الشيخية الأسكوئية أوالإحقاقية أوالكشفية هم فئة منالشيعة الإثني عشريَّة ينتسبونلأحمد بن زين الدين الأحسائي، ولنسبتهم إليه يُعرفونبالشيخيَّة، وأما إطلاق لقب الأسكوئية أو الإحقاقية أو الكشفية فهو تمييزٌ لهم عنالشيخية الكرمانية إذ انقسم الشيخية بعد وفاة زعيمهمكاظم الرشتي إلى قسمين؛ فالقسم الذي اتبعكريم خان الكرماني عرفوا بالكرمانية أو الكريمخانية، والقسم الذين اتبعواحسن گوهر الحائري عُرفوا بألقاب عديدة منهاالتبريزية أوالأذربيجانية نسبة إلىتبريز وعموم مناطق أذربيجان الإيرانيتين، ثمَّ أن لقبالأسكوئية عمَّهم بعد أن اتبعوامحمد باقر الأسكوئي، ثمَّ جاء بعده ابنهموسى الإحقاقي الذي ألَّف كتابهإحقاق الحق فُعرف به والتصق به وبذريته لقب الإحقاقي، ثمَّ صار لقبالإحقاقية يعمُّ هذه الفئة من الشيخية إذ انحصرت مرجعيتهم الدينية في عائلة الإحقاقي إلى يومنا هذا.

اتبع الإحقاقيونموسى الإحقاقي بعد وفاة والده، وقد اجتهد في فترة مرجعيته على الذبِّ عن الفئة التي ينتمي إليها، وألَّف في ذلك الكتب، فمنها كتابهالبوارقباللغة الفارسيَّة، وكتابه الآخرإحقاق الحقبالعربيَّة اشتهر كثيراً وصار مرجعاً رئيسياً يُرجع إليه في البحث عنالشيخيَّة، وكتابه هذا في جملة من المباحث الكلاميَّة التي كانت محل الأخذ والرد بين الشيخيَّة وخصومهم، وبين الشيخية الإحقاقية والشيخية الكرمانية، وهي مباحث المعاد والمعراج ومباحث علم الإمام المعصوم وأوصافه وما شابه.[1][2] وقد ولد الإحقاقي فيكربلاء إذ جاءها والده منأسكو، وعاش فيها إلى أواخر عمره، فكانت المرجعيَّة الإحقاقيَّة تتركز هناك فيكربلاء.
تصدَّىعلي الإحقاقيللمرجعيَّة الدينيَّة وقيادة الفئة الشيخيَّة الإحقاقيَّة بعد وفاة والده، وقد ولد فيالعراق ونشأ وتعلَّم هناك ثمَّ سافرالأحساءوالكويت إذ في هذين البلدين يتركَّز الوجود الإحقاقي، وسكنالأحساء سنوات عديدة، ثمَّ استقرَّ به المقام فيالكويت، وصارت هي مركز المرجعيَّة الإحقاقيَّة. وقد بذل جهداً كأبيه وجدِّه في الدفاع عن الفئة التي ينتمي إليها فكتب كتابهعقيدة الشيعة في بيان عقائدهم إذ أراد في كتابه هذا إبراز أنَّهم لا يختلفون معالشيعة الإثني عشريَّة في العقيدة، كما كتب رسالةً في ترجمةعلي نقي الأحسائي، وانتقد فيها كتابات بعض المؤلِّفينكمحسن الأمين العاملي.
يؤكِّد مراجع الإحقاقيين في كتاباتهم ومقالاتهم على عدم اختلاف عقائدهم وعقائد شيخهمالأحسائي مع عقائد عمومالشيعة الإثني عشريَّة، ويقسِّمموسى الإحقاقي المعترضين على الأحسائي والشيخيَّة على عدَّة أقسام، فقال: «قسم اعتمدوا في ذلك فقط على الشهرة والقيل، ولم يأتوا ببرهان ولا دليل، وذلك هو الغالب. وقسم ما رأوا شيئاً من كتبه والتصنيفات، بل أرسلوا كفره إرسال المسلمات. وقسم كفرَّوه لتجاوزه بزعمهم في رتب المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام عن النمط الأوسط، وكونه ممن قال بالتفويض وغلا وأفرط. وقسم نسب إليه إنكار المعاد الجسماني، وإنكار شق القمر أو المعراج الجسماني. وقسم أثبت عليه كل اعتقاد فاسد، واعترض على جميع كتبه واحداً بعد واحد. وقسم نسب غالب تصانيفه إلى الهجر والخراف، وتلفيق الألفاظ من غير معنى والتحكم والجزاف. وقسم أخذوه بجرم الجار، ونسبوا إليه عقائد المنتسبين إليه من الأغيار»،[3] وقد كتب كتابهإحقاق الحق لردِّ إشكالات المعترضين على الأحسائي وعلى الشيخيَّة عارضاً أدلَّته على مدَّعاه من عدم اختلاف عقيدتهم عن عقيدة عموم الشيعة الإثني عشريَّة. وجاء بعده ابنهعلي الإحقاقي ليكتب كتابهعقيدة الشيعة.
يتَّفق الإحقاقيُّون مع بقيَّةالشيعة الإثني عشريَّة في تقسيم أصول الدين إلى خمسة أصول هي التوحيد والعدل والنبوة والإمامة والمعاد، وبذلك فهم يختلفون مع الكرمانيين - الشقِّ الآخر من الشيخيَّة - الذين ذهبوا إلى أن الدين قائمٌ على أربعة أركان، وهي معرفة الله، ومعرفة النبي، ومعرفة الإمام، والركن الرابع. وهذا التقسيم لأصول الدين وإضافةالركن الرابع إليه كان محل إنكار الإحقاقيين وبقيَّة الشيعة الإثني عشريَّة، والإحقاقيُّون ينكرون على الكرمانيين ذلك، ويدَّعون أنأحمد بن زين الدين الأحسائيوكاظم الرشتي بريئون من القول بالركن الرابع، وإنَّما جاء بالقول بالركن الرابعكريم خان الكرماني ومن تابعه.
وقد يُعبَّر عن الركن الرابعدعوى وحدة الناطقكموسى الإحقاقي الذي عبَّر عن الركن الرابع بدعوى وحدة الناطق، وقال في توضيح المراد منها: «المراد بها عند من قال بها لزوم وجود رجل واحد ناطق غير إمام الزمان في كل عصرٍ وأوان» ثمَّ قال «وننزه ساحة الشيخ الأوحد الأحسائي والسيد الأمجد الرشتي وسائر تلاميذه ومن شرب مشربه عن رائحة هذا الاعتقاد الفاسد والمذهب الكاسد».[4]