المدح فيالموسيقى هو قالب موسيقي مصري صميم. لكن عادةً حينما نطلق على أحد أنماط الموسيقى كلمة قالب فهذا يعنى ان هذا النوع من الموسيقى له طريقة صياغة موسيقية محددة الشكل والمعنى، ولكن في حالة المديح فليس للمديح صيغة موسيقية محددة، ومع ذلك يمكن التعرف عليه من خلال نوعيةالكلماتالشعروالإيقاع المصاحب له. وغالباً يدور المديح حول عدةمقامات موسيقية، من أشهرها البياتى، الهزام،الراست، الصَبا والنيرز (وهو المسمى بالرست المصري). لذلك يمكن اعتبار المديح قالباً مستقلاً بما أنه من الممكن التعرف عليه بسهولة من خلال المقومات السابقة:الشعر،الإيقاع،المقامات وطريقةتلحينها من خلال التفاعيل الموسيقية المستخدمة.
انتشر غناء المديح فيمصر مع انتشارالتصوف وأخذ في التطور ببطء. ومع دخولالأيوبيين اندمج أسلوبالذكر عند الأيوبين واختلط معالأذكار الصوفية وطريقة إنشادالمولويةوأسلوبهم الحركي (طريقة رقصهم) ليصنع نوعاً جديداً من المديح الذي يعتمد علىالمطرب والكثير من الناس الذين يتحركون ويتمايلون يميناً ويساراً مع غناء المداح. وهذه الطريقة الحركية التي يستخدمها الآن المتصوفون المصريون هي ما تسمى بالذِّكر، وفكرتها أن كثرة الحركة والتمايل بانتظام شديد مع موسيقى المنشدين والمداحين تقوم بتفريغ الذهن تماماً من مشاغل الحياة حتى يصل الإنسان إلىالتوحد مع نفسه دون الآخرين. وبعض الناس يعتبر هذا النوع من التمايل أو الرقص شيئاً مهيناً، والبعض الآخر يعتبرها طريقةً عظيمةً للعلاج النفسي من ضغوط الحياة.
ومع الوقت تداخل أسلوب موسيقى الريف المصري مع أسلوب المدح القديم، وذلك لانتشار الكثير من المداحين القادمين من خارجالقاهرةوالإسكندرية حتى أصبح أغلب المداحين من جنوب مصر وأصبح مع الوقت فناً خاصاً بهم.ومع الوقت أصبح المديح فناً شعبياً مصرياً كجزء منالموسيقى الشعبية المصرية.