أوقطاي خان (1186 - 1241) هو أول خلفاءجنكيز خان وثالث أبنائه (جوتشي - شقطاي -أوقطاي - تولوي) من زوجته الإمبراطورة بورته. تولى حكمالإمبراطورية المغولية مباشرة بعد وفاةجنكيز خان في 18أغسطس 1227.
بعد موتجنكيز خان استلم أوقطاي خان، الابن الثالث للخان الراحل، الحكم عام1229، وفقا لرغبة والده، وبعد أن أشرف أخوه الأصغر، تولى خان على أمور الإمبراطورية لسنتين، فاعتبر الحاكم الثاني للإمبراطورية. أرسل أوقطاي، بمجرد اعتلائه العرش، جنوده إلى السهوب التي تحكمها قبائل القبشاك، ليُخضع شعوبالباشقيروالبلغار، وسرعان ما اتجه الجيش إلى تلك البلاد وأخضعها بعد أن تحالف الباشقير معهم.[1] أما فيالشرق، فكان الجيش المغولي قد أعاد نفوذ الإمبراطورية إلى جميع أنحاءمنشوريا، فسحق سلالة شيا الشرقية، والتتار البحريين.
قاد الخان الكبير جيشه في حملة على أسرة جين، بعد أن أعاد الشوجينيون بناء أنفسهم وهزموا وحدة عسكرية مغوليّة، واحتل الجنرال «سوبوتاي» مدينة «كايفنغ» عاصمة الإمبراطور «وانيان شوسو»، بعد أن كان الأخير قد أمر بقتل المبعوث المغولي عام1232،[2] وبمساعدة أسرة «سونغ» تمكن المغول من القضاء نهائيا على سلالة جين عام1234. لكن هذا التحالف الذي جاء متأخرا لم يفرض السلام بين الحليفين، حيث استرجع الجنود السونغيون المناطق التي كانت تحت حكمهم وخسروها لصالح الأسرة الزائلة، وقتلوا مناظرا مغوليّا أثناء ذلك.[3] وفي هذه الفترة، كان الجنرال شورمقان، المُرسل من قبل أوقطاي، قد قضى علىجلال الدين منكبرتي، آخر شاهللدولة الخوارزمية، والذي كان قد هزم القوات المغولية بالقرب منأصفهان عام1229، وتقدم فاتحاأذربيجان،وجورجيا،وأرمينيا. أما الممالك الصغيرة في جنوببلاد فارس، فقد تقبلت سلطان المغول عليها.[4][5] كانت محاولة أوقطاي خان ضمشبه الجزيرة الكورية إلى الإمبراطورية أقل نجاحا بكثير من حملته السابقة، على الرغم من انتصار جيشه على الكوريين، حيث إن ملك سلالة غوريو استسلم ولكنه عاد وانتفض، وقتل المشرفون المغول والكوريون الموالون لهم.[6]
أسس أوقطاي، بعد أن أنهى بناء عاصمته الجديدة،قراقورم، إدارات مغولية يرأسها مسلمون وقيتايون، في شمالالصين،تركستان،وبلاد ما وراء النهر، وكان ذلك ما بين عاميّ1235و1238، كما أنشأ عددا من مراكز إعادة التموين وشقّ الطرقات، وأنعم على الشعوب التي غزاها بالهدوء والاستقرار، إذ قمعالسرقةوالقرصنة وكل ما من شأنه أن يخل بالأمن. في هذا العهد، اشترك كل من «شيخيخوتغ»، أخ جنكيز خان اللاشقيق، و«يلو شوكاي»، أحد الحكام القياتيين، في حكم إدارتهما، تحت سلطة أوقطاي خان التي كان الجميع، من أقارب حكّام وجنرالات، يحترمونها ويهابونها. استمر أوقطاي بتقديم خيراته وإظهار كرمه للشعب، حتى بعد وفاة شقيقه تولي، عندما أصبح يُعاقرالخمر بكثرة، حيث خصص ذبحخروف واحد من بين كل مئة وأمر بتوزيعها على الفقراء.
قرر أوقطاي خان، في جلسة بالقوريلتاي، عام1234، أن يغزو الأراضي التابعة لسلالة سونغ، القبشاك وحلفائهم الغربيين، والكوريين، وكل هؤلاء كانوا قد قتلوا مبعوثين مغولا. فأرسل 3 جيوش يقودها أبناؤه «كوشو» و«قوتن»، والجنرال التانغوتي «شاغان» لغزو جنوب الصين، فاحتلت الجيوش المغولية شيانغيانغ، ويانغتسي،وسيشوان، إلا أنهم لم يستطيعوا توجيه الضربة القاضية لأعدائهم، فقد استطاع الجنرالات الصينيون أن يسترجعوا شيانغيانغ عام1239، كما توفي «كوشو» بشكل مفاجئ مما جعل الجيش المغولي مشلولا في جنوب الصين. غزا الأمير «قوتن» التبت بعد تراجع القوات فيالصين.
في تلك الفترة، كان الجيش المغولي، بقيادةباتو خان ومستشاره «سوبوتاي»، قد اجتاح دولالبلغار، الآلانيين، القبشاك، الباشقير، المورديفيين، والشوفاشيين، بالإضافة لبلدان شعوب أخرى تقطن جنوب السهوبالروسية. واجه هذا الجيش إمارةريازان الروسية لأول مرة عام1237، واستطاع، بعد حصار دام لثلاثة أيام وقصف عنيف، أن يدخل المدينة، حيث قاموا بذبح كل سكانها. وفي عام1238 استطاع المغول تدمير جيش إمارةفلاديمير الكبرى في معركة نهر السيت، واستولوا على «مغاس»، عاصمة الآلانيين. وبحلول عام1240 كانت جميع أراضيالروسالسلاف، بما فيهاكييف، قد سقطت بأيدي الغزاة الآسيويين ما عدا بضعة مدن شمالية، وقام المغول في فارس، تحت قيادة «شورمقان»، بوصل المناطق التي غزوها بمناطق باتو خان و«سوبوتاي»، وبهذا كانوا قد أجبروا النبلاءالجورجيينوالأرمن على الاستسلام.[7]
ساءت العلاقة بينجويوك، ابن أوقطاي الأكبر، بوري، حفيد خاغطاي،وباتو خان، خلال وليمة النصر التي أقاموها في جنوب روسيا بعد فتحهم لكل هذه المناطق، لكن كل من جويوك وبوري لم يستطيعا فعل شيء للإضرار بمركز باتو، طالما أن عمه، أي أوقطاي، ما زال حيّا. وفي هذا الوقت كان الأخير قد قام بغزو أوخ شريف،لاهور،وملتان، فيسلطنة دلهي، وجعل مناظرا مغوليّا متمركزا فيكشمير،[8] كما قبل الجزية المعروضة عليه من مجلس ولاية غوريو، وقوّى مركزه مع الكوريين بالأساليبالدبلوماسية والقوة العسكرية.[9][10][11] نقل مجلس غوريو عاصمته، في نهاية المطاف، إلى جزيرة خانغوان قبالة سواحلكوريا الجنوبية الحالية.
معركة ليغنيتسا عام 1241، منقولة عن لوحة منالقرون الوسطى.