إسحاق رابين (بالعبرية:יִצְחָק רַבִּין، يلفظ: «يتسحاك رابين»[5] أو «يتسحاق رابين»[6][7]؛1 مارس1922 -4 نوفمبر1995) ويعرف اختصارًا باسمرابين، هو سياسي إسرائيلي وجنرال عسكري سابق فيالجيش الإسرائيليورئيس وزراء إسرائيل، يُعد من أبرز الشخصيات الإسرائيلية وأحد أهم متخذي القرارات في الشؤون الخارجية، العسكرية والأمنية في إسرائيل.[8]
في1938، وضمن فترة دراساته، اشترك في دورة عسكرية قصيرة نظمتهاالهاجاناه. خرج رابين من مدرسة «كادوري» بامتياز في سنة1940. في1941 انضم إلى «الهاجاناه» وأصبح من كبار قادتها، مما أدى إلى اعتقاله من قبل السلطات البريطانية في حزيران/يونيو1946. عندما اندلعتحرب 1948 تعيّن قائدا لسرية «هارئيل» التي قاتلت في منطقة القدس؛ ويشير المؤرخ اليهوديإيلان بابي في كتابهالتطهير العرقي لفلسطين بأن إسحاق رابين هو أحد مهندسي ومخططي ومنفذي عمليةترحيل الفلسطينيين التي نفذتهاالحركة الصهيونية على أرض فلسطين.[9] وعند انتهاء الحرب اشترك في محادثات الهدنة التي دارت بين إسرائيلومصر فيجزيرة رودس اليونانية. في كانون الأول/ديسمبر1963 عيّنهليفي إشكول (رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الحين) رئيسا لأركانالجيش الإسرائيلي. عندما اندلعتحرب الأيام الستة في1967 كان رابين لا يزال يتقلد منصب رئيس الأركان. في شباط/فبراير1968 تقاعد رابين من الخدمة العسكرية.
عقب تقاعد رابين من الحياة العسكرية، انخرط في السلك الدبلوماسي كسفير لإسرائيل لدىالولايات المتحدة الأمريكية. أمّا بالنسبة لحياته السياسية الداخلية، فقد حصل على مقعد في الكنيسيت الإسرائيلي في كانون الثاني/يناير بعد أن انضملحزب العمل الإسرائيلي. مع حصوله على المقعد البرلماني تعيّن أيضا لمنصب وزير العمل في الحكومة التي ترأستهاجولدا مائير.
في عام1974 وقعت أزمة سياسية في أعقاب إعلان تقرير قاس بشأن جهوزية الجيش الإسرائيليلحرب أكتوبر 1973، الأمر الذي أجبرجولدا مائير على الاستقالة من منصب رئيسة الوزراء. ومن نتائج تلك الأزمة انتخاب رابين كرئيس لحزب العمل وخلف جولدا مائير في رئاسة الوزراء. واشتهر رابين في الفترة الأولى لرئاسة الوزراء بعملية «مطار عنتيبة»، فقد أعطى رابين أوامره للجيش الإسرائيلي لإنقاذ ركاب الطائرة الفرنسية المخطوفة بعد إقلاعها من إسرائيل.
في 20 ديسمبر1976 استقال رابين من منصب رئيس الوزراء إثر أزمة برلمانية نجمت عن هبوط طائرات عسكرية أرسلتها الولايات المتحدة للجيش الإسرائيلي في يوم الجمعة بعد غروب الشمس، مما أثار غضب الأحزاب الدينية المشاركة في الائتلاف الحكومي لاعتباره انتهاكا لقدسيةيوم السبت فياليهودية. وأسفرت استقالة رابين إلى تبكير الانتخابات، وتحديد موعدها لشهر مايو 1977. في فبراير 1977 تغلب إسحاق رابين علىشمعون بيرس في الانتخابات الداخلية لحزب «همعراخ» («البنية» - اتحاد حزب العمل مع أحزاب يسارية أخرى) وتعيّن مرشح الحزب لرئاسة الوزراء، ولكن في 15 مارس1977 كشف الصحافيدان مرغاليت في صحيفةهآرتس أن عقيلة رابين تدير حسابا مصرفيا فيالولايات المتحدة مخالفة للقانون الإسرائيلي آنذاك. تحمل إسحاق رابين المسؤولية عن هذه المعصية، مما أدى إلى إجراء انتخابات داخلية جديدة وترشيح شمعون بيرس لرئاسة الوزراء. خسر «همعراخ» الانتخابات في مايو 1977، وخلفمناحيم بيغن، رئيس حزبالليكود، إسحاق رابين في رئاسة الوزراء، بينما امتثل شمعون بيرس رئيس المعارضة البرلمانية. أما رابين فظل عضو الكنيست دون منصب خاص.
في عام1984، وفي ظل التعادل في نتائج الانتخابات بين الكتلتين البرلمانيتين، اضطر كلا الحزبان المتنافسان الرئيسيان، حزب الليكود وحزب العمل، على التعاون في تشكيل «حكومة وحدة وطنية». وانضم رابين لهذه الحكومة التي ترأسها شمعون بيرسوإسحاق شامير بالتناوب، وتولى فيها وزارة الدفاع. في تلك الفترة اندلعتالانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي فيقطاع غزةوالضفة الغربية، واشتهر رابين وقتها بتعليماته لقواته بكسر عظام المتظاهرين الفلسطينيين.[10]
في عام1992، تمكّن رابين من الفوز بمنصب رئيس الوزراء للمرة الثانية ولعب دوراً أساسياً فيمعاهدة أوسلو للسلام التي أنجبتالسلطة الفلسطينية وأعطتها السيطرة الجزئية على كل منقطاع غزةوالضفّة الغربية. وفي الفترة الثانية لرئاسة رابين للوزراء، توصلت إسرائيل لاتفاقية سلام معالأردن مع اتّساع كبير في بقعةالمستوطنات الإسرائيلية في كل من الضفّة الغربية وقطاع غزّة.
وفي4 نوفمبر1995، وخلال مهرجان خطابي مؤيّد للسلام في ميدان «ملوك إسرائيل» (اليوم: ميدان رابين) في مدينةتل أبيب، أقدم اليهودي المتطرّفإيجال أمير على إطلاق النار على إسحق رابين، وكانت الإصابة مميتة إذ مات على إثرها على سرير العمليات في المستشفى أثناء محاولة الأطباء إنقاذ حياته.