أسس المدينة باسمبيزنطة في القرن السابع قبل الميلاد المستوطنوناليونانيون منميغارا.[15] في عام 330، جعلها الإمبراطور الرومانيقسطنطين الكبير عاصمة للإمبراطورية، وأعاد تسميتها أولًا إلى روما الجديدة (نوفا روما)،[16] ثم القُسطنطينية من بعده.[16][17] نمت المدينة من حيث الحجم والنفوذ، وأصبحت في نهاية المطاف منارةًلطريق الحرير وواحدة من أهمِّ المدن في التاريخ.[17]
في عام 1923، بعدحرب الاستقلال التركية، حلَّتأنقرة محلَّ المدينة عاصمةً لجمهورية تركيا الحديثة. في عام 1930، غُيّر اسم المدينة رسميًّا إلى إسطنبول، وهو التقديم التركي للمتحدثينباللغة اليونانية المستخدمة منذ القرن الحادي عشر للإشارة بالعامية إلى المدينة.[20]
اختِيرت إسطنبولعاصمةً مشتركة للثقافة الأوربية عام2010، وأضيفت معالمها التاريخية سابقًا في عام1985، إلى قائمةمواقع التراث العالمي التابعةلليونسكو.[21] جاء أكثر من 13.4 مليون زائر أجنبي إلى إسطنبول في عام 2018، بعد ثماني سنوات من تسميتها عاصمة الثقافة الأوربية، مما يجعلها ثامنَ أكثر المدن زيارةً في العالم.[21]
نحت لرأس الإمبراطور قسطنطين الأول، الذي سُميت القسطنطينية تيمنًا به.
«بيزنطة» (باليونانية: Βυζάντιον،واللاتينية: BYZANTIVM) هو الاسم الأول المعروفللمدينة. تأسست المدينة، حسب رأي بعض المؤرخين، قرابة عام 660 ق.م[22] على يد مجموعة من المستوطنينالإغريق القادمين من مدينة «ميغارا»، والذين قدموا إلى موقع المدينة الحالي وأسسوا فيه مستعمرة صغيرة أطلقوا عليها اسم «بيزاس» (باليونانية: Βύζαντς) تيمنًا بملكهم.[23][24] حملت المدينة اسم «أغسطا أنطونينا» لفترة وجيزة من الزمن خلالالقرن الثالث الميلادي، وقد منح لها هذا الاسم الإمبراطورُ الروماني «سبتيموس سيفيروس» (193-211) تيمنًا بولده «أنطونيوس» الذي أصبح لاحقًا الإمبراطور «قرقلة».[25]
قبل أن يقوم الإمبراطور «قسطنطين الأول الكبير» بجعل المدينة العاصمة الشرقيةللإمبراطورية الرومانية بتاريخ11 مايو سنة330، أخذ على عاتقه القيام بمشاريع إنشائية كبيرة تهدف أساسًا إلى إعادة بناء المدينة على غرار النمط المعماري الروماني كثيرًا. وفي هذه الفترة حملت المدينة عددًا من الأسماء منها: «روما الجديدة الثانية» (باليونانية: ἡ Νέα, δευτέρα Ῥώμη)،[معلومة 2] «ألما روما» (باليونانية: Ἄλμα Ῥώμα)، «روما الشرقية» (باليونانية: ἑῴα Ῥώμη)، و«روما القسطنطينية».[26] أما اسم «روما الجديدة»، فيعود في أصله إلى الجدال الذي حصل بين الشرق والغرب، إثرالانشقاق العظيم خصوصًا، حيث استخدمه الكتّاب اليونان للفت الانتباه إلى المنافسة الحادة بين المدينةوروما «الأصلية». لا يزال اسم «روما الجديدة» يُشكل جزءًا من الاسم الرسمي لبطركية القسطنطينية.[27]
بعد أن قام قسطنطين الأول بجعل المدينة العاصمة الشرقية للإمبراطورية الرومانية، أصبحت تُعرف باسم «القسطنطينية» (باليونانية: Κωνσταντινούπολις)، بمعنى «مدينة قسطنطين».[28] وقد حاول أيضًا أن يجعل اسم المدينة «روما الجديدة» (باللاتينية: Nea Roma)، لكن هذا لم يحصل.[29] وقد بقي اسم «القسطنطينية» هو الاسم الرسمي للمدينة طيلة عهدالإمبراطورية البيزنطية، واستمرت الأمم الأوروبية والغربية باستخدامه إلى حين تأسيسالجمهورية التركية.
اسم "إسلامبول" على عملة معدنية عثمانية تعود لسنة1203هـ.
وفي عام1453، انهارت دولة الإمبراطورية البيزنطية وفتحالعثمانيونالمسلمون المدينة بقيادة السلطانمحمد الثاني الفاتح، الذي جعلها عاصمةً للدولة وغيّر اسمها إلى «إسلامبول»، أي «مدينة الإسلام» أو «تخت الإسلام».[30] ومن الأسماء التي عُرفت بها المدينة خلال العهد العثماني: «دار السعادة» (بالتركية العثمانية: در سعادت)، «الدار العالية» (بالتركية العثمانية: دار عاليه)، «الباب العالي» (بالتركية العثمانية: باب عالي)، «مقام العرش» (بالتركية العثمانية: پايتخت)، و«الأستانة» (بالتركية العثمانية: استان) وهي كلمة فارسية من معانيها «العاصمة» أو «مركز السَّلْطَنة».[31] وبحلولالقرن التاسع عشر كانت المدينة قد حصدت عددًا من الأسماء التي عُرفت بها لدى الأجانبوالأتراك. فكانالأوروبيون يستعملون لفظ «ستامبول» إلى جانب «القسطنطينية» للإشارة إلى المدينة ككل، أما الأتراك فلم يستعملوا اللفظ الأخير إلا للإشارة إلى شبه الجزيرة التاريخية الواقعة بين مضيقالقرن الذهبيوبحر مرمرة. ولقد استخدم البعض أيضًا لفظ «پيرا» للإشارة إلى المنطقة الواقعة بين القرن الذهبيومضيق البوسفور، أما الأتراك فاستعملوا وما زالوا، لفظ «بك أوغلي»[32] (بالتركية: Beyoğlu). ومع صدور قانون الخدمة البريدية التركية في28 مارس سنة1930، أمرت السلطات التركية جميع الأجانب بصفة رسمية، أن يطلقوا على المدينة اسمًا متداولاً منذالقرن العاشر،[33] وهو «إسطنبول»، ليكون الاسم الرسمي الوحيد للمدينة في جميع لغات العالم.[34][35]
تُشتق كلمة «إسطنبول» من الكلمة اليونانية البيزنطية «إستنپولين» (باليونانية: εἰς τὴν Πόλιν)، أو «إستانپولين» (باليونانية: εἰς τὰν Πόλιν) باللهجة الإيجيّة، التي تعني «في المدينة» أو «إلى المدينة».[28][33] وفياللغة التركية المعاصرة، يُكتب اسم المدينة "İstanbul" بحرف İ تعلوه نقطة، بما أنالأبجدية التركية تُفرق بين حرفI المنقط وغير المنقط. دُعيت إسطنبول، كما دُعيت روما من قبلها، «بمدينة التلال السبع»، بما أن الجزء الأقدم منها مبني على 7 تلال كما يُزعم، على كل تلة منهامسجد تاريخي.[36]
أظهرت أعمال الحفر خلال إنشاء نفق مرمرة، الذي يصل بين القسم الأوروبي والآسيوي من إسطنبول، مستعمرة بشرية قديمة منالعصر الحجري الحديث، تحت مرفأ «الباب الجديد» (بالتركية: Yenikapı). وقد أظهرت الدراسات أن هذه المستعمرة تعود إلىالألفية السابعة قبل الميلاد، أي قبل أن يتكونمضيق البوسفور، وقد دلّ هذا على أن شبه جزيرة إسطنبول كانت مأهولة منذ فترة أقدم بكثير مما كان يُعتقد سابقًا.[38] ومن الأثار التي عُثر عليها في هذه المستعمرة البدائية، عدد من الأدوات والحرفيات المستخدمة في الحياة اليومية.[39]
بقايا عمود من القسم الحصين العلوي من بيزنطة، والذي يقع اليوم في داخل مجمعقصر الباب العالي.
قامتالقبائل التراقية في الفترة الممتدة بين القرنين الثالث عشر والحادي عشر قبل الميلاد، بتأسيس مستعمرتين هما: «لايگوس» و«سيمسترا» في منطقة «موقع القصر» الحالية (بالتركية: Sarayburnu) بالقرب منقصر الباب العالي.[40] أما على الجانب الآسيوي، فقد عُثر على حرفيات في الموقع حيث كانت توجد بلدة «خلقيدونية» القديمة، تعود إلىالعصر النحاسي.[41] وقد قامت البلدة سالفة الذكر في هذا المكان على يد مستوطنينإغريق قدموا من مدينة «ميغارا» عام 685 ق.م، وكانالفينيقيون قد سبقوهم إلى هذا الموقع منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد حيث أسسوا أول محطة تجارية لهم في تلك البلاد.[42]
يبدأ تاريخ إسطنبول الفعلي، وفقًا للعديد من المؤرخين، نحو عام 660 ق.م، عندما قام المستوطنون الميغاريون، تحت قيادة ملكهم «بيزاس» بتأسيس مدينةبيزنطة على الجانب الأوروبي منمضيق البوسفور. وبحلول نهاية القرن، كان السكان قد أسسوا مدينة عليا حصينة في منطقة «موقع القصر»، في نفس المنطقة التي بُنيت فيها مستعمرتيّ «لايگوس» و«سيمسترا»، أي حيث يقعقصر الباب العاليوآيا صوفيا حاليًا.[23] حاصر المدينةالإمبراطور الروماني «سبتيموس سيفيروس» عام196، بعد أن تحالفت مع حاكمسوريا «غايوس بسيسنيوس نيجير» الذي كان قد ثار على الإمبراطورية وهُزم فيما بعد، وتكبدت أضرارًا فادحة جرّاء ذلك. أعادالبطريرك «ساويرس الأنطاكي» بناء بيزنطة بعد الدمار الذي حل بها نتيجة الحصار الروماني، وسرعان ما استعادت المدينة مجدها وازدهارها السابق، بعد أن أطلق عليها الإمبراطور لفترة وجيزة اسم «أغسطا أنطونينا» تيمنًا بابنه.[43]
رسم للقسطنطينية وموقعها.
كان الموقع الجغرافي لبيزنطة قد لفت نظرقسطنطين الأول عام324، وذلك بعد أن زعم بأنه شاهد حلمًا نبويًا ظهر فيه موقع المدينة؛ ويقول المؤرخون أن السبب الحقيقي وراء ادعاء قسطنطين بهذه النبوءة، هو انتصاره الحاسم على الإمبراطور «ڤاليريوس ليسينيوس» في معركة أسكُدار علىمضيق البوسفور بتاريخ18 سبتمبر سنة324، وهي المعركة التي أنهت الحرب الأهلية بين الأباطرة المشتركين بالحكم، وقضت نهائيًا على بقايا «نظام حكم الشعوب الأربع»، في الفترة التي كانت فيها مدينة «نيقوميدية» (باليونانية: Νικομήδεια)، المعروفة باسم «أزميت» حاليًا، أقدم المدن الرومانية وأعلاها شأنًا.[44] وبعد المعركة بست سنوات، أي في عام330، أصبحت بيزنطة رسميًا العاصمة الجديدة للإمبراطورية الرومانية، وتغيّر اسمها إلى «القسطنطينية» أي «مدينة قسطنطين». وبعد وفاة الإمبراطور «ثيودوسيوس الأول» سنة395، انقسمت الإمبراطورية انقسامًا دائمًا بين ولديه، فأصبحت القسطنطينية عاصمةالإمبراطورية الشرقية أو البيزنطية. كان موقع القسطنطينية بين قارتيّأوروباوآسيا، إضافةً إلى كونها مقرًا لإحدى أهم السلالات الملكية آنذاك، قد جعل منها مركز استقطابللتجارة الدولية، ومركزًاثقافيًاوحضاريًا كبيرًا في المنطقة. كانتالإمبراطورية البيزنطية يونانية الثقافة بوضوح لا ريب فيه، وأصبحت فيما بعد تُشكل عصبالأمة المسيحية الرومية الأرثوذكسية، فكان طبيعيًا بالتالي أن تُزيّن عاصمتها بالعديد منالكنائس الكبيرة ذات الأهمية العالمية، مثلآيا صوفيا، التي كانت أكبركاتدرائية في العالم إلى حينالفتح الإسلامي للمدينة.[45] وما زال مقر بطريرك القسطنطينية، الزعيم الروحيللكنيسة الأرثوذكسية الشرقية المسكونية، يقع في مقاطعة «الفنار» من إسطنبول.[46]
كانت المدينة قد أصبحت متضعضعة في العقود الأخيرة من عمرالإمبراطورية البيزنطية، بما أن الأخيرة كانت في عزلة شبه تامة عن جيرانها وتعاني منالإفلاس. فانخفض عدد السكّان إلى نحو ثلاثين أو أربعين ألف نسمة فقط، وهُجرت أقسام كبيرة من المدينة.[51] وبسبب سياسة الانطواء التي اعتنقها الأباطرة البيزنطيون، أخذ الكثير من أوجه إمبراطوريتهم بالانهيار، الأمر الذي ترك الإمبراطورية معرضة للهجوم في أي وقت. وكانالعثمانيونالأتراك قد أخذوا بتطبيق إستراتيجية طويلة الأمد لفتح المدينة، فسيطروا على جميع القرى والمدن الصغيرة المحيطةبالقسطنطينية شيءًا فشيئًا، بدأًببورصة عام1326، إزميت عام1337، غاليبولي عام1354،وأدرنة عام1362. وبهذا كان العثمانيون قد ضيقوا الخناق على المدينة ومنعوا وصول المدد إليها من الدول المجاورة.[52]
السلطان محمد الثاني يدخل إلى القسطنطينية، بريشة "فوستو زونارو".
في29 مايو سنة1453 قام العثمانيون بقيادة السلطان الشاب «محمد الثاني»، الذي عُرف لاحقًا باسم «محمد الفاتح»، بفتح المدينة بعد حصار دام 53 يومًا، وقد قُتل خلال الهجوم أخر أباطرة الروم «قسطنطين الحادي عشر» بالقرب من البوابة الذهبية.[30] وبعد تمام النصر نقل السلطان محمد الفاتح عاصمةالدولة العثمانية من أدرنة إلى القسطنطينية، التي غيّر اسمها إلى «إسلامبول».[30] يُعتبر حدث سقوط القسطنطينية حدثًا ذا أهمية كبرى في التاريخ العالمي، إذ يعده الكثير من المؤرخين أو معظمهم حتى، خاتمةالعصور الوسطى وبداية العصور الحديثة.[53][54]
افتتح السلطانمحمد الثانيباكورة أعماله في عاصمة بلاده الجديدة بأن أخذ يعمل على إعادة إحيائها من الناحية الاقتصادية وانتشالها من الوضع المزري التي كانت عليه، فأمر بإنشاء «السوق الكبير المغطى» (بالتركية: Kapalıçarşı)، ودعا السكان الهاربين، منأرثوذكسوكاثوليك، إلى العودة إلى بيوتهم بالمدينة وأمنّهم على حياتهم، كذلك أطلق سراح السجناء منجنودوسياسيين الذين قُبض عليهم بعد الدخول إلىالقسطنطينية، ليسكنوا المدينة ويرفعوا من عدد سكانها، وأرسل إلى حكّام المقاطعات فيالرومليوالأناضول يطلب منهم أن يرسلوا أربعة آلاف أسرة لتستقر في العاصمة، سواء كانوامسلمين أومسيحيين أويهود، وذلك حتى يجعل من مجتمعها مجتمعًا متعدد الثقافات.[51] قام السلطان أيضًا بتشييد الكثير من المعالم المعمارية في المدينة رغبةً منه بجعلها «أجمل عواصم العالم» و«حاضرة العلوم والفنون»، فأمر ببناءالمعاهدوالقصوروالمستشفيات والخاناتوالحماماتوالأسواق الكبيرةوالحدائق العامة،[55] وبتصليح الأسوار المهدمة والمباني القديمة،[56] وأدخلالمياه إلى المدينة بواسطة قناطر خاصة. وشجع الوزراء وكبار رجال الدولة والأغنياء والأعيان على تشييد المباني وإنشاء الدكاكينوالحمامات وغيرها من المباني التي تعطي العاصمة بهاءً ورونقًا. ومن أبرز المعالم التي تركها السلطان محمد الفاتح:قصر الباب العالي الذي أمر بالبدء ببنائه قرابةعقد الستينات منالقرن الخامس عشر،ومسجد أيوب سلطان. كذلك أُنشئت مؤسسات دينية لتموّل عمليات بناء المساجد الكبرى، مثلمسجد الفاتح الذي بُني في ذات الموقع حيث كانتكنيسة الرسل المقدسة موجودة سابقًا.
بعد 50 سنة منفتح القسطنطينية، أصبحت المدينة إحدى أكبر المدن وأكثرها ازدهارًا في العالم، لكن هذا لم يدم طويلاً، إذ ضربهازلزال شديد في14 سبتمبر من عام1509 أسفر عنه عدد من الهزات الارتدادية وتدمير 45 مبنى والكثير من القتلى والجرحى.[57] وقد عُرفت هذه الكارثة باسم «يوم القيامة الصغير» (بالتركية: Küçük Kıyamet). ولم تزل آثار هذا اليوم إلّا في عام1510، عندما أحضر السلطان «بايزيد الثاني» 80,000 عامل وبنّاء ليقوموا بإعادة بناء ما تهدم من المنازل والمعالم.
ضرب المدينةزلزال شديد مرة أخرى في عام1894 ونجم عنه الكثير من الأضرار. وفي عام1914 نشبتالحرب العالمية الأولى ودخلتها الدولة العثمانية إلى جانبدول المحور، وبعد نهاية الحرب وهزيمة المعسكر الأخير، قامتقوات الحلفاء باحتلال المدينة، ولم تخرج منها إلا بعد بضعة سنين بعد إبرام معاهدة مع «مصطفى كمال أتاتورك» احتفظ بموجبها الأتراك بوطنهم الأم الذي سكنته قبائلالترك منذ القدم بما فيه مدينة إسطنبول.[60]
بعد قيامالجمهورية التركية في عام1923 نقل الرئيس «مصطفى كمال أتاتورك» مركز العاصمة إلىأنقرة، الأمر الذي أدى إلى ضعف الاهتمام بإسطنبول. إلا أن هذا الأمر عاد ليتغير في بداية عقدالأربعيناتوالخمسينات منالقرن العشرين، حيث تغيرت بنية المدينة تغيرًا جذريًا، إذ جرى شق وإنشاء العديد من الميادين والجادات والسبل، مثل «ميدان تقسيم»، في مختلف أنحاء المدينة؛ على حساب بعض المباني التاريخية في بعض الأحيان. وخلال الخمسينات هاجر العديد من الجاليات الرومانية إلىاليونان وانخفضت أيضًا الجالياتالأرمنية واليهودية كثيرًا نتيجةً الهجرة الكثيفة. في عام1960 أرادت حكومةعدنان مندريس تطوير البلاد فقامت ببناء العديد منالمصانع على أطراف المدينة والتي حفزتبالسبعينات أهلالأناضول على الهجرة للعمل في هذه المصانع والعيش بالمدينة وأدى ذلك إلى ارتفاع هائل في نسبة الطلب على المساكن، الأمر الذي أدى إلى تطوير وضم الكثير منالقرىوالغابات المحيطة بالمدينة، إلىتجمعها الحضري. كان النزوح المكثف إلى المدينة، وما زال، يؤدي إلى نشوء العديد من المباني ذات البناء الرديء، وقد أظهرت إحدى الإحصائيات أن 65% من المباني بإسطنبول تُبنى بطريقة غير شرعية ودون أي تخطيط ملائم،[61] وقد أدى هذا الأمر إلى ازدياد قلق المسؤولين من الكوارث التي قد تقع جرّاء هذا الأمر، خصوصًا بعد أن تبين مدى الضرر الذي لحق بالأبنية جرّاء زلزال ازميت الذي وقع بتاريخ17 أغسطس سنة1999.[62] أصيبت المدينة ببعض الأضرار جرّاء الفيضانات بتاريخ7 سبتمبر عام2009.[63]
تقع إسطنبول في شمال غرب إقليم مرمرة فيتركيا، وهي تُقسم إلى قسمين يفصل بينهمامضيق البسفور، الأمر الذي يجعل المدينة تقع علىقارتين في آن واحد، حيث يقع القسم الغربي منها فيأوروبا، بينما يقع القسم الشرقي فيآسيا. تشغل حدود المدينة مساحة 1,830.93 كيلومترًا مربعًا (707 أميال مربعة)، بينما تشغلمنطقة التجمع الحضري، أومحافظة إسطنبول، مساحة 6,220 كيلومترًا مربعًا (2,402 ميل مربع).
تقع إسطنبول بالقرب من الصدع الأناضولي الشمالي، الذي يمتد من شمالالأناضول وصولاً إلىبحر مرمرة،[64] حيث تصطدمالصفيحتين الأفريقية والأوراسية ببعضهما البعض على الدوام. تسبب هذاالفالق بالعديد منالزلازل المدمرة للمنطقة عبر التاريخ،[65] ففي سنة1509 تسبب زلزال ضخم بموجةتسونامي هائلة تخطت الأسوار البحرية للمدينة ودمّرت ما يزيد عن 100مسجد وقضت على 10,000 شخص من السكان. وفي عام1766 تضرر مسجد أبي أيوب الأنصاري كثيرًا جرّاء هزة أرضية قوية. كذلك حدث زلزال في سنة1894 أدى إلى انهيار أقسام عديدة من السوق الكبير المغطى. وفي17 أغسطس من عام1999 وقع زلزال مدمّر كانت بؤرته في مدينة إزميت القريبة، وأدّى إلى وفاة 18,000 شخص وتشريد الكثيرين.[66] كانت النتائج الكارثية لجميع هذه الزلازل تعود إلى كثافة وتراصص المباني وظروف الإنشاء الرديئة. يقولعلماء الزلازل باحتمال حدوث زلزال آخر، قد يصل مقياسه إلى 7.0 درجات، قبل حلول عام 2025.[67]
يسود إسطنبولالمناخ المعتدل كجميع أنحاء إقليم مرمرة، إلا أنه بسبب موقع المدينة المميز فإن مناخها يُعتبر «مناخًا انتقاليًا»، فهي تقع في منطقة وسطى بين الأقاليم ذاتالمناخ المحيطي الخاصبالبحر الأسود،والمناخ القاري الرطب الخاصبشبه جزيرة البلقان،والمناخ المتوسطي. وقد انعكس هذا التنوع في الأنماط المناخية على التنوع النباتي، إذ أن أنواعًا مختلفة منالنباتاتوالأشجار المميزة لكل منطقة على حدة يُمكن العثور عليها مجتمعة في هذه المنطقة، ومحافظة إسطنبول هي إحدى المحافظات القليلة فيتركيا التي تبرز فيها هذه الميزة. يمكن العثور على أعداد كبيرة من نباتاتالمنطقة البيئية الأوروسيبيرية في القسم الشمالي من المدينة خصوصًا، على ساحل البحر الأسود، حيث يسود المناخ الرطب باستمرار. أما الغطاء النباتي المتوسطي، فينتشر في المناطق الجنوبية وخاصة في جزر الأمراء، وهي المنطقة الوحيدة من إسطنبول التي يغلب عليها هذا النوع من النبات.
صفصاف بابلي في حديقة بإسطنبول.
تُعتبر الغابات الرطبة المعتدلة المختلطة والعريضة الأوراقالمجال الحيوي البيئي الأساسي والمهيمن في شبه جزيرة إسطنبول، وهذه الغابات تُشكل جزءًا من نظام غابات البلقان المختلطة، التي تنتمي بدورها إلىالمنطقة البيئية الأوروسيبيرية الواقعة فيالإقليم الشمالي القديم. يقول الخبراء في الإدارة العامة للحراجة التركية، أن 44% من محافظة إسطنبول مكسوّة بالغابات.
تحد إسطنبول من جهتيها الآسيوية والأوروبية غابتين رطبتين مختلطتين قديمتيّ العهد، وتُعرف الغابة الآسيوية باسم «غابة ألمداغ»، أما الغابة الأوروبية فتُعرف باسم «غابة بلغراد»، وتُعتبر هاتان الغابتان رئتيّ المدينة ومتنفسها الأساسي. لا يزال بالإمكان العثور على غابات قديمة العهد في قلب إسطنبول اليوم، وهذا على ضفتيّمضيق البوسفور. يُعدالسنديان أكثرفصائل الأشجار انتشارًا في المدينة ومحيطها، ومنه 3أنواع شائعة لحد كبير، وهي: السنديان الإنكليزي، السنديان اللاطئ، والسنديان المجري. ومن الأشجار المألوفة أيضًا الزان الشرقي الذي ينتشر في المناطق الشمالية بالقرب من ساحلالبحر الأسود. ومن أنواع الأشجار الأخرى الموجودة: الهلالية الشرقية،كستناء الحصان، الكستناء الحلوة،الحور الأبيض،الدلب، جار الماء الأسود، جار الماء الرمادي،البندق المألوف، القيقب الدلبي المزيف، القيقب النرويجي، قيقب الحقول، الدردار الإنكليزي، الدردار الأبيض الأوروبي، الدردار الناعم الأوراق، دردار الحقول، الزيزفون الفضي، صفصاف الماعز، والصفصاف الرمادي.
تتفوق إسطنبول على بعض الدول الأوروبية، مثلالمملكة المتحدة، من حيث تنوعها النباتي، بما أن فيها ما يُقارب 2500 نوع بلدي من الأشجار والنباتات. أضف إلى ذلك، أن هذا مفاده بأن المدينة تأوي ربع أنواع النباتات البلدية العشرة آلاف المنتشرة فيتركيا، والبعض من هذه الأنواع يقتصر في وجوده على هذه المدينة فقط دون غيرها من أرجاء العالم.[68]
تكون درجات الحرارة في فصل الشتاء باردة في بعض الأحيان بما يكفي لتراكم الثلوج.
تشهد أسطنبولمناخ معتدل، وغالبا ما يوصف بأنه انتقالي بينمناخ البحر الأبيض المتوسط النموذجي للسواحل الغربية والجنوبية لتركيا،والمناخ المحيطي للسواحل الشمالية الغربية للبلاد.[70] مع شتاء بارد، ممطر في كثير من الأحيان، ومثلج إلى حد ما، وصيف دافئ إلى حار وشبه جاف معتدل.[71] عادة ما يكون الربيع والخريف معتدلان، مع ظروف مختلفة تعتمد على اتجاه الرياح.[72][73]
يتأثر مناخ المدينة بشدةببحر مرمرة من الجنوبوالبحر الأسود من الشمال؛ هطول الأمطار مرتفع إلى حد ما، الضباب شائع، والتأخر الموسمي ملحوظ في كل من الشتاء والصيف.[74][75] تتسبب هذه التأثيرات إلى أعتدال درجات الحرارة على مدار العام. نتيجة لذلك، تكون درجات الحرارة في الغالب بين −6 °مئوية (21 °فهرنهايت) و33 °مئوية (91 °فهرنهايت).[76] لا تختبر المدينة درجة حرارة 38 °مئوية (100 °فهرنهايت) إلا مرة واحدة كل عشر سنوات.[75] بسبب تضاريسها الجبلية وتأثيراتها البحرية، تعرض إسطنبول العديد منالمناخات الصغيرة المتميزة.[77]
صيف المدينة دافئ إلى حار وشبه جاف، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة خلال النهار نحو 27 درجة °مئوية (81 درجة °فهرنهايت)، مع أقل من 7 أيام من هطول الأمطار شهريا. على الرغم من نطاق درجة الحرارة المقبول عموما، إلا أن منتصف الصيف في إسطنبول يعتبر غير مريح إلى حد ما، بسبب ارتفاع نقاط الندى والرطوبة النسبية.[78] وفي الوقت نفسه، فإن الشتاء أكثر تغيرا؛ لا يزال مع معدل درجات حرارة مستقرة نسبيا عمومًا نحو 5 درجة °مئوية (41 درجة °فهرنهايت)؛ ويمكن أن يكون بارد، ممطر جدا، وغني بالثلوج نسبيا لدرجات الحرارة فوق درجة التجمد ولكن مع درجات قصوى مفاجئة قصيرة الأجل.[79]
يختلفهطول الأمطار في إسطنبول اختلافا كبيرا بين السنوات والمناطق.[80] ومع ذلك، في المتوسط، فإنها تتلقى نحو 800 ملليمتر (31 إنشا) من هطول الأمطار سنويا.[81] يقع معظم هذا في نصف العام الأكثر برودة.[81] يتوزع هطول الأمطار في إسطنبول توزعًا غير متساو ومتنوع، حيث تحصل أشهر الشتاء على ثلاث مرات على الأقل من مستوى هطول الأمطار في الصيف. عادة ما يكون هطول الأمطار في فصل الشتاء خفيفا، مستمرا، وغالبا ما يكون من هطول الأمطار المختلط مثلخليط المطر والثلج؛ في حين أن هطول الأمطار في الصيف يكون مفاجئا، متفرقا، ويمكن أن يكونشديدا عمومًا. تشهد إسطنبول نحو 10−15 يوما من العواصف الرعدية، مع ذروة أولية في يونيو، وذروة أخرى في سبتمبر.[82] تختلف الغيوم، كما هو الحال مع هطول الأمطار، اختلافا كبيرا حسب الموسم. الشتاء غائم جدا، حيث يكون نحو 20 في المائة من الأيام مشمسا أو غائما جزئيا. وفي الوقت نفسه، يتمتع الصيف بنسبة 60−70 في المائة من أشعة الشمس المحتملة.[83]
تساقط الثلوج شائع إلى حد ما، وغالبا ما يكون مستمرا ومعيقا؛ تحدث العواصف الثلجية ذات التأثير البحري التي يزيد طولها عن 30 سم (11 إنشا) من تساقط الثلوج سنويا تقريبا، وكان آخرها في عام 2022.[84][85] وفقا لدراسة، تتساقط الثلوج بمعدل يزيد عن 60 سم (24 إنشا) سنويا، على منطقة المطار، مما يجعل إسطنبول أكثر المدن الرئيسية تساقطا للثلوج فيحوض البحر الأبيض المتوسط.[85] يختلف تساقط الثلوج على نطاق واسع بين السنوات والمناطق المختلفة من المدينة، حيث تكون المناطق التي تواجه الشمال أكثر عرضة لتلقي الثلوج من المناطق الجنوبية.[81]
أعلى درجة حرارة سجلت في محطة المراقبة الرسمية بوسط المدينة فيساريير كانت 41.5 °مئوية (107 °فهرنهايت) في 13 يوليو 2000.[86] أدنى درجة حرارة سُجلت كانت −16.1 °مئوية (3 °فهرنهايت) في 9 فبراير 1929.[86] أعلى غطاء ثلجي مسجل في وسط المدينة كان 80 سم (31 إنشا) في 4 يناير 1942، و 104 سم (41 إنشا) في الضواحي الشمالية في 11 يناير 2017.[86][87][88]
يشغل "Müze Gazhane" فيقاضي كوي كأول متحف لتغير المناخ في تركيا.
كما هو الحال مع كل جزء من العالم تقريبًا، يتسببتغير المناخ في المزيد من موجات الحر،[91] الجفاف،[92] العواصف،[93] والفيضانات[94][95] في إسطنبول. علاوة على ذلك، بما أن إسطنبول مدينة كبيرة وسريعة التوسع، فإن تأثيرالجزيرة الحرارية الحضرية تكثف آثار تغير المناخ.[75] بالنظر إلى البيانات السابقة،[96] من المرجح جدا أن هذين العاملين مسؤولان عن تحول إسطنبول الحضرية، من مناخ صيفي دافئ إلى مناخ صيفي حار فيتصنيف كوبن للمناخ، ومن المنطقةالمعتدلة الباردة إلى المنطقةالمعتدلة/شبه الاستوائية الدافئة في تصنيف مناخ تريوارثا.[97][98] إذا استمرت الاتجاهات، فمن المرجح أن يؤثر ارتفاع مستوى سطح البحر على البنية التحتية للمدينة، على سبيل المثال محطة مترو كاديكوي مهددة بالفيضانات.[99] اقتُرحتالحدائق الجافة للمساحات الخضراء،[100] ولدى إسطنبول خطة عمل لتغير المناخ.[101]
تُقسم إسطنبول إلى 39 مقاطعة، منها 27 تُشكل المدينة الفعلية، وتُعرف جميع هذه المقاطعات باسم «إسطنبول الكبرى»، ويديرها «مجلس بلدية إسطنبول الحضرية» (بالتركية: İstanbul Büyükşehir Belediyesi). تُقسم مقاطعات إسطنبول إلى 3 مناطق أساسية:
التقسيم الإداري لنواحي ومناطق إسطنبول.
شبه جزيرة إسطنبول القديمة التاريخية، وهي المنطقة التي كانت تُشكل حدودالقسطنطينية فيالقرن الخامس عشر؛ وهي تضم مقاطعات «أمين أونو» و«الفاتح». تقع هذه المنطقة على الشواطئ الجنوبيةلمضيقالقرن الذهبي، الذي يفصل وسط المدينة القديمة عن الأقسام الشمالية الأكثر حداثة من القسم الأوروبي. يحد هذا القسم أسوار المدينة القديمة غربًا، ومدخلمضيق البوسفور شرقًا، ويحيط بهابحر مرمرة جنوبًا.[102]
مقاطعتيّ «بك أوغلي» و«بشكطاش» التاريخيتين اللتين تقعان شمالالقرن الذهبي، وهي تضم الموقع حيث يقع «قصر طولمة باغجة»، بالإضافة لعدد من القرى السابقة مثل: «القرية الوسطى» و«بيبك»، على شواطئالبوسفور.[103] ينتقل سكان المدينة الأثرياء خلال فترة الصيف للعيش على ضفاف هاتين المقاطعتين في منازل فخمة يُطلق عليها اسم «يلي» (بالتركية: Yalı)، التي تعني حرفيًا «الشاطئ» أو «شاطئ البحر».[104][105]
مقاطعتيّ «أسكُدار» و«خلقيدونية»، تقعان على الجانب الآسيوي من المدينة، حيث كانت كل منهما سابقًا مدينة مستقلة، قبل أن تُضم لإسطنبول بفعل توسع الأخيرة واستيعابها للعديد من المدن والقرى المحيطة. يضم هذا الجانب حاليًا العديد من المناطق السكنية الحديثة بالإضافة لأحياء المال والأعمال، ويتخذ منها موطنًا نحو ثلث سكان المدينة.[106][107]
امتدت إسطنبول وتوسعت شرقًا، غربًا، وشمالاً، إلى ما وراء حدودها التاريخية. تقع أعلىالأبراج[ ؟] ومباني المكاتب العصرية في أحياء: الشرق، الحيثية، ومسلك على الجانب الأوروبي، وحي «كوزياطاغي» على الجانب الآسيوي.
كان المنظر الحضري لمدينة إسطنبول، وما زال، في تغيّر مستمر. ففي عهدالإغريقوالرومانوالبيزنطيين، كانت المدينة تتألف بمعظمها من شبه جزيرة القسطنطينية؛ وكانت مدينة غلطة تحدها شمالاً، ومدن أسكُدار وخلقيدونية تحدها شرقًا عبرمضيق البسفور. وكانت جميع هذه المدن تُشكل دولاً مدينية مستقلة عن بعضها البعض. أما إسطنبول الحالية، فهي تضم شبه الجزيرة التاريخية وجميع تلك المدن التي كانت تحيط بها، بالإضافة للعديد من المناطق المحيطة التي لم تكن مأهولة حتىالقرن التاسع عشر، عندما أخذ السكان يبنون بيوتًا جديدة حول المدينة، استحالت أحياءً ومقاطعات فيما بعد.
كانت أسوار مدينة غلطةالبندقية لا تزال صامدة حتى أوائلالقرن التاسع عشر. وقد دمرت فيما بعد هذه التحصينات القديمة، عدا برج غلطة وبعض أجزاء السور التي لا تزال باقية إلى اليوم، وذلك لإفساح المجال نحو توسّع المدينة شمالاً حيث توجد اليوم أحياء «بشكطاش»، «شيشلي»، «المرمى»، وما بعدها.
وفي العقود الأخيرة بُنيت العديد من المباني الشاهقة حول المدينة لاستيعاب أعداد السكان المتزايدة، وأصبحت البلدات المحيطة جزءًا من المدينة بسبب توسع الأخيرة توسعًا سريعًا واستيعابها لتلك البلدات. تقع أعلى المباني السكنية وتلك المخصصة للمكاتب في شمال القسم الأوروبي، وخاصة في مناطق المال والأعمال في أحياء «الشرق»، «مسلك»، و«القرية المجيدية»، الواقعة في المنطقة الممتدة بينجسر البسفوروجسر السلطان محمد الفاتح. وفي بعض الأحياء مثل الشرق والحيثيةمراكز تسوّق فخمة مثل: كانيون، متروسيتي، إكمركز، مايادروم، ومايادروم الفوقي. كذلك تقع مراكز أكبر وأهم الشركات والمصارف التركية في هذه المنطقة.
أخذ الجانب الآسيوي من إسطنبول، وهو الجانب الذي كان يُعد ساكنًا مليئًا بالمنتجعات الصيفية والأكواخ الأنيقة المحاطة بحدائق واسعة من الصنوبر المظلي، أخذ منذ أوائل النصف الثاني منالقرن العشرين، بالنمو والتطور بتسارع. فقد ساهم تشييد جادة بغداد الواسعة، ذات المطاعم والدكاكين الراقية، بتسارع وتيرة النمو الحضري في المنطقة. وقد ساعد خلو هذه الأماكن من السكان حتىالستينات منالقرن العشرين على تشييدبنية تحتية أفضل وإيجادتخطيط عمراني أكثر تنظيمًا من ذلك الخاص بمناطق سكنية أخرى في المدينة. إلا أن ازدهار الجانب الآسيوي الحقيقي أتى مع افتتاح طريق «إسفلت أنقرة» السريع (بالتركية: Ankara Asfaltı)، وهو الامتداد الآسيوي لطريق E5 السريع، الذي يقع شمال جادة بغداد بالتوازي مع خط سكة الحديد. ومن العوامل الأخرى المهمة التي ساعدت على نمو الجانب الآسيوي هي النزوح منالأناضول. يُشكل سكان هذا القسم من إسطنبول اليوم نحو أكثر من ثلث سكان المدينة.
بني قسم كبير من الأبنية الواقعة في ضواحي المدينة بين ليلة وضحاها، كنتيجة لنمو إسطنبول المتسارع خلال النصف الثاني منالقرن العشرين، وقد ابتدعالأتراك فيأربعينات القرن سالف الذكر لفظًا يرمزون به لهذه المباني العشوائية هو "Gecekondu"، وهو يعني حرفيًا «بُني في ليلة وضحاها». وحاليًا، فإن كثيرًا من تلك المباني تُهدم وتزال وتستبدلها مجمعات سكنية كبيرة.
أفق اسطنبول كما يراه الناظر من جهة إلتقاء البسفور وبحر مرمرة. تظهر عدَّة معالم رئيسيَّة في الصورة مثل جامع السُلطان أحمد وآيا صوفيا وقصر طوب قابي وقصر طولمة باغجة.
حصدت إسطنبول عبر تاريخها الطويل صيتًا مفاده أنها موقع انصهار الثقافات والأعراق المختلفة. وكنتيجة لهذا، يمكن العثور حاليًا على عدد منالمساجد،الكنائس،المعابد،القصور،القلاع، والأبراج[ ؟] التاريخية في المدينة والتي بنيت في مراحل مختلفة من الزمان على يد شعوب وأناس متعددين. والبعض من هذه المعالم يجذب الملايين من السياح إلى إسطنبول سنويًا، وقد أصبح يُشكل رمزًا مهمًا للمدينة.[109]
منظر عام لمنطقة التقسيم في إسطنبول، تظهر فيها المباني المُشادة وفق النمط المعماري التراثي.
من أبرز المعالم في إسطنبول والتي تعود إلى عهدالإغريق هو «برج العذراء»، وقد بنى هذا البرج أساسًا اللواء الأثيني «آلسيبايديز» عام 408 قبل الميلاد للتحكم في حركة السفنالفارسية فيمضيق البوسفور.[110]
ومن المعالم والمنشآت الرومانية الأخرى: القناطر الحزامية، قناطر الصقر الرمادي، عمود القوطيين، موقع الحريم، الميليون الذي ساعد على احتساب المسافة بين القسطنطينية والمدن الأخرى التابعة للإمبراطورية الرومانية، قصر القسطنطينية الكبير الذي بناهقسطنطين الأول ليكون المقر الرئيسي لأباطرةالروم، وساحة ألعاب القسطنطينية أو مضمار سباق القسطنطينية، التي بُنيت وفقًا لنموذج سيرك مكسيموس فيروما.
كانقسطنطين الأول هو من بدأ بتشييد أسوار المدينة الضخمة،[112] حيث قام بزيادة حجم أسواربيزنطة وتضخيمها وزيادة سماكتها لتكون خير دفاع عن العاصمة الجديدة للإمبراطورية الرومانية، التي كانت قد أخذت بالنمو والاتساع بعد أن أطلق عليها اسم «روما الجديدة» (باللاتينية:Nova Roma). وقد بُني قسم جديد من الجدران في القسم الغربي من المدينة خلال عهد الإمبراطور «ثيودوسيوس الثاني»، وأعيد بنائها مجددًا لتتخذ شكلها الحالي عام447 بعد أن دمرهازلزال شديد. ومن المعالم الأخرى التي تعود لذات العهد، عمود مارقيان (بالتركية: Kıztaşı)، الذي رفعه الإمبراطور «فلاڤيوس مارقيان» (450–457) في نفس الفترة الزمنية التي بُنيت فيها أسوار ثيودوسيوس ثلاثية الطبقات.
كان أسلوب العمارة البيزنطي الأول يُحاكي الأسلوب الروماني التقليدي من ناحية شكلالقبابوالقناطر خصوصًا، إلا أن المهندسين الروم عادوا وقاموا بتطوير هذه المفاهيم المعمارية فيما بعد، كما تشهد على ذلككنيسة «آيا إيرين» التي بناها الإمبراطورقسطنطين الأول فيالقرن الرابع لتكون أول كنيسة في عاصمة الروم الجديدة؛ وكنيسة القديسين سركيس وباخوس أو «آيا صوفيا الصغرى» المبنية فيالقرن السادس خلال عهد الإمبراطور «جستينيان الأول»، وتُعد الكنيسة الأخير أكبر مبنى في ساحة السلطان أحمد في مقاطعة «أمين أونو»، وهي أكثر المعالم البيزنطية الباقية أهميةً في العالم.
تقوم الجمعيات المختصة حاليًا بعدّة حفريات عند أساسات قصر القسطنطينية الكبير، الواقع إلى جانبآيا صوفيا، لكشف النقاب عن المزيد من المعالم المعمارية من الحقبة البيزنطية؛ ويُحتفظبالفسيفساء التي زيّنت أرض وجدران القصر في «متحف القصر الكبير للفسيفساء» حاليًا. وفي موقع قريب من الموقع الأخير أعمالُ حفر أخرى، حيث لا يزال «برج مگنورا» يقف.[113] كانقسطنطين الأول هو من أمر ببناء القصر الكبير بداية الأمر، لكن شكله الحالي إنما هو نتاج المهندسين الذين أمرهم الأباطرة اللاحقون، وخاصة جستنيان، بتوسيعه وزيادة حجمه. ومن القصور البيزنطية الأخرى، قصر «بوكليون» المعروف أيضًا بقصر هورميسداس، الذي بناه الإمبراطور «ثيودوسيوس الثاني» فيالقرن الخامس، وقام الإمبراطور «ثيوفيلوس» بتوسيعه فيالقرن التاسع، ودُمجت جدرانه مع جدران القصر الكبير خلال عهد الإمبراطور «نقفور الثاني» فيالقرن العاشر.[114] كذلك وُصِل المنبر الشرقي لساحة ألعاب القسطنطينية، حيث كانت مقصورة الإمبراطور تقع، وُصِل بممر موصول بالقصر الكبير حتى تستطيع العائلة المالكة أن تصل لهناك مباشرة.[115][116]
صُممتآيا صوفيا على يد المهندسين الإغريقيين «إيزيدور الميليتوسي» و«أنثيموس الأيديني» لتكون ثالث كنيسة تُبنى في ذات الموقع، في الفترة الممتدة بين عاميّ532و537 بعد أعمال شغب نيكا، التي وقعت عام532، ودمرت خلالها الكنيسة الثانية، التي كانت قد افتتحت سنة405 على يد «ثيودوسيوس الثاني». أما الكنيسة الأولى التي عُرفت باسم «الكنيسة الكبرى» فقد افتتحها الإمبراطور «قنسطانطيوس الثاني» عام360. تُظهر كنيسة القديسين سركيس وباخوس، التي بناها «جستنيان الأول» وجعلها صرحًا في الفترة الممتدة بين سنتيّ527و536، تُظهر مدى التطور الحاصل في أساليب العمارة، وخاصة في بناء المباني المقببة، التي تطلبت حلولاً أكثر تعقيدًا لرفع هكذا مجسمات. وتعود كنيسة «آيا إيرين» وكاتدرائية الحوض إلى نفس الحقبة الزمنية التي برزت فيها هذه التصاميم المعمارية الجديدة. أما أقدم الكنائس البيزنطية في إسطنبول، والتي حافظت على هيكلها وشكلها الخارجي، على الرغم من أن الخراب لحق بها بعض الشيء، هي «دير ستوديوس» التي بُنيت سنة462.
إن أقدم المعالم البيزنطية التي تعود لعهد «هرقل» (610–641) هي «سجون أنيماس»،[117] التي دُمجت بأسوار المدينة في القسم الشمالي الغربي منها، حيث تُشكل هيكلاً شبيهًا بالقصر، ذي أبراج عديدة وشبكة زنزانات تحت أرضية. يُعرف القسم الوحيد الباقي من هذا الهيكل باسم «قصر بورفروجنيتثس» أو «قصر تكفور» (بالتركية: Tekfur Sarayı) وهو يعود لحقبةالحملة الصليبية الرابعة. اتخذالأباطرة اللاتينيون من قصر بوكليون المواجهلبحر مرمرة مسكنًا لهم خلال فترة حكمهم التي استمرت من سنة1204 حتى سنة1261. وخلال هذه السنوات قام الكهنة الدومينيكانالكاثوليك ببناء كنيسة القديس بولس على الجهة الشمالية منالقرن الذهبي، وقد انتهى العمل بها في عام1233.
بعد أن استعادالروم عاصمتهم المفقودة لصالح الصليبيين اللاتين عام1261، هجر الأباطرة القصر الكبير وقصر بوكليون هجرًا شبه تام ونُقل مركز الإقامة إلى قصر السيادة بغرب المدينة، حيث الأسوار ثلاثية الأقسام. ومن الكنائس التي بُنيت بعد أن استعاد البيزنطيون القسطنطينية: كنيسة ثيوطوكس پاماكريستوس وكنيسة القديس المخلّص في تشورا؛ وفي هذه الفترة أيضًا قام سلطان غلطة الجنوي، «مونتانو دي مارينيس» ببناء دار البلدية (بالإيطالية:Palazzo del Comune)، وهو نسخة طبق الأصل عن قصر القديس جرجس (بالإيطالية:Palazzo San Giorgio) في جنوة.[118] كذلك قام الجنويون ببناء برج غلطة بأعلى موقع بمدينة غلطة عام1348، وأطلقوا عليه اسم «برج المسيح» (بالإيطالية:Christea Turris). ولدى العامّة اعتقاد سائد مفاده أن «القلعة الجنويّة» الواقعة على مدخلمضيق البوسفوربالبحر الأسود قد بُنيت على أيدي الجنويين، إلا أنها بُنيت أساسًا على أيدي البيزنطيين.
قامالأتراكالعثمانيون ببناء قلعة «أناضول حصار» على الجانب الآسيوي من المدينة في عام1394، وألحقوها بقلعة «روملي حصار» على الجانب الأوروبي المجاور سنة1452، أي قبل سنة منفتح القسطنطينية. كان الهدف من وراء بناء هاتين القلعتين المزودتينبالمدافع الطويلة، هو التحكم بحركة مرورالسفن الداخلة والخارجة منمضيق البوسفور، ومنع وصول المدد إلىالروم عن طريق السفن الجنوية القادمة من المستعمرات على ساحلالبحر الأسود، مثلفيودوسيا،سينوب، وأماسرا.[119] وفي ذات السنة، بُني أولمسجد على الجانب الأوروبي من المدينة داخل قلعة روملي حصار.
بعد الفتح العثماني للمدينة، شرع السلطانمحمد الفاتح بتنفيذ خطة إعادة بناء شاملة، تضمنت إنشاء قصرالباب العالي، السوق الكبير المغطى، وحصن الأبراج السبعة، الذي كان مخصصًا لحماية وحراسة البوابة الرئيسية للمدينة، أي «البوابة الذهبية».
كان أول مسجد فعلي يُبنى بداخل المدينة هو «مسجد أبي أيوب الأنصاري» (بالتركية: Eyüp Sultan Camii)، وكان ذلك نحو سنة1459. بُني هذا المسجد في الموقع الذي دُفن فيه «أبو أيوب الأنصاري» وهو أحدصحابة النبيمحمد، والذي استشهد عند حصار القسطنطينية في سنة669،[120] خلال المناوشات الأولية التي وقعت بينالعربوالروم، عندما حاولالمسلمون لأول مرة فتح المدينة. أما أول مسجد ملكي ضخم بُني فيالقسطنطينية فهو «مسجد السلطان محمد الفاتح»، الذي اكتمل في عام1470، وهو يقع في نفس الموقع حيث كانت توجد إحدى أهم الكنائس البيزنطية وهي كنيسة الرسل المقدسة، التي بُنيت في عهدقسطنطين الأول. بُني عدد من المساجد المهمة الأخرى خلال القرون اللاحقة، مثلمسجد سليمان القانوني (1557)، الذي أمر بتشييده السلطانسليمان القانوني، وصممه المهندس المعماري «سنان آغا»، وكذلكمسجد السلطان أحمد (1616) المعروف أيضًا باسم «المسجد الأزرق»، بسببالبلاط[ ؟]الأزرق الذي يزين داخله.
أخذ النمط العمراني العثماني يفسح المجال أمام الأنماط العمرانية الأوروبية في القرنينالثامن عشروالتاسع عشر، حيث قام المعماريون باستخدام أنماط مثل «الباروكية» لتشييد القصور والمساجد، كما في مسجد «نور العثمانية» وفي القسم الإضافي لجناح الحريم في قصر الباب العالي، والذي شُيِّد فيالقرن الثامن عشر. وبعد أن أطلق السلطانعبد المجيد الأول حملة الإصلاحات لإعادة تنظيمالدولة العثمانية، جرى اللجوء إلى عدد من الأنماط المعمارية الأوروبية، مثل: النمط التقليدي الجديد،الباروكية،الروكوكو، في بناء معالم المدينة، وفي أحيان أخرى استُخدم خليط منها، كما في حالةقصر طولمة باغجة، قصر سيد الأسياد،ومسجد أورطاكوي أو المسجد المجيدي.[121]
وابتداءً من أوائلالقرن التاسع عشر، أخذتالسفارات الفخمة التابعة للدول الأوروبية البارزة تُبنى في المنطقة المحيطةبجادة الاستقلال، الأمر الذي أدّى بطريق غير مباشر إلى تطوير النمط العمراني في تلك الأنحاء، حيث أخذت تظهر عدّة مباني مشيدة على النمط التقليدي الجديد ونمطالفن الجديد (بالفرنسية:Art Nouveau) على جانبيّ الشارع. كانت إسطنبول إحدى المراكز الأساسية لحركة الفن الجديد في أواخر القرن التاسع عشر وأوائلالقرن العشرين، حيث قام عدد من البنّائين المشهورين مثل «ألكسندر ڤالوري» و«ريموندو توماسو دارونكو»، ببناء عدد من المباني والقصور على هذا النمط، سواء في داخل المدينة أو على جزر الأمراء. ومن أبرز أعمال دارونكو، عدد من المباني في مجمّعقصر يلدز. ومن الأمثلة الأخرى على المنشآت المبنية باستخدام هذا النمط: سلالم كاموندو في شارع المصارف في حي غلطة، وقصر الخديوي على الجانب الآسيوي منالبسفور،[122] خان فلورا في منطقة سركيسي، وشقق فرج[123] في حي الشيشان في ناحية بك أوغلي.[124]
بُني هذا المسجد في الفترة الممتدة بين عاميّ1609و1616، خلال عهد السلطان "أحمد الأول". يُعرف أيضًا باسم المسجد الأزرق بسببالبلاط[ ؟]الأزرق الذي يُزين داخله. وهو كمعظم المساجد العثمانية يحوي قبر السلطان الذي أسسه بالإضافةلمدرسة وتكية. كان هذا المسجد يظهر على خلفيةالعملة الورقية التركية من فئة 500 ليرة، التي وُضعت بالتداول من سنة1953 حتى سنة1976.[126]
يُعرف هذا المسجد أيضًا باسم "مسجد يني" و"مسجد والدة السلطان"، وهو يقع على مضيقالقرن الذهبي جنوبجسر غلطة. أبتدئ بتشييد هذا المسجد سنة1597، بعد أن أمرت ببنائه السلطانة "صفيّة" زوجة السلطانمراد الثالث، وكان مصصمه هو "داود آغا" تلميذ المهندس "سنان آغا" الشهير، وأكمله الرقيب "أحمد الغطاس" بعد وفاة داود سنة1599. يُعد من أشهر معالم إسطنبول.
كان هذا القصر المقر الرئيسي للسلاطين العثمانيين طيلة ما يُقارب من 400 سنة،[128] من عام1465 حتى1856. أبتدئ ببناء القصر عام1459 بأمر من السلطانمحمد الفاتح بعد غزوالقسطنطينية. يجذب القصر اليوم أعدادًا كبيرة من السياح، وهو يحوي بعض الأثار المقدسة الإسلامية، مثل عبائة النبيمحمد وسيفه.[128] يُصنف القصر على أنه من ضمن المعالم المنتمية للمناطق التاريخية في إسطنبول، وقد أصبحموقعًا للتراث العالمي في سنة1985، ووُصف على أنه من أفضل الأمثلة على التنوع الثقافي فيالدولة العثمانية.[129]
كان هذا المسجد كنيسة بيزنطية أساسًا تحمل اسم كنيسة ثيوطوكس پاماكريستوس. وبعد دخولالإسلام إلى القسطنطينية، قام السلطانمراد الثالث بتحويلها إلى مسجد وأطلق عليها اسم "مسجد فتحيّة" احتفالاً بالفتح العثمانيلجورجياوأذربيجان. وقد قام المعماريون العثمانيون بإزالة بعض الجدران الداخلية لإفساح المجال للمصلين وعدم إزعاجهم. وفي سنة1949 حُوّل المصلى المسيحي الأساسي إلى متحف وبقي المبنى الرئيسي مسجدًا.[131]
يُسمى هذا الجسر أيضًا بجسر البسفور الأول، وهو أحد الجسرين الذين يصلانأوروبابآسيا. يبلغ طوله 1,510 أمتار (4,954 قدمًا)، ويصل عرض سطحه إلى 39 مترًا (128 قدمًا). تصل المسافة بين برجيه إلى 1,074 مترًا (3,524 قدمًا) ويبلغ ارتفاعهما 105 أمتار (344 قدمًا)، أما المسافة بينالبحر والجسر فتصل إلى 64 مترًا (210 أقدام). حصل هذا الجسر على المركز الرابع بين أطولالجسور المعلقة في العالم عند اكتماله في سنة1973، وكان أطول الجسور خارجالولايات المتحدة. أما اليوم فهو يقبع في المركز السادس عشر بين تلك الجسور.
قصر طولمة باغجة، هو مقر السلاطين العثمانيين من سنة1856 حتى سنة1922، باستثناء الأعوام الممتدة من سنة1889 حتى سنة1909 عندما كان هذا اللقبلقصر يلدز. بُني هذا القصر بناءً على أمر السلطان "عبد المجيد الأول"، وقام بأعمال البناء "الحاج سعيد آغا"، بينما قام بالتصميم المهندس "گربات باليان" وولده "نيگوغايوس باليان" و"إيفانيس كلفا". كلّف تشييد القصر 5 ملايين ليرة عثمانية مجيدية، أي ما يقارب 35 طن منالذهب.[132]
برج غلطة هو برج حجري يعودللقرون الوسطى، موجود في ناحية غلطة من إسطنبول، شمال مضيقالقرن الذهبي. بنىالجنويون هذا البرج عام1348 في مستعمرتهم بالقرب منالقسطنطينية. يبلغ ارتفاع البرج 66.90 مترًا كاملةً، و 62.59 مترًا دون احتساب طول العمود المزخرف على سطحه، الذي يصل في طوله إلى 51.65 مترًا. كان هذا البرج أطول مباني المدينة عندما شُيِّد، فقد وصل ارتفاعه إلى ارتفاع مبنى بتسع طبقات، وهو ارتفاع شاهق مقارنة بمباني ذلك الزمان. يصل القطر الخارجي للبرج إلى 16.45 مترًا عند القاعدة، و 8.95 مترًا في الداخل، وتصل سماكة الجدران إلى 3.75 مترًا.
يُعرف هذا المسجد أيضًا باسم المسجد المجيدي، تيمنًا بالسلطان "عبد المجيد الأول"، الذي أمر ببناءه مكان المسجد الأصلي، في الفترة الممتدة بين عاميّ1854و1856. صُمم المسجد بواسطة المهندسين "گربات باليان" وولده "نيگوغايوس باليان"، وشُيِّد على نمط الباروكيه الجديد. وفي هذا المسجد عدد من التخطيطات الإسلامية التي كتبها السلطان عبد المجيد بنفسه.
تقع هذه القلعة على تلة في الجانب الأوروبي منالبوسفور، وقد أمر ببنائها السلطان "محمد الفاتح" في الفترة الممتدة بين سنتيّ1451و1452، لمحاصرةالقسطنطينية تمهيدًا لفتحها. سُميت أبراجها الضخمة الثلاثة تيمنًا بوزراء السلطان في ذلك الوقت:الصدر الأعظم "خليل باشا" الذي بنى البرج الكبير إلى جانب البوابة، "زغانوس باشا" الذي بنى البرج الجنوبي، و"ساريكا باشا" الذي بنى البرج الشمالي.
يُعرف أيضًا بجسر البوسفور الثاني، وقد سُمي تيمنًا بالسلطانمحمد الفاتح. يصل طول الجسر إلى 1,510 أمتار، ويبلغ عرضه 39 مترًا. تصل المسافة بين برجيه إلى 1,090 مترًا، ويبلغ ارتفاعهما 105 أمتار. أما المسافة بينه وبينالبحر فتصل إلى 64 مترًا. احتل هذا الجسر المركز السادس في قائمة أطولالجسور المعلقة في العالم عندما افتُتح سنة1988، وحاليًا فهو يحتل المركز الخامس عشر في القائمة الأخيرة.
يقع هذا القصر الصغير على الجانب الآسيوي من البوسفور، في ناحية "بك كوز" بين قلعة أناضول حصار وجسر السلطان محمد الفاتح. كانالسلاطين العثمانيين يقيمون في هذا القصر لفترات قصيرة خلال تجوالهم في البلاد ورحلات صيدهم.
كانت هذه القناة مصدر تأمين المياه الأساسي للقسطنطينية فيالقرون الوسطى، وقد رُممت عدد من المرات على يد الكثير من السلاطين العثمانيين بعد أن لحقت بها أضرار متعددة جراء التآكل عبر الزمن. يبلغ طول القسم الباقي منها 921 مترًا، أي أقل بنحو 50 مترًا من طولها الأساسي.[133]
يقع هذا القصر على الجانب الآسيوي منمضيق البوسفور، وقد بُني بأمر من السلطان "عبد العزيز الأول" (1830–1876) ليكون مقرًا صيفيًا له وللسلاطين الذين يلوه، ومركزًا ترفيهيًا للمسؤولين العثمانيين والأجانب القادمين إلى تلك الأنحاء من البلاد. شُرع ببناء القصر سنة1861 واكتمل في عام1865 على يد المهندس "سركيس باليان".[134]
بُني هذا القصر عام1880، وكان مقرًا للسلطان "عبد الحميد الثاني" وحاشيته. القصر عبارة عن مجمع من البيوت الصغيرة ودور متعددة كانالسلاطين العثمانيين يلجأون إليها للابتعاد عن مشاكل الحكم وهمومه وللاستراحة من متاعب العمل بين الحين والأخر. كانت المنطقة التي بُني فيها القصر مليئة بالأحراج،[135][136] وقد اشتراها السلطان "أحمد الأول" (1603-1617) وأنشأ فيها أول دار للاستجمام، وقلّده بذلك السلاطين اللاحقين.
«قادر طوباش» هو المحافظ الحالي لمدينة إسطنبول،[137] أما حاكم المحافظة فهو «معمّر گولر».[138] وإسطنبول مدينة تشريعية، تجري فيها الانتخابات البلدية على أساس حزبي، والمجلس البلدي هو المسؤول عن إصدار جميع القرارات المتعلقة بتنظيم المدينة من مختلف النواحي.[139]
يتكون مجلس البلدية الحضرية من ثلاثة أعضاء رئيسيين: (1) محافظ المنطقة الحضرية، الذي يُنتخب مرة كل 5 سنوات، (2) المجلس البلدي، وهو الهيئة التي تُصدر القرارات إلى جانب المحافظ والمخاتير وخُمس أعضاء مجالس النواحي، (3) اللجنة التنفيذية الحضرية. بها 3 سلطات محلية: (1) البلديات، (2) مجالس الإدارة المحلية الخاصة، (3) مجالس الإدارة القروية. تُعتبر البلديات أهم تلك السلطات المحلية حاليًا بسبب ارتفاع نسبة التحضر في المناطق المحيطة بالمدينة.
يقع دار البلدية للمدينة في منطقة ساراشأني بحي الفاتح، وقد شُرع في بناءه بتاريخ17 ديسمبر سنة1953، واكتمل إنشاؤه وافتتح بتاريخ26 مايو سنة1960، ومن المقرر أن يُهدم في القريب العاجل واستبداله بمبنى آخر من تصميم شركة «أرولات للهندسة المعمارية».[140]
تتكون إسطنبول من 39 منطقة أو ناحية يسكنها عدد كبير من الناس جرّاء النزوح التاريخي المكثف نحو المدينة، وبسبب توسعها وضمها للقرى والبلدات المجاورة منذ أوائل النصف الثانيللقرن العشرين. وفي عام2009 قام المعهد الإحصائي التركي (TÜİK) بإحصاء عدد سكان المدينة وفق كل ناحية وقرية، فتبين أن مجموع سكان المدينة يصل إلى 12,915,158 نسمة، منهم 12.78296 شخص يسكون الضواحي و 132.198 نسمة أخرى في البلدات والقرى المحيطة بالمدينة.[141] وبهذا فإن عدد سكان المدينة يكون قد ارتفع منذ أخر إحصاء جرى في عام2007، عندما وصل إلى 11,372,613 نسمة.[142]
تبين من خلال إحصاء عدد سكان المدينة عدد الناس القاطنين في كل ناحية من نواحيها، وظهر أن أكثر تلك النواحي اكتظاظًا بالسكان هي «باغشيلار» وأقلها سكانًا هي «جزر الأمراء».[143]
الناحية
عدد السكان
جزر الأمراء
10.460
قرية الألبان
148.419
أطاشير
345.588
الصيادون
322.190
باغشيلار
719.267
باهشيلفلر
571.711
قرية النحاس
214.821
باشا كشير
193.750
بيرم باشا
272.196
بشكطاش
191.513
المدينة الكبرى
388.392
الناحية
عدد السكان
بك كوز
241.833
بيلك دوزو
186.847
بك أوغلي
247.256
برج الحمام الكبير
151.954
كاتالكا
61.566
تشكميكوي
135.603
إسنلر
468.448
مجرى الرياح
335.316
أيوب
317.695
الفاتح
455.499
الناحية
عدد السكان
غازي عثمان باشا
464.109
غنغورين
318.545
خلقيدونية
550.801
كاغيثان
418.229
عقاب
427.156
برج الحمام الصغير
662.566
ملتيبة
415.117
بنديك
520.486
رأس الراية
223.755
سارير
276.407
الناحية
عدد السكان
سيليفري
118.304
سلطان بايلي
272.758
سلطان غازي
436.935
شيله
25.169
شيشيلي
314.684
توزلا
525.520
عمرانية
553.352
إسكودار
529.550
موقع الزيتون
288.743
يبلغ معدلالنمو السكاني في المدينة نحو 3.45% سنويًا، وذلك يعود إلى تدفق الناس منالمناطق الريفية المحيطة إلى داخلها. تصل نسبة الكثافة السكانية في إسطنبول إلى 1,700 شخص في الكيلومتر المربّع (2,742 نسمة في الميل المربّع)، وهذا يتجاوز نسبة الكثافة السكانية في جميع أنحاء تركيا بكثير، إذ أن الأخيرة تصل إلى 81 نسمة في الكيلومتر المربّع (130 نسمة في الميل المربّع).[144] إن معظم سكان المدينة ينتمون إلىالعرق التركي، ويُشكلالأكراد أكبر أقلية عرقية فيها، وهم بمعظمهم قادمين من الأرياف المحيطة بإسطنبول.[145]
كانت إسطنبول أكبر مدنالعالم فيالقرون الوسطى، وخلال تاريخها الطويل، أعتُبرت إحدى أكبر وأهم المدن في العالم، فيما عدا السنوات الأخيرة من عمرالإمبراطورية البيزنطية، عندما كانت تُعاني من مشاكل عدّة. استقطبت المدينة، لأهميتها الجغرافية والسياسية، شعوبًا عديدةومجموعات عرقية مختلفة من جميع أنحاءأوروباوآسياوأفريقيا منذ العصور القديمة، إلا أنّاليونان ومن ثمالأتراك استوعبوا جميع هذه الشعوب التي قطنت المدينة عبر التاريخ، واختلطوا معهم وتزاوجوا، إلا أن الطابع التركي واليوناني بقي سائدًا.
تُظهر الجداول التالية عدد سكان المدينة وفق كل سنة. يُمكن أن يختلف العدد وصولاً حتى سنة1914 بنسبة 50% بين كل باحث وأخر. أما الأعداد من سنة1927 حتى سنة2000، فهي نتيجة إحصائات، والأعداد في سنتيّ2005و2006 هي توقعاتمحاكاة حاسوبية. يعود السبب وراء تضاعف سكان إسطنبول في الفترة الممتدة بين عاميّ1980و1985 إلىالازدياد الطبيعي بفعل الولادات، وأيضًا لتوسع حدود المدينة.
في إسطنبول تنوع ديني كبير نتيجةً لسكنها من شعوب متعددة على مر التاريخ، كان لكل منها ديانته الخاصة. وعلى الرغم من هذا التنوع الديني، إلا أنالإسلام يبقى الدين الأكثر انتشارًا وقبولاً بين سكان المدينة، أما الديانات الأخرى ذات الأتباع الأقل عددًا فتشمل:المسيحية الرومية الأرثوذكسية،المسيحية الأرمنية الأرثوذكسية،الكاثوليكية الشرقية،واليهودية السفاردية. وقد تبيّن وفقًا لإحصاء من سنة2000 أن 2,691مسجدًا مفتوحًا للعموم في المدينة، بالإضافة إلى 123كنيسة و 26كنيسًا؛ وللمسلمين 109 مقابر و 57 مقبرة لغير المسلمين. كانت بعض الأحياء والنواحي تأوي أعدادًا كبيرة من غير المسلمين من سكان إسطنبول، مثل حي «بوابة الرمال» (بالتركية: Kumkapı) الذي كان يسكنه عدد كبير منالأرمن، وحي «بلاط» ذو النسبة المرتفعة مناليهود، وحي «الفنار» الذي سكنه عدد مناليونان، وأيضًا بعض الأحياء في ناحتيّ «المرمى» و«بك أوغلي» حيث سكن عدد كبير منالشوام اللاتين. أما الآن فإن قليلاً من هؤلاء السكان بقي في تلك المناطق، إذ أن كثيرًا منهم هاجر إلى خارجتركيا أو نزح إلى نواح وأقاليم أخرى. وفي بعض الأحياء، مثل حي «كوزگونسوك» يمكن رؤية كنيسة للأرمن الأرثوذكس إلى جانب كنيس، وفي الجانب المقابل من الشارع يوجد كنيسة للروم الأرثوذكس إلى جانبها مسجد.
يعتنق أغلب سكان إسطنبولالإسلام دينًا، وأكثرهم يتبعونالمذهب السني، وأقلية تتبعالمذهب العلوي. تبين في إحصاء من سنة2007 أن 2,944مسجدًا مفتوحًا للمصلين في المدينة.[147][148] كانت إسطنبول أخر عواصمالخلافة الإسلامية،[149] وذلك في الفترة الممتدة من سنة1517 حتى سنة1924،[150] وبعد أن حُلّت الخلافة وإلغاء منصب الخليفة وشيخ الإسلام، نُقلت جميع الصلاحيات إلىالبرلمان التركي حديث النشأة. وبتاريخ2 سبتمبر من عام1925، مُنع إنشاءالتكاياوالتصوّف، إذ ارتوئي أن وجودها لا يتناسب مع مبادئ الجمهورية العلمانية الديمقراطية؛ وخاصة التعليم العلماني وتحكّم الدولة بالأمور التربوية عن طريق رئاسة الشؤون الدينية.[151] مارس عدد من أتباع الصوفية معتقداتهم سرًا بعد أن أصبحت الدولة علمانية، أما اليوم فإن هذه القيود قد عادت لتصبح أكثر ارتخاءً وانضم المزيد من الناس إلى اتّباع هذا المذهب الفلسفي الإسلامي، وهم يصفون أنفسهم «بالجمعيات الثقافية»، لتفادي حل تجمعاتهم.
سكناليهود السفارديون المدينة منذ ما يزيد عن 500 عام، ويعود الكثير منهم بأصله إلىشبه الجزيرة الأيبيرية، إذ أن أغلبية اليهود في تلك الأنحاء نفروا إلى إسطنبول في سنة1492، أي خلال عهد محاكم التفتيش الإسبانية، التي كانت تجبرهم على اعتناقالدين المسيحي بعد انهيارالحكم الإسلامي في الأندلس. ففي تلك الفترة، أرسل السلطان «بايزيد الثاني» (1481–1512) أسطولاً ضخمًا بقيادةأمير البحر «كمال الرئيس» لإنقاذ ما تبقى من اليهود وحملهم إلىالدولة العثمانية، وكان أكثر من 200,000 يهودي قد هربوا قبل ذلك إلى مدنطنجة،الجزائر،جنوة،ومرسيليا، وفي وقت لاحق اتجهوا نحوسالونيك فإسطنبول. وسمح السلطان لأكثر من 93,000 شخص منهم بالبقاء في الأراضي العثمانية. انضمت قافلة أخرى من اليهود إلى تلك التي سبقتها، بعد أن وفدت على إسطنبول جموع يهودية جديدة قادمة من جنوبإيطاليا التي كانت خاضعةللإسبان. يتردد اليوم على الكنيس الإيطالي في غلطة أحفاد هؤلاء اليهود ذوو الأصول الإيطالية، الذين بقي منهم ما يزيد عن 20,000 نسمة في المدينة اليوم. في إسطنبول نحو 20 كنيسًا،[169] أهمها «كنيس واحة السلام» (بالتركية: Neve Şalom Sinagogu؛وبالعبرية: בית הכנסת נווה שלום) الذي افتتح عام1951 في ناحية بك أوغلي.[170]
كانت إسطنبول مركز وعصب الحياة الاقتصادية فيتركيا منذ القدم، وذلك بسبب موقعها الذي يُعد بمثابة صلة وصل بين طرق التجارة البرية والبحرية. تُعد المدينة المركز الصناعي الأكبر في تركيا، فهي تؤمن وظائف لنحو 20% منالأيدي العاملة[ ؟] في البلاد، وتُساهم بنسبة 38% من الإنتاج الصناعي التركي. تنتج إسطنبول والمقاطعة المحيطة بها عدّة أنواع من المنتجات الزراعية، منها:القطن،الفاكهة،زيت الزيتون،الحرير،التبغ. ومن أبرز المنتجات الصناعية للمدينة: الصناعات الغذائية، صناعة المنسوجات، مشتقات الزيوت،المطاط، السلع المعدنية، الملابس الجلدية، المنتجات الكيميائية، المستحضرات الصيدلانية،الإلكترونيات،الزجاج، تجميع الآلات،تجميع السيارات وآلات النقل،صناعة الورق ومنتجاته، وصناعةالمشروبات الكحولية. تنصمجلة فوربس الأمريكية، على أن إحصائية جرت في شهر مارس من عام2008، أظهرت أن 35 ملياردير يعيشون في إسطنبول، مما يضع المدينة في المرتبة الرابعة عالميًا من حيث عدد الأغنياء القاطنين فيها.[171]
تأسست بورصة إسطنبول (بالتركية:İMKB) سنة1866 تحت اسم «سوق الأوراق المالية العثمانية»، ونُظمت لتتخذ شكلها الحالي في بداية سنة1986، وهي تُعدالسوق المالية الوحيدة فيتركيا.[172] كان شارع المصارف (بالتركية: Bankalar Caddesi) الواقع في غلطة، يُعد المركز المالي للدولة العثمانية خلالالقرن التاسع عشر وأوائلالقرن العشرين،[173] حيث كان يقع كل من المصرف المركزي العثماني وسوق الأوراق المالية.[174] استمر شارع المصارف بلعب دور المركز المالي لتركيا حتىعقد التسعينات من القرن العشرين، عندما أخذت معظم المصارف التركية تنقل مقراتها الرئيسي إلى أحياء الأعمال المركزية، أي أحياء «الشرق» و«مسلك».[174] وفي سنة1995 نقلت بورصة إسطنبول مقرها الرئيسي إلى موقعه الحالي في حي «إستينيه».[175]
تنتج المدينة حاليًا ما نسبته 55% من الصادرات التركية و 45% من منتجات البلاد المخصصةللبيع بالجملة، وتُساهم بنسبة 21.2% منالناتج القومي التركي. يتحصل من إسطنبول 40% من مجموعالضرائب المتحصلة في جميع أنحاء الدولة، وهي كذلك تنتج 27.5% من المنتجات الوطنية. بلغ رصيدالناتج المحلي الإجمالي للمدينة في عام2005، 133 ملياردولار أمريكي.[176] وفي نفس السنة كانت قيمة صادرات الشركات المتخذة من إسطنبول مقرًا لها قد بلغت 41,397,000,000 دولار، بينما وصلت قيمة وارداتها إلى 69,883,000,000 دولار؛ أي ما تمثل نسبته 56.6% و 60.2% من صادرات وواردات تركيا على التوالي في تلك السنة.[177]
تعدّ إسطنبول إحدى أهم المواقع السياحية في تركيا، وفيها آلافالفنادق والمواقع المخصصة للسيّاح والشخصيات رفيعة المستوى على حد سواء، حيث يستطيع المرء منهم أن يقضي إجازته أو فترة زيارته. بلغ عدد السيّاح الذين زاروا تركيا سنة2006 نحو 23,148,669 سائح، وبهذا يكون عددهم قد ارتفع من عام2005، عندما بلغ 4,849,353 شخص،[178] وقد دخل معظم هؤلاء السوّاح البلاد عن طريق مطارات ومرافئ إسطنبولوأنطاليا،[179] مثلمطار إسطنبول الدولي ومطار صبيحة گوكجن. تُعد إسطنبول أيضًا إحدى أهم مراكز المؤتمرات في العالم، وقد أخذت المزيد من الجمعيات الدولة بإنشاء فروع ومقرات لها عبر أنحاء المدينة.[180]
المدخل الرئيسيلجامعة إسطنبول في ساحة بايزيد. يمكن رؤية برج بايزيد الواقع بداخل حرم الجامعة في الخلفية.
تحوي إسطنبول كثيرًا من أفضل صروحالتعليم العالي في تركيا، إذ أن فيها ما يزيد عن 20جامعة عامة وخاصة. ومعظم الجامعات حسنة السمعة هي جامعات عامة، غير أنه في السنوات الأخيرة ظهر ارتفاع مفاجئ في عدد الجامعات الخاصة. تأسستجامعة إسطنبول سنة1453، وبهذا فإنها تعدّ أقدم المؤسسات التعليمية التركية بالمدينة،[181] كذلك فإن جامعة إسطنبول التقنية تُعد من أقدم جامعات المدينة، حيث تأسست سنة1773، وهي أيضًا ثالث أقدم جامعة تقنية مخصصة لتدريسالعلوم الهندسية في العالم.[182] ومن أبرز الجامعات العامة الأخرى بإسطنبول: جامعة البوسفور، جامعة سنان آغا للفنون الجميلة،جامعة يلدز التقنية،وجامعة مرمرة. أما أبرز الجامعات الخاصة في المدينة فتشمل: جامعة كوج، جامعة صبانجي، جامعة الفاتح، جامعة إسطنبول للتجارة، جامعة بهجيشهر، جامعة السبع تلال، جامعة قادر هاس، جامعة الانبعاث، وجامعة المعرفة. ويعقد في إسطنبول العديد من المؤتمرات العلمية مثلالمؤتمر الدولي للحوسبة المحمولة والشبكات الذي عقد بها في أواخر أغسطس / أوائل سبتمبر 2012.
جميع الثانويات الخاصة التركية تقريبًا تُلقن مناهجها الدراسيةباللغة الإنكليزية،الألمانية، أوالفرنسية، بصفتها اللغة الأجنبية الأولى لديها، وغالبًا ما تضيف إلى جانبها لغة أجنبية ثانية. تأسستثانوية غلطة سراي سنة1481 تحت اسم «مدرسة غلطة سراي الملكية»، وتحولت لاحقًا إلى «مدرسة غلطة سراي للسلاطين»، وهذه الثانوية هي أقدم الثانويات التركية في إسطنبول وثاني أقدم مؤسسة تعليمية في المدينة. تعدّ «ثانوية إسطنبول»، المعروفة أيضًا باسم «ثانوية إسطنبول للبنين» (بالتركية: İstanbul Lisesi, İstanbul Erkek Lisesi, İEL) و«المدرسة الألمانية الدولية» (بالألمانية:Deutsche Auslandsschule)، أقدم الثانويات الدولية شهرةً في تركيا، إذ كان تأسيسها في عام1884. ومن المدارس الأخرى بالمدينة، ثانوية الأبراج العسكرية الوقعة في ناحية «قرية العقاف»، وهي المدرسة الحربية الوحيدة التي تقع في إسطنبول.
قاعة گولد في كلية روبرت.
في إسطنبول مجموعة من المدارس يُطلق عليها اسم «الثانويات الأناضولية» (بالتركية: Anadolu Liseleri)، وقد تأسست هذه المدارس لاستقبال الأطفالالأتراك العائدين من بلاد المهجر لتسهيل اندماجهم بالمجتمع التركي وتلقينهم العلم، ومن هذه المدارس «ثانوية أسكُدار الأناضولية» التي تعتمداللغة الألمانية كاللغة الأجنبية الأولى في مناهجها، و«ثانوية قرية القضاة الأناضولية»، التي كانت إحدى الكليّات الخاصة الست التي أنشأتها وزارة التعليم خلالعقد الخمسينات من القرن العشرين في جميع المدن الكبرى بتركيا. في إسطنبول عدد من الثانويات الأجنبية، والتي تأسس معظمها خلالالقرن التاسع عشر لغرض تلقين الأجانب القاطنين في المدينة. خضعت معظم هذه المدارس بعد قيام الجمهورية التركية إلى إدارة وإشراف وزارة التعليم، إلا أن البعض منها ما زال يديره أشخاص أجانب ويتبع جهات أخرى غير الحكومة التركية، كما هو الحال بالنسبة للثانوية العلمية الإيطالية (بالإيطالية:Liceo Scientifico Italiano I.M.I)، التي لا تزالالحكومة الإيطالية تعدّها تابعةً لها وتدعمها دعمًا ماليًا وبشريًا.[183] ومن المدارس الأجنبية الأخرى المشهورة، كلية روبرت في إسطنبول (بالإنجليزية:Robert College of Istanbul) التي تأسست سنة1863، إضافةً إلى الكثير غيرها.
في إسطنبول أيضًا العديد منالمكتبات، التي تحوي الكثير منها أعدادًا ضخمة من الوثائق التاريخية التي تعود إلىالعهد الروماني،البيزنطي،والعثماني، بالإضافة لعهود حضارات أخرى. أما أهم وأشهر المكتبات من حيث عدد الوثائق التاريخية الموجودة بحوزتها، فهي: مكتبة الباب العالي، مكتبة متحف الآثار، مكتبة متحف البحرية، مكتبة بايزيد الحكومية، مكتبة نور العثمانية، المكتبة السليمانية، مكتبة جامعة إسطنبول، مكتبة الفاضل أحمد باشا، ومكتبة أتاتورك.
تقع في إسطنبول العديد منالمستشفيات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى عدد من العياداتوالمختبرات ومراكز الأبحاث. والكثير من هذه المنشآت مزودبأحدث التقنيات، الأمر الذي ساهم في زيادة نسبة السوّاح القادمين لغرض «السياحة العلاجية» في المدينة،[184] وخاصة من بلدانأوروبا الغربية مثلالمملكة المتحدةوألمانيا، حيث تُرسل حكومات هذه الدول المرضى ذوي الدخل المحدود إلى إسطنبول لتلقي العلاج منخفض النفقات.[185] تُعد إسطنبول مقصدًا عالميًا لإجراء جراحة العين باستخدام الليزر، ولإجراءالجراحات التجميلية. في المدينة أيضًا مستشفى مخصص لقدامى المحاربين، وهو يقع في المركز الطبي العسكري.
يزداد معدلالمشاكل الصحية المرتبطةبالتلوث خلال فصلالشتاء خاصة، إذ أن خلال هذه الفترة تزداد نسبة تنشق غازات التدفئة عند الناس كثيرًا. وإلى جانب ذلك، فإن عددالسيارات المتزايد وبطئ تطور مرفقالنقل العام غالبًا ما يؤدي إلى ظهور طبقة منالضبخان في المدينة. ومن الحلول التي قُدمت لحل مشكلة التلوث بالمدينة، إلزام السكان باستعمالالوقود الخالي من الرصاص، وقد ابتدأ في تنفيذ هذا الاقتراح في شهر يناير من عام2006.[186]
حوض الكاتدرائية أو القصر المغمور. بُني فيالقرن السادس خلال عهد الإمبراطورجستنيان الأول.واجهة النافورة الألمانية.
يعود تاريخ تأسيس أول أقنية لجر المياه إلى داخل إسطنبول، إلى السنوات الأولى من عمر المدينة. ومن أهم الأقنية المبنية في العهد الروماني: قناة مازولكمر، وقناة الصقر الرمادي. وقد بُنيت هذه الأقنية لغرض جرّ المياه من منطقة خالكالي الواقعة على الطرف الغربي من المدينة، إلى حي بايزيد الواقع في وسطها،[187] والذي كان يُعرف حينها باسم "Forum Tauri". كانت المياه تُجمع بعد ذلك في أحواض المدينة وصهاريجها المتعددة، من شاكلة «حوض فيلوزينوس» و«حوض الكاتدرائية». وفي العهد العثماني، أمر السلطان «سليمان القانوني» كبير المعماريين والمهندسين، «سنان آغا»، أن يقوم بتحسين منشآت البنية التحتية الخاصة بالمياه بحيث يُمكن تأمين متطلبات السكان المتزايدة، فقام الأخير بإنشاء «شبكة مياه الأربعين نافورة» في سنة1555، التي ساعدت على حل المشكلة.[187] وفي السنوات اللاحقة ازداد طلب السكان على المياه كثيرًا، فأنشأت عدد منشبكات الجر، التي وُصلت بالعديد من الينابيع المحيطة بالمدينة وجُعل لها نوافير وسُبل عبر أنحاء المدينة، ومن أمثلتها النافورة الألمانية (بالتركية: Alman Çeşmesi)، التي سُميت هكذا تيمنًا بالإمبراطور «فيلهلم الثاني»، آخر أباطرةالإمبراطورية الألمانية، الذي زار إسطنبول بتاريخ18 أكتوبر سنة1898.[188]
في إسطنبول اليوم إمدادات مياه مكلورة مرشحة، ونظاملمعالجة مياه الصرف الصحي، تديرها «مصلحة المياه والصرف الصحي في إسطنبول».[189] وفيها عدد من منظمات القطاع الخاص التي تتولىتنقية المياه وتوزيعها على البيوت. أماالكهرباء فتؤمنها الدولة. تأسس أول مصنع لإنتاج الكهرباء بالمدينة سنة1914، وهو «معمل سلاح تاراغا الحراري» (بالتركية: Silahtarağa Termik Santrali)، واستمر بتغذية المدينة حتى عام1983.
تأسست وزارة البريد والبرق العثمانية بالمدينة بتاريخ23 أكتوبر سنة1840. وكان أولمكتب بريد يُفتتح بإسطنبول هو «مكتب البريد الأميري» (بالتركية: Postahane-i Amire) بالقرب من باحة المسجد الجديد. وفي سنة1876، تأسست أول شبكة بريدية عالمية بين إسطنبول والدول غير الخاضعة للسلطان العثماني. وفي عام1901 أجريت أول عملية تحويل أموال عبر المكاتب البريدية، كذلك توافرت أولى خدمات الشحن. تلقى المخترع الأمريكي «صموئيل مورس» أول براءة اختراع لجهازالإبراق سنة1847، في قصر «سيد الأسياد» القديم بإسطنبول، حيث كان السلطان «عبد المجيد الأول» قد أصدرها له شخصيًا بعد أن اختبر الاختراع الجديد بنفسه لأول مرة. وما أن أثبت الجهاز فعاليته، حتى أخذت أسلاك البرقيات بالامتداد بين إسطنبولوأدرنة بدأً من تاريخ7 أغسطس من نفس العام. وبحلول سنة1855 تأسست وزارة البرق. وفي يناير من عام1881، أنشأت أولدائرة هاتفية في المدينة، بين وزارة البريد والبرق الواقعة في منطقة «النافورة الباردة» ومكتب البريد الأميري في منطقة المسجد الجديد. وبتاريخ23 مايو من عام1909، أنشأت أول شبكة يدوية مركزية للمكالمات الهاتفية، وصلت مقدرتها الاستيعابية إلى 50 خطًا هاتفيًا، في «مكتب البريد الكبير» (بالتركية: Büyük Postane) في منطقة «سركيسي».
مطار أتاتورك الدولي هو المطار الرئيسي لإسطنبول، وأحد أضخم المرافئ الجوية في المنطقة.
في إسطنبول مطارين دوليين:مطار أتاتورك الدولي، وهو الأكبر، الواقع في ناحية «القرية الخضراء» المعروفة أيضًا باسم «القديس أسطفان»، على الجانب الأوروبي من المدينة، على بعد نحو 24 كيلومترًا (15 ميلاً) عن وسطها. كان المطار يقع على الحدود الغربية للمنطقة الحضرية عندما اكتمل بناءه، أما الآن فهو يوجد داخل حدود المدينة.
أما المطار الأصغر فهو مطار صبيحة گوكجن الدولي، الواقع في ناحية «قرية الذئب» على الجانب الآسيوي، بالقرب من حلبة سباق إسطنبول، وهو يقع على بعد 20 كيلومتر تقريبًا (12 ميلاً) شرق الشاطئ الآسيوي، و 45 كيلومترًا (28 ميلاً) شرق وسط المدينة الأوروبي.
وفي يونيو2014 أعلنرجب طيب أردوغان عن وضع حجر الأساس للمطار الثالث في إسطنبول شمال المدينة قربالبحر الأسود ليكون أكبر مطار في العالم، وتبلغ مساحة المطار 7500 هكتار ويضم ستة مدرجات للهبوط وساحات تستوعب 500 طائرة، واكتمل تشييده في 2019.[190]
تُعدالملاحة البحرية حيوية بالنسبة لإسطنبول، بما أنالبحار تحيط بالمدينة من جميع جوانبها:بحر مرمرة،مضيق القرن الذهبي،مضيق البوسفور،والبحر الأسود. يسكن الكثير من الإسطنبوليين الجانب الآسيوي من المدينة ويعملون على الجانب الأوروبي، أو العكس، لذا فإن عبّارات الركاب تُشكل أساس التنقل اليومي بين قسميّ المدينة بالنسبة للكثير منهم، بدرجة أكبر حتى منالجسرين المعلقين الذين يصلا طرفيّ البوسفور. كذلك، تُشكل هذه العبّارات والحافلات البحرية الطوّافة سريعة الحركة، صلة الوصل الأساسية بين البر الرئيسي لإسطنبول وجزر الأمراء.
ظهرت أولى العبّارات البخارية في البوسفور سنة1837، وكانت تديرها شركات خاصة.[191] وبتاريخ1 يناير من عام1851، أسستالحكومة العثمانيةالشركة الخيرية لتكون أول شركة عمومية تمتلك عبّارات وتخصصها لخدمة الشعب.[191] استمرت الشركة الأخيرة بإدارة قطاع النقل البحري حتى أوائل عهدالجمهورية التركية،[191] عندما أُخضعت لإشراف «خطوط النقل البحري التركية» (بالتركية: Türkiye Denizcilik İşletmeleri). ومند شهر مارس من سنة2006، أخذت شركة «حافلات إسطنبول البحرية» (بالتركية: İstanbul Deniz Otobüsleri) تتولى إدارة العبّارات العمومية، إلى جانب إدارتها لحافلات البحر الطوّافة السريعة.[191]
سفينة آيدورا السياحية راسية في إسطنبول.
تأسست شركة حافلات إسطنبول البحرية عام1987، وهي تدير عملية نقل الركاب بواسطة العبّارات العمومية وحافلات البحر الطوّافة السريعة بين جانبيّ المدينة، وبين الأخيرة وجزر الأمراء وغيرها من الأماكن الواقعة فيبحر مرمرة. لنقل السيارات عبّارات مخصصة، ويقع مرفأ أحدها وهو مرفأ البوابة الجديدة لعبّارات السيارات السريعة، على الجانب الأوروبي، بينما يقع الأخر وهو مرفأ بنديك، على الجانب الآسيوي. تختصر هذه العبّارات العاملة على خط البوابة الجديدة وبلدة «باندرما» الوقت عند التنقل من إسطنبول إلىإزمير وغيرها من المدن والبلدات الرئيسية الواقعة على ساحلبحر إيجة، وكذلك الحال بالنسبة لتلك العاملة على خط بنديكويلوة، عند الانتقال من إسطنبول إلىبورصة أوأنطاليا.
يُعتبرمرفأ إسطنبول الحديث أهم مرافئتركيا، أما المرفأ القديم فيالقرن الذهبي فيُستخدم حاليًا للملاحة الخاصة، وبالنسبة لمرفأ قرية الكاراويون الواقع في غلطة، فهو يُستخدم كمرسىللسفن السياحية عابرة المحيطات. تُقدم عدّة شركات خدمات نقل ورحلات سياحية من كلا مرفأيّ قرية الكاراويون وأمين أونو، إلى الكثير من المدن الواقعة على ساحلالبحر المتوسطوالبحر الأسود. يقع مرفأ الشحن الأساسي للمدينة في حي «حريم» على الجانب الآسيوي. كذلك، تحوي إسطنبول عدد من مرافئالقواربواليخوت ذات المساحة المختلفة، والمخصصة لرسو المراكب الصغيرة الخاصة، وأكبر هذه المرافئ هي مرفأ قرية الأب على الجانب الأوروبي، ومرفأ كلاميش على الجانب الآسيوي.
خريطة تبين مسار الطريق الأوروبية السريعة "E80" منالبرتغال إلىتركيا مرورًا بإسطنبول.
تُعد الطريق الدولية D.100 والطريق الأوروبية E80، المعروفة أيضًا باسم «الطريق الأوروبية السريعة» (بالتركية: Avrupa Otoyolu) الطرق السريعة الأساسية التي تصلتركيابأوروبا. وتعدّ شبكة الطرقات بإسطنبول متطورة ومنظمة للغاية، وما زالت في توسّع مستمر، وهي تصل المدينة من ناحية الشرقبأنقرةوأدرنة. وبالمدينة طريقان سريعان يحيطان بها، يُستغل الأول منها، المُسمى «حزام إسطنبول الداخلي» (بالتركية: İstanbul 1. Çevreyolu)، للتخفيف من ضغط زحمة السير بداخل المدينة؛ أما الآخر الأحدث، وهو «حزام إسطنبول الخارجي» (بالتركية: İstanbul 2. Çevreyolu) فيُستغل للتخفيف من زحمةالسيارات الداخلة إلى المدينة أو عابرتها.
تُعتبر جادّة «الجدول الكبير» (بالتركية: Büyükdere) الشريان الرئيسي عابر أحياء «الشرق» و«مسلك» المركزية على الجانب الأوروبي، ويمكن الوصول إليها عن طريق عدد من محطاتقطار الأنفاق. تتصل جادّة الجدول الكبير بجادة بربروس في المنطقة حيث تلتقي شبكة الحزام الداخلي والأنفاق في أحياء «گايرتيپ» و«زينيسرليكويو»، ومن ثم تتجه الطريق نزولاً حتى مرفأ العبّارات في بشكطاش، وهناك تتصل بالطريق السريعة الساحلية الممتدة على طول الساحل الأوروبي للبوسفور، من حي أمين أونو جنوبًا وصولاً إلى منطقة «موقع القصر» شمالاً.
في سنة1883، قام مقاولبلجيكي يُدعى «جورج نگلميكر»، بالبدء بتنفيذ مشروع مدّسكة حديدية بين مدينةباريس وإسطنبول، وفي الفترة الممتدة بين إنشاء السكة وانتهائها، لجئ إلى عبّارة بخارية لنقل الناس من مدينةفارناببلغاريا إلى إسطنبول، والعكس. وفي عام1889 اكتمل القسم الأول من السكة الحديدية، فوُصلت إسطنبول بفارنا عن طريقبوخارست، فأصبح بإمكان الناس السفر برًّا بسهولة إلى هذه المدينة لأول مرة. عُرفت هذه السكة في الغرب باسم «قطار الشرق السريع»، وقد اشتهرت وذاع صيتها بفضل الأعمال الأدبية للكاتبة والمؤلفة «أگاثا كريستي» والكاتب «غراهام غرين»، الذين تناولوها فيمؤلفاتهم الأدبيةالمسرحية.[192]
افتتحت المحطة سنة1890 تحت اسم «محطة المشير أحمد باشا»، وشكّلت المحطة الأخيرة لقطار الشرق السريع. أما اليوم فقد أًعيدت تسميتها «محطة سركيسي»، وهي تتبع مصلحة السكك الحديدية للجمهورية التركية (بالتركية: Türkiye Cumhuriyeti Devlet Demiryolları؛ TCDD) وتُشكل المحطة الأخيرة لجميع خطوط القطارات على الجانب الأوروبي من إسطنبول، وصلة الوصل الأساسية لشبكة السكك الحديدية التركية مع باقيأوروبا.
تتصل إسطنبول بغيرها منالمدن والدول الأوروبية المجاورة عن طريق السكة الحديدية التي تصل المدينةبسالونيك فياليونان، وعن طريق قطار البوسفور السريع، الذي يُقدم رحلات يومية من محطة سركيسي إلى مدينةبوخارست فيرومانيا. كذلك فهناك سكك حديدية تمتد إلى مدنصوفيا،بلغراد،وبودابست.
وعلى الجانب الآسيوي من إسطنبول، تقع «محطة حيدر باشا»، وهي مركز القطارات المتجهة يوميًا إلىأنقرة ومناطق أخرى فيالأناضول. افتتحت محطة حيدر باشا سنة1908، وكانت تتشكل المحطة الأخيرة فيسكة حديد برلين-بغدادوسكة حديد الحجاز. تتصل السكك الحديدية على كلا الجانبين الأوروبي والآسيوي ببعضها البعض عن طريق عبّارات مخصصة لنقل القطارات، ومن المقرر توقيف هذه العبّارات عن العمل عند الانتهاء من مشروع «نفق مرمرة» أو «سكة مرمرة» الذي سيصل جانبيّ المدينة بنفق يمتد تحت سطحبحر مرمرة، بحلول عام2012. كذلك، فإن هذا المشروع سوف يصل خطوطقطارات الأنفاق إلى جانب القطارات العادية.
تمتدسكة حديدية فرعية بين محطة القطارات الرئيسية على الجانب الأوروبي، أي محطة سركيسي، وناحية «خلكالي» غرب وسط المدينة، وتقع 18 محطة على طول هذه السكة البالغ 30 كيلومترًا. وتستغرق الرحلة الواحدة باستخدام هذه السكة 48 دقيقة فقط. سكة حديدية فرعية أخرى تمتد من المحطة الرئيسية على الجانب الآسيوي، أيمحطة حيدر باشا، إلىبلدة «گبزى» الواقعة على أقصى الطرف الشرقي للمدينة. ويبلغ طول هذه السكة 44 كيلومترًا وتتوقف القطارات العاملة عليها في 28 محطة، وتستغرق الرحلة عند استخدامها 65 دقيقة. تفيد إحدى الإحصائيات أن 720,000 شخص يستخدمون خطوط السكك الحديدية في الجانب الأوروبي من المدينة يوميًا.[193]
وُضعت أولىالقاطرات الكهربائية بالخدمة بتاريخ3 سبتمبر سنة1869، وقد خُصصت للعمل على خط ناحية «الترسانة-القرية الوسطى».[194] وفي سنة1871 بدأ العمل على خط «بوابة العذاب-غلطة»؛ «القصر الأبيض-برج السبعة»؛ «القصر الأبيض- الباب العالي»؛ و«أمين أونو-القصر الأبيض».[194] ومن الخطوط الأخرى التي دخلت الخدمة فيالقرن التاسع عشر: «شارع ڤويڤودا-شارع المقبرة-تيپي باشي-ميدان تقسيم-پنگلاتي-شيشلي»؛ خط «بايزيد-شاهزيدي باشي»؛ خط «الفاتح-بوابة أدرنة-غلطة سراي-النفق»؛ وخط «أمين أونو-بوابة بهجة».[194] ومنذ عام1939، أخذت مصلحة القاطرات الكهربائية والأنفاق في إسطنبول (بالتركية: İstanbul Elektrik Tramvay ve Tünel؛ IETT) تتولى إدارة وتنظيم هذا النوع من وسائل النقل العام.[194] وبتاريخ12 أغسطس من سنة1961، وُقِّفت القاطرات الكهربائية الحمراء القديمة عن العمل في الجانب الأوروبي، وفي14 نوفمبر من سنة1966 أوقف العمل بها أيضًا على الجانب الآسيوي.[194] وعند نهاية عام1990، وُضعت في الخدمة قاطرات أخرى طبق الأصل عن تلك القديمة، على طولجادة الاستقلال في المنطقة الممتدة بينميدان تقسيم والنفق،[194] وقد بلغ طول هذا الخط 1.6 كيلومترات. وبتاريخ1 نوفمبر من سنة2003، أُعيد افتتاح خط قاطرات قديم أخر (T3) في الجانب الآسيوي من إسطنبول، يعمل في المنطقة الممتدة بين ناحية «قرية القضاة» و«مودا»،[195] ويبلغ طول هذا الخط 2.6 كيلومترات ويتوقف عند 10 محطات، وتستغرق الرحلة فيه 21 دقيقة.
وُضعت القاطرة الكهربائية السريعة (T1) بالخدمة سنة1992، وامتد خط عملها من حي سركيسي إلى الباب العالي، ثم مُدّ هذا الخط من ناحية الباب العالي ليصل إلى حي «موقع الزيتون» في شهر مارس من سنة1994، ومن حي سركيسي إلى «أمين أونو» في شهر أبريل من سنة1996. وبتاريخ30 يناير من عام2005 مدده «أمين أونو» إلى «فيندكلي»، فعبر بذلك مضيقالقرن الذهبي عن طريق جسر غلطة للمرة الأولى منذ 44 سنة. وفي شهر يونيو من سنة2006 افتتح أخر قسم جديد من هذا الخط، يصله بحي «كبطاش». يصل طول هذا الخط إلى 14 مترًا، وفيه 24 محطة توقف. كانت مصلحة القاطرات الكهربائية والأنفاق في إسطنبول تؤمن خدمة النقل للناس بواسطة 22 قاطرة من نوع LRT، تنتجها شركةإيه بي بيمتعددة الجنسيات، وقد قامت المصلحة في سنة2003 بتحويل عمل هذه القاطرات إلى خطوط أخرى، واستبدلتها بخمسة وخمسين قاطرة من نوع «فلكسيتي سويفت» من إنتاج شركة «بومبادير للنقل». تستغرق الرحلة على كامل الخط بواسطة إحدى هذه القاطرات 42 دقيقة، وتصل سعتها اليومية إلى 155,000 شخص، وقد بلغ رصيد الأموال المستثمرة في هذا القطاع 110 ملاييندولار أمريكي. وفي سبتمبر من عام2006، أضيف خط قاطرات جديد (T2) يصل «موقع الزيتون» بناحية «باغشيلار»، وتُستخدم فيه 14 قاطرة من نوع LRT من إنتاج شركة أيه بي بي.
في إسطنبول سكتين حديديتين معلقتين تختلفان أشد الاختلاف من حيث القدم والشكل. فأقدمها هي «سكة النفق» (بالتركية: Tünel) التي افتتحت بتاريخ17 يناير سنة1875،[196] وتُعد هذه السكة ثاني أقدم سكك الحديد التحت أرضية في العالم بعدسكة قطار أنفاق لندن التي افتتحت سنة1863،[197] وأوّل سكة حديد تُمد تحت الأرض فيأوروبا القارية؛ على الرغم من أن أوّل خط قطار أنفاق كامل ذي محطات متعددة في القارة، كان «الخط رقم 1» لقطار أنفاق بودابست، الذي افتتح سنة1896. يصل طول سكة النفق إلى 573 مترًا (1,879.92 قدمًا)، ولا يوجد أية محطات بين نقطة انطلاقها ووصولها، وهي لا تزال عاملة منذ افتتاحها في عام1875. يسير القطاران المخصصان للعمل على هذا الخط، على سكة منفردة كل 3 دقائق ونصف، وتستغرق الرحلة باستخدام أيهما دقيقة ونصف الدقيقة. يقوم هذان القطاران بنحو 64,800 رحلة في السنة، يقطعان خلالها 37,066 كيلومتر، ويستخدم هذا الخط 15,000 شخص يوميًا.
أما خط السكك المعلقة الثاني، فهو خط «سكة كبطاش-تقسيم»، وقد افتتح بتاريخ29 يونيو سنة2006، وهو يصل حي كبطاشبميدان تقسيم،[198] وذلك عن طريق وصله لمحطة الحافلات البحرية وموقف القاطرات الكهربائية في كبطاش بمحطة قطارات الأنفاق في ميدان تقسيم.[198] يصل طول هذا الخط إلى 600 متر، ويستخدمه 9,000 شخص سنويًا.[198]
في إسطنبول أيضًا سكة حديدية خفيفة تتشكل من خطين. بدأ العمل بالخط الأول (M1) بتاريخ3 سبتمبر سنة1989، بين منطقة «القصر الأبيض» و«رأس العقاب». طُور هذا الخط وحُدث شيءًا فشيئًا إلى أن وُصلبمطار أتاتورك بتاريخ20 ديسمبر سنة2002. افتُتح الخط الآخر (T4) في سنة2007، ليعمل على نقل الركاب بين منطقة «بوابة أدرنة» و«مسجد السلام». 36 محطة تقع على طول هذه السكة البالغ 32 كيلومترًا، والمُشيدة على عمق 10.4 كيلومترات تحت الأرض. وتُستخدم قطارات من نوع LRT من طراز سنة1988، تنتجها شركةأيه بي بي لتأمين خدمة النقل للعموم.
بدأ العمل على تشييد خطقطار الأنفاق في إسطنبول (M2) في سنة1992، واكتمل القسم الأول منه وافتتح بتاريخ16 سبتمبر سنة2000، ليعمل في المنطقة الممتدة من ميدان تقسيم إلى حي الشرق.[199] يبلغ طول هذا القسم 8.5 كيلومترات (5.3 أميال) وفيه 6 محطات. وقد خُصصت 8 قطارات تتألف من 4 عربات، تنتجها شركة «ألستوم» الفرنسية، للعمل على طول هذا القسم في السنة التي افتتح خلالها، وكانت هذه القطارات تصل إلى كل محطة كل 5 دقائق تقريبًا، وبلغ معدّل ركابها يوميًا 130,000 راكب. وبتاريخ30 يناير من سنة2009، استُبدلت القطارات القديمة بأخرى جديدة من إنتاج شركة «يوروتم»،[200] التي أبرمت عقدًا مع مصلحة السكك الحديدية في إسطنبول، لتزويدها باثنين وتسعين عربة جديدة للعمل على خط قطار الأنفاق.[201] وقد بلغ عدد القطارات في التاريخ سالف الذكر 34 قطارًا، يتكون كل منها من 4 عربات، مخصصة للعمل على هذا الخط.[201]
وفي هذا التاريخ أيضًا، افتُتح خطان فرعيان، يمتد الأول منهما من حي الشرق إلى حي مسلك شمالًا،[202] والثاني من ميدان تقسيم إلى حي «البوابة الجديدة» مرورًا على أحد الجسور فوق مضيقالقرن الذهبي، وتحت الأرض عبر شبه الجزيرة التاريخية، وصولاً إلى محطة الشيشان في حي بك أوغلي. ومن المقرر تمديد هذا الخط الأخير حتى يتقاطع مع خط القطار الخفيف وخطوط نفق مرمرة التي لا تزال قيد الإنشاء.
بها 10 محطات مخصصة للخدمة تابعة لهذه الخطوط حاليًا، وذلك على الجانب الأوروبي من المدينة؛ كذلك 6 محطات أخرى قيد الإنشاء على ذات الجانب، و 16 محطة أخرى على ذات الحال في الجانب الآسيوي. تصل المسافة بين محطة الشيشان في حي بك أوغلي ومحطة طريق أتاتورك الصناعي في حي مسلك إلى 15.65 كيلومترًا (9.7 أميال)، وتدوم الرحلة بينهما 21 دقيقة.[203][204] يفيد الخبراء بأن طول خط القطارات الكامل على الجانب الأوروبي سوف يصل إلى 18.36 كيلومترًا (11.4 أميال) عند الانتهاء من إنشاء جميع المحطات الواقعة بين حي البوابة الجديدة وحي الحاج عثمان؛[205][206] وهذا لا يشمل جسر القرن الذهبي المخصص لعبور القطارات، والبالغ طوله 936 مترًا.[207] يتصل نفق ميدان تقسيم-كبطاش البالغ طوله 0.6 كيلومترات بمرفأ الحافلات البحرية،[198] ويتصل نفق البوابة الجديدة-القصر الأبيض البالغ ذات الطول بشبكة السكك الحديدية الخفيفة، ونفق مرمرة البالغ طوله 13.6 كيلومترات.[208]
أما على الجانب الآسيوي، فسوف يصل طول الخط الكامل عند انتهاءه إلى 21.66 كيلومترًا (13.5 أميال)، وسيصل بين ناحية «قرية القضاة» و«عقاب»،[209] ويتصل بنفق مرمرة وبالخط الأوروبي في نهاية المطاف. ومن المتوقع أن يُفتتح النفق وتبدأ القطارات بالعمل فيه في سنة2013.
يُلاحظ أن نسبة التنوع الثقافي والاجتماعي والتجاري في إسطنبول في ارتفاع واضح، خاصةً بعد أن أعلنت المدينةعاصمة للثقافة الأوروبية في سنة2010.[210][211] تُقام في إسطنبول على الدوام حفلات غنائية لبعض أشهر مغنيالپوپ العالميين في فترات معينة من السنة، وبالمقابل فإن عروضالأوبراوالباليهوالمسرح تستمر دون وجود أي نطاق زمني محدد لها. يزور المدينة عدد من فرقالأوركسترا والترنيمات، إضافة إلى الفنانين المنفردين وفرقالجاز، في المهرجانات الموسمية. يُعد مهرجان إسطنبول السينمائي الدولي أحد أهم المهرجانات السينمائية في أوروبا،[212] كذلك يُقام معرضللفن المعاصر مرة واحدة كل سنتين، يُعتبر من أهم المعارض المخصصة لهذا النوع من الفنون.
المبنى الرئيسي في مجمّع متاحف إسطنبول الأثرية، الواقع بالقرب من قصرالباب العالي.
وفي إسطنبول عدد كبير منالمتاحف، من أبرزها «متاحف إسطنبول الأثرية» (بالتركية: İstanbul Arkeoloji Müzeleri)، وهي عبارة عن مجمّع يتكون من 3 متاحف: متحف الآثار، متحف الشرق القديم، ومتحف الفنون الإسلامية. تأسس هذا المجمّع في سنة1881، وهو يُعد أحد أكبر المتاحف من نوعه في العالم.[213] يحوي المتحف أكثر من 1,000,000 قطعة أثرية عُثر عليها في مواقع مختلفة منحوض البحر المتوسط،بلاد البلقان،الشرق الأوسط،شمال أفريقيا،وآسيا الوسطى. ومن المتاحف البارزة الأخرى: متحف القصر الكبير للفسيفساء، الذي يحوي الأرضيّاتالفسيفسائية العائدة لأواخرالعهد الروماني وأوائلالعهد البيزنطي، إضافةً إلى الحلي التي عُثر عليها في قصر القسطنطينية الكبير. وبالقرب من هذا المتحف يقع متحفًا آخر هو «متحف الفنون التركية والإسلامية»، الذي يضم تشكيلة كبيرة من الأغراض العائدة لعهود إسلامية مختلفة. وهناك أيضًا «متحف صدبرك هانم» الذي يحوي مجموعة كبيرة من التحف العائدة للحضارات الأناضولية الأولى مرورًا بجميع الحضارات اللاحقة حتىالعهد العثماني.[214]
تستضيف صالة الأسلحة فيقصر يلدز معرضًا للقطع الأثرية في شهر نوفمبر في بعض السنوات، تُعرض فيه مجموعات نادرة من الأثريات الشرقية والغربية على حد سواء.[215] يُعد سوق الأثريات في حي قرية المجيدية من ناحية «شيشلي»، أكبر أسواق التحف الأثرية في المدينة، يليه حي «چُكركوما» في ناحية بك أوغلي، حيث تقع دكاكين التحف على جانبيّ الشارع لمسافات طويلة. وفي السوق المغطى الكبير، الذي افتتح ما بين سنتيّ1455و1461 بأمر من السلطانمحمد الفاتح، عدد كبير من دكاكين الأثريات إلى جانب دكاكين الصاغة وبائعيالسجاد وغيره من الحرفيات.[216] يُمكن العثور على بعض أقدمالكتب وأندرها في العالم في «سوق التحف الشرقية» الواقع بالقرب من ميدان بايزيد، والذي يُعتبر أحد أقدم أسواق الكتب في العالم، حيث أن الناس ما زالوا يقصدونه في ذات الموقع منذ عهدالإمبراطورية الرومانية وصولاً إلى أيامالدولة العثمانية.[217]
تُستضاف العروض الفنية المباشرة وحفلات الأغاني في عدد من المواقع عبر أنحاء المدينة، بما فيها بعض الأماكن التاريخية، مثل كنيسةآيا إيرين، قلعة روملي حصار، قلعة الأبراج السبعة، باحة قصرالباب العالي، ومنتزه بيت الزهور؛ إضافة إلى مركز أتاتورك الثقافي، قاعة جمال رشيد راي الموسيقية، وغيرها من القاعات المكشوفة والمغلقة. ومن أهم العناصر الثقافية بإسطنبول،الحمامات العامة، التي كانت تُعتبر مكانًا ترفيهيًا خلال العهد العثماني، ومن أبرز الحمامات في المدينة «حمام العمود» الذي شُيد سنة1584 في ساحة عمود قسطنطين.[218]
للمدينة عدة مكاتب تاريخية تحوي بعضها علىمخطوطات مهمة، لكن بسبب تحويل كتابة اللغة التركية خلال أوائل القرن العشرين من الأحرف العربية إلىاللاتينية، هذه المخطوطات لا يستطيع العوام قراءتها.
قامت السلطات المختصة بإغلاق العديد من المسابح والمنتجعات الشاطئية التقليدية في إسطنبول بسبب تلوّث مياه البحر، إلا أن عددًا منها أعيد افتتاحه لاحقًا. ومن أشهر الأماكن التي يقصدها الناسللسباحة بداخل المدينة: قرية النحاس، برج الحمام الصغير، موقع القصر، والبوسفور. أما خارجها فأبرز الأماكن تشمل: جزر الأمراء فيبحر مرمرة، سيلڤري، وتوزلا؛ بالإضافة إلى بعض الأماكن الواقعة على ساحلالبحر الأسود.
تعدّ جزر الأمراء، الواقعة في بحر مرمرة جنوب ناحيتيّ «عقاب» و«بنديك»، مقصدًا بارزًا للسوّاح، وذلك كونها تحوي بعض عوامل الاستقطاب لطالبي الراحة والاستجمام، مثل قصورها العثمانية المبنية على الطراز التقليدي الحديثوطراز الفن الجديد، والتي كان السلاطين يلجأوون إليها للاستراحة من عناء الحكم خلال أواخرالقرن التاسع عشر وأوائلالقرن العشرين. ومن عوامل الاستقطاب أيضًا العربات التي تجرهاالخيول، إذ أن السيارات غير مسموح بتواجدها على أي من تلك الجزر، والمطاعم المتخصصة بتقديم المأكولات البحرية. يمكن الوصول لهذه الجزر باستخدام العبّارات أو الحافلات البحرية السريعة. يبلغ عدد جزر الأمراء 9 جزر، منها 5 فقط مأهولة بالسكان.
السوق الكبير المغطى، أحد أشهر وأكبر الأسواق الشرقية في العالم.
في إسطنبول عدد من مراكز التسوق التاريخية، من شاكلة:السوق الكبير المغطى (1461)، سوق محمود باشا (1462)،والسوق المصري أو سوق البهار (1660). افتتح أول مركز تسوق حديث بالمدينة سنة1987، وهو «معرض قرية الأب» (بالتركية: Galleria Ataköy)، ثم تلاه افتتاح عدد كبير من المراكز في السنوات اللاحقة، مثل «المركز الأبيض» (بالتركية: Akmerkez) سنة1993، وهو المركز التجاري الوحيد الذي فاز بجائزتيّ «أفضل مركز تسوق في أوروبا» و«أفضل مركز تسوق في العالم» التي يمنحها المجلس الدولي لمراكز التسوق (ICSC)؛ مركز تسوق مترو سيتي (2003)؛ مركز شيشلي الثقافي والتجاري (2005) الذي يُعتبر أكبر مراكز التسوق في أوروبا؛ ومركز كانيون للتسوق (2006) الذي فاز بجائزة أفضل تصميم معماري لسنة2006. وفي إسطنبول مركزين تجاريين مخصصين للمستهلكين ذوي الأجور المرتفعة، هما مركز منتزه إستنيه (2007) ومركز نيشان تاشي (2008)، حيث لا يُعرض فيهما سوى الأصناف والعلامات التجارية العالمية باهظة الثمن.
تنتشر في إسطنبول عدّةمطاعم أوروبيةوشرق آسيوية إلى جانب المطاعم المحليّة وغيرها من المطاعم التي تقدم أنواعًا مختلفة من أطباق المطابخ العالمية. تقع معظمالخمّاراتوالحانات التاريخية بالمدينة في ناحية بك أوغلي بالمناطق المحيطةبجادة الاستقلال. وفي الجادة سالفة الذكر رواق تاريخي مشهور يُسمى «رواق الزهور» (بالتركية: Çiçek Pasajı) فيه عدد من الحانات والمطاعم، ويعود تاريخ إنشاء هذا الرواق إلىالقرن التاسع عشر، وذلك على يد المهندس اليوناني «كريستاكيس زوغرافوس أفندي» الذي بناه على أنقاض «مسرح نعّوم» وافتتح في سنة1876. وفي نفس المنطقة أيضًا يقع شارع «نيڤيزيده» ذي المطاعم المجاورة لبعضها البعض.
يمكن العثور على حانات تاريخية أخرى في المناطق المحيطة «بمعبر النفق» و«شارع مسجد الكرمة». وقد أعادت السلطات المختصة إحياء بعض الأحياء القديمة المحيطة بجادة الاستقلال في السنوات الأخيرة الماضية، بنسب متفاوتة من النجاح؛ ومن هذه الأحياء «شارع الجزائر» (بالتركية: Cezayir Sokağı) الواقع بالقرب منثانوية غلطة سراي، والذي تعارف الناس على تسميته «بالشارع الفرنسي» (بالفرنسية:La Rue Française)،[220] بسبب انطباعه بالطابعالفرنكوفوني، حيث توجد فيه الكثير من الحانات والمقاهي والمطاعم التي تُعزف فيها الموسيقى الحية،[221] كما فيالمطاعموالمقاهي النمطيةالفرنسية.
تشتهر إسطنبول أيضًا بمطاعمها المختصة بتقديمالأطباق البحرية. وأشهر المطاعم البحرية فيها هي تلك التي تقع على شواطئالبسفوروبحر مرمرة بجنوب المدينة.[222][223] بها عدد من المطاعم البحرية المشهورة على الجزر الكبرى من جزر الأمراء، وبالقرب من المدخل الشمالي للبوسفور من ناحيةالبحر الأسود.
كثير منالملاهي الليلية والمطاعم والحانات والمقاهي الباذخة تُقدم عروضًا موسيقية مباشرة في جميع أنحاء المدينة. ويرتفع عدد هذه الأماكن المخصصة للهو في الصيف خصوصًا، حيث تنتقل أحيانًا لتقديم عروضها في الهواء الطلق بسبب كثافة الحضور. وتظهر أكبر تجمعات الملاهي الليلية والمطاعم والحانات، إضافةً لمعارض الفنوالمسارحودور السينما، في المناطق المحيطة بكل من: جادة الاستقلال، المرمى، بيبك، وقرية القضاة. يُعتبر ملهيا «بابل» و«نو پيرا» الواقعان في ناحية بك أوغلي، من أشهر الملاهي الليلية المقصودة صيفًا شتاءً.[224]
أما أهم الملاهي الليلية الصيفية التي تُقام في الهواء الطلق فتشمل عددًا من تلك الموجودة على شاطئ البوسفور، مثل ملاهي: "Sortie"، "Reina"، و"Anjelique" في حي أورطاكوي.[225][226][227][228][229] وفي ذات الحي تقع حانة تُقدم عروضًا عالية الأداءلموسيقى الجاز تُعرف باسم «حانة Q للجاز».
تستضيف المسارح المهمة في إسطنبول الحفلات الغنائية للمطربين والفرق الموسيقية العالمية، ومن أبرز هذه المسارح: ميدان إسطنبول في حي مسلك، وميدان السبيل الجاف الواقع على البوسفور.[230] وفي حي مسلك «منتزه الغابة» (بالتركية: Parkorman)، الذي استضاف حفل توزيع جوائزإم تي ڤي سنة2002، ويُعد من أبرز الميادين التي تقام بها الحفلات الغنائية المباشرة والاحتفالات الحماسية الصيفية.[231]
مركز جريدة حريَّات الإسطنبوليَّة، التي تأسست سنة 1948.
طُبعت أولىالصحف التركية بإسطنبول بتاريخ1 أغسطس سنة1831، تحت اسمتقويم وقايع، وذلك في ناحية الباب العالي، التي أصبحت بعد ذلك مركز دور النشر في البلاد.[232] وفي المدينة عدد من النشرات الدورية المحلية والأجنبية المعبّرة عن أراء ووجهات نظر مختلفة ومتنوعة، وبهذا فإن إسطنبول تعدّ عاصمةالنشر فيتركيا. تتخذ معظم الصحف التركية من إسطنبول مقرًا رئيسيًا، وتُصدر نشراتها بالتزامن مع النشرات الصادرة في كل منأنقرةوإزمير.[186] ومن الصحف الرئيسية المتمركزة بإسطنبول: صحف «حرية»، «ملة»، «صباح»، «راديكال»، «جمهورية»، «زمان»، «تركيا»، «أقسام»، «بوگون»، «ستار»، «دنيا»، «العبرة»، «گونس»، «وطن»، «پوستا»، «تقويم»، «وقت»، «الشفق الجديد»، «المتعصب»، و«الأخبار اليومية التركية». وفيها الكثير من قنوات ومحطات التلفزة المتمركزة بإسطنبول مثل: CNBC-e، سي إن إن التركية، إم تي ڤي التركية، فوكس التركية، فوكس الرياضية التركية، NTV، قناة درب التبانة، القناة D، قناة ATV، قناة شوو، قناة ستار، Cine5، قناة سكاي التركية، أخبار TGRT، القناة 7، القناة التركية، قناة فلاش، وغيرها. وفيها ما يزيد عن 100قناة إذاعية تُبث على موجة إف أم.[233]
خلال العهد الروماني والبيزنطي، كانت أكثر أنواع الرياضة شعبيةً بالمدينة هي سباقعرباتالكوادريگا، الذي كان يُقام في مضمار سباق القسطنطينية القادر على استيعاب 100,000 متفرّج.[234] أما اليوم فإن أكثر أنواع الرياضة شعبيةُ هيكرة القدم،كرة السلة،والكرة الطائرة. ومن أشهر الفرق الرياضية الإسطنبولية ذات الشهرة العالمية:بيشكتاش،غلطة سرايوفنربخشة في مجال كرة القدم؛ فرقبيشكتاش، إفس بلسن وفنار بهجة أولكر وغلطة سراي كافيه كراون في مجال كرة السلة؛ وفرقبيشكتاش، مصرف الوقف وفنار بهجة في مجال كرة اليد.
يُعتبر ملعب أتاتورك الأولمبي أضخم ملعب متعدد الاستعمالات في تركيا، ويصنفهالاتحاد الأوروبي لكرة القدم على أنه من ضمن الملاعب ذات فئة الخمس نجوم. استضاف الملعب نهائي دوري أبطال أوروبا لسنة 2005. كذلك، استضاف استاد شروق ساركوغلو، وهو أرض فريق فنار بهجة، نهائي كاس الاتحاد الاوربي لسنة 2009، الذي يُعتبر آخر كأس للاتحاد الأوروبي لكرة القدم قبل تغيير اسمه إلى الدوري الأوروبي.[235][236]
^Necdet Sakaoğlu (1993/94a): "İstanbul'un adları" ["أسماء إسطنبول"]. In: 'Dünden bugüne İstanbul ansiklopedisi'ğı, Istanbul.
^Georgacas, Demetrius John (1947). "The Names of Constantinople".Transactions and Proceedings of the American Philological Association. ج. 78: 347–367.DOI:10.2307/283503.ISSN:0065-9711.
^ابجتاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 164ISBN 9953-18-084-9
^"الاستانة".المعجم الكبير. مجمع اللغة العربية، القاهرة. مؤرشف من الأصل في 13 أبريل 2020. اطلع عليه بتاريخ شباط 2014 م.{{استشهاد ويب}}:تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
^Vailhé، S. (1908)."Constantinople".Catholic Encyclopedia. New York: Robert Appleton Company. ج. 4. مؤرشف منالأصل في 2019-01-21. اطلع عليه بتاريخ2007-09-12.
^يوجد وصف للمدينة في هذه الفترة في Notitia urbis Constantinopolitanae (text).نسخة محفوظة 04 مايو 2015 على موقعواي باك مشين.
^Vailhé، S. (1908)."Constantinople".Catholic Encyclopedia. New York: Robert Appleton Company. ج. 4. مؤرشف منالأصل في 2019-01-21. اطلع عليه بتاريخ2007-09-12.
^المصوّر في التاريخ، الجزء السادس، تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين - بيروت، الطبعة التاسعة، تشرين الثاني/نوفمبر 1992؛ النتائج التي ترتبت على سقوط القسطنطينية، صفحة 124
^Oxford Dictionary of Turkce 2e, Oxford University Press, 2003, "Middle Ages" article
^[https:// .google. /books?id=3CU1OqxpGDsC&pg=PA174&lpg=PA174&dq=istanbul+köppen+climate&source=bl&ots=fXjAS_TKYB&sig=q2WjfJhyIAzRBsqB6JI8tSCtx1Y&hl=tr&ei=8KTESo_pL4eMsAa354zcDg&sa=X&oi=book_result&ct=result&resnum=2#v=onepage&q=&f=false ("Climate change: impact on coastal habitation" by edited meterorologist Dr. Doeke Eisma with particular reference on the transitional climate of Istanbul Chapter 8 "Impact of Climatic Change on Coastal Cities" by Tjeerd Deelstra on page 174.) ]
^ICOMOS (2006)."2006 Periodic Reporting"(PDF).State of Conservation of World Heritage Properties in Europe SECTION II. UNESCO. مؤرشف منالأصل(PDF) في 2018-09-30. اطلع عليه بتاريخ2008-09-17.
^Güven, Dilek (6 Sep 2005)."6-7 Eylül Olayları (1)".Radikal (بالتركية). Archived fromthe original on 2016-03-06. Retrieved2008-10-25.Nitekim 1942 yılında yürürlüğe giren Varlık Vergisi, Ermenilerin, Rumların ve Yahudilerin ekonomideki liderliğine son vermeyi hedeflemiştir...Seçim dönemleri CHP ve DP'nin Varlık Vergisi'nin geri ödeneceği yönündeki vaatleri ise seçim propagandasından ibarettir.{{استشهاد ويب}}:تجاهل المحلل الوسيط|الفصل= (help)
^تنص بعض المصادر، وخصوصًا تلك الموسوعية، أنبيزنطة تأسست عام 667 قبل الميلاد. إلا أن التاريخ الفعلي لتأسيس المدينة ما زال موضع جدال بين المؤرخين منذ قديم الزمان. وغالبًا ما يؤخذ بقول المؤرخالإغريقي "هيرودوت" الذي يقول بأن المدينة تأسست بعد بلدة "خلقيدونية" بسبع عشرة سنة، أي حوالي عام 685 قبل الميلاد. إلا أن "يوسابيوس القيصري" يقول بأن المدينة ظهرت سنة 659 قبل الميلاد، على الرغم من اتفاقه مع "هيرودوت" على أن "خلقيدونية" تأسست سنة 685 ق.م. أما بالنسبة للمؤرخين المعاصرين، فيقول البعض مثل "كارل روبك" أن المدينة تأسست في عقد الأربعينات من القرن السادس قبل الميلاد، بينما يقول أخرون أنها تأسست في وقت لاحق على هذا بكثير. أضف إلى ذلك أن تاريخ تأسيس "خلقيدونية" نفسها موضع جدال بين الخبراء؛ فعلى الرغم أن الكثير من المصادر تشير إلى سنة 685 ق.م، فإن مصادر أخرى تشير إلى سنة 675 ق.م أو سنة 639 ق.م حتى، ويوضع تاريخ تأسيس بيزنطة بهذا في سنة 619 ق.م. وكنتيجة لهذا الجدال، فإن بعض المراجع اختارت وضع تاريخ تأسيس بيزنطة في القرن السابع قبل الميلاد.
^وفقًا إلى مؤلفReallexikon für Antike und Christentum، عدد. 164 (شتوتغارت 2005)، العمود 442، ليس هناك من دليل يُفيد بصحة الاعتقاد الشائع أن قسطنطين الأول أطلق على المدينة اسم "روما الجديدة" بشكل رسمي (Nova Roma أوNea Rhome). تفيد المسكوكات التذكارية التي تم سكها خلال عقد 330 بأن اسم المدينة خلال هذه الفترة كانConstantinopolis أي "القسطنطينية" (أنظر مثلاً: Michael Grant,The climax of Rome (لندن 1968)، صفحة. 133). يُحتمل بأن الإمبراطور أطلق على المدينة اسم "روما الثانية" (Deutera Rhome) بمرسوم رسمي، كما يقول المؤرخ اللاهوتي من القرن الخامس "سقرط القسطنطيني".