طبقًاللمعتقدات المسيحيةوللعهد الجديد فإن يسوع موجود منذ الأزل وهو غير مخلوق لكونه منالله،[3] يعتمد على عدد من آياتالعهد الجديد لإثبات ذلك(1) أبرزها فاتحةإنجيل يوحنا:في البدء كان الكلمة، وكان الكلمة عند الله وكان الكلمة هو الله.يوحنا 1/1] ثار بدايةالقرن الرابع جدل حول إذا ما كانت الآيات التي يعتمد عليها اليوم في إثبات أزليته تعني أنه أزلي حقًا أو أنه قد خلق قبل إنشاء العالم ولكنه بالنهاية خليق، دعيي مؤيدو النظرية الثانية «بالعدميين» لأنهم أشاروا إلى خلقالابن من العدم، واعتبرالمذهب الآريوسي جامعًا لهم، ما دفع إلى انعقادمجمع نيقية فيمايوويونيو325 لحسم الجدل في القضية، ووجد المجمع بأغلبية 316 أسقفًا من أصل 318 أسقف شاركوا به بأنالابنكالآب يتمتع بصفة الأزلية أي أنه لا بداية له.[4]
يعتقد المسيحيون بما فيهم من عارض أزلية المسيح وألوهيته الكاملة، بأن هذاالابن والذي يسمى أيضًا الكلمة به قد خلق العالم،يوحنا 10/1] ولأجله،كولوسي 16/1] وأنه قد صار بشرًا،يوحنا 14/1]1كورنثس 47/15] ودعي يسوع،فعيد الميلاد هو ذكرى ميلاده بالجسد وليس خلقه كسائر البشر، إذ إنه:الكائن في صورة الله، لم يعتبر مساواته لله خلسة أو غنيمة يتمسك بها، بل أخلى ذاته متخذًا صورة عبد صائرًا شبيهًا بالبشر.فيلمون 6/2] أي قد أخذ اختياريًا جسدًا بشريًا وطبيعة بشرية دون أن يكفّ عن أن يكون الله، بمعنى آخر لم يتخل عن لاهوته ليصير إنسانًا بل نحى جانبًا من مجده وسلطانه ومعرفته ليستطيع أن يكون خاضعًا للزمان والمكان والكثير من الحدود البشرية الأخرى.[5] فهو بتجسده شابه البشر بكل شيء عدا الخطيئة، وكان بذلك الإنسان الوحيد على الأرض الذي ظهر دون خطيئة.[6] وعلى الرغم من تجسده فهو لم يبارح مكانه في السماء ولم ينفصل عن الآب،يوحنا 13/3] ذلك لأن الطبيعة الإلهية وفق المعتقدات الفلسفية والدينية عمومًا، منزهة عن التغيير والانقسام.
السبب الرئيسي للتجسد والدافع له، هو محبة الله للبشرية ورغبته ليش فقط ببداية عهد جديد وإياهم يكشف به عن ذاته بشكل مباشر، بل ولتخليصهم من آثامهم المتوارثة منذ بدء الخليقة.يوحنا 16/3] وهو أمر لم يتم مصادفة فقد وعد الله بهآدموحواء إثر طردهما من الجنة، وحدثإبراهيم عنه وأخبرداود بأن من نسله سيأتي «المخلص» الذي يدعى أيضًا «المسيح». عمومًا فإن جميع نبؤؤات العهد القديم تحدثت عنه، وحددت مجريات حياته، وهو ما انطبق وفقعلم اللاهوت في شخص يسوع.[7]
العقائد المسيحية تشير إلى أن الله حاول مرات عديدة خلال التاريخ البشري أن يقوم بفعل التجسد، غير أن ما أعاقه فعلاً هو الخطايا والأثام التي يرتكبها المختارون حتى الأنبياء منهم،(2) وبالتالي فهو لم يستطع التجسد حتى ظهورمريم العذراء التي كانت مطيعة للشريعة ولم تخطأ أو تخالف إرادة الله، وقبلت بحرية أن تكون أمالابن، فمن خلال قبولها ساهمت مساهمة فعلية في العمل الخلاصي، وانطلاقًا من هذا المعتقد يكرمهاالمسيحيون. أيضًا فإنعلماء اللاهوت ومفسريالكتاب المقدس يرون أن سلاسل نسب المسيح المذكورة فيإنجيل متىوإنجيل لوقا تندرج في بعدها الرمزي في إطار العثرات التي وضعها البشر في وجه التجسد.[8]
^جاء في قرارات المجمع "مولود غير مخلوق، مساو للآب في الجوهر، مولود من الآب قبل كل الدهور"، انظربعض قرارات مجمع نيقية الأول، الموسوعة العربية المسيحية، 27 كانون الأول 2010.نسخة محفوظة 18 يناير 2012 على موقعواي باك مشين.