الصُّومَال (بالصومالية:Soomaaliya)، أو (رَسْمِيًا:جُمْهُورِيَّةُ الصُّومِالِ الاتِّحَادِيَّة) (بالصومالية:Jamhuuriyadda Federaalka Soomaaliya) وكانت تعرف فيما قبل باسمجمهورية الصومال الديمقراطية، هيدولة عربية تقع في منطقةالقرن الأفريقي في شرق أفريقيا ويحدها من الشمال الغربيجيبوتي، ومن الجنوب الغربيكينيا، ومن الشمالخليج عدن ومن الشرقالمحيط الهندي ومن الغربإثيوبيا. وتملك أطول حدود بحرية في قارة أفريقيا. تتسم تضاريسها بالتنوع بينالهضابوالسهولوالمرتفعات. مناخها صحراوي حار على مدار السنة مع بعض الرياح الموسمية والأمطار غير المنتظمة.
ومعميلاد الإسلام على الجهة المقابلة لسواحل الصومال المطلة علىالبحر الأحمر تحول التجار والبحارة والمغتربين الصوماليين القاطنين فيشبه الجزيرة العربية تلقائياً إلى الإسلام وذلك من خلال تعاملهم مع أقرانهم من التجارالعربالمسلمين. ومع فرار العديد من الأسر المسلمة من شتى بقاعالعالم الإسلامي خلال القرون الأولى من انتشار الإسلام بالإضافة إلى دخول أغلبية الشعب الصومالي إلى الإسلام سلمياً عن طريق المعلمين الصوماليين المسلمين الذين عملوا على نشر تعاليم الإسلام في القرون التالية، تحولت الدويلات القائمة على أرض الصومال إلى دويلات ومدن إسلامية مثل مدنمقديشيووبربرةوزيلع وباراواومركا والذين كونوا سوياً جزء من الحضارة البربرية. وقد عرفت مقديشيو بعد انتشار الإسلام في الصومال باسم«مدينة الإسلام»[21] كما تحكمت في تجارةالذهب في منطقةشرق أفريقيا لقرون طويلة.[22] وفيالعصور الوسطى، سيطرت على طرق التجارة العديد منالإمبراطوريات الصومالية القوية، منهاإمبراطورية أجوران والتي حكمت المنطقة في الفترة بين القرنين الرابع عشر والسابع عشر للميلاد والذي برعت فيالهندسةالهيدروليكية وبناء الحصون،[23] وكذلكسلطنة عدل والتي كان قائدهاالإمامأحمد بن إبراهيم الغازي الملقب «بالفاتح» أول عسكري أفريقي يستخدمالمدفعية العسكرية على مدار التاريخ خلال حربه ضد إمبراطورية الحبشة[24] في الفترة الممتدة بين عام1529 وحتى عام1543، وأيضا حكامسلطنة غلدي من «أسرة غوبرون» والتي أرغمت سيطرتهم العسكرية حكام مدينة لامو منسلاطينالإمبراطورية العمانية على دفعالجزية للسلطان الصومالي أحمد يوسف، رابع سلاطين أسرة غوبرون والذي حكم في الفترة الممتدة بين عامي1848 حتى1878.[25] وخلالالقرن التاسع عشر وبعد انعقاد مؤتمر برلين عام1884، أرسلت الإمبراطوريات الأوروبية العظمى جيوشها إلى منطقة القرن الإفريقي بغية السيطرة على هذه المنطقة الإستراتيجية في العالم مما دفع الزعيممحمد عبد الله حسان، مؤسسالدولة الدرويشية، إلى حشد الجنود الصوماليين من شتى أنحاء القرن الأفريقي وبداية واحدة من أطول حروب المقاومة ضد الاستعمار على مدار التاريخ.
استطاعت الصومال في البداية مقاومة الاستعمار.[26][27][28][29] حيث تمكنت دولة الدراويش من صد هجومالإمبراطورية البريطانية أربع مرات متتالية وأجبرتها على الانسحاب نحو الساحل. وهزمتدولة الدراويش في عام1920 عندما استخدمت القوات البريطانية الطائرات خلال معاركها في أفريقيا لقصف «تاليح» عاصمة الدولة الدرويشية وبذلك تحولت كل أراضي الدولة إلى مستعمرة تابعةللإمبراطورية البريطانية. كما واجهتإيطاليا نفس المقاومة من جانب السلاطين الصوماليين ولم تتمكن من بسط سيطرتها الكاملة على أجزاء البلاد المعروفة حالياً بدولة الصومال إلا خلالالعصر الفاشي في أواخر عام1927 واستمر هذا الاحتلال حتى عام1941 حيث تم استبدالهبالحكم العسكريالبريطاني. وظل شمال الصومال مستعمرة بريطانية في حين تحول جنوب الصومال إلى دولة مستقلة تحت الوصاية البريطانية إلى أن تم توحيد شطري الصومال عام1960 تحت اسم جمهورية الصومال الديمقراطية.
وطأت قدم الإنسان الأول أراضي الصومال فيالعصر الحجري القديم، حيث ترجع النقوش والرسومات التي وجدت منقوشة على جدران الكهوف بشمال الصومال إلى حوالي عام 9000 ق م. وأشهر تلك الكهوف «مجمع لاس جيل» والذي يقع بضواحي مدينةهرجيسا حيث اكتشفت على جدرانه واحدة من أقدم النقوش الجدارية في قارة أفريقيا. كما عثر على كتابات موجودة بأسفل كل صورة أو نقش جداري بالمجمع إلا أنعلماء الآثار لم يتمكنوا من فك رموز تلك اللغة أو الكتابات حتى الآن.[33] وخلالالعصر الحجري نمت الحضارة في مدينتي هرجيسا ودزي مما أدى إلى إقامة المصانع وازدهار الصناعات التي اشتهرت بها كلا المدينتين.كما وجدت أقدم الأدلة الحسية على المراسمالجنائزية بمنطقة القرن الإفريقي فيالمقابر التي تم العثور عليها في الصومال والتي يرجع تاريخها إلىالألفية الرابعة قبل الميلاد. كما تعد الأدوات البدائية التي تم استخراجها من موقع «جليلو» الأثري شمال الصومال أهم حلقات الوصل فيما يتعلق بالاتصال بينالشرقوالغرب خلال القرون الأولى من نشأة الإنسان البدائي على وجه الأرض.[34]
العصر القديم
من الأمور الدالة على قيام حضارة متطورة نشأت وترعرعت على أراضي شبه الجزيرة الصومالية آثار متناثرة على جنبات أراضي الصومال مثل المباني هرمية الشكل ومقابر وأطلال مدن قديمة بجانب بقايا الأسوار التي كانت تحيط بالمدن مثل «سور ورجادي» الذي يرتفع لمسافة 230 متراً.[35] وقد أثبتت الحفريات التي قامت بها البعثات الأثرية المتعاقبة على وجودنظام كتابة لتلك الحضارة لم يتم فهم رموزه أو فك طلاسمه حتى الآن[36] كما تمتعت تلك الحضارة الناشئة على أرض الصومال بعلاقات تجارية وطيدة معمصر القديمة والحضارة المايسونية القديمة باليونان بداية من الألفية الثانية قبل الميلاد على أقل تقدير مما يرجح النظرية المؤيدة لكون الصومال هي نفسهامملكة بونت القديمة.[37]
ولم يتاجر البونتيون في منتجاتهم وحدهم فحسب، فإلى جانب تجارتهم فيالبخوروخشب الأبنوسوالماشية، تاجروا أيضاً في منتجات المناطق المجاورة لهم مثلالذهبوالعاج وجلود الحيوانات.[38] ووفقاً للنقوش الموجودة على معبدالدير البحري فقد كان يحكم مملكة البونت في ذلك الوقت كلا من الملك باراحو والملكة أتي.[39]وقد تمكن الصوماليون القدماء مناستئناسالجمال في الفترة ما بين الألفية الثالثة والألفية الثانية قبل الميلاد، ومن هناك تحديداً عرفت مصر القديمةوشمال أفريقيا[40] استئناس هذا الحيوان. وفي أزمنة متعاقبة تمكنت العديد من المدن والدويلات الصومالية أمثال: رأس قصيروحافون ومالاو وتاباي من تكوين شبكات تجارية قوية مع باقي التجار منفينيقياومصر البطلميةوالأغريقوإيران البارثيةومملكة سبأومملكة الأنباطوالإمبراطورية الرومانية القديمة. وقد استخدم تجار تلك الممالك الحاويات الصومالية المعروفة باسم «البيدن» لنقل بضائعهم.وبعد غزوالرومانلإمبراطورية الأنباط وتواجد القوات الرومانية في مدينةعدن ومرابطة السفن الحربية فيخليج عدن لمواجهةالقرصنة وتأمين الطرق التجارية الرومانية، عقدالعربوالصوماليون الاتفاقيات فيما بينهم لمنع السفنالهندية من التجارة أو الرسو في موانئشبه الجزيرة العربية وذلك لقربها من التواجد الروماني،[41] إلا أنه كان يسمح للسفن الهندية بالرسو والإتجار في الموانئ المنتشرة فيشبه جزيرة الصومال والتي كانت تخلو تماما من أي تواجد للقوات الرومانية أو الجواسيس الرومان.[42] ويرجع السبب في منع السفن الهندية من الرسو في الموانئ العربية الغنية، من أجل حماية وتغطية الصفقات التجارية التي كان يعقدها التجار العرب والصوماليون خفية بعيداً عن أعين الرومان على جانبي ساحلالبحر الأحمر وساحلالبحر المتوسط الغنيين بالموارد التجارية.[43]ولِقرون طويلة قام التجارالهنود بتمويل أقرانهم في الصومال وشبه الجزيرة العربية بكميات كبيرة منالقرفة التي يجلبونها منسيلانوالشرق الأقصى، والذي كان يعد أكبر الأسرار التجارية بين التجار العرب والصوماليين في تجارتهم الناجحة مع كل من الرومانوالإغريق حيث ظن الرومان والإغريق قديماً أن مصدر القرفة الرئيسي يأتي من الصومال إلا أن الحقيقة الثابتة كانت أن أجود محاصيل القرفة كانت تأتي للصومال عن طريق السفن الهندية.[44] وعن طريق التجار العرب والصوماليين عرفت القرفة الهندية والصينية طريقها إلىشمال أفريقياوالشرق الأدنىوأوروبا حيث كانوا يصدرون محصول القرفة بأسعار مرتفعة للغاية مقارنة بتكلفة استيرادها مما جعل تجارة القرفة في ذلك العصر أحد أهم المصادر لموارد تجارية لا تنضب خاصة بالنسبة للصوماليين الذين قاموا بتوريد كميات كبيرة من المحصول لباقي دول العالم معتمدين في ذلك على الطرق البرية والبحرية القديمة التي تربطهم بالأسواق التجارية الأخرى في ذلك الوقت.
يمتدتاريخ الإسلام في القرن الإفريقي إلى اللحظات الأولى لميلاد الدين الجديد في شبه الجزيرة العربية. فاتصالالمسلمين بهذه المنطقة من العالم بدأ عند هجرة المسلمين الأولى فراراً من بطشقريش، وذلك عندما حطوا رحالهم في ميناءزيلع الموجود بشمال الأراضي الصومالية الآن والذي كان تابعاًلمملكة أكسوم الحبشية في ذلك الوقت طلباً لحمايةنجاشيالحبشة «أصحمة بن أبحر». أمّن النجاشي المسلمين على أرواحهم وأعطاهم حرية البقاء في بلاده، فبقي منهم من بقي في شتى أنحاء القرن الإفريقي عاملاً على نشر الدين الإسلامي هناك.
بدأت الممالك المتعاقبة بعد سلطنتيعدلوأجوران في الازدهار مع بدايات العصر الحديث. حيث نشأت العديد من الممالك في الصومال وكذلك ظهرت الأسر الحاكمة الواحدة تلو الأخرى؛ حيث ظهرت أسر مثل أسرة جيراد التي أسستسلطنة ورسنجلي، ولا تزال بقايا تلك الأسرة الحاكمة موجودة حتى يومنا هذا، إضافة إلى أسرة باري والتي أسست سلطنتها في منطقةباري شمال الصومال وكذلك أسرة غوبرون التي حكمت مناطق شاسعة فيشرق أفريقيا في الفترة الممتدة بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر والتي وضع حجر الأساس لها القائد العسكري «إبراهيم أدير» والتي تنحدر أصوله من سلاطينسلطنة أجوران الزائلة. وقد سارت تلك السلاطين على نفس درب أسلافها من بناءالقلاع والتوجه الكامل نحو إقامة إمبراطورية مبنية على أساس اقتصادي قائم على التجارة البحرية.
وقد بدأالسلطان يوسف محمود إبراهيم، ثالث سلاطين أسرة غوبرون الحاكمة، العصر الذهبي لأسرة غوبرون. حيث خرج جيشه منتصراً من معركة باردهير والمعروفة باسم «جهاد برداهير» في التاريخ الصومالي مما أعاد الاستقرار مجدداً لمنطقة شرق أفريقيا وأنعشتجارة العاج في هذه المنطقة من جديد. كما أقام علاقات وطيدة مع ملوك وسلاطين الممالك المجاورة وعلى رأسهمعمان ومملكة الويتوبكينيا الحاليةواليمن.
وقد خلفه في الحكم ابنه السلطان أحمد والذي كان واحداً من الرموز التاريخية بشرق أفريقيا خلالالقرن التاسع عشر؛ حيث قام بتحصيلالجزية من سلاطين عمان كما قام بعقد التحالفات مع الممالك الإسلامية القوية القائمة على الساحل الشرقي للقارة الأفريقية. وفي شمال الصومال قامت أسرة جيراد الحاكمة بإرساء قواعدسلطنة ورسنجلي وأقامت علاقات تجارية وطيدة معاليمنوفارس كما تنافس تجارها مع أقرانهم التابعين لسلطنةباري. وكانت سلطنتا ورسنجلي وباري قد شيدتا العديد منالقصوروالقلاعوالحصون الشاهقة التي ما تزال آثارها باقية حتى الآن كدليل مادي على شموخ الإمبراطوريتين القديمتين بالإضافة إلى العلاقات الوثيقة في شتى المجالات التي أقامتهما هاتان المملكتان مع باقي ممالكالشرق الأدنى.
وفي أعقاب مؤتمربرلين أواخر القرن التاسع عشر بدأتالقوى الاستعمارية الأوروبية العظمى اندفاعها للسيطرة على الأراضي البكر في أفريقيا وباقي مناطقالعالم القديموالعالم الجديد التي لم تكن أيدي الاستعمار قد امتدت إليها بعد، مما دفع القائد العسكريمحمد عبد الله حسان لحشد الحشود من شتى بقاع القرن الأفريقي وبداية حرب هي الأطول في تاريخ الحروب ضد الاستعمار. وكان حسان دائم الإشارة في خطبه وأشعاره إلى أنالبريطانيينالكفرة «قاموا بتدمير ديننا وجعلوا من أبنائنا أبناء لهم كما تآمرالأثيوبيونالمسيحيون بمساعدة البريطانيين على نهب الحرية السياسية والدينية لأمة الصومال» مما جعله في وقت قصير بطلاً وطنياً ومدافعاً عن الحرية السياسية والدينية لبلاده ضد الحملات الصليبية الشرسة التي كانت تتعرض لها البلاد من جانبإثيوبياوبريطانيا.
جنود صوماليون يتصدون للبحرية البريطانية.
كما قام حسان بإصدار فتوى دينية بتكفير أي مواطن صومالي يرفض الوحدة التامة لأراضي الصومال والقتال تحت إمرته. وسرعان ما قام حسان باستقدام السلاح منتركياوالسودان وبعض الدول العربية والإسلامية الأخرى، كما قام بتعيين العديد من المحافظين والمستشارين وولاهم حكم المدن والمقاطعات المختلفة في الصومال. كما قام بإشعال الشرارة الأولى لتوحيد واستقلال الصومال وذلك في إطار سعيه لتجميع وترتيب قواته لمواجهة خطر الاستعمار الداهم.
وكانت حركة حسان درويش حركة ذات طابع عسكري في الأساس، ثم أسسدولة الدراويش أو الدولة الدرويشية على النهجالصوفي متبعاً الطريقة الصالحية التي هي فرع منالطريقة الأحمدية، وقد تميزت دولتهبالراديكالية المركزية والأسلوب الإداري الهرمي. وتمكن حسان من الوفاء بوعيده بإقصاء الهجمات المسيحية نحو البحر حينما تمكن من إجبار الجنود البريطانيين على التراجع نحو الشاطئ في بداية المعارك فتمكن من صد الغزو البريطاني بقوات قدرت بحوالي 1500 جندي مسلحينبالبنادق.
تمكن درويش من ردع البريطانيين وصد هجومهم أربع مرات متتالية، وأقام تحالفاً معقوات المحور المتحالفة خلالالحرب العالمية الأولى خاصةالإمبراطورية الألمانيةوالدولة العثمانية التيْن أمدتاه بالسلاح لمقاومة الإنجليز، إلى أن جاءت نهاية أسطورة دولة الدراويش على يد القوات البريطانية عام1920 بعد كفاح ضد الاحتلال دام لمدة ربع قرن عندما قامت القوات البريطانية باستخدام القاذفات لأول مرة على مسرح العمليات بأفريقيا وقامت بقصف العاصمة «تاليح» حتى دمرتها تدميراً كاملاً، ومن ثم تحولت دولة الدراويش وكل ما تبعها إلى محمية بريطانية.
آثار مدينة تاليح، عاصمة دولة الدراويش.
ومع بروزالفاشية فيإيطاليا أوائل عام1920 تغيرت وجهة النظر نحو الصومال، حيث أجبرت الممالك الشمالية على الوحدة مع الصومال لتكوين «الصومال الأكبر» أو كما كان يطلق عليه (بالإيطالية:La Grande Somalia) وذلك وفقاً للخطة التي وضعتها إيطاليا لخدمة مصالحها في المنطقة. ومع وصول العسكري الإيطاليشيزاري ماريا دي فيتشي إلى الحكم فيالخامس عشر من كانون الأول/ديسمبر عام1923، تغيرت الأمور بالنسبة للجزء المعروف من أراضي الصومال باسم «الصومال الإيطالي»، والذي خضع لسيطرة إيطاليا من خلال سلسلة من اتفاقيات الحماية المتعاقبة وليس الحكم المباشر، وكان ذلك خلال فترةالحرب العالمية الأولى في حين تمتعت الحكومة الفاشية بالحكم المباشر على مقاطعة بنادر فقط.
وفي عام1935 قامتإيطاليا الفاشية تحت قيادة زعيمهابينيتو موسوليني بغزوالحبشة بغرض إقامة مستعمرة إيطالية هناك. وقد لاقى هذا الغزو اعتراضاً منعصبة الأمم، إلا أن رد الفعل تجاه الغزو الإيطالي لم يتعد مرحلة الاعتراض حيث لم تتخذ الهيئة الدولية أي قرار من شأنه وقف العدوان أو تحرير الأراضي الإثيوبية المحتلة. وفيالثالث من آب/أغسطس عام1940 قامت القوات الإيطالية ومعها بعض الوحدات الصومالية بعبور الحدود الإثيوبية وشن هجوم بري علىالصومال البريطاني وذلك خلال معارك شرق أفريقيا فيالحرب العالمية الثانية، وبحلولالرابع عشر من آب/أغسطس من نفس العام تمكنت القوات الإيطالية من الاستيلاء على مدينةبربرة وسقط الصومال البريطاني بالكامل في أيدي القوات الإيطالية في السابع عشر من نفس الشهر.
وفي كانون الثاني/يناير من عام1941 قامت القوات البريطانية مدعومة بقوات من باقي المستعمرات البريطانية في إفريقيا بشن هجوم بري منكينيا لاسترجاعالصومال البريطاني وتحرير المناطق المحتلة منإثيوبيا والقضاء على القوات الإيطالية المتمركزة في الصومال الإيطالي. وبحلول شهر شباط/فبراير وقعت أغلب مناطق الصومال الإيطالي في أيدي القوات البريطانية وبحلول شهر آذار/مارس من العام نفسه استطاعت القوات البريطانية استرجاعالصومال البريطاني بالكامل عن طريق البحر. وتركتالإمبراطورية البريطانية قوات عاملة من اتحاد جنوب إفريقيا (جنوب إفريقيا حاليا) وشرق إفريقيا البريطاني (كينيا حاليا) وغرب إفريقيا البريطاني (وهي دولنيجيرياوغاناوسيراليونوغامبيا الحالية). وكانت تلك القوات البريطانية مدعومة من قوات صومالية تحت قيادة «عبد الله حسان» وتضم صوماليين من عدة قبائل مثلإسحاقوضولباهانتووارسانغيلي. وبنهايةالحرب العالمية الثانية أخذ حجم التواجد الإيطالي بمنطقة القرن الإفريقي بالتضاؤل حتى بلغ 10,000 فرد فقط بحلول عام1960.[45]
في أعقابالحرب العالمية الثانية وبالرغم من مساعدة الصوماليينللحلفاء أبقت بريطانيا على سيطرتها على شطري الصومال البريطاني والإيطالي، كمحميتين بريطانيتين. وفي تشرين الثاني/نوفمبر من عام1949 منحتالأمم المتحدة إيطاليا حق الوصاية على الصومال الإيطالي ولكن تحت رقابة دولية مشددة بشرط حصول الصومال الإيطالي على الاستقلال التام في غضون عشر سنوات فقط؛[46][47] في حين بقيالصومال البريطاني محمية بريطانية حتى عام1960.[48]
وبالرغم من سيطرة إيطاليا على منطقة الصومال الإيطالي بتفويض من الأمم المتحدة، إلا أن هذه الفترة من الوصاية على الحكم أعطت الصوماليين الخبرات اللازمة والتثقيف السياسي والقدرة على الحكم الذاتي وهي المزايا التي افتقدها الصومال البريطاني الذي كان مقدرا له الوحدة مع الشطر الإيطالي من الصومال لتكوين دولة موحدة. وبالرغم من محاولات المسؤولين عن المستعمرات البريطانية خلال منتصف العقد الخامس من القرن الماضي لإزالة حالة التجاهل التي عانت منها المستعمرات البريطانية في إفريقيا من قبل السلطات الإنجليزية إلا أن جميع تلك المحاولات بائت بالفشل وبقيت المستعمرات البريطانية عامة والصومال البريطاني خاصة في نفس حالة الركود السياسي والاقتصادي والاجتماعي مما كان عاملا مؤثرا في وجود العديد من العقبات الصعبة التي ظهرت عندما حان الوقت لدمج شطري البلاد في كيان سياسي واحد.[49]
وفي غضون تلك الأحداث كلها، قامت بريطانيا تحت ضغط من حلفائها في الحرب العالمية الثانية[50] بإعطاء منطقة الحوض، وهي أحد مناطق الرعي الصومالية الهامة وكانت محمية بموجب اتفاقيات وقعتها بريطانيا مع الجانب الصومالي خلال عامي1884 و1886، وإقليمأوغادين الذي تقطنه أغلبية صومالية إلىإثيوبيا وذلك بموجب اتفاقيات أخرى وقعتها الإمبراطورية البريطانية عام1897 تقضي بمنح المقاطعات الصومالية إلىالإمبراطور الإثيوبي مينليك الثاني وذلك نظير مساعدته للقوات البريطانية على القضاء على مقاومة العشائر الصومالية[51] في بدايةالحرب العالمية الأولى. وبالرغم من إضافة بريطانيا لشروط تقضي بمنح القبائل الرعوية الصومالية المقيمة في المناطق الممنوحة للسلطات الإثيوبية الحكم الذاتي إلا أن أثيوبيا سرعان ما أعلنت سيطرتها على تلك القبائل،[46] وفي محاولة منها لتدارك الموقف عرضت بريطانيا على أثيوبيا في عام1956 شراء الأراضي التي كانت قد منحتها إليها سابقا[46] إلا أن العرض البريطاني قوبل بالرفض شكلا وموضوعا من جانب السلطات الأثيوبية. وكذلك وفي نفس السياق، منحت بريطانيا حق السيطرة على[52]المحافظة الحدودية الشمالية (بالإنجليزية:Northern Frontier District) والتي تسكنها أغلبية صومالية مطلقةلكينيا متجاهلة بذلك استفتاء كان قد جرى مسبقا في الإقليم يؤكد على رغبة أبنائه في الانضمام إلىالجمهورية الصومالية الحديثة.[53]
وفي عام1958، أقيم فيجيبوتي المجاورة، والتي كانت تعرف باسم الصومال الفرنسي في ذلك الوقت، استفتاء لتقرير المصير حول الانضمام إلى دولة الصومال أو البقاء تحت الحماية الفرنسية، وجاءت نتيجة الاستفتاء برغبة الشعب في البقاء تحت الحماية الفرنسية. ويرجع السبب في خروج نتيجة الاستفتاء بهذا الشكل تأييد عشيرةعفار التي تكون غالبية النسيج السكاني لجيبوتي، للبقاء تحت الحماية الفرنسية وكذلك أصوات السكان الأوروبيين الذين تواجدوا في تلك المنطقة خلال فترة الحماية الفرنسية. أما باقي الأصوات التي صوتت ضد البقاء تحت السيادة الفرنسية فكانت من أبناء الصومال الراغبين في تحقيق وحدة كبرى للأراضي الصومالية المتفرقة وعلى رأسهم «محمود فرح الحربي» رئيس وزراء ونائب رئيس مجلس حكم الصومال الفرنسي، وهو صومالي الأصل منعشيرة عيسى، إلا أن حربي قتل بعد الاستفتاء بعامين في حادث تحطم طائرة. ونالتجيبوتي بعد ذلك استقلالها عنفرنسا في عام1977 وأصبححسن جوليد أبتيدون، وهو صومالي مدعوم من فرنسا، أول رئيس لجمهورية جيبوتي والذي بقى في الحكم منذ عام1977 وحتى عام1991.[54]
استمرت الصراعات القبلية والخلافات بين العشائر الصومالية منذ اللحظات الأولى للوحدة نتيجة للآثار التي تركتها دول الاستعمار في نفوس أبناء الشعب الواحد والفرقة التي عانى منها الشعب الصومالي طوال فترة الاستعمار.[56][62][63][64] وفي عام1967 أصبح محمد الحاج إبراهيم إيجال رئيسا للوزراء وهو المنصب الذي اختاره فيه عبد الرشيد شارماركي والذي كان رئيسا للبلاد في ذلك الوقت. وفيما بعد أصبح إيجال رئيسا لجمهوريةأرض الصومال والواقعة في الشمال الشرقي للصومال والمستقلة بشكل أحادي الجانب والتي لا تحظى باعتراف دولي.
وبعد اغتيال الرئيس عبد الرشيد شارماركي أواخر عام1969 تولت مقاليد البلاد حكومة عسكرية وصلت للسلطة خلالانقلاب عسكري قاده كل مناللواء صلاد جبيري خيدييوالفريقمحمد سياد بري وقائد الشرطة جامع قورشيل تولى خلاله بري رئاسة البلاد في حين أصبح قورشيل رئيسا للوزراء. وأقام الجيش الثوري برامج تشغيل واسعة النطاق لتشغيل الأفراد كما أطلق حملات ناجحة لمكافحة الأمية بالبلاد في المناطق المأهولة بالسكان والمناطق النائية على حد سواء وكان لهذه الإجراءات أثر فعال في الارتقاء بمستوى إجادة القراءة والكتابة بشكل ملحوظ، حيث ارتفع نسبة إجادة القراءة والكتابة بين الصوماليين من 5% إلى 55% بحلول منتصف العقد الثامن من القرن الماضي. وبالرغم من هذا استمرت الاضطرابات في عصر بري والصراعات على السلطة الأمر الذي دفعه لاغتيال ثلاثة من وزرائه دفعة واحدة كان على رأسهم اللواء جبيري نفسه.
وتجلتديكتاتورية الحكومة العسكرية الصومالية في تموز/يوليو من عام1976 وذلك بإنشاءالحزب الاشتراكي الثوري (بالصومالية:Xisbiga Hantiwadaagga Kacaanka Soomaaliyeed) والذي ظل مسيطرا على مقاليد الحكم منذ نشأته وحتى سقوط الحكومة العسكرية في الفترة ما بين كانون الأول/ديسمبر عام1990 وكانون الثاني/يناير عام1991، حيث أزيح الحزب عن الحكم بالقوة من جانبالجبهة الديمقراطية لإنقاذ الصومال (بالصومالية:Jabhadda Diimuqraadiga Badbaadinta Soomaaliyeed)والمؤتمر الصومالي الموحد ((بالإنجليزية:United Somali Congress))والحركة الوطنية الصومالية (بالصومالية:Dhaq Dhaqaaqa Wadaniga Soomaliyeed) والحركة الوطنية الصومالية (بالإنجليزية:Somali Patriotic Movement) إضافة لأحزاب المعارضة المناهضة للعنف مثل الحركة الديمقراطية الصومالية (بالإنجليزية:Somali Democratic Movement) والتحالف الديمقراطي الصومالي (بالإنجليزية:Somali Democratic Alliance) وأخيرا المجموعة البيانية الصومالية (بالإنجليزية:Somali Manifesto Group).
وخلال عامي1977 و1978 قامت الصومال بغزوإثيوبيا خلالحرب أوغادين والتي سعت القوات الصومالية من خلالها لتوحيد الأراضي الصومالية التي ترى أن الاستعمار قد مزقها وقامت بمنح أجزاء منها لدول أخرى دون وجه حق، وكذلك منح حق تقرير المصير للمجموعات العرقية الصومالية القاطنة في تلك المناطق. في البداية، سلكت الصومال الطرقالدبلوماسية مع كلا منإثيوبياوكينيا لإيجاد حل سلمي للقضايا العالقة بين الطرفين إلا أن كل الجهود الدبلوماسية الصومالية باءت بالفشل. فقام الصومال، والذي كان يستعد فعليا للحرب في نفس الوقت الذي جرب فيه الحل الدبلوماسي، بإنشاءالجبهة الوطنية لتحرير أوغادين (بالصومالية:Jabhadda Wadaniga Xoreynta Ogaadeenya) والتي أطلق عليها فيما بعد جبهة تحرير الصومال الغربي (بالإنجليزية:Western Somali Liberation Front)، وسعت للتحرك نحو استرجاع أقليم أوغادين بالقوة. وتحرك الصومال بشكل منفرد دون الرجوع للمجتمع الدولي الرافض عامة لإعادة ترسيم الحدود التي خلفها الاستعمار، في حين رفضالاتحاد السوفيتي ومن ورائه دولحلف وارسو مساعدة الصومال، بل على العكس قاموا بدعم حكومة إثيوبياالشيوعية. وفي الوقت نفسه حاول الاتحاد السوفييتي الذي كان مزودا للسلاح للجانبين لعب دور الوسيط لإيجاد فرصة لوقف إطلاق النيران بين الدولتين.
استطاع الجيش الصومالي خلال الأسبوع الأول من المعارك من بسط سيطرته على وسط وجنوب الإقليم، وعلى مدار الحرب قام الجيش الصومالي بتحقيق انتصارات على الجيش الإثيوبي وتعقب فلول الجيش الإثيوبي المنسحبة حتى مقاطعة سيدامو الإثيوبية. وبحلول أيلول/سبتمبر من عام1977 تمكنت الصومال من السيطرة على قرابة 90% من الإقليم كما نجحت في الاستيلاء على المدن الإستراتيجية الهامة مثل مدينة جيجيجا كما قامت بضرب حصار خانق حول مدينةديرة داوا مما أصاب حركة القطارات من المدينة إلىجيبوتي بالشلل. وبعد حصار مدينة هرار قامالاتحاد السوفيتي بتوجيه دعم عسكري لم تشهده منطقة القرن الإفريقي من قبل لحكومة إثيوبيا الشيوعية تمثل في 18,000 من الجنودالكوبيين و 2,000 منجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بالإضافة إلى 1,500 من الخبراء العسكريين السوفييت تدعمهم المدرعات والمركبات والطائرات السوفيتية. وفي مواجهة تلك القوة الهائلة أجبر الجيش الصومالي على الانسحاب وطلب المساعدة منالولايات المتحدة. وبالرغم من إبداء نظامجيمي كارتر استعداده لمساعدة الصومال خلال الحرب في بادئ الأمر إلا أن تدخل السوفييت السريع لإنقاذ إثيوبيا حال دون ذلك خشية توتر العلاقات أكثر فأكثر بين القوتين العظيمتين، ومع تراجع الولايات المتحدة عن مساعدة الصومال تراجع كذلك حلفاؤها منالشرق الأوسطوآسيا.
وبحلول عام1978، بدأت الحكومة الصومالية بالتداعي وفقدان السيطرة الفعلية على مقاليد الأمور. كما بدت غالبية الشعب الصومالي غائبة في حالة من اليأس العام نتيجة الوقوع تحت الحكم العسكري الديكتاتوري لفترة طويلة من الزمان دون تحقيق انجازات فعلية على الأرض، كما ساعد اقتراب نهايةالحرب الباردة على إضعاف النظام أكثر فأكثر نتيجة لتضاؤل الأهمية الإستراتيجية للصومال. مما دفع الحكومة لانتهاج طرق أكثرشمولية كما زادتحركات المقاومة المسلحة والتي كانت تدعمها إثيوبيا ضد النظام الحاكم مما أدى إلى نشوبالحرب الأهلية الصومالية.
وفي عام1990 صدر قانون يحظر على الصوماليين من ساكني العاصمةمقديشيو التواجد في جماعات أكثر من ثلاثة أو أربعة أفراد وإلا اعتبر تجمهرا يعاقب عليه القانون. كما ضربت جميع أنحاء الدولة أزمة شديدة تمثلت في نقص حاد للوقود أدت إلى تعطل وسائل المواصلات العامة مما أثر بشكل عام على أداء المصالح الحكومية والقطاعين العام والخاص. كما أدت أزمةالتضخم التي عانت منها البلاد إلى ارتفاع ملحوظ في الأسعار وعدم قدرة المواطنين على الحصول على السلع الأساسية حيث وصل سعرالمعكرونة الإيطالية العادية في ذلك الوقت إلى خمسةدولارات أمريكية للكيلو. كما وصل سعر لفافةالقات التي تجلب يوميا منكينيا إلى خمسة دولارات أمريكية للفافة التقليدية. وبدأت القيمة النقدية للعملة الصومالية بالتضاؤل حتى أصبحت شوارع العاصمة مقديشيو مغطاة بالعملات المعدنية صغيرة الفئة وذلك بعد أن فضل حاملوها التخلص منها بدلا من عناء الاحتفاظ بها إذ أصبحت عديمة الفائدة ودون قيمة فعلية تذكر. كما ظهرتسوق سوداء رائجة في وسط العاصمة للإتجار في العملة وذلك لعدم وجودالسيولة النقدية الكافية لتغيير العملات الأجنبية بما يوازيها منالشلن الصومالي. كما أصبح الظلام الحالك الذي يلف أرجاء المدينة بحلول المساء من المشاهد الطبيعية في مقديشيو وذلك بعد أن قامت الحكومة الصومالية ببيع المولدات الكهربائية المغذية للعاصمة. كما خضع كل الأجانب المتواجدين في المدينة لأي غرض كان لرقابة مشددة طوال فترة بقائهم في الصومال. كما قامت الحكومة بإصدار حزمة من القرارات الصارمة لتنظيم حركة استبدال العملات الأجنبية وذلك لمنع تصدير، أو بالأحرى تهريب العملات الأجنبية خارج أرجاء الصومال. حيث كان محظورا التعامل أو الاحتفاظ بالعملات الأجنبية خارج نطاق البنوك الحكومية أو الفنادق الثلاثة التي تديرها الحكومة. كما كان محظورا التقاط الصور في العديد من الأماكن بالرغم من عدم وجود أي محظورات واضحة تخص سفر أو إقامة الأجانب. وكانت من أهم الأحداث المعتادة أيضا عمليات الاختطاف المنظمة أثناء الليل والتي تقوم بها الجهات الحكومية ضد المعارضين والتي وصلت إلى حد اختطاف الأفراد من منازلهم، على الرغم من أن مشاهدة أي تواجد عسكري بمقديشيو أثناء النهار كان من أكثر الأمور ندرة على الإطلاق.
تآكلت السلطة الأخلاقية لحكومة بري تدريجيًا، حيث أصيب العديد من الصوماليين بخيبة أمل من الحياة تحت الحكم العسكري. بحلول منتصف الثمانينيات، انتشرت حركات المقاومة المدعومة من قبل الإدارة الشيوعية الإثيوبية في جميع أنحاء البلاد. ورد بري بإصدار أوامر بتدابير عقابية ضد أولئك الذين اعتبرهم يدعمون الميليشيات محليًا، خاصة في المناطق الشمالية. تضمنت حملة القمع قصف المدن، مع المركز الإداري الشمالي الغربيهرجيسا، معقلالحركة الوطنية الصومالية (SNM)، من بين المناطق المستهدفة في عام 1988.[65][66] قاد القصف الجنرالمحمد سعيد هيرسي مورغان، صهرالرئيس الصومالي محمد سياد بري.[67]
خلال عام 1990، في العاصمةمقديشو، مُنع السكان من التجمع العلني في مجموعات أكبر من ثلاثة أو أربعة. تسبب نقص الوقود في طوابير طويلة من السيارات عند محطات الوقود. دفع التضخم سعر المعكرونة (المعكرونة الإيطالية الجافة العادية، التي كانت غذاءً أساسياً في ذلك الوقت) إلى خمسة دولارات أمريكية للكيلوغرام. كان سعرالقات، الذي يتم استيراده يوميًا منكينيا، خمسة دولارات أمريكية لكل حزمة قياسية. كانت الأوراق النقدية الورقية ذات قيمة منخفضة لدرجة أن هناك حاجة إلى عدة حزم لدفع ثمن وجبات المطاعم البسيطة.
توجد سوق سوداء مزدهرة في وسط المدينة حيث عانت البنوك من نقص العملة المحلية للتبادل. في الليل، كانت مدينة مقديشو مظلمة. كان الرصد الدقيق لجميع الأجانب زيارة سارية المفعول. تم إدخال لوائح صارمة مراقبة الصرف لمنع تصدير العملات الأجنبية. على الرغم من عدم فرض قيود على سفر الأجانب، فقد تم حظر تصوير العديد من المواقع. خلال النهار في مقديشو، كان ظهور أي قوة عسكرية حكومية نادرًا للغاية. ومع ذلك، تضمنت العمليات المزعومة التي قامت بها السلطات الحكومية في وقت متأخر من الليل عمليات «اختفاء» لأفراد من منازلهم.[68]
أحد الشوارع المهجورة والتي شكلت الخط الأخضر فيمقديشيو عام1993.مسلحون تابعون لمحمد فرح عيديد يركبون سيارة لاندكروزر في العاصمة الصومالية مقديشو عام 1993م.
شهد عام1991 تغيرات جذرية في الحياة السياسية بالصومال. حيث تمكنت قوات مؤلفة من أفراد العشائر الشمالية والجنوبية مسلحين ومدعومين منإثيوبيا من خلع الرئيس الصوماليمحمد سياد بري. وبعد عدة اجتماعات دارت بين الحركة الوطنية الصومالية وشيوخ العشائر الشمالية، أعلن الجزء الشمالي من الصومال (الصومال البريطاني قديما) انفصاله بصفة أحادية الجانب عن دولة الصومال تحت اسمجمهورية أرض الصومال (بالصومالية: Jamhuuriyadda Soomaalilandوبالإنجليزية: Republic of Somaliland) في مايو من عام 1991. وعلى الرغم من الانفصال التام الذي حققته جمهورية أرض الصومال واستقرار الأوضاع النسبي الذي تمتعت به مقارنة من الجنوب الصاخب إلا أنها افتقرت إلى الاعتراف الدولي بها من أية حكومة أجنبية.[69][70]
وفي يناير من عام1991 تم اختيار «علي مهدي محمد» عن طريق المجموعة الصومالية كرئيس مؤقت للبلاد لحين عقد مؤتمر وطني يضم كل الأطراف ذوي الصلة في الشهر التالي بجمهورية جيبوتي لاختيار رئيس للبلاد. إلا أن اختيار «علي مهدي محمد» قد لاقى اعتراضا شديدا منذ البداية من جانب كل منالفريقمحمد فرح عيديد زعيم الكونغرس الصومالي المتحد وعبد الرشيد تور زعيم الحركة الوطنية الصومالية وكول جيس زعيم الحركة القومية الصومالية. مما أحدث انقساما على الساحة السياسية الصومالية بين كل من الحركة الوطنية الصومالية والحركة القومية الصومالية والكونغرس الصومالي المتحد والمجموعة الصومالية والحركة الديمقراطية الصومالية والتحالف الديمقراطي الصومالي من جهة والقوات المسلحة التابعة للكونغرس الصومالي المتحد بقيادة الفريقمحمد فرح عيديد من جهة أخرى. وبالرغم من ذلك، أدى هذا التناحر إلى إسقاط نظاممحمد سياد بري الحاكم والذي استمر في إعلان نفسه الحاكم الشرعي الوحيد للصومال حيث بقى مع مناصريه من الميليشيات المسلحة في جنوب البلاد حتى منتصف عام1992 مما أدى إلى تصعيد أعمال العنف خاصة في مناطقجدو وبايوبكول وشبيلا السفلىوجوبا السفلى وجوبا الوسطى؛ في حين أدت الصراعات المسلحة داخل الكونغرس الصومالي الموحد إلى إصابةمقديشيو والمناطق المحيطة بها بدمار واسع.
وأدت الحرب الأهلية، التي لا تزال تدور رحاها في الصومال، إلى تعطيل الزراعة وتوزيع الغذاء في الجنوب الصومالي ولعل الأسباب الرئيسية التي اندلعت من أجلها الحرب في البلاد تتلخص في الحساسية المفرطة بين العشائر وبعضها البعض بالإضافة إلى التكالب على السيطرة على الموارد الطبيعية والمناطق الرعوية الغنية. وكان جيمس بيشوب آخر السفراء الأمريكيين للصومال قد وصف الوضع الراهن والحرب الأهلية هناك بأنها «صراع على الماء ومناطق الرعي والماشية كانت تدار قديمابالأسهموالسيوف وأصبحت تدار الآنبالبنادق الألية.»[71] وقد أدت الحرب الأهلية الصومالية إلى حدوثمجاعة أودت بحياة قرابة 300,000 صومالي مما دفعمجلس الأمن لاستصدار قرار بوقف إطلاق النار عام1992 وإرسال قوات حفظ السلام الدولية الأولى بالصومال (UNOSOM I) لإنقاذ الوضع الإنساني للبلاد.[72] وكان استخدام القوة بالنسبة لقوات حفظ السلام مقصورا فقط على الدفاع عن النفس مما أعطى العشائر المتحاربة الفرصة لإهمال تواجدها واستكمال صراعهم المسلح.
وردا على تصاعد حدة العنف وتدهور الوضع الإنساني قامتالولايات المتحدة بتزعم تحالف عسكري دولي بغرض إحلال الأمن في الجنوب الصومالي والارتقاء بالوضع الإنساني هناك وتسهيل وصول المعونات الإنسانية من الأمم المتحدة والدول المانحة. ودخلت قوات التحالف والتي عرفت باسم قوات الفرقة الموحدة (بالإنجليزية:Unified Task Force أو UNITAF) في ديسمبر من عام1992 من خلال عملية «إعادة الأمل» وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 794. وتمكنت القوات الدولية من إعادة النظام في جنوب الصومال والتخفيف من أثار المجاعة التي عانت منها البلاد حتى انسحبت معظم القوات الأمريكية من البلاد بحلول مايو من عام1993 واستبدلت قوات الفرقة الموحدة بقوات حفظ السلام الدولية الثانية بالصومال (UNOSOM II) فيالرابع من مايو وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 837 والصادر فيالسادس والعشرين من مارس من نفس العام.
على الجانب الآخر رأىمحمد فرح عيديد في قوات حفظ السلام الدولية تهديدا له ولسلطاته حيث أصدر الأوامر لميليشياتة المسلحة بمهاجمة مواقع القوات الباكستانية العاملة بمقديشيو مما أسفر عن إصابة نحو 80 فرد متعددي الجنسية من قوات حفظ السلام، واستمر القتال حتى سقط 19 جنديا أمريكيا وجنديين باكستانيين وآخر ماليزي صرعى من جانب قوات حفظ السلام بالإضافة إلى قرابة 1,000 فرد من الميليشيات الصومالية المسلحة في الفترة ما بين الثالث والرابع من أكتوبر لعام1993 فيما عرف في التاريخ الحربي فيما بعد باسم «معركة مقديشيو» الأمر الذي دفع الأمم المتحدة لشن عملية «الدرع الموحد» بقوات مكونة من عناصر أمريكية ومصرية وباكستانية فيالثالث من مارس لعام1995، إلا أن هذه القوات قد تكبدت خسائر بشرية كبيرة دون إقرار حكومة مدنية في الصومال حتى أعلن مقتلعيديد في مقديشيو في يونيو من عام1996.
شعار يرمز إلى أحد أسباب القرصنة في الصومال، ألا وهي إلقاء النفايات السامة في المياه الإقليمية الصومالية.
برزت مشكلةالقرصنة قبالة شاطئ الصومال كنتيجة حتمية لانهيار وتضعضع السلطة الحكومية إثر نشوب الحرب الأهلية،[73] وقد ظهرت هذه المشكلة بداية الأمر في الموانئ الساحلية للبلاد.[74] أتت القرصنة كردة فعل من قبل الصيادين الصوماليين قاطني عدد من البلدات الساحلية مثل: ايل،كيسمايو، وهراردير، على هجوم سفن الصيد الأجنبية على الثروة السمكية الموجودة بالمياه الإقليمية بعد انهيار الحكومة،[75][76] الأمر الذي حرم الصيادين من جزء كبير من مدخولهم. كذلك، لاحظ بعض المسؤولين أن أعمال القرصنة تصاعدت بعد حدوثزلزال المحيط الهندي بتاريخ26 ديسمبر من عام2004، الذي تسبب بموجةتسونامي هائلة دمرت عدد من القرى الساحلية وقوارب صيدها.[77] يقول البعض أن أعمال القرصنة في الصومال هي «الأعمال الاقتصادية الوحيدة المزدهرة» في البلاد، وأنها «دعامة» اقتصادأرض البنط.[78][79][80]
يعتقد بأنه تم بيع ما بين 25,000 و 50,000عبدا من قوم البانتو، قاطنينموزامبيقوتنزانيا، في الفترة الممتدة بين عامي1800 إلى1890، لأناس من الصومال عن طريق سوق الرقيق فيزنجبار.[81] يختلف البانتو عن الصوماليون من الناحية العرقية، الجسدية، والثقافية، وقد بقوا مهمشين في البلاد منذ أن حضروا فيالقرن التاسع عشر حتى اليوم.[82] يعتقد أن عددالبانتو في الصومال وصل إلى 900,000 نسمة قبل الحرب الأهلية،[83] أما الآن فقد تراجع بعض الشيء، خصوصا وأن 12,000 لاجئ منهم استقر فيالولايات المتحدة بدأ من سنة2003،[84] وأيضا بسبب قيام الحكومة التنزانية بمنح الجنسية للبعض الأخر، وإعادتهم إلى أراضي أجدادهم التي نزعوا منها.[85]
في أواسط سنة2011 أدى تخلف الأمطار لموسمين متتاليين إلى وقوعأسوأ موجة جفاف في القرن الأفريقي منذ 60 عام. وقد أدى تفاقم الجفاف وما نجم عنه من ذبل للمحاصيل ونفوق للحيوانات وارتفاع أسعار المياه والوقود والغذاء، أدى إلى هجرة جماعية لأهل جنوب الصومال الذي تتجاذبه الصراعات المسلحة، إلى مراكز الإغاثة في الدول المجاورة. وفي شهر يوليو من عام 2011، أعلنتالأمم المتحدة رسميا وجود مجاعة في جنوب الصومال، سرعان ما تفاقمت بسبب منع الجماعات المسلحة دخول الإمدادات الغذائية إلى البلاد.[86] بالمقابل، أنشأت الحكومة هيئة إغاثة وطنية تتكون من عدة وزراء تهدف إلى العمل على الحد من أضرار الجفاف وتأثيره على الناس،[87] وقد أفادت المنظمة اللوثرية العالمية أن نشاط القوات العسكرية الحكومية في جنوب البلاد منذ بداية ديسمبر 2011، حد بعض الشيء من عمليات النزوح الجماعي خارج الصومال.[88]
في أعقاب الحرب الأهلية وخلال عام1998 أعلنت عشيرتي «هارتي» و«دارود» عن قيام دولة منفصلة ذات حكم ذاتي في الشمال الشرقي للصومال أطلقوا عليها اسمأرض البونت (بالصومالية:Puntlaand) إلا أنها أعلنت استعدادها للمشاركة في وضع دستور جديد لتشكيل حكومة مركزية جديدة. أعقب ذلك في عام2002 إعلان انفصال دولة «جنوب غرب الصومال» وقيام الحكم الذاتي بها فوق مناطق بأي وباكول وجوبا الوسطىوجدووشبيلي السفلىوجوبا السفلى والتي أصبحت جميعها تحت تصرف الدولة الناشئة وذلك على الرغم من المحرضين الأساسيين للانفصال،جيش رحانوين للمقاومة الذي تأسس عام1995، ولم يكن قد فرض سيطرته الكاملة إلا على بأي وباكول وأجزاء منجدو وجوبا الوسطى ومع ذلك سارع بإعلان انفصال تلك المناطق عن دولة الصومال وتأسيس دولة الصومال الجنوبية الغربية.
القانون
يتشكل النظام القانوني في الصومال من ثلاثة خطوط عريضة، وهي:القانون المدنيوالشريعة الإسلامية وجملة من القوانين العشائرية والأعراف التقليدية وتعرف باسم الحير (بالصومالية:Xeer).
القانون المدني
على الرغم من الدمار الواسع الذي حل بالنظام القضائي الصومالي في أعقاب سقوط نظامسياد بري الحاكم إلا أنه تم إعادة تأسيس وهيكلة النظام القضائي الصومالي وتفعيله من جانب الحكومات المحلية الصومالية مثل حكومتيأرض الصومالوأرض البنط المتمتعتين بالحكم الذاتي، أما بالنسبة للحكومة الفيدرالية الانتقالية فقد تم وضع نواة النظام القضائي الجديد خلال العديد من المؤتمرات الدولية ذات الصلة التي عقدت مسبقا.
وبالرغم من الاختلافات السياسية المتباينة بين كل تلك المناطق العاملة بالنظام القضائي الصومالي إلا أنهم مشتركون جميعا في نظام قانوني واحد مستمد من النظام القضائي الصومالي القديم الذي كان موجودا منذ عهدسياد بري من حيث:[89]
وجود دستور يعطي أولية إصدار الأحكام النابعة منالشريعة الإسلامية أوالأحكام الفقهية وما اتفق عليه جملة علماء المسلمين وذلك على الرغم من إن تحكيم الدين لا يتم العمل به فعليا إلا في الأمور المتعلقة بالأحوال المدنية مثل الزواج والطلاق والمواريث والأمور المدنية الأخرى.
احترام الدستورللإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكل القوانين ذات الصلة. كما يضمن الدستور حرية القضاء وهو ما تكفله اللجنة القضائية العليا.
بناء النظام القضائي على ثلاثة محاور رئيسية وهي: المحكمة العليا، ومحكمة الاستئناف، والمحاكم الابتدائية.
إبقاء العمل بالقوانين الموضوعة قبل الانقلاب العسكري الذي جاء بسياد بري للسلطة لحين إصدار تشريعات وقوانين أخرى بديلة.
الشريعة
لعبتالشريعة الإسلامية دورا أساسيا في حياة المجتمع الصومالي، فطالما كانت الشريعة القاعدة الأساسية التي يؤخذ عنها القوانين أثناء وضع أي دستور من تلك الدساتير العديدة التي تشكلت على مدار تاريخ الحياة السياسية بالصومال،[90] وذلك على الرغم من أن العمل فعليا بالشريعة الإسلامية لم يتخط العمل بها إلا في الأحوال المدنية مثل مسائل الزواج والطلاق وحساب المواريث والمشاكل الأسرية الأخرى؛ إلا أن الأمور قد تغيرت بعض الشيء بعد اندلاع الحرب الأهلية حيث نمت العديد من المحاكم الشرعية والتي انتشرت في أغلب مدن وبلدات الصومال.
وأصبح من دور المحاكم الشرعية والتي لم تعهده من قبل هو:[89]
إصدار الأحكام في مختلف القضايا بنوعيها؛ المدنية والجنائية.
تنظيم الميليشيات والقوات المنوطة بإلقاء القبض على المجرمين وإيقاف الخارجين عن القانون.
احتجاز المسجونين لحين صدور حكم بشأنهم وإتمامهم فترة عقوبة السجن.
وبالرغم من تكوين المحاكم الشرعية الذي يبدو بسيطا إلا أنه في الواقع يتشكل من نظام إداري هرمي يتكون من رئيس للمحكمة ونائب للرئيس وأربعة قضاة. ولا تقتصر مهام الشرطة على تقديم التقارير التي تعد عاملا أساسيا مساعدا في طبيعة الأحكام التي تصدرها المحكمة فحسب بل تمتد أيضا لمحاولة تسوية النزاعات قبل وصولها لدوائر المحاكم بالإضافة إلى تعقب المجرمين والخارجين عن القانون في حين تقوم المحاكم بإدارة المراكز المختصة باحتجاز المذنبين. كما تقوم المحاكم الشرعية بتكوين لجنة اقتصادية مستقلة تقوم بجمع الضرائب المفروضة على التجار والمحال التجارية وأي أنشطة كسب أخرى.[89]
وفي مارس من عام2009 قامت الحكومة الائتلافية الجديدة بإقرارالشريعة الإسلامية مصدرا وحيدا للتشريع وإصدار الأحكام والقوانين.[91]
لقرون طويلة استخدم الصوماليون نظاما قانونيا مستمدا من أحكامهم العرفية وقوانينهم العشائرية وأطلق على جملة هذه القوانين والأحكام اسم «الحير»؛ وهو عبارة عن دستور أو أقرب ما يكون إليه منه إلى الميثاق متعدد المراكز القانونية إذ لا توجد وكالة أو هيئة أو جهة احتكارية معينة توضح ماهية القانون الحكم المتبع في حالة قضائية معينة؛ إذ يرجع التقييم لكل مرة إلى رئيس المحكمة العرفية أو مجلس العشيرة لتحديد الحكم المناسب وكيفية تنفيذه.
قبل اندلاع الحرب الأهلية كانت الصومال تقسم إداريا إلى 18 منطقة إدارية (بالصومالية: gobollada والمفرد منها gobol) وبالتبعية كانت تقسم تلك المناطق الإدارية إلى أحياء؛ والمناطق الثمانية عشر هي:
ويعد الأمر المغاير الآن هو تقسيم شمال الصومال بين ثلاثة دويلات أعلنت انفصالها بشكل أحادي الجانب وهم:أرض الصومالوأرض البنط وجالمودوج. أما الجنوب فخاضع اسميا للحكومة الفيدرالية الانتقالية وإن كانت تسيطر عليه فعليا الجماعات الإسلامية. وطبقا للمتغيرات السياسية الحالية أصبحت الصومال (كلية) تقسم إلى 35 منطقة إدارية.
تقع الصومال في أقصى شرق القارة الإفريقية والتي تشبه في تكوينها قرن حيوانالكركدن واسع الانتشار في القارة الإفريقية ولذا أطلق عليها اسمالقرن الإفريقي. وتمتد الصومال فيما بين دائرة عرض 10 شمالا وخط طول 49 شرقا. وتبلغ مساحة الصومال 637,657 كيلومتر مربع منها 10,320 كيلومتر مربع تغطيها المسطحات المائية أي حوالي 1.6% من المساحة الإجمالية للبلاد وهي بذلك تقل في المساحة بعض الشيء عن ولايةتكساس الأمريكية. كما تمتلك الصومال حدود برية بطول 2,340 كم تفصلها عن كل منجيبوتي بمسافة 58 كيلومتر،إثيوبيا بمسافة 1,600 كيلومتر،وكينيا بمسافة 682 كم، علاوة على ذلك تمتلك الصومال أطول السواحل على مستوى القارة الإفريقية، حيث يبلغ إجمالي طول السواحل الصومالية 3,025 كيلومتر؛ وتمتد المياه الإقليمية الصومالية إلى 200ميل بحري داخل مياهالمحيط الهندي.
تعد المشاكل المتعلقة بالصحة الإنجابية في الصومال من أهم العقبات والمشاكل التي تواجه المنظمات الصحية العاملة في الصومال وعلى رأسهااليونيسف. ويأتي على رأس هذه العقبات ارتفاع نسبة الوفيات بين السيدات في سن الإنجاب وكذلك ارتفاع نسبة الوفيات بين الأطفال حديثي الولادة لأسباب عدة يأتي على رأسها الجفاف وعدوى الجهاز التنفسيوالملاريا.[97]
وزارة التعليم الصومالية هي الجهة الرسمية الوحيدة في الصومال المنوطة بتنظيم الحركة التعليمية بالبلاد، وتستفيد الوزارة بنسبة 15% من إجمالي نفقات الميزانية الحكومية والتي يختص بها قطاع التعليم. وأصبح الاهتمام بالتعليم من الأولويات الحكومية سواء في الصومال أو الدول الشمالية المستقلة عنها، ففي عام2006 أصبحتأرض البنط ثاني مناطق الصومال، بعدأرض الصومال، التي تجعل التعليم الابتدائي مجانيا حيث أصبح المدرسين يتقاضون رواتبهم الشهرية من حكومة أرض البنط مباشرة.[98] وفي عام2007 ارتفع عدد المدارس الابتدائية بالصومال من 600 مدرسة قبل اندلاع الحرب الأهلية إلى 1,172 مدرسة مع زيادة قدرت بنسبة 28% في إجمالي عدد طلاب المرحلة الابتدائية.[99]
على الرغم من الحرب الأهلية استطاعت الصومال بناء اقتصاد متنامي في السنوات الأخيرة قائم أساسا على الثروة الحيوانية وشركات تحويل الأموال وشركات الاتصالات؛[100] ففي دراسة أجراهاالبنك الدولي عام2003 على الاقتصاد الصومالي تبين نمو القطاع الخاص بصورة ملفتة للنظر خاصة في مجالات التجارة والنقل وتحويل الأموال وخدمات البنية التحتية علاوة على الازدهار الذي حققه في القطاعات الرئيسية مثل الثروة الحيوانية والزراعة والصيد،[101] كما أظهرت دراسة أصدرتها هيئة الأمم المتحدة عام2007 انتعاشا في قطاع الخدمات[102] وهو ما أرجعه عالمالأنثروبولوجيا سبينسر هيلث ماك كالوم للقانون العشائري الصومالي «الحير» في الأساس والذي يوفر بيئة اقتصادية صالحة تقوم على المنفعة العامة وتصلح لإقامة المشاريع الاقتصادية على اختلاف طبيعتها.[103]
علب أسماك التن تحمل علامة "لاسقوري" التجارية والتي تنتج في مدينةلاسقورى الساحلية، الصومال.
ويعد القطاع الزراعي أهم القطاعات الاقتصادية في البلاد إذ يشكل مع الثروة الحيوانية 40% منإجمالي الدخل القومي في الصومال كما يشكل 65% من إجمالي عوائد الصادرات؛[100] وبجانب المنتجات الزراعية واللحوم الحية والمذبوحة التي تصدرها الصومال تقوم البلاد أيضا بتصديرالأسماكوالفحموالموزوالسكروالذرة الرفيعةوالذرة الشامية وكلها من المنتجات المحلية.[100] وبالنسبة للصادرات الحيوانية فقد قامت الصومال بتصدير 3 ملايين رأس حية من الأغنام عام1999 استأثرت بهم مينائيبوساسووبربرة حيث تم تصدير 95% من إجمال عدد رؤوس الماعز و52% من الخراف التي تم تصديرها من شرق إفريقيا بالكامل. وتصدرأرض الصومال سنويا ما يقرب من 180 مليون طن من الثروة الحيوانية بالإضافة إلى 480 مليون طن من المنتجات الزراعية. علاوة على ذلك تعد الصومال أكبر موريديالمستكةوالمر على مستوى العالم.[104]
هناك عدد من شركات الطيران الخاصة التي تقود حربا في تخفيض الأسعار من أجل الاستئثار بتشغيل أكبر قدر من الرحلات على حساب الشركات الأخرى الصومالية.
أما عن القطاع الصناعي فلا يزال يعاني من جراء الحرب الأهلية ويعتمد أساسا على تعليب وتجهيز المنتجات الزراعية وجعلها معدة للتصدير، ولا يشارك القطاع الصناعي بأكثر من 10% من إجمالي الناتج المحلي. وبعيدا عن الاعتماد على المنتجات الزراعية فقد بدأت بعد النشاطات الصناعية الأخرى في النمو، فعلى سبيل المثال هناك شركات الطيران الخاصة والتي تقود حربا في تخفيض الأسعار من أجل الاستئثار بتشغيل أكبر قدر من الرحلات على حساب الشركات الأخرى.[105]وهناك أيضا قطاعات الأعمال التي نمت اعتمادا على اعتمادات المواطنين الصوماليين في الخارج مثل شركات الهاتف المحمول والمحطات الإذاعية الخاصة ومقاهي الإنترنت كما تم افتتاح مصنعا جديدا للتعليب في مقديشيو تابعا لشركةكوكا كولا العالمية مما يدل على ثقة الشركات العالمية في المناخ الاستثماري الحالي في الصومال.[106]
علاوة على ذلك تعد شركات تحويل الأموال من كثر قطاعات الأعمال رواجا في الوقت الحالي، إذ تقوم هذه الشركات بضخ ما يقرب من ملياري دولار سنويا داخل البلاد عن طريق التحويلات الخارجية من صومالي الخارج[100] وتعد أكثر الشركات نشاطا في هذا المجال هي الشركات التي تقوم بنقل الأموال عن طريق الحوالات النقدية ويأتي على رأس تلك الشركات شركة «دهب شيل» ومقرها مدينةهرجيسا والتي يعمل بها أكثر من 1,000 صومالي وتمتلك 40 فرعا حول العالم من بينها فروع فيدبيولندن.[107]
كما أظهرت الشركات الصينية والأمريكية على حد السواء اهتماما واضحا بالثروة المعدنية في الصومال وخاصة استخراج النفط حيث أكدت شركة «مجموعة الموارد» (بالإنجليزية:Range Resources) الأمريكية على وجود احتياطيات نفطية في مقاطعةأرض البنط تقدر بخمسة إلى عشرة مليارات برميل من خام النفط.[108]
نمت في العقد الأخير العديد منالصحف والمحطاتالإذاعيةوالتليفزيونية الخاصة والتي لم تجد طريقها للجمهور في العاصمة فحسب، ولكن في كل المدن والبلدات الكبرى بالصومال. وتسيطر على المجال الإعلامي حاليًا أربع شركات كبرى على رأسها "شبكة هون افريك الاعلامية" (hornafrik)"، و"شبكة شبيلا الإعلامية"، التي أنشئت عام2002، و"إذاعة جالكعيو"، و"إذاعة جروي" التي أنشئت عام2004.
ولم تقتصر الطفرة على المجال الإعلامي فحسب بل امتدت أيضًا لمجال الاتصالات السلكية واللاسلكية حيث زاد عدد مستخدميالإنترنت خلال الخمسة أعوام ما بين سنة2002و2007 بنسبة قدرها 44.900% محققة أعلى نسبة نمو في أفريقيا على الإطلاق.[109] إذ تتنافس الشركات العاملة في مجالتكنولوجيا المعلومات على سوق مكون من نصف مليون مستخدم للإنترنت. ويوجد بالصومال حاليا 22مزودا لخدمة الإنترنت بالإضافة إلى 234مقهى للإنترنت منتشرين بالبلاد محققة زيادة سنويا قدرها 15.6%. كما أصبح من المتاح الآن الاتصال بالإنترنت عن طريقالقمر الصناعي خاصة في المناطق المتطرفة والتي لا تتوافر بهاخطوط اتصال الهاتفية أو تغطية لاسلكية. وتعدالأمم المتحدةوالمنظمات الغير حكومية والمؤسسات الاقتصادية وبخاصة شركات تحويل الأموال ومقاهي الإنترنت من أكبر مستخدميالشبكة العنكبوتية في البلاد. ويعد قطاعالاتصال الهاتفي بالإنترنت من أكثر القطاعات نموًا على مستوى القارة في نفس المجال إذ تزداد عددالخطوط التليفونية الأرضية التي يتم مدها سنويا بنسبة 12.5% (يوجد حاليًا 100.000 خط هاتف رئيسي) مقارنة بالدول الأخرى الموجودة في القرن الإفريقي خاصة وشرق إفريقيا عامة والتي تعاني من صعوبات في مد خطوط الهواتف الأرضية نتيجة لأعمال التخريب المتعمد وارتفاع أسعار الكابلات النحاسية المستخدمة في مد الخطوط الأرضية. جدير بالذكر أن توصيل الخطوط الأرضية للمشتركين الجدد يستغرق ثلاثة أيام فقط في الصومال إلا أنه قد يمتد لسنوات طويلة في دولةكينيا المجاورة.
ويعتبر قطاع الاتصالات السلكية بالبلاد من أفضل القطاعات على مستوى القارة الإفريقية من خلال العديد من الشركات والتي تقدم خدمة عالية الجودة والنقاء متضمنة المكالمات الدولية مقابل عشرة دولارات شهريًا، هذا بالإضافة لقطاع الاتصالات اللاسلكية الذي حقق ارتفاعًا كبيرًا في عدد المشتركين في الشركات المزودة لخدمة الهواتف المحمولة والذي وصل إلى 627.000 مشترك.
الجيش
تم تسريحالقوات المسلحة الصومالية في أعقاب اندلاع الحرب الأهلية مما جعل البلاد بدون جيش نظامي بالمعنى المتعارف عليه حتى الآن، إلا أن الحكومة الفيدرالية الانتقالية قد بدأت في إعادة بناء قواتها المسلحة والتي وصل عددها الآن إلى 10,000 فرد. وتقع قيادة القوات المسلحة تحت سيطرةوزارة الدفاع الصومالية. كما تتبنى وزارة الدفاع إعادة بناء القوات البحرية والتي تضم حاليا 500 فرد من عناصر مشاة البحرية والذين يتلقون تدريبهم حاليا في مقديشيو ويمثلون النواة الأولى لقوة من المقدر أن يصل عددها إلى 5,000 فرد،[110] كما تم وضع الخطط اللازمة لإعادة بناء القوات الجوية وذلك من خلال شراء مقاتلتين جديدتين. علاوة على ذلك تم إنشاء قوات جديدة للشرطة حيث تم افتتاح أول أكاديمية للشرطة في العشرين من ديسمبر لعام2005 في بلدة أرمو على بعد 100 كم جنوببوساسو.[111]
ويبلغ الإنفاق العسكري حوالي 0.9% من إجمالي الدخل القومي، وفقا لإحصائيات من عام2005، مما يجعلها في المرتبة الثالثة والأربعين بعد المئة في مصاف دول العالم من حيث الإنفاق العسكري.
أحصنة عربية يشار إليها بالعامية بعبارة سوناري، تظهر هنا في السهول القاحلةلظهار، ماخر، الصومال.
يغطي الصومال مناخ حار شبه قاحل، حيث يتراوح المعدل السنوي لهطول الأمطار ما بين 10 و20بوصة في حين لا تزيد مساحة الأراضي الصالحة للزراعة عن 2% من المساحة الإجمالية للصومال، وقد كان للحرب الأهلية في الصومال أسوأ الأثر على الغابات الاستوائية، إذ تم قطع العديد من الأشجار بغرض إنتاجالفحم النباتي مما أدى بالتبعية إلى مواجات متعاقبة منالجفاف. وعلى النقيض تماما كان نظام سياد بري قد أقر خطة واسعة النطاق لزراعة الأشجار على مستوى الجمهورية وذلك لوقف زحفالكثبان الرملية ومواجهة خطرالتصحر. وانشئت أول منظمة بيئية في الصومال في عهد حكومة سياد بري تحت اسم "ECOTERRA Somalia" وتبعتها «الجمعية البيئية الصومالية» والتي ساعدت على نشر الوعي البيئي بين المواطنين كما قامت بتحريك البرامج البيئية في كافة القطاعات الحكومية وكذلك بين مؤسسات المجتمع المدني كما تم إنشاء «مركز بحث ومتابعة وإنقاذ الحياة البرية» عن طريق منظمة "ECOTERRA" العالمية في عام1986، وقد أتت هذه التوعية ثمارها عام1989 حينما وافقت الأحزاب الحكومية كافة على توقيع الحكومة الصومالية على معاهدة «حظر الإتجار بالأنواع المهددة بالانقراض» (CITES) والتي حظرت للمرة الأولى الإتجار فيعاجالأفيال. أعقب هذا تنظيم الناشطة البيئية والحائزة على جائزة جولدمان للبيئة (بالإنجليزية:Goldman Environmental Prize) فاطمة جبريل لحملات قومية تهدف للتوعية البيئية انطلقت من مسقط رأسها بمدينة بوران حيث نظمت لجان أهلية لحماية الحياة البرية الساحلية والحياة البرية في الأراضي البكر التي لم يصل إليها الإنسان بعد، كما قامت بتدريب الشباب على العمل على نشر الوعي البيئي بخصوص الأضرار الناجمة عن الإفراط في إنتاج الفحم النباتي؛ علاوة على ذلك انضمت فاطمة جبريل لمعهد بوران للمناطق النائية والذي قام بتنظيم برنامج «قافلة الجمال» حيث قامت مجموعة من الشباب بالسير في الصحراء لمدة ثلاثة أسابيع على ظهر الجمال وإرشاد سكان تلك المناطق النائية على الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية الغير متجددةوالخدمات الطبية والإدارة المثلى للثروة الحيوانية وكذلك محاضرات عن السلام.
يبلغ تعداد سكان الصومال حوالي 9,832,017 نسمة، وهو تعداد غير أكيد إذ تم احتساب عدد السكان وفقا للتعداد السكاني الصادر عن الحكومة الصومالية عام1975 إذ يصعب الإحصاء الفعلي للسكان في الوقت الراهن نتيجة كثرة أعدادالرحل وكذلك زيادة أعداد النازحين الفارين إما من المجاعة أو الحرب الأهلية، كما زاد تعداد الشتات الصومالي في العالم في أعقاب الحرب الأهلية حيث فر خيرة المتعلمين الصوماليين من بلادهم إلىالشرق الأوسطوأوروباوأمريكا الشمالية. والسواد الأعظم من الشعب الصومالي، أي 85% منهم، همصوماليون،[3] في حين تشكل مجموعات عرقية متعددة النسبة الباقية، والبالغة 15%، منها: البانتو والبناديريون والباراوانيونوالباجونيونوالهنودوالفرس والإيطاليون المنحدرون من أصول إيطالية في عهد الاستعمار الإيطالي للبلاد والبريطانيون والعرب الذين تتراوح أعددادهم حوالي 30 الف نسمة وانحسرت أعداد القوميات الغير صومالية والغير إفريقية بوجه عام عقب استقلال الصومال عام1960.
اللغة الصومالية هي اللغة الرسمية للبلاد وهي أحد اللغاتالكوشية التي هي بالتبعية فرع من فروع اللغاتالأفريقية الآسيوية، وتعد أقرب اللغات للصومالية هي لغات عفار التي يتحدث بها أهلإثيوبياوإريترياوجيبوتي، وأورومو التي يتحدث بها أهلإثيوبياوكينيا. واللغة الصومالية هي أكثر اللغات الكوشية تدوينا على الإطلاق،[112] كما أن هناك دراسات أكاديمية عن اللغة الصومالية تمتد لما قبل عام1900.
مع الاحتفاظ بنسب استثنائية محدودة للغاية فإنالشعب الصومالي بأكمله يعتنق الدينالإسلامي[113] وأغلبهمسنيون من اتباعالمذهبالشافعي مع وجود نسبة منهم من معتنقي المذهبالشيعي؛[114] وفي توصيف الدستور الصومالي للإسلام، تم تعريف الإسلام بأنه الديانة الرسمية للبلاد وأنالشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع.
يلاحظ بطبيعة الحال أنرأس السنة الميلادية لم يكن عيدا رسميا للبلاد في الفترة السابقة على الاستعمار البريطاني والإيطالي، وإنما أصبح كذلك نتيجة للتثاقف طويل الأمد بين الدول الثلاثة، وأيضا بعد أن أصبح في الصومال عدد بسيط من معتنقيالدين المسيحي.
الثقافة
الثقافة في الصومال هي مزيج من العادات والتقاليد والموروثات المحلية والثقافات المتراكمة في الذاكرة الصومالية عبر عصور تفاعلت فيها الحضارة المحلية مع الحضارات التي نمت في دول أخرى والتي كانت الصومال على ارتباط تاريخي بها، مثلإثيوبياواليمنوالهندوإيران.
تتميز الصومال بكونها واحدة من الدول الإفريقية المحدودة التي يتكون شعبها منمجموعة عرقية واحدة وهيالصوماليون مما كان له الأثر على توحيد اللون الموسيقي في شتى أرجاء البلاد وهو العامل الذي ساعد على انتشار فرق موسيقية صومالية تقدم الموسيقى التقليدية مثل فرقتي «وابيري» و«هورسيد» خارج الصومال، في حين قام بعض الملحنون والمطربون الصوماليون أمثال «مريم مرسال» بدمج الموسيقى الصومالية مع ألوان أخرى من الموسيقى الغربية مثلالروكوالبوسا نوفاوالهيب هوبوالجاز.
الأدب
أثرت الصومال المكتبة الأدبية العالمية بالعديد من الأعمال المستوحاة منالشعر الإسلاميوالأحاديث النبوية وذلك من خلال الأدباء والمفكرين الصومالين طوال القرن الماضي. اعتمدت الأبجدية اللاتينية في الصومال عام1973. قام العديد من المؤلفين الصوماليين بإصدار المزيد من الكتب التي نالت شهرة عالمية واسعة كما ارتقى بعضهم لمنصات التتويج العالمية مثل الروائينور الدين فرح الذي فازبجائزة نيوستاد الدولية للأدب والتي تمنحهاجامعة أوكلاهوما كل عامين وتعد ثاني أعظمجائزة أدبية بعدجائزة نوبل للأدب. وقد حصل فرح على جائزته عام1998 لروايته «عن ضلع أعوج» (بالإنجليزية:From a Crooked Rib) والتي تعتبر هي وروايته الأخرى «روابط» (بالإنجليزية:Links) التي ألفها عام2004 من ذخائر المكتبة الأدبية الصومالية الحديثة.
يختلف المطبخ الصومالي من منطقة لأخرى، كذلك فهو يضم بين جنباته العديد من أساليب الطهي؛ وأهم ما يوحد المطبخ الصومالي في كافة أرجاء البلاد هو تقديم الطعامالحلال وفقا للشعائر الدينية الإسلامية، إذ لا يتم تقديم أطباق تحتوي على أي مشتقات من دهن أولحم الخنزير وكذلك لا يتم تقديمالمشروبات الكحولية بمختلف أنواعها، كما لا تؤكل الميتة أو أي لحوم مدممة.ويتناول الصوماليون الغذاء دائما في الواحدة ظهرا، أما خلال شهررمضان فيتم تناول الغذاء في أعقاب الانتهاء منصلاة التراويح والتي قد تمتد حتى الحادية عشرة مساء. ويعد «العنبولو» من أكثر الأكلات شهرة في الصومال والتي يتم تقديمها في كل أنحاء البلاد على الغذاء كوجبة كاملة ويتكون من حبوب فاصوليا الأزوكي مخلوطةبالزبدوالسكر؛ ويتم طهي الفاصوليا وحدها، التي يطلق عليها محليا اسم ديجير (بالصومالية: digir)، لمدة خمسة ساعات كاملة على نار هادئة للوصول للنكهة المطلوبة.
^Federal Research Division,Somalia: A Country Study, (Kessinger Publishing, LLC: 2004), p.38
^Laitin, David D.,Politics, Language, and Thought: The Somali Experience, (University Of Chicago Press: 1977), p.73
^Francis Vallat,First report on succession of states in respect of treaties: International Law Commission twenty-sixth session 6 May-26 July 1974, (United Nations: 1974), p.20
^David D. Laitin,Politics, Language, and Thought: The Somali Experience, (University Of Chicago Press: 1977), p.75
^Barrington, Lowell,After Independence: Making and Protecting the Nation in Postcolonial and Postcommunist States, (University of Michigan Press: 2006), p.115
^Encyclopaedia Britannica,The New Encyclopaedia Britannica, (Encyclopaedia Britannica: 2002), p.835
^"الصومال & nbsp؛ - الحكومة". Library of Congress. مؤرشف من [http: //countrystudies.us/somalia/65.htm الأصل] في 2014-07-04. اطلع عليه بتاريخ2014-02-15.{{استشهاد ويب}}:تحقق من قيمة|مسار= (مساعدة)
^"Analysis: أصحاب النفوذ في الصومال".BBC News. 8 يناير 2002. مؤرشف من [http: //news.bbc.co.uk/1/hi/world/africa/1747697.stm # mshm الأصل] في 2009-04-14. اطلع عليه بتاريخ2014-10-07.{{استشهاد بخبر}}:تحقق من قيمة|مسار= (مساعدة)
^التركيز على القرن، العدد 7-9. Horn of Africa لجنة المعلومات. 1989. ص. 37.
^Biegon, Rubrick. Somali Piracy and the International Response 2009-01-29 Foreign Policy in Focus[1] retrieved 2010-02-08نسخة محفوظة 28 مايو 2013 على موقعواي باك مشين.
^Piracy Off Coast Not Only Criminal, But Very Successful, Security Council Hears, AllAfrica.com, retrieved February 8, 2010[2]نسخة محفوظة 19 أكتوبر 2012 على موقعواي باك مشين.
^Tharoor, Ishaan. How Somalia’s fishermen became pirates. 2009-04-18 Time[3] retrieved 2010-02-08نسخة محفوظة 26 أغسطس 2013 على موقعواي باك مشين.[وصلة مكسورة]
^Hartley, Aiden. What I learned from Somali pirates 2008-12-06 Spectator[4] retrieved 2010-02-08نسخة محفوظة 24 مارس 2020 على موقعواي باك مشين.[وصلة مكسورة]
^Lehr, Peter and Lehmann, Henrick, Violence at Sea: Piracy in the Age of Global Terrorism, p. 3
^Lehr, Peter. Warships won't stop pirates. The Guardian 2009-04-10[5] retrieved 2010-02-08نسخة محفوظة 27 فبراير 2012 على موقعواي باك مشين.
^Adow, Mohammed. The pirate kings of Puntland. Aljazeera. 2009-06-17[6] retrieved 2010-02-08نسخة محفوظة 15 مارس 2011 على موقعواي باك مشين.
^Harper, Mary. Life in Somalia's pirate town BBC News 2008-09-18[7] retrieved 2010-02-08نسخة محفوظة 25 أكتوبر 2016 على موقعواي باك مشين.
^ابجDr Andre Le Sage (1 يونيو 2005)."Stateless Justice in Somalia"(PDF). Centre for Humanitarian Dialogue. مؤرشف منالأصل(PDF) في 2012-10-14. اطلع عليه بتاريخ2009-06-26.
Hess, Robert L.Italian Colonialism in Somalia. Chicago: University of Chicago, 1966. *Fitzgerald, Nina J.Somalia. New York: Nova Science, Inc., 2002.
Lewis. I.M.Pastoral Democracy: A study on Pastoralism and Politics among the Northern Somali clans. Ohio: Ohio University Press, 1958.ISBN 978-3-8258-3084-7.
Mwakikagile, Godfrey.The Modern African State: Quest for Transformation, Chapter Four: Somalia: A Stateless State - What Next?, pp. 109–132, Nova Science Publishers, Inc., Huntington, New York, 2001.
Tripodi, Paolo.The Colonial Legacy in Somalia. New York: St. Martin's P Inc., 1999.