الاغتيال مصطلح يستعمل لوصف عمليةقتل منظمة ومتعمدة تستهدف شخصية مهمة ذات تأثيرفكري أوسياسي أوعسكري أو قيادي أو ديني ويكون مرتكز عملية الاغتيال عادة أسبابعقائدية أو سياسية أواقتصادية أوانتقامية تستهدف شخصاً معيناً يعتبره منظمو عملية الاغتيال عائقاً لهم في طريق انتشار أوسع لأفكارهم أو أهدافهم.
يتراوح حجم الجهة المنظمة لعملية الاغتيال من شخص واحد فقط إلى مؤسسات عملاقةوحكومات، ولايوجد إجماع على استعمال مصطلح الاغتيال فالذي يعتبره المتعاطفون مع الضحية عملية اغتيال قد يعتبره الجهة المنظمة لها عملاً بطولياً، ومما يزيد في محاولة وضع تعريف دقيق لعملية الاغتيال تعقيداً هو أن بعض عمليات الاغتيال قد يكون أسبابها ودوافعها اضطراباتنفسية للشخص القائم بمحاولة الاغتيال وليس سبباً عقائدياً أو سياسياً وأحسن مثال لهذا النوع هو اغتيالجون لينون على يدمارك ديفيد تشابمان في21 يناير1981[1] ومحاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابقرونالد ريغان على يدجون هنكلي جونيور في30 مارس1981 الذي صرح فيما بعد أنه قام بالعملية إعجابا منهبالممثلةجودي فوستر ومحاولة منه لجذب انتباهها.[2]
يستعمل مصطلح الاغتيال في بعض الأحيان في إطارأدبي لوصف حالة من الظلم والقهر وليس القتل الفعلي، كاستعمال تعبير «اغتيالالفكر» أو «اغتيال قضية» أو «اغتيالوطن» أو «اغتيالالبراءة» وغيرها من التعابير المجازية.
الكلمةالإنجليزية لمصطلح الاغتيال (بالإنجليزية:Assassination) مشتقة منجماعة الدعوة الجديدة أو ما ذاع صيتهمبالحشاشين (بالإنجليزية:Hashshashin) الذين كانوا طائفةإسماعيلةنزارية نشيطة استمرت قائمة من القرن الثامن إلى القرن الرابع عشر وهناك الكثير من الجدل حول هذه المجموعة، فاستناداً إلى بعض المصادر فإن الرحالةالإيطاليماركو بولو (1254 - 1324) هو أول من أطلق تسمية الحشاشين على هذه المجموعة عند زيارته لمعقلهم المشهوربقلعة ألموت (بالإنجليزية:Alamut) التي تبعد 100 كلم عنطهران.[3] وذكر إن هذه الجماعة كانوا يقومونبعمليات انتحارية واغتيالات تحت تأثير تعاطيهمالحشيش بينما يرى البعض أن في هذه القصة تلفيقاً وسوءترجمة لاسم زعيم القلعةحسن بن صباح الملقب بشيخ الجبل،[4] بغض النظر عن هذه التناقضات التاريخية فإن هذه المجموعة قامت بعمليات اغتيال في غاية التنظيم والدقة ضدالصليبيينوالعباسيينوالسلاجقة،[5] واستمروا على هذا المنوال حتى قضى عليهمالمغول. يعود أقدم استخدام أدبي لكلمة اغتيالبالإنجليزيةAssassination إلى سنة1605، عندما ظهرت فيمسرحية مكبثلويليام شيكسبير.[6][7]
بالنسبة للكتب الدينية المقدسة فإن الاغتيال عملية قديمة قدم خلق الإنسانية ويورد البعض مثال قتلقابيللهابيل (أبناءآدم) كأول عملية اغتيال بالإضافة إلى 7 اغتيالات مذكورة فيالعهد القديم ومنها على سبيل المثال:
اغتيال ملكمؤاب (منطقة قديمة شرقعمان) الذي كان ملكاً علىالعماليقوالآمونييين وكان على عداء معبني إسرائيل وتم اغتياله على يد الزعيمالروحي اليهودي أيهود حيث قام بطعن الملك بخنجر ذو حدين متظاهراً إنه يقدم الهدايا والطاعة لملك مؤاب.[8]
اغتيال أبنير ابن عمشائوول أول ملوك بني إسرائيل على يد يؤاب ابن عم الملكداوود ثاني ملوك بني إسرائيل كانتقام من يؤاب من أبنير لقتله أخاه.[9]
اغتيال آمنون الابن الأكبر للملك داوود على يد الابن الأصغرعبشلوم حيث كانوا أشقاء من والدتين مختلفتين وقام عبشلوم بالاغتيال انتقاما من اغتصاب أخته تمر على يد أمنون.[10]
بعيدا عن العهد القديم فيالكتاب المقدس كانت مملكةاليهود فيفلسطين والتي كانت تعرف بيهودا كانت تتمتع بنوع من الاستقلالية تحت حماية الإمبرطورية الفارسية ولكن هذه الحالة الشبه مستقلة انتهت في عام 63 قبل الميلاد عندما اجتاحت الجيوشالرومانية فلسطين وأصبحت مملكة يهودا تحت الحكم المباشر للرومان الذين قاموا بتنصيب القائد العسكري الرومانيهيرودس ملكاً عليها عام 37 قبل الميلاد والذي قام بفرضضرائب باهظة علي اليهود وأدت هذه التغيرات السياسية إلى ظهور مجموعةالزيلوت (بالإنجليزية:Zealot) الثوريين الرافضين للتبعية الرومانية والرافضين لدفع الضرائب ودعا الزيلوت إلىالثورة المسلحة وتحرير يهودا نهائياً من الحكم الروماني، ومن بين الزيلوت ظهر مجموعة تقوم بعمليات الاغتيال المنظمة وكانوا يعرفون باسمالسيكاري (بالإنجليزية:Sicari) أي حملةالخناجر الذين كانوا يطعنون الرومانيين بالخناجر.[11]
هناك العديد من عمليات الاغتيال السياسية التي تمت في القرون التي سبقت مولدالمسيح وخاصة أثناء حكم الأسر والممالك المتصارعة فيالصين وهناك حالة موثقة تاريخيا في القرن الثالث قبل الميلاد عندما تمكنتأسرة تشين من ضم الممالك الصينية المجاورة لهم وهذا المد العسكري لهذه الأسرة أوقع خيفة في قلب أمير أسرة يان الذي قام بإرسال شخص اسمه «جنك كي» لاغتيال حاكم أسرة تشين الإمبراطور «شي هوانغ» ولكن عملية الاغتيال كانت فاشلة.[12]
الاغتيالات في العصور الفرعونية ومن اشهرها اغتيال الأمير الفرعونيتوت عنخ آمون ومن قبله اغتيال الملكأخناتون ويعتقد أن كهنة المعابد الفرعونية لهم يد في ذلك بسبب توجهه إلى تغيير الالهة إلى الإله الواحد آتون.
ومن عمليات الاغتيال المشهورة في فترة قبل الميلاد هو عملية اغتيالفيليبوس الثاني المقدوني (382 - 336 قبل الميلاد) المثيرة للجدل على يد أحد أفراد طاقم حمايته وهناك جدل حول المسؤولية التاريخية عن الاغتيال فالبعض يعتقد أن الاغتيال كان من تدبير زوجتهأوليمبياس التي كانت أميرة لمنطقةالبلقان بينما يتهم البعض الآخر ابنهالإسكندر الأكبر، ويذهب البعض الآخر إلى إلقاء اللوم على الملك الفارسيداريوش الثالث.[13] كانت الاغتيالات الوسيلة الشائعة لتصفية الخصوم السياسيين أثناء تحولجمهورية روما إلىالإمبراطورية الرومانية ومنها على سبيل المثال تصفيةيوليوس قيصر في سنة 44 قبل الميلاد الذي كان بداية سقوط الجمهورية وبداية انشقاق طبقي بين المتعاطفين مع قيصر من الطبقة الكادحة والوسطى ضد الطبقةالأرستقراطية التي يعتبرها البعض منظم عملية الاغتيال.[14]
عندما أصبحقسطنطين الأول (272 - 337) المعتنقللمسيحية إمبراطورروما بدون منازع في عام 323 أصبحت المسيحية ديانة مسموحة بها حسب الاتفاق الذي تم التوصل إليه فيمرسوم ميلانو الذي نص على حيادية الإمبراطورية الرومانية تجاه العقائد الدينية منهيا بذلك عقوداً من الاضطهاد الديني.[15] وبعد وفاة قسطنطين الأول تقاسم السلطة 2 من أبنائه،قسطنطين الثاني (317 - 361)ويوليوس قونسطان (320 - 350) وبعد مقتل الثاني أصبحقسطنطين الثاني حاكم مطلق وكان أكثر تشدد من والده حول الحريات الدينية فقام بإصدار مراسيم بإغلاق كل المعابدالوثنية ومعاقبة كل من يقوم بطقس وثني، قام عامة الشعب باستغلال هذا المرسوم وبدأت عمليات نهب وسلب وتخريب واسعة النطاقللمعابد الوثنية وتلى هذا التخريب استهداف شبه منظم للزعامات الدينية الوثنية. من عمليات الاغتيال المثيرة للجدل إلى العصر الحالي هو قيام مجموعة من المتطرفين باغتيال عالمةالرياضياتوالفيلسوفة والمعلمةالغنوصيةهيباتيا وكان عملية الاغتيال بتوجيه من بطريركالإسكندريةكيرلس الأول (376 - 444).[16]
وعند ظهورالإسلام وانتشار الرسالة الإسلامية حدثت مجموعة من الاغتيالات المثيرة للجدل منها:
اغتيال الشاعر اليهوديكعب بن الأشرف على يدمحمد بن مسلمة وبتعاون أبو نائلة الأخ الرضاعي لكعب بن الأشرف وكان الاغتيال بتوجيه منالرسول محمد نتيجة لتحريض ابن الأشرفلقريش على الثأر لهزيمةغزوة بدر وإنشاده أشعاراً يبكي فيها قتلى قريش وقصائد أخرى شبب فيها بنساءالمسلمين.[17][18]
وبالإضافة إلى لينكون تم اغتيال 3 رؤساءأمريكيين آخرين وأولهم كان الرئيس العشرونجيمس غارفيلد في2 يوليو1881 بعد إطلاقتشارلز غيتو رصاصتين عليه ولم يتم العثور أبداً على الرصاصة الثانية رغم محاولاتألكسندر غراهام بيل استعمال جهازه المتواضع لكشفالمعادن لمعرفة مكان استقرارالطلقة في جسم غارفيلد وبقاء الطلقة الثانية بجسمه أودت بحياته بعد 80 يوما من محاولة الاغتيال نتيجةلتسمم الدم وتوفي غارفيلد في19 سبتمبر1881م وكان سبب الاغتيال هو رفضغارفيلد تعيين غوتو كقنصل للولايات المتحدة فيباريس.
كما تم اغتيال الرئيس الأمريكي الخامس والعشرونويليام مكينلي في6 سبتمبر1901 على يداللاسلطويليون زولغوس فينيويورك أثناء مشاهدته لعرض بعض الاختراعات الجديدة. ومن مفارقات القدر ان أحد الأجهزة الذي كان يطلع عليها هو جهازالأشعة السينية الذي لم يفكر أحد باستعماله لمعرفة موضع استقرار الطلقة وماتمكينلي متأثراً بجراحه بعد 8 أيام في14 سبتمبر1901، أما زولغوس فقد تمإعدامه بالكرسي الكهربائي وكانت آخر كلماته «لقد قتلته لأنه كان عدواً للبسطاء الكادحين ولا اشعر بالأسف لقتله».[26] أما الرئيس الأخير الذي تم اغتياله فهوجون كينيدي حيث تم إطلاق النار عليه في يوم الجمعة22 نوفمبر1963 في الساعة 13:30 أثناء زيارة لمدينةدالاس، وبعد 10 ساعات أي في الساعة 23:30 تم اتهاملي هارفي اوزوالد باغتيالكينيدي وبعد أقل من يومين من توجيه التهمة له أطلقجاك روبي النار عليه في مركزالشرطة ونشأت بعدها الكثير مننظريات المؤامرة حول اغتياله ومزاعم بتورطوكالة المخابرات المركزيةوالمافيا والمخابرات السوفيتيةوفيدل كاسترو ونائب الرئيسليندون جونسون ولكن لم يتم لحد الآن إثبات أي من هذه النظريات.[27]،[28]
بسبب الاختلافات الفكرية العميقة بين الأطراف المتصارعة فيالحرب الباردة شهدت الحقبة التي أعقبتالحرب العالمية الثانية تطور نوعي وكمي في الاغتيالاتالسياسية. ومن أبرز محاولات الاغتيال في هذه الفترة هي التي نجى منهافيدل كاسترو بأعجوبة عدة مرات وكانت كل هذه المحاولات مخططة لها من قبلوكالة المخابرات المركزية وبالتعاون مع معارضينكوبيين وكان إحدى الوسائل التي أستعملت هي استعملسيجار تم حقنه بسموم قاتلة،[31] وهناك مزاعم أخرى في ضلوع الوكالة في محاولات لاغتيال القائد الثوريتشي جيفارا والرئيسالتشيلي السابقسلفادور أليندي الذي تشير مصادر أخرى إنه مات منتحراً.[32] قام الرئيس الأمريكيجيرالد فورد في عام 1976 بإصدار قانون يمنع ضلوع الحكومة الأمريكية بكل قنواتها في عمليات الاغتيال.[33]
وعلى الرغم من انتهاءالحرب الباردة وبالرغم من إصدارجيرالد فورد القرار رقم 12333 القاضي بمنع الاغتيالات إلا أن هناك مؤشرات على استمرار تجنيد وتدريب منفذي الاغتيالات فيالولايات المتحدةوروسيا. ففي مدينة كولومبيا الواقعة في ولايةجورجيا يوجدمؤسسة العالم الغربي الأمنية (بالإنجليزية:Western Hemisphere Institute for Security Cooperation) وهي مؤسسة تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية ومهمتها تدريب الهيئات الأمنية والعسكرية لدولأمريكا الجنوبية[35] ويتخرج حوالي 1000 طالب سنوياً من هذه المؤسسة وهناك الكثير من الجدل حول الأغراض الحقيقية لهذه المؤسسة ففي عام 1999 اعترضالكونغرس الأمريكي على استعمال المؤسسة كتاب منهجي عن طرقالتعذيب في المنهج الدراسي للمعهد[36] وقيام هذه المؤسسة بتدريب جهاز الأمن في دول هي على اللائحة العالمية لإساءتها لحقوق الإنسان، ويسمى هذه المؤسسة من قبل المعارضينبمدرسة الاغتيالات.[37] ونفس الاتهام موجه إلىروسيا على استمرارها على تكتيكات المخابرات السوفيتية السابقة فيما يخص الاغتيالات وخاصة فيالشيشان.
إن عدد الحكام الآسيوييين من رؤساء وأباطرة وملوك وسلاطين الذين تمّ اغتيالهم عبر العصور أكثر من أن يُحصى، وخصوصا الحكام القدماء، خصوصا وأن معظمهم قد يكون قتل بسبب رغبة أخرى ن في الحلول مكانهم، فقد اغتيل إمبراطوراليابان الثاني والثلاثينسوشون (587م-592م) نتيجة تدبير للهيمنة على السلطة من قبل اسرة سوجا[41]، وكذلك اغتيل شاهإيران،نادر شاه في 2يونيو1747 ويعتقد أنه كان لقائده العسكريأحمد شاه الدراني يدا في الاغتيال.[42] وفيلبنان اغتيل الأميرفخر الدين الأول،أميرالشوف، من قبلواليدمشقالعثماني عام1544 بناءً على تحريض من خصومه في الحزب اليمني الذين قالوا أنه يناوئ سياسةالدولة العثمانية، وكذلك قُتل الأميربشير الأول فيصفد عام1706، ويُقال أن أقارب الأمير حيدر، الذي كان بشير وصيّا عليه، دسّوا لهالسم رغبة منهم أن يتولى الأمير الأصيل مركز الإمارة بعد بلوغه سن الرشد.[43] وفي أفغانستان اغتيلمحمد نادر شاه (1880 -1933) ملك البلاد، في8 نوفمبر1933 في كابول على يد شاب صغير كانت لعائلته عداوات قديمة مع الملك.
ومن الرؤساء الآسيويين الذي تم اغتيالهم في القرن العشرين:مجيب الرحمن رئيسبنغلاديش في15 أغسطس1975 في انقلاب عسكري،محمد داوود خان (1909 -1978) رئيس أفغانستان في28 أبريل1978 فيكابل في الانقلاب الماركسي الذي قاده الحزب الديمقراطي لخلق أفغانستان،محمد ضياء الحق رئيس جمهورية پاكستان الإسلامية في17 أغسطس1988 في انفجار طائرته العسكرية بعد إقلاعها من مطار بهاولبور متجهة إلى مطار روالپندي، وغيرهم.
ترجعفكرة اغتيال قائد عسكري أو الاغتيال لأسباب عسكرية بحتة إلى عهود سحيقة حيث يوجد فيكتاب الأميرلنيكولو مكيافيلي[44] وكتابفن الحربلسون وو[45] مؤشرات واضحة وصريحة حول أهمية دور قائد عسكري معين في الروح المعنوية لجنوده وكيف أن مقتل قائد واحد في بعض الأحيان كفيل بكسر شوكةجيش عملاق، ولكن البعض الآخر يرى أن اغتيال القائد العسكري هوسلاح ذو حدين فقد يكون لمقتله رفعللروح القتالية لجنوده المطالبين بالانتقام أو يكون في مقتله احتمالية لتقليل فرص السلام عن طريق فتح المجال لقيادات أقل مركزية ونفوذ ومحورية.
يورد البعض مقتل ملكالسويدغوستاف الثاني أدولف الذي كان قائدالجيش السويديالبروتستانتي في الخطوط الأمامية في معركة قربساكسن-أنهالت ضدالإمبراطورية البيزنطيةالكاثوليكية فينوفمبر1632 وبالرغم من أنه لم يغتل بل وقع قتيلاً أثناء المعركة إلا أن قتله كان عامل مهم حسب المؤرخيين في انتصار الجيش السويدي في تلك المعركة[46] ولكن التيار المقتنع بأهمية اغتيال أو مقتل القادة العسكريين يوردون بعض الأمثلة التاريخية الأخرى ومنها التأثير السلبي على معنويات الجيشالياباني بعد اغتيال القائد العام للقوات البحرية اليابانية أثناءالحرب العالمية الثانيةإيسوروكو ياماموتو في عملية استهداف منظمة من قبل الاستخبارات العسكرية الأمريكية التي استطاعت التقاط الإشارات اللاسلكية اليابانية وعلمت بأن القائد المذكور سيقوم برحلة لتفقد القطعات البحرية اليابانية فقامتطائرة حربية أمريكية بإسقاط الطائرة التي كان يستقلها.[47]
عندما يتم الاغتيال عن طريق وسيط أو شخص أو مجموعة تم توظيفهم أو توكيل مهمة الاغتيال إليهم فإن الشخص الذي يقوم بعملية الاغتيال يكون هدفه الرئيسي هو استلامالمبلغ أو المزاياالاقتصادية المتعلقة بقيامهم بعملية الاغتيال. ومن أشهر الوسطاء في التاريخ همالمافيا. في عام1994 طفى على السطح ولأول مرة مصطلح غريب ومثير للجدل إلا وهو بورصة الاغتيال على يد مهندسالحاسوبتيموثي ماي (بالإنجليزية:Timothy C. May) الذي تحدث عنبورصة نظرية يضع فيه شخص ما توقعاته عن يوم اغتيال شخص معين ويراهن بمبلغ معين عن طريقالإنترنت ويشارك في هذا الرهان مجموعة من مستخدمي الإنترنت ويكون الفائز هو الذي توقع التاريخ الدقيق لاغتيال الشخص.[48][49]
الاغتيالاتالسياسية ظاهرة قديمة وشائعة جدا ولاتكاد أيفترة تاريخية أو بقعةجغرافية تخلو من هذه الظاهرة، وهناك حوادث اغتيال سياسية سلطت عليها الأضواء وهناك حوادث أخرى لم تلق اهتمام كبير من قبل الإعلام. ومن الأمثلة على الاغتيالات السياسية فيالشرق الأوسط التي لم تحض باهتمام كبير هي الاغتيالات التالية:
اغتيال الطفلإقبال مسيح (1982 -1995) منباكستان في16 أبريل1995 والذي تم بيعه كعبد لإحدى معامل السجاد عندما كان عمره 4 سنوات بمبلغ 12دولار واستطاع الفرار من عبوديته عندما أصبح عمره 10 سنوات وأصبح ناشط ومتحدث في مجالعبودية الأطفال وبعد 5 سنوات من اغتياله منح جائزة دولةالسويد لحقوق الأطفال.[53]
فطر قلنسوة الموت، كان يُستخدم في القدم لانتاجسم قاتل يُضاف إلى طعام أو شراب الشخص المراد اغتياله.
عملية الاغتيال عادة تتم بعد تخطيط وتحضير ويتراوح مدى تعقيد خطة الاغتيال من بسيطة إلى غاية في التعقيد نسبة إلى مدى صعوبة الوصول إلى الشخص المستهدف. كانت اغتيالاتالعصر القديم بدائية في تخطيطها وتنفيذها وكان الاغتيال يتم على الأغلب بواسطةالعصا أوالهراوة أو طعنة الخنجر ولكن حتى الهراوة القديمة قدم الإنسانية تم تطويرها في العصر الحديث بتحويلها إلى هراوات قادرة على أحداث صعقاتكهربائية والتي تسببت في مقتل 73 شخصا من عام1999 إلى2004[55] بالنسبة للطعن بالخنجر فقد تم اغتيال العديد من القادة المهمين فيالتاريخ باستعمال هذه الطريقة البسيطة ومنهميوليوس قيصرونيرون[56]وعلي بن أبي طالبوعمر بن الخطاب. وكانت هذه الطرق البدائية فعالة بسبب عدم وجود حماية محكمة ومتطورة لهؤلاء القادة وكان من السهولة الوصول إليهم والاحتكاك بهم بصورة مباشرة، لكن مع التطور أصبح وصول المحكوم إلى الحاكم أكثر صعوبة مما أدى إلى تخطيط أكثر تعقيداً لعملية الاغتيال.
ومع ازدياد الحماية للاشخاص المهمين أصبح وسيلة اختراق ذلك الطوق أهم خطوة في الوصول إلى الهدف وأصبح استعمال السموم الوسيلة المفضلة في هذه المرحلة التاريخية ومن أشهر الذين تم اغتيالهم بهذه الطريقة:
إرفين رومل الذي كان يلقب بثعلب الصحراء حيث خيرهأدولف هتلر بين تناول السم أو المثول للمحكمة بتهمة محاولة التآمر عليه.
ومن محاولات الاغتيال الحديثة باستعمال السم هو محاولة اغتيالخالد مشعل قائد الجناح السياسيلحركة حماس من قبلالموساد الإسرائيلي، ولكن المخابراتالأردنية اكتشفت محاولة الاغتيال وقامت بالقاء القبض على اثنين من عناصر الموساد المتورطين، وطالب الملكالحسين بن طلال من رئيس الوزراء الإسرائيليبنيامين نتنياهو المصل المضاد للمادة السامة التي حقن بهاخالد مشعل.[57]
ومع اختراعالأسلحة النارية أصبح الطوق الأمني البشري غير كافياً بمنع اغتيال الشخصيات المهمة وأصبح بمقدور منفذ العملية الاستهداف من بعيد والفرار بعد تنفيذه للعملية. ومن محاولات الاغتيال القديمة والموثقة عن طريق استعمال المواد المتفجرة هي المحاولة الفاشلة من قبل المتعاطفين معالكاثوليك لاغتيال الملكجيمس الأول وعائلته ومعظمالأرستقراطيينالبروتستانت دفعة واحدة عن طريق تفجير البرلمان البريطاني في5 نوفمبر1605 ولايزال يوم5 نوفمبر يوماً يحتفل به الكثيرين فيبريطانياونيوزيلنداوجنوب أفريقياوكندا.[58]
اغتيال الشيخأحمد ياسين من قبلالجيش الإسرائيلي بعد مغادرته مسجد المجمّع الإسلامي بعد صلاة الفجر في يوم22 مارس2004 بعملية أشرف عليها رئيس الوزراء الإسرائيليأرئيل شارون. حيث قامت المروحيات الإسرائيلية التابعةالجيش الإسرائيلي بإطلاق 3 صواريخ تجاه الشيخ المقعد وهو في طريقه إلى سيارته فقتلته.