ايمري كيرتيس (بالمجرية:Kertész Imre) (9 نوفمبر1929 -31 مارس2016) هو روائي ومترجم وصحفيمجري. وُلد وتوفي في بودابست. يُعد أول كاتب مجري يحصل علىجائزة نوبل في الأدب، وذلك سنة 2002، "لأعماله التي تُمجّد تجربة الفرد الهشة في وجه الاستبداد الوحشي"، وفق ما جاء في بيان الأكاديمية السويدية. تركّزت كتاباته على موضوعاتالديكتاتورية والحرية الشخصية والهوية والهولوكوست، انطلاقًا من كونه أحدالناجين من معسكرات الاعتقال النازية، لا سيما معسكري أوشفيتز وبوتشِنفالد.
اعتُقل كيرتيس في سن الرابعة عشرة، ورُحّل إلى معسكر أوشفيتز، ثم إلى معسكر بوتشِنفالد، حيث بقي حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. بعد تحرير المعسكر في عام 1945، عاد إلى بودابست، وأنهى دراسته الثانوية، ثم بدأ العمل في الصحافة والترجمة. عمل لفترة قصيرة في وزارة الصناعات الثقيلة، قبل أن يتحول إلىالعمل الصحفي الحر، كما ترجم أعمالًا فلسفية وأدبية بارزة إلى اللغة المجرية، من بينها نصوص لفريدريك نيتشه،سيغموند فرويد،لودفيغ فيتغنشتاين، وإلياس كانيتي.
اعتبر كيرتيس أنتجربة الاعتقال كانت حاسمة في تشكّل رؤيته الأدبية، إذ كتب لاحقًا أن "ما عاينته حطّم تصوري عن الحضارة الأوروبية". كان يرى في الكتابة وسيلة للبقاء الذاتي ومقاومة الاندماج في الأنظمة الشمولية، إذ قال: "قرّرت أن أصبح كاتبًا عام 1954، في ظل نظام راكوشي الشيوعي. كنتُ أكتب الأوبيريتات في النهار، وأخفي روايتي الحقيقية في الليل". أمضى ثلاثة عشر عامًا في كتابة أولى رواياته، وهي رواية"بلا مصير" (1975)، التي تُعد من أبرز أعماله وأكثرها شهرة.
بلا مصير (Sorstalanság): رواية تتناول تجربة الاعتقال في معسكرات النازية من خلال منظور مراهق. رفض كيرتيس أن يُصنف العمل ضمن أدب السيرة الذاتية، معتبرًا أن الرواية تدخل في نطاق الخيال القائم على التجربة الحقيقية.
قادش من أجل الطفل الذي لم يولد بعد: عمل فلسفي وجودي يتناول سؤال الإنجاب بعد الهولوكوست، من خلال شخصية "بي" الذي يرفض الإنجاب بعد ما شهده في المعسكرات.
التصفية: رواية تتناول الانهيار النفسي بعد الانهيار السياسي، من خلال شخصية تعاني من أزمة هوية بعد سقوط الشيوعية.
إضافة إلى ذلك، ألّف كيرتيس كتبًا أخرى، وكتب مقالات، كما ترجم العديد من النصوص الفلسفية، وكان مهتمًا بتحليل التأثيرات النفسية للهولوكوست، لا سيما عبر تواصله مع الباحثة النفسية تريز فيراج، التي ساعدته على فهم العلاقة بين الصدمة وتفكك الهوية لدى الناجين وأحفادهم.
كان كيرتيس يرفض الفصل بين الفرد والكتابة، ويعتقد أن الأدب الحقيقي هو ما يعبّر عنالذات في مواجهة الأنظمة الكليانية. رفض السرديات الجماعية والدوغمائية، وكان مهتمًا بتفكيك العلاقة بين الإنسان ووظيفته الاجتماعية، مؤمنًا بأن "على الفرد أن يكون صادقًا مع نفسه في وجه النفاق الجماعي".
أما هويته اليهودية، فقد عبّر عنها بشكل معقّد، إذ قال إنه لم يكن على علم بيهوديته قبل ترحيله، ولم يشعر بالانتماء إلى إسرائيل أو إلى الدين اليهودي، لكنه لم يُنكر جذوره وتعامل معها بوصفها موضوعًا للكتابة.