التسمية «إيطاليا» أصلهالاتيني «إيتاليا» (تلفظ[iˈta:lja]). أما مصدر التسمية اللاتينية فهو غير مؤكد.[45] وفقًا لأحد التفسيرات الأكثر شيوعًا فإن التسمية مستعارة منالإغريقية من الاسمالأوسكاني «فيتيليو» -Víteliú والتي تعني «أرض الماشية اليافعة» (باللاتينية:vitulus)، أو «عجل»[46] (بالأومبرية: vitlo). كان الثور رمزًا لقبائل جنوب إيطاليا وكان يصور في كثير من الأحيان ناطحًا الذئب الروماني كرمز تحدي لحرية إيطاليا خلالالحروب السامنية.
أطلق الاسم إيطاليا في الأصل على جزء مما هو الآنجنوب إيطاليا، ووفقًالأنطيوخس السيراكيوزي فهذا الجزء كان القسم الجنوبي من شبه جزيرةبروتيوم (كالابريا حاليًا). كانت تسميةاينوتريا مرادفة لإيطاليا آنذاك، كما انطبق الاسم على معظملوكانيا. أطلق الإغريق اسم «إيطاليا» تدريجيًا على منطقة أوسع، ولكن التسمية لم تشمل كامل شبه الجزيرة حتى زمن الفتوحات الرومانية.[47]
الامبراطور أغسطس الذي حكم من 16 يناير سنة 27 ق.م إلى 19 أغسطس سنة 14م.
أظهرت الحفريات في جميع أنحاء إيطاليا أن الإنسان الحديث استوطن هذه المنطقة في فترةالعصر الحجري القديم، أي منذ حوالي 200,000 سنة مضت.[48] في القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد تأسست المستعمرات اليونانية على طول ساحلصقلية وعرف الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة الإيطالية باسم «ماغنا غراسيا» (باليونانية: Μεγάλη Ἑλλάς) أواليونان الكبرى.
كانت روما القديمة في البداية مجتمعًا زراعيًا صغيرًا حوالي القرن الثامن قبل الميلاد، لكنها نمت على مر القرون لتصبحإمبراطورية هائلة تسيطر على كاملحوض البحر الأبيض المتوسط وبالتالي دمجت الحضارتينالإغريقية والرومانية في حضارة واحدة. كانت هذه الحضارة بالغة التأثير بالحضارات اللاحقة، حيث لا تزال بعضقوانينها وتنظيماتها الإداريةوفلسفتها وفنونها واضحة المعالم في نظيرتها المعاصرة الغربية خصوصًا، وبالتالي فهي تشكل الأرضية التي تقوم عليهاالحضارة الغربية.
لقرون عدة خلفت جستنيان قادتإكسرخسية رافينا جيوش خلفائه في إيطاليا وشكلت قوة متماسكة في الشؤون الإيطالية - قوية بما فيه الكفاية لمنع قوى أخرى مثلالعربوالإمبراطورية الرومانية المقدسةوالبابوية من إقامة مملكة موحدة في إيطاليا ولكنها أضعف من أن توحد المنطقة.
سقطت الأراضي الإيطالية في النهاية تحت حكم الإمبراطوريات المجاورة بسبب تضارب المصالح والتنازع الداخلي ودامت كذلك حتىالقرن التاسع عشر. شهدت المنطقة صعودالسنيورياتوالبلديات بسبب هذا الفراغ في السلطة، وفي ظل ظروف الفوضى التي سادت دول المدن الإيطالية في العصور الوسطى في كثير من الأحيان، تطلعت الشعوب إلى رجال تستعيد النظام وتنزع سلاح النخب المتصارعة. في أوقات الأزمات أو الفوضى، عرضت المدن سيادتها على أفراد نظر إليهم على أنهم أقوياء بما يكفي لإنقاذ الدولة وأبرزهم عائلةديلا سكالا فيفيروناوفيسكونتي فيميلانووميديشي فيفلورنسا.
اشتهرت إيطاليا خلال هذه الفترةبالجمهوريات التجارية. حكمت هذه الدول المدن طبقةأوليغاركية من التجار ازدهرت في ظلها بوجود حرية نسبية النهضة الأكاديمية والفنية. كانت هناك أربعجمهوريات بحرية تقليدية في إيطاليا هيالبندقيةوجنوةوبيزاوأمالفي. كانت كل من البندقية وجنوة بوابتا أوروبا على التجارة مع الشرق حيث كانت الأولى تصدرالزجاج البندقي الشهير بينما كانت فلورنسا عاصمة تجارةالحريروالصوفوالمجوهرات والأعمال المصرفية. ساهمت الجمهوريات البحرية كثيرًا فيالحملات الصليبية، مستفيدة من الفرص السياسية والتجارية الجديدة، والتي كان أبرزها حملة الاستيلاء علىالقسطنطينيةوزارا التي مولتهاجمهورية البندقية.
سمحت البنية السياسية الفريدة من نوعها في إيطاليا في أواخرالعصور الوسطى والمناخ الاجتماعي الحيوي والتجارة المزدهرة بنمو ثقافي فريد. لم تستعد إيطاليا أبدًا وحدة ترابها كما كانت أيام الإمبراطورية الرومانية وظلت مقسمة طوال العصور الوسطى إلىدويلات مدن صغيرة حيث سيطرتمملكة نابولي على الجنوب،وجمهورية فلورنساوالولايات البابوية على وسط إيطاليا، وكان لكل منجنوةوميلانو الشمال والغرب، بينما كان الشرق من نصيبالبندقية.
كانت إيطاليا فيالقرن الخامس عشر إحدى أكثر المناطق تحضرًا في أوروبا. يتفق معظم المؤرخون على أن الأفكار التي اتسم بها عصر النهضة والمدافعون الأوائل عنها وأنصارها تعود أصولهم إلى أواخر القرن الثالث عشر فيفلورنسا أو ما حولها فضلًا عن غيرها من دول المدن المتنافسة. ظهرت خلاصة النهضة في كتاباتدانتي أليغييري (1265-1321)وفرانشيسكو بترارك (1304-1374) وبوكاتشيو فضلًا عن لوحات الرسامين الكبار وبداية معجيوتو دي بوندوني (1267-1337). كان عصر النهضة فترة مهمة للغاية في التاريخ الإيطالي وفي التاريخ الأوروبي، حيث ظهرت خلاله العديد من الإصلاحات السياسية والفلسفية والأدبية والثقافية والاجتماعية والدينية.[49]
سمي عصر النهضة بهذا الاسم لأنه كان «نهضة» من الأفكار التقليدية الكثيرة التي كانت قد دفنت منذ أمد بعيد في الفصول القديمة. يمكن للمرء أن يجادل بأن وقود هذه الولادة الجديدة كان إعادة اكتشاف النصوص القديمة التي كانت الحضارة الغربية قد «أضاعتها» تقريبًا، ولكن تم الحفاظ عليها في بعض المكتبات الرهبانية أو المكتبات الخاصة بالعائلات الحاكمة. بينما يجادل البعض الآخر بأن ترجمة النصوص اليونانيةوالعربية منالعالم الإسلامي إلىاللاتينية في إيطاليا، هي ما ساهم فيالنهضة الإيطالية والأوروبية. أيًا كان السبب فإن معظم هذه المخطوطات كان إما في شبه الجزيرة الإيطالية أو في اليونان ونقلت إلى إيطاليا في القرون التي سبقت عصر النهضة من قبل الإيطاليين أنفسهم (من قبل التجار الذين سافروا بشكل منتظم إلى شرق البحر الأبيض المتوسط بما في ذلك اليونان)والروم البيزنطيين الذين فروا إلى إيطاليا هربًا من الزحفالعثماني فيالقرن الخامس عشر وخاصة بعد سنة1453وسقوط القسطنطينية.هاجر هؤلاء البيزنطيون حاملين في بعض الأحيان مخطوطات ثمينة ومعارفهم (اليونانية واليونانية القديمة) وساهموا بشكل حاسم فيالنهضة الإيطالية أثناء تثبيت وجودهم في البلاد.[50][51][52]
خلفالموت الأسود في عام 1348 بصماته في إيطاليا حيث قضى على ثلث السكان.[53][54] رغم ذلك فإن التعافي من تلك الكارثة أدى إلى تنشيط المدن والتجارة والاقتصاد مما حفز إلى حد كبير المرحلة التالية منالإنسانيةوالنهضة في القرنين الخامس عشر والسادس عشر عندما عادت إيطاليا مرة أخرى لتكون مركز الحضارة الغربية التي أثرت بقوة على الدول الأوروبية الأخرى بوجود بلاطإستي الملكي فيفيراراودي ميديشي فيفلورنسا.
خريطة تظهر حدود أوروبا الغربية بعدمعاهدة أوترخت وراشتات.
بعد قرن من الزمان نجحت فيه الدول والإمارات الإيطالية في الحفاظ على استقلال نسبي وعلى توازن القوى في شبه الجزيرة، افتتح الملك الفرنسي شارل الثامن في 1494 سلسلة غزوات دامت حتى منتصف القرن السادس عشر حيث تنافست فرنسا وإسبانيا لحيازة هذا البلد. في نهاية المطاف هيمنت إسبانيا (معاهدة كاتو - كامبراسيس في سنة 1559 اعترفت بسيطرة الإسبان علىدوقية ميلانوومملكة نابولي) لما يقرب من قرنين على إيطاليا.
أدى التحالف المقدس بينإسبانيا هابسبورغوالكرسي الرسولي إلى اضطهاد منهجي لأي حركة بروتستانتية وكانت النتيجة بقاء إيطاليا دولة كاثوليكية بوجود بروتستانتي هامشي. خلال حكمها الطويل لإيطاليا نهبتالإمبراطورية الإسبانية البلاد بشكل منتظم وفرضت الضرائب الثقيلة. كما تدخلت في أمورالفاتيكان وأحكمت قبضتها على شؤونه. علاوة على ذلك كانت الإدارة الإسبانية بطيئة وغير فعالة ودامت آثارها الاجتماعية حتى العصر الحالي فيجنوب إيطاليا، حيث كان الحكم الإسباني فعالًا.
خلال القرن الثامن عشر، كانت إيطاليا أحد المراكز الرئيسية للجولة الكبرى الأوروبية التي كان يقوم بها الأرستقراطيون الأجانب لزيارة الفن والثقافة الإيطالية.
خلفتالنمسا إسبانيا في الهيمنة على إيطاليا بعدمعاهدة أوترخت (1713) بعد أن حصلت على دولة ميلان ومملكة نابولي. أدت الهيمنة النمساوية وذلك بفضلالتنوير الذي تبناه أباطرة هابسبورغ إلى تحسين الوضع إلى حد ما، فحصل الجزء الشمالي من إيطاليا الواقع تحت السيطرة المباشرةلفيينا على نشاط اقتصادي وتحفيز فكري، وأصبحت المدن الإيطالية الرئيسية مثل ميلانو وروما وتورينو والبندقية وفلورنسا ونابولي أرضًا خصبة للنقاش الفكري، حيث نشط العديد من الفلاسفة الطليان والشخصيات الأدبية في ذلك الوقت مثل سيزاري ميلانو، ماركيز بكاريا - بونسانا المعروف باسمسيزاري بيكارياوأنطونيو جينوفيزي. كذلك ألغىليوبولد الأول دوق توسكانا الكبير، والمعروف أيضًا باسم ليوبولد الثاني من الإمبراطورية الرومانية المقدسة عقوبة الإعدام والتعذيب في دوقية توسكانا.
كانت إيطاليا في القرن الثامن عشر محطة مهمة فيالجولة الكبرى الأوروبية وهي الفترة التي جال فيها الأرستقراطيون الأجانب ومعظمهم من البريطانيين فرنسا وإيطاليا واليونان لزيارة وتقدير الفنون والثقافات والآثار في تلك البلاد. مع اكتشاف آثار بومباي وهركولانيوم عام 1748 وترميم المعالم الأثرية القديمة في روما جالت شخصيات مثلغوتهوشيليوكيتسوبايرون البلاد، وتحولت بعض المدن مثل روما والبندقية إلى مناطق جذب رئيسية، كما كانت كل من نابولي وفلورنسا وتورينو وصقلية وميلانو إلى حد ما، تحظى بشعبية كبيرة. قال كيتس عنها: «إن إيطاليا هي جنة المنافي».
أثارتالثورة الفرنسيةوالحروب النابليونية (1796-1815) أفكارالمساواةوالديمقراطيةوالقانونوالقومية واعتنقها ودعمها العديدون في إيطاليا لاعتقادهم ببناء الوحدة الوطنية في إيطاليا، لكن هذه الوحدة الوطنية أو إنشاء إيطاليا الحديثة لم يتحقق حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر. ضربالطاعون البلاد مرارًا وتكرارًا بين القرنين الرابع عشر والسابع عشر، واجتاح الوباء البلاد للمرة الأخيرة خلال سنة 1656 فينابولي. في شمال إيطاليا برز تقرير من عام 1767 بوجودمجاعة في 111 عامًا من أصل 316 سابقة وحصاد 16 موسم جيد. ارتفع تعداد سكان إيطاليا بين عاميّ 1700 و1800 بحوالي نسبة الثلث إلى 18 مليون نسمة.
تطورشمال إيطاليا وتحول للصناعة والحداثة بينما بقيالجنوب والمناطق الزراعية في الشمال متخلفة وراكدة، مما اضطر الملايين من الناس إلى الهجرة إلىالمثلث الصناعي الناشئ أو إلى خارج البلاد. عمم الدستور السردينيساتوتو ألبرتينو المكتوب عام 1848 ليشملالمملكة بأكملها في عام 1861. ينص الدستور على الحريات الأساسية، ولكن القانون الانتخابي استثنى الفئات غير المالكة وغير المتعلمين من التصويت. في عام 1913 اعتمد الاقتراع العام للذكور. ازدادت قوةالحزب الاشتراكي الإيطالي مما شكل تحديًا للمنظمات الليبرالية التقليدية والمحافظة. بلغت ذروةالهجرة من إيطاليا عام 1913 عندما غادر البلاد 872598 شخص.[58]
طابع بريدي فاشي من سنة 1934 يروج لمعرض الفن الاستعماري.
أدت الاضطرابات التي أعقبت دمار الحرب العالمية الأولى إلى انتشار الفوضى مستوحاة منالثورة الروسية. أما القوى الليبرالية ولخوفها من ثورةاشتراكية في البلاد بدأت بتأييد الحزب الصغير حينها، وهوالحزب الوطني الفاشي بقيادةبينيتو موسوليني. في أكتوبر 1922 حاول الفاشيون تنفيذانقلاب (مارسيا سو روما أوالزحف على روما) لكن الملكفيكتور عمانوئيل الثالث أمر الجيش بعدم التدخل وبدلًا من ذلك شكل تحالفًا مع موسوليني. على مدى السنوات القليلة المقبلة حظر موسوليني جميع الأحزاب السياسية قيد الحريات الشخصية وبالتالي تشكلت الدكتاتورية.
في عام 1935 غزا موسوليني إثيوبيا، فأدى ذلك إلى عزلة البلاد الدولية بالإضافة إلى عوامل أخرى مما أدى نهاية إلى انسحاب إيطاليا من عصبة الأمم. أبرم أول اتفاق معألمانيا النازية عام 1936 والثاني عام 1938. كما أيدت إيطاليا فرانكو بقوة فيالحرب الأهلية الإسبانية. عارضت إيطاليا ضمأدولف هتلرللنمسا لكنها لم تحاول التدخل، لكنها أيدت ضم ألمانيا لإقليمسوديت.
في 7 أبريل سنة 1939 احتلت إيطالياألبانيا والتي كانت محمية إيطالية بحكم الأمر الواقع منذ عقود ودخلتالحرب العالمية الثانية في عام 1940 بعد أن شاركت في المراحل المتأخرة منمعركة فرنسا. أراد موسوليني نصرًا سريعًا مثلبليتزكريغ الذي قام به هتلر في بولندا وفرنسا فقام بغزو اليونان في أكتوبر 1940 عن طريق ألبانيا لكنه اضطر للخضوع لهزيمة منكرة بعد بضعة أشهر. في الوقت نفسه وبعد أن نجحت إيطاليا في احتلالالصومال البريطاني في البداية فإنها شهدت هجومًا مضادًا من طرف التحالف فقدت به جميع ممتلكاتها في منطقةالقرن الأفريقي. كما هزمت إيطاليا على يد القوات البريطانية في شمال أفريقيا ولم ينقذها سوى التدخل السريع من قبلفيلق أفريقيا الألماني بقيادةإرفين رومل.
اجتاحت جيوش الحلفاء إيطاليا في يونيو 1943 مما أدى إلى انهيار النظام الفاشي واعتقال موسوليني.استسلمت إيطاليا في سبتمبر من عام 1943، لكن البلاد بقيتساحة معركة لبقية الحرب حيث تقدم الحلفاء من الجنوب بينما حافظ الموالون للنظام الفاشي والنازيون على قواعدهم في الشمال. أصبحت الصورة أكثر تعقيدًا مع نشاطحركة المقاومة الإيطالية. غادر النازيون البلاد يوم 25 أبريل 1945 وانحلت القوات الفاشية الإيطالية في نهاية المطاف. قتل ما يقرب من نصف مليون إيطالي (بما في ذلك المدنيين) بين يونيو 1940 ومايو 1945. شارك ما يقرب من 200,000 شخص فيالمقاومة بينما أعدم الألمان أو القوات الفاشية 70,000 إيطالي (من المقاومين والمدنيين) لعلاقتهم بالمقاومة.[59] كما توفي ما لا يقل عن 54,000 منأسرى الحرب الإيطاليين في الأسرالسوفياتي.
برزت مخاوف الناخبين الطليان من استيلاءالشيوعيين على السلطة في نتائج الانتخابات الأولى بعد الحرب في 18 أبريل سنة 1948 حيث نجحالحزب الديمقراطي المسيحي بقيادةألتشيدي دي غاسبيري في الانتخابات بنسبة 48% من الأصوات. أصبحت إيطاليا فيخمسينيات القرن العشرين عضوًا فيحلف شمال الأطلسي وتحالفت مع الولايات المتحدة. ساعدتخطة مارشال في إنعاش الاقتصاد الإيطالي الذي تمتع حتى الستينات بنمو اقتصادي مطرد فيما عرف باسم «المعجزة الاقتصادية». في عام 1957 كانت إيطاليا عضوًا مؤسسًاللمجموعة الاقتصادية الأوروبية والتي أصبحت الاتحاد الأوروبي في عام 1993.
منذ أواخر ستينات وحتى أواخر ثمانينات القرن العشرين، دخلت البلاد في أزمة اقتصادية صعبة وفيسنوات الرصاص، وهي فترة تميزت بانتشار الصراعات الاجتماعية والأعمال الإرهابية من قبل منظمات غير ممثلة في البرلمان. بلغت سنوات الرصاص ذروتها في اغتيال الزعيمالديمقراطي المسيحيألدو مورو في عام 1978 لتصل «التسوية التاريخية» بين الحزب الديمقراطي المسيحيوالحزب الشيوعي إلى نهايتها. في الثمانينات وللمرة الأولى منذ عام 1945 تشكلت حكومتان بقيادة رئيسين للوزراء لا ينتميان للحزب المسيحي الديمقراطي: هما الجمهوريجيوفاني سبادوليني والاشتراكيبتينو كراكسي بينما حافظ الحزب الديمقراطي المسيحي مع ذلك على كونه القوة الرئيسية الداعمة للحكومة. أصبحالحزب الاشتراكي بقيادةبتينو كراكسي أكثر انتقادًا للشيوعيينوالاتحاد السوفيتي حيث نادى كراكسي نفسه لصالح نصب صواريخبيرشينغ في إيطاليا من طرف إدارة الرئيس الأميركيرونالد ريغان وهي خطوة عارضها الشيوعيون بشدة.
واجهت إيطاليا بين عامي 1992 و2009 تحديات كبيرة حيث نفر الناخبون من الشلل السياسي الماضي والديون الحكومية الهائلة والفساد واسع النطاق (التي تعرف مجتمعة باسمتانجيتوبولي «مدينة الرشا» والتي كشفتهاماني بوليتي «الأيدي النظيفة»)، وطالبوا بإصلاحات سياسية واقتصادية وأخلاقية. شملت الفضائح جميع الأحزاب الكبرى ولا سيما تلك الموجودة في الائتلاف الحكومي: بين عامي 1992 و1994 وقعالحزب الديمقراطي المسيحي في أزمة شديدة وتم حله وانقسم إلى عدة مجموعات بينما حلالحزب الاشتراكي وغيره من الأحزاب الصغيرة الحاكمة.
جلبت الانتخابات في عام 1994 القطب الإعلاميسيلفيو برلسكوني إلى رئاسة الوزراء. مع ذلك أجبر على التنحي في ديسمبر من ذلك العام عندما سحب حزبرابطة الشمال دعمه. في أبريل 1996 أظهرت نتائج الانتخابات الوطنية فوز تحالف يسار الوسط بقيادةرومانو برودي. أصبحت حكومة برودي الأولى ثالث أطول حكومة تبقى في السلطة قبل أن تخسر الثقة بفارق ضئيل مقداره ثلاثة أصوات في أكتوبر 1998. تشكلت حكومة جديدة بزعامةماسيمو داليما ولكنه استقال في أبريل من عام 2000.
في عام 2001 نتج عن الانتخابات الوطنية فوز تحالف يمين الوسط بقيادةسيلفيو برلسكوني الذي أصبح رئيسًا للوزراء للمرة الثانية. بقي برلسكوني رئيسًا للوزراء لولاية كاملة مدتها خمس سنوات ولكن بحكومتين مختلفتين. أولاهما كانت بين عامي (2001-2005) وأصبحت الحكومة الأطول عمرًا في إيطاليا بعد الحرب. في ظل هذه الحكومة انضمت إيطاليا إلىالتحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة في العراق. فاز يسار الوسط في الانتخابات التي جرت في عام 2006 مما سمح لبرودي بتشكيل حكومته الثانية، ولكنه استقال في أوائل عام 2008 بعد خسارته في اقتراع على الثقة في البرلمان. فاز برلسكوني في الانتخابات التي تلت ذلك في أبريل 2008 ليشكل الحكومة للمرة الثالثة، ليستقيل عقب سلسلة من الفضائح وانتقاد لأداء حكومته في ظل أزمة اقتصادية في البلاد في 12 نوفمبر 2011 وتخلفه حكومةتكنوقراط برئاسةماريو مونتي في 16 نوفمبر 2011.[61]
تشكل جبالالأبينيني العمود الفقري لشبه الجزيرة وتشكل جبال الألب الحدود الشمالية. يتدفق نهربو، أطول أنهار البلاد، من جبال الألب على الحدود الغربية مع فرنسا ويعبرسهل بادان في طريقه إلى البحر الأدرياتيكي. أكبر خمس بحيرات في البلاد حسب الحجم هي:[62]بحيرة غاردا (367.94 كم2)وبحيرة ماغيوري (212.51 كم2)وبحيرة كومو (145.9 كم2)وبحيرة تراسيمينو (124.29 كم2)وبحيرة بولزينا (113.55 كم2).
حمم بركانية من بركان سترومبولي، أحد البراكين الناشطة في إيطاليا.
تقع البلاد في نقطة التقاءالصفيحة الأوراسية بمثيلتها الأفريقية مما أدى إلى وجود نشاط زلزالي وبركاني واضح. يوجد 14 بركانًا في إيطاليا ثلاثة منها نشطة:إتناوسترومبوليوفيزوف. يعدّ فيزوف البركان النشط الوحيد في البر الأوروبي الرئيسي ويشتهر بتدميره لمدينتيبومبيوهركولانيوم. تشكلت العديد من التلال والجزر جرّاء النشاط البركاني كما لا تزال هناككالديرا كبيرة نشطة هي «كامبي فليغري» شمال غرب نابولي.
مناخ إيطاليا متنوع للغاية ويمكن أن يكون شديد الاختلاف عنالمناخ النمطي المتوسطي اعتمادًا على الموقع. معظم المناطق الداخلية الشمالية مثلبيدمونتولومباردياوإميليا رومانيا تمتلكمناخًا قاريًا يصنف غالبًارطبًا شبه مداري (تصنيف كوبين المناخي). بينما ينطبق المناخ المتوسطي عمومًا على المناطق الساحلية فيليغوريا ومعظم شبه الجزيرة إلى الجنوب من مدينةفلورنسا (تصنيف كوبين المناخي). تختلف الظروف المناخية بين المناطق الساحلية لشبه الجزيرة والأراضي الداخلية المرتفعة والوديان، وخاصة خلال أشهر الشتاء، حيث يميل الطقس لأن يكون باردًا ورطبًا ومثلجًا. أما المناطق الساحلية فتمتلك شتاء معتدلًا وصيفًا حارًا وجافًا عمومًا على الرغم من أن الوديان المنخفضة قد تكون حارة جدًا في الصيف.
التنوع الحيوي في إيطاليا: باتجاه عقارب الساعة من اليسار والأعلى:بارامورشيا كلافاتا والدب البني المارسيكاني والسرعوف المصلي الأوروبي والسمانة زرقاء الحلق.وادي أورشيا فيتوسكانا.
إيطاليا هي إحدى أغنى البلدان في أوروبا وحوض المتوسط تنوعًا أحيائيًا. تشير التقديرات التقليدية إلى وجود حوالي 5500 نوع منالنباتات الوعائية. رغم ذلك ابتداء من سنة 2004 سجل وجود 6759 نوع من النباتات الوعائية في البلاد.[63] يصل تعداد الأنواع النباتية إلى 9000 إذا ما شملت الأنواع غير الوعائية مما يشكل نصف المجموع في أوروبا. تمتلك إيطاليا أحد أعلى مستوياتالتنوع الأحيائي الحيواني في أوروبا بوجود أكثر من 57,000 نوع مسجل (أكثر من ثلث مجموع التنوع الحيواني الأوروبي). يعود ما سبق بشكل رئيس إلى التوضع الجغرافي الجنوبي للبلاد وإحاطتها البحر الأبيض المتوسط، فشبه الجزيرة الإيطالية تقع في وسط البحر الأبيض المتوسط مشكلة بالتالي ممرًا بين وسط أوروباوشمال أفريقيا، مما يجعل العديد من أنواع النباتات والحيوانات قاطنة هذه الأقاليم، بالإضافة إلى مناطقالبلقانوأوراسياوالشرق الأوسط، تتلاقى وتستقر في هذه البقعة الجغرافية.
تشكل الحيوانات البرية في إيطاليا نسبة 86% من إجمالي الأنواع الحيوانية الباقية، أما الحيوانات المائية فتشكل نسبة 14% من التنوع الحيواني الإيطالي، وتمثل الحشرات حوالي ثلثي مجموع هذا التنوع.
ينتخبرئيس الجمهورية الإيطالية لمدة سبع سنوات من جانب البرلمان الحالي بالاشتراك مع عدد قليل من مندوبي الأقاليم. كونهقائد الدولة فهو يمثل وحدة الأمة ويمتلك الكثير من الواجبات التي كانت سابقًا من اختصاصملك إيطاليا. يعد الرئيس بمثابة نقطة اتصال بين فروع السلطة الثلاثة: ينتخبه النواب ويعين السلطة التنفيذية وهو رئيس السلطة القضائية وهو أيضًا القائد العام للقوات المسلحة.
يعين الرئيسرئيس الوزراء الذي يسمي الوزراء الآخرين (كانت تسمية الوزراء سابقًا مهمة الرئيس). يجب على مجلس الوزراء الحصول على تصويت الثقة من مجلسي البرلمان. قد تنشأ مشاريع القوانين في أي من المجلسين ويجب تمريرها بأغلبية في كليهما.
تنتخب إيطاليابرلمانًا منمجلسين همامجلس النواب الذي يضم 630 عضوًاومجلس الشيوخ الذي يضم 315 عضوًا منتخبًا وعددًا قليلًا منأعضاء مجلس الشيوخ لمدى الحياة. قد يبرزتشريع ما في أي من المجلسين ولاعتماده يجب أن يصدر بصيغة متطابقة وبأغلبية كل منهما. يتم انتخاب مجلسيالبرلمان شعبياً ومباشرة من خلال نظام انتخابي معقد (كان التعديل الأخير في عام 2005) الذي يجمع بين التمثيل النسبي مع جائزة لأكبر أغلبية ائتلافية. يمكن لجميعالمواطنين الإيطاليين ابتداء من عمر 18 سنة التصويت في انتخابات مجلس النواب، لكن على الرغم من ذلك فإنه ينبغي على الناخب أن يكون قد بلغ 25 عامًا أو أكثر حتى يستطيع أن يصوت في انتخابات مجلس الشيوخ.
يستند النظام الانتخابيلمجلس الشيوخ على التمثيلالإقليمي. أصبح هناك سبعةأعضاء مجلس الشيوخ مدى الحياة (ثلاثة منهم رؤساء سابقون) اعتبارًا من 15 مايو 2006. يُنتخب كلا المجلسان لمدة أقصاها خمس سنوات ولكن يمكن للرئيس حلهما قبل انتهاء فترة ولايتهما العادية إذا كان البرلمان غير قادر على انتخاب حكومة مستقرة. حدث هذا الأمر في تاريخ ما بعد الحرب في أعوام 1972 و1976 و1979 و1983 و1994 و1996 و2008.
هناك خصوصية فيالبرلمان الإيطالي ألا وهي تمثيلالمواطنين الإيطاليين الذين يعيشون بشكل دائم خارج البلاد (حوالي 2.7 مليون نسمة)، فمن بين ستمائة وخمسون نائب هناك 12 نائبًا يمثل هؤلاء، ومن بين ثلاثمائة وخمسة عشر عضو في مجلس الشيوخ هناك 6. ينتخب هؤلاء في أربعة دوائر انتخابية محددة خارج البلاد، وقد تم انتخابهم لعضوية البرلمان للمرة الأولى في أبريل 2006، وصلاحياتهم مماثلة للأعضاء المنتخبين في إيطاليا.
تدعم إيطاليا الأمم المتحدة وأنشطتها في مجال الأمن الدولي. نشرت إيطاليا قوات لدعم بعثات حفظ السلام للأمم المتحدة فيالصومالوموزامبيقوتيمور الشرقية وتقدم الدعم لعمليات حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة فيالبوسنةوكوسوفووألبانيا. نشرت إيطاليا أكثر من 2,000 من القوات فيأفغانستان لدعمعملية الحرية الدائمة في فبراير 2003. لا تزال إيطاليا مؤيدة للجهود الدولية الرامية إلى إعادة بناء واستقرارالعراق لكنها سحبتقواتها العسكرية التي كان قوامها 3200 جندي اعتبارًا من نوفمبر 2006 وأبقت فقط على العاملين في المجال الإنساني وغيرهم من الموظفين المدنيين. أرسلت إيطاليا في أغسطس 2006 حوالي 2,450 جنديًا إيطاليًا إلىلبنان في إطار بعثةالأمم المتحدةلحفظ السلام (اليونيفيل).[64] علاوة على ذلك قاد اللواءكلاوديو غراتسيانو قوة الأمم المتحدة في لبنان بين عامي 2007 و2010.
يقودالقوات المسلحة الإيطالية مجلس الدفاع الأعلى برئاسةرئيس الجمهورية الإيطالية. ضم الجيش 186,798 شخصًا في الخدمة الفعلية عام 2008 إلى جانب 114,778 في قوات الدرك الوطني.[65] كونها جزء منخطة المشاركة النووية لمنظمة حلف شمال الأطلسي، فإن إيطاليا تستضيف 90قنبلة نووية تملكها الولايات المتحدة، وتقع في القاعدتين الجويتين «غيدي توري» و«أفيانو».[66] بلغ إجمالي الإنفاق العسكري في عام 2007 ما يقرب من 33.1 مليار دولار أي ما يعادل 1.8% من الناتج المحلي الإجمالي الوطني.[67]
الجيش الإيطالي هو قوة الدفاع البرية للجمهورية الإيطالية. تحول الجيش في الآونة الأخيرة إلى قوة محترفة من المتطوعين ودائمي الخدمة، والذين بلغ تعدادهم 109,703 في عام 2008. أشهر المركبات القتالية الإيطالية هي «داردو»مركبة المشاة القتالية،والدبابة المدمرة «سينتاورو»ودبابة «أرييتي»، ومن بين قوتها الجويةمروحية «مانغوستا» الهجومية التي وظفت في الآونة الأخيرة في مهام الأمم المتحدة. تمتلك القوة البرية أيضًا تحت تصرفها عددًا كبيرًا من عرباتليوبارد 1وإم 113 المدرعة.
بلغ قوام القوةالبحرية الإيطالية (بالإيطالية:Marina Militare) في عام 2008 من الجنود 43882 نفرًا، وسفنًا من كل نوع مثلحاملات الطائراتوالمدمراتوالفرقاطات الحديثة والغواصات والسفن البرمائية وغيرها من السفن الصغيرة مثل سفن بحوث المحيطات.[68] يتم تجهيز البحرية الإيطالية حاليًابحاملة طائرات أكبر حجمًا (كافور)ومدمراتوفرقاطات متعددة الأغراض وغواصات حديثة. شاركت البحرية الإيطالية كونها عضوًا فيحلف شمال الأطلسي في العديد من عمليات حفظ السلام في جميع أنحاء العالم.
بلغ تعدادالقوات الجوية الإيطالية 43882 في عام 2008 يعمل فيها 585 طائرة بما في ذلك 219 طائرة مقاتلة و114 مروحية. بغية سد الفجوة وكبديل لتأجير الطائرات الاعتراضيةتورنادو أي.دي.في، استأجرت القوات الجوية الإيطالية 30 طائرة فايتنغ فالكونإف-16أي بلوك 15 أي.دي.إف و4 طائرات إف-16 بي بلوك 10، ويُحتمل أن تقدم على استئجار المزيد.
تخطط إيطاليا أيضًا لإدخال طائرات 121يوروفايتر تايفون إي.إف2000 لتحل محل الطائرات المستأجرة من طراز إف-16 فايتنغ فالكون في المستقبل. ومن المتوقع إجراء المزيد من التحديثات في أسطولي تورنادو آي.دي.إس/آي.دي.تيوأي.إم.إكس. يكفل أسطول من 22سي-130 جيهوإيرإيتاليا جي.222 القدرة على نقل القوات. يجري حاليًا استبدال جي.222 بطائرة أحدث من نفس الطراز هيسي-27 جيه سبارتان.
الكارابينييري هيقوات الدركوالشرطة العسكرية الإيطالية وهي ذاتية السلطة في إطار الجيش. تقوم بمهام الشرطة بين العسكريين والمدنيين على حد سواء إلى جانب قوات الشرطة الإيطالية الأخرى، بينما تبلغ الفروع المختلفة للدرك تقاريرها إلى وزارات منفصلة حسب وظيفتها، فإنها تبلغ إلى وزارة الداخلية مثلًا عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على النظام العام والأمن.[69] في مؤتمرمجموعة الثماني في سي آيلاند في عام 2004 منحت قوات الدرك ترخيصًا لإنشاء مركز التميز الخاص بشرطة مكافحة الشغب لتطوير التدريب والمعايير المهنية لوحدات الشرطة المدنية وذلك لتولي مهام حفظ السلام الدولية.[70]
تقسم الدولة الإيطالية إدارياً إلى عشرين إقليم (بالإيطالية:Regioni؛نقحرة: ريجوني) منها خمسة تتمتع بنوع من الحكم الذاتي، حيث يسمح لها بنص تشريعات لتسيير أمور الإقليم الخاصة. تقسم الأقاليم العشرون إلى 110 مقاطعة (بالإيطالية:Province) و8,100 بلدية. يسرد الجدول التالي جميع تلك الأقاليم بما فيها الخمسة ذاتية الحكم (ذات علامة* بجوارها).
تجاوز تعداد سكان إيطاليا في نهاية عام 2008 ستين مليون نسمة.[71] تعد إيطاليا رابع أكبر دولالاتحاد الأوروبي من حيث عدد السكان وتحل في المرتبة 23 عالمياً. الكثافة السكانية في إيطاليا هي الخامسة في الاتحاد الأوروبي بمقدار 199.2 نسمة لكل كم2. تسجل أعلى كثافة فيشمال إيطاليا كما أن ثلث البلاد يحتوي على ما يقرب من نصف مجموع السكان. بعدالحرب العالمية الثانية تمتعت إيطاليا بفترة طويلة من الازدهار الاقتصادي الأمر الذي تسبب في نزوح كثيف من الريف إلى المدن وفي نفس الوقت تحولت البلاد من بلد هجرة واسعة إلى بلد مستقبل للمهاجرين. استمر ارتفاع معدل الخصوبة حتى سبعينات القرن العشرين عندما سقطت البلاد دون معدلات الاستبدال بحيث أصبح خمس الإيطاليين يتخطون سن 65 عاماً اعتباراً من عام 2008.[72]
شهدت إيطاليا نمو معدل المواليد الخام في بداية القرن الحادي والعشرين (وخاصة في المناطق الشمالية) للمرة الأولى منذ سنوات عديدة على الرغم مما سبق بفضل الهجرة الجماعية أساساً خلال العقدين الماضيين.[73] نمامعدل الخصوبة الكلي بصورة ملحوظة خلال السنوات القليلة الماضية بفضل ارتفاع الولادات بين كل من النساء الإيطاليات والنساء المولودات في الخارج حيث قفز من 1.32 طفل لكل امرأة في سنة 2005 إلى 1.41 في عام 2008.[74]
البندقية جزء من منطقةفينيتو الكبرى وهي في المرتبة الرابعة في إيطاليا.
سجل عدد الأجانب المقيمين في إيطاليا في بداية عام 2010 بنحو 4,279,000 لدى السلطات.[76] يمثل هذا الرقم 7.1% من سكان البلاد وتبلغ الزيادة السنوية 388,000.[77] تشمل هذه الأرقام أكثر من نصف مليون طفل ولدوا في إيطاليا من الجيل الثاني لآباء مهاجرين حيث أصبحوا يشكلون عنصراً هاماً في الصورة الديموغرافية للبلاد، لكن مع استبعاد المواطنين الأجانب الذين حصلوا على الجنسية الإيطالية في وقت لاحق، مما يشمل 53,696 شخصاً في عام 2008.[78] يستثنى منها أيضاً المهاجرون غير الشرعيون (بالإيطالية:Clandestini) الذين يصعب تحديد أرقامهم، غير أن صحيفةبوسطن غلوب قدّرت أعدادهم بنحو 670,000 شخص في أيار / مايو سنة 2008.[79]
منذ توسيعالاتحاد الأوروبي بدأت الهجرة تتزايد من الدول الأوروبية المجاورة وخاصةأوروبا الشرقية وآسيا على نحو متزايد[80] مستبدلة بذلكشمال أفريقيا كمصدر رئيسي للهجرة. يوجد ما يقرب من 950,000 منالرومانيين منهم 10% منالغجر في البلاد[81] مسجلين رسمياً ليحلوا بذلك محل الألبان والمغاربة كأكبر الأقليات العرقية. يصعب تقدير عدد الرومانيين غير المسجلين لكن شبكة تقارير تحقيقات البلقان قدّرت أعدادهم في عام 2007 بنحو نصف مليون أو أكثر.[82]
اعتباراً من عام 2009، وزعت المواليد الحديثة الأجنبية في البلاد في المجموعات التالية: أوروبيون (53.5%)، أفارقة (22.3%)، آسيويون (15.8%)، أبناءالأمريكتين (8.1%)،أوقيانيسيون (0.06%). يعدّ توزيع المواليد الأجانب في إيطاليا غير متكافئ إلى حد كبير حيث يعيش 87.3% من المهاجرين في الأجزاء الشمالية والوسطى من البلاد (المناطق الأكثر نمواً من الناحية الاقتصادية) بينما 12.8% فقط يعيشون في النصف الجنوبي من شبه الجزيرة.
أصبحت إيطاليا بلد نزوح جماعي بعد وقت قصير من توحيد البلاد في أواخر القرن التاسع عشر. بين عامي 1898 و1914، أي في ذروة سنوات الهجرة الإيطالية هاجر حوالي 750,000 إيطالي كل عام.[83] ازدهرت المجتمعات الإيطالية في المستعمرات الأفريقية السابقة مثلإريتريا (ما يقرب من 100,000 في بداية الحرب العالمية الثانية)[84]والصومالوليبيا (150,000 من الإيطاليين استقروا في ليبيا مما شكل نحو 18% من مجموع السكان)،[85] الذي طردوا منها في عام 1970.[86]
تصدر الوثائق الرسمية في تلك المناطق باللغتين (أو ثلاث لغات في مناطق لغة لادن) ويمكن توفيرها باللغة الإيطالية أو اللغة الرسمية الأخرى عند الطلب. إشارات المرور أيضاً متعددة اللغات ما عدا في وادي أوستا حيث أنها باستثناءأوستا نفسها احتفظت بالأسماء اللاتينية الإيطالية في المواقع الجغرافية كما هو الحال في اللغة الإنكليزية والفرنسية، بعد أن فشلت محاولةطلينة هذه التسميات خلال الفترة الفاشية. يمكن أن يتم التعليم بلغات الأقليات عندما تتوفر المدارس الخاصة بهذا الأمر.
الدول الناطقة بالإيطالية: الأزرق الغامق: لغة رسمية؛ أخضر: ثانوية، واسعة الانتشار أو مفهومة؛ أزرق فاتح: مفهومة لدى البعض بسبب الاحتلال الإيطالي السابق.
اللغة الرسمية في إيطاليا هياللغة الإيطالية. يقدر موقعلغات العالم عدد المتحدثين بها في العالم بحوالي 55 مليوناً في إيطاليا و6.7 مليون خارج البلاد.[96] كما يتحدث بها ما بين 120 و150 مليون شخص كلغة ثانية أو لغة ثقافية.[97]
خلافاً لمعظماللغات الرومانسية الأخرى، احتفظت اللغة الإيطالية بالتباين بين الحروف الساكنة القصيرةوالطويلة الذي كان قائماً في اللغة اللاتينية. كما هو الحال في معظم اللغات الرومانسيةفالتشديد في الإيطالية مميز. تعد الإيطالية من بين اللغات الرومانسية الأقرب إلى اللاتينية من حيثالمفردات.[98]
تتفرع اللغة الإيطالية إلى لهجات عديدة تنتشر في مختلف أنحاء البلاد، ويواجه بعض الإيطاليين صعوبة كبيرة في فهم لهجة الآخر، بينما لا يستطيع بعض الإيطاليين ذوي الجذور الأجنبية أن يتحدثوا باللغة الإيطالية على الإطلاق.[99] مع ذلك أدى إنشاء نظام التعليم الوطني إلى انخفاض الاختلاف في اللهجات التي يتحدث بها في جميع أنحاء البلاد. تم توسيع المقاييس في الخمسينات والستينات من القرن العشرين وذلك بفضل النمو الاقتصادي وارتفاع دوروسائل الإعلامالتلفاز (ساهمت قناةراديو تلفزيون إيطاليا التلفزيونية في وضع معيار للغة الإيطالية).
تعدّالمسيحية الرومانية الكاثوليكية أكبر المذاهب الدينية في البلاد حتى الآن، على الرغم من أنها لا تعدّدين الدولة الرسمي.[101] يعرّف 87.8% من الإيطاليين أنفسهم ككاثوليك، على الرغم من أن ثلثهم فقط وصفوا أنفسهم بأنهم أعضاء فاعلين في الكنيسة (36.8%).
يؤمن معظم الإيطاليين بالله أو بشكل من أشكال قوة الحياة الروحية. وفقاً لأحدث استطلاع قام بهيوروباروميتر 2005:[102]
أجاب 74% من المواطنين الإيطاليين بأنهم يؤمنون بوجود الله.
أجاب 16% أنهم يعتقدون أن هناك نوعاً من الروح أو قوة الحياة.
أجاب 6% أنهم لا يعتقدون أن هناك إله أو أي نوع من الروح أو قوة الحياة.
الكنيسة الكاثوليكية الإيطالية هي جزء من الكنيسة الكاثوليكية العالمية في ظل القيادة الروحيةللبابا في روماومجلس الأساقفة الإيطالي. بالإضافة إلى إيطاليا تندرج دولتان أخريان ذواتا سيادة في الأبرشيات الإيطالية وهماسان مارينوومدينة الفاتيكان. وعلى الرغم من أن الفاتيكان لا تعدّ جزءاً من إيطاليا وفق القانون، فإنها تقع في روما وتستخدم فيهااللاتينية والإيطالية.[103] تتبع الكنيسة الكاثوليكية الإيطالية 225 أبرشية.
في عام 2006، شكل البروتستانت 2.1% من تعداد سكان إيطاليا، بينما ضمت الكنائس الأرثوذكسية الشرقية 1.2% من السكان. تضم الجماعاتالمسيحية الأخرى في إيطاليا أكثر من 700,000 من المسيحيين الأرثوذكس الشرقيين بما في ذلك 180,000 منالروم الأرثوذكس،[106] و550,000 من العنصرة والإنجيليين (0.8%) الذين منهم 400,000 أعضاء في جمعيات الرب و235,685 شهود يهوه (0.4%)،[107] و30,000 من الولدينسيين[108] و25,000 منالسبتيين والمورمون 22,000 و15,000 من المعمدانيين (بالإضافة إلى 5000 من المعمدانيين الأحرار)واللوثريون 7000، و4000 منالميثوديين (التابعة للكنيسة الولدينسية).[109]
أقدم الديانات في إيطاليا هياليهودية، حيث عاش اليهود فيروما القديمة قبل ميلاد المسيح. شهدت إيطاليا العديد من اليهود النافذين مثللويجي لوزاتي الذي خدم رئيساً للوزراء عام 1910،وإرنستو ناثان عمدة روما منذ سنة 1907 حتى سنة 1913وشبتاي دونولو (توفي سنة 982). خلالالحرب العالمية الثانية، احتضنت إيطاليا العديد من اللاجئين اليهود من ألمانياالنازية، مع ذلك ومع إنشاءالحكومة الإيطالية الاشتراكية المدعومة نازياً لقي حوالي 15% من اليهود في إيطاليا مصرعهم وذلك على الرغم من رفض الحكومة الفاشية ترحيل اليهود إلى معسكرات الموت النازية. يضاف إلى ذلك الهجرة التي سبقت وتلت الحرب العالمية الثانية وبالتالي لم يبق سوى مجموعة صغيرة من حوالي 45,000 يهودي في إيطاليا اليوم.
بسبب الهجرة من جميع أنحاء العالم ارتفعت نسبة الديانات غير المسيحية. في عام 2009 كان هناك مليونمسلم في إيطاليا ويشكلون 1.6% من السكان،[110] على الرغم من أن الحاملين للجنسية الإيطالية منهم هم 50,000 فقط. تشير تقديرات مستقلة إلى أن تعداد السكان المسلمين في إيطاليا يتراوح بين 0.8 مليون[111] إلى 1.5 مليون[112] نسمة.
هناك أكثر من 200,000 من أتباع العقائد الناشئة في شبه القارة الهندية منهم 70,000سيخ ولهم 22 معبد في جميع أنحاء البلاد،[113] كما يوجد 70,000 منالهندوس و50,000 منالبوذيين.[114] قُدّر عددالبهائيين في إيطاليا بنحو 4,900 شخص في عام 2005.[115]
تعود أصولالمافيا إلى صقلية، وتأثيرها واسع في المجتمع الإيطالي حيث تؤثر بشكل مباشر على 22% من الإيطاليين وعلى 14.6% من الناتج المحلي الإجمالي لإيطاليا،[116] كما أن رئيس الوزراء الإيطالي الحالي سيلفيو برلسكوني متهم بصلات مع الجريمة المنظمة.[117] كلفت مكافحة المافيا حياة الكثيرين بما في ذلك اغتيال قضاة بارزين مثلجيوفاني فالكونيوباولو بورسيلينو.
هناك أربعة مجموعات مافيا منفصلة تسيطر على الجنوب الإيطالي في مناطق أربع مختلفة:كوزا نوسترا في صقليةوكامورا في كامبانياوندرانجيتا في كالابرياوساكرا كورونا يونيتا في بوليا، ويمارسون نفوذهم على 13 مليون من الإيطاليين.[116] تمتد أعمال هذه المافيات على نطاق أوروبي وعالمي.[118]
يتوقع من الشركات ومنظمي الأعمال والتجار والحرفيين في هذه المناطق دفع «بيتزو» أو أموال حماية لمندوبي المافيا في منطقتهم. نادراً ما يتجنب أحدهم الدفع، بينما من يرفض الدفع قد يجد تجارته وحياته في خطر. أما من لا يستطيع تلبية مطالب المافيا قد تسيطر المافيا جزئيًا أو كليًا على تجارتهم.[118]
تحتل إيطاليا المرتبة 47 عالميًا في معدلات جرائم القتل بنسبة 0.013 لكل 1000 شخص في عينة شملت 63 بلدًا.[119] كما أنها تحتل المرتبة 43 في عدد حالات الاغتصاب في عينة من 65 بلدًا.[120]
بالإضافة إلى ذلك تحتل إيطاليا المرتبة الرابعة في العالم (الثالثة باستثناءصندوق النقد الدولي) بالنسبةلاحتياطيات الذهب، حيث يصل احتياطها إلى 2,451.8 طن، مما يجعلها تتأخر عنالولايات المتحدةوألمانيا بفارق بسيط، وتتفوق علىفرنساوالصين.[124] تعرف البلاد أيضاً بقطاع الأعمال الاقتصادية النافذ والخلاق،[125] وقطاع زراعي كادح ومنافس،[125] وبسياراتها المبدعة ذات الجودة العالية والتصميم الصناعي وتصميم الأزياء.[125]
على الرغم من هذا يعاني اقتصاد البلاد من مشاكل كثيرة. فبعد وصول نسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى أكثر من 8% من عام 1964 فصاعداً،[126] تراجع المعدل في العقد الماضي إلى 1.23% مقارنة بمعدل نمو سنوي وسطي فيالاتحاد الأوروبي يصل إلى 2.28%.[127] بالإضافة إلى ذلك توجد فجوة كبيرة في مستويات المعيشة بين الشمال والجنوب. يمكن أن يتجاوز متوسط نصيب الفرد منالناتج المحلي الإجمالي فيشمال إيطاليا بكثير متوسط الاتحاد الأوروبي (مثال على ذلكمقاطعة بولسانو حيث وصلالناتج المحلي الإجمالي عام 2006 للفرد 32,900 € (43,861$) وهو 135.5% من وسطي الاتحاد الأوروبي)،[128] في حين أن بعض المناطق والمحافظات في جنوب إيطاليا قد تكون أقل بكثير من متوسطالاتحاد الأوروبي (مثلكامبانيا التي يصل متوسط نصيب الفرد منالناتج المحلي الإجمالي عندها إلى 16,294 € أو 21,722. غالباً ما يشار إلى إيطاليا باسمرجل أوروبا المريض،[129][130] بسبب تميزها بالركود الاقتصادي وعدم الاستقرار السياسي والمشاكل في متابعة برامج الإصلاح.
تعاني إيطاليا من الضعف الهيكلي بسبب طبيعتها الجغرافية وعدم وجود المواد الخام وموارد الطاقة. طبيعة الأراضي جبلية في الغالب وبالتالي الكثير من التضاريس غير صالحة للزراعة المكثفة والاتصالات أكثر صعوبة.
من أسباب ضعف الاقتصاد الإيطالي عدم تطوير البنية التحتية وإصلاحات السوق وبحوث الاستثمار وكذلك ارتفاع العجز العام.[125] فيمؤشر الحرية الاقتصادية عام 2008، احتلت المرتبة 64 في العالم و29 في أوروبا وهو أدنى تصنيف فيمنطقة اليورو. لا تزال إيطاليا تتلقىمساعدات التنمية من الاتحاد الأوروبي كل عام. بين عامي 2000 و2006 تلقت إيطاليا 27.4 مليار يورو من الاتحاد الأوروبي.[131] تعاني الدولة من بيروقراطية رسمية غير فعالة وانخفاض حماية حقوق الملكية ومستويات عالية من الفساد وفرض الضرائب الثقيلة والإنفاق العام الذي يكلف خزينة الدولة نحو نصف إجمالي الناتج المحلي الوطني.[132] بالإضافة إلى ذلك، فإن أحدث البيانات تظهر أن إنفاق إيطاليا في مجالالبحث والتطوير في عام 2006 كان يساوي 1.14% من الناتج المحلي الإجمالي وهو أقل من المتوسط في الاتحاد الأوروبي (1.84%) وأقل من هدفاستراتيجية لشبونة لتخصيص 3% من الناتج المحلي الإجمالي لأنشطة البحث والتطوير.[133]
تمتلك إيطاليا عدداً أقل من الشركات متعددة الجنسيات ذات المستوى العالمي من الاقتصادات الأخرى ذات الحجم المماثل، ولكن هناك عدد كبير منالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم في «المثلث الصناعي» الشمالي (ميلانو وتورينو وجنوة) أو مثلث توسكانا الصناعي (فلورنسا وبراتو وبستويا)، حيث توجد مساحة صناعية مكثفة من الإنتاج الآلي ولا سيما فيالمناطق الصناعية التي كانت لفترة طويلة العمود الفقري للصناعة الإيطالية. أدى هذا الأمر إلى تشكيل قطاع صناعي يركز غالباً على التصدير إلىالأسواق المتخصصة والمنتجات الفاخرة وقادر على مواجهة المنافسة من الصين وغيرها من الاقتصادات الآسيوية الناشئة على أساس انخفاض تكاليف العمالة.[134]
كما تشكلصناعة السيارات في إيطاليا مصدر تشغيل كبير جداً في البلد، مع قوة عاملة تفوق 196,000 عامل (2004) تعمل في هذه الصناعة خاصة. تسهم صناعة السيارات إسهاماً كبيراً فيالناتج المحلي الإجمالي الإيطالي بنحو 8.5%.[135][136] تعدّ إيطاليا خامس أكبر منتج للسيارات في أوروبا (2006).[137]
ساحل أمالفي من جانب رافيلو، وهو أحد أشهر الوجهات السياحية في إيطاليا.
السياحة هي إحدى القطاعات الأسرع نمواً والأكثر ربحاً في الاقتصاد الوطني، حيث يزور البلاد 43.7 مليون سائح دولي وعائدات إجمالية تقدر بنحو 42.7 مليار دولار. تعد إيطاليا رابع أكبر دولة سياحية وخامس أكثر الدول زيارة في العالم.[138] على الرغم من التراجع في أواخرعقد الثمانينيات من القرن العشرين وخلالحرب الخليج الثانية، فإن إيطاليا منذ منتصف تسعينات القرن سالف الذكر أعادت بناء صناعة سياحة قوية.[139] أكثر وجهات السياحية في إيطاليا هيالكولوسيوم (4 ملايين سائح سنوياً والمعلم رقم 39 عالمياً من حيث عدد الزوار) وأطلال بومبي (48 عالمياً مع 2.5 مليون زائر).[140]
في عام 2008 كانت أكثر المدن الإيطالية زيارة من قبل السياح الأجانب هي: روما (11 عالمياً بنحو 6,123,000 سائح) وميلان (52 بنحو 1,914,000 زائر) والبندقية (57 بنحو 1,798,000 سائح) وفلورنسا (59 بنحو 1,729,000 سائح) ونابولي (166 بنحو 381,000 سائح) وباليرمو (183 بنحو 316,000 سائح) وفيرونا (188 بنحو 289,000) وريميني (189 بنحو 284,000 سائح) وبولونيا (191 بنحو 279,000 سائح) وجنوة (200 بنحو 243,000 سائح) وتورينو (203 بنحو 240,000 سائح) وأخيراً سيينا (229 بنحو 163,000 سائح).[141]
في عام 2004 وفر قطاعالنقل في إيطاليا حوالي 119.4 مليار يورو، موظفاً 935,700 شخص في 153,700 مؤسسة. فيما يتعلق بشبكةالطرق الوطنية، كان هناك 668,721 كم (415,612 ميل) من الطرق الصالحة في إيطاليا في عام 2002، بما في ذلك 6,487 كيلومتر (4,031 ميل) من الطرق السريعة، المملوكة للدولة ولكن يديرها القطاع الخاص عن طريقشركة أتلانتيا. في عام 2005، سجل في البلاد حوالي 34,667,000سيارة ركاب (590 سيارة لكل 1000 شخص) و4,015,000 من مركبات البضائع على شبكة الطرق الوطنية.[142]
الشبكة الوطنيةللسكك الحديدية مملوكة للدولة وتديرهافيروفي ديلو ستاتو. في عام 2003 بلغ طول السكك الحديدية في إيطاليا 16,287 كم (10,122 ميل) منها 69% مكهرب ويسير عليها 4937 قاطرة ومقطورة. تتألف شبكةالممرات المائية الداخلية من 1477 كم (918 ميل) من الأنهار والقنوات الصالحة للملاحة في عام 2002. في عام 2004 كان هناك ما يقرب من 30 مطار رئيسي (بما في ذلك اثنين منالمحاور الدولية فيمالبينسا في ميلانووليوناردو دا فينشي الدولي في روما) و43 من الموانئ الرئيسية (بما في ذلك ميناءجنوة الأكبر في البلاد وثاني أكبرها فيالبحر الأبيض المتوسط). امتلكت إيطاليا في عام 2005 أسطولاً جوياً مدنياً من حوالي 389,000 وحدة وأسطولاً تجارياً بحرياً قوامه 581 سفينة.[142]
يعتمد الاقتصاد الإيطالي على مصادر طاقة متنوعة تعتمد بدورها اعتماداً كبيراً على الواردات، ففي عام 2006 استوردت أكثر من 86% من إجمالي استهلاك الطاقة (99.7% من الوقود الصلب و92.5% من النفط و91.2% من الغاز الطبيعي و15% من الكهرباء)،[143][144] لكن على الرغم من ذلك، احتلت إيطاليا مركز سادس أكبر منتج في العالملطاقة الرياح خلفالهند وقبلفرنساوالمملكة المتحدة، مع قدرة لوحة مثبتة تبلغ 3736 جيغاواط في عام 2008.[145] لا توجد مفاعلات نووية نشطة داخل البلد. تنتج معظم الطاقة الكهربائية في إيطاليا من الغاز والنفط والفحم والطاقة الكهرمائية.
كانت إيطاليا ثامن أكبر مصدّر في العالم[146] في عام 2007 حيث وصلت قيمة الصادرات الإيطالية إلى 491,507$ مليار منها 118,261$ مليار في قطاع الخدمات التجارية والتي بلغت 504,404$ مليار في منطقة محددة وفقاًلمنظمة التجارة العالمية.[147]
صادرات إيطاليا الكبرى هي الآلات الدقيقة والعربات بمحركات والمواد الكيميائية والسلع الكهربائية. لكن صادرات البلاد الأكثر شهرة هي في مجالات الغذاء والكساء.
إيطاليا مصدر زراعي مهم كونها أكبر مصدّر ومنتج في العالمللكيوي،[148]والعنب (8,519,418 طن)والخرشوف (469,980 طن). أنتجت إيطاليا عام 2005 خمس إنتاج النبيذ في العالم.[149]
أقرب العلاقات التجارية الإيطالية هي مع البلدان الأخرى في الاتحاد الأوروبي والذين يستوردون حوالي 59% من مجموع تجارتها. أكبر الشركاء التجاريين من الاتحاد الأوروبي حسب حصة السوق هم ألمانيا (12.9%) وفرنسا (11.4%) وإسبانيا (7.4%).[39]
تمتلك البلاد نظام رعاية صحية وطني تأسس عام 1978.[151] يبلغ مقدار الإنفاق على الرعاية الصحية في إيطاليا 9.0% منالناتج المحلي الإجمالي للبلاد وهو أعلى قليلاً من متوسط دولمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية عند 8.9%،[152] ومع ذلك فإن إيطاليا تمتلك ثاني أفضل نظام رعاية صحية في العالم،[151][153] كما أنمتوسط العمر المتوقع في البلاد يحتل المرتبة 19 عالمياً[39] وتحتل المرتبة الثالثة من حيث جودة أداء الرعاية الصحية.[154] وصل توقع الحياة في إيطاليا عند الولادة إلى 80.9 في عام 2004 وهو أعلى من متوسط منظمة التعاون والتنمية.[155] كما بلغ معدل وفيات الرضع 4.7% (متوسط منظمة التعاون والتنمية 5.4%) في عام 2005.
رغم ما سبق فإن إيطاليا كما هو الحال في جميع دول منظمة التعاون والتنمية تعاني من زيادة في نسبة الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة وزيادة الوزن. ارتفعت النسبة من 7.0% في عام 1994 إلى 9.9% في عام 2005. توجد حالياً أقسام خاصة في مشافي إيطاليا لمعالجة هذه المجموعة.
بالإضافة إلى ذلك انخفضت نسبة المدخنين يومياً في نفس الفترة خلال الفترة الممتدة بين عاميّ 1990 و2005 من 27.8% إلى 22.3% (متوسط منظمة التعاون والتنمية 24.3%). فرض حظر التدخين في جميع المباني العامة منذ 10 يناير/ تشرين الثاني سنة 2005. يعاقب كل من يخالف هذا القانون بغرامة يتراوح قدرها بين 27.5 € إلى 275 €.
التعليم العام في إيطاليا مجاني وإلزامي للأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و14 سنة.[156] تمتد المرحلة الابتدائية على خمس سنوات والمرحلة الثانوية لمدة ثماني سنوات والتي تنقسم بدورها إلى المرحلة الأولى (المرحلة المتوسطة)، والمرحلة الثانية (أوالمدرسة الثانوية). تمتلك إيطاليا معايير تعليم عامة عاليةمتجاوزة البلدان الأخرى المتقدمة القابلة للمقارنة مثل المملكة المتحدة وألمانيا.[157] يوجد في البلاد قطاعا تعليم: عام وخاص.
تستضيف إيطاليا مجموعة واسعة من الجامعات والكليات والمعاهد. صنفتجامعة بوكوني في ميلانو من بين أفضل 20كلية أعمال في العالم وفقاً لصحيفةوول ستريت جورنال، خاصة بفضل برنامجالماجستير في إدارة الأعمال، والتي وضعتها في عام 2007 في المرتبة السابعة عشر من حيث تفضيل توظيف الخريجين من قبل الشركات المتعددة الجنسيات الكبرى.[159] أمامجلة فوربس فوضعت جامعة بوكوني في المرتبة الأولى عالمياً في الفئة الخاصة بقيمة المال.[160] في أيار / مايو 2008، تجاوزت بوكوني العديد من كليات الأعمال العالمية التقليدية في تصنيففاينانشال تايمز للتعليم التنفيذي، لتحصد المركز الخامس في أوروبا والخامس عشر في العالم.[161] في عام 2013، صنف مركز الجامعات العالميةجامعة روما سابينزا في المرتبة 62 على مستوى العالم العالم والأولى على مستوى إيطاليا في تقريرها السنوي لتصنيف الجامعات العالمية.[162]
من بين الجامعات والمعاهد الأخرى المتميزة:جامعة البوليتكنيك في تورينووجامعة البوليتكنيك في ميلانو والتي حصلت على المرتبة 57 عالمياً بين الجامعات التقنية في العالم في عام 2009، في البحث الذي أجري لصالح صحيفة تايمز هاير إديوكيشن.[163] رفع هذا البحث مرتبة الجامعة 6 مراتب من مرتبة 63 في عام 2008. في عام 2009 وضعها بحث إيطالي على قمة الأفضل في إيطاليا من خلال مؤشرات مثل الإنتاج العلمي واجتذاب الطلاب الأجانب وغير ذلك.[164] حلتجامعة لا سابينزا عام 2005 في المرتبة 33 بين أفضل جامعات أوروبا،[165] وتصنف ضمن أفضل 150 جامعة في العالم.[166] ووصلتجامعة لا سابينزا أيضًا إلى لائحة أفضل 150 جامعة في العالم،[167] حصدتجامعة ميلانو، التي تطورت أنشطة البحث والتدريس فيها على مر السنين، شهادات تقدير دولية هامة، كما أنها العضو الإيطالي الوحيد في رابطة جامعات البحوث الأوروبية، وهي مجموعة من عشرين جامعة أوروبية مرموقة مختصة بالأبحاث المكثفة، كما منحت المراتب التالية: الأولى في إيطاليا والسابعة في أوروبا (ترتيب ليدن - جامعة لايدن).
جامعة بولونيا هي أقدم جامعة في إيطاليا وفي العالم الغربي،[168] وقد صُنفت ضمن قائمة أفضل 200 جامعة في العالم في عام 2009 حسب صحيفة التايمز، لتكون بذلك الوحيدة بين الجامعات الإيطالية التي دخلت هذه القائمة.جامعة بادوا لا تزال أيضاً واحدة من أقدم الجامعات في أوروبا. وتحتلجامعة بولونياوجامعة بادوفاوجامعة لا سابينزا قائمة أفضل 3 جامعات في إيطاليا وفقاً للتصنيفكيو إس.[169]
تتميز إيطاليا بخدماتهاتفالبيانات الحديثة.[170] يوجد في البلد 17.7 مليون مضيفإنترنت وهي بذلك الرابعة عالمياً،[170] و32 مليوناً من مستخدمي الإنترنت وهي بذلك العاشرة عالمياً. يوجد في البلاد 88.58 مليونهاتف محمول، وهو ما يتجاوز بكثير عدد السكان الفعلي ويضعها في المرتبة 11 على مستوى العالم، و20 مليون خطهاتف ثابت.[170] تمتلك إيطاليا كابلات ذات قدرة عالية للاستخدام المنزلي في الهواتف والعديد من الاتصالات الدولية.[170]
ظهر أول شكل من أشكال التلفزة في إيطاليا في عام 1939 عندما بدأ البث التجريبي الأول. لكنه لم يستمر طويلاً حيث تعطل البث بعدما دخلتإيطاليا الفاشية الحرب العالمية الثانية في عام 1940 ولم تستؤنف فعلياً إلا بعد تسع سنوات من انتهاء النزاع أي في عام 1954. توجد شبكتان تلفزيونيتان وطنيتان: «راي» المملوكة للدولة والممولة برسوم ترخيص سنوية إلزامية،وميدياست الشبكة التجارية التي أسسها رئيس الوزراء الإيطالي الحاليسيلفيو برلسكوني. في حين أن العديد من الشبكات الأخرى موجودة أيضاً على الصعيدين الوطني والمحلي لكن تلك الشبكتان وحدهما يشكلان 80% من تقديرات التلفزيون.
كما هو الحال في جميع وسائل الإعلام الإيطالية الأخرى، تعدّ صناعة التلفزيون الإيطاليمسيسة بشكل واسع على حد سواء داخل وخارج البلاد.[171] تخضعشبكة راي وخلافاًلهيئة الاذاعة البريطانية، التي تسيطر عليهاهيئة مستقلة، لسيطرة الحكومة المباشرة؛ بينما تتبع أغلب المحطات التجارية المهمة في البلاد بدورها لرئيس الوزراء الحالي. وفقاً لاستطلاع ديسمبر 2008 فإن 24% فقط من الإيطاليين يثقونبالبرامج الإخبارية التلفزيونية مقارنة بنظرائهم البريطانيين، التي تصل نسبتهم إلى 38%، مما يجعل من إيطاليا واحدة من ثلاثة بلدان تعدّ الإنترنت مصدراً موثوقاً للمعلومات أكثر من التلفاز.[172][173] تمتلك إيطاليا إلى جانبتركيا أحد أدنى مستوياتحرية الصحافة في أوروبا حتى أنها تقع وراء بعض البلدان الشيوعية السابقة مثل بولندا وجمهورية التشيك.[174]
ينقسم المجتمع الإيطالي إلىطبقات مختلفة: الطبقةالبرجوازية والطبقة الوسطى والطبقة البرجوازية الصغرى في المناطق الحضرية والبرجوازية الصغرى في المناطق الريفية والطبقة العاملة في المدن والطبقة العاملة الريفية.[175]
للمرأة حقوق متساوية مع الرجل وبشكل رئيسي في العمل والتجارة وفرص التعليم. لكن بعض التقليديين في المجتمع الإيطالي (لا سيما في الجنوب)، لا يزالوا يميلون إلى معاملة المرأة على أنها أقل شأناً من الرجل إلى حد ما، ولكن حقوقالمرأة في إيطاليا تبقى تماثل معظم البلدان الغربية.[176]
يقبل القانون الإيطالي بالمثلية الجنسية والمتحولين جنسياً، لكنهم رغم ذلك يواجهون تحديات قانونية لا يعاني منها غيرالمثليين. النشاط الجنسي المثلي مسموح به في إيطاليا، لكن الشريكين من نفس الجنس والأسر التي يرأسها أزواج من نفس الجنس ليست مؤهلة للحصول على الحماية القانونية المتاحة للأزواج من غير المثليين.
تغيرت الآراء الإيطالية في الماضي حيث أن الشعب حالياً أكثر دعماً وتحرراً فيما يخص حقوق المثليين، لكنه لا يزال دون درجة التحرر في الدول الأوروبية الأخرى. ينظر إلى التسامح بطريقة غريبة حيث أن التأثير الدينيللكنيسة الكاثوليكية الرومانية تأصل في المجتمع الإيطالي لما يقرب من 1700 سنة، أما الساسة الإيطاليين المحافظين مثلسيلفيو برلسكوني يعارضون في كثير من الأحيان المزيد من حقوق المثليين.[177] أظهر مسح يوروباروميتر في ديسمبر/ كانون الأول 2006 أن 31% من الإيطاليين ممن شملهم الاستطلاع يؤيدون زواج المثليين و24% منهم يعترف بحق الزوجين من نفس الجنس بالتبني (وسطيالاتحاد الأوروبي 44% و33%).[178] أما في استطلاع أخير في 2007 يسأل عما إذا كنت تؤيد قانون الشراكة المدنية للمثليين فإن 45% أبدوا دعمهم بينما عارضه 47% وقال 8% أنهم غير متأكدين.[179] يسمح أيضاً للمثليينبالخدمة العسكرية الكاملة.
الحياة اليومية والترفيه
شاطئ في صقلية.
تغيرت عادات الإيطاليين الاجتماعية والحياة اليومية بشكل عميق منذالحرب العالمية الثانية وتحولت البلاد من مجتمع تقليدي للغاية قائم على الزراعة إلى مجتمع تقدمي وحديث.[180]
يفضل معظم الطليان القيام بأنشطة مثل الذهاب إلىالسينما وقراءةالصحف ومشاهدةالتلفاز والاستماع إلىالراديو والمطالعة وممارسة الرياضة.[139] وفقاً لبعض الدراسات الاستقصائية، فإن الإيطاليين عمومًا راضون للغاية عن العلاقات الاجتماعية والأسريةوالرعاية الصحية والحياة اليومية وعلاقات الصداقة ولكنهم يجدون الوضع الاقتصادي وفرص العثور على عمل عموماً أقل إرضاء، وخصوصاً في أجزاء منجنوب إيطاليا التي تعاني من بطالة مرتفعة نسبياً.[139] تجري اللقاءات الاجتماعية في ساحات البلاد الوفيرة وفي الحانات والمراقص ومطاعمالبيتزاوالمطاعم الأخرى حيث أن الترفيه يلقى شعبية بين الإيطاليين وخاصة بين الأجيال الشابة.[139] لا تزال السيارات تشكل جزءاً قوياً من الحياة اليومية الإيطالية لكن هذا الشغف أدى إلى ازدحام المدن بها.[139]
التقاليد وآداب المائدة
تمتلك إيطالياقواعد سلوك مماثلة لنظيراتها في أوروبا. الانفتاح والثقة وتقديم النفس بشكل جيد والظهور بشكل أنيق عند لقاء أشخاص جدد أساسي لترك انطباع جيد ويعرف بالإيطالية باسم «لا بيلا فيغورا» أو «المظهر الحسن».[105][181] الاجتماعات العائلية على مائدة الطعام تعدّ هامة مع الالتزام بآداب المائدة. تميل الأسر إلى تناول الطعام معاً على طاولة واحدة، أما في الآحاد أو في المناسبات الخاصة قد تتم دعوة الأصدقاء أو الأقارب للمنزل أو إلى مطعم لتناول وجبة معاً.[181]
تعاني البندقية من فيضانات ناجمة عن ارتفاع منسوب المياه.
لم تقم إيطاليا بمواجهة مشاكلها البيئية فوراً بعد النمو الصناعي السريع، وهي حالياً تحتل حالياً المرتبة 84 عالمياً في تحقيق الاستدامة البيئية، بعد أن قامت بالعديد من التحسينات.[182] يعد تلوث الهواء مشكلة خطيرة ولا سيما في الشمال الصناعي، حيث تحتل المرتبة العاشرة عالمياً من حيث أعلى مستوى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الصناعي، الذي وصل إلى 7.03 طن فيتسعينات القرن العشرين للفرد الواحد.[183] ازدادت انبعاثاتأول أكسيد الكربون في البلاد بنسبة 12% في الفترة بين عامي 1985 و1989.[184]
أدى الازدحام المروري في المناطق الحضرية الكبرى في إيطاليا مثل ميلانو وروما ونابولي إلى ارتفاع مستويات التلوث فيها مما يتسبب في مشاكل بيئية وصحية.[182] برزت هذه المشكلة مؤخراً في 80 بلدة ومدينة في شمال إيطاليا خلال يوم مكافحة الضباب الدخاني حيث أوقفت كل حركة المرور غير الضرورية.[185] تراجعت مستويات التلوث في الهواء كثيرًا منذ سبعينات وثمانينات القرن العشرين، ووجود الضباب الدخاني أصبح ظاهرة نادرة على نحو متزايد وبدأت مستوياتثاني أكسيد الكبريت بالتناقص.[186] يميل تلوث الهواء في المناطق الأقل توسعاً مثل جبال الألب الإيطالية وأجزاء من جنوب إيطاليا إلى أن يكون أقل بكثير من التلوث في المناطق الصناعية.
كما تلوثت العديد من المجاري المائية والامتدادات الساحلية بسبب النشاط الصناعي والزراعي،[184] بينما أدى ارتفاع منسوب المياه إلى حدوث فيضانات متعددة في البندقية على مر السنوات الأخيرة. لا يتم التخلص من النفايات الصناعية بالوسائل القانونية دائماً، مما يؤدي إلى آثار صحية دائمة على سكان المناطق المتضررة، كما هو الحال فيكارثة سيفيزو. شغلت البلاد أيضاً العديد من المفاعلات النووية بين سنتيّ 1963 و1990 ولكن بعدكارثة تشيرنوبيل وإجراءاستفتاء حول هذه القضية تم إنهاء البرنامج النووي وهو القرار الذي ألغي من قبل الحكومة في عام 2008. تم التوقيع على اتفاق مع فرنسا في عام 2009 لبناء ما يصل إلى أربع محطات نووية جديدة.
أدت إزالة الغابات ومشاريع البناء غير المرخص وسوء سياسات إدارة الأراضي إلى تآكل كبير في المناطق الإيطالية الجبلية مما يؤدي إلى كوارث بين الحين والآخر وخسائر كبيرة في الأرواح مثل فيضانسد فايونتوالانهيارات الطينية في ميسينا والانهيارات الطينية فيسارنو التي أزهقت أرواح 137 شخصاً في عام 1998.[187]
نشأت حركةالمدينة البطيئة في إيطاليا، وتضم 67 مدينة، تشترط على أعضائها جودة الحياة والنمو المستدام.[188]
لم تذكر إيطاليا كدولة حتى توحيد البلاد في سنة 1861. نتيجة لهذا التوحيد في وقت متأخر نسبياً والحكم الذاتي التاريخي للمناطق الإيطالية، فإن الكثير من التقاليد والعادات الإيطالية الآن يمكن تحديد مناطقها الأصلية. على الرغم من التميز السياسي والاجتماعي لهذه المناطق فإن المساهمات الإيطالية في التراث الثقافي والتاريخي لأوروبا والعالم لا يزال هائلاً. إيطاليا هي موطن لأكبر عدد منمواقع التراث العالميلليونسكو (44) حتى الآن وتمتلك مجموعة غنية من الأعمالالفنيةوالثقافيةوالأدبية من فترات مختلفة. كما امتلكت إيطاليا تأثيراً ثقافياً واسعاً في جميع أنحاء العالم، يرجع ذلك أيضاً إلى وجود مهاجرين طليان هاجروا إلى بلدان أخرى خلال عهدالشتات الإيطالي. يوجد في إيطاليا عموما ما يقدر بنحو 100,000 من الآثار من أي نوع (المتاحف والقصور والمباني والتماثيل والكنائس والمعارض الفنية والفيلات والنوافير والمنازل التاريخية والمواقع الأثرية).[189]
كما أثرت العمارة الإيطالية على نطاق واسع في الهندسة المعمارية العالمية. فنرى المعماري البريطاني، إنجو جونس، يستلهم من تصميمات المباني والمدن الإيطالية، وعادت أفكار العمارة في عصر النهضة الإيطالية إلى إنجلترا في القرن 17، لتستوحي من أندريا بالاديو.[191]
يمكن العودة بأصول المسرح الإيطالي إلى العهد الروماني الذي تأثر بشدة بنظيره اليوناني. كما هو الحال مع الكثير من الأصناف الأدبية الأخرى فإن المسرح الروماني يميل إلى ترجمة وتكييف المسرح اليوناني. على سبيل المثال، استند فيدرا سينيكا علىيوربيديس، كما أن العديد من المسرحياتالكوميديةلبلوتوس كانت ترجمة مباشرة لأعمالميناندير. خلالالقرن السادس عشر وحتىالقرن الثامن عشر كان المسرح الكوميدي شكلاً من أشكال المسرح الارتجالي والذي لا يزال قائماً إلى يومنا هذا. كانت الفرق المسرحية تجول البلاد وتنصب مسرحها في الهواء الطلق وتوفر التسلية في شكل ألعاب خفة وألعاب بهلوانية ومسرحيات كوميدية مبنية على شخصيات قائمة بنص خام تعرف باسم «كانوفاتشيو».
لعبت الموسيقى أبداً دوراً هاماً في الثقافة الإيطالية سواء كانتموسيقى شعبية أوكلاسيكية. ابتكرت بعض الأدوات المرتبطة بالموسيقى الكلاسيكية بما في ذلكالبيانووالكمان في إيطاليا كما يمكن العودة في أصول الأنماط الموسيقية الكلاسيكية السائدة مثلسيمفونيةوكونشرتووسوناتا إلى ابتكارات القرنين السادس عشر والسابع عشر في إيطاليا.
حلّت إيطاليا في المركز 26 فيمؤشر الابتكار العالمي عام 2023،[195] وحافظت على الترتيب نفسه في مؤشر عام 2024،[196][197] لكنها تراجعت مركزين في مؤشر 2025 لتحل في المركز 28.[198]
تختلف مكونات الأطباق حسب المنطقة. مع ذلك فقد انتشرت العديد من الأطباق الأقليمية في جميع أنحاء البلاد. الجبن والنبيذ هي المكونات الرئيسية للمطبخ وتلعب أدوارًا مختلفة على الصعيدين الإقليمي والوطني من حيث التنوع. تعدّالقهوة وبشكل أكثر تحديدًاالإسبرسو من أبرز سمات المطبخ الثقافي لإيطاليا. بعض الأطباق الشهيرة تشملالباستاوالبيتزاواللازانياوالفوكاتشياوالجيلاتي.
^"European Rennaisance and Reformation"(PDF). Township of Washington, NJ: Immaculate Heart Academy. [n.d.] مؤرشف منالأصل(PDF) في 2016-03-04. اطلع عليه بتاريخ20 December 2009.{{استشهاد بدورية محكمة}}:الاستشهاد بدورية محكمة يطلب|دورية محكمة= (مساعدة)،تحقق من التاريخ في:|تاريخ النشر= (مساعدة)، وتجاهل المحلل الوسيط|الفصل= (مساعدة).
^foreignaffairs.org| Ben W. Heineman, Jr., and Fritz Heimann speak of Italy as a major country or "player" along with Germany, France, Japan, and the United Kingdom, in "The Long War Against Corruption".نسخة محفوظة 5 يناير 2009 على موقعواي باك مشين.
^M. De Leonardis,Il Mediterraneo nella politica estera italiana del secondo dopoguerra, Bologna, Il Mulino, 2003, p. 17
^"Tourism Highlights"نسخة محفوظة 9 أغسطس 2017 على موقعواي باك مشين. (pdf). United Nations World Tourism Organization (UNWTO). 2008. صفحة 5. اطلع عليه بتاريخ 30 أبريل 2010."نسخة مؤرشفة"(PDF). مؤرشف من الأصل في 2019-03-27. اطلع عليه بتاريخ2019-05-01.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^قاموس أكسفورد اللاتيني, p. 974: "first syll. naturally short (cf.Quint.Inst.1.5.18), and so scanned inLucil.825, but in dactylic verse lengthenedmetri gratia."
^J.P. Mallory and D.Q. Adams,Encyclopedia of Indo-European Culture (London: Fitzroy and Dearborn, 1997), 24.
^Guillotining, M., History of Earliest Italy, trans. Ryle, M & Soper, K. in Jerome Lectures, Seventeenth Series, p.50
^Stéphane Barry and Norbert Gualde, "The Biggest Epidemics of History" (La plus grande épidémie de l'histoire, in L'Histoire n°310, June 2006, pp.45–46
^"Most Baha'i Nations (2005)".QuickLists> Compare Nations> Religions>. The Association of Religion Data Archives. 2005. مؤرشف منالأصل في 2019-04-29. اطلع عليه بتاريخ2010-01-30.
1 كُلياً داخلآسيا، ولكن تاريخياً مصنفة كدولة أوروبية.2 جزئياً أو كلياً داخل آسيا، حسب الحدود.3 معظم أراضيها في آسيا.4 جغرافياً هي جزء منإفريقيا، ولكن تاريخياً مصنفة كدولة أوروبية.