وفقًا لمعاصره، جيروم، أوغسطينوس «أسس الإيمان القديم من جديد». في شبابه انجذب إلى الديانة الفارسية الرئيسية،المانوية، ثم إلىالأفلاطونية المحدثة. بعد اعتناقه المسيحية والمعمودية في سنة 386، طور أوغسطينوس منهجه الخاص في الفلسفة واللاهوت، وراعى مجموعة متنوعة من الأساليب ووجهات النظر.[8] اعتقادًا منه أن النعمة في المسيحية كانت لا غنى عنها لحرية الإنسان، فقد ساعد في صياغة عقيدة الخطيئة الأصلية وقدم مساهمات كبيرة في تطوير نظرية الحرب العادلة. عندما بدأت الإمبراطورية الرومانية الغربية في التفكك، تخيل أوغسطينوسالكنيسة كمدينة روحانية لله، متميزة عن المدينة المادية الأرضية. أثرت أفكاره بعمق على نظرة العالم فيالعصور الوسطى. تتماثل الكنيسة التي تمسّكت بمفهوم الثالوث كما حدده مجمع نيقية ومجمع القسطنطينية بشكل وثيق مع نظرية أوغسطينوس حول الثالوث.[9][10][11]
يُعرف أوغسطينوس كقديس في الكنيسة الكاثوليكية،والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، والاتحاد الأنجليكاني. وهو أيضًا ملفان كاثوليكي بارز للكنيسة وراعي الأوغسطينية. ويحتفل بذكراه بيوم وفاته في 28 أغسطس. أوغسطينوس هو قديس شفيع المخمرين، والطابعون، وعلماء اللاهوت، وعدد من المدن والأبرشيات. يعتبره العديد من البروتستانت، وخاصة الكالفينيين واللوثريين، أحد الآباء اللاهوتيين للإصلاح البروتستانتي بسبب تعاليمه حول الخلاص والنعمة الإلهية.[12] المصلحون البروتستانت بشكل عام، ومارتن لوثر على وجه الخصوص، وضعوا أوغسطينوس في الصدارة بين آباء الكنيسة الأوائل. كان لوثر، من 1505 إلى 1521، عضوًا في رهبانية الأريمييين الأوغسطينيين.[13]
في المسيحية الشرقية كانت تعاليمه موضع جدل حيث هاجمها جون رومينيدات، لكن غيره من اللاهوتيين وشخصياتالكنيسة الأرثوذكسية الشرقية أظهروا استحسانًا كبيرًا لكتاباته وعلى رأسهم جورج فلورفسكي. المذهب الأكثر إثارة للجدل المرتبط به هو المذهب الفيليوكي الذي رُفض من قبل الكنيسة الأرثوذكسية. تشمل التعاليم الأخرى المتنازع عليها وجهات نظره حول الخطيئة الأصلية ونظرية النعمة، والقدر في الإلهيات.[14] ومع ذلك، على الرغم من اعتباره مخطئًا في بعض النقاط، إلا أنه لا يزال يعتبر قديسًا وأثر على بعض آباء الكنيسة الشرقية، وأبرزهم غريغوري بالاماس. في الكنيسة الأرثوذكسية، يحتفل بعيده في 15 يونيو.
كتب المؤرخ ديارميد ماكولوتش: «لا يمكن المبالغة في تأثير أوغسطينوس على الفكر المسيحي الغربي لكن كان مثاله المفضل بولس الطرسوسي أكثر نفوذًا، رأى الغربيون بولس بشكل عام من خلال عيون أوغسطينوس.»[15]
كانت أمهمونيكاأمازيغية[20]ومسيحية مؤمنة. أما والده، فكانوثنياً اعتنق المسيحية على فراش الموت. ورغم نشأته المسيحية، فإنه تركالكنيسة ليتبع الديانةالمانوية خاذلا أمه. في شبابه عاش أوغسطين حياة استمتاعية وفيقرطاج أقام علاقة مع امرأة استمرت 15 عاما. خلال هذه الفترة ولدت له خليلته ابنا حمل اسم أديودادتوس Adeodatus[21] كان تعليمه في موضوعيالفلسفة وعلم البيان، علم الإقناع والخطابة. بعد أن عمل في التدريس فيتاغستوقرطاج انتقل عام383 (توضيح) إلىروما لظنّه أنها موطن خيرة علماء البيان. إلا أنه سرعان ما خاب ظنه من مدارسروما وعندما حان الموعد لتلاميذه لكي يدفعوا ثمن أتعابه قام هؤلاء بالتهرب من ذلك. بعد أن قام أصدقاؤه المانويون بتقديمه لوالي روما، الذي كان يبحث عن أستاذ لعلم البيان في جامعة ميلانو، عُيِّن أستاذاً هناك واستلم منصبه في أواخر عام384.
فيميلانو بدأت حياة أوغسطين بالتحول. من خلال بحثه عن معنى الحياة بدأ يبتعد عن المانوية منذ أن كان فيقرطاج خاصة بعد لقاء مخيب مع أحد أقطابها. استمرت هذه التوجهات في ميلانو إذ ذهبت أمه إليه لإقناعه باعتناق المسيحية كما كان للقائه بأمبروسيوس أسقف ميلانو أثرا كبيرا على هذا التحول. أعجب أوغسطين بشخصية أمبروسيوس وبلاغته وتأثر من موعظاته فقرر ترك المانوية إلا أنه لم يعتنق المسيحية فورا بل جرّب عدة مذاهب وأصبح متحمساللأفلاطونية المحدثة.
في صيف386 بعد قراءته سيرة القديسأنطونيوس الكبير وتأثره بها قرر اعتناق المسيحية ترك علم البيان ومنصبه في جامعة ميلانو والدخول في سلك الكهنوت. لاحقا سيفصّل مسيرته الروحية في كتابه الاعترافات. قام أمبروسيوس بتعميده وتعميد ابنه في عام387 في ميلانو. عام388 عاد إلى أفريقيا وقد توفيت أمه وإبنه في طريق العودة تاركين إياه دون عائلة.
بعيد عودته إلى تاغست قام بتأسيس دير وفي عام391 تمت تسميتهكاهنا في إقليم هيبو (اليومعنابة فيالجزائر). أصبح واعظا شهيرا (وقد حُفِّظَت أكثر من 350 موعظة تنسب إليه يعتقد أنها أصلية) وقد عُرِفت عنه محاربته المانوية التي كان قد اعتنقها في الماضي.
في عام396 عُيِّنأسقفاً مساعدا في هيبو وبقي أسقف هيبو حتى وفاته عام430. رغم تركه الدير إلا أنه تابع حياته الزاهدة في بيت الأسقفية. الأنظمة الرهبانية التي حددها في ديره أهلته أن يكون شفيع الكهنة.
توفي أوغسطين في 28 أغسطس430 عن عمر يناهز 75 عاما بينما كانالفاندال يحاصرون مدينة هيبو, شجع أوغسطين أهل المدينة على مقاومة الفاندال وهم على الديانةالأريوسية. يُقال أيضا إنه توفي في اللحظات التي كانالوندال يقتحمون أسوار المدينة.
يلقب القديس أوغسطين (بابن الدموع) نسبة إلى دموع أمه التي كانت تذرف لمدة عشرين سنة رغبه منها خلال صلاتها لرجوعه إلى ديانته الأولى وهي المسيحية.
^St. Augustine of Hippo."On Rebuke and Grace". في Philip Schaff (المحرر).Nicene and Post-Nicene Fathers, First Series, Vol. 5. Translated by Peter Holmes and Robert Ernest Wallis, and revised by Benjamin B. Warfield (revised and edited for New Advent by Kevin Knight) (ط. 1887). Buffalo, New York: Christian Literature Publishing Co.
^"Limits of Church".www.fatheralexander.org. مؤرشف منالأصل في 2021-10-08. اطلع عليه بتاريخ2015-09-30.
^Kappes، Christian (2017). "Gregorios Palamas' Reception of Augustine's Doctrine of the Original Sin and Nicholas Kabasilas' Rejection of Aquinas' Maculism as the Background to Scholarios' Immaculism". في Denis Searby (المحرر).Never the Twain Shall Meet?. De Gruyter. ص. 207–258.DOI:10.1515/9783110561074-219.ISBN:9783110561074.
^Catholic World, Volumes 175–176. Paulist Fathers. 1952. ص. 376. مؤرشف منالأصل في 2017-02-04.The whole of North Africa was a glory of Christendom with St. Augustine, himself a Berber, its chief ornament.
^Catholic World, Volumes 175–176. Paulist Fathers. 1952. ص. 376. مؤرشف منالأصل في 2023-12-03.The whole of North Africa was a glory of Christendom with St. Augustine, himself a Berber, its chief ornament.