الإسينيون (بالعبرية:אִסִּיִים) هيحركة دينية يهوديةروحانية ظهرت خلالفترة الهيكل الثاني في الفترة من القرن الثاني قبل الميلاد حتى القرن الأول الميلادي.[2] من المحتمل أن تكون حركة الإسينيين قد نشأت كمجموعة خاصة بين اليهود في زمنيوناثان المكابي بسبب بالخلافات حول الشريعة اليهودية والاعتقاد بأن اختيار يوناثانكاهنًا أعظم لم يكن شرعيًّا.[3] ويعتقد معظم العلماء أن الإسينيين انشقوا من طائفةالصدوقيين[4] بعدما رأوا في أنفسهم أنهم البقية الحقيقية لبني إسرائيل المتمسكينبالعهد الحقيقي مع الله، والتزموا بتفسيرهم للتوراة المنسوب إلى زعيمهم الأولمعلم البر الذي ربما كان رئيس الكهنة الشرعي، واتبعوا نهجًا محافظًا في الالتزام بالشريعة اليهودية.
وفقًا للكاتبين اليهوديينيوسيفوس فلافيوسوفيلون السكندري، بلغ عدد الإسينيين حوالي أربعة آلاف، وأقاموا في مستوطنات مختلفة في جميع أنحاءالمقاطعة اليهودية. بينما حدّد المؤرخ الرومانيبليني الأكبرموقعهم شماليعين جدي على الجانب الغربي من البحر الميت.[5][6] ذكر بليني في بضعة أسطر أن الإسينيين لم يكونوا يهتمون بالمال، وأنهم موجودون منذ آلاف الأجيال، وأنهملا يتزوجون. أما يوسيفوس فقد قدّم معلومات تفصيلية عن الإسينيين في كتابهالحرب اليهودية، ومعلومات أقل في كتابيهعاديات اليهود وحياة يوسفيوس فلافيوس، حيث إدعى معرفته اللصيقة بهم، وعدّهم كواحدة من ثلاث طوائف يهوديةفلسفية[7] معالفريسيينوالصدوقيين. ذكر يوسفيوس أيضًا نفس المعلومات المتعلقةبتقواهم وعزوبيتهم؛ ومشاعية المال والممتلكات؛والحياة الجماعية؛ والالتزام الصارمبالسبت. وأضاف أيضًا أن الإسينيين كان لهم طقس يغطسون فيه في الماء كل صباح (وهي ممارسة تشبه استخدام الحسيديم المعاصرينللميكفاه)؛ يأكلون سويًا بعد الصلاة؛ ويكرسون أنفسهمللأعمال الخيرية والإحسان؛ وممنوع عليهم التعبير عن غضبهم؛ ويدرسون كتب القدماء؛ ويحفظون أسرارهم؛ ويجتهدون في حفظ أسماءالملائكة المذكورة في كتبهم المقدسة.
حديثًا، اكتسب الإسينيون شهرة بعد اكتشاف مجموعة واسعة من الوثائق الدينية المعروفة باسممخطوطات البحر الميت التي يُعتقد أنها تخص الإسينيين. عُثر على المخطوطات فيخربة قمران وهو موقع أثري يقع على الشاطئ الشمالي الغربيللبحر الميت، يُعتقد أنه كان مسكنًا لمجتمع الإسينيين. شملت تلك الوثائق نسخ متعددة من أجزاء منالكتاب المقدس العبري إلى جانبالأسفار القانونية الثانية والأسفار التي تخص الطائفة مثل مخطوطاتقانون المجتمعووثيقة دمشقومخطوطة الحرب التي توفر رؤى قيمة حول الحياة المجتمعية والأيديولوجية والدينية عند الإسينيين.
الشائع أن الإسينيين اختفوا بعدالثورة اليهودية الكبرى التي شهدت أيضًا تدمير مستوطنة قمران.[3] لاحظ علماء عدم وجود مصادر مباشرة تدعم هذا الادعاء، مما يزيد من إمكانية بقاءهم أو بقاء مجموعات ذات صلة بهم في القرون التالية.[8] كما يعتقد بعض الباحثين أن تعاليم الإسينيين أثرت على جماعات دينية أخرى مثلالمسيحيين الأوائلوالمندائيين.[9][10]
أمافيلو فاستخدم اللفظ «إيسايوي Essaioi»، على الرغم من أنه اعترافه بأن هذا الشكلاليوناني غير الدقيق تحويرللاسم الأصلي، واعتقد أن أصل هذه الكلمة يعني «القداسة».[23] بينما استخدمبليني الأكبر في نص كتابهاللاتيني اللفظ «إسيني Esseni».[5][24] ويشير غابرييل بوكاتشيني أستاذ الأدب اليهودي في جامعة ميتشغان إلى أنه لم يُتوصّل إلى تفسير مقنع لأصل الاسم، ولكن من المؤكد أن الاسم كان يشير إلى جماعة كبيرة داخلمنطقة اليهودية ومن ضمنها المجتمع الذي سكن فيقمران.[25]
قبل اكتشافمخطوطات البحر الميت، كان هناك اعتقاد أن الاسم هو تهجئاتيونانية مختلفةللقبهم المحلي العبري الذي وُجد لاحقًا في بعض مخطوطات البحر الميت، «ʻosey haTorah» الذي يعني «مُطبّقوالتوراة».[26] وعلى الرغم من نشر عشرات الاقتراحات حول أصل الكلمة، إلا أن هذا الرأي هو الوحيد المنشور قبل عام 1947م، والذي يحظى بالقبول بين العلماء.[27]
ناقش فادركام وغورانسون وغيرهم الاسم في لغته الأصلية «أوسايوي Ossaioi» وتهجئاته المختلفة «Essaioi» و«Esseni»، وزعموا أنه في عبرية العصور الوسطى، حلّت كلمة «حسيديم Hassidim» التي تعني «الأتقياء» محل كلمة «إسينيون Essenes»، وأن هذا الاسم العبري لم يتشكل من الأصل «Essaioi/Esseni»، وإنما جاءت الكلمة العبرية من مقابلها الآرامي «حيسيم Hesi'im» التي جاءت في النصوصالآرامية الشرقية.[28] بينما يعتقد آخرون أن كلمة «إسيني Essene» هي ترجمة حرفية للكلمة العبرية «حسونيم ḥiṣonim» ومفردها «حسون ḥiṣon» وتعني «الخوارج»، وهي كلمة استخدمهاالمشناه[29] لوصف عدة جماعات طائفية. وتقول نظرية أخرى أن الاسم مستعار من جماعة عبدتأرتميس فيالأناضول يشبهون في سلوكهم ولباسهم إلى حد ما سلوك هذه الجماعة فيالمقاطعة اليهودية.[30]
قاليوسيفوس فلافيوس أن الإسينيين لم يعيشوا في مدينة واحدة، وإنما عاشوا في أعداد كبيرة في كل بلدة.[32] وقال فيلو أن هناك أكثر من أربعة آلاف إسيني يعيشون في فلسطينوسوريا،[33] تحديدًا، في العديد من مدن اليهودية وقراها في مجموعات كبيرة تضم العديد من الأعضاء.[34] فيما حدد بليني الأكبر موقعهم في الجانب الغربي للبحر الميت بعيدًا عن الشاطئ... شمال مدينةعين جدي".[24]
زعم بعض العلماءوعلماء الآثار المعاصرين بأن الإسينيين سكنوا مستوطنةقمران، في هضبة فيبرية الخليل بجوار البحر الميت، مستشهدين بما ذكره بليني الأكبر للتأكيد على أن الإسينيين هم من أنتجوا مخطوطات البحر الميت.[35] ورغم عدم ثبوت تلك النظرية بشكل قاطع حتى الآن، إلا أصبحت هي الرأي السائد في أوساط الأكاديميين، وتهيمن على النقاشات العلمي والتصور العام حول الإسينيين.[36]
تظهر روايات يوسيفوس وفيلو أن الإسينيين عاشوا حياة جماعية صارمة، غالبًا ما تُقارنبالرهبنة المسيحية اللاحقة..[37] ويبدو أن العديد من مجموعات الإسينيين عاشت حياةالبتولية، وزعم يوسيفوس أيضًا أن هناك فئة أخرى من الإسينيين كانوا يمرون بفترة خطوبة لمدة ثلاث سنوات قبل الزواج.[38] كما قال يوسفيوس أنهم كان لهم ممارسات مثل الملكية الجماعية،[39][40] وانتخاب قائد ليرعى مصالح المجموعة ويطيعون أوامره.[41] وكان مُحرّمًا عليهمالقَسَمْ[42] الذي كانوا يعتبرون إعطائه أسوأ من الحنث به،[43] ويتجنبونالتضحية بالحيوانات.[44] وكانوا يسيطرون على غضبهم، ويميلون للسلام،[42] ولا يحملونالأسلحة إلا لحمايتهم من اللصوص.[45] كما تخلّوا عن اقتناءالعبيد، وخدموا بعضهم البعض،[46] ونظرًا للملكية الجماعية، لم ينخرطوا فيالتجارة.[47] وذكر يوسفيوس أيضًا أنهم كانوا يعتبرونالزيت وسخًا،وعرق الجسم خيرًا؛ يزهدون في حياتهم ويرتدون الملابس البيضاء، ولا يستبدلون ملابسهم ولا أحذيتهم إلا بعد أن تصبح خِرَقًا بالية؛ يصلّون ويأكلون سويًّا صنفًا واحدًا من الطعام مع الخبز بعد طقس التطهُّر اليومي.[43]
يقول اللاهوتي الألماني هارتموت شتيغمان أن الإسينيون كانوا أكثر إلتزامًا بمبادئ التقوى اليهودية، وأنهم لم يختلفوا عن معاصريهم من اليهود إلا في مسألة الربط الوثيق بين خلاص إسرائيل ووجودهم في الأرض المقدسة، واعتبروا أن الله سينبذ الأقليات اليهودية التي انتشرت حول العالم ما لم تعد إلى الأرض المقدسة قبلالدينونة الأخيرة.[48]
أسهب يوسيفوس وفيلو في رواياتهم عن اجتماعاتهم المشتركة ووجباتهم واحتفالاتهم الدينية. دفع هذاالعيش الجماعي بعض العلماء إلى النظر إلى الإسينيين كمجموعة تعيش حياة المساواة الاجتماعية والمادية.[49][50][51] على الرغم من تحريمهم لاستخدام القَسَمْ في حياتهم اليومية، إلا أنهم بعد فترة اختبار مدتها ثلاث سنوات،[52] يؤدي الأعضاء الجدد يمينًا يتضمن الالتزام بتقوى الله والبر تجاه الإنسانية؛ والحفاظ على نمط حياة نقي؛ والامتناع عن الأنشطة الإجرامية وغير الأخلاقية؛ والحفاظ على قواعد الجماعة دون تدنيس؛ وحفظ كتب الجماعة وأسماء الملائكة عن ظهر قلب،[53] وكان من معتقداتهم الإيمان بعودة أرواحهم بعد الموت.[15][54] كما كان لهم طقوس تشملالتطهُّر بالماء الذي كانوا يجمعونه ويخزنونه من مياه الأمطار. وفقًا لماء جاء في مخطوطةقانون المجتمع، فقد كانتالتوبة شرطًا أساسيًا في طقس التطهُّر بالماء.[55]
لم يكن طقس التطهر بالماء خاصًا بالإسينيين، وإنما كان ممارسة شائعة بين شعب اليهودية خلال تلك الفترة. لذا، فقد كانت تتواجد حمامات التطهر أوالميكفاه بالقرب من العديد من المعابد اليهودية منذ تلك الفترة وحتى العصر الحديث.[56] كانت الطهارة والنظافة غاية في الأهمية بالنسبة للإسينيين لدرجة أنهم كانوا يمتنعون عنالتغوط في يوم السبت.[57]
يرى عالم اللاهوت الإنجليزيجوزيف لايتفوت أنإبيفانيوس السلاميسي أحدآباء الكنيسة الذي عاش في القرن الرابع الميلادي قد ميّز وجود مجموعتين رئيسيتين داخل مجتمع الإسينيين:[28] «أولئك الذين جاءوا قبل زمن النبي الإسيني إلكساي وفي زمانه وهم "الإسينيون" وبينالناصريون»،[58] كما وصف إبيفانيوس كل منهما على النحو التالي:
«الناصريون – وهم يهود بالجنسية – أصلهم من جلعاد وبشانيتس وشرق الأردن... اعترفوا بموسى واعتقدوا أنه تلقى الشريعة – وليست هذه الشريعة، وإنما شريعة أخرى. ولذا، فهم يهود يحافظون على جميع الشعائر اليهودية، لكنهم لا يقدمون يُضحّون بالذبائح ولا يأكلون اللحم. وكانوا يحرمون أكل اللحوم أو تقديمها كقرابين. ويزعمون أن هذه الأسفار مزيفة، وأن الآباء لم ينصّوا على شئ من هذه العادات. هذا هو الفرق بين الناصريين وغيرهم...[59]»
«وبعد هذه الطائفة الناصرية تأتي بدورها طائفة أخرى ترتبط بها بشكل وثيق، تسمى الإسينيين. وهؤلاء يهود مثل الأولين... أصلهم من النبطية، وإيطورية، والمؤابية، وأريليس، وهي الأراضي الواقعة خلف الحوض الذي سمّاه الكتاب المقدس البحر المالح... ورغم اختلافهم عن الست طوائف الأخرى من بين هذه الطوائف السبعة، انشقّوا فقط لتحريمهم أسفار موسى مثل الناصريين.[58]»
لا يُعرف الكثير عن الأسفار القانونية عند الإسينيين، وما هو موقفهم تجاه الأسفارالأبوكريفية، لكن يُعتقد أنهم لم يكونوا يُقدّرونسفر إستير كثيرًا نظرًا لعدم العثور عليها ضمنمخطوطاتقمران، ربما لمعارضتهمللزواج المختلط، واستخدامهم تقاويم مختلفة.[60][61] كان الإسينيون متفردين في زمانهم لمعارضتهم اقتناء العبيد والعبودية التي اعتبروها غير عادلة وغير مقدسة، معتبرين أن جميع الناس قد ولدوا متساوين.[62][63]
يعتقد بعض العلماء أن مجتمع قمران الذي أنتج مخطوطات البحر الميت على الأرجح كانوا من الإسينيين. إلا أن هذه النظرية واجهت بعض الاعتراضات؛ على سبيل المثال، يعتقد نورمان غولب أستاذ التاريخ اليهودي في جامعة ميتشغان أن البحث الأوليّ حول وثائق وآثار قمران الذي أجراه الأب رولاند دي فو منالمدرسة الكتابية والآثارية في القدس كان يفتقر إلىالمنهج العلمي، وتوصل إلى استنتاجات خاطئة اعتمد عليها في البحث الأكاديمي. يرى غولب إن عدد وثائق قمران كبير جدًا ويتضمن العديد من أساليب الكتابة والخطوط المختلفة؛ وأن آثار قمران هي أطلال حصن عسكري استخدم لفترة طويلة جدًا من الزمن - بما في ذلك القرن الأول الميلادي - لذا لا يُعتقد أن الإسينيين سكنوها؛ كما أن الحفريات في المقبرة الكبيرة على بعد 50 مترًا شرقي قمران التي تمت سنة 1870م، ضمت أكثر من 1,200 قبر من بينها قبور لنساء وأطفال. يتعارض ذلك مع ما كتبه بليني بأن الإسينيين الذين عاشوا بالقرب من البحر الميت «لم يكن بينهم امرأة واحدة، وقد تخلوا عن كل متعة ... ولم يولد أحد بينهم». ورجّح غولب أن الوثائق جُمعت من أماكن مختلفة في القدس لتُحفظ في مكان آمن في الصحراء لحمايتها من الغزوات الرومانية.[64] على النقيض، رفض علماء آخرون حجج غولب، خاصة وأن يوسيفوس قال بأن بعض الإسينيين سمحوا بالزواج.[65]
في بحث آخر، درس بعض العلماء العلاقة بينالثيرابوتيين والإسينيين، واعتبروا أن الثيرابوتيين بمثابة فرع متصوف من الإسينيين.[66]
تشير إحدى النظريات حول نشأة الإسينيين إلى أنها حركة أسسها رئيس كهنة يهودي، أطلق عليه الإسينيون لقبمعلم البر الذي اغتصبيوناثان المكابي منصبه (الذي كان من سلالة كهنوتية ولكنه ليس من سلالةالصدوقيين، الذي لقّبه الإسينيين بلقب "رجل الأكاذيب" أو "الكاهن الكاذب".)[67] جادل البعض بأن معلم البر لم يكن فقط زعيم للإسينيين في قمران، وإنما تتطابق صفاته مع شخصية المسيح الأصلية قبل حوالي 150 سنة من زمنالأناجيل.[36] يقول الأثري فريد جلادستون براتون:
«يبدو أن معلم البر الموجود في المخطوطات هو نموذج أوليليسوع، لأن كلاهما يتحدث عنعهد جديد؛ وبشّر كلاهما بأناجيل متشابهة؛ وكلاهما كانا يعُدّان مُخلّصان أو فاديان؛ وأُدين كلاهما وأُعدما على يد الطوائف الرجعية... لا نعرف ما إذا كان يسوع إسينيًا، لكن بعض العلماء يشعرون أنه على الأقل تأثر بهم.[68]»
هناك الكثير من القواسم المشتركة بين طقوس الإسينيينوالمسيحية؛ تصف مخطوطات البحر الميت وجبة من الخبز والنبيذ سيقيمهاالمسيح، وكلاهما يؤمن بنهاية للزمان في وقتٍ ما حينها سيُقضى على العالم.[70] ومن المحتمل أيضًا أن العهد الجديد اقتبس من كتابات مجتمع قمران. فقد جاء فيلوقا 1: 31-35: «وها أنت ستحبلين وتلدين ابنًا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيمًا، وابن العليّ يدعى، ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه... القدوس المولود منك يدعى ابن الله»،وهي عبارات تبدو مقتبسة من المخطوطة4Q246 التي جاء فيها: «سيُدعى الكبير وسيتعين اسمه. سيُدعى ابن الله، وسيُدعى ابن العلي... سيحكم الأرض بالحق... ستخضع الأمم جميعًا أمامه».[70] وتشمل أوجه التشابه الأخرى التمسك العميق بالإيمان إلى حد الاستشهاد، والصلاة الجماعية، وإنكار الذات، والإيمان بأننا مُقيّدون في عالم عاصٍ.[71] كما يُقال أنيوحنا المعمدان كان أيضًا إسينيًا، حيث أن هناك العديد من أوجه التشابه بين رسالة يوحنا والإسينيين، مما يشير إلى أنه ربما عاش في مجتمع إسيني.[69]
فيالمسيحية الأولى، كان هناك سفر يدعىأناشيد سليمان يُعتقد أن كاتبه كان من أوائل الإسينيين المتحولين إلى المسيحية. يمزج هذا السفر بين الأفكار الصوفية للإسينيين مع المفاهيم المسيحية.[72]
مارس كل من الأسينيين والمسيحيينالبتولية الاختيارية، وحرّموا الطلاق؛[73] وكلاهما استخدم مفاهيم "النور" و"الظلام" لوصف الخير والشر.[74] زعم البعض أن الإسينيين كانت لديهم فكرة عن المسيح المطعون استنادًا لما جاء في المخطوط4Q285؛ ومع ذلك، فإن تفسير النص غامض. فسر بعض العلماء ما جاء في هذا المخطوط على أنه إشارة إلى قتل المسيح لنفسه، بينما فسرها معظم العلماء المعاصرين على أنها إشارة إلى إعدام المسيح لأعداء إسرائيل في حرب آخر الزمان.[75] كما مارس كل من الإسينيين والمسيحيين طقوس التطهُّر بالغمر في الماء، إلا أن الإسينيين كانوا يمارسونها بانتظام، وليس لمرة واحدة كما في المعمودية المسيحية.[10]
استخدم سفرحران غويطة اسمالناصريين لوصفالمندائيين الذين جاءوا من القدس ووصفهم بالأوصياء أو أصحاب الطقوس والمعرفة السرية.[76] ربط علماء مثلكورت رودولف ورودولف ماكوتش ومارك ليدزبارسكي وإثيل درور بين المندائيين والناصريين الذين قال عنهمإبيفانيوس السلاميسي أنهم مجموعة ضمن الإسينيين.[77][78]:xiv[79][80][81][82][28] قال إبيفانيوس أنهم كانوا موجودين قبل يسوع، وهو ما شكّك فيه البعض، بينما اعتقد آخرون في الأصل المسيحي للناصريين.[78]:xiv[83]
استخدمت مفاهيم ومصطلحات دينية مندائية فيمخطوطات البحر الميت، مثل استخدام اسم ياردينا (الأردن) الذي يشير إلى كل ماء معمودية فيالمندائية،[84]:5 وورود اسمحي ربي "الرب العظيم" أحد أسماء إله المندائيين فيسفر التكوين السري.[85]:552-553 كما ورد مُسمّى "بحيري زدقا" الذي يعني "الصالح المختار" فيسفر أخنوخ وسفر التكوين السري،[85]:552-553[76][86]:18[87] ويعتقد المندائيون أنهم يشكلون جماعة "بناي نهورا" الحقيقيين التي تعني "أبناء النور"، وهو مصطلح استخدمه الإسينيون.[88]:50[89] يؤكد الكتاب المقدس المندائي أن المندائيين هم تابعي تلاميذيوحنا المعمدان الناصريين في القدس.[90]:vi, ix وعلى غرار الإسينيين، يُحظر على المندائيين الكشف عن أسماء الملائكةللأمميين.[91]:94 وكما أن مقابر الإسينيين تتجه من الجنوب للشمال،[92] كان على المندائيين دفن موتاهم في الاتجاه الشمالي-الجنوبي، بحيث إذا وقف الموتى المندائيون في وضع مستقيم، فسينظرون إلى الشمال.[91]:184 ولدى المندائيين رواية شفهية مفاده أن بعضهم كان في الأصل نباتيًا[78]:32 كما هم الإسينيين؛ ويتشابه الطائفتان أيضًا فيجنوحهم للسلام.[93]:47[94]
وُصِفَبيت مندا في النصوص المندائية مثلقلستاوكنزا رباوسفر يوحنا المندائي بأنه "بنيانا رب دسرارا" ("مبنى الحقيقة العظيم") و"بت توسليما" ("بيت الكمال"). ويعد النص الإسينيقانون المجتمع النص الديني الوحيد الذي احتوى على عبارات مماثلة مثل "بيت الكمال والحقيقة في إسرائيل" و"بيت الحقيقة في إسرائيل".[95]
^ابGurtner، Daniel M.؛ Stuckenbruck، Loren T.، المحررون (2020).T&T Clark Encyclopedia of Second Temple Judaism. T&T Clark. ج. 2. ص. 250–252.ISBN:978-0-567-66144-9.
^F.F. Bruce, Second Thoughts on the Dead Sea Scrolls. Paternoster Press, 1956.
^ابPliny the Elder.Historia Naturalis. ج. V, 17 or 29, in other editions V, (15).73.مؤرشف من الأصل في 2024-02-06.Ab occidente litora Esseni fugiunt usque qua nocent, gens sola et in toto orbe praeter ceteras mira, sine ulla femina, omni venere abdicata, sine pecunia, socia palmarum. in diem ex aequo convenarum turba renascitur, large frequentantibus quos vita fessos ad mores eorum fortuna fluctibus agit. ita per saeculorum milia—incredibile dictu—gens aeterna est, in qua nemo nascitur. tam fecunda illis aliorum vitae paenitentia est! infra hos Engada oppidum fuit, secundum ab Hierosolymis fertilitate palmetorumque nemoribus, nunc alterum bustum. inde Masada castellum in rupe, et ipsum haut procul Asphaltite. et hactenus Iudaea est. cf.English translation.
^The Life of Josephus Flavius, 2وعندما كنت في السادسة عشرة من عمري تقريبًا، فكرت في تجربة الطوائف العديدة التي كانت بيننا. وهذه الطوائف ثلاث: الأولى للفريسيين، والثانية للصدوقيين، والثالثة للإسينيين، كما قلنا لك مراراً..نسخة محفوظة 2024-01-23 على موقعواي باك مشين.
^Boccaccini، Gabriele (1998).Beyond the Essene hypothesis: the parting of the ways between Qumran and Enochic Judaism.Grand Rapids, Michigan: William B. Eerdmans Publishing Company. ص. 47.ISBN:0-8028-4360-3.OCLC:37837643.
^Goranson، Stephen (1999). "Others and Intra-Jewish Polemic as Reflected in Qumran Texts". في Peter W. Flint؛ James C. VanderKam (المحررون).The Dead Sea Scrolls after Fifty Years: A Comprehensive Assessment.Leiden:Brill Publishers. ج. 2. ص. 534–551.ISBN:90-04-11061-5.OCLC:230716707.
^For example, James C. VanderKam, "Identity and History of the Community". In The Dead Sea Scrolls after Fifty Years: A Comprehensive Assessment, ed. Peter W. Flint and James C. VanderKam, 2:487–533. Leiden: Brill, 1999. The earliest known proposer of this etymology was P. Melanchthon, in Johann Carion,Chronica, 1532, folio 68 verso. Among the other proposers before 1947, e.g., 1839 Isaak Jost, "Die Essaer," Israelitische Annalen 19, 145–7.
^Biblical Archeology Society Staff (8 May 2022)."Who Were the Essenes?".Biblical Archaeology Society (بالإنجليزية). Biblical Archeology Society. Archived fromthe original on 2024-01-23. Retrieved2022-05-09.
^ابEllegård, Alvar;Jesus—One Hundred Years Before Christ: A Study in Creative Mythology, (London 1999).
^The suggestion apparently goes back toFlinders Petrie'sPersonal religion in Egypt before Christianity (1909), 62ff; see William Herbert Mackean,Christian Monasticism in Egypt to the Close of the Fourth Century (1920), p. 18.
^Josephus (قرابة 75).The Wars of the Jews. book II, chap. 8, para. 13.
^Josephus (قرابة 75).The Wars of the Jews. 2.137–138.
^Josephus (قرابة 75).The Wars of the Jews. 2.139–142.
^Josephus (قرابة 75).The Wars of the Jews. 2.153–158.
^Furstenberg، Yair (8 نوفمبر 2016). "Initiation and the Ritual Purification from Sin: Between Qumran and the Apostolic Tradition".Dead Sea Discoveries. ج. 23 ع. 3: 365–394.DOI:10.1163/15685179-12341409.
^Kittle، Gerhardt.Theological Dictionary of the New Testament, Volume 7. ص. 814, note 99.
^Lim، Timothy (2021).Essenes in Judaean Society: The sectarians of the Dead Sea Scrolls. Oxford University Press's Academic Insights for the Thinking World.
^Macuch, Rudolf A Mandaic Dictionary (with E. S. Drower). Oxford: Clarendon Press 1963.
^R. Macuch, "Anfänge der Mandäer. Versuch eines geschichtliches Bildes bis zur früh-islamischen Zeit", chap. 6 of F. Altheim and R. Stiehl,Die Araber in der alten Welt II: Bis zur Reichstrennung, Berlin, 1965.
^The Panarion of Epiphanius of Salamis, Book I (Sects 1–46) Frank Williams, translator, 1987 (E.J. Brill, Leiden)ISBN 90-04-07926-2
^ابRudolph، Kurt (أبريل 1964). "War Der Verfasser Der Oden Salomos Ein "Qumran-Christ"? Ein Beitrag zur Diskussion um die Anfänge der Gnosis".Revue de Qumrân. Peeters. ج. 4 ع. 16: 523–555.
^Coughenour، Robert A. "The Wisdom Stance of Enoch's Redactor". Brill: 52.{{استشهاد بدورية محكمة}}:الاستشهاد بدورية محكمة يطلب|دورية محكمة= (مساعدة)Journal for the Study of Judaism in the Persian, Hellenistic, and Roman Period Vol. 13, No. 1/2 (DECEMBER 1982), pp. 47-55
^ابSchiffman، Lawrence H.؛ VanderKam، James C.، المحررون (2000)."Magharians".Encyclopedia of the Dead Sea Scrolls. Oxford University Press.ISBN:978-0-19-508450-4. مؤرشف منالأصل في 2024-01-17.
^Harkavy، Abraham. "Le-Ḳorot ha-Kittot be-Yisrael". في Grätz، Heinrich (المحرر).Geschichte der Juden (بالعبرية). ج. iii. ص. 496.
Bauer، Walter؛ Kraft، Robert A. (1996) [1971].Orthodoxy and heresy in earliest Christianity. Mifflintown, Pennsylvania: Sigler Press.ISBN:0-9623642-7-4.
Bergmeier، Roland (1993).Die Essener-Berichte des Flavius Josephus: Quellenstudien zu den Essenertexten im Werk des judischen Historiographen. Kampen, Germany: Kok Pharos Publishing House.ISBN:90-390-0014-X.
Bultmann، Rudolf (1987). "Significance of the Historical Jesus for the Theology of Paul".Faith and understanding. Minneapolis: Augsburg Fortress.ISBN:0-8006-3202-8.
Burns، Joshua Ezra (2006). "Essene Sectarianism and Social Differentiation in Judaea After 70 C.E".Harvard Theological Review. ج. 99 ع. 3: 247–74.DOI:10.1017/S0017816006001246.S2CID:162491248.
Durant، Will (1993).Caesar and Christ. MJF Books.ISBN:5-552-12435-9.
Lewis، Harvey Spencer (1997) [1929].Mystical Life of Jesus. San Jose, California: Ancient Mystical Order Rosae Crucis.ISBN:0-912057-46-7.OCLC:43629126.
Larson، Martin Alfred (1977).The story of Christian origins: or, The sources and establishment of Western religion. Washington: J.J. Binns.ISBN:0-88331-090-2.OCLC:2810217.
Savoy، Gene (1980) [1978].The Essaei Document: Secrets of an Eternal Race: Codicil to The Decoded New Testament. Reno, Nevada: International Community of Christ.ISBN:0-936202-03-3.OCLC:13952564.
Vermes, Geza; Goodman, Martin. The Essenes According to the Classical Sources. JSOT on behalf of the Oxford Centre for Postgraduate Hebrew Studies: Sheffield, 1989.