| العُزَّى | |
|---|---|
| إلهة القوة والحماية والحب | |
| شريك | اللات،مناة |
| مركز العبادة الرئيسي | مكة،شبه الجزيرة العربية |
| رموز | ثلاث أشجار |
| نظيره عند الرومانيين | فينوس |
| تعديل مصدري -تعديل | |
| الآلهة العربية قبل الإسلام |
|---|
آلهة الصفويينوالثموديينواللحيانيين |
العُزَّى هي من آلهة العرب التي عبدها أهلمكة في الجزيرة العربية قبل الإسلام.[1] وقد كانت طرفا في الثالوث الإلهي الذي يجمعها معاللاتومناة، وتأتي في المرتبة الثانية بعداللات ثممناة؛ وعلى هذا الترتيب، وصفها الله في القرآن تقليلاً من شأنها، وتسفيهاً لعقول المشركين، واحتجاجاً على نسبة ما هو أنثوي إلى الله، والاستئثار بما هو ذكوري لهم ـ أي كفار مكة؛ حيث قال:﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى١٩ وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى٢٠ أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى٢١ تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى٢٢﴾ [النجم:19–22]. وكانوا يعتقدون أيضا أنها من بناتالله. كانت قبيلةقريش وقبيلةكنانة تخصها بالعبادة ويعبدها أيضا كل من والأهم. وحسب روايةابن الكلبي فإن أول من اتخذ العزى إلهة يعبدها هوظالم بن أسعد.
أوردالطبري روايات تفيد بأنالعرب كانوا يقدسون أجمة شجيرات على أنها تمثلها، وفي روايات أخرى ورد أنها حجر. والغالب أنه كان للعزى تمثالا على شكل امرأة. ويظهر من اسمها الذي هو مشتق من العزة أنها كانت إلهة قوية عزيزة تعز من عبدها، وقد كانتقريش تحملها معها في حروبها. وكانوا يسمونها ملكة السماء. وكانوا يرونها أيضًا شديدة العقاب والانتقام ممن يعاديها، وذلك أن امرأة رومية أسلمت فذهب بصرها بعد إسلامها بقليل فقالتقريش: «ما أذهب بصرها إلااللات والعزى» فلما بلغ المرأة الرومية كلامهم قالت: «كذبوا وبيت الله! ما تضراناللات والعزى».
الأصل في عبادة العزى - كما ذكرابن الكلبي - أنظالم بن أسعد لما رأى القرشيين يطوفونبالكعبة ويسعون بينالصفا والمروة ذرع البيت (أي قاسه بالذراع) وأخذ حجرا من الصفا وحجرا من المروة ورجع إلى قومه وقال: "يا معشرغطفان،لقريش بيت يطوفون حولهوالصفا والمروة وليس لكم شيء. فلنبني بيتا على قدر البيت" ثم وضع الحجرين وقال: "هذانالصفا والمروة، فاجتزءوا به عن الحج. فأطاعوه. ثم قال بنو صداء: "أما والله لنتخذن حرمًا مثل حرم مكة، لا يقتل صيده، ولا يعضد شجره، ولا يهاج عائذه". فقام بنو مرة بن عوف وتولوا فعل ذلك وعينوارباح بن ظالم قائما على أمر الحرم وبناء حائطه وتعاونوا على إنجازه واختاروا لإلهتهم شعبًا اسمهسقام في وادي حراض شرقمكة. وكانوا مقيمين عند ينبوع ماء لهم يقال له بُسّ، فسموا بيت العزى باسم ذلك المكان، وعكفوا يعبدونها ويقيمون شعائرها. فلما تناهى الخبر إلى مسمعزهير بن جناب الكلبي قال: "والله لا يكون ذلك وأنا حي، ولا أخليغطفان تتخذ حرمًا أبدا". ثم سار في قومه حتى غزاغطفان وتمكن منها، واستولى على الحرم، وقطع رقبة أسير منغطفان به ليخفر ذمة الحرم ويريق به الدم فلا يعود طاهرا، ثم إنه هدم البُسّ، وكان هذا هو الهدم الأول لبيت العزى.
ثم أقاموا لها بناء آخرا غير الذي هدم.
وكانتقريش تعظم العزى وتخصها بالزيارة والهدية دون غيرها من الآلهة، وكانوا يضعون الهدايا في حفرة يسمونها «الغبغب» أمام تمثال العزى في معبدها. وكان للعزى أيضا منحرا داخل البُسّ تنحر عليه القرابين. وكانتقريش إذا فرغت من حجها لا يحلون حتى يأتون العزى ويطوفون بها ويعكفون عندها يوما كاملا.
وقد عرف عبادة العزى أيضا بعض الشعوب من اليمانيين وكانوا يسمونها «عزيان»، وكان الأنباط وآل لخم ملوك الحيرة يعبدونها أيضا. إلا أن عبادة آل لخم للعزى كانت مختلفة و«متطرفة» بعض الشيء، فقد كانوا يتقربون إليها بالذبائح البشرية. فيقال أنالمنذر ملك الحيرة قد تقرب للعزى بذبح ابن الملك الغساني الحارث. وقد ورد في تواريخ السريان أنالمنذر بن ماء السماء قد ضحى بأربعمائة راهبة مسيحية للعزى. وذكر «إسحاق الأنطاكي» أنالعرب كانوا يقدمون الأولاد والبنات قرابينًا للعزى فينحرونهم لها.
وذُكِرَ أيضا أن فيمعركة أحد التي قامت بينقريش والمسلمين، حملتقريش آلهتها معهم لحمايتهم ونصرهم وكان ممن حملوا من آلهتهماللات والعزى، فلما انتصر القرشيون في المعركة صاحأبو سفيان قائلا: «اعلُهبل» (أي اعلُ يا هُبَل) فقال المسلمون: «الله أعلى وأَجَلّ» فقالأبو سفيان: «لنا العزى ولا عزى لكم» فقالالرسول: «ألا تجيبونه؟» فقال المسلمون: «يا رسول الله وما نقول؟» قال: «قولوا:الله مولانا ولا مولى لكم».
وقد كانوا يحلفون بالعزى أيضا وغالبا ما تكون معطوفة على اللات فتراهم يقولون: «واللات والعزى». وقد قال الشاعر أبو جندب الهذلي بيتا في قصيدة يخاطب به امرأة كان يهواها يذكر المرأة بيمين حلفتها فقال:
يعني العزى لأنه كان لها حرما محميا فيشعب سقام كما تقدم.
وكانوا أيضا إذا أرادوا القيام بأمر والتبس عليهم قاموا إلى العزى ليستشيرونها في ذلك الأمر وكانوا يذهبون إلى السادن بالهدايا والقرابين ثم يخبرونه بالأمر الذي جاؤوا من أجله فيدخل السادن ويسأل العزى ثم يعود السادن ويدخل الرجل معه أمامها فتجيبه بصوت يسمعه السائل.
وكان بعض العرب يتسمون بأسماء يتعبدون فيها للعزى كـ«ـأمة العزى» و«عبد العزى»
لما ظهرت الدعوة الإسلامية في مكة قاتل الناس دفاعا عن آلهتهم وذكر القرآن رأيهم في تلك الدعوة في سورة ص:﴿وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ٤ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ٥﴾ [ص:4–5]. وقد كان سادن العزى في بداية الإسلام رجل من بني سليم يقال له أفلح بن نضر الشيباني. فلما حضرته الوفاة دخل عليهأبو لهب وهو حزين، فقال لهأبو لهب: «ما لي أراك حزينا؟» فقال أفلح: «أخاف أن تضيع العزى من بعدي» فقال لهأبو لهب: «فلا تحزن، فأنا أقوم عليها بعدك». فصارأبو لهب يقول لكل من لقيه: «إن تظهر العزى (أي إذا ظهرت عبادتها وأفل نجم الإسلام) كنت قد اتخذت يدا عندها بقيامي عليها (أي أني قد أرضيتها بأن عرضت أن أكون سادنا لها)، وإن يظهر محمد على العزى - ولا أراه يظهر - فابن أخي (أي أنه ابن أخي ولا أراه يغضب علي)».
كانت نهاية عبادة العزى فيالسنة الثامنة للهجرة فيالخامس والعشرين من شهر رمضان عندما بعثالنبي محمدﷺخالد بن الوليد في ثلاثين فارسا من أصحابه ليهدم البُسّ ويدمر العزى ويقضي على عبادتها. وقد اختلف الرواة في سرد قصة الهدم على ثلاث روايات:
ولقد تنبأ النبيمحمدﷺ بأن تعود عبادة اللات والعزى ثانية. فقد روىمسلم في صحيحه: (لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى. فقلت: يا رسول الله ! إن كنت لأظن حين أنزل الله:﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ٣٣﴾ [التوبة:33](أيضاً في 61:9، صورة الصف) أن ذلك تاما قال: إنه سيكون من ذلك ما شاء الله. ثم يبعث الله ريحا طيبة. فتوفى كل من في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان. فيبقى من لا خير فيه. فيرجعون إلى دين آبائهم).