مجمع معابد الكرنك، المعروف اختصارًا باسم الكرنك (/ˈkɑːr.næk/)، هو أحد أضخم المجمعات الدينية في العالم القديم، إذ يضمّ مزيجًا واسعًا من المعابد والأبهاء الضخمة (البوابات العملاقة) والمقاصير والمنشآت الأخرى، ويقع بالقرب من مدينةالأقصر في مصر.
كانت المنطقة المحيطة بالكرنك تُعرف في مصر القديمة باسم إيبت إيسوت، أي «أقدس الأماكن المختارة»، وكانت المركز الرئيسي لعبادة ثالوث طيبة المقدّس فيالأسرة الثامنة عشرة، والذي يتألف من الإلهآمون رئيسًا، ومعه الإلهةموت والإلهخونسو.
يُعدّ الكرنك جزءًا من المدينة الأثرية العظيمةطيبة، وقد أُدرج عام 1979 ضمن قائمة التراث العالميلليونسكو إلى جانب باقي معالم المدينة. يستمدّ الكرنك اسمه من القرية الحديثة المجاورة المسماة “الكرنك”، الواقعة على بُعد نحو 2.5 كيلومتر شمال مدينة الأقصر.
سُمّي المعبد بهذا الاسم نسبةلمدينة الكرنك وهو اسم حديث محوّر عنالكلمة العربيةخورنق وتعني القرية المحصنة والتي كانت قد أُطلقت على العديد من المعابد بالمنطقة خلال هذه الفترة.[1]بينما عرف المعبد في البداية باسم«بر امون» أي معبد آمون أو بيت آمون، وخلال عصرالدولة الوسطى أطلق عليه اسمإبت سوت والذي يعني الأكثر اختيارًا من الأماكن (ترجمت أحيانًا إلى البقعة المختارة) وقد عثر على هذا الاسم على جدران مقصورةسنوسرت الأول في البيلون الثالث. كذلك عُرف المعبد بالعديد من الأسماء منهانيسوت-توا أي عرش الدولتين وإبيت إيسيت أي المقر الأروع.[2]
كان لتسمية المعبد بتلك الأسماء علاقة مع الاعتقاد المصري القديم بأنطيبة كانت أول مدينة تأسست على التلة البدائية التي ارتفعت عن مياه الفوضى في بداية تكوين الأرض. في ذلك الوقت وقف الإلهأتوم (أحيانًا الإلهبتاح) على التلة لبدء صنع الخلق. كذلك كان يُعتقد أن موقع المعبد هو هذه الأرض وتم رفع المعبد في هذه البقعة لهذا السبب. كذلك اُعتقد بأن الكرنك كان مرصدًا عريقًا، فضلا عن كونه مكانًا للعبادة حيث يتفاعل الإلهآمون مباشرةً مع أهل الأرض.[3]
كانت هناك عادة متبعة وهي حشو الصروح أو المعابد ببقايا الحجارة مثلحور محب الذي ملأ الصروح الثلاثة التي بناها ببقايا أحجار معبد آتون الذي شيده أخناتون بعد أن هدمه حور محب، وكذلكأمنحوتب الثالث الذي ملأ صرحه الثالث بالعديد من الأحجار شملت أحجار مقصورة سنوسرت الأول من الدولة الوسطى وعدة أشياء أخرى.
مع وصول ملوكالأسرة الحادية عشر إلى حكم كامل مصر، كانت الكرنك تعدّ بالفعل أرضًا مقدسة، فيبدو ان شكلاً من أشكال عبادة الإله أمون قد أخد من بقعة الكرنك مكانًا لها قبلتوحيد البلاد، الذي كانت لها أثر مباشر في زيادة قوة وثروة آمون ودمجه تدريجيًا مع إله الشمسرع. يعد المصلى الأبيضلسنوسرت الأول ومحكمة المملكة الوسطى هي أقدم بقايا المباني داخل منطقة المعبد.[4] بدأ سونسرت الأول البناء في الفترة1971 ق.م حتى1926 ق.م، وقد استخدمالحجر الجيري في البناء.[5]
كان عصر الدولة الحديثة هو العصر الذهبي للكرنك، بسبب أن ملوك الأسرة الثامنة عشر وهي أول أسرة في الدولة الحديثة أهتموا بعبادةآمون بعد أن دُمج معرع فأصبحآمون رع، وعبدوه كإله الحرب وبما أن الأسرة الثامنة عشر والتاسعة عشر اشتهرتا بالتوسعات العسكرية فكان لابد من الاهتمام بمعبده لأخذ البركة منه في حروبهم، وكانأمنحوتب الأول هو أول من فكر ببناء معبد لآمون رع في تلك البقعة والتي كانت نفس البقعة التي بُني عليها المعبد القديم في عصر الدولة الوسطي، ثم تلاهتحتمس الأول وأقام الصرحين الرابع والخامس ومسلتين منالجرانيت الأحمر لا تزال أحداهما قائمة حتى الآن وكذلك صالة الأعمدة، ثم تلته الملكةحتشبسوت والتي حكمت ل23 عاماً وشيدت الصرح الثامن والمسلتين المشهورتين لاتزال أحداهما قائمه ويتعدى طولها 29 متراُ وقامت ببناء بعض المقاصير أيضا، وتلاها الملكتحتمس الثالث والذي شيد بعض المقاصير وأحاط مسلتيحتشبسوت ببناء من الطوب اللبن لا تزال بقاياه موجودة وكذلك لا تزال هناك علامات بالمسلة القائمة علي وجوده، كذلك شيد الصرحين الرابع والخامس وصالتي الحوليات، وتلاهأمنحوتب الثالث والذي شيد الصرح الثالث وأيضاَ صفي الأعمدة العملاقة في صالة الاحتفالات، وتلاهأخناتون وهو أول فرعون موحد والذي نادي بعبادة آتون ورمز له بقرص الشمس وبني له معبداً بالكرنك ولكنه لم يدم إذ سرعان ما هدمه حور محب تحت تأثير نفوذ الكهنة، وجاء الملكحور محب والذي حاول استرضاء الكهنة فأقام الصرح الثاني والتاسع والعاشر.
قام التطور الجديد من قبل هيئة الأثار بترميم جميع الأجزاء المتناثرة من جميع المعابد بداخل الكرنك وتطوير المنطقة الأمامية لها من مساحة شاسعه لتعطي مظهر جمالي أمام واجهه المعابد ولأخذ الصور لواجهة المعابد كامل وعدة استراحات لزوار. كم يعد الصوت والضوء من أجمل ما يجعل الأثر يتكلم ويكشف ما لايري بدقة بالعين المجردة ليلا.
هو المدخل الرئيسي للمعبد والأخير زمنياً وهو أحد المداخل الثمانية للمعبد والذي بُني باتجاه الغرب، ويعتقد الأثريين أن هذا السور قد بناه الملك نختنبو من ملوك الأسرة الثلاثين والأخيرة في التاريخ المصري القديم.
شيد الصرح الثاني الملك حور محب والملك رمسيس الأول وسجل عليهِ اسمهرمسيس الثاني، واضيفت اليه إضافات من عهد يورجتيس الثاني وهوبطليموس السادس، وكان طوله 97م وارتفاعه 29م وسمكه 14م. وفي عام 1954م عثر بالقرب منه على تمثال ضخم للملك باي نجم ابن بعنخي، من ملوك الأسرة الحادية والعشرين ويعتقد ان الملك باي نجم الأول اغتصبهُ من الملك رمسيس الثاني، وقد سجل رمسيس السادس اسمه على القاعدة، والتمثال يمثل الملك رمسيس الثاني واقفاً ممسكاً بيديهِ الرموز الملكية ولابساً التاج المزدوج، وقد وقفت أمام ساقيه ابنته «بنت عنات» ويبلغ ارتفاع التمثال 260سم بالتاج وهو منحوت من صخر حجرالجرانيت الوردي. والتمثال قائم الآن على يسار الداخل للصرح الثاني وقد عثر أيضا بالقرب من هذا الصرح على لوحة الملك كامس الخامس الشهيرة.وفي مقدمة الصرح الثاني طنف (سقفية توصل إلى المدخل) ترجع إلى عهد الملك طهرقا وجددها الملكبسماتيك الثاني ونسبها إلى نفسه.
شيده الملك تحتمس الثالث غرباُ، وهو أصغر الصروح العشرة جميعاُ، ويُعد بوصلة حيث أنه عبارة عن عمود من الجرانيت الشمالي منقوش علي قمتهزهرة اللوتس والتي كانت تنبت في الوجه البحري والآخر والمقابل له الجنوبي منقوش عليه نبات البردي والذي كان ينبت في الوجه القبلي.
^حسين فهد حماد (2003).موسوعة الآثار التاريخية (باالعربية) (الأولى ed.). المنهل. p. 523.ISBN:9796500010892.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
^محمد عبد القادر (1982).آثار الأقصر- الجزء الأول: معابد آمون (باالعربية) (الأولى ed.). الهيئة المصرية للكتاب.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)