بدأ العمل على إنشاء الإسكندرية على يدالإسكندر الأكبر سنة331 ق.م.،[19] عن طريق ردم جزء من المياه يفصل بين جزيرة ممتدة أمام الساحل الرئيسي تدعى "فاروس" بها ميناء عتيق، وقرية صغيرة تدعى "راكتوس" أو "راقودة"، يحيط بها قرى صغيرة أخرى تنتشر كذلك ما بين البحر وبحيرة مريوط، واتخذها الإسكندر الأكبر وخلفاؤه عاصمة لمصر لما يقرب من ألف سنة،[20][21] حتىالفتح الإسلامي لمصر على يدعمرو بن العاص سنة641 م، اشتهرت الإسكندرية عبر التاريخ من خلال العديد من المعالم مثلمكتبة الإسكندرية القديمة والتي كانت تضم ما يزيد عن 700000 مجلّد،[22]وفنار الإسكندرية والتي اعتبرت منعجائب الدنيا السبع،[23] وذلك لارتفاعها الهائل الذي يصل إلى حوالي 120 مترًا، وظلت هذه المنارة قائمة حتى دُمرت جراء زلزال قوي سنة1307 م.
يرى بعض المؤرخين أن اختيار الإسكندر الأكبر لمدينة الإسكندرية كي تكون عاصمة لدولته، استهدى في ذلك بتوجيه معلمه الروحيهوميروس في ملحمةالأوديسة، حيث ذهبتليماخوس ابنأوديسيوس ملكإيثاكا، إلىمينلاوس ملكإسبرطة يسأله إن كان يعرف شيئا عن مصير والده المختفي، فحكى مينلاوس عن أهوال الحرب وشجاعة ملك إيثاكا وجيشه المفقود، وأنه بعدما أضنى التعب جيوشهم، بلغوا شواطئ مصر، عند جزيرة فاروس، وهناك كما يقول ملك إسبرطة: «كان في مقدورنا أن نُروى من كوثر هذه البلاد التي تجري من تحتها الأنهار».[24]
منحوتة مصرية من المرمر لرأس الإسكندر الأكبر، مؤسس الإسكندرية
في بداية القرن الرابع قبل الميلاد، لم تكن الإسكندرية سوى قرية صغيرة تدعى "راكتوس" أو "راقودة" يحيط بها قرى صغيرة، يقول عنها علماء الآثار أنها ربما كانت تعدّ موقعًا استراتيجيًا لطرد الأقوام التي قد تهجم من حين إلى آخر من الناحية الغربيةلوادي النيل،[25] أو لربما كانت «راكتوس» مجرد قرية صغيرة تعتمد على الصيد ليس إلا، وعلى امتداد الساحل الرئيسي للقرية توجد جزيرة تسمى "جزيرة فاروس" يوجد بها ميناء يخدم الجزيرة والقرى الساحلية معًا، في ذلك الوقت كانت مصر تحت الاحتلالالفارسي منذ سقوط حكمالفراعنةوالأسرة الثلاثون سنة343 ق م، ولم تكن مصر الوحيدة الواقعة تحت احتلال الفرس، فقد كانتبلاد الشاموالعراق واقعة تحت هذا الاحتلال، وفي مقابل قوة الفرس كانت قوةالاغريق في ازدياد سريع، وبدأت المواجهة بينهما في ربيع سنة 334 ق.م، واستمرت المعارك بينهما حتى دخل الإسكندر الأكبر مدينةصور ومن ثم إلىغزة حتى أتم دخول مصر سنة333 ق م.[25]
بعد دخول الإسكندر الأكبر مصر وطرده للفرس منها، استقبلهالمصريون بالترحاب نظرًا للقسوة التي كانوا يُعاملون بها تحت الاحتلال الفارسي،[26] ولكي يؤكد الإسكندر الأكبر أنه جاء إلى مصر صديقًا وحليفًا وليس غازيًا مستعمرًا، اتجه لزيارة معبد الإلهآمون إله مصر الأعظم في ذلك الوقت، فذهب إلى المعبد في واحةسيوة، وأجرى له الكهنة طقوس التبني ليصبح الإسكندر الأكبر ابنًا للإله آمون، ولُقب فيما بعد بابن آمون،[26] وفي طريقه إلى المعبد مرّ بقرية للصيادين كانت تُسمى «راقودة»، فأعجب بالمكان وقرر أن يبني مدينة تحمل اسمه لتكون نقطة وصل بين مصرواليونان وهي مدينة الإسكندرية (باليونانية القديمة:Ἀλεξάνδρεια ἡ κατ' Αἴγυπτον؛وباليونانية الحديثة:Αλεξάνδρεια)،[27] وعهد ببنائها إلى المهندسدينوقراطيس، والذي شيدها على نمط المدن اليونانية، ونسقها بحيث تتعامد الشوارع الأفقية على الشوارع الرأسية،[26] وكذلك إنشاء جسر يصل بين الجزيرة والقرية أُطلق عليه "هيبتاستاديون"، وبعد عدة شهور ترك الإسكندر مصر متجهًا نحو الشرق ليكمل باقي فتوحاته، ففتح بلاد فارس، لكن طموحاته لم تتوقف عند هذا الحد بل سار بجيشه حتى وصل إلىالهندوآسيا الوسطى، وبينما كان الإسكندر هناك فاجأه المرض الذي لم يدم طويلاً حيث داهمه الموت بعد عشرة أيام وهو لم يتجاوز الإثنين والثلاثين من عمره.[26]
اتسمت الإسكندرية في مطلعها بالصبغة العسكرية كمدينة للجند الإغريق، ثم تحولت أيامالبطالمة الإغريق إلى مدينة ملكية بحدائقها وأعمدتها الرخامية البيضاء وشوارعها المتسعة،[28] وتحوّلت في ذلك الحين إلى عاصمة لمصر، وأصبحت إحدى حواضر العلوم والفنون بعد أن شيَد فيها البطالمة عددًا من المعالم الكبرى مثلمكتبة الإسكندرية التي تُعد أول معهد أبحاث حقيقي في التاريخ،[29]وفنار الإسكندرية التي أصبحت أحدعجائب الدنيا السبع في العالم القديم،[30] وكانت تطل على البحر وجنوب شرقي الميناء الشرقي الذي كان يطلق عليه الميناء الكبير؛ إذا ما قورن بينه وبين ميناء هيراكليون عندأبو قير على فم أحد روافدالنيل القديمة التي اندثرت، وحالياً انحسر مصب النيل ليصبح على بعد 20 كيلومتراً من أبوقير عندرشيد.[31]
خضعت المدينة اسميًاللرومان سنة80 ق م، وفقًا لرغبةبطليموس العاشر، واستمر الأمر على هذا المنوال قرابة قرن من الزمن قبل أن تسقط بيديوليوس قيصر بعدحصار الإسكندرية (47 ق.م)، عندما استغلت روما النزاع والحرب الأهلية القائمة بينبطليموس الثالث عشر ومستشاريه وشقيقتهكليوبترا السابعة، وبعد عدة معارك انتصر قيصر وتم قتل أخيها، وبذلك استطاعت كليوباترا الانفراد بحكم مصر، وعلى أحد آراء بعض المؤرخين فقد تم حرق مكتبة الإسكندرية الشهيرة في ذلك الوقت في صراع يوليوس قيصر مع بطليموس الثالث عشر.[32] سقطت المدينة بيد القائد «أوكتافيوس» الذي أصبح لاحقًا الإمبراطور «أغسطس» في1 أغسطس سنة30 ق م، بعدمعركة الإسكندرية، وبهذا أصبحت مصر ولاية رومانية، ظلت الإسكندرية أكبر مدينة فيالإمبراطورية الرومانية الواسعة بعدروما العاصمة، وأقدم الرومان على عمل العديد من الإصلاحات فيها، فقاموا بتجديد وإعادة حفر القناة القديمة التي كانت تربطنهر النيلوالبحر الأحمر لخدمة التجارة، وكذلك فقد أعطى الرومانلليهود في الإسكندرية والذين كانوا يمثلون جزءًا أساسيًا من التركيبة السكانية للمدينة، حريات كثيرة وسُمح لهم بإدارة شئونهم الخاصة.[32]
غير أن كل ذلك لم يوقف حركات التمرد والتوتر في المدينة والتي وصف أحد الكتاب القدماء أهلها بأنهم "الأكثر رغبة في الثورة والقتال من أي قوم آخر"، فمنأعمال الشغب في الإسكندرية سنة38 وتمرد اليهود سنة116، والتوتر المتواصل بين اليهود واليونان على مسائل قديمة، فضلاً عن احتجاج السكندريون بصفة عامة على الحكم الروماني، والذي أدى سنة215 وعلى إثر زيارة الإمبراطور الروماني إلى الإسكندرية إلى قتل ما يزيد عن عشرين ألف سكندري بسبب قصيدةهجاء قيلت في الرجل، غير أن من أهم أسباب الاضطراب هو أن العالم قد شهد أحد أهم الأحداث في التاريخ وهو ميلادالديانة المسيحية، والتي تزامنت مع بداية الحكم الروماني في مصر، وحيث أن الديانة الجديدة بدأت تجذب الكثير من المصريين وتدعوهم إلى نبذالوثنية وعبادةالله، فقد بدأ عصر جديد من الاضطهاد حيث كانت روما تريد فرض عبادة الإمبراطور وكذلك العبادات الوثنية على المصريين.[32] ضربت موجةتسونامي هائلة المدينة بتاريخ21 يوليو365،[33] جرّاءزلزال وقع بالقرب من جزيرة كريت، ونجم عنها خراب ودمار كبيرين.
اكتسبتالمسيحية قوة كبيرة رغم كل النزاعات وذلك في مواجهة ديانة باقي المصريين من الوثنيين وخاصة في عهد الإمبراطورثيودوسيوس الكبير (378-395) الذي أصدر مرسوماً ببطلان العبادات الوثنية، فعقد بطريرك الإسكندرية ثيوفيلوس (385-412) عزمه على تنفيذ المرسوم الإمبراطوري بدقة وحزم وقد عاونه اتباعه وقوات الإمبراطور، فتم تدمير عدد من المعابد الوثنية وتحويل بعضها الآخر إلى كنائس مثل معبد سرابيوم المقام للإله سيرابيس وذلك سنة391 حيث شيدت على أطلاله كنيستان.[34]
رسالة النبيمحمد بن عبد الله إلى المقوقس، ملك الروم في مصر وبطريرك الإسكندرية.المسرح الروماني، أبرز المعالم الرومانية الباقية في الإسكندرية.
خضعت الإسكندرية للإمبراطورية البيزنطية بعد انقسام الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين غربي روماني وشرقي رومي بيزنطي، وفيالقرن السابع الميلادي كانتالإمبراطورية البيزنطية قد وصلت إلى حالة بالغة من الضعف، فشجع ذلكالإمبراطورية الفارسية الساسانية في الشرق على الهجوم على ممالكها واحتلال الشام ومصر، فدخل الفرس الإسكندرية ونهبوا المدينة وقتلوا الكثير من أهلها، لكن الحكم الفارسي لم يدم إلا بضع سنين حيث استطاع الإمبراطور هرقل استرداد ممالكه ورجعت الإسكندرية من جديد تابعة للإمبراطورية البيزنطية، وقد أرادهرقل تعيين بطريرك قوي في الإسكندرية يسند له الرئاسة السياسية بجانب سلطته الدينية ليكون قادر على قهر الأقباط وإرغامهم على اتباع مذهب المونوثيليتية فعين بطريركًا رومانيًا يدعى «كيرس» والمعروف عند مؤرخي العرب باسم «المقوقس»، لتحقيق هذه الغاية،[34] إلا أنه فشل في ذلك، وخلال هذا العهد كانالإسلام قد برز في شبه الجزيرة العربية واستقطب أعدادًا كبيرة من الناس، وكان النبيمحمد قد أرسل إلى حكام الدول المجاورة رسائل يدعوهم فيها إلى الإسلام، وكان المقوقس من ضمن هؤلاء الحكام.
الروم يستخدمون النار الإغريقية فيمعركة ذات الصواري التي خضعت الإسكندرية بعدها للحكم الإسلامي العربي.
بعد وفاة النبي محمد، خرج العرب المسلمون من شبه الجزيرة العربية لنشر الإسلام في أنحاء العالم المعروف، فانطلقعمرو بن العاص منالقدس إلىمصر، بعد أن شاور الخليفةعمر بن الخطاب،[35] سالكًا الطريق التي سلكها قبلهقمبيزوالإسكندر الأكبر، واصطدمت القوة العربية بالروم في مدينةالفرما مدخل مصر الشرقي، فسقطت المدينة بيد عمرو، ثم تبعتهابلبيس،[36] وكانالمقوقس عامل الروم على مصر قد تحصن بحصن إزاءجزيرة الروضة علىنهر النيل، ورابط عمرو فيعين شمس،[35] ولما وصلت الإمدادات من الخليفة عمر، تقاتل الفريقان في منتصف الطريق بين المعسكرين،[37] فانهزم المقوقس واحتمى بالحصن، ولمّا ضيّق عمرو عليه الحصار اضطر إلى القبول بدفع الجزية،[37] وتابع عمرو استيلائه على المدن المصرية ولم يبق إلا الإسكندرية عاصمة الديار المصرية وثانية حواجزالإمبراطورية البيزنطية، وكان الاسطول البيزنطي يحميها من البحر، ولكن شدّة الغارات البريّة العربية، وموت هرقل وارتقاء ابنهقسطنطين الثاني عرش الإمبراطورية وكان حديث السن، جعلت الروم يوافقون على شروط الصلح،[37] فجلت قواتهم وأسطولهم عن المدينة ودخلها المسلمين فاتحين، وأطلقوا الحرية الدينيةللأقباط وأمّنوهم على ممتلكاتهم وأرواحهم.[38]
قلعة قيتباي شيدها السلطان المملوكي "قايتباي" في نفس موقع منارة الإسكندرية.
ولكن بعد مدة قصيرة من السيطرة على المدينة قام البيزنطيون بهجوم مضاد ليستعيدوا المدينة من جديد إلا أن عمرو بن العاص استطاع هزيمتهم ودخل الإسكندرية مرة أخرى في صيف سنة 646،[39] ورحب الأقباط في الإسكندرية بقيادة البطريركبنيامين الأول بالمسلمين ترحيبًا بالغًا وبذلك فقدت الإمبراطورية البيزنطية أغنى ولاياتها إلى الأبد،[39] فقدت الإسكندرية مكانتها السياسية بعد ذلك بسبب اتخاذ عمرو بن العاص منالفسطاط عاصمة له بدلاً منها، لكنها استمرت الميناء الرئيسي لمصر وأبرز مرافئها التجارية، نشطت حركة التجارة في الإسكندرية خلالالعهد الإسلامي، كذلك تم بناء سور جديد للمدينة، ووفد إليها الكثير من العلماء من أمثالالإمام الشاطبي والحافظ السلفيوابن خلدون وغيرهم الذين أثروا الحركة العلمية للمدينة،[40] ومن المعالم التي تركتها المرحلة الأولى للفتحضريح وجامع أبو الدرداء أحدصحابة النبي محمد في منطقة العطارين والذي شارك فيفتح مصر.
تعرضت الإسكندرية لحصار عُرفبحصار الإسكندرية (1174) من جانب الأسطول الصقلي كجزء من الحملات الصليبية ضد الشرق، إلا أنه فشل فشل ذريعًا، وتعرضت كذلك لعدةزلازل قوية سنة956 ثم1303 ثم1323 أدت إلى تحطمفنار الإسكندرية ولم يبق منها سوى الأساس الحجري الذي شيدت عليهقلعة قايتباي في منتصفالقرن الخامس عشر الميلادي،[40] كما تعرضت الإسكندرية لهجمات صليبية كان أخرها في أكتوبر سنة1365 عانت فيها من أعمال قتل دون تمييز بينمسلمومسيحي ونهب وضربتالمساجد،[40] إلا أنه وفي سنة1480 قام السلطان المملوكيقايتباي ببناء حصن للمدينة لحمايتها في نفس موقع المنارة والمعروفة الآن بقلعة قايتباي،[41] حيث حظيت الإسكندرية في عهده بعناية كبيرة، وقد هيأتالدولة المملوكية وسائل الراحة لإقامة التجار الأوروبيين في مينائي الإسكندريةودمياط فبنيت دور الإقامة ووضعت تحت تصرف التجار حتى يعيشوا وفق النمط الذي اعتادوه في بلادهم،[42] وفي وقت لاحق فقدت الإسكندرية الكثير من أهميتها بعد اكتشاف طريقرأس الرجاء الصالح في سنة1498 وتحوّل طريق التجارة إلىالمحيط الأطلسي بدلاً منالبحر الأبيض المتوسط،[43] وكذلك بعد جفاف فرعنهر النيل والقناة التي كانت تمد المدينة بالمياه العذبة.
الواليمحمد علي باشا يستقبل وفدًا من السفراء الأوروبيين في قصره بالإسكندرية.
تدين الإسكندريةلمحمد علي باشا بالنهضة حيث أنه أعاد للمدينة الحياة بعدّة وسائل ففي سنة1820 تم الانتهاء من حفر قناة المحمودية لربط الإسكندريةبنهر النيل مما كان له الفضل في إنعاش اقتصاد الإسكندرية،[45] وقد صمم الميناء الغربي كي يكون هو الميناء الرسمي لمصر وتم بناء منارة حديثة عند مدخله، كذلك فإن منطقة المنشية هي بالأساس من تصميم مهندسيه، كما شيد محمد علي عند رأس التين مقره المفضل وأصبحت الإسكندرية هي مقر قناصل الدول الغربية مما جعل لها شخصية أوروبية حيث جذبت العديد منالفرنسيينواليونانيينواليهودوالشوام بسبب الانتعاشة التي حظيت بها المدينة،[45] كما أنشأ دار الصناعة البحرية في المدينة والتي يطلق عليها حالياً "ترسانة الإسكندرية"، وذلك لتلبية احتياجات الأسطول المصري على يد المهندس الفرنسيسيريزى بك.[47]
أصبحت الإسكندرية منذ تولي محمد علي الحكم وخلال المائة وخمسين سنة التالية أهم ميناء في البحر المتوسط ومركزًا مهما للتجارة الخارجية،[48] ومقرًا لسكان متعددي الأعراق واللغات والثقافات، وتحت حكم خلفاء محمد علي استمرت الإسكندرية في النمو الاقتصادي، فشهدت في عهدالخديوي إسماعيل تحديداً اهتماماً يُشابه الاهتمام الذي أولاه لتخطيط مدينةالقاهرة، فأنشأ بها الشوارع والأحياء الجديدة وتمتإنارة الأحياء والشوارع بغاز المصابيح بواسطة شركة أجنبية،[49] وأنشأت بها جهة خاصة للاعتناء بتنظيم شوارعها وللقيام بأعمال النظافة والصحة والصيانة فيها، ووضعت شبكة للصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار،[50] وتم رصف الكثير من شوارع المدينة، وقامت إحدى الشركات الأوروبية بتوصيل المياه العذبة من منطقة المحمودية إلى المدينة وتوزيعها بواسطة "وابور مياه" الإسكندرية، وأنشأت في المدينة مباني ضخمة وعمارات سكنية فخمة في عدد من الأحياء كمنطقةمحطة الرمل وكورنيش بحري.[50]
ميدان محمد علي بمنطقةالمنشية سنة1915.خريطة للمدينة من سنة 1915
تعرضت الإسكندرية خلال هذه العصر الحديث إلى الكثير من الأحداث وخاصة بعدمذبحة الإسكندرية وعند بدايةالاحتلال البريطاني لمصر، حيث قام الأسطول البريطانيبقصف الإسكندرية لمدة يومين متواصلين حتى استسلمت المدينة معلنةً بداية الاحتلال البريطاني لمصر،[51] والذي دام لسبعين عامًا،[52] وتحت الاحتلال البريطاني زاد عدد الأجانب وخاصة اليونان الذين أصبحوا يمثلون مركزًا ثقافيًا وماليًا مهم في المدينة،[53] وتحولت الإسكندريةوقناة السويس إلى مواقع إستراتيجية مهمة للقوات البريطانية،[53] تعرضت المدينة لأضرار هائلة في فترةالحرب العالمية الثانية،[54] حيث كانت تقصفها الطائرات الحربيةلدول المحور خصوصًاالإيطاليةوالألمانية ما تسبب في دمار ومقتل المئات واعتبرت الإسكندرية أكثر المدن المصرية تضرراً من تلك الحرب،[54] وبعد نهايةالحرب العالمية الثانية وقيامحركة 23 يوليو 1952 أُلغيت الملكية في مصر وغادر الملكفاروق الأول آخر ملوكالأسرة العلوية إلى المنفى،[55] وقامت الجمهورية المصرية على أنقاض المملكة بقيادةجمال عبد الناصر الذي أعلن من الإسكندرية وبالتحديد في ميدان المنشيةتأميم قناة السويس،[55] وقد قلت أعداد الجاليات الأجنبية في الإسكندرية بعد سياسة التأميم التي اتبعها عبد الناصر وكذلك بسبب الحروب التي خاضتها مصر معإسرائيل، إلا أنه ما يزال هناك جالية يونانية بسيطة في المدينة.[56][57] وفي12 سبتمبر1955 تعرضت الإسكندريةلزلزال بقوة 6.3 علىمقياس ريختر، تسبب في في مقتل 18 شخصًا وإصابة 89 شخصًا حيث انهار 40 منزلًا بالكامل و420 منزلًا بشكل جزئي، وكان للإسكندرية حضور سياسي حيث استضافتمؤتمر قمة الدول العربية 1964 والذي أقُيم في قصر المنتزه بحضور أربعة عشر زعيمًا عربيًا.
جانب من المظاهرات المطالبة بتنحي حسني مبارك في منطقةسيدي جابر.مظاهرات مطالبة بتنحي مبارك سنة 2011 عندمسجد القائد إبراهيم.
بعد بداية سنة2011 بعشرين دقيقة حدث انفجار كبير أمامكنيسة القديسين في منطقةسيدي بشر أثناء الاحتفالات بعيد الميلادللكنائس الشرقية، نجم عنه 24 قتيلًا (بينهم مسلمون) كما أصيب 97 شخصًا،[58] أحدثت هذه العملية صدمة في مصر وفي العالم كله، واتهمت وزارة الداخلية المصرية تنظيمجيش الإسلام الفلسطيني بالمسئولية عن الحادث،[59] واحتج كثير من المسيحيين في الشوارع وهتفوا بشعارات ضد نظام حكممبارك، وانضم بعض المسلمين للاحتجاجات، وحدثت اشتباكات بين الشرطة والمحتجين في الإسكندرية والقاهرة.[58]
بعد نجاحالثورة التونسية وإسقاط نظام الرئيسزين العابدين بن علي،[60] انتقلت روح الثورة إلىمصر، فخرج الآلاف من الأشخاص إلى شوارعالقاهرة والإسكندرية وغيرها من المدن المصرية مطالبين بتحسين الوضع المعيشي وخفض الأسعار وتحسين الوضع الاجتماعي للناس. وقد بدأت المظاهرات بالإسكندرية بمنطقةالمنشية والعطارين ومحطة الرمل والمنتزهوسيدي جابر. وقد تعاظم شأنها وازداد عدد المشاركين بها مع مرور الوقت، مطالبين بتنحي الرئيسحسني مبارك، أسفرت المظاهرات التي بدأت في 25 يناير عن تنحي حسني مبارك،[61] فكان من شأن ذلك تهدئة الأوضاع بعض الشيء في المدينة وتفريق المتظاهرين.
تتميز الإسكندرية بمناخ معتدل، إذ يسود بهامناخ البحر المتوسط والذي يتميزبصيفه الحار والجافوشتائه الرطب والمعتدل والممطر، يمتد فصل الشتاء في الإسكندرية عبر شهورديسمبر،يناير،وفبراير وتترواح درجة الحرارة العظمى فيه ما بين 12 و 18درجة مئوية، وتتعرض الإسكندرية خلال هذا الفصل إلى العديد من العواصف الرعدية الشديدة والبرد والأمطار الغزيرة في ظاهرة جوية يُطلق عليها "نوة"،[65] أما فصلالصيف في الإسكندرية، فيمتد عبر شهوريونيو،يوليو،وأغسطس وتترواح درجة الحرارة فيه ما بين 25 و 30 درجة مئوية،[66] ويتميز صيف الإسكندرية بالجفاف وارتفاع نسبةالرطوبة، أما فصليالربيعوالخريف فيعدّان أفضل وقت لزيارة المدينة، وفيهما لا تزيد درجة الحرارة العظمى عن 22 درجة مئوية باستثناء زمن الموجات الخماسينية التي تصل فيها الحرارة في أشهر الربيع إلى 32 درجة مئوية أحيانًا.
صورة بانورامية لمنطقة الميناء الشرقي تظهر فيه (من اليمين إلى اليسار) مناطق بحري، المنشية، محطة الرمل، الشاطبي.
ميدان الشهداء
منطقة محطة الرمل
منطقة بحري وميناء الصيادين
أبراج سكنية بمنطقة سموحة
لم يكن تخطيط مدينة الإسكندرية مختلفًا عن السابق بل كان تخطيطاً أشبه بالمدن الإغريقية القديمة، حيث كان يأخذ شكلشطرنج وهو عبارة عن شارعين رئيسيين ومتقاطعين بزاوية قائمة هما شارع «كانوبك» وشارع «سوما» وعرض كل منهما 14 متر، ومنهما تتفرع شوارع جانبية متوازية عرضها 7 أمتار،[28] وكان شارع «كانوبك» (شارع فؤاد حاليًا) يربط بوابةالقمر من الغرب وبوابةالشمس من الشرق، ويمتد شرقًا ليربط مدينةكانوب (أبو قير)، وكان يتقاطع شارع سوما (شارع النبي دانيال حاليًا) مع شارع كانوبك ويمتد من الشمال للجنوب، وتقاطعهما كان مركز مدينة الإسكندرية.[28]
اتسعت الإسكندرية فيالقرن العشرين اتساعًا كبيرًا، وتوسّع العمران بها في الاتجاهين الشرقي والغربي خاصة، بالإضافة إلى الاتجاه الجنوبي. بالنسبة للتوسع نحو الجنوب فقد امتد العمران في منطقةمحرم بك إلىترعة المحمودية ومنطقة غيط العنب، وحاليًا توسعت المدينة نحو الشرق وساعد على ذلك وجودقطار أبو قير الذي ساعد في نمو العمران إلى مناطق سيدي بشر، المندرة، والمعمورة وصولاً إلىأبو قير،[68] أما التوسع نحو الغرب فشمل مناطق المكسوالدخيلةوالكيلو 21 وصولاً إلىسيدي كرير، حتى بلغ طول الشريط الساحلي للإسكندرية حوالي 55 كم،[68] كما توسعت المدينة جنوبًا حتى وصلت إلى مناطق الكافوري والعامرية وحدود محافظة البحيرة.
تنقسم مدينة الإسكندرية حاليًا إلى تسعة أحياء إدارية هي:
حي الجمرك يضم أقسام الجمرك، والمنشية، واللبان، وميناء الإسكندرية، يتبعهم إحدى وأربعين شياخة، ويعد أقدم أحياء الإسكندرية ومن أهم مناطقهبحري،المنشية،ورأس التين.[73]
يعمل سكان الإسكندرية في القطاعات الاقتصادية المختلفة مثل التجارة، السياحة، الزراعة، الصناعة، الصيد، شركات القطاع الخاص، الوظائف الحكومية، والأعمال الحرة والحرفية، ويتحدث السكاناللغة العربيةباللهجة السكندرية،[82] حيث تأثرت اللهجة والثقافة السكندرية بوجود عدد كبير من الأجانب في المدينة لأن معظم الأجانب مثل الإيطاليين واليونانيين كانوا كانوا يفضلون البقاء بالإسكندرية لتمتعهابمناخ حوض البحر المتوسط،[83] ولعل من أبرز الكلمات الموجودة في اللهجة السكندرية كلمة "مَنَفِيسْتُو" ويُقصد بها الكتيبات الصغيرة جدًا التي يستخدمها التلاميذ وأصلها إيطالي، وكلمة "جُومَة" والمقصود بها الممحاة وأصلها كذلك إيطالي، وأيضاً كلمة "مَسْتِيكَة" والمقصود بها اللبان أو العلك، وأصلها إيطالي كذلك،[84] بالإضافة إلى ذلك فهناك العديد من أحياء المدينة يعود أصل تسميتها لأشخاص أجانب عاشوا بالإسكندرية مثل لوران، جليم، سموحة، بولكلي، كرموز، راغب، ونجت، وفلمنج،[85] كما يتحدث عدد من السكاناللهجة البدوية وهم الأفراد المنُحدرين من القبائل العربية، ويسكن أغلبهم بمناطق غرب الإسكندرية، وأيضًا العديد من الوافدين من المحافظات المصرية الأخرى والذين يتحدثون بلهجاتهم الأصلية، تعتبر الإسكندرية من أكثر المدن المصرية كثافة بالسكان نسبة إلى إجمالي مساحتها، حيث تبلغالكثافة السكانية في المدينة حوالي 1997 نسمة للكيلو متر المربع، وبلغ عدد سكان مدينة الإسكندرية في1 يوليو 2024 حوالي 5,408,311 نسمة مُقسمين كالتالي:[86]
مواطنون على أحد شواطئ الإسكندريةمتظاهرون خلال ثورة 25 يناير
تُعقد في الإسكندرية العديد من النشاطات الثقافية، السياحية، والسياسية خاصة بعد اختيارهاكعاصمة الكتاب العالمية سنة2002،وعاصمة الثقافة الإسلامية لسنة2008،[87][88] كما تُنظم المدينة العديد من المهرجانات مثلمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط،[89] مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير،[90] مهرجان الموسيقى العربية بالإسكندرية،[91] ومهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي،[92] كما تنظم مكتبة الإسكندرية العديد من المؤتمرات والفاعليات والمهرجانات في المناسبات المختلفة مثل مؤتمر مكتبة الإسكندرية السنوي للمخطوطات،[93] مهرجان الصيف الدولي،[94] ومعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب،[95] بالإضافة إلى العديد من المهرجانات الأخرى، كما تنتشر المراكز والقصور الثقافية ومراكز الإبداع والمكتبات العامة في مختلف أحياء الإسكندرية،[96] ولعل من أبرزهامكتبة الإسكندرية الجديدة،مكتبة بلدية الإسكندرية، مكتبة الطفل، قصر التذوق،مركز الحرية للإبداع، قصر ثقافة الأنفوشي، قصر ثقافة سيدي جابر، قصر ثقافة أبوقير.
يعتنق أغلب السكندريينالإسلام دينًا على منهجأهل السنة والجماعة، وقد انتشر الإسلام في المدينة انتشارًا كبيرًا بعد أن فتحهاعمرو بن العاص فيالقرن السابع حتى طغى علىالمسيحية التي كانت سائدة قبل هذا، وتتميز الإسكندرية باحتضانها للعديد من المدارس والمنشآت الدينية الإسلامية وعشرات المساجد الكبيرة الأثرية والتي تتركز أغلبها في ميدان المساجدبحي الجمرك.[97]
تقع مقابر كوم الشقافة في منطقة كرموز بحي غرب الإسكندرية، تعود إلى العصر الثاني الميلادي، وتُعتبر من أهم مقابر المدينة، وسُميت المنطقة بهذا الاسم بسبب كثره البقايا الفخارية والكسارات التي كانت تتراكم في هذا المكان،[107] عُثر على المقبرة بطريق الصدفة يوم28 سبتمبر1900، على الرغم من أن التنقيب كان قد بدأ في هذه المنطقة منذ عام1892، وترجع أهمية المقبرة نظرًا لاتساعها وكثره زخارفها وتعقيد تخطيطها، كما أنها من أوضح الأمثلة على تداخل الفنالفرعوني بالفن الروماني في المدينة وأروع نماذج العمارة الجنائزية.[107]
تقع مقابر مصطفى كامل في منطقة مصطفى كامل، ولهذا سميت بهذا الاسم، يرجع تاريخ هذه المقابر إلى أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الثاني قبل الميلاد،[108] وتحديدًا إلى العصر اليوناني والروماني، وتتكون من أربعة مقابر نُحتت جميعها في الصخر، وقد نُحتت المقبرتين الأولى والثانية تحت سطح الأرض، أما المقبرة الثالثة والرابعة فيرتفع جزء منها فوق سطح الأرض، وقد تم الكشف عن هذه المجموعة من المقابر بطريق الصدفة ما بين عامي1933و1934.[109]
تقع مقابر الأنفوشي في منطقةبحري غرب الإسكندرية، ويرجع تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد تحديدًا إلى حوالي عام 250 ق.م، أي في أواخر العصر البطلمي وأوائل عصر الرومان،[110] اكتشفت هذه المقابر سنة1901 حيث اكتشف بها مبنيان جنائزيان بكل منهما مقبرتان، ثم توالت الاكتشافات لمقبرة الأنفوشي حتى أصبح عدد مبانيها الجنائزية خمسة مباني، وهناك مبنى جنائزي سادس اختفي ولم يعد له أثر في الوقت الحالي، وتمتاز هذه المقابر بزخارف الفرسكو الجميلة، وقد زُينت في كثير منها بالمرمروالرخام.[111]
تقع مقابر الشاطبي ما بين شارعبورسعيد وطريق الكورنيش بمنطقة الشاطبي في مواجهةكلية سان مارك، تم اكتشافها عن طريق الصدفة سنة1893،[112] وتعود لنهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث قبل الميلاد، المقبرة منحوتة من الصخر، واكتشف بها الكثير من آثار العصر البطلمي ومن أهمها تماثيل التناجرا، شواهد القبور، الجرار، المنحوتات الصغيرة، العملات المعدنية، الأواني الزجاجية، والكثير من الفخار، وتعدّ هذه المقابر من أقٌدم المقابر البطلمية في الإسكندرية لوجودها خارج أسوار المدينة القديمة.[113]
يُعتبر عمود السواري من أشهر المعالم الأثرية في الإسكندرية، أقيم فوق تل باب سدرة بين منطقة مدافن المسلمين الحالية والمعروفة باسم "مدافن العمود" وبين هضبة كوم الشقافة الأثرية، ويصل طوله إلى حوالي 27 مترًا،[114] أقيم العمود تخليدًا للإمبراطوردقلديانوس فيالقرن الثالث الميلادي، وهو آخر الآثار الباقية من معبد السرابيوم الذي أقامه الإمبراطور بوستوموس جسم العمود عبارة عن قطعة واحدة، ويبلغ الارتفاع الكلي له بما فيه القاعدة حوالي 26.85 مترًا، كما يوجد تمثالان مشابهانلأبي الهول مصنوعان منالجرانيت الوردي يرجع تاريخهما إلى عصر بطليموس السادس.[115]
هو معبد أثري يوجد في منطقةكرموز، يعود تاريخ اكتشافه إلى سنة1943، أنشأ في عهدبطليموس الثالث، الجزء الأوسط من المعبد كان مخصصاً للمعبودسيرابيس، والغربي للمعبودةإيزيس، بينما خصص الجزء الشمالي للمعبود حربوقراط،[116] اتّخذ المعبد شكل مستطيل، ونظراً لأن المعبد شُيّد في الحي الوطني، فكان لا بدّ من تصميمه على النمط الفرعوني مع إضافة عناصر يونانية كنوعٍ من التوافق بين اليونانيين والمصريين، حظي المعبد بأهمية كبيرة كمكان للاستشفاء يتوافد عليه المرضى، حيث كان هناك حجرات حول المعبد لسكن هؤلاء المرضى من المتعبدين للإلهة سرابيس.
تقع قلعة قايتباي في منطقةبحري، وشيدت في الموقع القديملفنار الإسكندرية والذي تهدم سنة1307 أثر الزلزال المدمر الذي ضرب الإسكندرية، وقد بدأ السلطان الأشرف أبو النصرقايتباي بناء هذه القلعة في سنة1468 وانتهى من بنائها سنة1496،[117] وتتكون القلعة من مساحة مستطيلة مساحتها 150 م × 130 م يحيط بها البحر من ثلاث جهات، وللقلعة مدخل رئيسي بالجهة الجنوبية الغربية على هيئة برجين على شكل ثلاثة أرباع الدائرة، كما أن لها سوران يمثلان نطاقين دفاعيين فالسور الداخلي يشمل ثكنات الجند ومخازن السلاح، أما السور الخارجي للقلعة فيضم في الجهات الأربعة أبراجًا دفاعية.[118]
يقع المسرح الروماني في منطقة كوم الدكة وسط المدينة، هو أحد آثار العصر الروماني وقد تمت إقامته في بدايةالقرن الرابع الميلادي، وهو المسرح الروماني الوحيد في مصر،[119] اُكتشف هذا الموقع بالصدفة أثناء إزالة التراب للبحث عن مقبرةالإسكندر الأكبر بواسطة البعثةالبولندية سنة1960، أطلق عليه الأثريون اسم المسرح الروماني عند اكتشاف الدرجات الرخامية، وقد استغرق التنقيب عنه حوالي 30 سنة، اكتُشفت بعض قاعات للدراسة بجوار هذا المدرج في2004، مما يعني أنه يُستخدم كقاعة محاضرات كبيرة للطلاب، وفي الاحتفالات استخدمكمسرح.[120]
هو معبد صغير تم اكتشافه سنة1936 في منطقة الرأس السوداء شرق المدينة، ويعود تاريخه إلى القرن الثاني الميلادي،[121] والجزء المتبقي منه الآن ليس معبدًا بالمعني المفهوم بل هو عبارة عن هيكل صغير، ويتكون من طابقين السفلي للعبادة والعلوي للسكن، ويتكون المعبد والذي هو مقام فوق أرضية مرتفعة من سلم يؤدي إلى ردهه واجهتها بها أربعة أعمدة تؤدي إلى حجرة صغيرة مربعه الشكل، أما الجزء العلوي فيتكون من حجرتين وجدت في إحداهما بقايا الألواح الرخامية التي كانت تغطي ارضيتها، وهناك أدلة تشير إلى وجود حجرات أخرى بهذا المكان يٌعتقد أنها كانت مخازن للماكولات.[122]
يُعد الميناء الشرقي بالإسكندرية بصفة عامة من أقدم الموانئ الواقعة علىالبحر المتوسط، يشمل الميناء الشرقي مناطق الأزاريطة، الشاطبي، محطة الرمل، المنشية، وبحري، وهو أحد مواقع الآثار الغارقة بمياه البحر المتوسط،[123] وقد كانالإسكندر الأكبر يستهدف من وراء تأسيس المدينة إنشاء ميناء جديد يحتل مكانة كبيرة في عالمالتجارة بعد أن حطم ميناءصور وهو في طريقه إلىمصر، وكذلك كان ضمن أهدافه إنشاء ميناء جديد كبير يربط بين بلاد العالم القديم والميناء الشرقية.[124]
يعود تاريخ بناء سور الإسكندرية إلى عهدبطليموس الأول، حيث قام ببناء سوراً حصيناً حول المدينة، وزاد في تحصينها الرومان خلال فترة حكمهم، والسور عبارة عن سور ضخم يُقدر طوله بين عشرة إلى خمسة عشر كيلو متر، بُني السور من الأحجار المأخوذة من محاجر منطقة المكس، ويتخلل هذا السور أبراج حصينة على مسافات متقاربة وحصون و أبواب كثيرة،[125] حاليًا أجزاء السور الباقية توجد على شكل أبراج و جزء من السور وهي البرج الشرقي يقع بالطرف الجنوبي الشرقي منستاد الإسكندرية، البرج الغربي والسور الشرقي يقعان بالأطراف الغربية والشرقية من حديقة الشلالات، أما طابية النحاسين توجد بالطرف الغربي الأقصى من بقايا أسوار الإسكندرية.[126]
هو أحدمتاحف الإسكندرية، يقع فيشارع فؤاد بوسط المدينة، ويضم ما يزيد عن 1800 قطعة أثرية تمثل جميع العصور التي مرت بها المدينة من العصر الروماني وحتى العصر الحديث، المتحف هو عبارة عنقصر سابق لأحد تجار الأخشاب الأثرياء في المدينة وهو أسعد باسيلي، قام بإنشائه على طراز المعمار الإيطالي،[127] وبيع في العام1954 للقنصليةالأمريكية، واشتراهالمجلس الأعلى للآثار المصري بمبلغ 12 مليونجنيه مصري، ثم حوله إلى متحف قومي للمدينة، وقام الرئيس المصريحسني مبارك بافتتاحه في1 سبتمبر2003.[128]
أحدمتاحف الآثار بمدينة الإسكندرية، افتتحه الخديويعباس حلمي الثاني في17 أكتوبر1892، يعرض المتحف تشكيلة واسعة من الآثار التي عثر عليها في الإسكندرية وما حولها، وهي في معظمها آثار من العصرالبطلمي والعصر الروماني اللاحق له،[129] والمتحف من تصميم المهندسان ديتريش وستينون على المباني الإغريقية السائد في الإسكندرية القديمة، وتحديدًا منذ نشأة الإسكندرية من القرن الثالث قبل الميلاد إلىالقرن الثالث الميلادي، تعرض الآثار داخل المتحف في 27 صالة منفصلة، كما تعرض في المتحف مقتنيات فرعونية أحضرت من القاهرة، ومقتنيات مصرية أخرى أحضرت من الفيوم تمثللوحات مومياوات الفيوم.[130]
هو متحف يعرضمجوهراتأسرة محمد علي التي حكمت مصر في الفترة من1805 حتى1952، شُيّد القصر سنة1919 في منطقةزيزينيا، تبلغ مساحته حوالي 4185 مترًا مربعًا، وكان ملكًا للأميرة فاطمة الزهراء إحدى أميرات الأسرة المالكة،[131] وقد صُمم طبقًا لطراز المباني الأوروبية فيالقرن التاسع عشر، تحوّل القصر إلى متحف للمجوهرات الملكية عام1986، وهو يضم مجموعة كبيرة من المجوهرات والتحف الذهبية التابعة للأسرة العلوية.[132]
هو مجمع متاحفللفنون التشكيلية، بقصر محمود سعيد في منطقةجناكليس، اُفتتح فيأبريل2000، تبلغ مساحة المبانى 732 م²، بينما تبلغ مساحة الفراغات 2176 م²،[133] يضم ثلاثة ثلاثة متاحف هي متحف الفنانمحمود سعيد ومتحف الفنانينأدهم وانليوسيف وانلي وكذلك متحف الفن المصري الحديث، إلى جانب قاعتين للعروض المتغيرة، قاعة للورش الفنية وقاعة للندوات والمحاضرات،[134] ويقام بالمتحف العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية.
يقع متحف الفنون الجمية بمنطقةمحرم بك، يعتبر أول متحف بُني خصيصاً ليكون متحفًا للفنون الجميلة في مصر،[135] يضم المتحف مجموعة كبيرة من أعمال الفنانين المصريين الرواد يالإضافة إلى بعض أعمالالمدرسة الرومانسية،الباروك والروكوكو وبعض لوحاتالمستشرقين، كما يضم المتحف ابضاً بعض أعمال الحفر والطباعة، بالإضافة إلى بعضٍ من أعمال المثالمحمود مختار وبعض المثالين المصريين والأوربيين.[136]
هي أربعة متاحف توجد داخلمكتبة الإسكندرية، تضم متحف الآثار والذي يحتوي على 1133 قطعة أثرية أبرزها القطع الفنية المُكتشفة أثناء أعمال الحفر في موقع المكتبة الحالي، والآثار المرفوعة من قاع البحر المتوسط بمنطقتي الميناء الشرقي وخليج أبي قير،[137]متحف السادات والذي يعرض مقتنيات نادرة تخص الرئيس المصري الأسبقمحمد أنور السادات،[138] متحف المخطوطات، ومتحف تاريخ العلوم.
أحد أبرز المعالم الأثرية بالإسكندرية، فقد غمرت مياهالبحر الأبيض المتوسط المدينة الفرعونية والإغريقية فصارت في قاعالميناء الشرقي،[139] وينزل إليهاالغطاسون لمشاهدة الآثار الغارقة، كما خطط لبناء مسارات ذات جدران شفافة كي يشاهد السياح تلك الآثار بسهولة.
يقع في منطقةالمنتزة، تبلغ مساحة القصر حوالي 370فدان، ويضم في ساحته قصرين هماقصر السلاملك الذي بناهالخديوي عباس حلمي الثاني سنة1892،[140] ليكون استراحة له، وحاليًا يُستخدم كفندق،وقصر الحرملك (في الصورة) بناه الملكفؤاد الأول سنة1925،[141] ليكون مقر الإقامة الصيفية للأسرة الملكية، وحاليًا يُستخدم كأحد القصور الرئاسية المصرية، يضم القصر مساحات كبيرة من الحدائق بها ثلاثة فنادق، مطاعم، مركز سياحي، ملاعب، شاليهات، بحيرات، وخمسة شواطئ.[142]
يقع في منطقةرأس التين، يُعد أقدم القصور الموجودة بالإسكندرية، حيث بُني في عهدمحمد علي باشا في في الفترة بين1834و1847،[143] وأُعيد بناء القصر في عهد الملكفؤاد الأول سنة1909 على طراز يتمشى مع روح العصر الحديث على يد المهندس الايطالى فيروتشى، وتبلغ مساحته 22فدان،[144] وشهد هذا القصر نهاية حكمالأسرة العلوية عندما غادرالملك فاروق مصر وتوجه إلى منفاهبإيطاليا على ظهر اليخت الملكي المحروسة،[145] وهو حاليًا من ضمن القصور الرئاسية في مصر.
يقع في منطقةسموحة، أنشأ في عهدمحمد علي باشا، والقصر مُحاط بحدائق موجودة منذ العصر البطلمي على مساحة 50 فدان،[146] ثم قامالخديوي إسماعيل سنة1860 بإعادة إنشاء الحدائق المحيطة بالقصر كنموذج مصغر من حدائق قصر فرساي بباريس، توجد بالحديقة مجموعة مميزة من التماثيل الرخامية النادرة لشخصيات أسطورية وتاريخية، كما شهد هذا القصر توقيعالمعاهدة البريطانية المصرية 1936 بين الحكومة المصرية والحكومةالبريطانية للانسحاب من مصر إلى منطقةقناة السويس.[147]
يقع في منطقةزيزينيا، أنشأ سنة1887 على يد الكونت اليوناني "زيزينيا" والذي كان يعمل بتجارة القطن بجانب كونه قنصل بلجيكا بمصر،[150] ثم تحول القصر إلى فندق عقب وفاة الكونت، وظل كذلك حتى سنة1927 عندما قرر الأميرمحمد علي توفيق شراءه وأعاد بنائه ليتحول إلى قصرًا ملكيًا، وأطلق عليه اسم "قصر الصفا"، وحاليًا يُستخدم كأحد القصور الرئاسية المصرية.[151]
يقع في منطقةجليم، وأنشأ سنة1923 لصالح عزيزة فهمي ابنة كبير المهندسين في القصر الملكي المصري علي باشا فهمي،[152] وتبلغ مساحة المبنى حوالي مساحة 15 ألف متر مربع، وإجمالي مساحة القصر حوالي 3.5 فدان، القصر من تصميم المهندس الإيطالي أنطونيو جراناتو، وذلك خلال فترة إنشاء كورنيش الإسكندرية.[153]
تضم الإسكندرية الكثير من المسارح مثلدار أوبرا الإسكندرية "مسرح سيد درويش"،[195] والذي يُعد مسرح الاحتفالات الرئيسي الرسمي بالمدينة، مسرحالليسيه، مسرح لونا بارك، مسرحبيرم التونسي، مسرح محمد عبد الوهاب، ومسرح عبد المنعم جابر.
وتضم المدينة كذلك العديد دور السينما المنتشرة في مختلف أحيائها مثل سينما ريالتو، سينما ريو، سينما أمير، سينما مترو، سينما رينسانس، سينما فريال، سينما راديو، سينما ستراند، سينما جرين بلازا، فوكس سينما، وسينما سان ستيفانو.
تضم الإسكندرية العديد من الشواطئ المنتشرة في كافة أحياء المدينة وتنقسم إلى عدة أنواع، شواطئ سياحية وهي المندرة، البوريفاج، وستانلي،[196] وشواطئ مميزة وهي المندرة 2، العصافرة شرق، ميامي غرب، سيدى بشر 1، سيدى بشر 2، أبو هيف، السرايا، السلسلة، رأس التين، بحري، بليس، البيطاش 1، البيطاش 2، الهانوفيل، وأبو تلات،[196] وشواطئ الخدمة لمن يطلبها وهي أبو قير، العصافرة غرب، ميامي شرق، سيدى بشر، أبو هيف 1، أبو هيف 2، مظلوم، أنفوشي شرق، أنفوشي غرب، الدخيلة شرق، الدخيلة غرب، شهر العسل، هدير، تقسيم الملاح، السلام، دلتا الهانوفيل، أبو يوسف، فاميلي بيتش،النخيل، الصفا، شرق أبو تلات، غرب أبو تلات،[196] وشواطئ مجانية هي المندرة 3، جليم، المكس، بليس، والهانوفيل.[196]
تٌعدترام الإسكندرية أقدم خطوط ترام أنشأت فيأفريقياومنطقة الشرق الأوسط حيث تم إنشائها في عهدمحمد سعيد باشا سنة1860،[203] وتُعد إحدى مواصلات النقل العام بالمدينة، وتُدار من خلالالهيئة العامة لنقل الركاب بمحافظة الإسكندرية، وهي تنقسم إلى نوعين:ترام الرمل أو الترام الأزرق وتتكون من ثلاثة عربات كل منها منفصلة عن الأخرى، وتعمل بالكهرباء، وتربط شرق المدينة (محطة فيكتوريا) بغربها (محطة الرمل) وتمر على 37 محطة في أحياء المنتزة، شرق، ووسط المدينة،[204] وترام المدينة أو الترام الأصفر وتتكون من عربتان وهي نوعان: النوع الأول أن تكون العربتان متصلتان ببعضهما البعض، والنوع الثاني تكون كل عربة منفصلة عن الأخرى، وتعمل أيضًابالكهرباء، وتربط مناطق أحياء شرق ووسط المدينة وتمر على 50 محطة،[205] وفي2021 دخلت الخدمة عدد 15 ترام من تصنيع شركة "تاترا - يوج"الأوكرانية مكونة من عربتان باللون الأصفر سعة 140 راكب، وتعمل حاليًا على خطوط ترام الرمل وترام المدينة.[206]
تضم الإسكندرية كذلك شبكة خطوط نقل عامبالحافلات تشغلها الهيئة العامة لنقل الركاب بمحافظة الإسكندرية بالإضافة إلى شركات خاصة أخرى، وبلغ عدد خطوط الحافلات التابعة للهيئة العامة لنقل الركاب بالمحافظة فييوليو2023 عدد 103 خط،[211] ويعمل بها مختلف أنواع الحافلات المتوسطة، الكبيرة، العادية، والمكيفة، وتنقسم إلى أربعة مناطق هي خطوط سيارات محرم بك بعدد ستة عشر خط، خطوط سيارات وسط بعدد عشرين خط، خطوط سيارات شرق بعدد تسعة وعشرون خط، وخطوط سيارات غرب بعدد ثمانية وثلاثون خطًا، بالإضافة إلى خطوطالميكروباصوسيارات الأجرة المميزة باللونين الأصفر والأسود، كما يوجد بالإسكندريةموقف حافلات رئيسي يضم كافة وسائل النقل التي تربط مع المدن والمحافظات المجاورة وهوموقف محرم بك.
المطارات والموانئ
مبنى الركاب 2 بمطار الإسكندرية الدولي
يخدم مدينة الإسكندريةمطار الإسكندرية الدولي وهومطار دولي يبعد عن وسط المدينةحوالي 49 كم في الاتجاه الجنوبي الغربي، وقد أنشأ كبديل عنمطار النزهة الذي تم إغلاقه، تبلغ مساحة أرض المطار حوالي 8520فدان،[212] تم افتتاحه أمام حركة الطيران المدني سنة2003، وتم افتتاح مبنى الركاب رقم 1 في أكتوبر2010، وكذلك افتتاح مبنى ركاب رقم 2 بسعة أربعة ملايين راكب سنويًا في فبراير2025،[213]
تضم الإسكندرية العديد من الموانئ البحرية هيميناء الإسكندرية، والذي يُعد الميناء الرئيسي في مصر، إذ يتم تداول حوالي 60٪ من تجارة مصر الخارجية من خلال الميناء،[214] وتبلغ مساحته ما يقرب من 22.8 كم²،ميناء الدخيلة،ميناء أبو قير،[215]ميناء سيدي كرير المُتخصص في شحن وتفريعناقلات النفط، ومشروع إنشاءميناء المكس الجديد والذي من المُفترض بعد الانتهاء منه أن يُشكل بعد ضمه مع مينائي الإسكندرية والدخيلة "ميناء الإسكندرية الكبير".[216][217]
منذ نشأة الإسكندرية اعتمد سكانها على الحصول على مياه الشرب من خلال القنوات المتفرعة من الفرع الكانوبي لنهر النيل (فرع رشيد حاليًا)،[218] ثم يتم تخزين هذه المياه في فترات الفيضان داخلصهاريج موزعة على عدة أماكن في المدينة لاستخدامها باقي العام، وخلال القرن 19 تم حصر عدد صهاريج المياه المستخدمة في الإسكندرية وبلغ عددها 119 صهريج،[218] لم يتبقى منهم حاليًا سوى خمسة صهاريج هيصهريج ابن النبيه،[219] ابن بطوطة،[220] الباب الأخضر،[221] دار إسماعيل، والمباهما،[222] ولم تعرف المدينة نظاممعالجة مياه الشرب وضخهابالأنابيب سوى سنة1860 عندما تأسست شركتان للعمل في هذا المجال هما شركة ترشيح مياه الرمل وهي شركة متعددة الجنسيات،[223] والشركة المدنية وهي شركة فرنسية تحولت فيما بعد إلى شركة إنجليزية ذات مسئولية محدودة تحت اسم "شركة مياه الإسكندرية المحدودة"، وحصلت على حق امتياز توصيل المياه بالأنابيب داخل الإسكندرية فيمارس1879، وظلت تعمل في ظل الإدارة الإنجليزية حتى تحولت إلى شركة مساهمة مصرية فييونيو1958،[224] وفييوليو1961 صدر قانون 117 لعام 1961 بتأميم الشركة وتحويل أسهمها إلى سندات حكومية وتحولت إلى إحدى الجهات التابعة لمحافظة الإسكندرية.
محطة رفع مياه تابعة لمحطة مريوط 2
بلغ طولشبكات توزيع المياه بمدينة الإسكندرية في2022 حوالي 9280 كم، بنسبة تغطية 99.7% من مناطق المدينة،[225] وتتغذى الإسكندريةبمياه الشرب من خلال أربعة مصادر تنقل مياهنهر النيل إلى المدينة وهيترعة المحمودية، ترعة مياه الشرب، ترعة النوبارية، وترعة النصر، ثم يتم ضخ هذه المياه إلى تسعة محطاتمعالجة مياه، موزعة على أنحاء المدينة تتبعشركة مياه الشرب بالإسكندرية هي محطة السيوف بطاقة 840 ألف متر مكعب يومياً ويتبعها تسعةمحطات رفع، محطة مريوط 2 بطاقة 636 ألف متر مكعب يومياً، ويتبعها خمسة محطات رفع، محطة مريوط 1 بطاقة 510 ألف متر مكعب يومياً، ويتبعها أربعة عشر محطة رفع، محطة شرقي بطاقة 510 ألف متر مكعب يومياً، ويتبعها محطتي رفع، محطة المنشية 1 بطاقة 380 ألف متر مكعب يومياً ويتبعها ستة محطات رفع، محطة المنشية 2 بطاقة 240 ألف متر مكعب يومياً، محطة المعمورة بطاقة 240 ألف متر مكعب يومياً، ويتبعها محطة رفع واحدة، محطة النزهة بطاقة 200 ألف متر مكعب يومياً، ويتبعها ثلاثة محطات رفع، ومحطة فرن الجراية بطاقة 50 ألف متر مكعب يومياً، ويتبعها ثلاثة محطات رفع.[226]
الصرف الصحي
بلغ طولشبكة مياه الصرف الصحي بالإسكندرية في2022 حوالي 6983 كم، بنسبة تغطية 89.8% من مناطق المدينة،[225] ويعمل نظامالصرف الصحي في مدينة الإسكندرية من خلال عدةمحطات معالجة الصرف الصحي تتبعشركة الصرف الصحي بالإسكندرية، أهمها محطة معالجة التنقية الشرقية: وتُعد أكبر محطة معالجة صرف صحي بالمدينة، بطاقة استيعابية 800 ألف متر مكعب يوميًا،[227] وتصل طاقتها في حالات الطوارئ إلى 1.2 مليون متر مكعب يومياً، فهي تستقبل وتعالج وحدها ما يقرب من 40% من مياه الصرف الصحي بالمدينة،[227] محطة معالجة الصرف الصحي بالعجمي بطاقة استيعابية 220 ألف متر مكعب يوميًا،[228] محطة معالجة الصرف الصحي بالمعمورة، ومحطة معالجة الصرف الصحي بالعامرية بطاقة استيعابية 100 ألف متر مكعب يوميًا.[229]
تُعد الإسكندرية ثاني مدينة مصرية يتم توصيل الكهرباء إليها بعد العاصمة القاهرة وذلك من خلال شركة ليبون الفرنسية، وأقيمت أول وحدة توليد كهرباء بخارية في الإسكندرية بمنطقة كرموز سنة1895،[230] كان المحامي الفرنسي مانولدي الذي يقطن في شارعصلاح سالم هو أول مشترك يصله التيار الكهرباء وذلك في11 مايو1895، وتوالى بعد ذلك دخول الكهرباء إلى المنازل، البنوك، الجمعيات، والقنصليات الموجودة بالمدينة، وكانت طريقة الحساب على استهلاك الكهرباء تم بناءً على عدد المصابيح الموجودة لدى المشتركين إلى أن تم تركيب عدادات الكهرباء.[230]
تتغذى مدينة الإسكندرية منالكهرباء من خلال شركةالإسكندرية لتوزيع الكهرباء،[231] وتضم الإسكندرية خمسةمحطات توليد كهرباء ويتبعها عدد من محطات المحولات المنتشرة في أحياء المدينة هي محطة كهرباء كرموز الغازية بقدرة تصميمية 23.5ميجاواط، محطة كهرباء السيوف الغازية بقدرة تصميمية 33 ميجاواط، محطة كهرباء أبوقير الغازية بقدرة تصميمية 2550 ميجاواط،[232] محطة كهرباء أبوقير البخارية بقدرة تصميمية 935 ميجاواط.[233] ومحطة كهرباء سيدي كرير البخارية بقدرة تصميمية 640 ميجاواط.[234]
تلعب السياحة دور كبير في اقتصاد مدينة الإسكندرية، لامتلاكها العديد من المقومات السياحية أهمها المناخ المعتدل، الشواطئ، المناطق الأثرية، الأماكن الترفيهية،[235] وفي سنة2018 بلغ عدد المنشآت الفندقية في المدينة 40فندق بمختلفتقييماته،[236] وتحظى الإسكندرية بنسبة عالية بالنسبة للسياحة الداخلية، إلا أنها في المقابل تحظى بنسبة صغيرة بالنسبة للسياحة الدولية، إذ بلغ عدد السائحين غير المصريين الذين قاموا بزيارة المدينة سنة2006 حوالي 534235 سائح بنسبة 2% من إجمالي الحركة السياحية الوافدة إلى مصر،[237] وتستحوذ برامج السياحة الثقافية والأثرية على نسبة تقارب 88.6% من إجمالي البرامج السياحية بالمدينة، فيما تستحوذ البرامج السياحية الأخرى على نسبة 11.4% المتبقية.[237]
بلغت المساحة المزروعة بمدينة الإسكندرية سنة2002 حوالي 87403فدان، مُقسمة إلى 10494 فدان بمناطق قرى أبيس والمعمورة، 12856 فدان بمناطق خورشيد والزوايدة، و64053 فدان بمنطقة العامرية،[251] ويعتمدنظام الري في الإسكندرية علىالغمر من مياهترعة المحمودية، ترعة النوبارية، ترعة بهيج، وترعة مريوط، مشروعات المياه الجديدة، ومياه الأمطار، ويُعدالقمح،القطن،الذرة،الشعير،والأرز من أهم المحاصيل التي يتم زراعتها بالإسكندرية،[251] بخلاف الأراضي الموجودة غرب المدينة التي يكثر بها زراعة أشجارالتينوالزيتون،[252] الأراضي الموجودة شرق المدينة التي يكثر بها زراعة أشجارالبرتقالوالجوافة،[253] والأراضي الموجودة جنوب المدينة التي يكثر بها زراعةالنخيل.
قُدّر إجمالي إنتاج المدينة من الثروة السمكية سنة2001 بحوالي 11627 طنًا،[251] ويتم الصيد في مياه البحر الأبيض المتوسط، ومياهبحيرة مريوط البالغ مساحتها حوالي 14 ألف فدان، ويعمل بها سنة2020 ما يقرب من عشرة الآف صياد، وتُنتج حوالي 20 ألف طن أسماك سنويًا أغلبه من سمكالبلطي،[254] تُمثل حوالي 4.7% من إجمالي إنتاج الأسماك بالحيرات المصرية،[255] أما بالنسبة للثروة الحيوانية فبلغت عدد رؤوسالماشية بأنواعها سنة2002 حوالي 117767 رأس، مُقسمة إلى 22618 رأس بمناطق أبيس والمعمورة، 23666 راس بمناطق خورشيد والزوايدة، و71483 بمنطقة العامرية،[251] وتضم المدينة في2020 عدد 20وحدة بيطرية وأربعة مجازر.
^"مكتبة الإسكندرية". البوابة الإلكترونية لمحافظة الإسكندرية. مؤرشف من الأصل في 2023-11-02. اطلع عليه بتاريخ2023-11-02.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^The Arab Invasion of Egypt And the Last 30 Years of the Roman Dominion, Alfred Butler, The American Historical Review (1903), Vol. 9, No. 1, pp. 135-137
^"Population of capital cities and cities of 100,000 and more inhabitants".1995 Demographic Yearbook. New York. 1997. ص. 262–321. مؤرشف منالأصل في 2018-08-23.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
^حنان محمود القاضي؛ أحمد محمد سلام (2021).التحديات التي تواجه صائدي الأسماک ببحيرة مريوط. الجيزة - مصر: قسم الإرشاد الزراعي - مرکز بحوث الصحراء. ص. 2-3.