جمهورية كابو فيردي أوجمهورية الرأس الأخضر[9] أو (بالبرتغالية: Cabo Verde؛ تُلفظ:كابو فيردي) هيدولة جزرية تقع في منطقةالساحل الأفريقي فيغرب قارة أفريقيا، تتكون منأرخبيل مؤلف من عشر جزر بركانية تقع في وسطالمحيط الأطلسي، إلى الغرب من سواحل شمال أفريقيا. كانت في فترة من الفترات مركزالتجارة العبيد عبر الأطلسي. تقع جزر الرأس الأخضر على بعد 570 كيلومتر من سواحلالسنغال فيالمحيط الأطلنطي، وتتكون الجزر من قسمين: جزر جبلية وعرة وجزر سهلية منبسطة، ومناخ الجزر معتدل طوال العام بالنسبة لموقعها البحري وأهم هذه الجزر سانتاغو، وهي أكبر الجزر، وبها مدينةبرايا العاصمة، ثم جزيرة القديسة ونسانت، وجزيرةسانتا أنتاو، جزيرة فوغو، وجزيرة نيكولو، وجزيرةمايو، وجزيرة سانتالوسيا، اكتشف هذه الجزر البرتغاليون سنة 1460م، وتشكل هذه الجزر موقعاً ممتازاً في المحيط الأطلنطي ولهذا احتلتهاالبرتغال واستقلت سنة1975م.
تبلغ مساحة اليابسة مجتمعة نحو 4,033 كيلومترًا مربعًا (1,557 ميلًا مربعًا). تقع هذه الجزر على بعد 600 حتى 850 كيلومترًا (320 حتى 460 ميلًا بحريًا) غرب شبه جزيرة الرأس الأخضر الواقعة في أقصى نقطة في غرب إفريقيا القارية. وتشكل جزر الرأس الأخضر جزءًا من منطقة ماكارونيزيا البيئية، إلى جانبجزر الأزور،وجزر الكناري،وماديرا وجزر سافاج.
ظل أرخبيل الرأس الأخضر غير مأهول حتى القرن الخامس عشر، عندما اكتشف المستكشفون البرتغاليون الجزر واستعمروها، وأسسوا بذلك أول مستوطنة أوروبية في المناطق الاستوائية. وبفضل وقوعها في مكان مناسب للعب دور فيتجارة العبيد عبر الأطلسي، ازدهرت الرأس الأخضر اقتصاديًا في خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، واجتذبت التجار والقراصنة المفوضون والقراصنة المنفردون. تدهورت اقتصاديًا في القرن التاسع عشر بسبب منع تجارة الرقيق عبرالمحيط الأطلسي، وهاجر العديد من سكانها في خلال تلك الفترة. ولكن، تعافت الرأس الأخضر اقتصاديًا تدريجيًا لتصبح مركزًا تجاريًا مهمًا ونقطة توقف مفيدة على طول طرق الشحن الرئيسية. في عام 1951، أسست الرأس الأخضر كإحدى مقاطعات ما وراء البحار البرتغالية، لكن واصل سكانها حملتهم من أجل الاستقلال، والذي حققوه في عام 1975.
كانت الرأس الأخضر منذ أوائل التسعينياتديمقراطية تمثيلية مستقرة، وظلت إحدى أكثر البلدان تقدمًا وديمقراطية في إفريقيا. يفتقر اقتصادها النامي إلى الموارد الطبيعية، وهو موجه غالبًا نحو الخدمات، مع تركيز متزايد على السياحة والاستثمار الأجنبي. يبلغ عدد سكانها نحو 483,628 (حسب تعداد عام 2021) هم غالبًا من تراث إفريقي وأوروبي مختلط، ومعظهم من الرومان الكاثوليك، ما يعكس إرث الحكم البرتغالي. يوجد مجتمع كبير لمغتربي الرأس الأخضر في جميع أنحاء العالم، وخاصةً في الولايات المتحدة والبرتغال، ويفوق عدد سكان الجزر كثيرًا. وتعد الرأس الأخضر دولة عضو فيالاتحاد الإفريقي.[10]
تعد البرتغالية اللغة الرسمية في الرأس الأخضر، وهي لغة التعليم والحكومة، وتستخدم في الصحف والتلفزيون والراديو. في حين تعتبر كريولية الرأس الأخضر اللغة الوطنية المعترف بها، والتي تتحدث بها الغالبية العظمى من السكان.
اسم البلد نابغ من اسم قريبلشبه جزيرة الرأس الأخضر على الساحلالسنغالي,[11] والتي كان اسمها في الأصل «كابو فيردي» عندما اكتشفت من قبل المستكشفين البرتغاليين عام1444، (فيردي كلمة برتغالية وتعني أخضر). ولكن في 24 أكتوبر 2013 طلبت حكومة كابو فيردي من الأمم المتحدة وجميع الدول عدم ترجمة الاسم بلغتها الرسمية البرتغالية إلى لغاتها المختلفة. واعتبر ذلك نوعا من تغير الاسم مع إن الاسم لم يتغير بالبرتغالية بل باللغات الأخرى التي صارت تكتب الاسم كما هو مستعارا حسب لفظه، ويمكن إضافة ترجمته بين قوسين. لذلك فإن اسم هذه الدولة بالعربية انتقل من حرف الراء إلى حرف الكاف.
قبل وصول الأوروبيين، كانت جزر كابو فيردي غير مأهولة. اكتشف أرخبيل جزر كابو فيردي الملاحون الإيطاليون والبرتغاليون حوالي العام1456، ووفقاً للسجلات الرسمية البرتغالية كان أول اكتشاف من قبل المستكشف الإيطالي أنطونيو دي نولي المولود فيجنوة الذي عُيّن بعد ذلك حاكما لكابو فيردي من قبل الملك البرتغاليألفونسو الخامس .
كابو فيردي دولة ديمقراطية مستقرة. دستور كابو فيردي الذي اعتمد في عام 1980 ونقح في عام 1992 ،1995 و1999، يشكل أساس الحكومة. الرئيس هو رأس الدولة ويُنتخب باقتراع شعبي لمدة 5 سنوات. رئيس الوزراء هو رأس الحكومة، ويقترح وزراء آخرين ووزراء الخارجية. تُرشح الجمعية الوطنية رئيس الوزراء ويعينه رئيس الجمهورية. يُنتخب أعضاء الجمعية الوطنية باقتراع شعبي لمدة 5 سنوات. الآن ثلاثة أحزاب على مقاعد في الجمعية الوطنية PAICV - 40، MPD 30 ،، والاتحاد الديمقراطي المستقل (UCID) (2).[12]
يتألف النظام القضائي من محكمة العدل العليا — التي يُعين أعضائها من قبل الرئيس والجمعية الوطنية ومجلس القضاء— والمحاكم الإقليمية. محاكم منفصلة تهتم بقضايا مدنية ودستورية ،و جنائية.[12]تتبع كابو فيردي سياسة عدم الانحياز، وتسعى لعلاقات التعاون مع جميع الدول الصديقة.[12] لدى أنغولا والبرازيل وجمهورية الصين الشعبية وكوبا وفرنسا وألمانيا والبرتغال وإسبانيا والسنغال وروسيا، والولايات المتحدة سفارات ببرايا.[12] كابو فيردي مسهمة بنشاط في الشؤون الخارجية، ولا سيما في أفريقيا.[12] ولديها علاقات ثنائية مع بعض الدول الناطقة بالبرتغالية، وتحمل عضوية في عدد من المنظمات الدولية.[12] كما تشارك في معظم المؤتمرات الدولية بشأن القضايا الاقتصادية والسياسية.[12] لدى كابو فيردي شراكة خاصة[13] مع الاتحاد الأوروبي، وربما تتقدم بطلب للعضوية.[14] يتكون جيش كابو فيردي من خفر السواحل والقوات المسلحة.
قدر عدد سكان جمهورية كابو فيردي بنحو 516,733 في سنة 2010، أغلبهم خليط برتغالي أفريقي، يتحدثون لهجة (كريول) إلى جانب اللغة البرتغالية، وهناك جالية كبيرة من سكان الجزر تعيش في السنغال والبرازيل.
الغالبية العظمى من السكان مسيحيون، 85 % كاثوليك، والباقي بروتستانت يتبعون كنائس مختلفة بالإضافة لوجود جاليتين صغيرتين للمسلمين والبهائيين.[15] وصل الإسلام إلى هذه الجزر بوصول المهاجرين من غربي أفريقيا وكذلك بوصول الرقيق الأفريقي الذي جلبه البرتغاليون إلى الجزر. وهناك نسبة 1% من غير المؤمنين.
يشتكي اقتصاد الجزيرة من فقر في الموارد الطبيعيّة بما في ذلك نقص حاد في موارد الماء المتفاقمة بواسطة موجات الجفاف الطويلة الأمد. الاقتصاد يعتمد بشكل أساسي على الخدمات مثل التجارة، وسائل النقل، السياحة، تسهم بـ66% من الدخل القومي. بالرّغم من أن 70% تقريبا من السكّان يعيشون في الأرياف، كانت حصّة الزراعة في 2004 من الدخل القومي 12% وأهم المحاصيل «قصب السكر، والذرة، والبن، والموز»، للّتي قدّر صيد السّمك 1.5%. حوالي 82% لغذاء يجب أن يستورد. إمكانيّة صيد السّمك، غالبا سرطان بحري وتونا، لم تستغل تماما. تعاني الرأس الأخضر سنويّا من العجز التجاريّ العالي، المموّل بواسطة مساعدات أجنبيّة وحوالات من مهاجرين؛ تتجه الإصلاحات الاقتصاديّة نحو تطوير القطاع الخاص واستقطاب الاستثمارات الأجنبيّة لتنويع مصادر الدخل.
حلّت جمهورية الرأس الأخضر في المركز 91 فيمؤشر الابتكار العالمي عام 2023،[16] وتقدمت مركزاً واحداً في مؤشر 2024 لتصبح في المركز 90،[17][18] لكن ما لبثت أن تراجعت للمركز 95 في مؤشر 2025.[19]