خلال تاريخها الطويل، تعرضت القدس للتدمير مرتين، وحوصرت 23 مرة، وهوجمت 52 مرة، وتمّ غزوها وفقدانها مجددًا 44 مرة.[25]استوطنالبشر الموقع الذي شُيدت به المدينة منذالألفية الرابعة ق.م، الأمر الذي يجعل من القدس إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم.[1] تُصنّف المدينة القديمة على أنهاموقع تراث عالمي، وقد جرت العادة والعرف على تقسيمها إلى 4 حارات، إلا أن الأسماء المستخدمة اليوم لكل حارة من هذه الحارات:حارة الأرمن،حارة النصارى،حارة الشرف (أو حارة اليهود)، وحارة المسلمين، لم تظهر إلا في أوائلالقرن التاسع عشر.[26] رشحتالأردن المدينة القديمة لتُدرج ضمن قائمة مواقع التراث العالمي المهددة في سنة1982.[27]
يُعتبر النزاع القائم حول وضع القدس مسألةً محورية فيالصراع العربي الإسرائيلي. أقدمت الحكومة الإسرائيلية بعد حرب سنة 1967 بين الجيوش العربية والإسرائيلية على احتلال القدس الشرقية التي كانت تتبعالأردن، وألحقتها بإسرائيل واعتبرتها جزءاً لا يتجزأ منها، إلا أن المجتمع الدولي بأغلبيته، لم يعترف بهذا الضم، وما زال ينظر إلى القدس الشرقية على أنها منطقة متنازع عليها ويدعو بين الحين والآخر إلى حل هذه القضية عن طريق إجراء مفاوضات سلميّة بين إسرائيل والفلسطينيين.[28][29][30][31] كذلك، فإن أغلبية الدول في العالم لا تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، لذا فإن معظم السفارات والقنصليات الأجنبية تقع في مدينةتل أبيب وضواحيها.[32][33] طالب الفلسطينيون -وما زالوا- بالقدس الشرقية عاصمةً لدولة فلسطينية، منذ أن احتلها الإسرائيليون،[34] إلا أنالبرلمان الإسرائيلي أقرّ في31 يوليو سنة1980 «قانون أساس: القدس عاصمة إسرائيل»، الذي جعل إعلان القدس، بالحدود التي رسمتها الحكومة الإسرائيلية عام 1967، مبدأً دستوريًا في القانون الإسرائيلي. ردمجلس الأمن بقرارين، رقم 476 ورقم 478 سنة1980 وجه اللوم إلى إسرائيل بسبب إقرار هذا القانون وأكد أنه يخالفالقانون الدولي، وليس من شأنه أن يمنع استمرار سريان اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949 على الجزء الشرقي من القدس، كما ويفترض أن تكون المدينة ضمنمحافظة القدس التابعةلدولة فلسطين. أدارتمنظمة التحرير الفلسطينية مركزًا لها فيبيت الشرق بالقدس إلا أنه أغلق في سنة2001 بأمر من وزارة الداخلية الإسرائيلية.
أوّل اسم ثابت لمدينة القدس هو «أورسالم» الذي يظهر في رسائل تل العمارنةالمصرية، ويعنيأسس سالم؛ وسالم أو شالم هو اسم الإلهالكنعاني حامي المدينة،[37] وقيلمدينة السلام.[38] وقد ظهرت هذه التسمية مرتين في الوثائق المصرية القديمة: حوالي سنة 2000 ق.م و1330 ق.م،[39][40][41] ثم ما لبثت تلك المدينة، وفقًالسفر الملوك الثاني، أن أخذت اسم «يبوس» نسبة إلىاليبوسيين،[42] المتفرعين منالكنعانيين، وقد بنوا قلعتها والتي تعنيبالكنعانية مرتفع. تذكر مصادر تاريخية عن الملك اليبوسي «ملكي صادق» أنه هو أول من بنى يبوس أو القدس، وكان محبًا للسلام، حتى أُطلق عليه «ملك السلام» ومن هنا جاء اسم المدينة وقد قيل أنه هو من سماها بأورسالم أي «مدينة سالم».[43]
ظهر الاسم «أورشليم» أوّل ما ظهر فيالكتاب المقدس، وفيسفر يشوع تحديدًا، ويقول الخبراء اللغويون أنهنحت، أي دمج، لكلمتيّأور، التي تعني «موقع مخصص لعبادة الله وخدمته»،[44] والجذر اللغويس ل م، الذي يعني على ما يُعتقد «سلام»، أو يشير إلى إله كنعاني قديم اسمه «شاليم»، وهو إله الغسق.[45][46][47] أطلقالعبرانيون على أقدم الأقسام المأهولة من المدينة اسميّ «مدينة داود» و«صهيون»، وقد أصبحت هذه الأسماء ألقاب ونعوت للمدينة ككل فيما بعد بحسب التقليد اليهودي. حُرّف اسم القدس من قبلالإغريق خلالالعصر الهيليني، فأصبح يُلفظ «هيروسليما» (باليونانية: Ἱεροσόλυμα)، وعند سيطرةالإمبراطورية الرومانية علىحوض البحر المتوسط، أطلق الرومان على المدينة تسمية «مستعمرة إيليا الكاپيتولينيّة» (باللاتينية:Colonia Aelia Capitolina) سنة131 للميلاد. في بعض الرسائل الإسلاميةباللغة العربية منالقرون الوسطى، وخصوصًا فيالعهدة العمرية، تذكر المدينة باسم «إيلياء» أو «إيليا» وهو على ما يبدو اختصار لاسمها اللاتيني. ذُكرت المدينة في فترة لاحقة من القرون الوسطى باسم «بيت المقدس»، وهو مأخوذ منالآراميةבית מקדשא بمعنى «الكنيس».[48] ولا يزال هذا الاسم يُستخدم في بعض اللغات مثلاللغة الأردية، وهو مصدر لقب «مقدسي» الذي يطلق على سكان المدينة.
أما اسم القدس الشائع اليوم في العربية وخاصة لدى المسلمين فقد يكون اختصارًا لاسم «بيت المقدس» أو لعبارة «مدينة القدس» وكثيرًا ما يُقال «القدس الشريف» لتأكيد قدسية المدينة. أما السلطات الإسرائيلية فتشير في إعلاناتها إلى المدينة باسم «أورشليم القدس».
تلعب القدس دورًا أساسيًا عند الحديث عنالقومية العربية عمومًا والوطنية الفلسطينية خصوصًا، وكذلك بالنسبةللقومية الإسرائيلية أو الصهيونية، لذا فإن الحديث عن تاريخها الطويل، الذي يمتد لأكثر من 5,000 سنة، غالبًا ما يأخذ منحى متحيزًا من الناحية الأيديولوجية.[49][50] فعلى سبيل المثال، يُركز القوميون الإسرائيليون على الحقبة التاريخية التي استوطن فيهابنو إسرائيل أرضفلسطين ويزعمون بأن جميع يهود العالم اليوم ينحدرون من أولئك القوم إلى جانبالمكابيين،[معلومة 4] مما يدعم قضيتهم الهادفة إلى توطين يهود العالم في فلسطين ويعزز من موقفهم أمام الشعوب المختلفة، حيث يُظهرون أنهم الورثة الشرعيين للمدينة والبلاد ككل. ومن ناحية أخرى، يُركز القوميون العرب والفلسطينيين على الحقبتين المسيحية والإسلامية وغيرها من الحقبات غير الإسرائيلية في تاريخ المدينة، مما يدعم قضيتهم التي تقول بأن الفلسطينيين الحاليين هم ورثة المدينة والبلاد بما أنهم ينحدرون من جميع الشعوب والأمم التي سكنت القدس وفلسطين عبر العصور وتزاوجت واختلطت. وكنتيجة لهذا التباين، يزعم كل من الإسرائيليين والفلسطينيين أن الطرف الآخر يُحرّف التاريخ لتحقيق مصالحه الخاصة والقضاء على مصالح الآخر، ولتأييد ادعائه بأحقيته بالمدينة،[49][50][51][52] وبطبيعة الحال فإن كل طرف وجد المؤيدين لرأيه، وأغلبهم من ذات القومية، والمعارضين، وأغلبهم من القومية الأخرى.
أحد الجدران الحجرية الضخمة لمدينة يبوس قبل وصول داود إليها.
أظهرت بعض التنقيبات الأثرية وجود بعض الأواني الخزفية في مدينة داود، الواقعة ضمن حدود القدس حاليًا، والتي تعود لحواليالألفية الرابعة قبل الميلاد، أي منذالعصر النحاسي،[1][2] وأظهرت اكتشافات أخرى وجود مستعمرة بشرية قامت خلال أوائلالعصر البرونزي (ما بين عاميّ 3000 و2800 ق.م تقريبًا)،[2][53] ويقول بعض المؤرخين أن من أسسها همالكنعانيون الذين سكنوافلسطين في الألف الثالث قبل الميلاد، وخلال هذه الفترة قدم إليهاالعربالساميون في هجرتين كبيرتين: الأولى في بداية الألف الثالث قبل الميلاد، والثانية في بداية الألف الثاني قبل الميلاد،[54] بينما يقول آخرون، مثل عالمة الآثار البريطانية كاتلين كينيون، أن القدس تأسست على يد قومساميين شماليين غربيين حوالي سنة 2600 قبل الميلاد.[55] ورد أول ذكر لتجمع سكاني في موقع القدس في رسائل اللعنة الفرعونية من القرن الثامن عشر قبل الميلاد، ويُذكر موقع القدس فيها باسمأشمام كأحد تجمعات العدو الذي يجب لعنه كي لا يضر بالجيوش المصرية.[56][57]
تنص التوراة على أن المدينة تأسست على يدسام بن نوح،وعابر حفيد سام، من أسلاف النبيإبراهيم (وهو أبو الأنبياء جميعا وجدهم)، وسكنها في ذلك الوقت شعب يُعرف بشعب اليبوسيين، فسُميت المدينة «يبوس» تيمنًا بسكانها. ازدهرت المدينة في عهدملكي صادق،[54] وهو أحد ملوك اليبوسيين خلال فترة بعثةإبراهيم، واستمر الوضع كما هو إلى حين عهديشوع، عندما دخلت المدينة في نطاق الأراضي الخاضعة لبني بنيامين،يشوع 28/18] إلا أنها استمرت مأهولة باليبوسيين بعد أن لم يتمكن بنو بنيامين من طردهم.[54] سيطر الملك والنبيداود على المدينة حوالي سنة 1000 ق.م، بعد أن احتلها من اليبوسيين، وجعل منها عاصمةلمملكته.[3][58] أظهرت أعمال التنقيب مؤخرًا وجود أساسات حجرية ضخمة في وسط القدس، قال الإسرائيليون بأنها بقايا هيكل داود، وقد توقفت أعمال التنقيب بعد أن صرّح الخبراء باعتقادهم هذا، إلى حين أن يتم التصديق على هذا الأمر من قبل مفسريالتوراة.[59]
تنصالمخطوطات العبرانية على أن النبيداود دام حكمه لمملكة إسرائيل 40 عامًا، وبالتحديد حتى سنة 970 ق.م، وبعد وفاته خلفه ولدهسليمان الذي حكم طيلة 33 عامًا،[60] وفي عهده تمّ تشييدهيكل المدينة على جبل موريا، بالإضافة إلىهيكل سليمان الشهير، الذي يلعب دورًا مهمًا عند اليهود، كونه يمثل المستودع الذي حُفظ فيهتابوت العهد وفقًا للمعتقد اليهودي.[61] أصبحت القدس تُسمى بالمدينة المقدسة في عام 975 ق.م، وشكّلت عاصمةلمملكة إسرائيل الموحدة، وبعد وفاة سليمان انقسمت المملكة إلى قسمين شمالي وجنوبي وذلك بعد تمردالأسباط العبرية الشمالية بسبط يهوذا الجنوبي الذي كان آل داود ينتمون إليه.[62] سُمي القسم الجنوبيبمملكة يهوذا في الجنوب، وأصبحت القدس عاصمة لها تحت قيادةرحبعام بن سليمان.[62] وفي سنة 587 ق.م، احتل الملك البابلي «نبوخذ نصّر الثاني» مدينة القدس بعد أن هزم آخر ملوك اليهود «صدقيا بن يوشيا»،ونقل من بقي فيها من اليهود أسرى إلى بابل بمن فيهم الملك صدقيا نفسه، وعاث في المدينة دمارًا وخرابًا وأقدم على تدمير هيكل سليمان، مما أنهى الفترة التي يُطلق عليها المؤرخون تسمية «عهد الهيكل الأول».[63]
بعد 50 سنة منالسبي إلى بابل، سمح الملك الفارسيقورش الكبير عام 538 ق.م لمن أراد من أسرى اليهود فيبابل بالعودة إلى القدس وإعادة بناء الهيكل المهدم،[51] فعاد عدد من اليهود إلى القدس وشرعوا ببناء الهيكل الثاني، وانتهوا من العمل به سنة 516 ق.م، في عهد الملك الفارسيدارا الأول، وعُرف فيما بعد بمعبد حيرود تيمنًا بملك اليهودحيرود الكبير الذي قام بتوسيعه.[64][65] وحوالي سنة 445 ق.م، أصدر الملك الفارسي «أرتحشستا الأول» مرسومًا سمح فيه لسكان المدينة بإعادة بناء أسوارها،[66] واستمرت المدينة عاصمةلمملكة يهوذا طيلة العقود التي تلت. فقدتالإمبراطورية الفارسيةفلسطين بما فيها القدس لصالح القائد والملك المقدوني،الإسكندر الأكبر، عام 333 ق.م، وبعد وفاته استمر خلفاؤه المقدونيونالبطالمة في حكم المدينة، واستولى عليها في العام نفسهبطليموس الأول وضمها مع فلسطين إلى مملكته فيمصر عام 323 ق.م. ثم في عام 198 ق.م، خسربطليموس الخامس القدس ومملكة يهوذا لصالحالسلوقيين فيسوريا، بقيادة أنطيوخوس الثالث الكبير. حاول الإغريق أن يطبعوا المدينة بطابعهم الخاص ويجعلوا منها مدينة هيلينية تقليدية، لكن هذه المحاولة باءت بالفشل سنة 168 ق.م، عندما قام المكابيين بثورة على الحاكمأنطيوخوس الرابع، تحت قيادة كبير الكهنة «متياس» وأبنائه الخمسة، ونجحوا بتأسيس المملكة الحشمونائيمية وعاصمتها القدس سنة 152 ق.م. استولى قائد الجيش الروماني «پومپيوس الكبير»، على القدس في عام 63 ق.م بعد أن استغل صراعًا على سدّة المُلك بين الملوك الحشمونائيمية، وبهذا ضُمت القدس إلىالجمهورية الرومانية.[67]
الحصار الروماني وتدمير القدس، بريشة ديفيد روبرتس،1850.
أقدمالرومان على تنصيبحيرود الأول ملكًا على اليهود ليضمنوا سيطرتهم وتحكمهمبمملكة يهوذا، فكرّس حيرود عهده لتجميل المدينة وتطوير مرافقها، فبنى عددًا من الأسوار والقصور والأبراج والقلاع، وقام بتوسيع المعبد حتى تضاعف حجم المنطقة حيث يقع.[60][68][69] وبعد وفاة حيرود الأول في السنة السادسة قبل الميلاد، خلفهحيرود الثاني في حكم القدس من عام 4 قبل الميلاد حتى 6 بعده وعندها أخضع الرومان مملكة يهوذا للحكم الروماني المباشر نتيجة لعدم ثقة الحكومة بحيرود، فأصبحت تُعرفبمقاطعة اليهودية،[70] على الرغم من أن خلفاء حيرود الأول، المتحدرين منأغريباس الثاني، استمروا بحكم المناطق المجاورة بوصفهم ملوك تابعينلروما حتى سنة96 ميلادية.
شهد الحكم الروماني المباشر للقدس حوادث كثيرة، أولهاالثورة اليهودية الكبرى، التي استمرت من سنة66 إلى سنة70م، حيث قام اليهود في القدس بأعمال شغب وعصيان مدني قمعها الحاكم الروماني «تيطس» بالقوة فأحرق المدينة وأسر كثيراً من اليهود ودُمّر المعبد للمرة الثانية، وعادت الأمور إلى طبيعتها في ظل الاحتلال الروماني للمدينة المقدسة. ثم عاود اليهود التمرد وإعلان العصيان مرتين في عاميّ115و132م، والمرة الأخيرة عُرفتبثورة شمعون بن كوكبة، تيمنًا بقائد العصيان، وخلالها تمكن اليهود بالفعل من السيطرة على المدينة، وأعلنوها عاصمة لمملكة يهوذا مجددًا، إلا أن الإمبراطور الروماني «هادريان» تعامل مع الثوّار بعنف وأسفر ذلك عن تدمير القدس للمرة الثانية، وأخرج اليهود المقيمين فيها ولم يبق إلا المسيحيين، ومن شدّة نقمة الإمبراطور على اليهود، أصدر مرسومًا بجعل المدينة ذات طابع روماني فتم تغيير اسمها إلى «مستعمرة إيليا الكاپيتولينيّة»[71] واشترط ألا يسكنها يهودي، بل أقدم على تغيير اسم مقاطعة اليهودية بكاملها وجعله «مقاطعة سوريا الفلسطينية» (باللاتينية:Syria Palaestina) تيمنًابالفلستينيون الذين سكنوا الساحل الجنوبيالكنعانيون.[72][73]
خضعت المدينة لسيطرةالرومان ثمالروم البيزنطيين خلال القرون الخمسة التي تلت ثورة شمعون بن كوكبة، وبعد أن نقل الإمبراطور الرومانيقسطنطين الأول عاصمةالإمبراطورية الرومانية منروما إلىبيزنطية، وأعلنالمسيحية ديانة رسمية للدولة، أمر بتشييد عدد من المعالم المسيحية بالقدس، فبنيتكنيسة القيامة عام 326م، فكانت تلك نقطة تحول بالنسبة للمسيحيين في المدينة، حيث لم يعودوا مضطهدين، واستطاعوا ممارسة شعائرهم الدينية بحريّة. أصبحت القدس مركزًا لبطريركية من البطريركيات الخمس الكبرى، وهي إلى جانب القدس:الإسكندريةوروماوالقسطنطينيةوأنطاكية، بعد أن تقرر إنشائها فيمجمع نيقية. استمرت القدس بالنمو والاتساع منذ أن انتهى عهد الهيكل الثاني بعد تدمير الأخير، حيث بلغت مساحتها كيلومترين مربعين (0.8 أميال مربعة.) ووصل عدد سكانها إلى حوالي 200,000 نسمة.[72][74] استمر حظر دخول اليهود إلى القدس طيلة عهد قسطنطين الأول حتىالقرن السابع الميلادي.[75]
فتح الفرس المدينة في سنة614م، بعد حصار استمر 21 يومًا. تنص السجلات البيزنطية أنالفرسواليهود ذبحوا آلاف المسيحيين من سكان القدس، وما زال هذا الأمر موضع جدال بين المؤرخين، حيث قال البعض بصحته ونفاه البعض الآخر.[77] استمرت المدينة خاضعة للفرس طيلة 15 سنة، إلى أن استطاع الروم استعادتها سنة629م تحت قيادة الإمبراطورهرقل، وظلت بأيديهم حتىالفتح الإسلامي عام636م.[76]
أصبحت القدس مدينة مقدسة بالنسبةللمسلمين بعد حادثةالإسراء والمعراج، وبعد أن فُرضتالصلاة على المسلمين، أصبحوا يتوجهون أثناء إقامتها نحو المدينة، وبعد حوالي 16 شهرًا، عاد المسلمون ليتوجهوا في صلاتهم نحومكة بدلاً من القدس،[79] بسبب كثرة تعيير اليهود للنبي محمد وللمسلمين بسبب استقبالهم لقبلة اليهود، ولأسباب أخرى.[معلومة 5]
في عهدعمر بن الخطابوالفتوحات الإسلامية، أُرسلعمرو بن العاصوأبو عبيدة بن الجراح لفتحفلسطين عامة ونشر الدعوة الإسلامية فيها،[4] لكن القدس عصيت عليهم ولم يتمكنوا من فتحها لمناعة أسوارها، حيث اعتصم أهلها داخل الأسوار. وعندما طال حصار المسلمين لها، طلب رئيس البطاركة والأساقفة، المدعو «صفرونيوس»، طلب منهم أن لا يسلم القدس إلا للخليفة عمر بن الخطاب بشخصه. فأرسل عمرو بن العاص يخبر عمر في المدينة بما طلبه صفرونيوس رئيس الأساقفة المسيحيين في القدس فاستشار الخليفة عمر بن الخطاب أصحابه فكان أول من تكلمعثمان بن عفان فقال: «أقم ولا تسر إليهم فإذا رأوا أنك بأمرهم مستخفن ولقتالهم مستحقر فلا يلبثون إلا اليسير حتى ينزلوا على الصغار ويعطوا الجزية». وقالعلي بن أبي طالب: «إني أرى أنك إن سرت إليهم فتح الله هذه المدينة على يديك وكان في مسيرك الأجر العظيم». ففرح عمر بن الخطاب بمشورة علي فقال: «لقد أحسن عثمان النظر في المكيدة للعدو وأحسن علي المشورة للمسلمين فجزاهما الله خيراً ولست آخذاً إلا بمشورة علي فما عرفناه إلا محمود المشورة ميمون الغرة».
فقصد عمر بن الخطاب وخادمه ومعهماناقة إلى بيت المقدس في رحلة شاقة. وما أن وصلا مشارف القدس حتى أطل عليهما صفرونيوس والبطاركة وسألوا من هذين الرجلين فقال المسلمون إنه عمر بن الخطاب وخادمه، فسأل أيهما عمر فقيل ذاك الواقف على قدميه إذ كان خادمه ممتطيا الناقة فذهلوا بهذا لأنه مذكور في كتبهم، فكان الفتح العمري لبيت المقدس. كتب عمر مع المسيحيين وثيقةً عُرفت باسم «العهدة العمرية» وهي وثيقة منحتهم الحرية الدينية مقابل الجزية، وتعهد بالحفاظ على ممتلكاتهم ومقدساتهم،[80] وعرض صفرونيوس على عمر بن الخطاب أن يؤدي الصلاة فيكنيسة القيامة بعد أن حان موعدها أثناء زيارته لها، فخرج من الكنيسة وصلى على مبعدة منها وعاد. ولمّا سأله البطريرك صفرونيوس عن السبب أجابه أنه يخاف من أن يتخذ المسلمون من فعله ذريعة فيما بعد للسيطرة على الكنيسة فيقولون من بعده «ها هنا صلّى عمر» وبالتالي يحولون الكنيسة إلى مسجد للمسلمين.[81] سمح المسلمون لليهود بالرجوع للسكن في المدينة بعد فتحها، وطبقوا عليهم ما طبقوه على المسيحيين من حماية لمقدساتهم مقابل الجزية.[82] أقام المسلمونمسجدًا في الموقع الذي صلّى بهعمر بن الخطاب، بالقرب من مدخلكنيسة القيامة اليوم، وقال الأسقف الغالي «أركولف» الذي عاش في القدس من سنة679 حتى سنة688، أن مسجد عمر كان مبنًى خشبيًا مربع الشكل بُني على أنقاض بعض المباني والمنشآت، وكان يتسع لحوالي 3,000 مصل.[83]
قبة الصخرة كما تبدو من باب سوق القطّانين.
قام عمر بن الخطاب بعد فتح المدينة بالبحث عن مكانالمسجد الأقصى المذكور فيالقرآن والصخرة المقدسة واضعًا نصب عينيه الرواية التي سمعها منمحمد ليلة الإسراء، وسأل الصحابة وكعب الأحبار،[84] وهو من اليهود الذين أسلموا، والبطريرك صفرنيوس،[84] وكان عمر بن الخطاب يراجع المرافقين له حين يدلونه على مكان لا يجد أوصافه تنطبق على ما لديه قائلاً: «لقد وصف لي رسول الله صلّى الله عليه وسلم المسجد بصفة ما هي عليه هذه». وقد عثر الخليفة على مكان المسجد الأقصى والصخرة المقدسة في وقت قصير، وكان المكان مطموراً بالأتربة التي تكاد تخفي معالمه. وأمر عمر بن الخطاب بإقامة مسجد موضع المسجد الأول، وإقامة ظلة من الخشب فوق الصخرة المقدسة،[84] وعندما جاء الخليفة الأمويعبد الملك بن مروان بنىقبة الصخرة فوق الصخرة المقدسة عام691،[85] ثم بنى الخليفةالوليد بن عبد الملك الجامع القبلي عام709. يقول المؤرخ من القرن العاشر،محمد بن أحمد شمس الدين المقدسي، أن عبد الملك بن مروان بنى قبة الصخرة وجعل منها ذهبية كي تطغى على قبب الكنائس المنتشرة في القدس، ولتصبح معلمًا بارزًا يلفت نظر الزائر أوّل ما يراها.[83] اهتمالأمويونوالعباسيون بالمدينة فشهدت نهضة علمية في مختلف الميادين، لكن شهرتها سرعان ما تضعضعت بسبب عدم الاستقرار الذي شهدته الدولة العباسية وانقسامها إلى دويلات عديدة.[86]
استطاعصلاح الدين الأيوبي استرداد القدس من الصليبيين عام1187 بعدمعركة حطين، وعامل أهلها معاملة طيبة، وأزالالصليب عنقبة الصخرة، ودعا اليهود والمسلمين ليعودوا إلى المدينة، واهتم بعمارتها وتحصينها.[89] ولكن الصليبيين نجحوا في السيطرة على المدينة بعد وفاة صلاح الدين في عهد الإمبراطورفريدريش الأول بربروسا إمبراطورالإمبراطورية الرومانية المقدسة، وكانت القدس في هذه الفترة قد ضعف شأنها وأفل نجمها وأصبحت مجرّد قرية عاديّة نظرًا لتراجع أهميتها الإستراتيجية، خصوصًا بسبب انهماك أولاد صلاح الدين بالنزاع فيما بينهم، وعدم تركيزهم على محاربة الصليبيين.[90] ظلت القدس بأيدي الصليبيين 11 عامًا إلى أن استردها نهائياًالملك الصالح نجم الدين أيوب عام1244.[91]
دخلت جيوش العثمانيينفلسطين بقيادة السلطانسليم الأول بعدمعركة مرج دابق في سنة1517، وأصبحت القدس مدينة تابعةللدولة العثمانية طيلة 400 سنة حتى سقوطها بيد قوّات الحلفاء فيالحرب العالمية الأولى سنة1917.[89] تمتعت القدس بعهد من الرخاء والازدهار خلال عهد السلطانسليمان الأول "القانوني"، خليفة سليم الأول، حيث أعاد الأخير بناء أسوار المدينةوقبة الصخرة. استمرت القدس خلال معظم العهد العثماني مجرّد مدينة محلّية عادية ولم يعلوا شأنها التجاري أو الثقافي بشكل يُذكر، لكنها بقيت من ضمن المدن العثمانية المهمة نظرًا لمكانتها الدينية.[94] تطوّرت الحياة المقدسيّة بشكل ملحوظ خلالالقرن التاسع عشر بعد أن أنشأت السلطات العثمانية عدد من المرافق الحديثة لتسهيل حياة الناس، فافتتحمركز للبريد وأنشأت خطوط سير نظامية مخصصة لمركبات الجياد العمومية، وأُنيرت الشوارع بالمصابيح الزيتيّة،[95] وفي أواسط القرن سالف الذكر أنشأ العثمانيون أوّل طريق معبّدة بين القدسويافا، وبحلول عام1892، كانت المدينة موصولة بغيرها من المدنالشاميّةوالحجازيةبسكة حديدية.[95]
خلال الفترة الممتدة من عام1831 حتى عام1840، أصبحت فلسطين جزءًا من الدولة المصرية التي أقامهامحمد علي باشا، وخلال هذا العهد أخذت الإرساليات والقنصليات الأجنبية تضع موطئ قدم لها في المدينة. وفي سنة1836، سمحإبراهيم باشا بن محمد علي، سمح لليهود أن يعيدوا إنشاء أربعة معابد رئيسيّة، ومن ضمنهاكنيس الخراب.[96]ثار الشوام على الحكم المصري بعد أن استقر في البلاد لأسباب مختلفة منها زيادةالضرائب بمقدار لم يعهده الناس أيام العثمانيين والتجنيد الإجباري في الجيش المصري،[معلومة 6] وكان من ضمن هذه الثوراتثورة قامت في سنة 1834 بفلسطين بقيادةقاسم الأحمد، الذي قاد جيشًا من الثوّار من مدينةنابلس تعاونه عشائر بلدةأبو غوش، وهاجم القدس ودخلها بتاريخ31 مايو1834، لكن الجيش المصري استطاع أن يرد الثوّار على أعقابهم في الشهر التالي.[97][98]
عادت القدس إلى الحكم العثماني بعد هزيمة المصريين أمام الجيوش الحليفة العثمانية والأوروبية سنة1840، إلا أن كثيرًا من المصريين بقي واستقر بالمدينة، وفي نفس الفترة قدمت وفود من اليهود والمسلمين المغاربة، منمدينة الجزائر وغيرها من مدنالمغرب العربي، واستقرت في القدس.[96] أخذت القوى العظمى في العالم تتدخل في الشؤون الداخلية العثمانية بشكل متزايد خلال عقدالأربعينياتوالخمسينيات منالقرن التاسع عشر، بحجة حماية الأقليات الدينية فيالدولة العثمانية، وقد لعب القناصلة في القدس دورًا كبيرًا في هذه المسألة.[99] أفاد القنصل البروسي بالقدس أن عدد سكان المدينة في سنة1845 وصل إلى 16,410 نسمة، منهم 7,120 يهودي، 5,000 مسلم، 3,390 مسيحي، 800 جندي تركي، و100 شخص أوروبي.[96] ارتفعت نسبة الحجاج المسيحيين في المدينة خلال العهد العثماني، الأمر الذي كان يجعل جمهرة المسيحيين بالقدس تتضاعف في حجمها خلال موسمالفصح.[100]
القيصر الألمانيڤيلهلم الثاني أثناء زيارته القدس، يرافقه حشد من رجالالدولة العثمانية ورؤساء الطوائف الروحيّة في القدس.
أخذت المنازل تظهر خارج أسوار القدس خلالعقد الستينيات من القرن التاسع عشر، بعد أن ازداد عدد سكان المدينة بفعل المهاجرين، ولإقامة منشآت أكثر صحيّة مخصصة لاستضافة الحجاج المسيحيين، خصوصًا وأن كثيرًا منهم كان يشتكي من الاكتظاظ السكاني داخل المدينة ومن رداءة نظام الصرف الصحي. ومن المنشآت المهمة التي برزت خلال هذه الفترة، المجمّع الروسي سنة1860، الذي خُصص لاستقبال وإيواء الحجاجالروس الأرثوذكس.[101] قدّرت إحدى إحصائيات إرسالية أمريكية عدد سكان القدس سنة1867 «بأكثر من» 15,000 نسمة، 6,000 منهم مسلمين، وما بين 4,000 إلى 5,000 منهم يهود، كذلك تبيّن أن عدد الحجاج الروس كان يتراوح بين 5,000 إلى 6,000 حاج كل عام.[102] أنشأتالدولة العثمانية عام1880 متصرفية القدس، وأزيل الحائط القديم للمدينة عام1898 لتسهيل دخول القيصر الألمانيڤيلهلم الثاني وحاشيته أثناء زيارته للقدس.[103] وظلت المدينة تحت الحكم العثماني حتى هزمتالدولة العثمانية فيالحرب العالمية الأولى.
دخلت المدينة في عهد جديد كان من أبرز سماته زيادة أعداد المهاجرين اليهود إليها خاصة بعدوعد بلفور الذي أصدرته الحكومةالبريطانية،[105] وقد أظهرت بعض إحصائيات تلك الفترة أن عدد سكان المدينة ارتفع من 52,000 نسمة عام1922 إلى 165,000 نسمة عام1948 بفعل هجرة اليهود.[106] أدّى ازدياد عدد اليهود في فلسطين عمومًا والقدس خصوصًا، وشرائهم للأراضي ومساعدة البريطانيين لهم، أدّى إلى استياء المقدسيين من مسلمين ومسيحيين، فقامتأعمال شغب في سنتيّ 1920 و1929، وعُرفت الأخيرةبثورة البراق، قُتل خلالها عدد من اليهود. عمل البريطانيون على إخماد هذه الثورات، وساهموا في جعل اليهود يستقرون في المدينة عن طريق بنائهم لأحياء سكنيّة كاملة في شمال وغرب المدينة،[107][108] وإنشائهم لعدد من مؤسساتالتعليم العالي، مثلالجامعة العبرية.[109]
أحيلت قضية القدس إلىالأمم المتحدة بعدالحرب العالمية الثانية، فأصدرت الهيئة الدولية قرارها في29 نوفمبر سنة1947 بتدويل القدس تحت رعايتها وإشرافها.[110] وجاء في القرار أنه سوف يُطبّق طيلة 10 سنوات، ويشمل مدينةبيت لحم، وأنه بعد هذه الفترة سيتم إجراء استفتاء عام لتحديد نظام الحكم الذي يرغب أغلبية سكان المدينة بتطبيقه عليهم. إلا أن تطبيق هذا القرار لم يُكتب له أن يتم، فبعد أن أعلنتبريطانيا في عام1948 إنهاء الانتداب في فلسطين وسحب قواتها، استغلت العصابات اليهودية حالة الفراغ السياسي والعسكري وأعلنت قيامالدولة الإسرائيلية،[111] فثارالعرب عمومًاوالفلسطينيون خصوصًا وأعلنوا الحرب على إسرائيل، فهوجمت المدينة من قبلالجيش العربي والثوّار الفلسطينيين، وقُتل عدد من الإسرائيليين في هذا الهجوم وتم أسر البعض الآخر.[112] كذلك هاجم القنّاصة العرب القسم الغربي من المدينة.[113]
شرطي إسرائيلي يلتقي بجندي أردني قربمعبر مندلباوم على خط الهدنة الذي كان يفصل مدينة القدس بين سنتيّ 1949 و1967.
كان من نتائجحرب سنة 1948 بينالعرب والإسرائيليين أن قُسمت القدس إلى شطرين: الجزء الغربي الخاضعلإسرائيل،والجزء الشرقي الخاضعللأردن.[114] وفي شهر نوفمبر من نفس السنة، أقيمت منطقة عازلة بين الجزئين، حيث قابل قائد القوّات الإسرائيلية في القدس،موشيه دايان، نظيره الأردنيعبد الله التل في إحدى منازلحيّ مصرارة بالقدس، وقاما بتعليم الحدود الفاصلة بين شطريّ المدينة، حيث لوّنت حصة إسرائيل باللون الأحمر وحصة الأردن باللون الأخضر. نجم هذا اللقاء عن رسمخريطة لحدود غير رسميّة بين الطرفين المتحاربين، لكنها أخذت بعين الاعتبار عند توقيع اتفاقية الهدنة بينإسرائيلولبنان[115]ومصر[116]والأردن[117]وسوريا[118] سنة1949، والتي اتفقت فيها تلك الدول على وقف إطلاق النار والتزام الإسرائيليين بالبقاء ضمن هذه الحدود لحين إيجاد حل سلمي للنزاع. كذلك نصّت هذه الاتفاقية على تقسيم القدس على أن يبقىجبل المشارف في يد إسرائيل على الرغم من أنه يقع في القسم الشرقي، بوصفهجيب داخلي.[119] بناءً على هذا، أقيمت الحواجز الاسمنتيّة والأسلاك الشائكة في وسط المدينة ومرّت بالقرب منباب الخليل في الجانب الغربي منالبلدة القديمة، وأُنشأت نقطة عبور شمال الأخيرة عُرفتبمعبر ماندلباوم. استمرت بعض المناوشات العسكرية بينالأردنوإسرائيل بين الحين والآخر على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أنها لم تكن ذات أهمية تُذكر غالبًا. كانداود بن گوريون،رئيس وزراء إسرائيل، قد أعلن في3 ديسمبر1948 أن القدس الغربية عاصمة للدولة الإسرائيلية الوليدة، وفي سنة1950 أعلن الأردن رسميًا خضوعالقدس الشرقية للسيادة الأردنية،[111][120] وقد اعترفتالمملكة المتحدةوباكستان بهذا الضم، فيما لم تعترف دول أخرى بهذا الأمر بحجة أن القدس الشرقية خضعت للأردن بحكم الأمر الواقع وليس بشكل رسمي،[121] ويشكك البعض إن كانت باكستان قد اعترفت بضم الأردن للقدس الشرقية حتى.[122][123]
خضعت أغلبية المواقع المقدسة في القدس للسيادة الأردنية، بما أن أغلبها يقع في القسم الشرقي من المدينة، فأجرت الحكومة الأردنية عدد من الإصلاحات والترميمات لقبة الصخرة والمسجد الأقصى،[124] وسمحت للمسيحيين الأجانب بزيارة المقدسات المسيحية شرط خضوعهم للرقابة،[125] أمااليهود فلم يُسمح لهم بدخول المدينة لاعتبارات سياسية، حيث كانت الحكومة تخشى أن يعمل بعضهم فيالجاسوسية لصالح إسرائيل.
خاض العرب وإسرائيلحربًا أخرى في سنة 1967 انتصرت فيها الأخيرة، وقامت بالسيطرة علىالقدس الشرقية، وكان من نتيجة ذلك أن عاد اليهود ليدخلوا دون أي قيود إلى أماكنهم المقدسة، كذلك أزيلت القيود المفروضة على المسيحيين الغربيين، أماالمسجد الأقصىوقبة الصخرة فاستمرا خاضعينللأوقاف الإسلامية. قام الإسرائيليون بهدمحارة المغاربة بعد دخولهم المدينة، بما أنها كانت تواجهحائط البراق الذي يتعبّد اليهود عنده،[126] ولكي يجعلوا من الموقع ساحة لرفع الصلاة اليهودية.[127] قامتإسرائيل بتوسيع حدود المدينة بعد انتهاء الحرب وذلك عبر بناء عدد من الأحياء السكنية والمستعمرات اليهودية شرق الخط الأخضر، وقد أقدمت إسرائيل منذ سنة 1967 بمحاولات عديدة تهدف إلى تهويد المناطق التي احتلتها بعد الحرب، وذلك عبر وسائل عديدة، منها التركيز الإعلامي على أهمية المواقع الأثرية العبرانية في المدينة.[128]
قوبل ضم إسرائيل للقدس الشرقية بالاستنكار الدولي، وبعد أن أصدرت إسرائيلقانون أساس اعتبرت فيه القدس الموحدة عاصمة أبدية للبلاد،[129] أصدرمجلس أمن الأمم المتحدة القرار رقم 478 الذي نص على أن إسرائيل خرقتقانونًا دوليًا وطالب جميع الدول الأعضاء بسحب ما تبقى من سفاراتها من القدس.[130] ما زالت مسألة القدس تُشكل قضية محورية فيالصراع العربي الإسرائيلي، خصوصًا مع إقرار الحكومة الإسرائيلية بناء وحدات استيطانية جديدة على الدوام في حارات وأحياء فيالبلدة القديمة يسكنها مسلمون وتحوي مقدسات إسلامية،[131] في سبيل رفع عدد اليهود فيالقدس الشرقية، إلا أن علماء الدين المسلمون وعدد من المؤرخين العرب يزعمون أن اليهود ليس لهم أي حق في المدينة لأسباب متنوعة،[معلومة 7] منها أنحائط البراق الذي بُني منذ حوالي 2,500 سنة كان جزءًا منمسجد سليمان الذي تسميه اليهودهيكل سليمان.[132] طالب الفلسطينيون وما زالوا بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية،[133][134] لذا لطالما كانت حدود المدينة موضع نقاش وجدال في المحادثات الثنائية بينالسلطة الفلسطينيةوإسرائيل. أقام بعض الأشخاص من الفلسطينيين والإسرائيليين الراغبين بالسلام نصبًا تذكاريًا مصنوع من الأسلحة القديمة البالية، يواجه سور القدس القديم ونقشوا عليه عباراتبالعربيةوالعبرية مقتبسة منسفر أشعياء.[135]
الجغرافيا
منظر للقدس من إحدى الهضاب المحيطة بها.منظرلبلدة القدس القديمة من جبل المشارف.
كانت القدس محاطةبغابات من أشجارالجوزالزيتونالصنوبر منذ القدم، إلا أن الحروب والاستغلال البشري كان لها وقعٌ مدمّر عليها، فاختفت معظم هذه الغابات، وقد أثّر ذلك على تماسك التربة، فاضطر المزارعون إلى تشييد المدرّجات الزراعية على عدد من السفوح لمنع تآكلها وانجراف تربتها. شكّل شح المياه مشكلة للمقدسيين منذ العهود الأولى لاستيطان المدينة، فقاموا بتشييد عدد من القناطر والقنوات لجرّ مياه الأنهار، إضافة لعدد منالبركوالآبار لجمع ماء الأمطار، وما زال البعض منها موجودًابالبلدة القديمة.[140] ومن أبرز آبار المدينةبئر أيوب، نسبة إلى النبيأيوب، وهذه البئر هي التي يؤمن المسلمون أنها ذُكرت فيالقرآنبسورة ص، حيث جاء:﴿ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ﴾،[137] كذلك من أبرز بركها أو عيونها، العين المعروفةبعين سلوان، وهي إحدى العيون الجارية التي يؤمن المسلمون أنها ذُكرت فيالقرآن أيضًا فيسورة الرحمن:﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ﴾.[137] قالمجير الدين الحنبلي عن القدس في نهايةالقرن التاسع سنة900 هـ:
مدينة عظيمة محكمة البناء بين جبال وأودية، وبعض بناء المدينة مرتفع على علو، وبعضه منخفض في واد وأغلب الأبنية التي في الأماكن العالية مشرفة على ما دونها من الأماكن المنخفضة وشوارع المدينة بعضها سهل وبعضها وعر، وفي أغلب الأماكن يوجد أسفلها أبنية قديمة، وقد بني فوقها بناء مستجد على بناء قديم، وهي كثيرة الآبار المعدة لخزن الماء، لأن ماءَها يجمع من الأمطار.[137][141]
أقدمتإسرائيل بعد قيامها عام 1948، على تدمير معظم القرى الواقعة غرب القدس، من أهمها:المالحة،دير ياسين،عين كارم،لفتا،والقسطل. وأقامت مكانها العديد من المستوطنات التي أصبحت تشكل فيما بعد مناطق القدس الغربية، وهي: گفعات شاؤول، بيت هيكرم،جبل هرتزل، كريات هيوفيل، عميق زيفائيم،يمين موشيه، ربحاميا،نحلاؤوت،محانيه يهودا، مئة سيعاريم، روميما وگفعات رام.[147]
يقع في محيط القدس عدة غابات ومناطق برية مثل وادي الغزال، تقع هذه المنطقة بوسط القدس بالقرب من حي «گفعات مردخاي» اليهودي،[148]وهي أرض مكشوفة تبلغ مساحتها 260 دونمًا. أُطلق هذا الاسم على الوادي كون ما يُقارب من 17غزالاً جبليًا تتخذ منه موطنًا ولا تستطيع مغادرته لإحاطة المدينة به من مختلف الجوانب. كان متعهدو العقارات والمقاولون قد خططوا لتحويل المنطقة إلى منطقة سكنية، لكن محبي الطبيعة وجمعية حماية البيئة في إسرائيل استطاعت إيقاف هذا الأمر، وإرغام السلطات المختصة على النظر في مسألة حماية الموقع.[62]
المناخ
تتميز القدس بمناخالبحر الأبيض المتوسط (تصنيف كوبن للمناخ:Csa)، مع صيف حارجاف، وشتاء مُعتدل البرودةرطب. تتساقطالثلوج عادةً مرة أو مرتين خلال الشتاء، على الرغم من أن المدينة تختبر تساقطًا كثيفًا للثلوج مرة كل ثلاث إلى أربع سنوات، في المتوسط، مع تراكم قصير العمر.[149][150]
يُعتبر يناير أبرد شهور السنة، بمتوسط درجة حرارة 9.1 درجة °مئوية (48.4 درجة °فهرنهايت)؛ يُعد شهري يوليو وأغسطس الأكثر سخونة، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة 24.2 درجة °مئوية (75.6 درجة °فهرنهايت)، وعادة ما تكون أشهر الصيف جافة. يبلغ متوسط هطول الأمطار السنوي حوالي 537 مليمترًا (21 إنشًا)، وذلك في الفترة الممتدة بين شهريّ أكتوبر ومايو، أما الأشهر الأخرى فينعدم فيها تساقط الأمطار غالبًا.[151] تساقط الثلوج ليس شائعًا، لكن تساقط الثلوج بغزارة يعتبر نادرًا. تلقت القدس أكثر من 30 سم (12 بوصة) من الثلج في 13 ديسمبر 2013، والتي شلت المدينة تقريبًا.[152][153] مع متوسط درجات حرارة في الصيف مماثلة للسواحل، فإن التأثير البحري منالبحر الأبيض المتوسط قوي، لا سيما بالنظر إلى أن القدس تقع على خط عرض مشابهللصحاري الحارة غير البعيدة إلى الشرق.
كانت أعلى درجة حرارة مُسجلة في القدس 44.4 درجة °مئوية (111.9 درجة °فهرنهايت) في 28 و30 أغسطس 1881، وكانت أدنى درجة حرارة مُسجلة −6.7 درجة °مئوية (19.9 درجة °فهرنهايت) في 25 يناير 1907.
يأتي معظمتلوث الهواء في القدس من حركة مرورالسيارات.[154] لم يتم بناء العديد من الشوارع الرئيسية في القدس لاستيعاب هذا الحجم الكبير منحركة المرور، مما أدى إلى ازدحام حركة المرور والمزيد من انبعاثاتأول أكسيد الكربون في الهواء. تُساهم انبعاثات المصانع بنسبة ضئيلة من تلوّث الهواء بالمدينة، إلا أنه يمكن لتلك الصادرة عن المصانع الواقعة على ساحلالبحر المتوسط أن تتجه شرقًا ناحية القدس وتُشكلضبخانًا فوقها.[154][155]
مستوطنة راموت الإسرائيلية في ريف القدس، إحدى المناطق حيث كانت تقوم قرية فلسطينية.بلدةأبو غوش، أكبر القرى العربية المقدسيّة الباقية.
قرى القدس عديدة وكثيرة فقد اختلف التحاق بعض القرى لمدينة القدس وفقًا للتغيرات التاريخية التي مرت بها المدينة. كان آخر تغيير لحدود مدينة القدس الإدارية في يونيو سنة 1967 بموجب قرار أصدرته الحكومة الإسرائيلية بعد احتلالالضفة الغربية منالأردن. نص هذا القرار على ضم 70,4 كيلومترات مربعة إلى منطقة البلدية المقدسية الإسرائيلية وفرض القانون الإسرائيلي عليها. كانت 6,4 كيلومترات مربعة من المساحة المضمومة تابعة للبلدية المقدسية الأردنية قبلحرب سنة 1967، أما الباقي فكان من أراضي بعض القرى المجاورة للقدس. أقدم الإسرائيليون على هدم عدد من القرى الفلسطينية وبناء قرىً ومستوطنات جديدة على أنقاضها،[161] وقد سمحت الحكومة في وقت لاحق لبعض المهجرين من الفلسطينيين بالعودة إلى قراهم، فأقاموا بجانب المستوطنات قرىً جديدة. حاز سكان المنطقة المضمومة على مكانة «مقيم دائم» في إسرائيل، دون أن يحصلوا على المواطنة، أما القرى التي بقيت خارج حدود القدس الإدارية وسكانها، فيخضعون لسيطرة الحكم العسكري أو لسيطرةالسلطة الوطنية الفلسطينية. وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أصدرت قانون أملاك الغائب عام1950، الذي منحإسرائيل صفة الوصي على على أملاك الفلسطينيين الغائبين، وأعطاها الحق في الاستيلاء عليها وإدارتها.[162] من القرى العربية التي كانت بجوار القدس من جانبها الغربي قبل حرب سنة 1948 لم تبق إلا ثلاثًا:أبو غوش (أكبرها)،عين رافة،وعين نقوبا. تعتبر هذه القرى الثلاثة اليوم تجمعات عربية إسرائيلية وسكانها ذوي جنسية إسرائيلية. ومن قرى القدس الأخرى:إشوع،البريج،بيت أم الميس،بيت عطاب،بيت محسير،جرش،خربة العمور،خربة اللوز،دير الشيخ، وغيرها.[163]
التركيبة السكانيّة
القدس الغربيّة ذات الأغلبية السكانية اليهودية.
أشارت الإحصاءات الإسرائيلية الرسمية الصادرة نهاية عام2000 إلى أنّ تعداد السكان في المدينة ارتفع بنسبة 2% من إجمالي السكان البالغ 646,3 ألف نسمة، بينهم 436,7 ألف يهودي بنسبة 67,6%، في حين بلغ عدد السكانالعرب 209,5 آلاف عربي بنسبة 32.4%.[164] وقد تبيّن في إحصائية أخرى من نفس السنة أن نسبة السكان مناليهود تتراجع تدريجيًا بينما نسبة العرب في ازدياد مطّرد، ويرجع ذلك إلى نسبة الولادات الأعلى عند العرب وإلى هجرة البعض من اليهود إلى مدن وبلدان أخرى. كذلك أفادت نفس الدراسة أن حوالي 9% من جمهرةالبلدة القديمة البالغة 32,488 نسمة كانوا يهودًا.[165] بلغت نسبةالكثافة السكانيّة بالمدينة في نهاية عام2005 حوالي 5,750.4 نسمة في الكيلومتر المربّع (14,893.5 نسمة/ميل مربّع)،[166][167] وفي نهاية سنة2006 أظهرت إحصائية أعدّتها مؤسسة إسرائيلية للدراسات حول مدينة القدس إن عدد سكان القدس بلغ 733 ألف شخص بينهم 481 ألف يهودي و252 ألف فلسطيني يعيشون خصوصًا فيالأحياء الشرقية من المدينة.[168] وفي شهر ديسمبر من سنة 2007، وصل عدد سكان القدس إلى 747,600 نسمة، 64% منهم يهود و32% مسلمين و2% مسيحيين.[17]
عرب مقدسيّون.
يخوضالفلسطينيونوالإسرائيليون حربًا ديمغرافيّة في القدس، حيث يسعى كل طرف إلى زيادة عدد السكان المنتمين إلىعرقيته ليضمن هيمنته على المدينة، وتعمل الحكومة الإسرائيلية - كما تقول الدكتورة سارة هيرشكوبيتس رئيسة قسم التخطيط الإستراتيجي في بلدية القدس - على ألا تتعدى نسبةالعرب بالمدينة 28%.[164] وتحاول الحكومة الإسرائيلية زيادة عدد اليهود في المدينة بطرق عدة، منها على سبيل المثال العمل على إحلال اليهود محلّ العرب الذين هدّمت منازلهم بحجّة البناء دون تصريح.[164] وتشير إحصائياتبيت الشرق لعام1999 في هذا الصدد إلى هدم أكثر من ألفيْ منزل منذ عام1967، مما خلق ظروفاً صعبة للفلسطينيين حيث يسكن معظمهم في منازل مكتظة.[164] ومن الوسائل الأخرى التي تتّخذهاإسرائيل لإجبار المقدسيّين على الهجرة من القدس، عدم منحهم تصاريح بناء إلا فيما ندر، وتسهيل بناء المنازل لليهود المهاجرين. وفي سنة2005، قدم المدينة 2,850 مهاجر يهودي جديد منالولايات المتحدةوفرنسا ومن بعض دولالاتحاد السوڤيتي السابق، وبنهاية السنة ذاتها تبيّن أن 16,000 من السكان غادر المدينة،[166] إلا أن جمهرة المدينة ما زالت في ازدياد بفضل ارتفاع نسبة الإنجاب بين الأهالي العربواليهود الحريدية. يصلمعدل الخصوبة الكلي في القدس إلى 4.02، وهو أعلى من ذاك الخاصبتل أبيب (1.98) والمعدل الوطني حتى، الذي يصل إلى 2.90.[166]
يهود حريديون في القدس يطلعون على ملصقات إخبارية.
بلغت الزيادة الصافية للسكان في سنة2000، بعد حساب الولادات والوفيات والمهاجرين من وإلى المدينة، 12600 نسمة، كان نصيب اليهود منها 2900 نسمة، في حين بلغت الزيادة العربية 9700.[164] وبهذا كانت نسبة نمو السكان اليهود في القدس هي 0.7% بينما كانت عند السكان العرب 4.7%.[164] وفي سنة2005 ازداد عدد السكان بحوالي 13,000 نسمة، أي قرابة 1.8%، وهي نسبة مشابهة لنسبةمعدّل النمو السكاني فيإسرائيل في ذلك العام، إلا أن ما يميزها هو التباين في التركيبة السكانيّة والعرقيّة، فقرابة 31% من الجمهرة اليهودية تألفت من أولاد دون سن الخامسة عشر، بالمقابل فإن هذه النسبة وصلت لحوالي 42% عند السكان العرب،[166] ويتوافق ذلك مع الدراسات التي أظهرت تراجع عدد اليهود في القدس خلال العقود الأربع الماضية،[169] واتجاه معظمهم إلى المدن الساحلية والضواحي.[170]عادت نسبةاليهود الحريدية في المدينة إلى الارتفاع بحلول عام2009، حيث تبيّن في إحدى الإحصائيات أن 59,900 تلميذ من أصل 150,100، أو 40% منهم، يطلبون العلم في المدارس الرسميّة العلمانيّة والدينيّة على حد سواء، بينما 90,200 تلميذ أو 60% من المجموع الأصلي، يتلقون دراستهم في مدارس حريدية خاصة.[171][172]
يرى العديد من الإسرائيليين أن القدس مدينة فقيرة تمزقها النزاعات السياسية والدينية، لذا فهم يفضلون سكن مدن أخرى أكثر أمانًا وغنى، وبالمقابل تستقطب المدينة عددًا كبيرًا من الفلسطينيين من سكّانالضفة الغربيةوقطاع غزة، كونها تقدم لهم فرص عمل وخدمات صحية أكبر من تلك المتاحة في مدنهم وقراهم.[173] شجّع الزعماء الفلسطينيون والعرب السكان الفلسطينيين عبر السنين على البقاء في المدينة لتأكيد حقهم بالمطالبة بها، وقد فعل البعض منهم هذا.[174][175]
تأسس مخيم شعفاط للاجئين في عام 1965، أي بعد أكثر من عقد واحد على تأسيس كافة المخيمات الرسمية الأخرى فيالضفة الغربية، وذلك فوق أرض مساحتها 0,2 كيلومتر مربع شمال القدس. وقد تأسس مخيم شعفاط بعد أن تم إغلاق مخيم المعسكر فيالمدينة القديمة للقدس بسبب سوء الظروف الصحية فيه.
ويُعد مخيم شعفاط المخيم الوحيد فيالضفة الغربية الذي يقع ضمن الحدود البلدية للقدس. ولذلك، فإن اللاجئين فيه يحق لهم الحصول على هويات مدنية تابعة للقدس، الأمر الذي يضمن لهم حقوق الإقامة في القدس ويجعلهم مؤهلين للحصول على بعض الخدمات الاجتماعية الإسرائيلية، بما في ذلك الرعاية الصحية.
وفي الوقت الذي تبين سجلات الأونروا الرسمية أن عدد اللاجئين المسجلين في المخيم يصل إلى حوالي 11,000 لاجئ، إلا أنه من المرجح أن يبلغ عدد اللاجئين فيه أكثر من 18,000. ويُقدر أن حوالي 4,000 لاجئ قد انتقلوا إلى المخيم في السنوات الأخيرة لتجنب فقدان حقوق الإقامة في القدس. ويعمل حوالي 70% من سكان المخيم في القطاع الخاص الإسرائيلي.[176]
تتّبعإسرائيل سياسة دمج المستوطنات لاستيعاب أكبر عدد ممكن مناليهود داخل القدس،[177] فعلى سبيل المثال دمجت الحكومة الإسرائيلية مستوطنةگفعات زئيفومعاليه أدوميم ومناطقالخط الأخضر لاحتواء حوالي 30 ألف مستوطن جديد داخل المدينة.[164] كما بنت 142 ألف شقة في القطاع اليهودي لزيادة حجم السكان فيها. تفيد إحدى تقاريرالبنك الدولي أن عدد مخالفات البناء في الفترة الممتدة بين عاميّ1996و2000، كان أكبر بأربع مرّات ونصف في الأحياء اليهودية، وأن عمليات الهدم في القدس الغربية كانت أقل بأربع مرّات من تلك الحاصلة فيالقدس الشرقية؛ كذلك أفاد التقرير أن السلطات الإسرائيلية كانت تمنح الفلسطينيين أذونًا بالبناء أقل بكثير من الأذون التي تمنحها لليهود، وأن المخالفين الفلسطينيينتُزال مخالفاتهم بنسبة أكبر من مخالفات اليهود.[178] حصلت بعض المؤسسات اليهودية على إذن من الحكومة الإسرائيلية خلال السنوات القليلة الماضية، يسمح لها بتشييد المباني والمعالم على الأراضي المتنازع عليها، من شاكلة «حديقة الملك سليمان» المخطط إنشاؤها في قريةسلوان بمدينة داود،[179] والتي يُشكل العرب حوالي 60% من سكانها،[180] وفي مقبرة «مأمن الله».[178][181] أطلق معارضو هذه الخطوات المُتخذة من قبل الحكومة الإسرائيلية مصطلح «تهويد القدس» على هذه الإجراءات، كونها تصب في مصلحة اليهود دون الفلسطينيين.[182][183][184]
القدس الرسمية
البلديّة
مبنى بلديّة القدس في ساحة الصفراء.
تأسس المجلس البلدي لمدينة القدس في سنة1863 أبّانالحكم العثماني، وقد انقسم هذا المجلس إلى مجلسين عند تقسيم المدينة. تولتأمانة القدس الاهتمام بالقدس العربية بين نكبة فلسطين واحتلال القدس في حرب 1967.
يتألّف مجلس بلديّة القدس الإسرائيلي اليوم من 31 عضوًا منتخبًا على رأسهمرئيس البلديّة، الذي يُنتخب لخمس سنوات، ويتمتع بحق تعيين ستة مفوضين بلديين لينوبوا عنه، وهؤلاء إلى جانب رئيس البلدية يتلقون رواتبهم كاملة من الحكومة الإسرائيلية، أما باقي الأعضاء فيُعتبر عملهم تطوعيًا. يعقد مجلس بلدية القدس معظم اجتماعاته بصفة سريّة، عدا جلسة واحدة في كل شهر تكون علنيّة.[185] تُشكل الأحزاب الدينية عصبة قويّة داخل مجلس البلدية، حيث تسيطر غالبًا على معظم المقاعد.[186] يقعدار بلدية القدس ومكتب رئيسها فيساحة الصفراء فيشارع يافا. يتكوّن مجمّع البلدية، الذي افتتح في سنة1993، من مبنيين حديثيّ البناء إلى جانب عشرة مبان قديمة مجددة، تحيط بساحة عامّة واسعة.[187] تتبع المدينةمحافظة القدس وتُشكّل عاصمتها. إضافة إلى ذلك، تقوممؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات بصيانة وترميم ورعاية المؤسسات والمباني الإسلامية في القدس.
قامت بلدية القدس الغربية في سنة1949 بإجراء مسابقة لتصميم علم للشطر الغربي من المدينة، ففاز تصميم تضمن رسمًا لخطين عريضين باللون الأزرق يرمزان إلىشال الصلاة اليهودية، على خلفية بيضاء يقع في وسطهما شعار المدينة. وجعلت إسرائيل التصميم الإسرائيلي شعارًا للمدينة بشطريها بعدحرب سنة 1967 عندما ضمتالقدس الشرقية، على الرغم من أن السكانالعرب والمجتمع الدولي لم يتعرف بذلك، لكن العلم والشعار بقيا بحكم الأمر الواقع. صُمم شعار القدس ما بين سنتيّ1950و1951، وهو يُظهرأسدًا جامحًا يُرمز به إلى أسد يهودا، شعار القبيلة اليهودية القديمة، محاطًا بأغصنةزيتون، وفي الخلفية رُسمحائط البراق.[188] أماالسلطة الفلسطينية فلم تنشئ شعار ولا علم للمدينة.
توالى على رئاسة بلدية القدس عدد من أعيان المدينة، كان أولهم «موسى العلمي». تولّى اليهود رئاسة البلدية لأوّل مرة في سنة1937، وذلك عندما فاز «دانيال أستر» برئاسة البلدية بدعم منحكومة الانتداب البريطانية. وعندما انقسمت القدس إلى شطرين، أصبحت هناك بلديتين: بلدية القدس الشرقية ورئيسها عربي، وبلدية القدس الغربية ويرأسها إسرائيلي. أما أوّل رؤساء بلدية القدس الشرقية فهو «أنور الخطيب»، وأوّل رؤساء بلدية القدس الغربية هو الحاكم العسكري «دوڤ يوسف». وعندما ضمّت إسرائيل القدس الشرقية بعدحرب حزيران سنة 1967، أسست بلدية «أورشليم القدس» وتولّى رئاستها «ثيودور كولك». يشغلنير بركات منصب رئيس بلدية أورشليم القدس حاليًا، ويرأسزكي الغول أمانة القدس الشرقية،[189] بما أن السلطة الوطنية الفلسطينية وأغلب دول العالم لا تعتبر ضم الأخيرة قانونياً.
بعد أن أصدرت هيئةالأمم المتحدة قرارها القاضيبتقسيم فلسطين في سنة1947، نصّت على وجوب تدويل القدس تحت إشرافها ورقابتها، وقد سارع القادةاليهود إلى قبول هذا الأمر نظرًا لأنه يحقق مطامحهم في إقامة دولة لهم، بينما عارضه الزعماءالعرب ورفضوا أي تقسيم يُخطط إجراؤه فيفلسطين.[190][191] انقسمت المدينة إلى شطرين بعدحرب سنة 1948 بين العربوإسرائيل، واحتلت الأخيرة القسم الغربي، فيما سيطرالأردن على القسم الشرقي. اعتبرت معظم الدول، وما زالت، أن وضع القدس ينبغي أن يُحدد كما ورد في قرار التقسيم، لذا فإن أغلبها لا يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
بعد أن أعلندافيد بن غوريون، أوّل رئيس وزراء لإسرائيل، أن القدس الغربية عاصمة البلاد،[192] اتخذت جميع الهيئات الحكومية الإسرائيلية، منقضائيةوتشريعيةوتنفيذية، من المدينة مقرًا لها، عدا وزارة الدفاع، التي لا تزال تتخذ من منطقةكرياة بوسطتل أبيب مركزًا لها.[193] سيطرت إسرائيل على المدينة بشطريها مباشرةً بعدحرب سنة 1967، وجعلت منها جزءًا من العاصمة بحكم الأمر الواقع، على الرغم من معارضة المجتمع الدولي لهذا الأمر.[194] لا تزال هويّة القدس كعاصمة «أبديّة» لإسرائيل تُشكّل موضع جدل كبير في المجتمع الدولي،[192][195] فعلى الرغم من أن بعض الدول فتحتقنصليات لها في المدينة، فإن جميعالسفارات موجودة خارجها، ومعظمها فيتل أبيب.[196][197] وبسبب عدم الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، فإن معظم الصحف العالمية والمحلية تصف إعلانات الحكومة الإسرائيلية بأنها «صادرة عن تل أبيب».[198][199][200][201]
أصدرمجلس أمن الأمم المتحدةالقرار رقم 478 بتاريخ20 أغسطس سنة1980، الذي نصّ على أن قانون الأساس الذي أصدرتهإسرائيل واعتبرت فيه القدس عاصمة أبدية لها، قانونًا «فاسدًا باطلاً وينبغي إلغاؤه فورًا»، واقتُرح أن تقوم الدول الأعضاء في هذا المجلس بسحب كلهيئاتها الدبلوماسية من المدينة حتى تذعن إسرائيل للقرار الدولي، وقد استجابت معظم الدول ذات السفارات المتبقية في القدس لهذا الأمر، وقامت بنقل مراكز سفاراتها إلىتل أبيب، كما فعلت غيرها من الدول قبيل صدور القرار رقم 478، وكنتيجة لهذا الأمر، فرغت القدس من السفارات الأجنبية، لكن بعضًا منها اتخذ من إحدى ضواحيها، وهي «مڤاسرت صهيون»، مقرًا لها، كذلك استمرت 4قنصليات موجودة بالمدينة.[197] قررالكونغرس الأمريكي نقل مقر السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في سنة1995، وذلك بعد إصدار «قانون السفارة في القدس» (بالإنگليزية: Jerusalem Embassy Act)، إلا أنبيل كلنتون،رئيس الولايات المتحدة آنذاك، استمر بتأجيل التوقيع على هذا القرار إلى أن انتهت ولايته،[202] وعندها قال الرئيس الذي خلفه، وهوجورج بوش الابن، قال بأن قرارات الكونغرس المتعلقة بوضع القدس ليست إلزامية والهدف منها إبداء النصح والمشورة فقط، فلم يُقدم على توقيع القرار واستمرت السفارة الأمريكية موجودة في تل أبيب.[203] قالأمين عام الأمم المتحدة،بان كي مون، في28 أكتوبر سنة2009، بأن القدس يجب أن تكون عاصمةً لكل منفلسطينوإسرائيل كي يتحقق السلام العادل والشامل.[204]
مبنىالكنيست، أو البرلمان الإسرائيلي، في القدس.بيت الشرق، المقر السابق لمنظمة التحرير الفلسطينية في القدس.سبيل ماءقايتباي فيالمسجد الأقصى المبارك
تقع في القدس أبرز المؤسسات الحكومية الإسرائيلية، بما فيها البرلمان أوالكنيست،[205]والمحكمة العليا،[206] والمقر الرسمي لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء. وقبيل إعلان قيام «دولة» إسرائيل، كانت القدس عاصمةً إداريةللأراضي الشاميّة الخاضعة للانتداب البريطاني، أي تلك التي تشمل اليوم أراضيالسلطة الفلسطينيةوإسرائيلوالأردن.[207][208] كانت القدس الغربية عاصمةً لإسرائيل من سنة1949 حتى سنة1967، إلا أن دول العالم لم تعترف بهذا الأمر بما أنقرار الأمم المتحدة رقم 194 كان قد نصّ على تدويل المدينة. بعد أن خضعت المدينة بشطريها لإسرائيل بعد حرب سنة 1967، أعلنت حكومةليڤي أشكول تطبيق القانون الإسرائيلي علىالقدس الشرقية وامتداد نطاق اختصاص القضاء الإسرائيلي إليها، لكنها وافقت على خضوع منطقة المسجد الأقصى وقبة الصخرة لوزارة الأوقاف الأردنية.[209] أمرت السلطات الإسرائيلية بإقفالبيت الشرق، وهو مقرّمنظمة التحرير الفلسطينية، في سنة1988 لأسباب أمنيّة، وفي سنة1992 أعيد افتتاح البيت بصفته مضافة.[210][211] نصّتاتفاقية أوسلو على أن الوضع النهائي للقدس يجب أن يتحدد عن طريق مفاوضات مع السلطة الفلسطينية، التي تعتبر القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية مستقبلية،[34] وقد قال الرئيس الفلسطينيمحمود عبّاس أن أية مفاوضات لا تتضمن الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين ستكون غير مقبولة.[212] في السادس من ديسمبر 2017 قررالرئيس الأمريكيدونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس.[213]
القدس مدينة ذات أهمية دينية كبرى عند أتباعالديانات الإبراهيمية الثلاث:اليهودوالمسيحيونوالمسلمون. أظهرت إحدى الإحصائيات من سنة2000 أن القدس تحوي حاليًا 1204كنسات، 158كنيسة، و73مسجدًا،[214] والبعض من دور العبادة هذه يُعتبر من بين أكثر المواقع تقديسًا عند أتباع هذه الديانة أو تلك، إن لم يكن أقدسها في بعض الأحيان، لذا فقد كان انتهاك حُرمة إحدى هذه الدور من بين الأسباب التي أدّت دومًا إلى حصول نزاعات كبيرة في المدينة والمنطقة ككل.
في الإسلام
مسلمون يقيمون الصلاة داخلالمسجد الأقصى.قبة الصخرة المشرفة ليلاً في شهر رمضان المبارك
القدس هي ثالث أقدس الأماكن عند المسلمين بعدمكةوالمدينة المنورة، وكانت تمثّل قبلةالصلاة الإسلامية طيلة ما يُقارب من سنة، قبل أن تتحول القبلة إلىالكعبة في مكة.[215] وقد أصبحت القدس مدينة ذات أهميّة دينية عند المسلمين بعد أن أسرى الملاكجبريل بالنبيمحمد إليها، وفق المعتقد الإسلامي، قرابة سنة620 حيث عرج من الصخرة المقدسة إلى السماوات العلى حيث قابل جميعالأنبياء والرسل الذين سبقوه وتلقّى منالله تعاليم الصلاة وكيفية أدائها.[216][217] تنصسورة الإسراء أن محمدًا أُسري به منالمسجد الحرام إلى «المسجد الأقصى»:﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾؛ وقد أجمع المفسرون على أن المقصود بالمسجد الأقصى مدينة القدس ذاتها، وسُميت الأقصى لبعد المسافة بينها وبين المسجد الحرام، إذ لم يكن حين إذن فيها المسجد الأقصى الحالي.[218] يقع اليوم معلمين إسلاميين في الموقع الذي عرج منه النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى السماء، وهماقبة الصخرة التي تحوي الصخرة المقدسة،والمسجد الأقصى الذي بُني خلالالعهد الأموي.[219] ومما يجعل من القدس مدينة مهمة فيالإسلام أيضًا، أن عددًا كبيرًا من الأنبياء والصالحين الذين يتشارك المسلمونوأهل الكتاب عمومًا بالإيمان بهم، مع اختلاف النظرة إليهم، حيث يعتبر المسلمون واليهود أن عدد منهم أنبياء أو رسل بينما ينظر المسيحيون إليهم بصفتهم قديسين، قطنوا المدينة عبر التاريخ أو عبروها، ومنهمداودوسليمانوزكرياويحيى والمسيحعيسى بن مريم، وكذلك لذكر المدينة فيالقرآن بأنها وما حولها أراض مباركة شكّلت قبلة للأنبياء ومهبطًاللملائكة والوحي وأن الناس يُحشرون فيهايوم القيامة.[218]
أما عندالشيعة الإثنا عشرية فالمسجد الأقصى مكانه في السماء الرابعة وليس على الأرض فليس للمسجد الأقصى مكانة ذات أهمية لديهم، عن سلام الحناط، عن رجل، عن أبي عبد الله قال: سألته عن المساجد التي لها الفضل فقال: المسجد الحرام ومسجد الرسول، قلت: والمسجد الأقصى جعلت فداك؟ فقال: ذاك في السماء إليه أسري رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت: إن الناس يقولون: إنه بيت المقدس؟ فقال: مسجد الكوفة أفضل منه.[220][221]
يجلّ المسيحيون القدس لأسباب مختلفة، منها تاريخها الذي ورد ذكره فيالعهد القديم، إضافة إلى لعبها دورًا محوريًا في حياةيسوع المسيح. ينصالعهد الجديد أن يسوع أُحضر إلى المدينة بعد ولادته بفترة قصيرة،[222] وتذكرالتقاليد المسيحية أنه قام لاحقًا بتطهير معبد حيرود منالأصنام الرومانية التي وضعهاالملك حيرود داخله، وأنه قلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام ولم يدع أحدًا يجتاز الهيكل بمتاع.[223]
يؤمن البعض أن العليّة حيث تناولالمسيح وتلاميذهالعشاء الأخير، تقع علىجبل صهيون في ذات المبنى حيث يقع ضريح الملك داود.[224][225] ومن المواقع المسيحية المقدسة في المدينة أيضًا، التلّة المعروفة باسم «جلجثة»، وهي موقعصلب يسوع بحسب الإيمان المسيحي. يصفإنجيل يوحنا هذه التلّة بأنها تقع خارج القدس،[226] إلا أن بعض الحفريات أظهرت مؤخرًا أنها تقع على بُعد مسافة قليلة منالبلدة القديمة داخل حدود المدينة الحاليّة.[66] أمّاأقدس الأماكن المسيحية في القدس فهيكنيسة القيامة، التي يحج إليها المسيحيون من مختلف أنحاء العالم منذ حوالي ألفيّ سنة، ويقول بعض الخبراء والمؤرخين أنها أكثر المواقع احتمالاً بأن تكون قد شُيدت على الجلجثة.[66][227][228]
أصبحت المدينة مقدسة عنداليهود بعد أن فتحها النبي والملكداود وجعلها عاصمةمملكة إسرائيل الموحدة في القرن العاشر قبل الميلاد. وكانت القدس تحوي الهيكل الذي بناهسليمان بن داود، الذي يسميه اليهود «هيكل سليمان»، بالإضافة إلى هيكل أو معبد حيرود الذي شُيّد في وقت لاحق بعد أن هُدم الهيكل الأوّل. ورد ذكر هذا الهيكل 632 مرّة فيالكتاب المقدس، وما زال اليهود اليوم يتعبدون عندحائط البراق أوحائط المبكى، الذي يؤمنون بأنه كل ما تبقى من المعبد القديم، ويُشكل هذا الحائط ثاني أقدس الأماكن في اليهودية بعد «قدس الأقداس».[229][230]
تُبنى جميع الكنس في العالم ومحرابها يواجه القدس، أما محاريب كنس القدس فتواجه «قدس الأقداس».[231] تنصالتوراة الشفهيةوالشريعة اليهودية أن الصلاة يجب أن تتلى في اتجاه القدس وهيكل حيرود، والكثير من الأسر اليهودية تضع لويحة «مزراح[الإنجليزية]» على إحدى جدران منزلها لتحديد قبلة الصلاة.[231] ذُكرت القدس فيالتناخ 669 مرّة، وذُكر اسم «صهيون» التي يقصد بها اليهود المدينة تارةوفلسطين ككل تارة أخرى، 154 مرّة.
معالم المدينة
تعتبر البلدة القديمة بحد ذاتها إحدى المعالم التاريخية المقدسية. تبلغ مساحةالقدس القديمة، ضمن الأسوار قرابة كيلومترًا مربعًا ويقعالمسجد الأقصى في الناحية الشرقية من المدينة وأسوارها. وتقسم المدينة إلى حارات أو خطط، وفي هذه الأحياء أسواق محلية صغيرة استقلت عن الأسواق الرئيسة، وكانت الأحياء تضم مجموعات سكانية منسجمة في بيئتها الاجتماعية والدينية، وطرق المدينة القديمة متعرجة، غُطي بعضها بعقود، وقد تقوم منشآت أو امتدادات عالية للبيوت. ومن أهم هذه المنشآت المساجد والمآذن والمدارس، وإذا استثنيتقبة الصخرةوالمسجد القبلي، فإن أكثر المساجد والمآذن في القدس تعود إلىالعصر المملوكي، مثلالمئذنة الفخرية عام1278،ومئذنة باب الغوانمة من عام1329،ومئذنة باب الأسباط عام1367. ومن المساجد هناكمسجد القلعة الذي بُني عام1310،والمسجد القيمري عام1276وجامع الخانقاة الصلاحية، وتعود مئذنته إلى عام1395. ومن المساجد التي بنيت فيالعهد العثماني مسجد النبي داود الذي أنشأه السلطانسليمان القانوني وهو مجمع معماري، ولقد حوّلتهإسرائيل إلى كنيس وأزيلت الكتابات القرآنية منه واستبدلت بكتابة عبرية،[232]وجامع المولوية المُشيّد سنة1587 والمسجد القيمري.
إن أكثر المباني الإسلامية في القدس هي المدارس التعليمية. حيث أن عدد المدارس والزوايا في القدس خلال القرن الحادي عشر الهجري كان 630 مدرسة، ومن أقدم المدارس المدرسة المنصورية التي أنشأها الملكالمنصور قلاوون. وتمتاز عمارة المدارس بالفناء ذي البركة تشرف عليه الأواوين والغرف، أما الواجهة الجميلة التي تدخل منها إلى المدرسة من خلال دركاه، فهي من مميزاتالعمارة المملوكية، وإذا كانت المدارس المملوكية في القدس لم ترق إلى مستوى المدارس فيالقاهرة التي تميزت بالاتساع والفخامةكمدرسة السلطان حسن، فإنها مع ذلك تتمتع بالأناقة والبساطة والوحدة، ومن أهم المدارس المملوكية الباقية حتى اليوم: المدرسة السلامية (1300م)،المدرسة الجاولية (1320م)،المدرسة التنكزية (1329م)،المدرسة الأمينية (1330م)،المدرسة الملكية (1340م)،المدرسة الفارسية (1353م)،المدرسة الأرغونية (1356م)، المدرسة القشتمرية (1358م)،المدرسة المحدثية (1360م)،والمدرسة الطشتمرية (1384م).[233] تشمل معالم القدس الحاليّة ما يلي:
مسجد قبة الصخرة، أو قبة الصخرة، هو أبرز معالم مدينة القدس، إذ تلفتقبته الذهبية نظر المرء حتى من على بعد ومن مواقع عديدة في المدينة. يقع هذا المسجد علىالحرم القدسي الشريف، وتقع في داخله الصخرة المقدسة التي يؤمن المسلمون أن النبيمحمد عرج منها إلى السماء. ابتدأ تشييد هذه القبّة فيالعصر الأموي خلال عهد الخليفةعبد الملك بن مروان، الذي رغب بأن يجعلها مكانًا "يأوي إليه المسلمين هربًا من البرد والقيظ"،[234] ولتكون مزارًا للحجاج عوض أن تكون مسجدًا للصلاة.[235]
من المعالم البارزة ذات الأهمية الكبرى بالقدس. يؤمن العديد من المسيحيين أنها تقع على تلةالجلجثة[238] حيث صُلبيسوع وفقًاللعهد الجديد،[239] وأنها تحوي المكان الذي دُفن به يسوع وقام فيه من الموت، ولهذا السبب يحج المسيحيين حول العالم إلى هذه الكنيسة منذ حواليالقرن الرابع. تُشكل الكنيسة اليوم مقر بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسيّة، وهي كنيسة مشتركة بين 3 طوائف:الرومان الكاثوليك،الروم الأرثوذكس،والأرمن الأرثوذكس؛ أما سائر الكنائس فهي تمتلك مذبحًا أو ركنًا من أركان الكنيسة ضمن الطائفة التي تنتمي إليها. وقع بين أبناء الطوائف الثلاث سالفة الذكر عدد كبير من العراكات والمشاكل حول من يحتفظ بمفاتيح الكنيسة ومن ثم وجد الحل بأن تقوم عائلة مقدسية مسلمة بهذه العملية وهو ما لا يزال يُطبق حتى اليوم منذ العهد العثماني.[معلومة 8]
يُعرف أيضًا باسمحائط المبكى،[240] وهو يقع عند القاعدة الغربيةللحرم القدسي الشريف، تؤمن اليهود بأنه كل ما تبقى من السور القديم الذي كان يُحيط بمعبد حيرود، لذا فهو يُمثل أحد أقدس الأماكن فيالديانة اليهودية. يتلوا اليهود صلواتهم عند هذا الحائط منذالقرن الرابع كما تنص أقدم المصادر الموجودة، وقد حاول عدد من الأثرياء اليهود شراء هذا الموقع من الأوقاف الإسلامية خلالالقرن التاسع عشر، لكن أحدًا منهم لم يفلح، ولم يسيطر اليهود فعليًا عليه حتى سنة1967، عندما ضمّتإسرائيلالقدس الشرقية.
يُعرف أيضًا باسم برج داود، وهو جزء من قلعة حصينة قديمة تقع بالقرب منباب الخليلببلدة القدس القديمة. بُنيت هذه القلعة لتعزيز إحدى النقاط الضعيفة إستراتيجيًا بالقدس، وذلك حوالي القرن الثاني قبل الميلاد. دُمّرت هذه القلعة وأُعيد بناؤها على يد أمم وشعوب عديدة، مثلالبيزنطيينوالعربوالصليبيينوالمماليكوالعثمانيين. أًطلق على البرج بالقلعة تسمية برج داود بحكم العرف والعادة فقط، إذ أن هذا البرج يختلف عن برج قلعة النبيداود الذي دُمّر قبل تشييده بمئات السنين.[241]
أهم بواباتبلدة القدس القديمة وأجملها على الإطلاق. شُيدت البوابة القائمة حاليًا في سنة1542 على يد السلطان العثمانيسليمان الأول "القانوني"، أما البوابة الأساسية فقد شُيدت خلال العهد الذي كان فيه معبد حيرود لا يزال قائمًا، ثم هُدمت وشيّدالرومان بوابة أخرى في عهد الإمبراطورهادريان خلالالقرن الثاني، وكان هناك عمود ينتصب أمام واجهة الباب تخليدًا لذكرى الانتصارات العسكرية للجيش الروماني، ومن هنا جاء اسم هذه البوابةباللغة العربية. يُطلق الإسرائيليون تسمية "بوابة نابلس" على هذه البوابة في معظم وسائلهم الإعلامية المنشورةباللغة الإنگليزية.[241]
طاحونة مونتيفيوري
تُعرف أيضًا باسمطاحونة باب الخليل،[242] شُيدت في حي "مشكنوت شعاننيم" اليهودي في سنة1857 بهدف صناعةالطحينالدقيق، بعد أن تبرّع أحد المحسنين الإنگليز اليهود، واسمه "موسى مونتيفيوري"، بمبلغ من المال لبنائها في سبيل المساهمة بتحسين مستوى الصناعة والتعليم والعناية الصحية فيالأراضي المقدسة.[243] أصبحت الطاحونة اليوم متحفًا صغيرًا يُعرض فيه ما حققه موسى مونتيفيوري من إنجازات في حياته.
تُعرف أيضًا باسمالكاتدرائية المسكوبيّة، وهي تُشكل جزءًا من مجمّع كبير يقع في وسط القدس. تأسست هذه الكاتدرائية على يد مبشرين روس قدموا المدينة خلالالقرن التاسع عشر، وشيدوها على أرض كانت تُشكل مضمارًاللفروسية، بعد أن حصلوا على إذن منالحكومة العثمانية.[247] انتهى العمل على هذه الكاتدرائية في سنة1863، لكنها لم تُكرّس رسميًا حتى سنة1872. رُممت خلال الفترة الممتدة من عام1895 حتى عام1897، وعانت أضرار كبيرة جرّاءحرب سنة 1948، وهي تحت الولاية القضائية للبطريركية المسكوفيّة منذ عام1948.
إحدى بواباتبلدة القدس القديمة. تقع في السور الشرقي للبلدة القديمة، وهي تُمثل بدايةطريق الآلام التي سار عليهايسوع حتى صُلب وفق المعتقد المسيحي. من أبرز سمات البوّابة وجود 4 نقوشلنمور غالبًا ما يُخطئ الناس ويعتقدون أنهاأسود، وقد نُقشت بأمر من السلطانسليمان القانوني كنصب يُخلّد ذكرى انتصار العثمانيين على المماليك فيبلاد الشام. وهناك أسطورة محلية مفادها أن السلطانسليم الأول، سلف سليمان، كان قد هدد بتسوية المدينة بالأرض عندما وصلها، فهاجمته أسود دفاعًا عنها ولم تتركه إلا عندما تعهد بأن يحميها ويبني سورًا حولها.[248]
هي كاتدرائيةأنجليكانية تأسست في سنة1899. تُشكل مقر أسقف القدس للكنيسة الأسقفية في القدس والشرق الأوسط. تقع كليّة القديس جرجس على أراضي الكاتدرائية، وهي تُقدّم تعليمًا لاهوتيًا للإكليروس والعلمانيين على حد سواء، حول العالم.
كنيس القدس الكبير
هو أكبرالكنس بالمدينة، ابتدأ التخطيط لبناؤه سنة1923، عندما قرر كبار حاخاماتفلسطين المنتدبة، وهما "إبراهيم كوك" و"يعقوب مئير"، بناء كنيس مركزيّ كبير في القدس، إلا أن الأمر لم يتم حتى سنة1958، أي عندما ابتُكر منصب حاخام إسرائيل، حيث شُيد كنيس صغير في موقع الكنيس الحالي، ثم أخذ يتوسع شيئاً فشيئاً حتى جاء أحد المحسنين اليهود الإنگليز، واسمهإسحق ولفسون[الإنجليزية]، وتبرّع بمبلغ من المال لتوسيع المبنى وتكبيره، فأصبح ماهو عليه اليوم.[249]
إحدى بواباتبلدة القدس القديمة،[250] وهي تُجاور حارة المسلمين وتبعد مسافة قصيرة عنباب العمود. تعتبر هذه البوابة إحدى أحدث بوابات البلدة القديمة، فقد كانت بوابة صغيرة نادرًا ما تُستخدم تقع مكانها حين شيّد السلطانسليمان القانوني السور الحالي، وفي سنة1875 شُيدت البوابة الحالية لفتح المجال أمام السكّان المتزايدين في العدد للدخول والخروج من المدينة براحة أكبر. أطلقالصليبيون على البوابة تسمية "بوابة حيرود" وشيدوا في موقعها كنيسة اعتقادًا منهم أن قصرحيرود الثاني كان يقع في هذا المكان في زمنصلب يسوع.
تقع هذه الكنيسة علىجبل الزيتون بالقرب من بستان الجسمانية، وهي تتبعبطريركية موسكو للروس الأرثوذكس. سُميت الكنيسة تيمنًا بالقديسةمريم المجدلية، وهي إحدى أتباعيسوع المسيح. بُنيت الكنيسة في سنة1886 بأمر من القيصر الروسيألكسندر الثالث بمثابة صدقة على روح والدته ماريا ألكسندروڤانا. تأوي الكنيسة رفات قديسين أرثوذكسيين: الأرشيدوقة أليصابيت فيدوروڤانا والراهبة بربارة يعقوبليڤا، والأميرة أليس اليونانية.[251]
طريق الآلام هي الطريق التي سار عليهايسوع المسيح متجهًا إلى تلةالجلجثة حيث صُلب وفق المعتقد المسيحي. ترجمتها الكنسية هي "درب الصليب"، وهي تحوي 14 مرحلة حيث سقط المسيح وحيث التقى أمه وجرّد من ثيابه وحيث أعانهسمعان القيرواني في حمل الصليب وغير ذلك من المراحل. تقع الطريق فيبلدة القدس القديمة، وهي إحدى الأماكن التي يحج إليها المسيحيين حول العالم ليسيروا على خطوات مؤسس هذه الديانة. شُيدت الطريق الحالية خلالالقرن الثامن عشر،[252] وقد تمّ تعليمها بعلامات في المواضع حيث وقع المسيح أثناء سيره من شدّة الإرهاق.[252]
تُعرف هذه البوابة أيضًا باسم "باب محراب داود" أو "باب داود"، وهي إحدى بواباتبلدة القدس القديمة. تتخذ هذه البوابة شكلزاوية قائمة على سور البلدة القديمة، ويُعتقد أن بناءها على هذا الشكل جاء لأغراض دفاعية،[253] أو لجعلها قريبة بما فيه الكفاية منشارع يافا، الذي كان الحجاج يصلون عبره إلى المدينة المقدسة.
متحف روكفيلر أو "متحف فلسطين للآثار" قبلالنكبة، بالقدس الشرقية. أول متحف للآثار بالشرق الأوسط، شُيد في فترة الانتداب البريطاني.امرأة ترتدي الزيّ النسائي الفلسطيني التقليدي.
تُعتبر القدس مدينةً تنصهر فيها دينيًاالثقافة في بوتقة واحدة، نظرًا لأهميتها الدينية ولعب الدين دورًا مهمًا في حياة سكانها من العرب والإسرائيليين، كما أن ثقافة سكان منطقة القدس شكلت جزءًا كبيرًا من هويتهم منذ زمن بعيد، والتي كانت في الأغلب ثقافة تعبر عن الحضر الفلسطيني، وهذا يظهر بشكل واضح في اللكنة أو اللهجة التي تميز سكان هذه المنطقة عن معظماللهجات الفلسطينية بقلب القاف إلى ألف، كذلك هو الحال بالنسبة للزي التقليدي الذي تميّز في منطقة القدس ووسط الضفة الغربية عن غيره منالأزياء الفلسطينية الأخرى، حيث أن لمدينة القدس ثوبها الخاص، الذي يمتاز بأنه أكثر الأثواب الفلسطينية جمعًا لآثار كل العصور التي مرت على المدينة، فعلى الصدر توجد قبة ملكاتالكنعانيون وعلى الجوانب تظهر طريقة التصليب منذ أيامالحكم الصليبي، كما ويظهر الهلالوالآيات القرآنية كدليل على عودة القدس للحكم الإسلامي العربي. وبشكل عام فإن آثارالنكبة تظهر علي الثوب الفلسطيني، إذ يظهر الحزن والحنين من خلال الألوان، من خلال اختفاء الألوان الزاهية مشيرة إلى أن ظهور تطريز الماكينة دليل على عدم اهتمامالمرأة بالتطريز وعلى الوضع الاقتصادي السيئ.[254]
يُعتبر المتحف الإسرائيلي أحد أهم المواقع الثقافية بالمدينة، حيث يستقبل نحو مليون زائر سنويًا، يُشكلالسيّاح ثلثهم.[255] تصل مساحة مجمّع المتحف إلى 20 دونم (81,000 م2) وهو يضم عدد من المباني ذات المعارض المختلفة، حيث تُعرض أعمال فنيّة إسرائيلية وأوروبية، إضافة للعديد من المكتشفات الأثرية والمخطوطات اليهودية القديمة. وفي المتحف معلمٌ بارز هو صحن مائي يُعرف بصحن الكتاب، وهو يحويمخطوطات البحر الميت التي اكتُشفت في أواسطالقرن العشرين في كهوفخربة قمران بالقرب منالبحر سالف الذكر.[256] خُصصت إحدى أجنحة المتحف لتلقين الأطفال دروس فيالرسمالنحت، ويزور هذا الجناح قرابة 100,000 طفل في السنة، ولهذا المتحف حديقة خارجية مخصصة لعرض أعمال النحت، ومن أبرز المنحوتات فيها المنحوتة المصغرة لمعبد حيرود.[255] ومن المتاحف الأخرى ذات الأهمية،متحف روكفلر فيالقدس الشرقية أو «متحف فلسطين للآثار» سابقا، الذي بُني أيامالانتداب البريطاني في سنة1938، وهو يُعد أوّل متحف للآثار شُيّد فيالشرق الأوسط. والذي تتخذه اليوم سلطة الآثار الإسرائيلية مقرا لها.[257][258]
صحن الكتاب الذي يحوي مخطوطات البحر الميت، المتحف الإسرائيلي.إحدى مباني مجمّع ياد ڤاشيم.
تأوي القدس النصب التذكاري المعروف باسم نصب «ياد ڤاشيم» (بالعبرية: יד ושם)، المخصص لإحياء ذكرى اليهود الذين قضوا فيالمحرقة النازية،[259] وهذا النصب مجمّع ذو أجنحة عديدة تُشكل أكبر أرشيف عالميّ لكل ما يتعلق بالمحرقة سالفة الذكر. من أبرز أجنحة المجمّع متحفًا فريدًا يعرض مواضيعًا مختلفة تتعلق بالإبادة الجماعية لليهود ويُركز على الروايات والقصص المتعلقة ببعض الأفراد والعائلات الذين قُتلوا آنذاك، كما يعرض مجموعة فنيّة من أعمال بعض الفنانين الذين قضوا نحبهم في المحرقة. يُحيي هذا النصب أيضًا ذكرى الأطفال اليهود الذين قتلهمالنازيون بالإضافة إلى «الشرفاء من بين الأمم»، ويُقصد بهم الأشخاص غير اليهود الذين خاطروا بحياتهم خلالالحرب العالمية الثانية لإنقاذ أطفال اليهود منالإعدام.[260] كذلك هناك جناحٌ يُطلق عليه تسمية «الجناح الموصول»، وهو يعرض أعمال فنيّة تمثل العيش المشترك بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهو يقع على الطريق الفاصلة بين القدس الشرقية والغربية.[261]
مسرح القدس أثناء الليل.
تتخذ عدّة مراق وفرق فنيّة من القدس مقرًا لها، ومن هذه الأوركسترا السمفونية المقدسيّة التي تأسست فيعقد الأربعينات من القرن العشرين،[262] بالإضافة إلىالأوركسترا الإسرائيلية التي تؤدي أعمالها الفنية في مركز المؤتمرات الدولية (بالعبرية: מרכז הקונגרסים הבינלאומי) الذي يقع بالقرب من مدخل القدس الغربيّة، وأيضًا المركز الموسيقي في القدس، الواقع حي «يمين موشيه»،[263] وغيرها. استضافت القدس «المهرجان الإسرائيلي» طيلة 25 عامًا، وهذا المهرجان يُقام سنويًا منذ سنة1961 وتؤدى فيه عدّة أعمال مسرحية خارجية وداخلية بالإضافة لحفلات موسيقية لمغنين محليين وعالميين.[264] يستضيف مسرح القدس فيحارة الطالبية ما يزيد عن 150 حفلاً موسيقيًا في السنة، إلى جانب عروض مسرحية وراقصة لفنانين عالميين. وهناك أيضًا «مسرح خان» الذي يقع فيالكاروانسرا مقابل محطة القطارات القديمة، وهو مسرح الذخائر الوحيد بالمدينة.[265] ومن البرامج الثقافية الخاصة بالقدس، مهرجان القدس السينمائي، الذي تُعرض فيه أعمال سينمائية إسرائيلية وعالمية.[266]
شعار القدس عاصمة الثقافة العربية لسنة 2009.
تؤوي القدس بعض معارض اللوحات مثل «بيت تيخو»، في وسط المدينة، وهو منزل قديم تحوّل إلى متحف حاليًا، تُعرض فيه لوحات الفنانة «حنّة تيخو» المعروفة برسمها لتلال القدس، والمجموعات العبرانية لزوجها الذي كان يعمل كحالاً، وافتتح أول عيادةلطب العيون في القدس سنة1912.[267] كذلك هناك معرض الحوش، وهو معرض فني فلسطيني تأسس في سنة2004 تُعرض فيه عدّة أعمال فنيّة لفنانين فلسطينيين.[268]
هناك عدد من المؤسساتوالمنظمات اللاربحيّة في القدس، التي تسعى للتقريب بين السكان من العرب والإسرائيليين، ومن شاكلة هذه المنظمات: «الصندوق الإبراهيمي»[276] و«مركز التبادل الثقافي المقدسي»،[277] الذان يُشجعان على القيام بمشاريع ثقافية مشتركة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كذلك «مركز القدس للموسيقى والرقص الشرقي»[278] الذي يُخصص حلقات عمل للإسرائيليين والعرب على حد سواء، ويهدف إلى تعزيز لغة الحوار والتواصل بين الطرفين عن طريق تشجيعهم على القيام بأعمال فنيّة مشتركة،[279] أيضًا هناك الأوركسترا اليهودية العربية الشبابيّة، التي تؤدي عروض موسيقية تقليدية أوروبية وشرق أوسطيّة.[280] قام الفنانالبولندي «تشيسلاو دزاڤيگاي» بصنع منحوتة تمثّل التعايش السلمي الذي يُطمح إليه بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأطلق عليه «نصب التسامح» ونُصب في سنة2008 على تلة فاصلة بين مستوطنة تلبيوت الشرقيةوجبل المكبر، كعلامة على نضال المقدسيين في سبيل الحصول على السلام.[281]
كان الحج إلى القدس يُشكل أبرز مواردها المالية عبر التاريخ، بما أنها مدينة داخلية تقع بعيدًا عن المرافئ الهامّة مثليافاوغزة.[282] لا تزال المعالم الدينية في القدس هي ما يستقطب الزوّار الأجانب بشكل رئيسي، حيث أن معظمهم يأتي ليزورحائط البراقوكنيسة القيامةوالمسجد الأقصى، وغيرها من الأماكن فيالبلدة القديمة،[166] إلا أنه أصبح من الجليّ خلال نصف القرن الفائت أن المدينة لا يمكنها أن تعتمد على هذه الزيارات وحدها لتؤمن مدخولاً كافيًا يفي بجميع الحاجات الحياتية للسكان.[282]
تُظهر عدّة إحصائيات أن اقتصاد المدينة في نمو مطّرد، إلا أنه من الملاحظ بأنالقدس الشرقية لا تزال أقل نموًا من الغربية،[282] لكن على الرغم من ذلك فإن نسبة الأسر العربية التي يعمل عدد من أفرادها أعلى من تلك الخاصة بالأسر اليهودية، حيث تصل الأولى إلى 76.1% والثانية إلى 66.8%. يصل معدّلالبطالة في القدس إلى 8.3%، وهو بهذا أقل من المعدّل الوطني الإسرائيلي الذي يصل إلى 9.0%، على الرغم من أن نسبةالقوّة العاملة بالمدينة أقل من تلك الخاصة بمدن أخرى مثلتل أبيب (58.0%)وحيفا (52.4%).[166] أظهرت دراسات أخرى أن نسبة الفقر بالقدس ارتفعت بشكل ملحوظ خلال الفترة الممتدة من سنة2001 حتى سنة2007، حيث ازدادت نسبة السكان الذين يعيشون تحتخط الفقر بحوالي 40%.[283] وصل معدّل المدخول الشهري للعامل في القدس خلال سنة 2006 إلى 5,940شيكل جديد (1,410دولار أمريكي)، أي أقل بحوالي 1,350 شيكل من العامل في تل أبيب.[283]
سوق القطّانين بالقدس الشرقية.مركز تسوّق "حضر" في تلبيوت.
أصدرت السلطات البريطانية قانونًاأيام الانتداب ينص على عدم جواز تشييد المباني إلا باستخدامالحجر المقدسي، وذلك في سبيل الحفاظ على الهويّة التاريخية وجماليّة هذه المدينة الفريدة،[108] وما زال هذا القانون ساري المفعول حتى الوقت الحالي، وهناك جهود لتكملته عن طريق عدم التشجيع على بناءالمصانع داخل القدس؛ وقد خصصت السلطات الإسرائيلية 2.2% فقط من مساحة المدينة لتشييد المصانع، وبالمقابل يُلاحظ أن نسبة الأراضي المخصصة للبنى التحتية فيتل أبيب تفوق تلك الخاصة بالقدس بحوالي الضعف، بينما تفوق نسبة تلك الأراضي فيحيفا نسبة أراضي القدس بحوالي سبعة مرّات.[166] يعمل ما نسبته 8.5% من إجمالي القوة العاملة الخاصة بمحافظة القدس في قطاع الصناعة، وهذا يُشكل نصف المعدل الوطني فيإسرائيل (15.8%)، بالمقابل تفوق نسبة المقدسيين العاملين في قطاعات أخرى باقي المعدلات الوطنية.[284] قامت بضعة شركات التقنية العالية بفتح فروع لها أو نقل مراكزها حتى من تل أبيب إلى القدس، وقد أدّى مثل هذا الأمر إلى توفير 12,000 فرصة عمل جديدة في سنة 2006.[285] من المراكز الاقتصادية المهمة في القدس ما يُعرف باسم «مجمّع الصناعات العلمية الغنيّة»، وهو مجمّع يقع في شمال المدينة ويُشكل مقرًا لبعض أهم الشركات مثل:إنتل، شركة تيڤا لصناعة الأدوية، أتوترونكس عوفير، وشركة ECI للاتصالات. يُخطط بعض المسؤولين لتوسعة هذا المجمّع حتى يُغطي مساحة 530,000 متر مربّع (130 فدّان)، ويتسع لمزيد من الشركات بالإضافة لمحطة إطفاءومدرسة.[286]
لعبت الحكومة الإسرائيلية دورًا كبيرًا في تنمية اقتصاد القدس منذ تأسيس «دولة» إسرائيل، فهناك عدد كبير من الوظائف الحكومية الشاغرة بالمدينة، كونها مقر للحكومة، والأخيرة تقدم دعمًا وحوافز متعددة للشركات والمؤسسات الوليدة، كي تستمر متمركزة بالقدس.[282] أفادت مجلة «السياحة والترفيه» (بالإنجليزية: Travel + Leisure) الأمريكية أن القدس هي أفضل مدنأفريقياوالشرق الأوسط للسياحة الترفيهية في سنة2010.[287]
يقول الخبراء أن اقتصادالقدس الشرقية لا يزال يُعاني من مشاكل وعوائق مختلفة لأسباب عديدة، منهاجدار الفصل العازل الذي شيدتهإسرائيل في عمقالضفة الغربية وفي محيط مدينة القدس، الأمر الذي يؤدي إلى إخراج مدينة القدس من ارتباطها ببقية الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، والذي يجعلها مفتوحة فقط نحو إسرائيل،[288] بالإضافة لإقامة الحواجز العسكرية وإعاقة دخول سكان القرى المجاورة للقدس، وباقي سكان المدن الفلسطينية مع ارتفاع تكلفة نقل البضائع نتيجة الحواجز والإغلاق.[288] وحسب تقديرات الغرفة التجارية في آخر دراسة أعدتها في شهر يوليو من سنة2006 فإنّ مدينة القدس كانت بحاجة إلى استثمارات فورية تقارب المئة وخمسون مليون دولار كنقطة بداية كاستثمارات فورية خلال الأعوام الثلاثة القادمة، وتشمل هذه الاستثمارات مجالات الإسكانالسياحة وترميمالبلدة القديمة، وتطوير الصناعات الحرفية في المدينة.[288]
حافلة سياحية ذات طابقين في القدس.سوق "محاني يهودا".
ومن الصعوبات التي تواجه هذا الشطر من المدينة وتعيق نموّه بشكل مطّرد التشدد في فرضالضرائب وجبايتها وتطبيق باقي القوانين الاقتصادية والاجتماعية على العرب الفلسطينيين في القدس. كذلك يقول الخبراء الفلسطينيون أن هنالك تشدّد في منع دخول المنتجات الفلسطينية إلى أسواق القدس، خصوصاً المنتجات الغذائيةكالألبانالبيض وهي منتجات أقلّ سعراً من المنتجات الإسرائيلية المماثلة.[288]
وقد أدّت القيود والإجراءات الإسرائيلية إلى تراجع الأداء الاقتصادي للقدس الشرقية في مختلف القطاعات، فقد اضطر عدد منالمصانع إلى تقليص إنتاجها أو إغلاق مصانعها بسبب انخفاض الطلب على المنتجات المحلية غير الغذائية منها إلى الثلث وضعف إمكانية المنتج المحلي على المنافسة نتيجة لارتفاع تكاليف التوزيع بسبب الإغلاق، كذلك ظهر أنه في شهر أكتوبر من سنة2000 انقطع التدفّق السياحي إلى الشطر الشرقي،[288] وألغيت جميع الحجوزات حتى نهاية سنة2001، فكان من نتيجة ذلك أن أغلقت بضعة فنادق أبوابها وسرّحت موظفيها.[288]
شارع الأنبياء، أحد أبرز الشوارع المستقطبة للسيّاح في المدينة.
يقول مدير الغرفة التجارية في القدس الشرقية، عزّام أبو السعود، أنّ موضوع الاستثمار، وبوجه الخصوص الاستثمار طويل المدى، أو الذي يستغرق إقامة منشآته عدة سنوات، والبحث عن مستثمرين، هو العنصر الذي يجب التركيز عليه في سبيل النهوض باقتصاد القدس الشرقية، ودعا إلى إنشاء صندوق ضمان الاستثمار، الذي يضمن للمستثمر الخائف عائدًا مناسبًا لأمواله، وضمانات أن لا يؤثّر الوضع الأمني السياسي على مشروعه، وضمان عائد مجدي لاستثماره، كذلك دعا إلى عدم إغفال موضوع التدريب واقتباس النموذج الألماني في التدريب الحرفي، كونه النموذج الذي قاد الألمان لإعادة بناء اقتصادهم الذي دمرتهالحرب العالمية الثانية.[289] وقال أنه يجب أن يتم إحياء مشروع سوق القطّانين بالبلدة القديمة، وكذلكالحمامات المملوكية أو التركية بعد ترميمها. هذا بالإضافة إلى تحويل جزء من الاستثمار إلى قطاع الإسكان والإنشاءات لتوفير المنازل الكافية لبقاء أكبر عدد من سكان القدس. والاهتمام الأكبر بترميم منازل البلدة القديمة، وأنْ يشمل المنازل القديمة خارج السور وذلك لتوفير نوعية حياة أفضل للسكان.[289] وفي سنة 2010، أعلن المهندسمازن سنقرط رئيس مجموعة سنقرط الاستثمارية عن تأسيس شركة قابضة في القدس تحمل اسم«القدس القابضة» برأسمال 20 مليون دولار بهدف الاستثمار في عدد من القطاعات الاقتصادية والتعليمية فيالقدس الشرقية.[290]
المواصلات
جسر القدس الصاري المعلّق، من تصميم المعماري العالميسنتياگو كالاتراڤا.محطة الحافلات المركزية في القدس.
يُعتبرمطار القدس الدولي أقرب المطارات إلى القدس، وقد كان يُستخدمللطيران المدني حتى أغلقته السلطات الإسرائيلية في سنة2001، وسيطر عليه الجيش الإسرائيلي لقمعالانتفاضة التي قامت في وجه إسرائيل فيالضفة الغربية وقطاع غزة.[291] تحوّلت جميع الرحلات الجويّة بعد إغلاق المطار إلىمطار بن غوريون الدولي، وهو أكبر مطارات إسرائيل وأكثرها ازدحامًا، حيث يصل عدد المسافرين فيه سنويًا إلى 9 ملايين مسافر.[292]
تتولى شركة «إيگد» التعاونية، وهي ثاني أكبر شركة نقل بالحفلات في العالم،[293] تقديم خدمة النقل للسكّان من وإلى القدس، وبداخلها، وهي تتمركز في محطة حافلات المدينة الواقعة فيشارع يافا بالقرب من مدخل الطريق السريع الغربي للقدس. كانتالحافلاتوسيارات الأجرة والسيارات الخصوصية هي وسائل النقل الأكثر استعمالاً في القدس حتى سنة2008، عندما أُطلق مشروع سكة الحديد الخفيفة، وابتُدئ العمل فيه على قدم وساق.[294] يقول المهندسون العاملون على المشروع، أن هذه القاطرات ستقدم خدمة النقل لحوالي 200,000 شخص يوميًا، وسيكون لها 24 محطة.[295] انتهى العمل على هذه السكّة في15 يونيو سنة2010، وتمت تجربة القاطرة الأولى في23 أغسطس من نفس العام.[296]
طريق مناحيم بيگن السريعة.تجربة القاطرة الكهربائية الخفيفة للمرة الأولى.
من المشاريع الأخرى التي تنويإسرائيل تنفيذها بالقدس، مشروع سكة حديدية سريعة تمتد منتل أبيب إلى القدس، يُخطط الانتهاء من العمل عليها في سنة2011،[295] وستكون محطتها الأخيرة محطةً تحتأرضيّة على عمق 80 مترًا (262.47 قدمًا)، تقع بالقرب من مركز المؤتمرات الدولية ومحطة الحافلات،[297] ويهدف المسؤولون إلى وصل هذه السكة في نهاية المطاف بمحطة المالحة، وهي محطة القطارات المملوكة من قبل الدولة، والتي تقدم خدمة النقل من القدس إلى تل أبيب مرورًا بمدينةبيت شيمش.[298][299]
تُعتبر طريق مناحيم بيگن السريعة إحدى أبرز طرق القدس التي تصل شمالها بجنوبها؛ فهي تمتد على طول القسم الغربي من القدس وتتصل بطريق «معاليه بيت حورون» في الشمال لتكمل اتجاهها نحو تل أبيب. يمتد الطريق السريع رقم 60 عبر وسط المدينة بالقرب منالخط الأخضر الفاصل بين القدس الشرقية والغربية. يجري العمل حاليًا على تشييد طريق تحيط بالمدينة يبلغ طولها 35 كيلومترًا (22 ميلاً) لتصل الضواحي ببعضها البعض،[300][301] لكن ردود الفعل حول هذا المشروع جاءت متناقضة حيث عارضه البعض وقبله البعض الآخر.[300]
تأسستجامعة القدس المفتوحة في سنة1984 لتكون جامعة رائدة لسكّان القدس العرب،[308] وتصف الجامعة نفسها على أنها «الجامعة العربية الوحيدة في القدس».[309] تعاونت جامعة القدس المفتوحة وكليّة بارد مننيويورك على افتتاح كليّة مشتركة في ذات المبنى الذي كان يُشكل مقرالمجلس التشريعي الفلسطيني حيث كان يقع مكتب الرئيس الفلسطينيياسر عرفات، وذلك في خريف سنة2010،[310] ومن المقرر إنشاء برنامج دراسي لمنح درجةماجستير تدريس الآداب.[311] يقع الحرم الرئيسي لهذه الجامعة جنوب شرقي القدس في بلدةأبو ديس، وتبلغ مساحته 190,000 متر مربّع (47 فدّان). ومن مؤسسات التعليم العالي الأخرى في المدينة: أكاديمية القدس لتعليم الموسيقى والرقص،[312] وأكاديمية بيتسالئيل للفنون والتصميم،[313] وكلا المبنيين يقعان في حرم الجامعة العبرية.
مدرسة عبرية-عربية مشتركة في القدس.
تأسست كليّة القدس للعلوم التقنية في سنة1969، وهي تؤمن برامج تدريب هندسية وتقنية للطلاّب،[314] وهذه الكليّة هي إحدى المدارس التي تجمع بين البرامج العلمانية والدينيّة في القدس الغربية، وفي الشطر الأخير من المدينة عدد من المدارس الدينية اليهودية مثل «مدرسة صموئيل» و«مدرسة مير يشيڤا»، التي يُزعم أنها أكبرها.[315] وصل عدد التلاميذ في السنة الدراسية الأخيرة في المدارس اليهودية خلال العام الدراسي 2003–2004 إلى 8,000 تلميذ، إلا أن 55% من هؤلاء فقط يتقدمون لامتحانشهادة الثانوية العامة، أما الباقون فيلتحقون بالمعاهد المهنية الحريدية. تُقدّم بلديّة القدس حوافزًا مالية في سبيل استقطاب المزيد من التلاميذ اليهود إلى الجامعات الإسرائيلية في القدس، بالإضافة إلى إعانات لأولئك الذين يستأجرون شققًا سكنية للإقامة فيها طيلة مدة دراستهم.[316]
المدرسة العمرية الرسمية للبنين في القدس الشرقية.
تسعى المؤسسات الإسرائيلية المختلفة وبدعم من الحكومة من أجل تحقيق سيطرة مطلقة على قطاع التعليم العربي في مدينة القدس، وذلك بعد أن تمّ التحكم بنحو 66% من قطاع التعليم العربي في مدينة القدس، حيث تم فرض المناهج التعليمية علىالمدارس الابتدائية العربية هناك منذ عام1968، وتبعًا لذلك تم استبدال كلمة «فلسطين» بكلمة «إسرائيل» و«القدس» بكلمة «أورشليم القدس».[317] ويقول الخبراء الفلسطينيون أن الحكومة الإسرائيلية تحاول التضييق على الطلبة العرب في مدينة القدس لإجبارهم على ترك المدينة للاستئثار بخيارات التعليم، الأمر الذي يعرضهم للانتقال من مدينة القدس وفقًا لما تنص عليه القوانين الإسرائيلية.[317] يُعاني معظم الطلاّب العرب في القدس من عوائق ومشاكل عديدة من جراء السياسات الإسرائيلية، فثمة اكتظاظ شديد في الصفوف المدرسية والدوام في غالبية المدارس على فترتين، وهناك نقص حاد وكبير في المختبرات في المدارس العربية في القدس، ناهيك عن ضعف التجهيزات الرياضية وكذلك النقص الواضح للمعلمين والخدمات،[318] والملاحظ أيضًا أن المدارس غير مؤهلة للتدريس الجيد بسبب قدمها وعدم القيام بعملية تحديث ضرورية.[317] ونظرًا لهذه الأسباب وصلت نسبة تسرب الطلبة العرب في القدس قبل الوصول إلىالمرحلة الثانوية إلى نحو 50% خلالالعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كما تشير إحدى الدراسات، وقد أدّى هذا إلى هجرة لطلاّب وأسر كاملة إلى مدن وقرىالضفة الغربية للبحث عن فرص تعليم مجانية.[317] يلتحق البعض من المقدسيين العرب بالمدارس الإسرائيلية، لكن هؤلاء يتبعون في غالبيتهم إدارات وسياسات إما البلدية أو وزارة المعارف الإسرائيلية،[319] التي تهدف إلى «تعميق المفاهيمالصهيونية، وضرب الانتماء الفلسطيني، من خلال حصص تعليمية عنالهوية اليهودية والتراث اليهودي الصهيوني، وربط الهبات والمكافآت للمدارس بنسبة التجنيد للجيش أو الخدمة المدنية والعسكرية، إلى جانب معايير أخرى».[318]
أطلقت ملكة الأردنرانيا العبد الله مبادرة «مدرستي فلسطين» وذلك لدعم التعليم وتحسين البيئة التعليمية في مدارس القدس العربية، «لا لأن للأردن علاقة بالقدس ودورًا تاريخيًا فقط ولكن لأن القدس مسؤولية كل عربي أولاً واخيرًا» على حد تعبيرها.[319] من أبرز المؤسسات التعليمية في القدس الشرقية، المركز المعروف باسم «المركز التربوي لتطوير العاملين في حقل التعليم في القدس»، الذي يُعتبر المركز الوحيد التي يقدم الخدمات لمعلمي شرقي القدس.[320] يرى المركز نفسه كمحور تربوي يُقدم الخدمات لجهاز التعليم بكل ما لديه من موارد وإمكانات.[321]
الرياضة
استاد ثيودور كولك، أو استاد تيدي بالقدس الغربية.
تعتبر كل منكرة القدموكرة السلة، اللعبتان الأكثر شعبية في مدينة القدس، سواء عند العرب أو اليهود. يعتبر ناديجبل المكبر (المؤسس في 1976) من أشهر الأندية المقدسية والذي يلعببالدوري الفلسطيني الممتاز بالضفة الغربية، والذي هو عضو فيالاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ويتخذ منملعب فيصل الحسيني مركزًا له، والذي يقع فيالرام شمال القدس. من جهة أخرى، يعتبر كل من ناديبيتار القدس وناديهابويل القدس من أكثر الأندية شهرة فيإسرائيل، ويتخذان أيضًا من ملاعب القدس مركزًا لهما. من الأندية الفلسطينية الأخرى في القدس:هلال القدس، العربي بيت صفافا، الأنصار المقدسي، دي لاسال، أهلي القدس، جبل الزيتون، إسلامي سلوان، أبناء القدس، أرثوذكسي القدس، وغيرها.[322]
عرفت الرياضة النسوية الفلسطينية نهوضًا ملحوظًا في القدس منذ أن تولى اللواء جبريل الرجوب رئاسة اتحاد الكرة الفلسطينية واللجنة الأولمبية الفلسطينية،[323] وقد تأسس فريق كرة القدم النسائية الأول بالمدينة حوالي سنة2008، وواجه وما زال مشكلات كبيرة وهي النقص الحاد في الدعم المادي وحتى المعنوي، لكنه استطاع أن يصبح من الأندية المعروفة على الرغم من ذلك.[323]
يقام في القدس سنويًا، سباق جري سنوي نصفي، حيث يركض المتسابقون من كل أنحاء العالم متنافسين في جولة حول أشهر معالم المدينة. بالإضافة إلى هذا السباق النصفي ذو 21.1 كم، يمكن للمشاركين الركض مسافة 10 كم. كل من المسارين يبدأ وينتهي عندتلة الشيخ بدر أو «گفعات رام».[324][325]
الأعلام
خرج من القدس عددٌ من المشاهير، من عرب وإسرائيليين، ومنهم:
العرب
مصطفى البرغوثي.الشيخ محمد أمين الحسيني.عبد القادر الحسيني.
ابتسام بركات، كاتبة وشاعرة ومربية فلسطينية أمريكية. نشرت مذكرات طفولتها تحت الاحتلال الإسرائيلي بعنوان «تذوّق السماء: طفولة فلسطينية»، في سنة 2007 فحازت على إعجاب الناس وفازت بعدّة جوائز.[327]
جمال الدجاني، صحافي فلسطيني أمريكي ومنتج برامج تلفزيونية فائز بعدد من الجوائز.
وليد خالدي، مؤرخ فلسطيني خرّيج جامعة أوكسفورد، يتحدث في أغلب مؤلفاته عن تهجير الفلسطينيين، وهو أحد مؤسسي الجمعية العلمية الملكية في الأردن.
غادة الكرمي، طبيبة وكاتبة ومربية فلسطينية، تتحدث في أغلب مقالاتها عن القضايا الفلسطينية، وهي محاضرة في معهد الدراسات العربية والإسلامية فيجامعة إكسيتر.[328]
محمد أمين الحسيني، رجل دين مسلم وأحدالقوميين العرب، عُيّن مفتيًا للقدس من سنة1921 حتى سنة1948، ولجأ إلى الدول المجاورة عندما حاول البريطانيون اعتقاله، توفي في بيروت سنة1974.
نتالي پورتمن، ممثلة إسرائيلية أمريكية، من أشهر أدوارها شخصية «پادميه أميدالا» في ثلاثيةفيلم حرب النجوم السابقة على الثلاثية الأصلية، من سنة1999 حتى سنة2005.[337]
يصهار إشدود، مغني ومؤلف أغان إسرائيلي ومنتج إسطوانات، وأحد مؤسسي فرقة الروك الإسرائيلية "T-Slam".
شلومو زلمان أورباخ،حاخام شهير، ورأس اليشيڤا السابق في مدرسة «قول توراة». توفي في سنة1995.
هناك نوعان من اتفاقيات التوأمة الموقعة بين بلدية القدس وعدة بلديات أخرى في العالم، الأول معأمانة القدس الفلسطينية - التي تتخذ منعمّان مقرًا لها، والثانية مع بلدية «أورشليم القدس» الإسرائيلية، وهي:
^Kollek، Teddy (1977). "Afterword". في John Phillips (المحرر).A Will to Survive – Israel: the Faces of the Terror 1948-the Faces of Hope Today. Dial Press/James Wade.about 225 acres (0.91 km2)
^Do We Divide the Holiest Holy City? (محفوظ). مؤرشف من الأصل في 3 يونيو 2008. وصل لهذا المسار في 5 مارس 2008.. According to Eric H. Cline’s tally in Jerusalem Besieged.
^"The status of Jerusalem"(PDF)،The Question of Palestine & the United Nations، United Nations Department of Public Information،East Jerusalem has been considered, by both the General Assembly and the Security Council, as part of the occupied Palestinian territory.
^Kellerman, Aharon (January 1993). Society and Settlement: Jewish Land of Israel in the Twentieth Century. State University of New York Press. p. 140.ISBN 0-7914-1295-4.
^G.Johannes Botterweck, Helmer Ringgren (eds.)Theological Dictionary of the Old Testament, (tr.David E.Green) William B.Eerdmann, Grand Rapids Michigan, Cambridge, UK 1990, Vol. VI, p.348
^Elon، Amos (8 يناير 1996).Jerusalem. HarperCollins Publishers Ltd.ISBN:0006375316. مؤرشف منالأصل في 2016-03-19. اطلع عليه بتاريخ2007-04-26.قد يجد هذا النعت أصله في الاسم القديم للقدس—شاليم (تيمنًا بإله الوثنيين من سكان المدينة)، وهذه تسمية مشتقة من اللغة الساميّة الأم ويمكن ربطها بها وبباقي الكلمات الساميّة التي تعني "سلام" (شالوم بالعبرية، وسلام بالعربيّة).
^Ringgren, H.,Die Religionen des Alten Orients (Göttingen, 1979), 212.
^Killebrew Ann E. "Biblical Jerusalem: An Archaeological Assessment" in Andrew G. Vaughn and Ann E. Killebrew, eds., "Jerusalem in Bible and Archaeology: The First Temple Period" (SBL Symposium Series 18; Atlanta: Society of Biblical Literature, 2003)
^يقول فريق العلماء الذي يأخذ بهذا الرأي، أن اسم المدينة الأساسي " أورسالم" له جذورآكاديّة. ويستند كلا الفريقين في زعمه أن القدس لم تتأسس على يد العبرانيين إلى ما جاء فيرسائل تل العمارنة، عندما وجّه ملك المدينة "عبد خيبا" رسائل إلىفرعون مصرأمنحوتب الرابع، يطلب منه المساعدة على صد هجمات أهل البادية "الخبيرو" وهمالعبرانيون، ويقول نص الرسالة في جزء منه: «إن هذه الأرض، أرض أورسالم، لم يعطن إياها أبي وأمي، ولكن أيدي الملك القوية هي التي ثبتتني في دار آبائي وأجدادي، ولم أكن أميرًا بل جنديًا للملك وراعيًا تابعًا للملك.. منحت ملكية الأرض أورسالم إلى الملك إلى الأبد ولا يمكن أن يتركها للأعداء».
^Har-el، Menashe (1977).This Is Jerusalem. Canaan Publishing House. ص. 68–95.ISBN:0866280022.
^Zank، Michael. The Temple Mount (محفوظ). مؤرشف من الأصل في 28 أبريل 2019. وصل لهذا المسار في 22 يناير 2007.
^Crossan، John Dominic (26 فبراير 1993).The Historical Jesus: the life of a Mediterranean Jewish peasant (ط. Reprinted). San Francisco: HarperCollins. ص. 92.ISBN:0060616296.from 4 BCE until 6 CE, when Rome, after exiling [Herod Archelaus] to Gaul, assumed direct prefectural control of his territories
^Cohen، Shaye J. D. (1996). "Judaism to Mishnah: 135–220 C.E". في Hershel Shanks (المحرر).Christianity and Rabbinic Judaism: A Parallel History of their Origins and Early Development. Washington DC: Biblical Archaeology Society. ص. 196.
^Runciman، Steven (1951).A History of the Crusades:The First Crusade and the Foundation of the Kingdom of Jerusalem. Penguin Books. Vol.1 pp.3–4.ISBN:052134770X.{{استشهاد بكتاب}}:الوسيط|تاريخ الوصول بحاجة لـ|مسار= (مساعدة)
^Ellen Clare Miller,Eastern Sketches – notes of scenery, schools and tent life in Syria and Palestine. Edinburgh: William Oliphant and Company. 1871. Page 126: 'It is difficult to obtain a correct estimate of the number of inhabitants of Jerusalem...'
^Announcement in the UK House of Commons of the recognition of the State of Israel and also of the annexation of the West Bank by the State of Jordan. Commons Debates (Hansard) 5th series, Vol 474, pp 1137–1141. April 27, 1950.scan (PDF)
^S. R. Silverburg, Pakistan and the West Bank: A research note,Middle Eastern Studies, 19:2 (1983) 261–263.
^P. R. Kumaraswamy (2000-03)."Beyond the Veil: Israel-Pakistan Relations"(PDF). Tel Aviv, Israel: Jaffee Center for Strategic Studies, Tel Aviv University. مؤرشف منالأصل(PDF) في 2007-06-28. اطلع عليه بتاريخ2009-07-22.{{استشهاد بدورية محكمة}}:الاستشهاد بدورية محكمة يطلب|دورية محكمة= (مساعدة) وتحقق من التاريخ في:|تاريخ= (مساعدة)
^Walvoord، John (7 يناير 1996). "The Metaphorical View".Four Views on Hell. Zondervan. ص. 58.ISBN:0310212685. مؤرشف منالأصل في 2022-01-28. اطلع عليه بتاريخ2007-02-09.{{استشهاد بكتاب}}:الوسيط author-name-list parameters تكرر أكثر من مرة (مساعدة)
^Times Online Style Guide – J "من الخطأ أن يرمز المرء إلى القرارات الصادرة عن إسرائيل بأنها صادرة عن القدس، حيث أن المجتمع الدولي لا يعترف بالأخيرة عاصمةً لإسرائيل، وما زال وضعها يُشكل إحدى أكثر المشاكل تعقيدًا في الشرق الأوسط."نسخة محفوظة 21 سبتمبر 2011 على موقعواي باك مشين.
^Orfali، Jacob G. (مارس 1995).Everywhere You Go, People Are the Same. Ronin Publishing. ص. 25.ISBN:0914171755.In the year 1923, [Jerusalem] became the capital of the British Mandate in Palestine{{استشهاد بكتاب}}:الوسيط|تاريخ الوصول بحاجة لـ|مسار= (مساعدة)
^Dumper، Michael (15 أبريل 1996).The Politics of Jerusalem Since 1967. Columbia University Press. ص. 59.ISBN:0231106408....the city that was to become the administrative capital of Mandate Palestine...{{استشهاد بكتاب}}:الوسيط|تاريخ الوصول بحاجة لـ|مسار= (مساعدة)
^منإنجيل لوقا (41/2): "وكان أبواه يذهبان كل سنة إلى أورشليم فيعيد الفصح ولما كانت له اثنتا عشرة سنة صعدوا إلى أورشليم كعادة العيد وبعدما أكملوا الأيام بقي عند رجوعهما الصبي يسوع في أورشليم ويوسف وامه لم يعلما"
^منإنجيل مرقس (15/11): "وجاءوا إلى أورشليم ولما دخل يسوع الهيكل شرع يخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام ولم يدع أحدًا يجتاز الهيكل بمتاع"
^Boas، Adrian J. (12 أكتوبر 2001). "Physical Remains of Crusader Jerusalem".Jerusalem in the Time of the Crusades. Routledge. ص. 112.ISBN:0415230004. مؤرشف منالأصل في 2021-03-08. اطلع عليه بتاريخ2007-03-11.The interesting, if not reliable illustrations of the church on the round maps of Jerusalem show two distinct buildings on Mount Zion: the church of St Mary and the Cenacle (Chapel of the Last Supper) appear as separate buildings.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: التاريخ والسنة (link)
^منإنجيل يوحنا (20/19): "فقرأ هذا العنوان كثيرون من اليهود لأن المكان الذي صلب فيه يسوع كان قريبًا من المدينة وكان مكتوبًا بالعبرانية واليونانية واللاتينية."
^O'Reilly، Sean (30 نوفمبر 2000).Pilgrملف: Adventures of the Spirit (ط. 1st). Travelers' Tales. ص. 14.ISBN:1885211562.The general consensus is that the Church of the Holy Sepulchre marks the hill called Golgotha, and that the site of the Crucifixion and the last five Stations of the Cross are located under its large black domes.{{استشهاد بكتاب}}:الوسيط|تاريخ الوصول بحاجة لـ|مسار= (مساعدة) وتجاهل المحلل الوسيط|coauthor= لأنه غير معروف، ويقترح استخدام|author= (مساعدة)
^Coles Finch، William (1933).Watermills and Windmills. London: C W Daniel and Company. ص. p50–52, illustration facing p224.{{استشهاد بكتاب}}:|صفحات= يحوي نصًّا زائدًا (مساعدة)
^ابجدDumper، Michael (15 أبريل 1996).The Politics of Jerusalem Since 1967. Columbia University Press. ص. 207–10.ISBN:0231106408.{{استشهاد بكتاب}}:الوسيط|تاريخ الوصول بحاجة لـ|مسار= (مساعدة)
^Solution (محفوظ). مؤرشف من الأصل في 14 يوليو 2007. وصل لهذا المسار في 17 مارس 2007.
^ابAfra، Orit (8 فبراير 2007)."Panacea or pain?". The Jerusalem Post. مؤرشف منالأصل في 2008-02-03. اطلع عليه بتاريخ2007-03-17.{{استشهاد بخبر}}:|archive-date= /|archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)
^لم تقمالسلطة الوطنية الفلسطينية أومنظمة التحرير الفلسطينية، باعتماد أي شعار أو علم للقدس إلى حد الآن، كذلك لم يكن للمدينة أي شعار أو علم أيام الحكم الأردني حتى 1967 واحتلالها من قبل إسرائيل، والتي قامت بدورها باعتماد شعار لشطري المدينة منذ تلك الفترة، والمصمم في عام 1949.
^تَحتَسِبُ إسرائيل عند إحصاء سكان القدس سكان القرى والبلدات المحيطة بها من التي احتلتها إسرائيل قبل1967، وتلك التي فيالضفة الغربية التي فُصلت عنها لاحقاًبالجدار الإسرائيلي العازل، والتي لا يزال وضعها القانوني معلقاً.
^تَعتبر إسرائيل ان القدس عاصمتها الأبدية، وتعترفالولايات المتحدة منذ سنة1995م بالقدس عاصمةلإسرائيل، ومنذ ذلك الحين يقوم الرئيس الأمريكي بتأجيل التصديق على قرار نقل السفارة الأمريكية منتل أبيب إلى القدس وتوقيعه من قبلالكونغرس كل ستة أشهر، لكن في ديسمبر 2017 اعترفتإدارة دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل وأعلن أن الولايات المتحدة ستبني سفارة في القدس قريبًا، أما بالنسبةلبريطانيا فتعتبر القدس غير محتلة، لكنها في ذات الوقت غير تابعة لأي دولة، وبالمقابل يعتبرهاالعربالفلسطينيون عاصمةدولة فلسطين المستقبلية، كما ورد فيوثيقة إعلان الاستقلال الفلسطينية التي تمت في الجزائر بتاريخ 15 نوفمبر 1988.
'^قالداود بن گوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل عن القدس في سنة1947: «لم يسبق أن لعبت مدينة في العالم دورًا مهمًا في حياة قوم لفترة طويلة كما فعلت القدس بالنسبة للشعب اليهودي»، وفي هذا إشارة إلى ما أصبغه عليها الإسرائيليون من أهمية بالنسبة إليهم كي يدعموا قضيتهم أمام شعوب العالم. ومن اليهود الذي قاموا بإضافة الصبغة الصهيونية على المدينة، مؤسس "مؤسسة القدس"، المدعو ثيودور كوليك، حيث قال في سنة1990: «طيلة ثلاثة آلاف سنة، كانت القدس محور أمل وتوق اليهود. لمّا يسبق لمدينة عبر التاريخ أن لعبت هكذا دور بارز في تاريخ وثقافة ودين ووعي قوم كما فعلت القدس في حياة الشعب اليهودي والديانة اليهودية. طيلة قرون من النفي، استمرت القدس حية في أفئدة اليهود حول العالم، كونها منبع التاريخ اليهودي، ورمز المجد القديم والروحانية والنهضة العصرية. إن قلب وروح الشعب اليهودي يولد الفكرة التي تقول إنك لو أردت كلمة واحدة تلخص تاريخبني إسرائيل برمته، لكانت هذه الكلمة "القدس".»
^يقول علماء الدين المسلمون أناليهود كانوا يُعيّرون محمدًا ويقولون له أنت تابع لنا تصلّي إلى قبلتنا، فأغتمّمحمد من ذلك غمًا شديدًا وخرج في جوف الليل ينظر إلى آفاق السماء ينتظر منالله في ذلك أمرًا، فلمّا أصبح وحضر وقت الظهر كان في مسجد بني سالم قد صلّى من الظهر ركعتين، فنزل عليهجبريل فأخذ بعضديه وحوّله إلىالكعبة وانزل عليه:﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ﴾، هذا ويضيف العلماء أن لعل من أسباب تغيير القبلة ووجوب استقبالها حال الصلاة والذبح وغيرها من الأمور، هو أن الله يمتحن الناس ويميّز المؤمنين بهذه الطريقة عن غيرهم أمثال اليهود، وأمثال الذين كانوا يدّعون الإسلام ويتظاهرون به، لكنهم لم يكونوا ملتزمين واقعًا وقلبًا بأوامر الله وأوامر رسوله.
^كانت نفقات الحكم المصري باهظة للغاية، فقد أدت إقامة الجيش في حدودالأناضول وما يحتاجه من مؤن وترميم جسور وحصون وبناؤها، إلى زيادة متصاعدة في هذه النفقات، فلم يجدإبراهيم باشا بدًا من زيادة الضرائب على اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين. وكان اللبنانيون، على سبيل المثال، في عهدي واليي عكا العثمانيين يدفعون مليون ونصف مليون قرش سنويًا، أما في أواخر عهد إبراهيم باشا، فكانوا يدفعون ما يقارب 8 ملايين ونصف مليون قرش.
^يقول الدكتور حسن ظاظا: «اسم أورشليم ليس عبريًا أصيلاً، فقد كانت تحمل هذا الاسم قبل دخول العبريين إليها بشهادة نصتل العمارنة، وبدليل أن اليهود وجدوا صعوبة في كتابة اسمهاباللغة العبرية "يروشالايم" فهذه الياء الواقعة قبل الميم الأخيرة لم تكن تثبت في الكتابة العبرية، وقد كتبت بدونها في أسفارالعهد القديم 606 مرة وكتبت بها ست مرات فقط، ولذلك نص علماءالتلمود على وجوب كتابتها بلا ياء (التوسفتا، كتاب الصوم تعنيت 16/5).»، ويتخذ العرب من هذا دليلاً على أن اليهود والعبرانيين ليس لهم حق تاريخي أو إرثي بالقدس.
^قال السكّان المسيحيون أن هذا الضريح يعودلمريم العذراء والدةيسوع أوعيسى المسيح في المعتقدين المسيحي والإسلامي، على الرغم من أنه فارغ، وذلك لأن جميع الطوائف المسيحية، باختلاف طرق إيمانها حول كيفية انتقال العذراء، تؤمن بأنه بعد موتها بمدة مختلف عليها انتقلت بجسدها إلى السماء.
1 تعتبر غالبًا جزءًا من آسيا الوسطى 2يُرمز إليها غالبًا باسمتايوان3إسمها الكاملسري جاياواردنابورا كوتي4رسميًا 5إداريًا 6أنظرالمناصب في القدس لمزيد من المعلومات حول وضع القدس 7دولة تقع أراضيها على أكثر من قارة 8تقع كامل أراضيها في جنوب شرق آسيا لكنها تتمتع بروابط إجتماعية وعلاقات سياسية متينة مع أوروبا 9تقع كامل أراضيها في ماليزيا لكنها تتمتع بروابط إجتماعية وعلاقات سياسية متينة مع دول جنوب شرق آسيا