كلمةمَسِيْحِيَّة (باليونانية: Χριστιανισμός) ومَسِيْحِيّ (باليونانية: Χριστιανός؛ وأيضًا χρηστιανός) هي نسبة إلى «المسيح»،[43] ومعناها فيالعهد القديم الممسوح بالدهن المقدس، وربما تكون مشتقة من الكلمةالآراميةالسريانية (ܡܫܝܚܐ،نقحرة:مشيحا) وتكتسبالآرامية أهمية دينية خاصة في المسيحية، وذلك لأنيسوع قد تكلّم بها،[44] وكلمة مسيحي في معظم اللغاتالهندوأوروبية مشتقة من الكلمةاليونانية «Хριτός،نقحرة: خريستوس»واللاتينية «Christos،نقحرة: كريستوس» بمعنى المسيح، وهو أصل المصطلح المتعارف عليه اليوم في تلك اللغات.[45]
ظهر استخدام كلمة مسيحي لأول مرة في حوالي عام 42 للميلاد، حيث يذكرسفر أعمال الرسل إعطاء أتباع يسوع لقب مسيحيين فيمدينة أنطاكية:
التسمية العبرية للديانة المسيحية هي نَتسْروت (נָצְרַוּת) ونُصريم (נוּצְריְם)، والتسمية العربية المعاصرة هيمَسِيحيَّة ومَسِيْحِيُّوْن نسبة إلى المسيح، والتسمية العربية القديمة هينَصْرَانِيَّة ونَصَارَى، من كلمةالناصرة بلدة يسوع، أو نسبة لكلمة «أنصار الله» المذكورةبالقرآن﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ١٤﴾ [الصف:14]. يذكر أن معظمالمسيحيين العرب الحاليين يصفون أنفسهم بالمسيحيين.[47]
أحد الأديار الأرمنية القديمة من القرن السابع مقابلجبل أرارات، تعدّأرمينيا أول الممالك التي تحولت بالكامل إلى المسيحية.الصلاة الأخيرة لمسيحيين خلال أحد حفلات التعذيب فيالكولسيوم،روما لوحةلجان ليون جيروم سنة1834.
لقد دعت الجماعات المسيحية الأولى نفسها باسم «الغرباء»، إذ وجدوا أنفسهم في «منفى أرضي» مقابل «الوطن السماوي»،[64][65] وعزفوا عن السياسة أو التجارة أو الفلسفات،[66] وفي المقابل اهتموا بالفقراء والعجزة والمرضى والعبيد، والإخلاص في الزواج مقارنة بتحلله في المجتمع اليوناني - الروماني.[67][68] وكان القرن الثاني، موعدًا لاضطهادات كثيرة عرفت باسمالاضطهادات العشرة فيالإمبراطورية الرومانية، قضى خلالها وعلى مدى القرن والقرن التالي مئات الآلاف من المسيحيين؛ وأما المبررات المقدمة للاضطهاد فكانت رفض عبادة الإمبراطور من جهة، والمؤسسة المسيحية النابذة للعالم الوثني وقيمه، والمنغلقة على ذاتها نوعًا ما من جهة ثانية.[69]
ومنذ النصف الثاني للقرن الثاني، كانت أسفارالعهد الجديد قد جمعت كما يشهد قانون موراتوري، وانتشرت الكنائس في الريف كما في المدن، وأخذت المؤسسات الكنسية،كالأبرشيات تأخذ شكلها المعروف،[70] وظهر اللاهوت الدفاعي أي مجموع الكتابات التي تدافع عن العقيدة بوجه خصومها، لاسيّماالغنوصيةوالمانوية.[71] وقد استمرت مسيحية القرن الثالث بالنمو، وجذبت مزيدًا من المنضوين تحت لوائها، وأقدم البلاد التي تنصّرت بالكامل هيمملكة أرمينياومملكة الرها، كما وجدت جماعات مسيحية مزدهرة فيالهندوالحبشةوشبه الجزيرة العربية؛[72] وعلى الصعيد الفكري فإن المدارس اللاهوتية قد تكاثرت ونبغ منهامدرستي الإسكندريةوأنطاكية،[73][74] وبرزت خطوط تفسير الكتاب المقدس وتصلّبت أشكالها، كما تنظمتمؤسسة الرهبنة بعد أن كانت أفرادًا أو مجموعات صغيرة لا منظم لها، بوصفها أفرادًا تخلوا عن العالم المادي وكلّ ما فيه في سبيل التكرّس للدين والإيمان.[75][76][77] وعمومًا يرجع أغلب المؤرخين الكنسيين للقرن الثالث وإن كان قد وجد بعض المؤرخين أقدم طورًا من ذلك؛ أما على الصعيد الاجتماعي فإن الفكرة القائلة بمجيء سريع للمسيح قد تلاشت وأخذت المجتمعات المسيحية تنفتح نحو المشاركة في الحياة الاقتصادية والثقافية، وإن كان بعض الأباطرة أمثالفيليب العربي، قد مالوا نحو المسيحية،[78] فإن البعض الآخر قد حاول القضاء عليها بالاضطهاد والتنكيل،[79] رغم عدم نجاعة الحل المقترح في ضبط انتشار الدين،[80] وعمومًا فإنالشهداء في المسيحية يذكرون ثالثًا بعد الأنبياء والرسل بوصفهم شهود الإيمان وناشريه حتى اليوم.[81]
الإمبراطورقسطنطين الأول محاطًا بالأساقفة مشهرينقانون الإيمان، فيمجمع نيقية.الطيف المسيحي فيالخريستولوجيا بين القرنين الخامس والسابع، يظهر معتقدات كنيسة المشرق (أزرق فاتح) والكنائس الميافيزية (أحمر فاتح) والكنائس الغربية (بنفسجي فاتح).
كانت بدايةالقرن الرابع، موعدًا لنهاية زمن الاضطهاد، فإن مرسوم غاليريوس التسامحي ثممرسوم ميلانو عام 312، اعترف بالمسيحية دينًا من أديان الإمبراطورية،[82] وحسب التقليد فإنالقديس قسطنطين قد وعد الله باعتناق المسيحية إن انتصر في أحد معاركه على الفرس، فكان له ما أراد.[83][84] وفي عام330 نقلَ العاصمة منروما إلىالقسطنطينية، والتي أصبحت مركزالمسيحية الشرقية ومركز حضاري عالمي، ودُرَّة المدن المسيحية، وحاضرةًللعلوموالفنون البيزنطية، ومخزنًا للتماثيل ومخطوطات العصر الكلاسيكي، فأضحت أعظممدنالعالم في ذلك العصر، إذ كانت على جانبٍ كبيرٍ من التنظيم والتنسيق والتطوُّر بمقاييس زمانها.[85] وما تلا ذلك من تراجع سريع لبقايا الوثنية.[86] وفي عام 325 انعقدالمجمع المسكوني في نيقية للتباحث في قضايا تنظيمية وطقسية في الكنيسة، أما موضوعه الأساسي فكانالمذهب الذي علّمه آريوس، والقائل بخلق الكلمة، وكونها من غير ذات الجوهر الإلهي، فعزل وحرم وصيغ في المجمعقانون الإيمان الذي لا يزال مستخدمًا إلى اليوم.[87][88][89][90] غير أن حرم الآريوسية، لم يكن يعني اندثارها، إذ استمرت في مختلف أنحاءالعالم المسيحي، حتى القرن الثامن، وشغل أساقفة آريوسيون مناصب هامة في فترات معينة.[91][92] وكانمجمع القسطنطينية عام 380 قد جاء مكملاً لحرم الآريوسية بتثبيت طبيعةالروح؛[93] أما المجمعين اللاحقين أيمجمع أفسس عام 431ومجمع أفسس الثاني أومجمع خلقيدونية عام 451 فقد انعقدا للتباحث في شؤونخريستولوجية،[94][95] أي طريقة اتحاد الكلمة بالطبيعة الإنسانية، فحرم أولاًنسطور الذي قال بعدم وجود ارتباط بين الطبيعتين،[96] في حين أقرمجمع خلقيدونية رسائلليون الأول بابا روما المتعلقة بطبيعتي المسيح، غير أن المجمع شرخ الكنيسة، فإنالكنائس الأرثوذكسية المشرقية رفضت القول بالطبيعتين بعد الاتحاد وقالت بالطبيعة الواحدة من طبيعتين، كما فيمجمع أفسس الثاني، وشكل أتباع هذا القول أكثرية مسيحيي أرمينيا ومصر والحبشة والريف السوري، ولا يخفى الواقع السياسي والاجتماعي في تأجج هذا الخلاف الذي شطر الكنيسة والامبراطورية والمجتمع، وحاول العديد من الأباطرة لجمه بصيغ وسطى أو توحيدية أمثال الهينوتيكون إلا أنهم فشلوا.[97][98][99][100][101]
غير أن الفترة ذاتها حملت انتشار وتطور الفنون المسيحية لاسيّما العمارة في النمط المعروف باسم «بازيليك» أو «كنيسة كبرى»،[102] وتكاثرت الكنائس والرهبانيات، وكانتكنيسة الحكمة المقدسة في العاصمة يخدمها 525 رجل دين بينهم 60 كاهنًا وحدها،[103] وأصدر الإمبراطورجستينيان الأولقانونه الشهير عام 538 في تنظيم الحياة الكنسيّة وقضايا عديدة والتي جمعها وبوبها من قوانين وتقاليد وافرة سابقة،[104] وكذلك فقد قدمت الكنيسة عددًا من المدارس الفلسفية والأدبية، كما يبدو في مجمل الأدب السرياني واليوناني؛ وقد شاع في ذلك العصر بنوع خاص إكرامالأيقونات وذخائر الشهداء والقديسين،[105] ووصلت المسيحية بفضل جهود المبشرين الآشوريين والسريان إلىآسيا الوسطىوالصينوكوريا وأقامت فيها أبرشيات. ومع أن الدين، لاسيّما في كتاباتالقديس أوغوسطين وهو أحدالملافنة، ينصّ على كفالة حرية غير المسيحيين وحقوقهم سواءً كانت دينية أم مدنية،[106] إلا أن ذلك العصر قد شمل اضطهادات في بعض المناطق ضد اليهود أو الوثنيين وشمل في بعض الأحيان الفرق المسيحية ذاتها سواءً أكانوا من أنصارالطبيعة أمالطبيعتين.[107]
من نتائج السياسة المحافظة كانتمحاكم التفتيش التي نشأت للرقابة على الفلسفات والأفكار الآخذة بالتصاعد والبروتستانت أساسًا، وشملت أيضًا في أهدافهاالموريسكيينواليهود، الذين أضمروا دينهم سرًا وأظهروا المسيحية، وكانوا قد خيرّوا بين اعتناق المسيحية أو الهجرة في إسبانيا وحدها.[و][150][151] في المقابل، فإن أصقاعًا أخرى من العالم المسيحي،كجمهورية هولندا الكالفينية والمستعمرات الأمريكية (خصوصًاالتطهيرية والأبرشانية) كانت موئلًا للأقليات المضطهدة لاسيّما اليهود وحاضنًا للأفكار والفلسفات الجديدة.[152] أما الاحتقان في أوروبا بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس البروتستانتية قد دفع إلى تفجر سلسلة حروب أهلية كان أكبرهاحرب الثلاثين عامًا التي اندلعت عام 1618، ومع منتصف القرن بدأت مرحلة منالسلام والاعتراف المتبادل.[153][154]
توقف العثمانيون عن التمدد في أوروبا إثر عجزهم عن دخولفيينا عام 1683 غير أنهم سيطروا على أغلب أقطارأوروبا الشرقية،[155] وعمومًا لم تكن العلاقة بين الغرب المسيحي والعثمانيين علاقات حرب فحسب بل وجدت علاقات دبلوماسية وتجارية نشطة، وكانلمسيحيي الداخل العثماني أزمنة مستقرة ومزدهرة لاسيّما في العاصمةإسطنبول والأقطار ذات الغالبية المسيحية كما كان بعض الأزمنة من التضييق والاضطهاد،[156] ووضعت المجموعات المسيحية في الدولة العثمانية تحت حماية الدول الأوروبية وفق نظامالامتيازات الأجنبية بدءًا من عام 1649،[157][158] وإن نشوءالكنائس الكاثوليكية الشرقية نتيجة جهود مبعوثي روما يعود لتلك الحقبة.[159]
لقد شكلتالثورة الصناعية نقطة انعطاف في تاريخ البشرية مع نشوء أنماط جديدة من المجتمع البشري خلافًا لما كان سائدًا في الحضارات الزراعية،[160] وترك التحوّل آثارًا عميقةً في الفكر الإنساني بما فيه الدين، وكان أحد تمظهرات الأمر نشوء المدارس والأفكار الإلحادية واكتسابها شعبية وتأييدًا بين الجمهور، وتصاعدت حالات التهجم على الدين والكنيسة، ومعاداة الإكليروس، وقد أعلننيتشه على سبيل المثال «موت الله»،[161][162] غير أن القرن العشرين قد شهد تراجعًا لهذه الفلسفات، حسبما يراه البعض.[163] كما أن حركة التحديث المسيحية قد طفقت تنمو، وبرزتالمسيحية الليبرالية في مقابلالمسيحية الأصولية،والدراسات الكتابية الحديثة، وتطورت العقيدة الاجتماعية ودور المجتمع في الحالات الخاصة، وتكاثر المنظمات العلمانية الكنسيّة وتقلص دور وحجم الإكليروس،[164] إلى جانب حركة تحديث طقسي ومجمعي أيضًا عبرالمجمع الفاتيكاني الأول ثم وبصفة خاصةالمجمع الفاتيكاني الثاني بين 1963 - 1965 والذي أجرى إصلاحات ليتورجية وإدارية على صعيد الكنيسة الكاثوليكية في المرحلة التي شهدت تحديدات جديدة للعقيدة مثلالحبل بلا دنسوانتقال العذراء.[165][166][167] يعود لهذه المرحلة، على الصعيد السياسي حدثان كان لهما عميق التأثير في المسيحية الغربية، الأول قيامالولايات المتحدة التي وجدها الإنجيليون منالواسب «إنجاز من الله على الأرض تمامًا كما حصل مع داود وموسى»،[168][169][170] والثانية كانتالثورة الفرنسية التي على العكس من الأولى برزت شديدة الهجومية على الدين والكنيسة لاسيّما خلال عهدالجمهورية الفرنسية الثالثة، وكان من تجليات الأمر مصادرة أملاك الكنيسة والتدخل بتعيين الأساقفة حتى قطعت العلاقة بين فرنسا والكرسي الرسولي عام 1904، ولم تصلح إلا بعدالحرب العالمية الثانية.[171][172][173]
الوحي الإلهي في المسيحية مجموع فيما يدعىالكتاب المقدس، ويعرف أيضًا بعدة أسماء أخرى أقل شهرة منها كتاب العهود؛ يتكون هذا الكتاب من مجموعة كتب تسمى فيالعربيةأسفارًا، ويعتقد اليهود والمسيحيون أنها كتبتبوحي وإلهام.[207] الكتب الستة والأربعين الأولى مشتركة بين اليهود والمسيحيين، يطلق عليها اليهود اسمالتناخ أما المسيحيون فيسمونهاالعهد القديم، ليضيفوا إليها سبعًا وعشرين كتابًا آخر يشكلونالعهد الجديد. إلى جانب هذا التقسيم العام، هناك التقسيم التخصصي، فالتناخ أو العهد القديم، يتكون من مجموعة أقسام وفروع أولهاالتوراة التي تؤلف أسفار موسى الخمسة، ثم الأسفار التاريخية وكتب الأنبياء والحكمة، في حين أن العهد الجديد يقسم بدوره إلىالأناجيل القانونية الأربعة والرسائلوسفر الأعمالوالرؤيا.[208] ومواضيع الأسفار مختلفة، فإن اعتبرسفر التكوين قصصيًا بالأولى، فإنسفر اللاويين تشريعيًا بالأحرى، أماالمزامير فسفرٌ تسبيحي،ودانيال رؤيوي.[209]
هناك بعض الاختلافات بين الطوائف في ترتيب أو الاعتراف بقانونية بعض الأجزاء، على سبيل المثال فإنطائفة الصدوقيين اليهودية المنقرضة كانت ترفض الاعتراف بغير أسفار موسى الخمسة، وكذلك حالالسامريين؛[210] أما يهود الإسكندرية أضافوا ما يعرف باسمالأسفار القانونية الثانية والتي قبلها لاحقًا الكاثوليك والأرثوذكس في حين رفض يهود فلسطينوالبروتستانت الاعتراف بأنها كتبت بوحي. وكذلك الحال بالنسبة للعهد الجديد، إذ دارت نقاشات طويلة حول قانونية بعض الأسفاركرسالة بطرس الثانيةوالرسالة إلى العبرانيين، قبل أن يستقر الرأي على التنميط الحالي فيمجمع نيقية،[211] وإن وجدت بعض القوانين السابقة مثل قانون موراتوري، علمًا أن أقدم إشارة إلى القانون تعود إلى عام 170 على يد الشهيد المسيحي يستينس.[212] أما الكتب التي لم تقبل فتعرفبالأسفار المنحولة، وغالبها كتب بعد فترة طويلة من الأسفار المعتبرة قانونية. هذا بخصوص تكوّن العهد الجديد، أما تكوّن العهد القديم فتكوّنه أصعب وأطول، وبحسب الأدلة الخارجية المتوافرة، فإن زمنالملكية في يهوذا ثمالسبي البابلي قد شكَّل منعطفًا حاسمًا في التشكيل كما نعرفه اليوم، على يد أنبياء يهودكداودوميخاوعزرا.[213]
كتبت أسفار العهد القديمبالعبرية التوراتية، وأسفار العهد الجديدباليونانية القديمة؛ وانقراض كلا اللغتين، يدفع بمراجعات ترجمة المعاني دوريًا؛ وبكل الأحوال فإنّ علماء الكتاب المقدس من مسيحيين أو يهود أو ملاحدة، اتفقو على أن النصّ الحالي مثبت إثباتًا حسنًا بضوء الأدلة الداخلية والخارجيّة،[214] بغض النظر عن بعض التراجم التي لا تتبع أحدث الدراسات الكتابيّة.
يؤمن المسيحيون واليهود، أن الكتاب معصوم، وثابت إلى الأبد، وغير قابل للنقض،[215][216] كما أن الكتاب ذاته امتدح كلام الله كما كتب: «كلمتك مصباحٌ لخطاي ونور لسبيلي»؛مز 119:105][217] على أنّ الكتابة بوحي لا تعني أن النص مسجل بطريقة حرفية آلية تلقائيًا في السماء، فهو يحوي أسلوب مؤلفيه، والصيغ الأدبية والثقافية السائدة في زمانه، «ولذلك يستطيع الباحث في الكتاب المقدس، استنتاج الكثير من صفات كاتب السفر أو الظروف التي كانت قائمة في وسطه، إذ حلل أسلوبه في الكتابة، ولكن داخل هذه التعابير التي لها صيغ بشرية مضمون وفكرة إلهية»،[218] على سبيل المثال فإنّ المجمع الفاتيكاني الثاني علّم بأنّ الكتاب «هو ما راق الله أن يظهره بكلام مؤلفيه».[219]
إلى جانب ذلك، فإن الكتاب المقدس هو أقدم كتاب لم ينقطع تداوله في العالم، وأول كتاب تمت طباعته،[220] وأكثر كتاب يمتلك مخطوطات قديمة، والكتاب الأكثر قراءة وتوزيعًا في تاريخ البشرية،[220] والوحيد الذي ترجم لأغلب اللغات البشرية إذ ترجم لسحابة ألفي لغة، وطبع منه آخر قرنين ستة مليارات نسخة،[221] وأكثر كتاب صدرت عنهدراسات وكتب وأبحاث جانبية، وأكثر كتاب أوحى برسم لوحات أو مقطوعات موسيقية أو شعر أو أدب أو مسرحيات أو أفلام أو سواها من الآثار البشرية.[222]
أيقونةمعمودية يسوع، بريشة فرانسيسكو ألباني عام 1600: وقت العماد ظهر الثالوث مجتمعًا، فبينما كانالابن يعتمد حلّالروح القدس بشكل طائر الحمام وسمع صوتالآب يقول من السماء:هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت.متى 3: 16-17.
تؤمن المسيحية بإله واحد كما صرّح الكتاب في مواضع عدّة منها: «اسمع يا إسرائيل، الرّب إلهنا ربّ واحد، فأحبّ الرب إلهك، بكل قلبك، وبكل نفسك، وبكل فكرك، وبكل قوتك، هذه هي الوصية الأولى»؛مر 12:30][223] وهو في آن: واحد وثالوث، واحد من حيث الجوهر والطبيعة، الإرادة والمشيئة، القدرة والفعل، وثالوث من حيث إعلانه عن نفسه ومن حيث أعماله: فقد خلق العالم بكلمته، وكلمته هي في ذاته نفسها؛ وهو حي، وروحه في ذاته نفسها؛[224][225][226] وتدعى أطراف الثالوث الإلهي «أقانيم»؛[227][228] ويعدّ سر الثالوث من أسرار الله الفائقة، ويستدلّ عليها من مواضع شتّى في الكتاب؛لو 1:35][229][230] وقد رفض هذا السر عبر التاريخ جماعات قليلة تدعىلاثالوثية.[231][ز]
صفات الإلوهة في المسيحية متنوعة أهمها، الأزلية والخلود، والثبات عن التغيير في الجوهر، وكلية القدرة والسلطان، والنزاهة عن الزمان والمكان، وكمال المحبّة والرحمة، وأصل الخير والعدل، فهو «ضابط الكل»، وخالق الأمور المنظورة وغير المنظورة؛[232] التي هي في حدود معرفتنا الملائكة، أي الكائنات التي خلقها الله لخدمته، وإيصال رسائله للبشرية في بعض الحالات، ولها شفاعة في مؤمني الأرض،[233] ورئيسها هو الملاكميخائيل، وكذلكجبرائيل؛ وقد عصت بعضها الله فغدت أرواحًا شريرة يترأسها الشيطان الذي يعمل على إغواء البشرية،أف 6:11] وقد يتلبس كائنًا بشريًا فيطرد عبر التعزيم.[234]
أيقونةسريانية، تظهر الدينونة، المسيح تحيط به ملائكة الكاروبيم بينما يقف إلى يمينه ويسارهمار مارونومار بطرس والملاكان جبرائيل وميخائيل، أما في القسم السفلي من الأيقونة تظهر العذراء وسائر المؤمنين في حالة نعيم، وقد كتبالسريانيةوالعربيةواليونانية، قدوس.
تؤمن المسيحية بأن الله قد خلق الكون بدافع من محبته، ولمجده؛[235] وهو مستقل عن الكون ومنزّه عنه، لكنه يعمل فيه وعبره، إذ مع أن الكون مستقل بقوانينه العلمية الخاصة التي أوجدها الله، فالله يقوده ويرعاه إلى كماله النهائي: «فكل ما هو موجود يتعلق بالله، وليس له قيام إلا لأنّ الله يريده أن يقوم».[236] قسم هام من الجماعات المسيحية لا يرى تعارضًا بين الخلق الوارد فيسفر التكوين كسبب أولي،والتطور كسبب ثانوي، أو «آلية تنفيذية لإرادة عاقلة».[237]
وتؤمن بأنه أحب الإنسان وخصّه برئاسة خليقته،تك 1:27] ولذلك تدعوه «أبانا»،مت 6:9] «فنحن على الأرض لنعرف الله، ونحبه ونصنع الخير حسب إرادته، ونبلغ السماء يومًا ما... لقد خلقنا لنتشارك في فرحه اللامحدود»؛[238] وقد خلقه ذكرًا وأنثى لكي يضع فيه توقًا نحو الكمال، مع الإنسان الآخر؛[239] وهو يوجه حياة كل إنسان بطريقة سرية تدعى العناية الإلهية، ومنحهحرية الإرادة، وإمكانية معرفة الله، إلا أن الإنسان قد سقط بعدما أغواه الشيطانبالخطيئة الأصلية، وهو ما حول طبيعة العالم الإنساني نفسه إذ فقد كماله البدائي الأصلي فدخله النقص: الموت، والألم، والشر، «فالخطيئة الأصلية ليست خطيئة فردية، بل هي حال الإنسانية المشؤوم التي يولد فيها الفرد قبل يخطأ بذاته وبقراره الحر»؛[240][241] وبينما البقاء في هذه الحالة الناقضة ضروري لعدل الله فإنّ الله «يسمح بالشر لكي يخرج منه شيء أفضل» كما قال توما الإكويني، الذي تابع «لا يوجد أي ألم بدون معنى، فالألم دومًا مبني على حكمة الله»؛[242] وبالأحرى تعدّ المحن المختلفة التي تصيب الإنسان تكفيرًا عن خطاياه بالدرجة الأولى.[243]
بكل الأحوال، فإن محبة الله للإنسان واحترامه إرادته الحرة التي وضعها فيه، دفعته لمتابعة التواصل معه ما بعد الخطيئة الأصلية، وكانت أشكال هذا التواصل متنوعة: «إن الله في الأزمنة الماضية كلّم آبائنا بلسان الأنبياء، الذين نقلوا إعلانات جزئية وبطرق عديدة ومتنوعة»؛عب 1:1][244] ثم «لم تمّ ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة»،غل 4:4] وابنه أيكلمته المتجسدة،[245][246][247] الكلمة التي استحالت بشرًا فييسوع، والذي هوالمسيحالمنتظر،[248][249][250]القادم من نسلداود؛[251][252] وهو ما يعرفبسر التجسد، أما دافع التجسد فهو الخلاص من المفاعيل الروحية للخطيئة الأصلية ومصالحة البشرية مع الله فيسر الفداء أيموتهوقيامته.[253][254] أسس المسيح الكنيسة، «الواحدة، الجامعة، المقدسة، الرسولية»،[255]شعب الله، وجسد المسيح السري، «لتقود مسيرة الإيمان، في كل مكان وزمان ومع الكل»،[256] عبر سلطتها التعليمية، وواجبها في إقامة الطقوس، وبذلك افتتح العهد الجديد، الذي سيستمر حتى ظهورضد المسيح،وعودته في نهاية الأزمنة، وفيها يخلق الله «أرضًا جديدة وسماءً جديدة»،رؤ 21:1][257][258] حيث «يزول الموت، والحزن، والصراخ، والألم، لأن الأمور القديمة كلها قد زالت»؛رؤ 21:4] وأيضًا «ما لم تسمعه أذن، ما لم تبصره عين، ما لم يخطر على قلب بشر، ما أعدّه الله لمحبيه»؛1كو 2:9] وذلك بعد قيامة الموتى، والدينونة العامة: «فالذين عملوا الصالحات يخرجون في القيامة المؤدية للحياة، وأما الذين عملوا السيئات ففي القيامة المؤدية إلى الدينونة».يو 5:29][259][260]
تؤمن المسيحية بأن لكل إنسان روحًا مميزة، وهي التي تجعل كل فرد إنسانًا؛[235] وكل روح هي من الله وليست من الوالدين، فهي متجاوزة للمادة، وهي التي تعطي الحياة للإنسان، ولا تموت بل تبقى عاقلة بعد الموت، في حالة سعادة غير كاملة، أو حالة تكفير فيالمطهر - في الكنيسة الكاثوليكية - أو بالشكل الأفظع بحالة شقاء.[235][261][262][263] ومن عاش حياته «ببطولة في الإيمان والرجاء والمحبة» يدعىقديسًا،[264][265] وتشكلمريم العذراء، والأنبياء، والآباء، والشهداء، والقديسين، صفوة البشرية، ولهم الشفاعة في الأحياء - إلى جانب الملائكة -،[266][267] وفي المقابل فإنّ للأحياء، عن طريق أعمال الخير التكفير عن خطايا موتاهم.[268]
2.الشرائع الرسولية: هي عبارة عن مجموعة من المراسيم الكنسية القديمة بشأن الحكومة والانضباط في الكنيسة المسيحية المبكرة،[275] وجدت لأول مرة بوصفها الفصل الثامن من كتاب الدساتير الرسولي. تدرج كتاب الشرائع في مجموعات شرائع وكتب فقهالكنيسة الغربية. وحسبالقانون الكنسي رقم 85 فالكتاب موضوع على قائمة الكتب الكنسية، وبالتالي فإن الكتاب مهم بالنسبة لتاريخ القوانين الكنسيَّة. وتتعامل الشرائع تتعامل في الغالب في مواضيع مثل واجبات الأسقف المسيحي، ومؤهلات وسلوك رجال الدين، والحياة الدينية للمسيحيين (مثل فترات الامتناع عن ممارسة الجنس، والصوم)، وإدارتها الخارجية (الطرد، والمجامع، والعلاقات مع الوثنيين واليهود)، والأسرار (المعمودية، والقربان المقدس،والزواج). وتم جمع الشرائع فيالديدسكالياوالديداخي؛ والذي يُعد الكتاب المصدر التشريعي المسيحي الثاني بعدالكتاب المقدس في الكنائس التقليدية ويضم تعاليم وأقوال وقوانين الرسل.[276] ويُعالج الكتاب كثيرًا من نواحي الحياة المسيحية، وسيمّا حياةالأسرة المسيحيةوالزاوج. ويعالج في إسهاب واجبات الأسقف، وموضوع التأديبات الكنسيَّة، والعبادة الليتورجيَّة، وكذلك موضوع الأرامل والشماسات.[277] وتحوي الديداخي على دروس مسيحية وشعائر دينية مثل التعميد وتنظيم الكنيسة.[278]
3.المجامع: وهي المصدر الثالث من مصادر التَّقليد والتشريع المسيحي، ويُقصد بالمجامع اجتماع آباء الكنيسة لتقرير مسألة خاصَّة بالدِّيانة المسيحية. وقد تأخذ طابع محلي أو مسكوني. تتفق الكنائس المسيحية التقليدية علىالمجامع المسكونية السبعة؛ وهي مجامع عالمية التي إجتمع فيها آباء الكنيسة من كلّ البلاد،[279] وفي نهاية المجامع المسكونية، كان يتمّ وضع قوانين إيمان، وقوانين مجامع. قوانين الإيمان هي صياغة أدبية للعقائد المسيحية، أمّا قوانين المجامع فهي حُلُول لبعض الإشكاليات الفقهية المسيحية التي تمّ مُناقشتها أيضاً في المجامع المسكونية.
4. تعاليم آباء الكنيسة: الآباء يُقصد بهم الذين ألَّفوا كتب ومؤلفات في شرح العقائد المسيحية لنشرها، ودافعوا عنها ضدّ الذين طعنوا فيها، تم جمع مؤلفات آباء الكنيسة في موسوعتين وهماموسوعة آباء ما قبل نقيةوموسوعة آباء نقية وما بعدها، ويعدّ العمل مُصنَّف مسيحي فقهي يحتوي على سائر القواعد الدينية التقليدية للسلوك فضلاً عن شرح مفصل عن العقيدةوالتعاليم المسيحية.[280][281] وتضم الموسوعة الأعمال اللاهوتية المتعلقة بالعقيدة المسيحية،والفلسفة المسيحية،والتشريعات الدينية، والقُدَّاسات، والطُّقُوس الدينية وطرق العبادة، والأحكام المعتمدة من الكتاب المقدس والتي تنظم علاقة الفرد بربه، والأحكام التي تنظم الزواج والطلاق وحقوق الأولاد والميراث والوصية، والأحكام التي تنظم علاقة الدولة بالأفراد أو بالدول الأخرى والعلاقات التي تنظم علاقة الفرد بأخيه الفرد.[280]
5.التقاليد المسيحية: هي مجموعة منالتقاليد والممارسات أو المعتقدات المرتبطة بالمسيحية أو جماعات مع المسيحية. العديد من الكنائس لديها عادات وممارسات تقليدية مختلفة، مثل أنماط معينة من العبادة أو الطقوس، والتي وضعت على مر الزمن. تطورت طرق العبادة بناءً على التقاليد المسيحية منهاالليتورجياوالمسبحة الورديةودرب الصليب.[282] تشمل التقاليد أيضًا تدريس تعاليم تاريخية والتي تعترف بها السلطات الكنسيّة، مثل تعاليم المجامع الكنيسة ومؤلفات المسؤولين الكنسيين (على سبيل المثال،البابا،بطريرك القسطنطينية،رئيس أساقفة كانتربيري وغيرهم)، ويشمل تدريس كتابات علماء الدين المسيحي مثل تعاليمآباء الكنيسة،والمصلحون البروتستانت، وكتابات مؤسسي الحركات المسيحية مثلجون ويسلي.[281]
العقيدة الاجتماعية في المسيحية أو التعليم الاجتماعي، مستوحاة من الكتاب المقدس، لاسيّما مقاطع بعينها مثلالوصايا العشر التي تلقفها النبيموسى علىطور سيناء،والتطويبات التي أعلنها المسيح. الحق في الحياة، هو أول تعاليم العقيدة الاجتماعية، فمن الواجب «أن تحترم حياة الإنسان من لحظة الحمل وحتى لحظة الوفاة الطبيعية»، وبالتالي فإن القتل، والمساعدة على القتل، والقتل في الحرب خارج وقت المعركة، والتخلّص من المعوقين والمرضى والنازعين أوالقتل الرحيم، وقطع الأعضاء،والإجهاض،والانتحار، والإدمان، والعنف ضد الجسد البشري، وعدم احترام جسد الميت، يعدّ خرقًا للوصية الخامسة وأعمالاً ضد العقيدة، وضد الله نفسه؛[283] وكذلك حال الإعدام بالنسبة لغالب الجماعات المسيحية،[284] إلا «في حالة استحالة حماية المجتمع البشري من المجرم إلا بإعدامه، وهي حالة نادرة إن لم نقل معدومة»؛ الحرب يُسمح بها ضمن ستة شروط أبرزهاعدالة القصد والسبب.[285]
الحق في الحرية، هو أيضًا حق أصيل للإنسان، وترتبط حرية الإنسان بحرية إرادته، وبالتالي "حرية الفرد، لا يجوز الحد منها حتى عند اختياره الشر، ما لم يمسّ كرامة الآخرين البشرية وحرياتهم"، وتشمل حرية الإنسان،حرية التجمع، والتعبير عن الرأي، والإعلام، واختيار المهنة، وتأسيس شخصيات اعتبارية؛[286][287] وعلى رأس حريته، تأتي حرية التدين "إذ يجب على كل إنسان أن يعتنق الدين الذي يراه أمام ضميره صحيحًا، دون إجبار ودون أن يؤدي ذلك لأي مضايقات أو تمييز أو إجحاف بحقوقه"؛ ويرتبط الحق بالحرية، بالحق بالكرامة والمساواة بين جميع البشر، وهي كرامة مصدرها الله: "لا ذكر ولا أثنى، لا يهودي ولا يوناني، لا عبد ولا حر، لأنكم جميعًا واحد في المسيح يسوع"؛كو 3:11]غل 3:28][288][289] في ضوء هذه الكرامة، يغدو البغاء، والاتجار بالبشر، والاتجار بالأعضاء، والعنصرية، خطايا، وضد مشيئة الخالق؛ وفي ضوئها أيضًا يغدو واجبًا احترام الثقافات والشعوب المختلفة بوصف تنوّع البشرية "انعكاس لغنى الله اللا محدود". تعلّم المسيحية أن الإنسان كائن اجتماعي، فلا يجوز للمجتمع أن يطغى على الحرية الفرد، ولا يمكن للفرد أن يعيش دون مجتمع".[290]
الحق في العمل يعدّ جزءًا أصيلاً من دعوة الإنسان بوصفها «مهمة من الله أودعها البشر»،تك 2:15] ومن ثم فالأجر العادل لقاء عمله هو حق يدخل ضمن الوصية السادسة، وكذلك حرية التصرف بالأجر، والملكية الخاصة، والإرث بوصف الأولاد «بالتساوي» استمرار آبائهم؛ وحق الملكية موقوف بحجم أو طبيعة الملك ومدى اتفاقه مع الخير العام.[291] المسيحية تؤمن بأن الله منح الإنسان الأرض ليستثمرها بالشكل الأمثل وفق قاعدتي الخير والعدالة، وبالتالي أعطاه وكالة ليتسلط على الأرض، وهذه الوكالة هي أصل السلطة في المجتمع؛رو 13:1][292] فالسلطة تعدّ شرعية طالما مقيدة بغايتها أي الخير والعدل، وتفقد ماهيتها إن تعدت على واجبها؛ فريديك آرنولد مؤسس «مسيحيون ديمقراطيون» قال بأنّ «المسيحية والديموقراطية هما شيء واحد».[293][294] المسيحية تعلّم باحترام العلوم والفنون «بوصف الله نبع الحقيقة ونبع الجمال».[295]
أيضًا فللإنسان الحق أيضًا بالزواج دون إكراه، لإقامة عائلة «قدس أقداس الحياة»؛[296][297][298] وإكرام الوالدين يعدّ الوصية الرابعة والأولى من وصايا القريب؛ ولما كان الكتاب يرى البشرية «أسرة واحدة» فالوصية تشمل في سلطانها نوعًا ما جميع البشر.تك 5:1][299]ويعود للوالدين تحديد عدد الأولاد، وطرق تربيتهم، ولا يحق للمجتمع التدخل إلا في الحالات الخاصة؛[300] طوالالتاريخ المسيحي، اعتبر معظماللاهوتيين والطوائف المسيحيةالسلوك المثلي غيرَ أخلاقيٍّوخطيئةً،[301] وترفض معظم الجماعات المسيحيةزواج مثليي الجنس،وتعدد الزوجات،والجنس قبل الزواج،والزنى، والمساكنة، وإعارة الرحم، وبوجه العمومزواج المسيحيين من غير المسيحيين،[ط] بوصفها مخالفة لقصد الزواج؛ كما ترفضالطلاق لأن العهد المشهر بالزواج من سماته الديمومة، وإنما في حالة استحالة الحياة الزوجية، يجوز الهجر، أو فسخ الزواج، أو إعلان بطلانه، بعد عرض القضية أماممحكمة كنسية.[304] ويحق لكل إنسان العلم والمعرفة، والتحرر من الخرافة والجهل، والابتعاد عن التنجيم والسحر والأبراج وما شابه، وكذلك احترام البيئة، والجماعات البشرية الأخرى، وبشكل خاص «الفقراء، والمحتاجين، الأولى بالعناية من سواهم».[305]
لا تفرض معظم الطوائف المسيحيةأنماطًا محددة من المظهر الخارجي، إلا أنها تلزم الحشمة؛[306] ولا تحويقواعد للطعام،[307] إنما الأمر خاضع لقاعدة العهد الجديد «كل شيء حلال، ولكن ليس كل شيء ينفع»؛ وبينما يعدّ إذهاب العقل بالسكر خطيئة،[308] فإنشرب كميات معتدلة من الكحول لا إثم عليه؛ ولا تلزم أغلب الطوائف المسيحيةبالختان -باستثناء بعض الكنائسالبروتستانتيةوالأرثوذكسية المشرقية مثلكنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبيةوكنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإريتريةوالكنيسة القبطية الأرثوذكسية تفرضشريعة الختان على الذكور وتعطيهبُعد ديني-، إنما هو أشبه بعادة اجتماعية في الشعوب التي تمارسه؛[309][310] وبكل الأحوال فإنّ بعض الجماعات المسيحية الأقلوية - كبعض الجماعات البروتستانتية - لها فهمها الخاص لقضايا مثل الزواج، والختان،وتقنين الغذاء[311] وحتى حفظ السبت. يعدّ الكذب، وشهادة الزور، وحلف يمين كاذب، أو في غير موضعه، من الأعمال ضد الوصيتين الثانية والثامنة. بشكل العام، الشريعة الأخلاقية كما تراها المسيحية «طبيعية، ويعرفها الإنسان مبدئيًا بواسطة عقله»، «مكتوبة على ألواح القلب البشرية».[312] فيالمسيحية هناك عدة أوجه للنظافة: نظافة جسديّة، وروحيّة، وعقليّة، وأدبيّة. فجسديًا مطلوب من المؤمن المسيحي الاهتمام بنظافة بدنه؛ حيث أن الغسل واجب اجتماعي له أهميته في المسيحية،[313] والاهتمام في مظهره الخارجي وفي نظافة ثيابه،[314] والاهتمام بالطيب والتعطر بالروائح العطرة،[315] أما روحيًا فتعنى الابتعاد عن النجاسة الروحية وهيالخطيئة حسب المفهموم المسيحي والتي تنبع من القلب ومصدرها القلب وحده حسب المفهوم المسيحي،[316] أمّا من الناحية العقلية فهي اجتناب الأفكار النجسة مثل الاشتهاء فمثلًا قاليسوع: «كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ».[317]
العبادات الفردية هي قائمة أساسًا نتيجة إمكانية تواصل كل فرد في البشرية مع الله وتدعى «علاقة صداقة مع الله»؛[318] أشهر أنواع العبادات الفردية هيصلاة الأبانا المأثورة عن المسيح؛[319][320] كذلك فإندراسة وقراءة الكتاب المقدس،[321] خصوصًامزامير آل داود، تعدّ من العبادات الفردية؛ هناك أيضًا «صلوات الساعات»، وهي سبع صلوات في اليوم مقتبسة منالتراث اليهودي المسيحي، تعدّ فرضًا على الرهبان، وخيارًا بالنسبة للباقي؛[322] ومن الأنواع الشائعة الأخرىالمسبحة الوردية بالنسبة للكاثوليك.[323][324] يعدّ الصوم أيضًا جزء من العبادات الفردية حسب وصية المسيح، بأن تقرن الطلبات من الله بالصوم؛مر 2:20] وتوجد أنواع مخصوصة من الصوم في بعض الكنائس مثلالصوم الكبيروالصوم الصغير؛[325] وتعدّ مساعدة الفقراء من العبادات الفردية حسب وصية المسيح «كل ما فعلتموه لإخوتي الصغار هؤلاء، فلي قد فعلتموه»،مت 25:40] وتدعى إجمالاًأعمال الرحمة،والتبشير،والصدقات،والنذور،والتأمل،والتصوف، وساعات السجود، والأدعية قبل الطعام وبعده، وكذلك العشور الواسعة الانتشار، والتي تديرها الكنيسة مباشرة، أو تنفق مباشرة لذوي الحاجة دون وساطة الكنيسة.[326]
العبادات الجماعية هي التي يقيمها المسيحيون بشكل جماعي في الكنيسة وبرئاسة أحد أعضاء سلك الكهنوت - ما عدا غالبية البروتستانت -، وتشملالأسرار السبعة المقدسة وأشباه الأسرار. الأسرار السبعة مشتقة من الكتاب المقدس، ويمنح بعضها لمرة واحدة فحسب مثل العماد، وبعضها بصورة دورية أو عند الاقتضاء مثل مسحة المرضى أو الافخارستيا؛ ممارسة الأسرار تفترض الإيمان بها «لكي يفعل السر فعله ويكون مثمرًا، يجب أن يفهم ويقبل»؛[327][328] وقد أفضت العبادات الجماعية لتطوير ما يعرف في الكنيسة باسمالليتورجيا، أي استعمال علامات ورموز، وكذلك ألوان وموسيقى، وشموع وبخور، وحركات بعينها كالوقوف والجلوس؛ وهذه الليتورجيات قابلة للتغيير والتطور والتكيّف مع الظروف الثقافية المختلفة للازمنة والشعوب، بحيث تحقق غايتها وهي «استعمال العلامات الأرضية، وتقديم كل الحواس الممكنة في خدمة الله».[329][330][331]
السر الأول هوسر العماد، «الأساس والمقدمة لسائر الأسرار»، وهو علامة الدخول في الدين، ومشاركة المسيح، وقبول عمله في سر الفداء، ويتم غالبًا بسكب الماء ثلاثًا على رأس المعمد. والسر الثاني هوسر الميرون أو التثبيت، وفيه يوسم الجبين بمزيج من الطيوب والزيوت المتنوعة أهمهازيت الزيتون، وأصل العملية قادم من حفلات تتويج الملوك في الأزمنة القديمة، وكذلك بداية كرازة الأنبياء، ومن ثم فإنّ منحه يعني أن الممنوح له قد شابه المسيح الملك، وبات جزءًا من ملكوته، ويمنح غالبًا في أعقاب العماد. السر الثالث، فهوالافخارستيا أو سر القربان «قمة الأعمال المسيحية»، التي تقام دوريًا عبرالقداس الإلهي استذكارًا لوصية المسيح «اصنعوا هذا لذكري»؛لو 22:19] ويقسم القداس إلى ثلاثة أجزاء: قراءة مقاطع من الكتاب وتفسيره، وثانيًا التسبيح والإنشاد والدعاء، وثالثًا تقديس القرابين وتناولها،[332] وقد دارت جدالات طويلة بين الجماعات المسيحية حول معنى قول المسيح: «هذا هو جسدي»،لو 22:19] إلا أنّ أغلبية الجماعات متفقة على وجود «حقيقي وسري للمسيح في الإفخارستيا».[333][334]
السر الرابع هوسر التوبة، أو سر المصالحة مع الله، وأركانه فحص الضمير، والندم، ثم الإقرار بالخطايا للكاهن - المرشد الروحي، ثم تلقي الإرشاد، والتكفير أو التعويض عن الإثم بأعمال محبة كصلاة والصوم والصدقة، أيضًا قد درات نقاشات طويلة بعد الإصلاح البروتستانتي حول إلزامية الاعتراف لمرشد روحي أو فائدة التعويض عن الإثم، دون أن تؤدي إلى نتيجة فبينما يثبتها الكاثوليك والأرثوذكس أسقطها البروتستانت؛[335] وتقسم الخطايا إلى ثلاث فئات: عرضية،ووسبع مميتة، والخطايا التي تؤدي إلىالحرم الكنسي، أي قطع الشركة مع سائر الكنيسة حتى التوبة العلنية، ولا تستخدم إلا في حالات بعينها؛[336] ولا تعدّ الخطيئة خطيئة بغير وعي وإرادة.[337]
خلال القرون المسيحية الأولى دار نقاش حول شرعية إكرام الرموز الدينية، قبل أن يحسم الجدال في مجمع نيقية الثاني،[356] على سبيل المثال فإنّ القديسيوحنا الدمشقي، أحد الملافنة وأبرز المدافعين عن الرموز، قال بإنّ إكرام الرموز ليس إكرامًا لمادة أو صورة الرمز بل لما يمثله، فإن كنّا نكرّم كلمة الله المكتوبة بأحرف، فلنا تكريم كلمة الله المرسومة بألوان؛[357] وهو وما يعرف باسمالأيقونات، أي الصورة التي تمثل مقاطع كتابية، ولها مدارس ومناهج في رسمها، وكذلك المنحوتات في المسيحية الغربية. أما أبرز الرموز المسيحية فهوالصليب المسيحي، الذي يشير لعمل المسيح الفدائي؛1كو 1:18] وهناك مجموعة رموز أخرى مثلسمكة المسيح، وإشارةالألف والياء.
تكريم الأزمنة، ناجم عن نثر الأحداث الكتابية المرتبطة بالمسيح على العام، وهو ما يعرف لدى غالب الجماعات المسيحية باسم «السنة الطقسية»،[358][359] والتي تستخدم في تحديد مواعيدها قواعد شمسية وقمرية متنوعة تطورت عبر التاريخ؛ المناسبات ذات الأهمية الكبيرة تؤدي إلى الأعياد وبشكل خاصعيد الميلادوعيد الفصح؛ أيضًا فإن الكنائس المحلية قد تشتهر بعيد خاص بها غالبًا ما يرتبط بتذكار قديس اشتهر في المنطقة؛[360] وغالبًا ما تكون الأعياد المسيحية مترافقة مع مهرجات واحتفالات اجتماعية. إلى جانب المناسبات السنوية، هناك المناسبات المتكررة عبر قرن أو نصف قرن، والتي تعرف باسماليوبيل، والتي تجد تشريعها فيسفر اللاويين؛[361] على سبيل المثال: «يوبيل ذكرى مرور ألفي عام على تجسّد المخلّص» المحتفل به عام 2000، و«اليوبيل المئوي الخامس لوصول الإنجيل إلى أمريكا» المحتفل به عام 1992. أسبوعيًا، يعدّيوم الأحد، ثم وبدرجة أقليوم السبت، زمنًا للراحة، والاجتماعات الدينية، استنادًا إلى الوصية الثالثة من الوصايا العشر. أما تكريم الأمكنة، فإنّ العهد القديم، نصّ على إكرامهيكل سليمان، والتوجه بالقبلة نحو القدس؛ إلا أنّه بعد المسيح ألغي هذا التحديد: «ستأتي الساعة التي تعبدون فيها الآب، لا في هذا الجبل ولا في أورشليم... ستأتي الساعة بل هي الآن، حين يعبد العابدون الصادقون الآب بالروح والحق»؛يو 4:21] وهكذا فإنّ كل كنيسة تعدّ وريثة الهيكل في الفكر اليهودي، لا البناء في ذاته بل جماعة المؤمنين، على أن بعض الكنائس المرتبطة بأحداث معينةككنيسة القيامة،وكنيسة المهد،وكاتدرائية القديس بطرس، تغدو مكرمة ومقصودة من الجماهير بشكل أوسع.[362]
إنكتاب حقائق وكالة الاستخبارات الأميركية عن العالم بنسخته الصادرة العام2012 يشير إلى أن المسيحية هي أكثر ديانات العالم انتشارًا، إذ يعتنقها 2.2مليار نسمة أي 33.39% من البشرية.[363][364] ووفقًا للإحصائيات المختلفة ستتخطى أعداد المسيحيين عام2050 3 مليار شخص، وستبقى المسيحية الديانة الأكثر اعتناقًا وعددًا.[37] وفقًا لباحثين ومصادر مختلفة، يُنظر إلى معدلات المواليد المرتفعةوالتحول إلى المسيحية فيالجنوب العالمي كأسباب رئيسية للنمو السكاني المسيحي في العالم.[365][366][367][368][369][370] ووفقاً لكتاب «دليل أكسفورد للتحويل الديني» من قبلدار نشر جامعة أكسفورد، تحتل المسيحية المرتبة الأولى في صافي المكاسب من خلال التحول الديني ومن حيث النمو العددي؛ مع زيادة طبيعية سنوية تُقدر بحوالي 37.9 مليون.[371]
يحوي العهد الجديد مقاطع مادحة لليهود أبرزها: «قد منحوا التبني، والمجد، والعهود، والتشريع، والعبادة، والمواعيد، ومنهم كان الآباء، ومنهم جاء المسيح حسب الجسد»؛رو 9:5] وكذلك فإن المسيحية في القرن الأول وبدايات القرن الثاني كانت تعدّ «طائفة يهودية»؛[403] ورغم ذلك فإنه منذ أيام المسيح، وحتى عهود قريبة، كانت العلاقة بين المسيحيين واليهود متوترة، وقد اضطهد اليهود المسيحيين في غير مكان؛أعمال 1:8-3][404][405] وبدءًا من القرون الوسطى المبكرة، اضطهد المسيحيون اليهود، فطردوا من خارج المدن،[406] وفرضت عليهم مناطق سكن معينة، ومنعوا من ممارسة بعض المهن،[406] وارتكبت مذابح في غير موضع بحقهم.[407] وفقًا للمؤرخة آنا سابير أبو العافية، يتفق معظم الباحثين على أن اليهود والمسيحيين فيالعالم المسيحي اللاتيني عاشوا في سلام نسبي مع بعضهم البعض حتى القرن الثالث عشر.[408][409] منذ وقت مبكر منالعصور الوسطى، حددتالكنيسة المسيحية موقفها الرسمي في التعامل مع اليهود من خلالالبيان الرسمي حول اليهود (باللاتينيَّة:Constitution pro Judæis)؛ والذي نص على الالتزام بحماية اليهود، وعدم جواز اجبار اليهود على التحول للمسيحية قسرًا أو اكراهًا، كما وطالبت في البيان عموم المسيحيين بعدم مضايقة اليهود أو قتلهم أو سلب أموالهم أو تغيير عاداتهم.[410] كما وفُرضت عقوبةالحرمان الكنسي في كثير من الحالات على المسيحيين الذين يقومون بمضايقة اليهود.[410] في القرن العشرين، وجهت الكنيسة اعتذارًا عن مآسي اليهود التي حصلت بسببها أو «بسبب تقصيرها في حمايتهم»، ثم تكاثرت التصريحات، على سبيل المثال تصريحيوحنا بولس الثاني عام 1986، الذي يعدّ جزءًا من التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية: «بالنسبة إلينا، ليست الديانة اليهودية ديانة خارجية، بل إنها تنتمي إلى قلب ديانتنا، وعلاقتنا بالديانة اليهودية مختلفة عن علاقتنا بأي دين آخر. أنتم إخوتنا الأحباء ونستطيع القول ما معناه، أنتم إخوتنا الكبار».[411]
معظم المسيحيين، يرفضون تحميلاليهود مسؤولية دم المسيح؛[412][413] وقد وجدت جماعات عبر التاريخ يدعى أتباعها «المسيحيون اليهود»، يقرأون الكتاب بالحرف بالعبري، ويحفظون شرائع موسى المنسوخة في العهد الجديد كحفظ السبت، والختان، وتعدد الزوجات؛ وأيضًا ففي الأيام الراهنة فإن مجموعة من المسيحيين يعرّفون أنفسهم بوصفهم «مسيحيين صهاينة».[414][415]
ترفض المسيحية أي وحي تالٍ مناقض أو متمم لما أعلنه المسيح «فإنّ الله لا يتراجع أبدًا عن هباته ودعواته»،رو 11:29] كما ترفض أن يكون الرسول من غيراليهود لقول المسيح «الخلاص هو من اليهود»،[416] تقبل غالبية المجموعات المسيحية «وحي خاص بعد المسيح، يكون غير ملزم بشكل عام، ومثّبت لما أعلنه المسيح».أع 2:17][417] خلال القرون الوسطى المبكرة والمتأخرة، كانت الصورة الطاغيةللعلاقات الإسلامية المسيحية، هي علاقات حروب عسكرية، وهو ما نجم عنه أن تكون حصيلة الأدب الأوروبي والفهم المسيحي الغربي عامة تجاهالإسلام «مشوهة بدرجة كبيرة، وعدائية»،[418][419] لاسيما «التخوّف الذي جسدّه التهديد العثماني لأوروبا».[420] من جهة أخرى، كانت هناك مظاهر من التعايش السلميوالتفاعل والتبادل الحضاري والاجتماعي بينالمسيحيين في ديار الإسلام والمسلمين، كما وكان للمسيحيين المشارقة دورٌ كبير في بناءالحضارة الإسلاميَّة في مختلف المجالات.[421][422] وعلى مدار التاريخ، كان هناك تبادل حضاري وإنساني بين العالمينالمسيحيوالإسلامي.[423]
بكل الأحوال فإن الكنيسة الكاثوليكية باعتبارها سلطةً رسميةً لم تصدر أي وثيقة رسمية بخصوص الإسلام حتى 1965 حين أعلنت وثيقةفي عصرنا ما يلي: «وتنظر الكنيسة بعين الاعتبار أيضًا إلى المسلمين الذين يعبدون معنا الإله الواحد الحي القيوم الرحيم الضابط الكل خالق السماء والأرض المكلم البشر؛ ويجتهدون في أن يخضعوا بكليتهم لأوامر الله الخفية، كما يخضع له إبراهيم الذي يُسند إليه بطيبة خاطر الإيمان الإسلامي؛ وهم يجلون يسوع كنبي ويكرمون مريم أمه العذراء كما أنهم يدعونها أحيانًا بتقوى؛ علاوة على ذلك أنهم ينتظرون يوم الدين عندما يثيب الله كل البشر القائمين من الموت؛ ويعدّون أيضًا الحياة الأخلاقية ويؤدون العبادة لله لا سيما بالصلاة والزكاة والصوم. وإذا كانت قد نشأت، على مر القرون، منازعات وعداوات كثيرة بين المسيحيين والمسلمين، فالمجمع المقدس يحض الجميع على أن يتناسوا الماضي وينصرفوا بالخلاص إلى التفاهم المتبادل، ويصونوا ويعززوا معًا العدالة الاجتماعية والخيور الأخلاقية والسلام والحرية لفائدة جميع الناس».[424][425][426]
لم يحصل احتكاك مبكر بين المسيحية ودياناتالشرق الأقصى، وعندما حصل هذا الاحتكاك خلال العصور الوسطى تزامنًا مع الحركات الاستكشافية في عصر النهضة تنوعت ردة الفعل بين الترحيب الشديد والإقبال على اعتناقها وبين الحظر والاضطهاد كما حصل فياليابان (الكاكوري كيريشتيان)[436][437] والصين،[438] في العصور الحديثة وسمت هذه العلاقةبالدبلوماسية وتبادل الزيارات بين القيادات الدينية على أعلى المستويات، وكانالمجمع الفاتيكاني الثاني أشار إلىالبوذيةوالهندوسية بوصفهما دينين يسعيان ”للاستشراق السامي“.[439] أما في علاقة المسيحية بالأديان المندثرة، ففيما يخص أديانالسكان الأصليين لأمريكا الوسطى والجنوبية، فقد دعا البابابيوس الثالث بالمنشور البابوي «الله الأسمى» سنة 1537 إلى احترام السكان الأصليين وحقوقهم معلنًا أنهم بشر، على عكس ما كان سائدًا من اعتقاد، ودعا إلى الاهتمام بدعوتهم لاعتناق المسيحية.[440]
تاريخ الكنيسة أو المسيحية هو تاريخ الحضارة الغربية، فقد أثرت المسيحية بشكل كبير على المجتمع ككل بما في ذلك الفنون واللغة والحياة السياسية وحياة الأسرة والموسيقى وحتى طريقة التفكير الغربية تلونت بتأثير المسيحية. ولذا فإن دراسة تاريخ الكنيسة يلبث اليوم موضوعًا هامًا جدًا.[448]
إلى جانب ذلك، فإن التقويم الأكثر انتشارًا في العالم اليوم، هوالتقويم الميلادي الذي كانيوليوس قيصر أول من وضعه ثم قامت الإمبراطورية الرومانية لدى اعتناقها المسيحية بحسابه بالنسبة لميلاد المسيح، وأعيد تعديله من قبلالكرسي الرسولي في القرن السادس عشر خلال حبرية الباباغريغوريوس الثالث عشر بناءً على ملاحظات العالم إليسيوس ليليوس الذي وجد تقصيرًا في تقويم يوليوس قيصر فقدم التقويم عشرة أيام كاملة عام 1581.[487] تأثير المسيحية على العالم واضح من خلال انتشار ثقافتها الدينية؛ في أعيادها مثلعيد القيامةوعيد الميلاد كونها أيام عطل رسمية للأمم الغربية ولعدد كبير من الدول الغير مسيحية، كذلك هنالك أعياد ذات صبغة مسيحية أو أصلها مسيحي ويُحتفل بها على نطاق واسع في العالم مثل عيد جميع القديسين (الهالويين)،الكرنفالات،الفالنتاين ديورأس السنة الميلادية.
يؤمن المسيحيون بأنّ «كل معمّد منتمٍ لكنيسة يسوع المسيح بغض النظر عن المذهب الذي ينادي به أو الطقس الذي يتبعه»،[328][510][511] الطوائف الأربعة الكبرى التي تشكل 99% من المسيحيين هي،الكنيسة الكاثوليكية،الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية،الكنائس الأرثوذكسية المشرقية،الكنائس البروتستانتية.[512] خلال النصف الثاني من القرن العشرين نشطت حركةحوار مسكوني «لتعزيز وحدة المسيحيين»؛ في عام 1982 صدر عن الكنائس الأرثوذكسية المشرقية والكنيسة الكاثوليكية «الإعلان المشترك حول طبيعة المسيح»، والذي حلّ الخلاف التاريخي حول مجمع خلقيدونية، وهو السبب الرئيسي في انشقاق هذه الكنائس؛ في عام 1999 صدر عن الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة اللوثرية «الإعلان المشترك حول عقيدة التبرير»، التي تبنته جماعات بروتستانتية أخرى، وأفضت لحل السبب الرئيسي الذي فجّر الإصلاح البروتستانتي في القرن السادس عشر؛ أيضًا فإن الخلاف حول صيغة انبثاق الروح، حُلّ بين الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة الكاثوليكية بقبول الصيغتين. عام 1998 اعترف الأساقفة الأرثوذكس فيالبطريركية الإنطاكية عبر مؤتمر حلب بخطأالتقويم اليولياني في حساب الفصح.[513][514] الخلاف الأكبر الباقي بين مختلف الجماعات، متعلق بأوليةالبابا، وصلاحياته على الكنيسة الجامعة؛ وبعض التحديدات الحديثةكعصمة مريم من الخطيئة الأصلية، وكذلكالأسفار القانونية الثانية بالنسبة للبروتستانت.[269][515] البابا يوحنا بولس الثاني دعا عام 1994 «للتعاون الفعال والمشاركة في كل ما يجمعنا، وما يجمعنا أهم بكثير مما يفرقنا».[516]
يتّبع المسيحيون إجمالاً نمطًا لا مركزيًا في الإدارة،[517] بحيث يكون لكل عدد من الرعاياأبرشية يرأسهاأسقف أوراعي، ويشكل أساقفة البلد الواحد أو المقاطعة الجغرافية الواحدة مجلس أو مؤتمر يرأسه رئيس الأساقفة أوالبطريرك، وتضيف الكنيسة الكاثوليكية رئاسة عالمية للبابا خليفة بطرس،[518] أما باقي الكنائس، فلا رئاسة عالمية فيها، وبكل الأحوال فإن رئاسة البابا في الكنيسة الكاثوليكية تعدّ «بالشراكة مع سائر الأساقفة»؛[519] وتدعى كل أبرشية أو بطريركية، وهي مستقلة في شؤونها الإدارية والداخلية «كنيسة محلية»، «ومجموع الكنائس المحلية هي ما يشكل الكنيسة».[520] نتيجة تنوّع الأمم المسيحية، فغالبًا ما يكون لكل أمّة، طقس خاص بها، أي مجموعة أناشيد، أو آداب مسيحية،ولغة مستعملة في الصلاة، ونوع معين من الموسيقى الكنسية أو الفن أو النمط المعماري، وهو ما يعدّ «طقس»، على سبيل المثال:الطقس الروماني،الطقس البيزنطي،الطقس الأرمني،الطقس القبطي،الطقس السرياني،الطقس المستعربي؛ هذه الطقوس لا تعني خلافات بين الطوائف، بل اختلافات وتنوعات «ثمار من شجرة واحدة».[521][522]
الطوائف الرئيسية
تكوّنت خلال مراحل التاريخ المسيحي فرق متعددة، والبعض من هذه الفرق ما زال موجودًا حتى الوقت الحالي وبعضها الآخر اندثر. أما أهم الطوائف المسيحية الحالية فهي:
الكاثوليكية: تتكون الكنيسة الكاثوليكية من تلك الكنائس التي يرأسها الأساقفة وفي شراكة معالبابا أسقف روما، باعتبارها أعلى سلطة لها في مسائل الإيمان والأخلاق وإدارة الكنيسة. وفُصِّلَ الإيمان الكاثوليكي فيالتعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية. تشمل تعاليمها الرحمة الإلهية والتقديس من خلال الإيمان والتبشير بالإنجيل بالإضافة إلىالتعاليم الاجتماعية الكاثوليكية التي تؤكد على الدعم الطوعي للمرضى والفقراء والمتضررين من خلالأعمال الرحمة الجسدية والروحية. تدير الكنيسة الكاثوليكية الآلاف منالمدارسوالجامعات والمستشفيات ودور الأيتام الكاثوليكية في جميع أنحاء العالم، وهي أكبر مزود غير حكومي للتعليم والرعاية الصحية في العالم.[523] من بين خدماتها الاجتماعية الأخرى العديد من المنظمات الخيرية والإنسانية. أمّاالقانون الكنسي للكنيسة الكاثوليكية فهو نظام من القوانين والمبادئ التشريعية التي تُوضع وتُنفذ من قبل السلطات العليا في الكنيسة الكاثوليكية لتنظيم هيكلها الخارجي وإدارتها وحياتها الكنسيَّة وشؤونها الداخلية، كما يهدف إلى تنظيم وتوجيه أنشطة وسلوكيات الكاثوليك بما يتماشى مع رسالة الكنيسة.[482] كان القانون الكنسي للكنيسة اللاتينية أول نظام قانوني غربي حديث، وهو أقدم نظام قانوني يعمل باستمرار في الغرب.[482] في حين أن التقاليد المميزة للقانون الكنسي الكاثوليكي الشرقي تحكم 23كنيسة كاثوليكية شرقية خاصة. باعتبارها أقدم وأكبر مؤسسة دولية تعمل باستمرار، فقد لعبتدورًا بارزًا في تاريخ وتطور الحضارة الغربية.[523] طورت الكنيسة الكاثوليكية ثقافة غنية تمتد إلى مجالات متعددة مثل الأدبوالفن والعمارةوالعلوم والمهرجانات. تستند هذه الثقافة إلى قوانين الكنيسة وتشريعاتها، وفلسفتها، ولاهوتها، وتقاليدها،وأسرارها المقدسة.[28] تنضوي 2,834كرسي أسقفي في 24 كنيسة خاصة مستقلة (أكبرهاالكنيسة اللاتينية)، ولكل منها تقاليدها الخاصة فيما يتعلق بالليتورجيا وإدارة الأسرار. تُكرَّممريم العذراء في الكنيسة الكاثوليكية بصفتهاوالدة الإلهوملكة الجنة، وكذلك فيالماريولوجيا (العلوم المريميّة) الكاثوليكية والعديد من الطقوس والتكريمات الأخرى مثلالمسبحة الوردية.[524] تضم الكنيسة الكاثوليكية أكثر من 1.3 مليار عضو مُعمد، وهي أكبر كنيسة مسيحية وتمثل 50.1% من مجمل المسيحيين بالإضافة إلى سدس سكان العالم.[37] يعيش الكاثوليك في جميع أنحاء العالم من خلال الإرساليات والشتات والتحولات الدينية.[37]
الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية: تتكون الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية (الخلقيدونية) منمجموعة بطريركيات وكنائس مستقلة في شراكة مع بعضها، مع كونبطريرك القسطنطينية المسكوني تاريخيًا الأول بين المتكافئين، الذي هم رؤساء الكنائس المستقلة التي تُؤلف «الكنيسة الأرثوذكسية الجامعة»، مع التأكيد على استقلالية الأجزاء المكونة لها، ومعظمهاكنائس وطنية.[525] يقوم لاهوت الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية على التقليد المقدس الذي يدمج المراسيم العقائديةللمجامع المسكونية السبعة، والكتاب المقدس، وتعليم آباء الكنيسة.[525] كما وتعترف بسبعة أسرار مقدسة رئيسية؛ أهمها سر الإفخارستيا. تُكرَّم مريم العذراء في الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية باعتبارهاوالدة الإله، وفي العديد من الطقوس الأخرى. لعبت الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية -باعتبارها واحدة من أقدم المؤسسات الدينية الباقية في العالم- دورًا بارزًا في تاريخ وثقافة شرقوجنوب شرق أوروباوالقوقازوالشرق الأدنى.[525] يعيش غالبية أتباع هذه الكنيسة البالغ عددهم 220 مليون بشكل رئيسي فيشرق أوروباوالبلقانوقبرصوجورجيا وأجزاء من منطقة القوقازوسيبيرياوالشرق الأقصى الروسي.[37] أكثر من نصف أتباع الكنيسة الأرثوذكسية، يتبعونالكنيسة الروسية الأرثوذكسية، وهناك مجتمعات أخرىكالروم الأنطاكيين الأرثوذكس في المناطق التي كانت تتبع بيزنطة سابقًا فيالأناضولوبلاد الشام.[37] المجتمعات الأرثوذكسية الشرقية موجودة أيضًا في أجزاء أخرى كثيرة من العالم،[37] خاصةً أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية وأستراليا، والتي تشكلت من خلال الشتات والنشاط التبشيري.
في العصور المبكرة للمسيحية، برز الفيلسوفالأفلاطونيفرفوريوس الصوري، واحدًا من أبرز النقاد في كتابه «ضد المسيحيين». جادلفرفوريوس الصوري بأن المسيحية كانت تستند إلى نبوءات كاذبة لم تتحقق بعد.[538] وفي العصر الحديث، واجهت المسيحية انتقادات من مجموعة من الحركات السياسية والإيديولوجيات. انتقد فلاسفة من الليبراليينوالشيوعيين، مثلجون ستيوارت ميلوكارل ماركس، العقيدة المسيحية على أساس أنها محافظة ومضادة للديمقراطية. وكتبفريدريك نيتشه أن المسيحية ترعى نوعًا من الأخلاق التي تقمع الرغبات الواردة في الإرادة البشرية.[539] أدتالثورة الروسيةوالثورة الصينية، وبعض الحركات الثورية الحديثة الأخرى أيضًا إلى نقد الأفكار المسيحية، كما أدت سياسيةإلحاد الدولةالماركسية اللينينية إلى إغلاق مئات الكنائس وترحيل آلاف الكهنة.[540] وعبّرَ الفيلسوفبيرتراند راسل عن انتقاده للمسيحية في كتابهلماذا لست مسيحيًا،[541] وانتقدأدولف هتلر المسيحية حيث تسجل المصادر عددًا من التصريحات الخاصة عن المسيحية والتي وصفها هتلر بأنها سخيفة، مخالفة للتقدم العلمي، ومدمرة اجتماعيًا.[542][543][544]
يستمر نقد المسيحية حتى الآن، على سبيل المثال، ينتقد عدد من اللاهوتيون اليهود والمسلمون عقيدةالثالوث الأقدس التي يؤمن بها معظم المسيحيين، مشيرين إلى أن هذه العقيدة تفترض في الواقع أن هناك ثلاثة آلهة، وتتعارض مع مبدأالتوحيد الأساسي.[545] وقد حددروبرت برايس إمكانية أن تستند بعض قصص الكتاب المقدس جزئيًا إلى أسطورة في «نظرية أسطورة المسيح ومشاكلها».[546] بالمقابل تتّفق النظرة التاريخية لدى غالبية المؤرخين على وجوديسوع فيالتاريخ، وعلى اعتبار قضيتيمعموديتهوصلبه حقيقتان تاريخيتان مسلّم بهما، لكون كلا الأمرين منصوص عنهما في الأدلة الخارجية عن يسوع.[547][548]
يُمكن تتبعاضطهاد المسيحيين تاريخيًا من القرن الأول للعصر المسيحي حتى يومنا هذا. استُهدفَ المبشرون المسيحيون والمتحولون إلى المسيحية في فترات مختلفة من خلال حملات اضطهاد منذ ظهور المسيحية. يُعتبر المسيحيون من أكثر الجماعات الدينيةتعرضًا للاضطهاد في العالم، خاصًة فيالشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوبوشرق آسيا.[561] وفقًا لتقرير نشر من قبل مركز بيو للأبحاث عام2013، كان عدد الدول التي تم اضطهاد المسيحيين أو التحرش بهم فيها بين عام 2006 وعام 2011 هو 145 دولة.[562] في عام2017 قدرت منظمة الأبواب المفتوحة أنَّ ما يقرب من 260 مليون مسيحي يتعرضون سنويًا "لاضطهاد شديد أو مرتفع جدًا"،[563] مع اعتباركوريا الشمالية الدولة الأكثر خطورة على المسيحيين.[564][565]
في عام2019، أُصدرَ تقرير بتكليف منوزارة الخارجية وشؤون الكومنولث للتحقيق في الاضطهاد العالمي للمسيحيين الذين يُكتشف أنهم يتعرضون لاضطهاد، حيث كان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والهند والصين وكوريا الشمالية وفي بعض دول أمريكا اللاتينية، أعلى من دول أخرى، ووجد التقرير أن الاضطهاد ظاهرة عالمية ولا تقتصر على الدول الإسلامية أوالدول الشيوعية.[566][567] وجد هذا التحقيق أن ما يقرب من 80% من المؤمنين المضطهدين في جميع أنحاء العالم هم من المسيحيين.[566]
^البعلبكي، منير (1991)."النَّصرانية؛ المسيحية".موسوعة المورد. موسوعة شبكة المعرفة الريفية. مؤرشف من الأصل في 5 نوفمبر 2013. اطلع عليه بتاريخ 23 تشرين الاول 2013.{{استشهاد ويب}}:تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^ابكارلتون هاريس، المسيحية والحضارة الغربية (1953)، مطبعةجامعة ستانفورد ص.50: إن السمات المميزة لحضارتنا الغربية، حضارة أوروبا الغربيّة والأمريكيتين؛ تشكلّت بشكل كبير من خلال الإرث الثقافي الروماني-اليوناني واليهودية والمسيحية بشكليها الكاثوليكية والبروتستانتية.
^Byrnes، Timothy A.؛ Katzenstein، Peter J. (2006).Religion in an Expanding Europe. Cambridge: Cambridge University Press. ص. 110.ISBN:978-0521676519.Christianity has undoubtedly shaped Western and European identity, culture, destiny, and history.
^E. McGrath، Alister (2006).Christianity: An Introduction. John Wiley & Sons. ص. 336.ISBN:1405108991.
^Rietbergen، Peter (2014).Europe: A Cultural History. Routledge. ص. 170.ISBN:9781317606307.
^Bautista، Julius؛ Gee Lim، Francis Khek (2009).Christianity and the State in Asia: Complicity and Conflict. Taylor & Francis. ص. 28.ISBN:9781134018871.
^Henderso، Errol A؛ Maoz، Zeev (2020).Scriptures, Shrines, Scapegoats, and World Politics: Religious Sources of Conflict and Cooperation in the Modern Era. Michigan: University of Michigan Press. ص. 129-130.ISBN:9780472131747.
^Watson Andaya، Barbara (25 يونيو 2018)."Christianity in Asia". Oxford Research Encyclopedias. مؤرشف منالأصل في 2024-02-08.a marked increase in Asian Christians, especially in Korea, India, and China, has led to predictions that by 2025 their numbers, now estimated at 350 million, will escalate to 460 million.
^ابJan Pelikan، Jaroslav (13 أغسطس 2022)."Christianity".موسوعة بريتانيكا. مؤرشف منالأصل في 2023-02-17.It has become the largest of the world's religions and, geographically, the most widely diffused of all faiths.
^Espin، Orlando (2007).Introductory Dictionary of Theology and Religious Studies. ص. 231.ISBN:0-8146-5856-3.
^اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، المطران إقيليمس يوسف داوود مطران دمشق وتوابعها للسريان الكاثوليك، مطابع الآباء الدومنيكانيين، دمشق 1896، ص.20. تذكرالأناجيل عددًا من المواقع التي تفيد بأن المسيح كان يستخدم الآرامية أو السريانية القديمة وليس العبرية، انظر متى 46/27 ومرقس 41/5 ويوحنا 42/1، وهو الأمر الذي كان منتشرًا في المجتمع العبري القديم فيفلسطين خصوصًا إثرسبي بابل.
^Gonzáles, Justo L. (2010). "The Early Church to the Dawn of the Reformation".The Story of Christianity. New York: HarperCollins Publishers. ج. 1. ص. 91–93.
^الغرايب، الحسن (2015). "الفصل الخامس: الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والدينية للمسيحيين خلال عصريّ المرابطين والموحدين". في عبد العزيز عينوز (المحرر).مسيحيو المغرب الأقصى في العصر الوسيط (ط. أولى). منشورات مطابع الرباط نت. ص. 226، 294-297.ISBN:9954567143.
^de Epalza، Mikel (1998). "Mozarabs: an Emblematic Christian Minority in Islamic al-Andalus".The Legacy of Muslim Spain. Routledge. ص. 148–170.ISBN:9781315239620.
^Cross، Frank Leslie؛ Livingstone، Elizabeth A. (2005). "Great Schism".The Oxford Dictionary of the Christian Church. Oxford: University Press. ص. 706.ISBN:978-0-19-280290-3.
^Grant, Edward.God and Reason in the Middle Ages. Cambridge University Press, 2004, 159
^Den Heijer، Alexandra (2011).Managing the University Campus: Information to Support Real Estate Decisions. Academische Uitgeverij Eburon.ISBN:9789059724877.Many of the medieval universities in Western Europe were born under the aegis of the Catholic Church, usually as cathedral schools or by papal bull as Studia Generali.
^Davidson، James D. (ديسمبر 1994). "Religion Among America's Elite: Persistence and Change in the Protestant Establishment".Sociology of Religion. ج. 55 ع. 4: 419–440.DOI:10.2307/3711980.JSTOR:3711980.
^Haynes, Jeffrey (13 Jan 2016).Routledge Handbook of Religion and Politics (بالإنجليزية). Routledge.ISBN:978-1-317-28746-9.
^صعب، أديب (2006).دور المسيحيين في الحضارة العربية-الإسلامية. دار النهار للنشر. ص. 8-22.دور المسيحيين في عصر النهضة العربية الحديثة: حيث كان لهم إسهام كبير في ذلك من عدة نواح في العلم والطب والثقافة والأدب والشعر والتعليم والتجارة والعمارة والقومية العربية، متجليا دورهم بشكل خاص في سوريا الطبيعية.
^المسيحية عبر تاريخها في المشرق، الفصل السابع والعشرون: المسيحيون والنهضة العربية ص. 797-823
^Fawaz، Leila (1995).An Occasion for War - Civil Conflict in Lebanon and Damascus in 1860. California: University of California Press. ص. 132.ISBN:0-520-08782-8.
^Greenberg، Udi؛ A. Foster، Elizabeth (2023).Decolonization and the Remaking of Christianity. Pennsylvania: University of Pennsylvania Press. ص. 105.ISBN:9781512824971.
^ابJames L. Barton,Turkish Atrocities: Statements of American Missionaries on the Destruction of Christian Communities in Ottoman Turkey, 1915–1917. Gomidas Institute, 1998, (ردمك1-884630-04-9).
^ابW. Goheen، Michael (2014).Introducing Christian Mission Today: Scripture, History and Issues. University of British Columbia Press. ص. 206.ISBN:9780830895434.
^"لماذا تزدهر البروتستانتية في العالم النامي". ذي إيكونوميست. 18 نوفمبر 2017. مؤرشف منالأصل في 2022-10-28.نمت الخمسينية بنسبة 2.2 في المائة كل عام، عن طريق التحول الديني بشكل رئيسي. نصف مسيحيي العالم النامي هم من الخمسينيين أو الإنجيليين أو الكاريزماتيين.{{استشهاد بمجلة}}:الاستشهاد ب$1 يطلب|$2= (مساعدة)(بالإنجليزية)
^Bobbio, Norberto and Allan Cameron,Left and Right: The Significance of a Political Distinction.دار نشر جامعة شيكاغو, 1997, p. 51, 62. (ردمك978-0-226-06246-4)
^Perry، Samuel L.؛ Whitehead، Andrew L. (2020).Taking America Back for God: Christian Nationalism in the United States.دار نشر جامعة أكسفورد. ص. 7–10.ISBN:978-0-19-005789-3.
^Dorrien، Gary (2001).The Making of American Liberal Theology: Imagining Progressive Religion, 1805-1900. Westminster John Knox Press. ج. 1. ص. xv.ISBN:9780664223540.
^ابN. Stearns، Peter (2008).The Oxford Encyclopedia of the Modern World.دار نشر جامعة أكسفورد. ص. 179.ISBN:9780195176322.Uniformly practiced by Jews, Muslims, and the members of Coptic, Ethiopian, and Eritrean Orthodox Churches, male circumcision remains prevalent in many regions of the world, particularly Africa, South and East Asia, Oceania, and Anglosphere countries.
^Gruenbaum، Ellen (2015).The Female Circumcision Controversy: An Anthropological Perspective. University of Pennsylvania Press. ص. 61.ISBN:9780812292510.Christian theology generally interprets male circumcision to be an Old Testament rule that is no longer an obligation ... though in many countries (especially the United States and Sub-Saharan Africa, but not so much in Europe) it is widely practiced among Christians
^مدخل إلى العهد الجديد، العهد الجديد، لجنة من اللاهوتيين، دار المشرق، الطبعة السادسة عشر، بيروت 1988، بإذن الخور أسقف بولس باسيم، النائب الرسولي للاتين في لبنان، ص.17
^أنظرتاريخ الحضارة المجلد الثالث، الكتاب الخامس، الباب الثامن والعشرون، الفصل الثاني."نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2020-05-31. اطلع عليه بتاريخ2010-08-13.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^ابHartmann، Wilfried؛ Pennington، Kenneth، المحررون (2012).The history of Byzantine and Eastern canon law to 1500. History of Medieval canon law, 4. Washington, D.C.: Catholic University of America Press. ص. 119.ISBN:978-0-8132-1947-9.OCLC:815276580.
^ابPlekon، Michael (2003).Tradition Alive: On the Church and the Christian Life in Our Time: Readings from the Eastern Church. Rowman & Littlefield. ص. 70.ISBN:978-0-7425-3163-5.
^التعليم المسيحي للشبيبة الكاثوليكية - بالعربية، مجموعة من الأساقفة بموافقة البابا بندكت السادس عشر، مكتب الشبيبة البطريركي، بكركي 2012، ص.159
^Koenig، Harold G.؛ Dykman، Jackson (2012).Religion and Spirituality in Psychiatry. Cambridge: Cambridge University Press. ص. 43.ISBN:9780521889520.
^Burke، John (1999).Catholic Marriage. Paulines Publications Africa. ص. 98.ISBN:9789966081063.
^Weitz, Lev E.Between Christ and Caliph: Law, Marriage, and Christian Community in Early Islam (بالإنجليزية). University of Pennsylvania Press. p. 204.ISBN:978-0-8122-5027-5.
^Geisler, Norman L. (1 Sep 1989).Christian Ethics: Contemporary Issues and Options (بالإنجليزية). Baker Books. p. 334.ISBN:978-1-58558-053-8.
^Miller, Stephen M. (15 Apr 2014).100 Tough Questions about God and the Bible (بالإنجليزية).Baker Academic. p. 225.ISBN:9781441263520.ومع ذلك، فإن معظمهم يعظون بالإعتدال: الكنيسة الكاثوليكية، والأنجليكانية، واللوثرية، والأرثوذكسية الشرقية.
^"جلب احتجاج الختان إلى فلورنسا".أسوشيتد برس. 30 مارس 2008. مؤرشف منالأصل في 2023-02-13.ومع ذلك، لا تزال ممارسة ختان الذكور شائعة بين المسيحيين في الولايات المتحدة ودول الأنجلوسفير وأوقيانوسيا وكوريا الجنوبية والفلبين والشرق الأوسط وأفريقيا. ينظر بعض المسيحيين في الشرق الأوسط لهذا الإجراء على أنه من طقوس العبور.(بالإنجليزية)
^ابH. Bulzacchelli، Richard (2006).Judged by the Law of Freedom: A History of the Faith-works Controversy, and a Resolution in the Thought of St. Thomas Aquinas.University Press of America. ص. 19.ISBN:9780761835011.The Ethiopian and Coptic Churches distinguishes between clean and unclean meats, observes days of ritual purification, and keeps a kind of dual Sabbath on both Saturday and Sunday.
^Mary Cecil, 2nd Baroness Amherst of Hackney (1906).A Sketch of Egyptian History from the Earliest Times to the Present Day (بالإنجليزية). Methuen. p. 399.Prayers 7 times a day are enjoined, and the most strict among the Copts recite one of more of the Psalms of David each time they pray. They always wash their hands and faces before devotions, and turn to the East.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link)
^Bingham, Joseph (1840).The antiquities of the Christian Church (بالإنجليزية). W. Straker. p. 396.In the middle of which stood a Fountain for washing as they entered into the Church, called Cantharus and Phiala in some authors. It is further to be noted, that in the middle of the atrium, there was commonly a fountain, or a cistern of water, for people to wash their hands and face, before they went into the church.
^ابيان برادلي (2 Nov 2012).Water: A Spiritual History (بالإنجليزية).دار بلومزبري.ISBN:978-1-4411-6767-5.It was probably out of the Jewish rite that the practice developed among early Christians, especially in the east, of washing their hands and feet before going into church. Early Christian basilicas had a fountain for ablutions, known as cantharus or phiala, and usally placed in the centre of the atrium. They are still found in some Eastern Orthodox churches, notably at the monastery of Laura at Mount Athos, where the phiala is an imposing struture in front of the entrance covered by a dome resting on eight pillars. In several Orthodox churches today worshippers take off heir shoes and wash their feet before entering the church just as Muslims do before going into a mosque.
^Soloviĭ, Meletiĭ M. (1970).Eastern Liturgical Theology: General Introduction (بالإنجليزية). Ukrainian Catholic Religion and Culture Society of Etobicoke (Toronto) and Ukrainian Catholic Youth of Canada. p. 68.
^W. Kling، David (2020).A History of Christian Conversion. Oxford University Press. ص. 586-587.ISBN:9780195320923.
^R. Ross، Kenneth (2017).Christianity in Sub-Saharan Africa: Edinburgh Companions to Global Christianity. Edinburgh University Press. ص. 17.ISBN:9781474412049.
^Woodhea، Linda (2004).An Introduction to Christianity. Cambridge University Press. ص. 386.ISBN:9780521786553.Growth is related not only to conversion but also to a high rate of population growth.
^R.V، Dmitriev (2018).African Studies in Russia: Works of the Institute for African Studies of the Russian Academy of Sciences Yearbook 2014-2016. MeaBooks Inc. ص. 60.ISBN:9781988391069.Consequently, conversion influences the growth of the Christian community to a far greater degree than the Muslim one, delivering nearly 29% of the Christian population's annual growth.
^ابRambo، Lewis Ray؛ Farhadian، Charles E.، المحررون (2014).The Oxford Handbook of Religious Conversion p.58-61. Oxford University Press.ISBN:978-0-19-533852-2.
^Blainey، Geoffrey (2011).A Short History of Christianity. Penguin Random House Australia.ISBN:978-1-74253-416-9.Since the 1960s, there has been a substantial increase in the number of Muslims who have converted to Christianity
^Abulafia، Anna Sapir، المحرر (2002).Religious Violence Between Christians and Jews: Medieval Roots, Modern Perspectives. UK: Palgrave. ص. xii.ISBN:978-1-34942-499-3.
^ابCurtis، Michael (2018).Secular Nationalism and Citizenship in Muslim Countries: Arab Christians in the Levant. Springer. ص. 11.ISBN:9781351510721.Christian contributions to art, culture, and literature in the Arab-Islamic world; Christian contributions education and social advancement in the region.
^Jenkins، Philip (2020).The Rowman & Littlefield Handbook of Christianity in the Middle East. Rowman & Littlefield. ص. XLVIII.ISBN:9781538124185.
^Brague، Rémi (2009).The Legend of the Middle Ages: Philosophical Explorations of Medieval Christianity, Judaism, and Islam. University of Chicago Press. ص. 164.ISBN:9780226070803.
^انظر المجمع الفاتيكاني الثانيفي عصرنا بيان في علاقات الكنيسة مع الديانات غير المسيحية، فقرة 3نسخة محفوظة 23 سبتمبر 2017 على موقعواي باك مشين.
^G. Koenig، Harold (2009).Religion and Spirituality in Psychiatry. Cambridge University Press. ص. 31.ISBN:9780521889520.The Bible is the most globally influential and widely read book ever written. ... it has been a major influence on the behavior, laws, customs, education, art, literature, and morality of Western civilization.
^Gilley، Sheridan (2006).The Cambridge History of Christianity: Volume 8, World Christianities C.1815-c.1914. Brian Stanley. Cambridge University Press. ص. 164.ISBN:0521814561.... Many of the scientists who contributed to these developments were Christians...
^L. Johnson، Eric (2009).Foundations for Soul Care: A Christian Psychology Proposal. InterVarsity Press. ص. 63.ISBN:0830875271.... . Many of the early leaders of the scientific revolution were Christians of various stripes, including Roger Bacon, Copernicus, Kepler, Francis Bacon, Galileo, Newton, Boyle, Pascal, Descartes, Ray, Linnaeus and Gassendi...
^S. Kroger، William (2016).Clinical and Experimental Hypnosis in Medicine, Dentistry and Psychology. Pickle Partners Publishing.ISBN:1787203042.Many prominent Catholic physicians and psychologists have made significant contributions to hypnosis in medicine, dentistry, and psychology.
^ابجدE. McGrath، Alister (2006).Christianity: An Introduction. John Wiley & Sons. ص. 336.ISBN:1405108991.Virtually every major European composer contributed to the development of church music. Monteverdi, Haydn, Mozart, Beethoven, Rossini, and Verdi are all examples of composers to have made significant contributions in this sphere. The Catholic church was without question one of the most important patrons of musical developments, and a crucial stimulus to the development of the western musical tradition.
^What Christianity Has Done for the World. Rose Publishing Inc. 2014.ISBN:1628621060.Christian, also contributed much to the world of music. A prolific composer, Bach regularly wrote sacred music, dedicating his efforts to the glory of God.
^A. Spinello، Richard (2012).The Encyclicals of John Paul II: An Introduction and Commentary. Rowman & Littlefield Publishers. ص. 147.ISBN:1442219424.... The insights of Christian philosophy "would not have happened without the direct or indirect contribution of Christian faith" (FR 76). Typical Christian philosophers include St. Augustine, St. Bonaventure, and St. Thomas Aquinas. The benefits derived from Christian philosophy are twofold....
^Roy Vincelette، Alan (2009).Recent Catholic Philosophy: The Nineteenth Century. Marquette University Press.ISBN:0874627567.... .Catholic thinkers contributed extensively to philosophy during the Nineteenth Century. Besides pioneering the revivals of Augustinianism and Thomism, they also helped to initiate such philosophical movements as Romanticism, Traditionalism, Semi-Rationalism, Spiritualism, Ontologism, and Integralism...
^Hillerbrand، Hans J. (2016).Encyclopedia of Protestantism: 4-volume Set. Pickle Partners Publishing. ص. 174.ISBN:1787203042.... In the centuries succeeding the REFORMATION the teaching of Protestantism was consistent on the nature of work. Some Protestant theologians also contributed to the study of economics, especially the nineteenth-century Scottish minister THOMAS CHALMERS....
^Ernst، Troeltsch (2017).Protestantism and Progress: A Historical Study of the Relation of Protestantism to the Modern World. Routledge. ص. 80.ISBN:1351496115....It is clear enough without this that the contribution of Protestantism to modern economic development, which is, in point of fact, one of the most characteristic features of our modern world, is to be ascribed, not to Protestantism as a whole, but primarily to Calvinism, Pietism, and the Sectaries, and that even with them this contribution is only an indirect and consequently an involuntary one.
^باروخ شاليف، 100 عام على جوائز نوبل (2003)، مطبعة الناشرون والموزعون آتلانتك ص.57: بين الأعوام 1901 و2000 تبيّن أن 654 حاصل علىجائزة نوبل انتمى إلى 28 ديانة، وينتمي حوالي (65.4%) من الحاصلين علىجائزة نوبل إلى الديانة المسيحية بطوائفها المتعددة. (ردمك978-0935047370)
^ابBeit-Hallahmi، Benjamin (2014).Psychological Perspectives on Religion and Religiosity. Routledge. ص. 215-220.ISBN:9781317610366.
^ابLindberg، David C.؛Numbers، Ronald L. (1986)، "Introduction"،God & Nature: Historical Essays on the Encounter Between Christianity and Science، Berkeley and Los Angeles: University of California Press، ص. 5, 12،ISBN:978-0-520-05538-4
^ابSquatriti، Paolo (2002).Water and Society in Early Medieval Italy, AD 400–1000, Parti 400–1000. Cambridge University Press. ص. 54.ISBN:9780521522069.
^Channa، Subhadra (2009).The Forger's Tale: The Search for Odeziaku. Indiana University Press. ص. 284.ISBN:9788177550504.A major contribution of the Christian missionaries was better health care of the people through hygiene. Soap, tooth–powder and brushes came to be used increasingly in urban areas.
^Ferguson, KittyPythagoras: His Lives and the Legacy of a Rational Universe Walker Publishing Company, New York, 2008, (page number not available – occurs toward end of Chapter 13, "The Wrap-up of Antiquity"). "It was in the Near and Middle East and North Africa that the old traditions of teaching and learning continued, and where Christian scholars were carefully preserving ancient texts and knowledge of the ancient Greek language."نسخة محفوظة 2022-05-10 على موقعواي باك مشين.
^Hill, Donald.Islamic Science and Engineering. 1993. Edinburgh Univ. Press. (ردمك0-7486-0455-3), p. 4
^Kitty Ferguson (2011).Pythagoras: His Lives and the Legacy of a Rational Universe. Icon Books Limited. ص. 100.ISBN:978-1-84831-250-0. مؤرشف منالأصل في 2020-03-09.It was in the Near and Middle East and North Africa that the old traditions of teaching and learning continued, and where Christian scholars were carefully preserving ancient texts and knowledge of the ancient Greek language
^Hyman and WalshPhilosophy in the Middle Ages Indianapolis, 1973, p. 204' Meri, Josef W. and Jere L. Bacharach, Editors,Medieval Islamic Civilization Vol. 1, A–K, Index, 2006, p. 304.
^Curtis، Michael (2017).Jews, Antisemitism, and the Middle East. Routledge. ص. 173.ISBN:9781351510721.
^D. Barr، Michael (2012).Cultural Politics and Asian Values. Routledge. ص. 81.ISBN:9781136001666.
^ابMeyendorff، John (1989).Imperial unity and Christian divisions: The Church 450-680 A.D. The Church in history. Crestwood, NY: St. Vladimir's Seminary Press. ج. 2.ISBN:978-0-88141-055-6.
^Barry، James (2019).Christians in Iran and Azerbaijan. Cambridge University Press. ص. 241-242.ISBN:9781108429047.
^Hunter، Erica C.D. (2014). "The Holy Apostolic Catholic Assyrian Church of the East". في Leustean، Lucian N. (المحرر).Eastern Christianity and Politics in the Twenty-First Century. London & New York: Routledge. ص. 601–620.ISBN:978-1-317-81866-3.
^ابجParry, Ken; Melling, David J.; Brady, Dimitri; Griffith, Sidney H.; Healey, John F., eds. (1 Sep 2017) [1999]. "Church of the East".The Blackwell Dictionary of Eastern Christianity (بالإنجليزية). Oxford, UK: Blackwell Publishing Ltd. pp. 122–3.DOI:10.1002/9781405166584.ISBN:978-1-4051-6658-4.
^Melton, J. Gordon; Baumann, Martin (2010).Religions of the World: A Comprehensive Encyclopedia of Beliefs and Practices, 2nd Edition [6 volumes] (بالإنجليزية). ABC-CLIO. p. 620.ISBN:978-1-59884-204-3.
^Le Roy Froom,Prophetic Faith of Our Fathers, Vol. I, Washington D.C. Review & Herald 1946, p. 328.
^Robert R. Palmer and Joel Colton,A History of the Modern World (New York: McGraw Hill, 1995), p.630.
^Robert R. Palmer and Joel Colton,A History of the Modern World (New York: McGraw Hill, 1995).
^Russell on Religion: Selections from the Writings of Bertrand Russell by Bertrand Russell, Stefan Andersson and Louis Greenspan 1999 (ردمك0-415-18091-0) pages 77–87
^Albert Speer; Inside the Third Reich: Memoirs; Translation by Richard and Clara Winston; Macmillan; New York; 1970; p.123: Speer considered Bormann to be the driving force behind the regime's campaign against the churches and wrote that Hitler approved of Bormann's aims, but was more pragmatic and wanted to "postpone this problem to a more favourable time". He writes: "'Once I have settled my other problem,' [Hitler] occasionally declared, 'I'll have my reckoning with the church. I'll have it reeling on the ropes.' But Bormann did not want this reckoning postponed [...] he would take out a document from his pocket and begin reading passages from a defiant sermon or pastoral letter. Frequently Hitler would become so worked up... and vowed to punish the offending clergyman eventually... That he could not immediately retaliate raised him to a white heat...'
^Joseph Goebbels (Fred Taylor Translation) The Goebbels Diaries 1939–41; Hamish Hamilton Ltd; London; 1982; p.340: Goebbels wrote in April 1941 that though Hitler was "a fierce opponent" of the Vatican and Christianity, "he forbids me to leave the church. For tactical reasons."
^Cameron, Norman; Stevens, R. H. Stevens; Weinberg, Gerhard L.; Trevor-Roper, H. R. (2007). Hitler's Table Talk 1941-1944: Secret Conversations. New York: Enigma Books pp. 59–61: Hitler says: "The dogma of Christianity gets worn away before the advances of science. Religion will have to make more and more concessions. Gradually the myths crumble. All that's left is to prove that in nature there is no frontier between the organic and the inorganic. When understanding of the universe has become widespread, when the majority of men know that the stars are not sources of light but worlds, perhaps inhabited worlds like ours, then the Christian doctrine will be convicted of absurdity."
^Christianity: An Introduction by Alister E. McGrath 2006 (ردمك1-4051-0899-1) pp. 125–126.
^" The Christ Myth Theory and its Problems ", published 2011 by American Atheist press, Cranford, New Jersey, (ردمك1-57884-017-1)
^Van Voorst, Robert E (2000).Jesus Outside the New Testament: An Introduction to the Ancient Evidence. Eerdmans Publishing.ISBN 0-8028-4368-9 page 16 states that modern scholarship views the theories of non-existence of Jesus as effectively refuted.
^Dulles، Avery Robert Cardinal (2005).A History of Apologetics. San Francisco: Ignatius Press. ص. 120.ISBN:978-0-89870-933-9.
^Howson، Colin (28 يوليو 2011).Objecting to God. Cambridge University Press. ص. 92.ISBN:9781139498562. مؤرشف منالأصل في 2022-02-19.Nor is the agreement coincidental, according to a substantial constituency of religious apologists, who regard the inflationary Big Bang model as direct evidence for God. John Lennox, a mathematician at the University of Oxford, tells us that 'even if the non-believers don't like it, the Big Bang fits in exactly with the Christian narrative of creation'. ... William Lane Craig is another who claims that the Biblical account is corroborated by Big Bang cosmology. Lane Craig also claims that there is a priorproof that there is a God who created this universe.
^Sandford Graham، Gerald (2003).Christianophobia: A Faith Under Attack. Wm. B. Eerdmans Publishing. ص. XVIII.ISBN:9780802869852.
^Flusty، Steven (2004).De-Coca-colonization: Making the Globe from the Inside Out. New York, London: Routledge. ص. 208.ISBN:9780415945387.
^Sandford Graham، Gerald (2008).Perspectives of Empire: Essays Presented to Gerald S. Graham. University of Michigan Press.ISBN:9780582502642.
^Henry Liddell, Robert Scott, Henry Jones, and Roderick McKenzie.A Greek-English Lexicon. Oxford: Clarendon Press, 1996. pp. 1189, 1939.
^M. Paraskeva، João (2016).Curriculum Epistemicide: Towards An Itinerant Curriculum Theory. Routledge. ص. 87-95.ISBN:9781317562016.
^Amin، Samir (1994).Re-Reading the Postwar Period. Monthly Review Press.ISBN:9780853458937.
^Kaplan، S. (1 يناير 2005). ""Religious Nationalism": A Textbook Case from Turkey".Comparative Studies of South Asia, Africa and the Middle East. ج. 25 ع. 3: 665–676.DOI:10.1215/1089201x-25-3-665.ISSN:1089-201X.
^Tieszen، Charles (2018).Theological Issues in Christian-Muslim Dialogue. Wipf and Stock Publishers Publishers.ISBN:9781532610592..Christians are persecuted, sometimes in majority Muslim countries... Many of these countries are predominantly Muslim have been experiencing increasing persecution. .
معلومات
^تؤكد المراجع الأكاديمية المختلفة بالإجماع وَضِع ومكانة الديانة المسيحيةكديانة توحيديّة. منها:الموسوعة الكاثوليكية (في مقالة "توحيدية")؛ ووليام ف. أولبرايت في (كتابمن العصر الحجري إلى المسيحية)، وريتشارد نيبور في (كتابمصادر الأديان التوحيدية)، وكيرش في (كتاب الله ضد الآلهة)، وودهيد في (كتابمقدمة إلى المسيحية)،وموسوعة كولومبيا في (مقالةتوحيدية)، وفي القاموس الجديد الثقافي في (مقالةتوحيدية)، وفي قاموس اللاهوت الجديد في (مقالةبولسنسخة محفوظة 4 يوليو 2018 على موقعواي باك مشين.؛ صفحة. 496–99)، وفيالموسوعة البريطانية (مقالةالتوحيد ومقالةمسيحيّة) حيث تذكر: يضع الباحثون المعاصرون محور التقليد الإيمان المسيحي في سياق الأديان التوحيدية.[6]
^ألغيت محاكم التفتيش في القرن التاسع عشر وغدا اسمها في القرن العشرين المجمع المقدس لشؤون العقيدة والإيمان؛ وتعتبر محاكم التفتيش من أكثر مؤسسات البشرية سيئة الصيت، وقد بُولغَ في نقل أفعالها حتى قيل أنه راح ضحيتها خمسة ملايين إنسان، في حين توضح كارين آرمسترونغ ومؤرخون آخرون، أن ضحايا محاكم التفتيش لا يتجاوز 13 ألفًا منذ تأسيسها عام 1250 حتى إلغائها عام 1834.[149] انظر أيضًا: النزعات الأصولية، ص. 22-23.
^عادةً ختان الذكور في الكنائس القبطيّة والكنائس المسيحية الأخرى: تحتفظالكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصروكنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية - وهي من أقدم أشكال المسيحية المبكرة - على العديد من المميزات التي تعود إلى عصور المسيحية المبكرة، بما في ذلك ختان الذكور. كما يُمارس اليوم ختان الذكور على نطاق واسع في العديد من البلدان ذات الغالبية المسيحية (مثل الولايات المتحدة والفلبين)، وبين العديد من المجتمعات المسيحيَّة في دولالأنجلوسفير وأفريقيا والشرق الأوسط وأوقيانوسيا وكوريا الجنوبية وغيرها من المناطق.[272] "أسقطت شريعة الختان في المسيحية في المجمع الأول في أورشليم في حوالي العام 50 كما ذكر في الكتاب المقدس في سفر أعمال الرسل 15/ 23-30، الأ أن الكنائس الأرثوذكسية المشرقية مثل كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية وكنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإريترية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية تفرض شريعة الختان على الذكور وتعطيه بُعد ديني".[273]
^تبيح الكنيسة الكاثوليكية للكاثوليك الزواج من غير المعمّدين (اليهود والمسلمين) في الكنيسة، من خلال تشريع «التفسيح البولسي»، ويتم "بشرط ألا يكون هناك خطر على إيمان الطرف الكاثوليكي ولا على تنشئة الأولاد على الإيمان الكاثوليكي".[302] ترفض الكنائس الأرثوذكسية زواج المسيحيين من غير المسيحيين، وتطلب من الطرف غير المسيحي تغيير الملّة وقبول المعمودية ليُباح بذلك الزواج المختلط، أما الكنيسة الآشورية فتنص تشريعاتها على أنه لا يجوز للمرأة المسيحية أن تتزوج بغير المسيحي، في حين يجوز للرجل المسيحي الزواج من غير المسيحية.[303]
^يُكرّم الدروز يسوع «ابنيوسفومريم» والذي يعتبر في معتقدهم المسيح المنتظر وواحدًا من الأنبياء السبعة الناطقين.[433] وتكرم كلا الديانتين أيضًايوحنا المعمدان والقديسجرجس والنبيإيليا أو كما يسمى عند الدروزبالخضِر،والإنجيليون الأربعة وغيرهم من الشخصيات المشتركة المقدسة والمبجلة.[434]