن الاقتصادي[640] إذ تتعرض أنابيب النفط وأبراج الكهرباء لاعتداءات متكررة من قبليين وهو ما كلّف الدولة مليار دولار عام2012 وأكثر من ذلك عام2013 لإصلاح الأنابيب ولم تقدم القوات الأمنية أي منهم للمحاكمة[642] يذكر أن الكهرباء تصل إلى 40% فقط من سكان اليمن[640] وكشفت وثائق ويكيلكس عن صفقات فساد في قطاعي النفط والغاز أبطالها مشايخ قبليين وقادة عسكريين من حزبالتجمع اليمني للإصلاحوالمؤتمر الشعبي العام.[643][644]
في30 يوليو2014، أقرت الحكومة رفع الدعم عن المشتقات النفطية لتخفيف عجز الميزانية، إذ أنفقت الحكومة عام2013 ما يقارب 3 مليار دولار على الدعم.[645] وسجلت إيرادات اليمن من صادرات النفط انخفاضاً حاداً إلى 44.17 مليون دولار في نهاية مارس2014، بانخفاض 80% عن الفترة المقابلة من العام2013. وأعلن البنك المركزي أن اليمن خسرت خلال الربع الأول من العام الجاري 2014، نحو 3.3 مليون برميل من النفط، جراء التفجيرات المستمرة التي تطال أنابيب النفط على يد المخربين والجماعات الإرهابية.[646] رفع الدعم أدى لارتفاع أسعار الوقود.[647] على المدى البعيد فإن الإجراء يعتبر خطوة جيدة ومن المفترض أن تستخدم الأموال المتوفرة عن رفع الدعم لتوفير الوقود. ولكنه قد يتعرض لمعارضة شعبية لتأثيرها السلبي المباشر على المواطنين وبالذات أولئك الفقراء وهم غالب مواطني اليمن، ولكنها جاءت كجزء من خطة تقشف وتقليل نفقات القطاع العام من قبل رئيس الجمهورية.[647] الحكومة اليمنية وعبر وسائل الإعلام الحكومية، كررت أكثر من مرة أن دعم الوقود كان يذهب لجيوب المهربين.[648] ولكنها لا تكشف عن هويتهم ولم تعلن عن نوايا لملاحقتهم وتقديمهم للعدالة. في7 نوفمبر2014، عُينمحمد عبد الله بن نبهان وزيرا للنفط خلفاًلحسين الكاف.
أبرز المحاصيل الزراعية في اليمن هيالدخنوالذرةوالقمحوالمانجووالموزوالبباياوالبطيخوحمضيات مثل البرتقال والليمونوالكمثرىوالتفاحوالخوخوالعنبوالرمانوالبن وبدأت تجارته حول العالم عن طريق اليمن[649] قطاع الزراعة كثيراً بازدياد عدد مستخدمي القات فاقتطعت أراض كثيرة صالحة لزراعة محصولات أخرى لزراعةالقات الممنوع في أغلب دول العالم لذلك لا يصدر اليمن شيئاً لأنالقات يُستهلك محلياً. يوظف قطاع الزراعة حوالي 54.2% منالقوى العاملة في البلاد وحسب الإحصاءات الرسمية فإنه يشكل 20% من الناتج الإجمالي المحلي إلا أن أبحاثا مستقلة تظهر أنه لا يتجاوز 12.4 %[650]
يشكل قطاع الأسماك 1.3% منالناتج المحلي الإجمالي،[651] وهو من القطاعات الواعدة ومن الممكن توظيف الموارد السمكية الكبيرة لتحقيق الأمن الغذائي، توفير الوظائف والتصدير للخارج،[652] حالياً قرابة 113 سفينة أجنبية وعدد غير معروف من السفن غير المصرح لها تستغل المخزون السمكي وتهدد بانهيار كامل المخزون بإعاقتها لترشيد الصيد على نطاق أصغر،[652] بلغت كمية الأسماك المصطادة سنويا قرابة 135,000 طن عام2000 و 70% منه من قبل صيادين صغار والباقي من سفن أجنبية مصرح لها،[653] حالة الموارد السمكية غير معروفة لغياب الدراسات العلمية الملائمة والإحصاءات الموثوقة وطريقة منح رخص الصيد الحالية تساهم في الافراط باستغلال هذه الثروات بشكل خطر،[653] في7 نوفمبر2014، عُينفريد بن مجور وزيرا للزراعةوفهد سالم كفاين وزيرا للثروة السمكية.
تعد المياه والصرف الصحي من المشاكل المزمنة في اليمن، حيث يبلغ معدل الوصول للمياه قرابة 140متر مكعب للفرد ولكافة الاستخدامات وهو أقل من معدلات باقي دولالشرق الأوسط حيث يبلغ المعدل 1000متر مكعب[654] تعد زراعة نبتةالقات، وعدم قدرة السلطات على فرض قوانين ترشد استخدام المياه، وزيادة التعداد السكاني بشكل غير مخطط، وسياسات تطوير زراعية غير رشيدة تعد أهم الأسباب خلف مشكلة المياه في اليمن[655]صنعاء مرشحة لتكون العاصمة الأولى في العالم والتي تنفذ فيها المياه كليا بنهاية العقد الجاري[655] تقع اليمن في منطقة فقيرة مائياً أصلا (شبه الجزيرة العربية) وشهدت البلاد من عقد السبعينيات تطورات اجتماعية واقتصادية لم تستطع الحكومة السيطرة عليها[655] اليمن لديها واحد من أعلى معدلات النمو السكاني في العالم، ومع عدد أكبر من الناس تأتي الحاجة إلى المزيد من المياه كان تعداد سكان اليمن قرابة 12 مليون نسمة عام1990 واليوم يقارب 25 مليون ومع ازدياد عدد السكان تتناقص معدلات توافر المياه للفرد اليمني[655] فشلت الحكومة في منع إغراق الآبار وتنظيم استخراج المياه الجوفية لأنها تنفذ سياسات تشجع على استخدام المياه، بما في ذلك القروض منخفضة الفائدة، ورخص تسعيرة الديزل والاستثمار العام فيالري بالغمر. بسبب هذا، كانت المياه الجوفية والري السطحي رخيصة إلى حد كبير وهو ما دفع اليمنيين للإسراف في استخدام المياه[655] قرابة 90% منالمياه الجوفية تستخدم لزراعة نبتةالقات ومزارعي هذه النبتة ليسوا مستعدين للتوقف غالبا لأنه مصدر الدخل الوحيد لهم بالإضافة لتعاطيه من غالبية الشعب[655]والقات يستهلك الكثير من المياه عكس باقي النباتات فهي نبتة بطيئة النمو. تعد مشكلة المياه من أكبر التحديات التي تواجه اليمن حاليا ومستقبلاً والتعاطي السياسي والشعبي معها لا يزال فاتراً رغم ذلك للأرباح الطائلة التي يجنيها تجار القات ومن المرجح أن تكون المياه سببا لعديد من الأزمات والصراعات المسلحة في المستقبل المنظور لليمن[655] في7 نوفمبر2014، عُينالعزي شريم وزيرا للمياه.
لا زالت الكثير من مواقع الجذب السياحي غير مطورة وتنقصها الخدمات جراء الحروب والاقتتال الدائم.[656] فاليمن يمتلك أربعة مواقع ضمنمواقع التراث العالمي هيسقطرىوصنعاء القديمةوشبامومدينة زبيد القديمة ورغم ارتفاع عدد السياح إلى 176.98% في اليمن ما بين 2004 -2003 إلا أن الحكومة لم تبدي اهتماما بالقطاع السياحي. وأشارت بعض الدراسات أن تنمية قطاع السياحة في اليمن كفيل بإخراجه من دائرةالبلدان الأقل نماءا.[657] تشكل السياحة جزءا صغيرا نسبيا من الناتج المحلي الإجمالي، رغم التراث الطبيعي والثقافي الغني في اليمن.[508] معظم الفنادق لا ترقى للمعايير العالمية، بالإضافة لعدم أهلية المواصلات البرية والجوية.[658] توجد وزارة للسياحة في اليمن ووزيرها هومعمر مطهر الارياني خلفالقاسم سعيد.
تعود مباني المدينة إلى القرن السادس عشر الميلادي وتعد إحدى أقدم النماذج للتنظيم المدني الدقيق المرتكز على مبدأ البناء المرتفع حيث أنها تحتوي على مباني برجية شاهقة منبثقة من الصخور.[660]
مدينة قديمة مأهولة من القرن الخامس ق.م على الأقل، وبها مبان بنيت قبل القرن الحادي عشر الميلادي.[662] في القرن الأول للميلاد أصبحت عاصمة مؤقتةلمملكة سبأ[663][664]
هي مدينة يمنية تشكل موقعاً ذا أهمية أثرية وتاريخية استثنائية، بفضل هندستها المحلية والعسكرية وتخطيطها المدني. وبالإضافة إلى أنها كانت عاصمة اليمن منالقرن الثالث عشر إلىالقرن الخامس عشر، اتسمت زبيد بأهمية جمة فيالعالم العربي والإسلامي طيلة قرون من الزمن بفضل جامعتها الإسلامية.[666] مهددة بالخطر منذ العام 2000
أرخبيل يمني مكون من أربع جزر على المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الأفريقي 350 كم جنوب شبه الجزيرة العربية، هناك استيطان حيوي فريد ومميز على الجزيرة بسبب إنعزالها.[668]
سبعة مواقع أثرية قديمة من حضارةمملكة سبأ وتشمل مستوطنات حضرية كبيرة مع المعابد الضخمة والأسوار والمباني الأخرى. يعكس نظام الري في مأرب القديمة براعة تكنولوجية في الهندسة الهيدرولوجية والزراعة على نطاق لا مثيل له فيجنوب شبه الجزيرة العربية القديمة، مما أدى إلى إنشاء أكبر واحة قديمة من صنع الإنسان. من ضمن الآثار مدينة مأرب القديمة،ومعبد أوامومعبد بران ومدينةصرواح القديمة.[8]
تم إنشاء وزارة النقل اليمنية عام1990 وبحسب مزاعم الوزارة، فإن قطاع النقل يشكل 10% منالناتج المحلي الإجمالي.[670] يوجد 17 مطار في اليمن خمس منها دولية وسبعة موانئ بحرية أهمهاعدنوالمخا. نظام النقل البري محدودة للغاية. اليمن لديها 71،300 كيلومتر من الطرق، فقط 6،200 كيلومترا منها معبدة ولا توجد أي سكك حديدية.الخطوط الجوية اليمنية هي شركة الطيران الوطنية 51% مملوك للحكومة اليمنية وباقي النسبةللسعودية وهناكطيران السعيدة. وزير النقل اليمني هو عبد السلام صالح هادي الذي عُيّن في18 ديسمبر2020 خلفاًلصالح الجبواني.[11]
تتُهم وسائل الإعلام اليمنية بالتضليل واختلاق الأخبار وانعدام الاحترافية.[674][675] يقول محمد القعاري رئيس قسم الصحافة بكلية إعلامجامعة صنعاء، أن كل الوسائل الإعلامية اليمنية تفتقرلأخلاقيات الصحافة بما في ذلك الحكومية.[675] الذي وجهت له اتهامات بتبني وجهات نظر حزبالتجمع اليمني للإصلاح بعد تنحيعلي عبد الله صالح.[676][677][678] وكان قبلها يتبنى وجهة نظر الرئيس السابق وحزبهحزب المؤتمر الشعبي العام. الغالبية العظمى من الصحف والقنوات والمواقع منحازة بطبيعتها، ولا ينبغي أن يسمح لهم بالمرور كمؤسسات صحفية مشروعة.[675] وعزى القعاري رداءة الإعلام في اليمن لسوء التعليم وحقيقة أن الصحافة وتغطية الأخبار مقابل المال أصبحت مهنة من لا يستطيع إيجاد وظيفة في اليمن[675][679] ولا توجد قوانين متعلقة بخطاب الكراهية والتحريض في اليمن عمومًا. أشارأحمد عوض بن مبارك عن توجه لحلوزارة الإعلام اليمنية وإنشاء هيئة تنظم العمل الإعلامي داخل اليمن يُعَيَّنُ أعضائها بعيدا عن الحكومة، ولها مجالس إدارية فيها تمثيل نوعي يقره البرلمان.[680] دون أن يعطي تفاصيل أكثر ولم تُحل وزارة الإعلام بعد اختتام جلساتمؤتمر الحوار الوطني اليمني وتوقيعاتفاق السلم والشراكة. في7 نوفمبر2014، عُينتنادية السقاف وزيراً للإعلام خلفالنصر طه مصطفى.
الرقصة الشعبية الأكثر انتشاراً في اليمن هيرقصة البرع. وكلمة «برع» مشتقة من «يبرع» أو «البراعة» في التحكُّمبالخنجر، تختلف أنماط الرقصة باختلاف المناطق والقبائل وكلُّها تتميَّز عن الأخرى بالموسيقى المصاحبة وسرعة الحركة وعلى اختلافاتها إلا أنَّ كلها رقصات حرب وقتال ضاربة في القِدَم، وأهم معاني البرع هو تعليم أبناءالقبيلة أن يعملوا كمجموعة مترابطة في ظروف صعبة[682] تتكوَّن الرقصة غالباً من ثلاثٍ إلى أربع فقرات وقد يصل عدد المشاركين فيها إلى خمسين يقومون بحركات منمنمة وتزداد سرعة الإيقاع وصعوبة الحركات مع التقدم في الفقرات ويخرج من الرقصة الراقصون الأسوأ أداءً[683] ومن الرقصات الشعبية المشهورة الشرحوالشبواني، والزامل عندالحضارم رقصة. لليهود في اليمن رقصة مشهورة تدعىالخطوة اليمانية (بالعبرية:צעד תימני)تساعاد تيماني) يتشارك فيها الجنسان ولا يُستعمل فيها أيُّ نوع من الأسلحة إلا أنَّها تتشابه مع رقصات أخرى في اليمن وتؤدى في الأفراح غالباً.
خنجر يماني قديم من الأنواع التي كانت ترتديها الطبقات الثرية قديما
يرتدي اليمنيون ثوباً يسمونهالزَّنَّة ويتوسطونالجنابي ويلفون العمائم على رؤوسهم. في السنوات القريبة، أضافواالمعطف فوق الثياب إلى لباسهم اليومي. ويرتدون الـ«معوز» كذلك وهو إزار يلف على الجزء السفلي من الجسم في المناطق الساحلية والجنوبية. يتوارث صناعةالجنابي عائلات معروفة وكان اليهود قديما من أمهرهم في صناعة الغُمد. يرصع أهل البادية خناجرهمبالعقيق اليماني في حين أهاليصنعاء يكتفون بالمعدن فيزرعون جنابيهم بالفضة والذهب واللاز (برونز) مع مقابض من قرون البقر.
كانت النساء قديماً ترتدي زياً مغايراً للعباءة السوداء المنتشرة حالياً والتي دخلت اليمن قريباً. فالعادات والتقاليد اليمنية وطبيعة الشعب الزراعية لم تعرف اللون الأسود وكانت المرأة اليمنية ولا زالت في المناطق النائية تخرج وتهتم بأرض أهلها ولم تكن ترتدي النقاب دخلت العباءة السوداء بشكلها الحالي مع ازدياد تأثير الجماعاتالوهابية في اليمن خاصة مطلع تسعينات القرن العشرين[684][685] كانت الفتيات الصغيرات يرتدين غطاء رأس اسمهقرقوش تبقيه الفتاة على رأسها حتى زواجها ولا زالت هذه العادة متواجدة في القرى.
استخدام المجوهرات قديم في اليمن واختلافات بسيطة تطرأ على الشكل وموضع اللباس من منطقة لأخرى. فقد عرف اليمنيون منذ القدم أنهم تجار ذهب وفضة ورصد كتبةالعهد القديم ذلك وتصنع الحلي يدوياً وتزين بالفصوص والأحجار المختلفة الكريمة مثل المرجان والعقيق والياقوت واللؤلؤ والكهرمان والزمرد التي يتم استخراجها من مناجم يمنية[686]
السينما اليمنية لا زالت في مراحلها الأولى ومن الأفلام اليمنيةيوم جديد في صنعاء القديمة الذي حاز الفيلم على جائزةمهرجان القاهرة السينمائي الدولي كأفضل فيلم عربي وأول فيلم يمني يعرض فيمهرجان كان السينمائي[687] تعدخديجة السلامي، المستشار الإعلامي للسفارة اليمنية فيباريس أول مخرجة يمنية وقامت بإخراج عدد من الأفلام الوثائقية عن اليمن منها فيلمغريبة في مدينتها (بالإنجليزية:Stranger in Her Own City) والذي يحكي تغير أنماط اللباس الشعبي التقليدي للنساء اليمنيات وغلبة اللون الأسود عليهم في السنوات الأخيرة.[688] كان هناك أربع دور سينما فيصنعاء ومثيلها فيعدن وتسعة أربعين دور في اليمن كلها[689][690] اختفت دور السينما مطلع تسعينات القرن العشرين نتيجة صعود الأحزاب السياسية الدينية.[690] يعد مسلسلحكايات دحباش من أول المسلسلات اليمنية وأدى دور الشخصيةدحباش الممثلآدم سيف وعدد من الممثلين المسرحيين منمحافظة تعز[691] ترشح فيلمليس للكرامة جدرانلجائزة الأوسكار ليكون أول فيلم يمني يترشح لتلك الجائزة.[692][693]
يعد الطراز المعماري من أبرز مظاهر الثقافة في اليمن، فمظهر البيوت ذات الأربع والست طوابق فيصنعاء القديمة لا يختلف كثيراً عما كانت عليه المنازل فياليمن القديم[698] في المرتفعات الشمالية مثلصنعاء القديمة المصنفة ضمن مواقع التراث العالمي لليونيسكو، بُنيت المنازل بالأحجار وتلوين النوافذ، وعادة تلوين النوافذ قديمة في اليمن وتسمى «التخريم» حالياً أو القمرية وكانالسبئيون يسمونهامولج والحضارمة القدماءمصبح[699] في المناطق الأخرى مثلزبيدوحضرموت كان الناس يستخدمون الطوب واللبن وضمت منظمة اليونيسكو الأبراج الطينية فيشبامحضرموت لقائمة مواقع التراث العالمي[700]
توفر الجبال في اليمن العديد من الفرص لممارسة الرياضات في الهواء الطلق، مثلركوب الدراجات،وتسلق الجبال ويتم تنظيم تسلق الجبال والمشي لمسافات طويلة علىجبال السرواتوجبل النبي شعيب موسمياً من قبل وكالات محلية ودولية. سواحل اليمنوسقطرى أيضاً توفير العديد من الفرص لممارسة الرياضات المائية ولكنها ليست مستغلة استغلالاً جيداً. في7 نوفمبر2014، عُينرأفت الأكحلي وزيراً للرياضة والشباب.
^هذه الدول لم تتسمَ بهذه الأسماء "الرسولية" و"الصليحية" و"الطاهرية" بل إستعملها المؤرخين لتداولهم أيام العوائل المذكورة أعلاه في الحكم
^وفقا لهذا التأريخ، يكون انسحاب العثمانيين منالمخا قد حدث وفق رواية أخرى عام1626 وليس1634.
^لم تكن نجران خاضعة للأدارسة بل لعدد من المكارمة الإسماعيليين
^المواطنين العدنيين هو تعريف إنجليزي لكل من ولد وتربى ويملك متجراً فيعدن، معظمهم كانوا من غير العرب دفع بهم الإنجليز للتصويت في الإنتخابات ضد الإتحادات العمالية وهم الذين أنشأوا حركة "عدن للعدنيين" التي كانت ترفض الإتحاد مع المشيخات المحمية وتواجد العمال من خارج عدن رغم أن الفائز بانتخابات عام1955 عن حركة "عدن للعدنيين" كان صوماليا وهو ما جعلمحمد علي لقمان يعلق بالقول "أن العدنيين ليسوا عدنيين في الحقيقة"
^الترجمة ليست دقيقة اسمه بالإنجليزية هو (إنجليزية:Federation of South Arabia) أي إتحاد جنوب الجزيرة العربية، أما الجنوب العربي فيجعل نظيره بالإنجليزية هو (إنجليزية:Arabian South)
^[tt_news=37687&no_cache=1#.VvB4_eJ97Dc The Unseen Hand: Saudi Arabian Involvement in Yemen] ([tt_news=37687&no_cache=1 محفوظ]). (27 نوفمبر 2011)."نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2015-10-08. اطلع عليه بتاريخ2016-03-20.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^[tt_news=43726&no_cache=1#.Vu8FKOJ97Dc Hot Issue: War in Yemen: Sectarian Strife or Family Feuds?] ([tt_news=43726&no_cache=1 محفوظ]). (27 نوفمبر 2015)."نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2015-10-08. اطلع عليه بتاريخ2016-03-20.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^James HastingsEncyclopedia of Religion and Ethics Vol 2 p.491
^Angelika Neuwirth, Nicolai Sinai, Michael MarxThe Qur??n in Context: Historical and Literary Investigations Into the Qur??nic Milieu p.33 Brill 2010ISBN 90-04-17688-8
^Arabia and the Bible By Jame Alan montegmry p.27 University of Pennsylvania Press, 1934
^Christian RobinsSheba II In the inscriptions of south arabia p.1140 Paris 1966
^نهاية الإرب في معرفة أنساب العرب ـ القلشقندي ص 12 - 18 -19
^Leonid Kogan and Andrey Korotayev: Sayhadic Languages (Epigraphic South Arabian) ondon: Routledge, 1997, p. 157-183
^Róbert Hetzron.The Semitic Languages Published October 23rd 1997 by Routledge p.221
^Saad D. AbulhabDeArabizing Arabia: Tracing Western Scholarship on the History of the Arabs and Arabic Language and Script p.159 Blautopf Publishing, 2011ISBN 1-4663-9146-4
^St John Philby.The Background of Islam: being a sketch of Arabian history in pre-Islamic times (Alexandria: Whitehead Morris) 1947. p.11
^يقول جواد علي: ويظهر من عثور الباحثين على كتابات مدونة بالمسند في مواضع متعددة من جزيرة العرب، ومنها سواحل الخليج العربي، بعض منها قديم وبعض منها قريب من الإسلام، إن قلم المسند، كان هو القلم العربي الأصيل والأول عند العرب. وقد كتب به كل أهل جزيرة العرب، غير أن التبشير بالنصرانية الذي دخل جزيرة العرب، وانتشر في مختلف الأماكن، أدخل معه القلم الآرمي المتأخر، قلم الكنائس الشرقية، وأخذ ينشره بين الناس؛ لأنه قلمه المقدس الذي به كان يكتب رجال الدين. ولما كان هذا القلم أسهل في الكتابة من المسند، أشياعًا وأتباعًا بين من دخل في النصرانية وبين الوثنيين أيضًا، لسهولته في الكتابة، غير أنه لم يتمكن مع ذلك من القضاء على المسند إذ بقي الناس يكتبون به. فلما جاء الإسلام، وكتب كتبة الوحي بقلم أهل مكة لنزول الوحي بينهم. صار قلم مكة هو القلم الرسمي للمسلمين، وحكم على المسند بالموت عندئذ، فمات ونسيه العرب، إلى أن بعثه المستشرقون، فأعادوه إلى الوجود مرة أخرى، ليترجم لنا الكتابات العادية التي دونت به. جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج 8 ص 153
^AFL Beeston. foreign loanwords in Sabaic 1994 pp.39-45
^Janet C E Watson; ʻAbd al-Salām ʻAmri.Wasf San'a : texts in San'ani Arabic Wiesbaden : Harrassowitz, 2000. p.324
^A. Al-Saqqaf (2006): Co-referential devices in Hadramî Arabic, pp. 75-93
^Adolf Grohmann, Arabia Volume 3, Issue 1, Part 3 p.122
^A. R. Agwan, N. K. Singh Encylopedia of the holy Quran p.846 Global Vision, 5 v., 2002ISBN 81-87746-00-9
^Israel Ephʻal,The ancient Arabs: nomads on the borders of the fertile crescent, 9th-5th century B.C. Magnes Press, Hebrew University, 1982 p.82
^Walter W. Müller, M. C. A. Macdonald, C. S. Phillips A. F. L. Beeston at the Arabian Seminar and other papers ; including a personal reminiscence by W. W. Müller p.61 Archaeopress, 2005ISBN 0-9539923-9-X,
^David Hatcher ChildressLost Cities & Ancient Mysteries of Africa & Arabia p.223
^AGRICULTURE IN PRE-ISLAMIC ARABIA: Introduction MUḤAMMAD REZA-UR-RAḤĪM Islamic Studies Vol. 10, No. 1 (MARCH 1971), pp. 53-65 Published by: Islamic Research Institute, International Islamic University, Islamabad
^A Companion to the Archaeology of the Ancient Near East p.1047 John Wiley & SonsISBN 1-4051-8988-6
^Yoel NatanMoon-o-theism Volume I of II p.343 Yoel Natan, 2006ISBN 1-4382-9964-8
^Conti Rossini, Carlo, Chrestomathia Arabica meridionalis epigraphica edita et glossario instructa (1931) Pubblicazioni dell'Instituto per l'Oriente p.76
^Nicholas ClappSheba: Through the Desert in Search of the Legendary Queen p.204 Houghton Mifflin Harcourt, 2002ISBN 0-618-21926-9
^Alois Musil.The Northern Hegaz, A Topographical Itinerary. Published Under the Patronage of the Czech Academy of Sciences and Arts and of Charles Rp.228 Crane
^Albert Jamme,Inscriptions from Mahram Bilqis p.279
^St. John SimpsonQueen of Sheba: treasures from ancient Yemen p.165 British Museum Press, 2002ISBN 0-7141-1151-1
^Kenneth Kitchen :. Documentation for ancient Arabia Volume 1 Chronological Framework and Historical Sources. p.184 Liverpool University Press, Liverpool 1994,ISBN 0-85323-359-4
^Lionel Casson The Periplus Maris Erythraei: Text with Introduction, Translation, and Commentary p.150 Princeton University Press, 2012ISBN 1-4008-4320-0
^Hârun Yahya Perished Nations p.115 Global Yayincilik, 1999ISBN 1-897940-87-4
^Jan Retso The Arabs in Antiquity: Their History from the Assyrians to the Umayyads p.402 Routledge 2013ISBN 1-136-87282-5
^Clifford Edmund Bosworth The Encyclopedia of Islam, Volume 6, Fascicules 107-108 p.561 Brill Archive, 1989ISBN 90-04-09082-7
^Albert Jamme Inscriptions From Mahram Bilqis (Marib) p.392 Baltimore 1962
^Fischer, Wolfdietrich & Otto Jastrow (1980) Handbuch der arabischen Dialekte. Wiesbaden: Harrassowitz p.125
^A. V. KorotaevPre-Islamic Yemen: Socio-political Organization of the Sabaean Cultural Area in the 2nd and 3rd Centuries AD p.95 Otto Harrassowitz Verlag, 1996ISBN 3-447-03679-6
^Angelika Neuwirth; Nicolai Sinai; Michael MarxThe Qurʼān in context : historical and literary investigations into the Qurʼānic milieu p.35
^جواد علي،المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج 6 ص 38
^Shlomo Sand The Invention of the Jewish People p.193 London ; New York : Verso, 2010.ISBN 978-1-84467-623-1
^Y. M. Abdallah, "The Inscription CIH 543: A New Reading Based On The Newly-Found Original" in C. Robin & M. Bafaqih (Eds.), Sayhadica: Recherches Sur Les Inscriptions De l’Arabie Préislamiques Offertes Par Ses Collègues Au Professeur A.F.L. Beeston, 1987, Librairie Orientaliste Paul Geuthner S.A.: Paris, pp. 4-5
^The Invention of the Jewish People By Shlomo Sand p.193
^Anton Knitl, Sabine MüllerBeiträge zu Kult und Religion der Bronze- und Urnenfelderzeit (Materialien zur Bronzezeit in Bayern) S.190
^ابJoan Comay Who's who in Jewish History: After the Period of the Old Testament p.391
^Scott Johnsonhe Oxford Handbook of Late Antiquity p.268
^Angelika Neuwirth; Nicolai Sinai; Michael MarxThe Qurʼān in context : historical and literary investigations into the Qurʼānic milieu p.40
^Scott Johnson The Oxford Handbook of Late Antiquity p.282 Oxford University Press, 1 November 2012ISBN 0-19-533693-3
^Irfan Shahîd Byzantium and the Arabs in the Fifth Century p.65 Dumbarton Oaks, 1989ISBN 0-88402-152-1
^Scott Fitzgerald JohnsonThe Oxford Handbook of Late Antiquity p.290
^Ken Blady Jewish Communities in Exotic Places p.9 Jason Aronson, 2000ISBN 1-4616-2908-X
^Angelika Neuwirth; Nicolai Sinai; Michael MarxThe Qurʼān in context : historical and literary investigations into the Qurʼānic milieu p.43
^Angelika Neuwirth; Nicolai Sinai; Michael MarxThe Qurʼān in context : historical and literary investigations into the Qurʼānic milieu p.45
^Eric MaroneyThe Other Zions: The Lost Histories of Jewish Nations p.94
^Angelika Neuwirth; Nicolai Sinai; Michael MarxThe Qurʼān in context : historical and literary investigations into the Qurʼānic milieu p.49
^Glaser, Zwei Inschriften uber den Dairimbruch von Mareb, in Mlttellungen der Vorderasiatlschen Gesellschaft, , 1897, S. 390
^Scott Fitzgerald JohnsonThe Oxford Handbook of Late Antiquity p.287
^يقول صاحب المفصل :" أستطيع أن أقول: إن حكم الفرس كان حكمًا شكليًّا، مقتصرًا على بعض المواضع، أما الحكم الواقعي فكان للأقيال. ولا عبرة لما نقرأه في الموارد الإسلامية من استيلاء الفرس على اليمن، لأن هذه الموارد تناقض نفسها حين تذكر أسماء الأقيال الذين كانوا يحكمون مقاطعات واسعة في أيام حكم الفرس لليمن، وكان منهم من لقب نفسه بلقب ملك، وكان له القول والفعل في أرضه، ولا سلطان للعامل الفارسي عليه" المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج 2 ص 609
^اهل اليمن في صدر الإسلام الحديثي، عبد اللطيف ص 110
^Strange, Guy (1890), Palestine Under the Moslems: A Description of Syria and the Holy Land from A.D. 650 t 1500, Committee of the Palestine Exploration Fund, London p.25
^Ziyadids, G.R. Smith, The Encyclopaedia of Islam, Vol. XI, ed. P.J. Bearman, T. Bianquis, C.E. Bosworth, E. van Donzel and W.P. Heinrichs, (Brill, 2002), p. 523
^Kamal Suleiman Salibi A History of Arabia p.108 Caravan Books, 1980 OCLC Number: 164797251
^R.B. Serjeant & R. Lewcock, San'a'; An Arabian Islamic City, London 1983 p.55
^Clifford Edmund BosworthThe New Islamic Dynasties: A Chronological and Genealogical Manual p.99
^Paul Wheatley The Places Where Men Pray Together: Cities in Islamic Lands, Seventh Through the Tenth Centuries p.128 University of Chicago Press, 2001ISBN 0-226-89428-2
^Stephen W DayRegionalism and Rebellion in Yemen p.31
^Encyclopaedia of Islam, Vol. II. Leiden 1913-36, p. 1126
^ابن حجر العسقلاني انباء الزمن في اخبار اليمن ص 11 تحقيق محمد عبد الله ماضي ط 1998 عن دار الناشر العربي
^R.B. Serjeant & R. Lewcock, San'a'; An Arabian Islamic City. London 1983, p. 55
^Enzyklopädie des Islam, Vol. III, Leiden 1936, p. 155
^E. ArnoldYaman: Its Early Mediaeval History p.224
^E. ArnoldYaman: Its Early Mediaeval History p.227
^Lynne S. NewtonA Landscape of Pilgrimage and Trade in Wadi Masila, Yemen: The Case Ofal-Qisha and Qabr Hud in the Islamic Period p.112 ProQuest, 2007ISBN 0-549-30850-4
^Clifford Edmund BosworthThe New Islamic Dynasties: A Chronological and Genealogical Manual p.100
^Mohammed Abdo Al-Sururi (1987). political life and aspects of civilization in Yemen during the reign of Independent States. University of Sana'a. p. 36.
^Mohammed Abdo Al-Sururi (1987). political life and aspects of civilization in Yemen during the reign of Independent States. University of Sana'a. p. 31
^Mohammed Abdo Al-Sururi (1987). political life and aspects of civilization in Yemen during the reign of Independent States. University of Sana'a. p. 39
^Mohammed Abdo Al-Sururi (1987). political life and aspects of civilization in Yemen during the reign of Independent States. University of Sana'a. p. 40
^Clifford Edmund BosworthThe New Islamic Dynasties: A Chronological and Genealogical Manual p.102
^Farhad Daftary Ismailis in Medieval Muslim Societies: A Historical Introduction to an Islamic Community p. 92 I.B.Tauris, 2005ISBN 1-84511-091-9
^Farhad Daftary The Isma'ilis: Their History and Doctrines p. 199 Cambridge University Press, 2007ISBN 1-139-46578-3
^Fatima Mernissi The Forgotten Queens of Islam p.14 U of Minnesota Press, 1997ISBN 0-8166-2439-9
^Farhad Daftary Ismailis in Medieval Muslim Societies: A Historical Introduction to an Islamic Community p. 93 I.B.Tauris, 2005ISBN 1-84511-091-9
^Ghada TalhamiHistorical Dictionary of Women in the Middle East and North Africa p.39 Rowman & Littlefield, 2013ISBN 0-8108-6858-X
^ابSteven C. Caton (2013).Yemen. ABC-CLIO. ص. 51.ISBN:159884928X,.{{استشهاد بكتاب}}:تأكد من صحة|isbn= القيمة: حرف غير صالح (مساعدة)صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link)
^Mohammed Abdo Al-Sururi (1987). political life and aspects of civilization in Yemen during the reign of Independent States. University of Sana'a. p. 141
^Bonnie G. Smith (2008). The Oxford Encyclopedia of Women in World History. Oxford University Press. p. 163.ISBN 0-19-514890-8.
^Mohammed Abdo Al-Sururi (1987). political life and aspects of civilization in Yemen during the reign of Independent States. University of Sana'a. p. 303
^Alexander Mikaberidze (2011). Conflict and Conquest in the Islamic World: A Historical Encyclopedia: A Historical Encyclopedia. ABC-CLIO. p. 159.ISBN 1-59884-337-0.
^G. Rex Smith, "Politische Geschichte des islamischen Jemen bis zur ersten türkischen Invasion". In: Werner Daum: Jemen. Umschau-Verlag Frankfurt am Main 1987,ISBN 3-7016-2251-5, pp. 136–154
^Houtsma, Martijn Theodoor; Wensinck, A.J. (1993), E.J. Brill's First Encyclopaedia of Islam, 1913-1936
^ابFarhad Daftary (2007). The Isma'ilis: Their History and Doctrines. Cambridge University Press. p. 260.ISBN 1-139-46578-3.
^Josef W. Meri (2004). Medieval Islamic Civilization. Psychology Press. p. 871.ISBN 0-415-96690-6.
^Mohammed Abdo Al-Sururi (1987).political life and aspects of civilization in Yemen during the reign of Independent States. University of Sana'a. p. 350.
^Mohammed Abdo Al-Sururi (1987).political life and aspects of civilization in Yemen during the reign of Independent States. University of Sana'a. p. 354.
^Mohammed Abdo Al-Sururi (1987). political life and aspects of civilization in Yemen during the reign of Independent States. University of Sana'a. p. 407.
^ابAbdul Ali (1996). slamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times. M.D. Publications Pvt. Ltd. p. 84.ISBN 81-7533-008-2.
^Abdul AliIslamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times p.84
^G. Rex Smith (1988). The Rasulids in Dhofar in the VIIth–VIIIth/XIII–XIVth centuries. Journal of the Royal Asiatic Society (New Series), 120, pp 26-44
^Abdul Ali (1996). slamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times. M.D. Publications Pvt. Ltd. p. 85.ISBN 81-7533-008-2.
^Abdul Ali (1996). Islamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times. M.D. Publications Pvt. Ltd. p. 86.ISBN 81-7533-008-2.
^ابAbdul Ali (1996). slamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times. M.D. Publications Pvt. Ltd. p. 86.ISBN 81-7533-008-2.
^ابجJosef W. Meri, Jere L. Bacharach (2006). Medieval Islamic Civilization: L-Z, index. Taylor & Francis. p. 669.ISBN 0-415-96692-2.
^the Unity of the Rasulid State under al-Malik al-Muzaffar p.13
^Robert W. Stookey, Yemen: The politics of the Yemen Arab Republic, 1978, p. 116
^El-Khazraji, The pearl-strings: A history of the Resuliyy Dynasty of Yemen, Vols. I-V, Leiden & London 1906-1918.
^Abdul AliIslamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times p.90
^ابجDavid J Wasserstein, Ami Ayalon (2013). Mamluks and Ottomans: Studies in Honour of Michael Winter. Routledge. p. 201.ISBN 1-136-57917-6.
^ابAlexander D. Knysh (1999). Ibn 'Arabi in the Later Islamic Tradition: The Making of a Polemical Image in Medieval Islam. SUNY Press. p. 230.ISBN 1-4384-0942-7.
^Abdul AliIslamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times p.91
^Abdul AliIslamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times p.94
^ابDaniel Martin Varisco (1993). the Unity of the Rasulid State under al-Malik al-Muzaffar. Revue du monde musulman et de la Méditerranée P.21 Volume 67
^Alexander D. Knysh (1999). Ibn 'Arabi in the Later Islamic Tradition: The Making of a Polemical Image in Medieval Islam. SUNY Press. p. 231.ISBN 1-4384-0942-7.
^ابAbdul AliIslamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times p.95
^ابHalil İnalcık, Donald Quataert (1994). An Economic and Social History of the Ottoman Empire, 1300-1914. Cambridge University Press. p. 320.ISBN 0-521-34315-1.
^Halil İnalcık, Donald QuataertnAn Economic and Social History of the Ottoman Empire, 1300-1914 p.326 Cambridge University Press, 1994ISBN 0-521-34315-1
^Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī (2002). Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71. OI.B.Tauris. p. 2.ISBN 1-86064-836-3.
^Muḥammad ibn Aḥmad NahrawālīLightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.81
^Muḥammad ibn Aḥmad NahrawālīLightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.88
^Muḥammad ibn Aḥmad NahrawālīLightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.91
^Robert W. StookeyYemen: the politics of the Yemen Arab Republic p.134
^Robert W. StookeyYemen: the politics of the Yemen Arab Republic p.136
^Halil İnalcık, Donald Quataert (19894). An Economic and Social History of the Ottoman Empire, 1300-1914. Cambridge University Press. p. 333.ISBN 0-521-34315-1.
^Muḥammad ibn Aḥmad NahrawālīLightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.159
^Muḥammad ibn Aḥmad NahrawālīLightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.180
^Muḥammad ibn Aḥmad NahrawālīLightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.198
^Muḥammad ibn Aḥmad NahrawālīLightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.198-200
^Abdul Alislamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times P.103 M.D. Publications Pvt. Ltd., 1996ISBN 81-7533-008-2
^Muḥammad ibn Aḥmad NahrawālīLightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.210
^Robert W. Stookey, Yemen; The Politics of the Yemen Arab Republic p.139
^Michel Tuchscherer, 'Chronologie du Yémen (1506-1635)', Chroniques yémenites 8 2000
^Muḥammad ibn Aḥmad NahrawālīLightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.9
^R.B. Serjeant & R. Lewcock, San'a' :An Arabian Islamic City. London 1983, p. 72
^RB Serjeant, R. Lewcok, San'a' :An Arabian Islamic City 1983. p.375
^C. G. Brouwer and A. Kaplanian, Early Seventeenth-Century Yemen: Dutch Documents Relating to the Economic History of Southern Arabia, 1614–1630 p.173
^R.B. Serjeant & R. Lewcock, San'a'; An Arabian Islamic City. London 1983, p. 74; R.W. Stookey, p. 146
^Musflafâ Sayyid Salim Al-fath al-'Uthmani Awal li-l-Yaman, 1538-1635 p.357
^Robert W. Stookey, Yemen; The Politics of the Yemen Arab Republic. Boulder 1978 p.73
^Richard N. SchofieldTerritorial foundations of the Gulf states p.54
^Dieter Vogel, Susan JamesYemen p.43 APA Publications, Oct 1, 1990
^James HastingsEncyclopaedia of religion and ethics, Volumes 11-12 p.844
^Robert W. Stookey, Yemen; The Politics of the Yemen Arab Republic Boulder 1978, p. 147
^Roman LoimeierMuslim Societies in Africa: A Historical Anthropology p.193
^T. Klaric, 2000: Power and successions within the qâsimide Dynasty (seventeenth century): The beginning of the reign of Imam al-Nasir Muhammad, memory for obtaining mastery of Arabic, University of Aix-Marseille I .
^Carsten NiebuhrBeschreibung von Arabien: aus eigenen beobachtungen und im Lande P.249 Princeton University Press 2008
^Paul DreschA History of Modern Yemen P.21 Cambridge University Press, 2000ISBN 0-521-79482-X
^"Saudi Arabia p.129">Saudi Arabia: The Coming Storm By Peter W. Wilson p.129
^Bernard Reich Political Leaders of the Contemporary Middle East and North Africa p.510
^Isa BlumiChaos in Yemen: Societal Collapse and the New Authoritarianism p.108
^Roy LickliderStopping the Killing: How Civil Wars End p.96
^Kiren Aziz ChaudhryThe Price of Wealth: Economies and Institutions in the Middle East p.109
^John PetersonYemen: The Search for a Modern State P.81
^Steven Charles Caton"Peaks of Yemen I Summon": Poetry as Cultural Practice in a North Yemeni Tribe p.308
^Robert D. BurrowesHistorical Dictionary of Yemen p.261
^ابClive Jones 'Britain and the Yemen civil war, 1962-1965 : ministers, mercenaries and mandarins : foreign policy and the limits of covert action p.24
^Roy LickliderStopping the Killing: How Civil Wars End p.96,97
^Kiren Aziz ChaudhryThe Price of Wealth: Economies and Institutions in the Middle East p.114
^ابKiren Aziz ChaudhryThe Price of Wealth: Economies and Institutions in the Middle East p.117
^Kiren Aziz ChaudhryThe Price of Wealth: Economies and Institutions in the Middle East p.118
^Ulrike FreitagIndian Ocean Migrants and State Formation in Hadhramaut: Reforming the Homeland p.467
^ابSaudi-Yemeni Relations: Domestic Structures and Foreign Influence By F. Gregory Gause p.21
^U.S. Foreign Policy and Middle East Studies Council on Foreign Relations Warren Bass Senior FellowSupport Any Friend : Kennedy's Middle East and the Making of the U.S.-Israel Alliance: Kennedy's Middle East and the Making of the U.S.-Israel Alliance p.104
^Clive JonesBritain and the Yemen civil war, 1962-1965 : ministers, mercenaries and mandarins : foreign policy and the limits of covert action p.60
^Benjamin Beit-HallahmiThe Israeli Connection: Who Israel Arms and why p.18
^Clive JonesBritain and the Yemen civil war, 1962-1965 : ministers, mercenaries and mandarins : foreign policy and the limits of covert action p.136
^Nadav Safran (2009).Israel--The Embattled Ally. Harvard University Press. ص. 582.ISBN:0674043030.
^Stephen W. DayRegionalism and Rebellion in Yemen: A Troubled National Union p.112
^American Foreign Policy CouncilThe World Almanac of Islamism: 2011 p.257
^Richard D. MahoneyGetting Away with Murder: The True Story Behind American Taliban John Walker Lindh and What the U. S. Government Had to Hide p.150
^Peter Wilson Saudi Arabia: the Coming storm p.130
^Christopher Boucek, Marina OttawayYemen on the Brink p.70
^Micah ZenkoBetween threats and war : U.S. discrete military operations in the post-Cold War world p.76
^Joseph A. KechichianOman and the World: The Emergence of an Independent Foreign Policy p.98
^Stephen C Pelletiere, ARMY WAR COLL STRATEGIC STUDIES INST CARLISLE BARRACKS PAYemen and Stability in the Persian Gulf: Confronting the Threat from Within p.34
^Sarah Philips Yemen's Democracy Experiment in Regional Perspective p.100
^Christopher Boucek, Marina OttawayYemen on the brink p.67
^William Mark HabeebThe Middle East in Turmoil: Conflict, Revolution, and Change p.209
^"Yemen Protests: Thousands Call on President to Leave". BBC News. 27 January 2011.
^Ghobari, Mohammed; Sudam, Mohamed (20 January 2011). "Update 1 – Protests Erupt in Yemen, President Offers Reform". Reuters. Archived from the original on 20 January 2011. Retrieved 14 May 2011
^b "Yemen Protests: 'People Are Fed Up with Corruption'". BBC News. 27 January 2011
^David A. McMurray, Amanda Ufheil-Somers (2013).The Arab Revolts: Dispatches on Militant Democracy in the Middle East. Indiana University Press. ص. 122.ISBN:0253009685.
^اب[8] Arab Judicial Structures A Study Presented To The United Nations Development Program by Nathan J. Brownنسخة محفوظة 27 أبريل 2012 على موقعواي باك مشين.[وصلة مكسورة]
^Steven C. Caton (2013).Yemen. ABC-CLIO. ص. 104.ISBN:159884928X.Yemen's sovereignty has been routinley challenged by its complicated relationship to neighboring Saudi Arabia
^Julie Chernov Hwang (2012).Peaceful Islamist Mobilization in the Muslim World: What Went Right. Palgrave Macmillan. ص. 157.ISBN:9781137016232.
^ابجنسخة محفوظة 24 سبتمبر 2015 على موقعواي باك مشين. (englisch). Frontline, 6. April 2015, von Priyanka Boghani, Ly Chheng und Chris Amico, archiviert vomOriginal am 24. April 2015.
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells.Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 126.ISBN:0833049747.The Political Security Organization (PSO), one of Yemen's civilian intelligence agencies, possessed a leadership known for its support of Salafism, as did the Ministry of the Interior's Central Security Organization (CSO). Muhsin al-Ahmar and PSO/CSO leaders —as well as many in the senior ranks of the Army's officer corps — had trained mujahidin during the 1980s wars in Afghanistan, recycling them for the war against the south in 1994. Inclined to a Sunni view of the world and well disposed toward the Ba'thist regime in Iraq,these elements inside and outside of the security services were suspicious of growing U.S.-Yemeni cooperation and also viewed reemergent Zaydi activism as a threat to both the regime and proper Islam.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
^Stephen W. Day (2012).Regionalism and Rebellion in Yemen: A Troubled National Union. Cambridge University Press. ص. 232.ISBN:9781107379909. مؤرشف منالأصل في 2021-04-22.Back in 2000, the Yemeni president stonewalled FBI investigators sent by the Clinton administration because he worried they would uncover evidence revealing criminal connections at the highest levels of Yemen's government.
^Michael Knights,“Strengthening Yemeni Counterterrorism Forces: Challenges and Political Considerations,” Policywatch #1616, TheWashington Institute for Near East Policy, January 6, 2010.
^Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells (2010).Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. ص. 168.ISBN:0833049747.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)