مملكة إسواتيني وتعرف سابقًا باسممملكة سوازيلاند[19] مملكةإفريقية داخلية تحيط بهاجنوب أفريقيا من الشمال والجنوب والغرب،وموزمبيق من الشرق، مساحتها 17363 كيلومتراً، وقُدر سكانها في سنة1988م بحوالي 737,000 نسمة، خضعت لحماية بريطانية ثم لنفوذ اتحاد جنوب أفريقيا وهي مستقلة الآن، أرضها جبلية، والقطاع الشرقي منها سهلي، مناخها معتدل على المرتفعات حار رطب في السهول الشرقية، واللغة الرسميةالإنجليزية، ولغة (سي سواتي) المحلية وعاصمتهامبابان، والغلات المنتجة تتمثل فيالأرز،الذرة،قصب السكروالقطن.
وفقًا لأساطير السوازي فإن أسلافهم قد عاشوا في وقت ما، بالقرب منمابوتو الحالية. في نهايةالقرن الثامن عشر، قادنجواني الثاني زعيم السوازي فرقة من الناس عبر الجبال إلى جنوب شرقي سوازيلاند الحالية، وهناك وجد السوازي شعوبًا إفريقية أخرى. قام نجواني الثاني ومن حكم بعده بتوحيد العديد من هذه الشعوب مع السوازيين.
جاء التجار البريطانيون والبوير، وهم مزارعون هولنديون من جنوبي إفريقيا، لأول مرة، إلى سوازيلاند في الثلاثينيات منالقرن التاسع عشر. وفي ثمانينيات القرن التاسع عشر اكتشف المستوطنونالذهب وهرع مئات المنقبين إلى المنطقة، وطلبوا من زعيم السوازي ومستشاريه توقيع وثائق لمنحهم حقوق البحث عن المعادن واستخدام الأراضي للزراعةوالرعي. لم يكن السوازي يعرفونالقراءةوالكتابة، ولم يدركوا أنهم كانوا يتخلون عن السيطرة على الأرض.
في1894م اتفق البريطانيون والبوير على أن تحكم جمهورية بوير جنوب إفريقيا، سوازيلاند، وفي1902م خسر البوير إحدى المعارك ضد البريطانيين، واستولتبريطانيا على سوازيلاند. في1967م تولت سوازيلاند مقاليد السلطة في المسائل الداخلية ونالت الاستقلال الكامل في6 سبتمبر1968م. أصبحت سوازيلاند عضوًابالأمم المتحدة في24 سبتمبر1968م.
في1968م أقرَّت بريطانيادستورًا لسوازيلاند، تم بموجبه إقامةملكية دستورية في البلاد برئاسة الملكسوبهوزا الثاني. عارض هذه الخطوة كثير من السوازي الذين شعروا بأن في ذلك تغاضيًا عن تقاليدهم ومصالحهم. في1973م أبطل الملك سبهوزا الدستور، وعطل عملالهيئة التشريعية في البلاد وبدأ يحكم البلاد بمعاونةمجلس وزراء. عين الملك سبهوزا لجنة لكتابة دستور جديد يكون أكثر مراعاة لتقاليد السوازي. في1979م تم تكوين هيئة تشريعية جديدة. توفي الملك سبهوزا في1982 م. في1983 م أعلن أحد أبنائه وهو الأمير مخوستيف البالغ من العمر 15 عامًا وريثًا للعرش، ونصّب في1986م ملكًا واتخذ اسم الملكمسواتي الثالث.
مملكة تسودهاالملكية المطلقة في داخلالكومنولث، والتي يلعب الملك فيها دوراً مهيمناً فيالسياسة. رئيس الدولة يحدد السلطتين التنفيذية والتشريعية. كما يتم تمثيل الدولة من طرف الملك وأفراد الأسرة الحاكمة بوضع صورهم على الطوابع البريدية والنقود. منذ عام 1973،والأحزاب السياسية محظورة. غير أن هناك بعض الجماعات المعارضة، مثلالحركة الديمقراطية المتحدة (PUDEMO)
نغوينيا هو أقدم منجم في العالم. بها رسومات في الكهوف تعود ل 40،000 سنة مضت. كان المنجم يستخدم تجاريا حتى السبعينات، لتزويد اليابان بالحديد لصناعة السيارات.خريطة إسواتيني الطبوغرافية.
ترتفعالجبال على طول الجبال الغربية لإسواتيني إلى نحو 1370 متراً فوقمستوى سطح البحر، وتغطي غاباتالصنوبر الواسعة جانباً كبيراً من هذه الأراضي في المنطقة، وإلى الشرق من الجبال توجد مرتفعات داخلية متعرجة تغطيهاالأعشاب، ويعيش أغلب السكان في هذه المنطقة. أما في أقاصي الشرق تكون طبيعةالتضاريس على هيئة سهل منخفض تغطيه الحشائش والشجيرات الخفيفة. تجري عبر إسواتيني أربعة أنهار رئيسية هي:نهرإنجوفوما،ونهرإمبلوزي،نهر زكوماتيونهر أوسوتو الكبير. توفر هذه الأنهار المياه المطلوبة لري المحاصيل وتشغيل محطات توليدالطاقة الكهرومائية.
الفصول في إسواتيني هي عكس فصولنصف الكرة الشمالي، إذ يكون شهر كانون الأول (ديسمبر) منتصفالصيف بينما يكون شهر حزيران (يونيو) منتصفالشتاء. بشكل عام، تسقطالأمطار أثناء أشهر الصيف، وغالباً ما تكون على شكل عواصف رعدية. فصل الشتاء فصل جاف. معدل سقوط الأمطار السنوي في المناطق المرتفعة غربي البلاد هو الأعلى ويتراوح بين 1000 ملم و2000 ملم. كلما اتجهنا شرقاً، يقل معدل سقوط الأمطار، حيث يسجل ما بين 500 ملم إلى 900 ملم في المناطق المنخفضة سنوياً. ترتبط الفروقات فيدرجات الحرارة أيضاً بالارتفاع في المناطق المختلفة. تكون درجة الحرارة في المناطق المرتفعة معتدلة ونادراً ما تكون مرتفعة، بينما تسجل الحرارة في المناطق المنخفضة درجات قد تصل إلى 40 درجة مئوية صيفاً.
أتاحت الثروات الزراعية والمعدنية الغنية لسوازيلاند تطوير اقتصاد متنوع. كما اكتسبت صناعة السياحة اهتمامًا متزايدًا. ومعظم السائحين منجنوب أفريقيا وتجتذبهم معالم البلاد السياحية مثلالملاهي. ويمتلك الأوروبيون نصف الأراضي في سوازيلاند تقريبًا حيث يزرعونالقطن،والعنب،والأرز،وقصب السكروالتبغ، كما يربون الأبقار للحومها ولجلودها. ويقوم أيضًا معظمالسوازي برعي الأبقار، وتأمين الأغذية لأسرهم ولكن منذستينياتالقرن العشرين بدأت أعداد متزايدة من السوازي بزراعةمحاصيل نقدية.
يوجد في سوازيلاند أعلى المعدلات العالمية في الإصابةبفيروس نقص المناعة البشرية/الايدز (25.8% من لبالغين)؛ وكانت آخر البيانات المتاحة منمنظمة الصحة العالمية في عام 2002 يوضح أن 64% من الوفيات في ذلك العام كان بسبب مرض الايدز، وفي عام2009؛ ما يقدر بحوالي 7000 شخص توفى جراءالايدز أو أسباب تتعلق به.
في عام2004، اعترفت حكومة سوازيلاند -للمرة الأولى- أنها تعاني من أزمة تفشى مرضالإيدز، حيث أن38.8% من النساء الحوامل مصابات بالفيروس ؛ فقد أعلن رئيس الوزراء آنذاكثيمبا دلاميني أن هناك أزمة إنسانية في سوايزلاند بسبب انتشارالجفاف، وزيادةالفقر.
ينتشر في سوازيلاندالوباء المزدوج (السل/الايدز) الذي سبّب انخفاضمتوسط العمر المتوقع من 60 إلى 31 عاماً. كما تعاني سوازيلاند من انتشاراً هائلاً لداء السل المقاوم للأدوية التي تبلغ نسبته 7,7% من معدّل حالات الإصابة الجديدة، وفقاً لما أعلن عنه في الدراسة الاستقصائية حولقابلية الإصابة التي أعدّها البرنامج المشترك بين منظمةأطباء بلا حدود والسلطات الوطنية للعامين 2009 - 2010، والذي يصنّف سوازيلاند بين مجموعة البلدان التي تعاني من انتشار حاد للسل المقاوم للأدوية المتعددة.
وما يُعيق عملية مواجهة هذه الأزمة هو النقص الفادح في الموظفين الصحيين المحليين ومرافق التشخيص غير الملائمة إضافة إلى إخفاق المرضى في استكمال العلاج. ويرجع ذلك غالباً إلى ارتفاع تكاليف السفر المتكرّر والطويل للالتحاق بالمرافق الصحية.
ووفقا لتقرير برنامجالأمم المتحدة المشترك 2011، فإن سوازيلاند على مقربة من تحقيق حصول جميع المصابين بفيروسالإيدز على العلاج، حيث تتراوح تقديرات التغطية العلاجية من 70% إلى 80% من المصابين.
التعليم في سوازيلاند مجاني لكن غير إلزامي في المرحلة الابتدائية وخاصة في مرحلتي الابتدائي الأول والثاني وللأطفال الأيتام والمعوقين. وفي عام 1996، كان معدل الالتحاق بالمدارس الابتدائية يصل إلى 90.8٪، بالتساوي بين الجنسين. وفي عام 1998، وصل 80.5% من الأطفال إلى الصف الخامس.[21]
يتوفر التعليم العالي من خلالجامعة سوازيلاند. ولمكتبة سوازيلاند الوطنية العامة فروعا في جميع أنحاء سوازيلاند وذلك بالشراكة مع فاندزا، وهي منظمة غير حكومية، ومع مشروع المكتبة الأفريقية.[22]
أغلب سكان سوازيلاند هم تقريبًا من عرقيةسوازي بالإضافة أقليةالزولو ومن العرق الأفريقي الأبيض أي ذوي الأصول البريطانية وشعوبالأفركان. وهناك بعض البرتغاليين الذين يعيشون فيها كما التجئ إليها العديد منالموزامبيق. يعتمد معظم السوازي على الزراعة وتربية المواشيالاكتفائية. وانتقل بعضهم ليعيشوا في المدن كما يعملون في المصانع والمتاجر وفي الدواوين.وهناك مجموعات من السوازي يعملون في مناجمجنوب أفريقيا.
سوازيلنديين يرقصون في عرض بقرية ثقافية.
يتحدث معظم السوازي لغةالسسواتي وهي إحدىلغات البانتو. يعلي السوازي من قيمة أبقارهم ويحترمون الذين يملكون قطعانًا كبيرة من البقر. وفقًا لتقاليدهم فإن السوازي لا يذبحون البقر من أجل الغذاء، ولكن قد يبيعون بعضًا منها للحصول على المال، وقد يقدَّم بعضها قربانًا في الطقوس الدينية. عند زواج الرجل السوازي تدفع أسرته أبقارًا لأسرة زوجته مهًرا حتى تصبح زوجة شرعية، وقد يكون للرجل منهم أكثر من زوجة واحدة. تشمل الأسرة النموذجية الرجل وزوجاته وأطفاله غير المتزوجين وأبناءه المتزوجين وأسرهم. تعيش الأسرة في مسكن منفرد يضمهم جميعًا. ظلت مساكن الأسر لمئات السنين تتكون من أكواخ مستديرة مبنية حول حظيرة البقر. يسكن العديد من السوازي الأثرياء اليوم في منازل مشيدة على النمط الغربي. في أماكن الأسرة التي فيها أكثر من زوجة فإن كل زوجة يكون لها جناح خاص، ولها أيضًا حديقة تزرع فيها الفاصوليا والذرة الشامية والدباء ومحاصيل أخرى. ويقوم الرجال والشباب من السوازي برعي الأبقار.
يتكون الزي التقليدي السوازي من جلود الحيوانات، والجلود المدبوغة، وقطع ملابس ملونة ناصعة. يرتدي السوازي أيضًا حلية مزينة بالخرز، ويلبس معظمهم اليوم الزيّ الغربي.
ينتمي الرجل من السوازي إلى جماعة في مثل سنه يقوم بتنظيمها النجونياما. ولكل من المجموعات المتقاربة في السن جوانب خاصة بها في الطقوس السوازية. يستطيع نصف كبار السن من السوازي تقريبًا الكتابة أو القراءة، بينما يتلقى حوالي 110 آلاف طفل تعليمًا ابتدائيًا. يتبع أكثر من نصف السوازي المسيحية، ويمارس معظم بقيتهم ديانات إفريقية تقليدية. يعيش في سوازيلاند أيضًا حوالي ثمانية آلاف من الأوروبيين والأوروبيين الإفريقيين وهم شعب مولد. يمتلك الأوروبيون مزارع ومناجم وغابات، ويعمل معظم الأوروبيين الإفريقيين عمالاً ومزارعين وحرفيين أو تجارًا
اللغة السوازية هي لغة تستعمل في سوازيلاندوجنوب أفريقيا. يتحدثها 2.5 مليون شخص وهي لغة رسمية في سوازيلاند (هيوالإنجليزية) وإحدى اللغات الرسمية في جنوب أفريقيا.
هناك العديد من الديانات المنتشرة في سوازيلاند، إذْ أنه توجد العديد من المعتقدات التقليدية التي قد يتبعها بعض السكان إضافةً إلى الديانات الأخرى الرئيسية. 82.70% من مجموع السكان يتمسكبالمسيحية، مما يجعله الدين الأكثر شيوعا في سوازيلاند. توجد في البلاد الكنائسالبروتستانتية المختلفة المنتشرة في باقيأفريقيا، بما في ذلكالصهيونية الأفريقية، التي يتبعها غالبية المسيحيين (40٪)، وهي كنيسة تخلط بين المسيحية والتقاليد الأفريقية القديمة، تليهاالكاثوليكية الرومانية 20% من الأتباع. كما يمارس في البلدالإسلام (0.95٪)،والدين البهائي (0.5٪)،والهندوسية (0.15٪).
وصل الإسلام إلى سوازيلاند عن طريق الهجرة إليها من اتحاد جنوب إفريقيا وانتشار التجار المسلمين الذين نالوا شرف الدعوة الإسلامية، وقد بدأت الدعوة الإسلامية تنشط فيها بشكل رسمي في عام 1989 م.