إفريقيا كما تُكتبإفريقيَّة،[1] هي ثاني أكبرقاراتالعالم من حيث المساحة وعدد السكان، وتأتي في المرتبة الثانية بعد قارةآسيا، تبلغ مساحتها 30.2 مليونكيلومتر مربع (11.7 مليونميل مربع)، وتتضمن هذه المساحةالجزر المجاورة، وهي تغطي 6% من إجمالي مساحة سطحالأرض، وتشغل 20.4% من إجمالي مساحة اليابسة.[2] يبلغ عدد سكان إفريقيا حوالي 1.2 مليار نسمة (وفقًا لتقديرات 2016)،[3][4][5] ويعيشون في 61 إقليمًا، وتبلغ نسبتهم حوالي 14.8% منسكانالعالم.
ويمرخط الاستواء خلال قارة إفريقيا، وهي تشمل مناطق مناخية متعددة؛ بل هي القارة الوحيدة التي تمتد من المنطقة الشماليةالمعتدلة إلى المنطقة الجنوبيةالمعتدلة.[7]
يطلق اسمأفري على العديد من البشر الذين كانوا يعيشون فيشمال إفريقيا بالقرب منقرطاج. ويمكن تعقب أصل الكلمة إلىالفينيقيةأفار بمعنىغبار، إلا أن إحدى النظريات أكدت عام[8] 1981 أن الكلمة نشأت من الكلمةالأمازيغيةإفري أو إفران، وتعني الكهف، في إشارة إلى سكان الكهوف.[9] ويشير اسم إفريقيا أو إفري[9] أو أفير إلى قبيلةبنو يفرن الأمازيغية التي تعيش في المساحة ما بينالجزائروطرابلس (قبيلةيفرنالأمازيغية).[10]
وقد أصبحتقرطاج في العصر الروماني عاصمة إقليم إفريقيا، الذي كان يضم الجزء الساحلي المعروف اليومبليبيا. أما الجزء الأخير من الكلمة «-قا» فهو مقطع يلحق بآخر الكلمات الرومانية، ويعني «بلد أو أرض».[11] ومما حافظ على الاسم في أحد أشكاله أيضًا، إطلاقه على مملكةإفريقيا الإسلامية التي نشأت في وقت لاحق،تونس حاليًا.
إفريقيس بن ذي المنار وهو أحد أشهر الملوك التبابعة اليمنيين القدماء وهو الذي سميت قارة إفريقيا باسمه وهو والد الملك شمر يهرعش
في القرن الأول، أكد المؤرخ اليهوديفلافيوس يوسفوس في (Ant. 1.15) أن الاسم كانلإيفير، أحد أحفادإبراهيم العهد القديم «التوراة» 25:4، وقد إدعى المؤرخ أن أحفاد إفير قد غزواليبيا.
الكلمة اليونانيةأفريكا وهي تعني «بلا برودة». وهذا ما رجحه المؤرخليون الإفريقي (1488- 1554)، الذي رجح أن التسمية جاءت من الكلمة اليونانيةفيريك (φρίκη، والتي تعني البرودة والرعب) مضافًا إليها المقطع الذي يعبر عن النفي "-a" وهو يلحق بأول الكلمة في إشارة إلى أرض خالية من البرودة والرعب.
وقد رجح ماسي في1881 أن أصل الكلمة مستمد من الكَلمة المصريةأف-رويـ-كا، وهذا يعدّ انتقالًا بالمعنى إلى فتح الـ «كا». أما الـ«كا» فهي تعني القوة المضاعفة لكل إنسان، وتشير فتح الـ «كا» إلى الرحم أو مكان الميلاد. فإفريقيا كانت بالنسبة للمصريين هي «أرض الميلاد» أو «الوطن الأم».[12]
ويذكر أن الاسم الإيرلندي المؤنثأيفريك، عند نطقه باللكنة الإنجليزية ينطقأفريكا، إلا أن الاسم المذكور لا علاقة له بالاسم ذا الميزة الجغرافية.
بروصوروبود ميسوسبونديلوس الإفريقي The African prosauropod Massospondylus
في بداية حقب العصر الوسيط، كانت قارة إفريقيا تشكل مع قارات الأرض الأخرى «قارة بانجايا» أو «بنجوانا» (قارة عظمى كانت موجودة قديمًا) Pangaea.[13] وقد شاركت قارة إفريقيا هذه القارة العظمى نسبيًا في مجموعة الحيوانات الموحدة التي كانت تعيش في تلك الحقبة الزمنية، والتي تسيطر عليها حيوانات من فئة ديناصورات الثيروبودا، وديناصورات prosauropods، وفئة الديناصورات البدائية ornithischian، وذلك بحلول نهاية الحقبة الترياسية.[13] وقد وُجدت حفريات تنتمي إلى أواخر الحقبة الترياسية في جميع أنحاء إفريقيا، إلا أنها أكثر شيوعًا في الجنوب والشمال.[13] ويعدّ ظهور علامات الانقراض من الأحداث أن أطوار الحياة في إفريقيا خلال هذه الحقبة زمنية لم يتم دراستها دراسة وافية.[13]
تعدُّ الطبقات المنتمية إلى أوائل الحقبة الجوراسية موزعة بطريقة مشابهة لطبقات أواخر الحقبة التريسسية، بالإضافة إلى النتوءات الأكثر شيوعًا في الجنوب، والطبقات المتحجرة الأقل شيوعًا، والتي تسود من خلال مسارات متجه نحو الشمال. وبمرور الوقت خلال الحقبة الجوراسية، تكاثرت في إفريقيا مجموعات كبيرة ومميزة من الديناصورات مثل السواروبودات والأورنيثوبودات.[13] لم يتم تمثيل الطبقات التي تنتمي للحقبة الجوراسية الوسطى في إفريقيا أو دراستها دراسة وافية.[13] كما أن تمثيل طبقات الحقبة الجوراسية المتأخرة أيضًا جاء ضعيفًا بصرف النظر عن مجموعة حيوانات التندجورو المذهلة في تنزانيا.[13] وتتشابه حياة حيوان التندجورو في أواخر الحقبة الجوراسية مع التندجوروالذي تم اكتشافه فيتشكيل موريسون في الشمال الغربي من أمريكا.[13]
وقد انفصلت جزيرة مدغشقر عن إفريقيا في منتصف الحقبة الوسيطة منذ حوالي 150 -160 مليون سنة، إلا أنها بقيت مرتبطة بالهند وباقي اليابسة في قارة جوندوانان.[13] وتشمل مدغشقر حفريات لحيواناتالأبلصورات،والتيتنصورات.[13] ثم وقت لاحق، في بداية العصر الطباشيري،
ثروبود سبينصوروس الإفريقية theropod Spinosaurus هي أكبر الديناصورات آكلة اللحوم المعروفة.
إنفصلت اليابسة التي تضم مدغشقر {والهند عن باقي قارة جوندوانان.[13] وبحلول نهاية العصر الطباشيري، انقسمت مدغشقر عن الهند بشكل دائم ومستمر إلى أن وصلت إلى تكويناتها الحالية.[13]
على النقيض منمدغشقر، ظلت المساحة الأساسية لإفريقيا مستقرة في موقعها بشكل نسبي خلال الحقبة الوسيطة.[13] على الرغم من استقرار الموقع، إلا أن ثمة تغييرات كبيرة حدثت في ترابطها مع أجزاء اليابسة الأخرى، حيث أن الأجزاء الباقية من قارةبانجيا كانت آخذه في التفكك.[13] وبحلول بداية الحقبة الأخيرة من العصر الطباشيري، انفصلتأمريكا الجنوبية عن إفريقيا، مما أدى إلى اكتمال النصف الجنوبي من المحيط الأطلنطي.[13] وكان لهذا الحدث تأثيرًا كبيرًا على المناخ العالمي، بفعل تغير مسارات تيارات المحيط.[13]
وفي أثناء العصر الطباشيري كانت إفريقيا مأهولة بالألوصورويدات والسبينوصوريدات، بما فيهاالديناصورات الكبرى آكلة اللحوم.[13] أما التيتنوصورات فهي من الحيوانات آكلة العشب في النظام البيئي القديم.[13] وتعدّ المواقع التي تنتمي إلى العصر الطباشيري أكثر شيوعًا من المواقع التي تنتمي إلى الحقبة الجوراسية، إلا أنها لا يمكن تحديد تواريخها بواسطة المقاييس التي تعمل بأشعة الراديو، مما يجعل أمر تحديد العصور التي ترجع إليها هذه المواقع صعبًا.[13] يقول لويس جاكوب الباحث في علم الإنسان القديم وتطوره، والذي قضى وقتا في القيام بالعمل الميداني في ملاوي، أن الطبقات الإفريقية «تحتاج إلى المزيد من العمل الميداني»، وسوف يثبت أنها «... أرضًا خصبة لاكتشاف».[13]
وبانتهاءالعصر الجليدي، (تقريبًا 10,500 سنة قبل الميلاد) كانت الصحراء قد تحولت مرة أخرى لتكون وادي أخضر خصب، وعاد السكان الأفارقة من المرتفعات الداخلية والساحلية إلىجنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا. وبالرغم من ذلك، فإن المناخ الدافئ والجاف يعطي انطباعًا بأنه بحلول عام 5000 قبل الميلاد أصبحت المنطقة الصحراوية جافة وغير مناسبة للعيش فيها بشكل متزايد. مما أدى إلى هجرة السكان من المنطقة الصحراوية إلىوادي النيل أسفلالشلال الثاني حيث قاموا بتكوين مستوطنات دائمة وشبه دائمة تبين علي ذلك الممالك النوبية والمروية والفرعونية التي كانت موجودة. وقد حدث آنذاك ركود مناخي كبير، أدى إلى تقليل سقوط الأمطار الغزيرة والمستمرة على وسطوشرق إفريقيا. منذ ذلك الوقت سادت ظروف الجفاف في شرق إفريقيا، وعلى نحو متزايد خلال الـ 200 سنة الأخيرة، فيإثيوبيا.
وقد ساعدت تربية الماشية في إفريقيا علىالزراعة، وفيما يبدو أنها تواجدت جنبًا إلى جنب مع الحضارات التي قامت على الصيد. ومن المذهل أن الأبقار كانت مُستأنسة وكانت تتم تربيتها في شمال إفريقيا منذ عام 6000 قبل الميلاد.[21] وفي بيئة صحراء وادي النيل المركبة، قام السكان باستئناس العديد من الحيوانات، بما في ذلك حمار التحميل، والماعز الصغير ذا القرن والذي كان شائع الانتشار في المنطقة من الجزائر إلىالنوبة.وفي عام 4000 قبل الميلاد أصبح مناخ الصحراء أكثر جفافًا، وتم ذلك على نحو سريع للغاية.[22] وقد أدى هذاالتغير المناخي إلى تقلص البحيرات والأنهار بشكل كبير، وأدى ذلك زيادة ظاهرةالتصحر. وهذا، بدوره، أدى إلى انخفاض مساحة الأراضي المستوطنة، وساعد على الهجرة الجماعات التي كانت تعيش على الزراعة إلى المناطق المناخ الأكثر استوائية فيغرب إفريقيا.[22]
وبحلول الألفية الأولى قبل الميلاد، كانتأعمال الحدادة قد اُستحدثت في شمال إفريقيا وانتشرت بشكل سريع عبر الصحراء إلى المناطق الشمالية من صحراء جنوب إفريقيا[23]، وبحلول عام 500 قبل الميلاد بدأ تصنيع المعادن أمرًا شائعًا في غرب إفريقيا. وبحلول عام 500 قبل الميلاد تقريبًا كانت أعمال الحدادة قد استقرت بشكل كامل في العديد من مناطق شرق وغرب إفريقيا، بالرغم من أن أعمال الحدادة لم تكن قد بدأت في مناطق أخرى حتى القرون الميلادية الأولى. وقد تم اكتشاف أواني وأغراض نحاسية منمصر، وشمال إفريقيا،والنوبة،وأثيوبيا، والتي يرجع تاريخها إلى 500 عام قبل الميلاد تقريبًا، مما يعزز فكرة تواجد شبكات تجارة عبر الصحراء آنذاك.[22]
تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني في أبو سمبل، مصر، يرجع تاريخها إلى 1244 قبل الميلاد.
بدأت كتابة أولى صفحات سجل التاريخ، منذ 3300 قبل الميلاد تقريبًا في شمال إفريقيا ببزوغ نجم الحضارةالفرعونية فيمصر القديمة.[24] وهي تعد واحدة من أقدم وأطول الحضارات بقاءً. فقد كان للحضارة المصرية تأثيرًا على المناطق الأخرى بمستويات متفاوتة حتى عام 343 قبل الميلاد.[25][26] فقد وصل تأثير الحضارة المصرية غربًا إلى «ليبيا حاليًا»، ووصل إلى كريت[27]وكنعان شمالًا، ومملكةأكسوموالنوبة جنوبًا. وقد تكٌّون مركز مستقلللحضارة يتمتع بعلاقات تجارية معفينيقيا فيقرطاج على الساحل الشمالي الغربي لإفريقيا.[28][29]
وفي أوائل القرن السابع الميلادي، إتسعتالخلافة العربية الإسلامية حتى وصلت إلىمصر، ثُم تابعت حتى وصلت إلى شمال إفريقيا. وفي وقت قصير، استطاعت النخبة المحلية من الأمازيغ الاندماج مع القبائل العربية المُسلمة. عندما سقطتدمشق عاصمة الأمويين في القرن الثامن الميلادي، انتقل مركز الحضارة الإسلامية فيحوض البحر المتوسط منسوريا إلىالقيروان في شمال إفريقيا. وقد إتسمتالدولة الإسلامية في شمال إفريقيا بالتنوع، فهي مركز للصوفيين، والعلماء، والفقهاء، والفلاسفة. وخلال هذه الفترة المذكورة آنفًا، انتشر الإسلام في صحراء جنوب إفريقيا، من خلال طرق التجارة والهجرة بشكل أساسي.[31]
مصنوعات برونزية من القرن التاسع من مدينة إجبو في إجبو أوكوا، حاليا في المتحف البريطاني ([67]
كانت إفريقيا في فترة ما قبلالاستعمار تتضمن العديد من الدول والحكومات المختلفة التي وصل عددها إلى 10,000 دولة وحكومة[32]، يتميزون من خلال العديد من المؤسسات والأنظمة السياسية المختلفة. وتشمل هذه الأنظمة نظام مجموعات العائلة الصغيرة للصيادين، مثلالسان في جنوب إفريقيا؛ ومجموعات أكبر، وهي مجموعات أكثر تنظيمًا مثل عشيرة المتحدثين بلغةالبانتو في وسط وجنوب إفريقيا، ومجموعات العشائر الأكثر تنظيمًا في منطقةالقرن الإفريقي، الممالك الساحلية الكبرى، ومدن وممالك تقوم على نظام الحكم الذاتي مثل عشيرةيوروباوأفراد عشيرة إجبو (وتنطق خطأ إبو) في غرب إفريقيا، ومدن «السواحلي» للتجارة الساحلية فيشرق إفريقيا.
بحلول القرن التاسع الميلادي تمددت إحدى الأسر الحاكمة، وهي تتضمن بدايات نظامالهوسا الحاكم وانتشرت في مناطق السافانا جنوبالصحراء الكبرى من المناطق الغربية إلى وسطالسودان. وكانتغاناوجاووإمبراطولاية كنيم بورنو أقوى هذه الدول. ثم ضَعُفتغانا في القرن الحادي عشر، إلا أنها نَجحت بمساعدةإمبراطورية مالي التي دعمت الكثير من مناطق غربالسودان في القرن الثالث عشر الميلادي. واستقبلت كنيم الإسلام في القرن الحادي عشر.
وقد استطاعت بعض الممالك المستقلة في مناطق الغابات الواقعة على الساحل الغربي من إفريقيا أن تنمو وتتطور تحت تأثير ضئيل من الشمالالمسلم. وقد تأسستمملكة نري من عشيرةإجبو في القرن التاسع تقريبًا، حيث كانت واحدة من أولى الممالك التي تأسست، كما أنها واحدة من أقدم الممالك التي قطنت المنطقة التي تعرف اليومبنيجيريا، وكان يحكمها"إيز نري" (أو حاكم نري). وتشتهر مملكة نري بمقتنياتهاالبرونزية المتقنة، التي وجدت في مدينةإجبو أوكوا وتعود هذه المقتنيات البرونزية إلى القرن التاسع الميلادي.[33]
وتعدّإيف تاريخيًا هي أولى دول أو ممالكاليوربا هذه، وقد تأسست حكومتها تحت قيادةأوبا المقدس (وأوبا كلمة تعني «ملك» أو «حاكم»بلغة اليوربا)، ويطلق عليهأوني إيف. ومن الملاحَظ أنإيف تُعتبر أَحد المراكز الثقافية والدينية الكبرى في إفريقيا، وهي تشتهر بنحت وتشكيل البرونز وهو تقليد طبيعي فريد. أما نموذج الحكم في إيف فهو نظام"أويو"، ويطلق على ملوكه أوحكامه«ألافينز أويو» بمجرد أن يقوموا بحكم عدد كبير من المدن أو الممالك الأخرى التي تنتمي لعشيرة اليوربا أو التي لا تنتمي لتلك العشيرة. وتعدّمملكةداهوميالفونية هي إحدى الممالك التي لا تنتمي لليوربا ويحكمها نظام «أويو»
أماالمرابطين، فهي إحدى سلالاتالأمازيغ الحاكمة القادمة منالصحراء، وقد بلغ انتشارها نطاق واسع في شمال غرب إفريقيا وشبه الجزيرة الإيبيرية خلال القرن الحادي عشر.[34] ويعدّبنو هلالوبنو معقل جماعة من قبائلالعربالبدو منشبه الجزيرة العربية الذين هاجروا غربًا عبر مصر في الفترة ما بين القرن الحادي عشر والثالث عشر. وقد أدتهجرتهم إلى حدوث اندماج بينالأمازيغوالعرب، ففي حينتم تعريب السكان المحليين (الأمازيغ)، استطاعت الحضارة العربية أن تتشرب بعض عناصر الحضارة المحلية، في إطار الهيكل الموحدللإسلام.[35]
آثار زيمبابوي العظمى (القرن الحادي عشر - القرن الرابع عشر)
بعد انهيار مالي، استطاع أحد القادة المحليين، وهو يدعى سٌنِّي على (1464 -1492) أن يقوم بتكوينإمبراطورية سونغاي في وسطالنيجر وغربالسودان، وسيطر على التجارة عبر الصحراء. استولى عليتمبكتو في1468وجين في عام1473، وقام بتأسيس نظامه على عائدات التجارة، بالإضافة إلى تعاون التجارالعرب. وقام خليفتهأسكيا محمد (1493 - 1528) بجعل الإسلام هو الدين الرسمي، وقام ببناء المساجد، جلب العلماء إلى غاو بما فيهم الماغيلي (المتوفي عام 1504) وهو واضع إحدى الدراسات السودانية الإفريقية الإسلامية تقليدية الهامة.[36] وبحلول القرن الحادي عشرن كانت بعض دولالهوسا قد تطورت، ومنهاكانو،وجيجاوا،وكاتسينا،وجوبير، وأصبحت مدنًا قادرة على الانخراط في التجارة، وخدمةالقوافل، وتصنيع البضائع. حتى القرن الخامس عشر كانت هذه الدول الصغيرة دولًا على هامش الإمبراطوريات السودانية الكبرى، يقومون بدفع الضرائب إلى سونغاي عن الغرب، وإلى كنيم - بورنو عن الشرق.
خريطوة بالتُركيَّة العُثمانيَّة لإفريقيا خلال أواخر القرن التاسع عشر
كانالرق يمارس في إفريقيا، كغيرها من مناطق الأخرى من العالم على مدارالتاريخ المسجل.[37][38] ففي الفترة ما بين القرن السابع والقرن العشرين، قامتالتجارة العربية لبيع الرقيق (وتعرف أيضًا بالرق في الشرق) بجلب 18 مليون من الرقيق من إفريقيا عبر الصحراء والمحيط الهندي. وفي الفترة ما بين القرن الخامس عشر والقرن التاسع عشر، قامتتجارة الرقيق عبر الأطلسي بجلب من سبعة إلى اثني عشر مليون من العبيد إلى العالم الجديد.[39][40][41]
وقد أدى انخفاضتجارة الرقيق عبر الأطلسي في العشرينات من القرن التاسع عشر إلى تحولات اقتصادية كبيرة في أنظمة الحكم المحلية فيغرب إفريقيا. وقد حدث انحسار تدريجي لتجارة الرقيق، بسبب نقص الطلب على الرقيق فيالعالم الجديد، وزيادة مكافحة القوانينالمناهضة للرق في أوروبا وأمريكا، وزيادة تواجدالبحرية الملكية البريطانية قبالة سواحل إفريقيا الغربية، اَلزَم الدول الإفريقية بالاعتماد على مصادر اقتصادية أخرى. وبين عامي1808و1860، ضَبطتفرق البحرية البريطانية في غرب إفريقيا حوالي 1,600 سفينة تعج بالرقيق، وقامت بتحرير 150,000 من الأفارقة الذين كانوا على متنها.[42] أيضًا كان هناك حركة ضد الزعماء الأفارقة الذين رَفضوا الموافقة على المعاهدات البريطانية لحظر تجارة الرقيق، على سبيل المثال ضد «نزع سلطة ملكلاغوس»، المخلوع عام1851. وقد تم توقيع المعاهدات مكافحة الرق مع ما يزيد عن50 من الحُكام الأفارقة.[43] وقد اعتمدت بعض القوى الكبرى في غرب إفريقيا:أسانتي كونفدرالية،مملكة داهومي،وإمبراطورية أويو، وسائل مختلفة للتكيف مع هذا التحول. ففي حين ركزت أسانتي وداهومي على تطوير «التجارة المشروعة» في شكلزيت النخيل،والكاكاو،والأخشاب،والذهب، والتي تشكل الأساس المتين لتجارة التصدير الحديثة في غرب إفريقيا. بينما لم تكن إمبراطورية أويو قادرة على التكيف، وانهارت في الحروب الأهلية.[44]
المزاعم الإقليمية الأوروبية على القارة الإفريقية في عام 1914
في أواخر القرن التاسع عشر، اشتركت القوىالإمبريالية فيحملة تزاحم كبرى وقامت باحتلال معظم القارة، وتحويل العديد من الدول إلى دولمحتلة، ولم يتركوا سوى دولتين مستقلتين فقط:ليبيريا، وهي دولة مستقلة نسبيًا تم تسوية أوضاعها من خلالالأمريكيين من أصول إفريقية؛وأثيوبياالمسيحية الأرثوذكسية (المعروف لدى الأوروبيين بـ«الحبشة»). وقد استمر الحكم الاستعماري من قبل الأوروبيين حتى بعد انتهاءالحرب العالمية الثانية، عندما حصلت كافة الدول المحتلة تدريجيًا على الإستقلالها الرَسمي.
وقد اكتسبت حركات الاستقلال في إفريقيا زخمًا في أعقابالحرب العالمية الثانية، مما أدى إلى إضعاف القوى الأوروبية الكبرى. وفي عام1951، حصلتليبيا، المستعمرة الإيطالية السابقة، على استقلالها. في عام1956 ، حصلت كلٌ منتونسوالمغرب على استقلالهما عن فرنسا وفي نفس العام حصلالسودان على إستقلاله منالمملكة المتحدة. وتبعتهماغانا في العام التالي لتصبح أول دولة مستعمرة من جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا تحصل على إستقلالها. بينما حصلت معظم بقية دول القارة على استقلالها على مدى العقد التالي، وحصلت عليه في معظم الأحيان عن طريق الوسائل السلمية نسبيًا، إلا أنه لم يتحقق في بعض البلدان، ولا سيمامصروالجزائر، إلا بعد صراع عنيف. على الرغم من أن جنوب إفريقيا كانت من أوائل الدول الإفريقية حصولًا على الاستقلال، فقد ظلت تحت حكم المستوطنين البيض وحتى عام 1994، فيما يعرف باتفاقيةالفصل العنصري.
وتتضمن إفريقيا اليوم 54 دولة مستقلة وذات سيادة، ومعظم هذه الدول لا تزال على الحدود الموضوعة منذ فترة الاحتلال. وتعاني الدول الإفريقية كثيرًا منذ فترة الاستعمار من عدم الاستقرار والفساد والعنفوالتسلط. وتعدّ الغالبية العظمى من الدول الإفريقيةجمهوريات تعمل وفقًا لشكل معين من أشكالالنظام الرئاسي للحكم. وبالرغم من ذلك فقد تمكنت قلة منهم من الحفاظ علىأنظمة الحكم التي تدعمها الديموقراطية، إلا أن كثيرًا منها تدور في رحى سلسلة منالإنقلابات، محدثةديكتاتورية عسكرية. وهناك عدد من قادة إفريقيا ما بعد الاستعمار، كانوا من القادة العسكريين، ولذا فقد حصلوا على تعليم ضعيف، ويجهلون مسائل الحكم. ومع ذلك، فإن قدرًا كبيرًا من عدم الإستقرار، جاء بشكل أساسي نتيجة لتهميش المجموعات العرقية الأخرى، والكسب غير المشروع في ظل هذه القيادات. ويلجأ العديد من الزعماء إلى الصراعات العرقية التي تفاقمت، أو نشأت خلال فترات الحكم الاستعماري. وذلك لتحقيقمكاسب سياسية في العديد من البلدان، كان يُنظر إلى الجيش باعتباره الفئة الوحيدة التي يمكن أن تعمل بشكل فعال في الحفاظ على النظام، وقد حكمت العديد من الدول في إفريقيا خلال فترة السبعينات وأوائل الثمانينات. وخلال الفترة الممتدة من أوائل الستينات وحتى أواخر الثمانينات، حدث أكثر من 70 انقلاب و13اغتيال رئاسي. كما أن النزاعات الإقليمية، والنزاعات على الحدود تعد من الأمور الشائعة، والتي فرضها استعمار الأوروبي على الحدود المتنازع عليها في العديد من الدول من خلال الصراعات المسلحة.
وقد لعبت صراعاتالحرب الباردة بين الولايات المتحدةوالاتحاد السوفياتي، وكذلك سياساتصندوق النقد الدولي دورًا في عدم الإستقرار. فعندما حصلت البلاد على إستقلالها للمرة الأولى، كان من المتوقع على الأغلب أن تتماشى مع إحدىالقوتين العظمتين.حيث تلقت العديد من البلدان فيشمال إفريقيا المساعدات العسكرية السوفياتية، في حين حصلت العديد من دول وسط وجنوب إفريقيا على دعم من الولايات المتحدة أو فرنسا أو من كليهما. وقد شهد الأمر تصعيدًا خلال السبعينات من القرن الماضي، فقد إتفقت كلٌ منأنغولا المستقلة حديثًاوموزمبيق مع الاتحاد السوفياتي، في حين سعت دول غرب وجنوب إفريقيا لاحتواء النفوذ السوفياتي عن طريق تمويل حركات التمرد. كانت هناكمجاعة كبيرة في إثيوبيا، حيث يوجد مئات الآلاف من البشر جوعى. وزعم البعض أن الماركسين والسياسات السوفيتية قد زادت الأمر سوءًا.[45][46][47]
وقد حدث أكثر الصراعات العسكرية تدميرًا في إفريقيا المستقلة الحديثة خلالحرب الكونغو الثانية. بحلول عام2008، كان هذا الصراع وتوابعه قد تسببوا في مقتل 5,4 مليون نسمة. منذ عام2003 كانت هناكصراعات جارية في دارفور التي أصبح كارثة إنسانية. ويعدّالإيدز (مرض نقص المناعة المكتسبة) من الأمور الشائعة أيضًا في إفريقيا ما بعد الاستعمار.
صورة مركبة لإفريقيا (وسط) مع أمريكا الشمالية (على اليسار) وأوراسيا (اليمين) لتوسيع نطاقصورة من القمر للصناعي لقارة إفريقيا الموجودة في مُنتصف الصورة
وتعدّ إفريقيا هي الأكبر ضمن نتوءات الجنوبية الثلاثة الكبرى لليابسة في الكُرة الأرضية. يفصلهاالبحر المتوسط عن قارة أوروبا، ترتبط بقارة آسيا من جهة أقصى الشمال الشرقي عن طريقبرزخ السويس (قناة السويس) ويبلغ عرضه 163 كيلومتر (101 ميل)[48]ومن الناحية الجغرافية تعدّشبه جزيرة سيناء/مصر وهي تقع شرق قناة السويس جزءًا من إفريقيا.[49] وتبلغ حدودها من أقصى نقطة في الشمال،رأس بن السقا فيتونس (37°21' 'شمالًا)، بينما أقصى أقصى نقطة في الجنوب هي،كيب اجولاس في جنوب إفريقيا (34°51'15 جنوبًا) وهي مسافة تقدر بنحو 8,000 كيلومتر (5,000 ميل)؛[50] ومنكيب فرد (34°51'15«غربًا) وهي أقصى نقطة من جهة الغرب إلى رأسحافون فيالصومال (51°27'52» شرقًا) وهي أقصى نقطة من جهة الشرق مسافة تقدر بنحو 7,400 كيلومتر (4,600 ميل).[51] ويبلغ طول الخط الساحلي 26,000 كم (16,000 ميل)، ويتضح عدم وجود تعريجات عميقة في الشاطئ من حقيقة أن أوروبا التي تبلغ مساحتها 10,400,000 كيلومتر مربع (4,010,000 ميل مربع)، أي ثلث مساحة سطح إفريقيا تقريبًا، لها خط ساحلي يبلغ طوله 32,000 كم (19,800 ميل).[51]
وتعدّالجزائر هي كبرى دول قارة إفريقيا مساحتها 2,381,741 كيلومتر مربع. ومن بعدها جمهورية الكونغو الديمقراطية ب 2,345,410 كيلومتر مربع، ثمالسودان ب 1,865,813 كيلومتر مربع، بينما تعدّسيشيل هي صغرى الدول، وهيمجموعة جزر تقع قبالة الساحل الشرقي.[52] أما صغرى الدول التي تقع داخل الأراضي الرئيسية لقارة إفريقيا هيغامبيا.
المناطق الأحيائية في إفريقيا (انظر للحصول على مفتاح البحث)
ووفقًاللرومان القدماء، فهم كانوا يقولون أن إفريقيا تقع غربمصر، بينما كانوا يستخدمون كلمة «آسيا» للإشارة إلى بلادالأناضول والبلاد الواقعة في الشرق. وهناك خط محدد بين القارتين رسمهبطوليمي العالم الجغرافي (85-165 م)، مشيرًا إلىالإسكندرية أنها تقع بطولخط الطول الرئيسي. وجعلبرزخ السويسوالبحر الأحمر هما الحدود بين آسيا وإفريقيا. عندما جاء الأوروبيون للتعرف على مدى الامتداد الحقيقي للقارة، اتسعت فكرتهم عنإفريقيا بزيادة معرفتهم لها.
ويتراوح المناخ في إفريقيا ما بين المناخالإستوائي ومناخالمناطق شبه القطبية على أعلى قمم الجبال. ويتسم الجزء الشمالي من القارة بأنه يتكون بشكل أساسي منصحراء والمناطقالقاحلة، في حين أن المناطق الوسطى والجنوبية على حد سواء، تغطيهاسهولالسافاناوالأحراش الكثيفة (غزيرة الأمطار). وبين هذا وذاك، هناك مناطق متوسطة، حيث تنمو أنماط الحياة النباتية، مثل منطقةالساحل، والمناطق التي تسيطر عليهاالسهول.
يعدّالاتحاد الإفريقي الممثل لجميع دول القارة تقريبًا وهو اتحاد يضم كافة دول إفريقيا. تم تشكيل الاتحاد في26يونيو2001، ومقره الرئيسي هوأديس أبابا. في يوليو، تم نقل مقربرلمان عموم إفريقيا (PAP) التابع للإتحاد الإفريقي، إلىمدراند، فيجنوب إفريقيا، إلا أناللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب ظل مقرها فيأديس أبابا. وهناك إتفاقية تتعلق بعدم مركزية مؤسسات الاتحاد الإفريقي ولذا فإن هذه المسؤولية مشتركة بين كافة الدول.قالب:Africa countries imagemapوقد تشكل الاتحاد الإفريقي، وينبغي عدم الخلط بين لجنة الاتحاد الإفريقي، وفقًالقانون الاتحاد، والذي يهدف إلى تحويلالجمعية الاقتصادية الإفريقية، وهي اتحاد التابع لمنظمة الكومنولث، إلى هيئة بموجب اتفاقيات دولية مبرمة. ويتمتع الاتحاد الإفريقي بحكومة برلمانية، وهي المعروفة باسمسلطة الاتحاد الإفريقي، التي تتألف من أجهزة تنفيذية وتشريعية وقضائية. ويرأسها رئيس الاتحاد الإفريقي ورئيس الهيئة، الذي يشغل أيضًا منصب رئيسبرلمان عموم إفريقيا. ولكي يصبح المرء رئيسًا الاتحاد الإفريقي، يتم ذلك من خلال الانتخاب الذي يعقده برلمان عموم إفريقيا، ومن ثمَّ الحصول على تأييد الأغلبية في برلمان عموم إفريقيا.
وتعدّ صلاحيات وسلطة رئيس البرلمان الإفريقي مستمدة منقانون الاتحاد،وبروتوكول برلمان عموم إفريقيا، فضلًا عن وراثة السلطة الرئاسية المنصوص عليها في المعاهدات الإفريقية بموجب المعاهدات الدولية، بما في ذلك المعاهدات التي تنص بأن أعمال الأمين العام للأمانة العامةلمنظمة الوحدة الإفريقية (لجنة الاتحاد الإفريقي) تخضع لبرلمان عموم إفريقيا. وتتألف سلطة الاتحاد الإفريقي من كافة السلطات الإقليمية والحكومية والبلدية الاتحادية (الفيدرالية)، فضلًا عن المئات من المؤسسات، التي تعمل جنبًا إلى جنب على إدارة الشئون اليومية للمؤسسة.
هناك دلائل واضحة على زيادة التواصل بين المنظمات والدول الإفريقية. وقد تورطت بعض الدول الإفريقية الشقيقة في الحرب الأهلية الدائرة فيجمهورية الكونغو الديموقراطية (سابقًازائير)، في حين لم تتدخل الدول الغنية غير الإفريقية (أُنظر أيضًاحرب الكونغو الثانية). وقد وصل عدد القتلى وفقًا للتقديرات إلى 5 ملايين قتيل، منذ بداية الصراع عام 1998.وتعمل الجمعيات السياسية، مثلالاتحاد الإفريقي على بث الأمل بالمزيد من التعاون والسلام بين العديد من أقطار القارة. وما زالت انتهاكات حقوق الإنسان تحدث على نطاق واسع في أجزاء عديدة من إفريقيا، وكثيرًا ما يتم ذلك تحت إشراف الدولة. ومعظم هذه الانتهاكات تحدث لأسباب سياسية، في أغلب الأحيان، كنتيجة للحرب أهلية. وقد وردت تقارير في الآونة الأخيرة بشأن الدول التي توجد بها انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان وتشملجمهورية الكونغو الديموقراطية،سيراليون،ليبيريا،وزيمبابوي،وكوت ديفوار.
وتتأثر نسبة كبيرة من سكان القارة الإفريقية بالفقر والأمية وسوء التغذية وعدم كفاية إمدادات المياه والصرف الصحي، فضلًا عن سوء الحالة الصحية. في آب / أغسطس 2008 وقد أعلنالبنك الدولي[55] أن تقديرات الفقر العالمي قد تمت مراجعتها وفقًا لخط الفقر العالمي الجديد وهو أن يكون نصيب الفرد 25، 1 دولار في اليوم (في مقابل المقياس السابق وهو 00، 1 دولار) وكان 80.5 ٪ من سكان منطقةجنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا يعيشون على أقل من 2.50 دولار (تعادل القوة الشرائية) في اليوم في عام 2005 مقارنة مع 85.7 ٪ لسكانالهند.[56] وتؤكد الأرقام الجديدة أن منطقة جنوب الصحراء الكبرى بإفريقيا كانت أقل مناطق العالم نجاحًا في مجال الحد من الفقر (1.25 دولار في اليوم الواحد)، فقد كان نحو 50 ٪ من السكان يعانون من الفقر في 1981 (200 مليون نسمة)، وقد ارتفع هذا الرقم إلى 58 ٪ في عام 1996 قبل أن ينخفض إلى 50 ٪ في عام 2005 (380 مليون نسمة). ويقدر متوسط دخل الإنسان الفقير في جنوب الصحراء الكبرى بإفريقيا بـ 70 سنتا فقط في اليوم الواحد، فقد أصبح أشد فقرًا في عام 2003 مما كان عليه في عام 1973[57] مما يشير إلى زيادة الفقر في بعض المناطق. بعض هذه الأمور يرجع إلى فشل برامج تحرير الاقتصاد التي تقودها الشركات والحكومات الأجنبية، إلا أن هناك دراسات وتقارير أخرى ذكرت سوء السياسات الحكومية المحلية أكثر من العوامل الخارجية.[58][59][60]
في الفترة من1995 إلى2005، سجلَت إفريقيا زيادة في معدلات النمو الاقتصادي، بمتوسط 5 ٪ في عام 2005. هناك بعض البلدان التي ما زالت تتمتع بارتفاع معدلات النمو، لا سيما فيأنغولا،والسودانوغينيا الاستوائية، وهذه الدول الثلاثة قد بدأت مؤخرًا باستخراج احتياطيالبترول أو أنها توسعت في معدلاستخراج النفط. في السنوات الأخيرة. أقامتجمهورية الصين الشعبية علاقات أقوى بصورة متزايدة مع الدول الإفريقية. في عام 2007، استثمرت الشركات الصينية ما مجموعه مليار دولار أمريكي في إفريقيا.[61]
قد ازداد تعداد سكان إفريقا بشكل سريع على مدى السنوات الأربعين الماضية، ولذا فإنهم يعدّون صغار السن نسبيًا. حيث أنه في بعض الدول الإفريقية نصف عدد السكان أو أكثر تقل أعمارهم عن 25 سنة.[62]
ويعدّ الناطقينبلغات البانتو (فرع من عائلة لغة النيجر- كونغو) هم غالبية سكان المنطقة التي تضم جنوب ووسط وشرق إفريقيا بأكملها. ولكن هناك أيضًا العديد المجموعاتالنيلية في شرق إفريقيا، وقليلًا ممن تبقى من الخويزانالأصليين ('سان' أوالبٌشمان)، وشعوبالبيجمي في جنوب ووسط إفريقيا، على التوالي. كما يسود الأفارقة الناطقون بلغة البانتو الغابون وغينيا الاستوائية، وهم متواجدون أيضًا في أجزاء من جنوب الكاميرون. ويوجد فيصحراء كلهاري في جنوب إفريقيا، وشعبًا متميزًا وهو المعروف بشعب البٌشمان (أيضًا «سان»، وهم متصلين اتصالًا وثيقًابالهوتينتوت إلا أنهم مختلفين عنهم)، وهم يتمتعون بتاريخ طويل. ويتميز شعب سان جسمانيًا عن غيره من الأفارقة، وهم السكان الأصليين لجنوب إفريقيا. أما البيجميون فهم السكان الأصليين لوسط إفريقيا، منذ فترة ما قبل البانتو.
وتتحدث بعض المجموعاتالأثيوبيةوالأريترية (مثلالأمهرة،والتيجرايان) ويطلق عليهما معًاالحبشةلغاتًا سامية. بينما تتحدث قبائلالأورومو والشعبالصومالي اللغاتالكوشية، إلا أن بعض العشائر الصومالية ترجع الفضل في تأسيسها إلى مؤسسين عرب غير حقيقيين. أماالسودانوموريتانيا فهما منقسمتان بين أغلبية معربة في الشمال والأفارقة الأصليين في الجنوب (بالرغم من ذلك يسود «العرب» في السودان على السودانيين من ذوي الأصول الإفريقية أنفسهم) وقد استقبلت بعض المناطق في شرق إفريقيا، وخاصة جريرةزنجباروجزيرة لامو الكينية العرب المسلمين والمستوطنين والتجار منجنوب شرق آسيا خلالالعصور الوسطى والعصور القديمة.[64]
وقد جلب الاستعمار الأوروبي أيضًا مجموعات كبيرة منالآسيويين، لا سيما منشبه الجزيرة الهندية، إلى المستعمرات البريطانية. ويوجد في جنوب إفريقياجاليات هندية كبيرة العدد، بينما توجد جاليات صغيرة العدد فيكينياوتنزانيا وغيرها من بلدان جنوب وشرق إفريقيا. وقد تمطردإحدى الجاليات الهندية كبيرة العدد من أوغندا على يد الديكتاتورعيدي أمين في عام 1972، وبالرغم من ذلك، فإن العديد منهم آخذين في العودة منذ ذلك الحين. ويعدّ معظم سكان الجزر الموجودة في المحيط الهندي من أصل آسيوي وكثيرًا ما يختلطون بالأفارقة والأوروبيين. ويعدّالمالاجشون فيمدغشقر همالاسترونيون، أما هؤلاء الذين يعيشون على طول الساحل عادة ما يكونوا مختلطين مع البانتو والعرب والهنود وذوي أصول أوروبية. ويمثل الأفراد من ذوي الأصول المالية والهندية عناصر هامة أيضًا في إحدى المجموعات المعروفة في جنوب إفريقيا «بكاب كلرد» (وهم الأفراد الذين يتمتعون بأصلين أو أكثر من قارات وأجناس مختلفة). وخلال القرن العشرين، تطورت بعض الجالياتاللبنانيةوالصينية[61] الصغيرة إلا أنها مؤثرة اقتصاديًا في المدن الساحلية فيغربوشرق إفريقيا.[70]
خريطة تبين توزيع مختلف العائلات اللغوية الرئيسية، واللغات التي يتم التحدث بها في إفريقيا. الأفرو آسيوية الممتدة من شمال إفريقيا إلى القرن الإفريقي لجنوب غرب آسيا. وتنقسم لغة النيجر-الكونغو لتوضح مدى اتساع عائلة لغة البانتو الفرعية
وفقًا لمعظم التقديرات، هناك أكثر من ألفلغة يتم التحدث بها في إفريقيا (وقدرتها منظمةاليونيسكو بألفي لغة)[71] معظمهم لغات من أصل إفريقي، وإن كانت هناك بعض اللغات من أصل أوروبي أو آسيوي. وتعدّ إفريقيا هي أكثر قارات العالمتعددًا في لغاتها، وليس من النادر أن تجد الأفراد يتحدثون بطلاقة ليس عدة لغات إفريقية فحسب، وإنما يتحدثون أيضًا لغة أوروبية أو أكثر. وهناك أربعةعائلات لغوية كبرى يتحدث بها السكان في إفريقيا.
أما عائلةالنيجرية الكنغوية اللغوية فتغطي الكثير من منطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا، وربما تكون هي أكبر العائلات اللغوية في العالم حيث لغات مختلفة.
وأما عائلة لغة"الخواز" فهي تضم حوالي خمسين لغة يتحدث بها في جنوب إفريقيا ما يقرب من 120,000 شخصًا. وتتعرض العديد من العديد من لغات الخوازللانقراض. ويعدّ قبائلخويوسان هم السكان الأصليين لهذا الجزء من إفريقيا.
بعد نهايةالاستعمار، اعتمدت جميع البلدان الإفريقية تقريبًالغات رسمية نشأت خارج القارة، على الرغم من ذلك فإن العديد من البلدان منحت الاعتراف القانوني بلغات السكان الأصليين (مثلالسواحلية،اليووبية،الإجبووالهوسا). في العديد من البلدان، يتم استخدامالإنجليزيةوالفرنسية للتواصل في المجال العام، مثل الحكومة والتجارة والتعليم ووسائل الإعلام. وتعدّ اللغاتالبرتغالية،والإفريقانيةوالمالاجاشية هي أمثلة أخرى للغات ليست إفريقية الأصل ولكن يستخدمها الملايين من الأفارقة اليوم، في كلا المجالين العام والخاص.
تتميز الثقافة الإفريقية الحديثة باستجابات معقدة تجاهالقومية العربيةوالإمبريالية الأوروبية. بشكل متزايد بدءًا من أواخر التسعينات من القرن الماضي، حيث يحاول الأفارقة تأكيد هويتهم. ففيشمال إفريقيا، وهناك الآن موجة من طلبات الحصول على حماية خاصةاللغات الأمازيغية وثقافة السكان الأصليين من الأمازيغ في المغرب، ومصر، والجزائر وتونس، لا سيما بعد رفضالعرب والأوروبيين لهذه الهوية. وقد تسببت عودة ظهورالنزعة الإفريقية منذ سقوط نظامالفصل العنصري إلى شعور متجدد بالهوية الإفريقية. ففي جنوب إفريقيا، وأكد المفكرين من المستوطنين من أصل أوروبي بشكل متزايد على تحديد الهوية الإفريقية الثقافية، وأنها ليست لأسباب جغرافية أو عرقية فحسب. ومن المعروف، أن هناك بعض الطقوس والاحتفالات التي تجري لتصبح عضوًا منالزولو أو الطوائف الأخرى.
وهناك جوانب كثيرة من الثقافات الإفريقية التقليدية أصبحت ممارسة في السنوات الأخيرة نتيجة لسنوات من الإهمال والقمع على يد الأنظمة الاستعمارية وأنظمة ما بعد الاستعمار. وهناك الآن محاولات لإعادة اكتشاف الثقافات التقليدية الإفريقية وإعادة الترويج لها، في إطار هذه الحركات الموصوفة بكونهاالنهضة الإفريقية من خلال حركةثابو ميبكيلـ"زيادة النزعة الإفريقية" والتي يقودها مجموعة من الباحثين، بما فيهمموليف أسانتي، فضلًا عن الاعتراف المتزايد الطقوس الروحانية التقليدية من خلال عدم تجريم عقيدةالفودو وغيرها من أشكال الروحانية. في السنوات الأخيرة، أصبحت الثقافة الإفريقية التقليدية مرادفا الفقر في المناطق الريفية وزراعة الكفاف.
وترتبط الثقافة الحضرية في إفريقيا الآنبالقيم الغربية، وهذا الأمر يعد مناهضًا للثقافة الإفريقية التقليدية الموروثة، والتي تعد غنية ويٌطمح إليها، حتى من جانب المعاييرالغربية الحديثة. وقد حصلت بعض المدن الإفريقية مثللوانجو،ومبانزا الكونغو،وتمبكتو،وطيبة،ومروي ذات مرة على مركز أكثر مدن العالم ثراءً من حيث التراث الثقافي والمراكز الصناعية ومن حيث النظافة التنظيم، ومن حيث كونها مليئة بالجامعات والمكتبات والمعابد.
الجامع الكبير في جينيه وهو مبني على الطراز المعماري السائد في المناطق الداخلية من غرب إفريقيا.
وتأتي الغالبية العظمى من المنح الدراسية لإفريقيا من الخارج وهي تهتم بالتمثيل الغريب والدخيل على إفريقيا. ويميل تنفيذ قرارات وسياسات الحكومات إلى تكوين تأثيرات تؤكد على محاباة المستعمريين الأوربيين.
شاب يعزف كأرة، وهو الأداة موسيقية تقليدية إثيوبيا في أثيوبيا
يعدّالمغرب هو المركز الثقافيللعالم العربي، في حين نتذكر إيقاعات منطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا، لا سيما في غرب إفريقيا، والتي تحولت عن طريق تجارة الرقيق عبر الأطلسي إلى الأنواع الحديثة من الموسيقى، مثل موسيقىالسامبا،البلوزوالجاز، موسيقى ريجي (reggae)-الريجيه-، وموسيقىالراب والروك أند رول. وقد شهدت الفترة ما بين الخمسينات إلى السبعينات من القرن الماضي تجميعًا لهذه الأنواع من الموسيقى ممزوجة بالطبول الإفريقية الشعبية وموسيقىالهاي لايف وتتضمن الموسيقى الحديثة للقارة الكورال الغنائي شديد التعقيد لجنوب إفريقيا، ونمط الإيقاعات الراقصة الخاص بسوكوس، الذي تهيمن عليه موسيقىجمهورية الكونغو الديموقراطية. وقد تم الحفاظ على التقاليد الأصلية للموسيقى والرقص إفريقيا من خلال التقاليد الشفوية، حيث أنها تختلف عن أنماط الموسيقى والرقص منشمال إفريقياوجنوب إفريقيا. وتبدو تأثيراتالعربية واضحة في فنون الموسيقى والرقص في شمال إفريقيا، أما في جنوب إفريقيا فتتضحالتأثيرات الغربية نتيجةللاستعمار.
وتعدّ لعبة الكريكيت إحدى الألعاب الشعبية في بعض الدول الإفريقية. فبينما أن فريق الكريكيت الوطني لجنوب إفريقيا وفريق الكريكيت الوطني لزمبابوي تجارب في هذا المجال، إلا أن فريق الكريكيت الوطني لكينيا هي الرائدة بفريق رائد في غني عن التجربة، فاز في مسابقة دولية تستمر ليوم واحد. وقد قامت هذه الدول الثلاث معا باستضافة كأس العالم للكريكيت 2003. وتعدّناميبيا هي الأخرى من البلدان الإفريقية التي لعبت في كأس العالم. كما استضافتمصر كأس الأمم الإفريقية1988و2006و2019والجزائر كأس الأمم الإفريقية سنة1990.
يعتنق الأفارقة العديد من المعتقدات الدينية،[72] إلا أنه من الصعب إجراء إحصاء للانتماءات الدينية، لأن هذا الأمر من الأمور الحساسة بالنسبة للحكومات ذات الشعوب المختلطة.[73] ووفقًا لموسوعة كتاب العالم، فإنالإسلام هو الدين الأكثر انتشارًا في إفريقيا، تليهالمسيحية. ووفقًاللموسوعة البريطانية، فإن 45% من السكان هم من المسلمين، والمسيحيين 40% واقل من 15% ملحدين أو من أتباع الديانات الإفريقية. وهناك عددًا صغيرًا من الأفارقةهندوس، أو بهائيون، أو من ذوي الخلفيات اليهودية. ومن أمثلة الأفارقة اليهود بيتا إسرائيل، وشعوب الليمبا والأبيوداية Abayudaya في شرقأوغندا.
يتم تصنيف الدول في هذا الجدول وفقًا لمخطط جغرافي خاص بمنظمةالأمم المتحدة المستخدم من قبل الأمم المتحدة، وتم الحصول على البيانات المتضمنة من مقالات موثقة. ففي كل مرة تختلف فيها البيانات، يشار إلى ذلك بشكل واضح من خلال فقرة
^روبرت جي باتمان،والاتحاد السوفياتي في القرن الإفريقي عام 1990، ردمك 0521360226، ص. 295-296
^ستيفن فارنيسمعارضة المساعدة أو مساعدة المعارضة؟:سياسة مساعدات غذائية التي تنتهجها الولايات المتحدة وإغاثة حالة المجاعة الإثيوبية عام 1990، ردمك 0887383483، ص. 38
^درايديل، أليسداير & جيرالد بليك. (1985)الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مطبعة جامعة أكسفورد في الولايات المتحدة. ردمك 0-19-503538-0.
^The Spanishأرض مطوقة ومعزولة ofسبتة is surrounded on land by Morocco in Northern Africa; population and area figures are for 2001.
^The Portugueseماديرا are often considered part of Northern Africa due to their relative proximity to Morocco; population and area figures are for 2001.
^The Spanishأرض مطوقة ومعزولة ofمليلية is surrounded on land by Morocco in Northern Africa; population and area figures are for 2001.
^بلومفونتين is the judicial capital of South Africa, whileكيب تاون is its legislative seat, andبريتوريا is the country's administrative seat.