Movatterモバイル変換


[0]ホーム

URL:


انتقل إلى المحتوى
ويكيبيديا
بحث

أناة

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
جزءمن سلسلة مقالات حول
الإسلام
شعار بوابة بوابة الإسلام

الأناة في اللغة هيالحِلْم والوَقار، وأَنِيَ وتَأَنَّى واسْتأْنَى: تَثبَّت، ورجل آنٍ -على فاعل- أَي: كثير الأَناةوالحِلْم. وتقول للرَّجل: إنَّه لذو أناةٍ، أي: لا يَعجَل في الأمور، وهو آنٍ: وقور.

  • واصطلاحاً: التَّأنِّي والأناة هو: التَّثبُّت وتركالعَجَلَة.[1]
يقولأبو هلال العسكري:
أناةالأناة هي المبالغة فيالرِّفق بالأمور والتَّسبُّب إليها.[2]أناة

الفرق بين الأناة والتَّؤُدَة والحِلْم

[عدل]

يرى كثير من العلماء أنَّ الأناةوالحلم بنفس المعنى، فالحِلْم في كلامالعرب هو الأناة والعقل، والسُّكون مع القدرة والقوَّة،

والأناة هي الحِلْم والوقار.[3]

يقولأبو هلال العسكري بأن هناك فرق:
أناةفالأناة هي التَّمهُّل في تدبير الأمور، وترك التَّعجُّل. والحِلْم هو الإمهال بتأخير العقاب المستحق.أناة

والتُّؤدة: مفارقة الخفَّة في الأمور... فالتؤدة تفيد من هذا خلاف ما تفيد الأناة، وذلك أن الأناة تفيد مقاربة الأمر والتسبب إليه، والتُّؤدة تفيد مفارقة الخفَّة.[4]

الأناة في القرآن والسنة

[عدل]

فيالقرآن

[عدل]
  • قالالله تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ۝٦ [الحجرات: 6].

وقد قرأ جمهور القراء «فتبيَّنوا» أي مِن التَّبيُّن، وقرأ حمزة والكسائي: «فتثبَّتوا» أي مِن التَّثبُّت، والمراد مِن التَّبيُّن هو التَّعرُّف والتَّفحُّص، والمراد مِن التَّثبُّت هو الأناة وعدمالعَجَلَة، والتَّبصُّر في الأمر الواقع والخبر الوارد حتى يتَّضح ويظهر.[5]

  • وقال تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا۝٩٤ [النساء:94] [النِّساء: 94].

قالالطبري في تفسيرها: («فتبيَّنوا» أي تأنَّوا في قتل مَن أشكل عليكم أمره فلم تعلموا حقيقة إسلامه ولا كفره، ولا تعجلوا فتقتلوا مَن الْتَبَس عليكم أمره، ولا تتقدَّموا على قتل أحدٍ إلَّا على قتل مَن علمتموه -يقينًا- حرْبًا لكم ولله ولرسوله).[6]

  • وقال تعالى:﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ۝٤ [الحديد: 4].

(خلقها في ستَّة أيام -والله أعلم- لحكمتين:... الثَّانية: أنَّ الله علَّم عباده التُّؤدة والتَّأنِّي، وأنَّ الأهم إحكام الشَّيء لا الفراغ منه، حتى يتأنَّى الإنسان فيما يصنعه، فعلَّم الله -سبحانه- عباده التَّأنِّي في الأمور التي هم قادرون عليها).[7]

في السنة

[عدل]

روي عنأنس بن مالكرضي الله عنه أنرسول اللّه قال:

أناةالتَّأنِّي مِن الله، والعَجَلة مِن الشَّيطان.[8]أناة

قالابن القيم: (العَجَلَة مِن الشَّيطان فإنَّها خفَّةٌ وطيشٌ وحدَّةٌ في العبد تمنعه مِن التَّثبُّت والوقار والحِلْم، وتوجب له وضع الأشياء في غير مواضعها، وتجلب عليه أنواعًا من الشُّرور، وتمنع عنه أنواعًا من الخير).[9]

وقالالمناوي شارحاً للحديث: (التَّأنِّي مِن الله تعالى أي ممَّا يرضاه ويثيب عليه،والعَجَلَة مِن الشَّيطان أي هو الحامل عليها بوسوسته؛ لأنَّ العَجَلَة تمنع مِن التَّثبُّت، والنَّظر في العواقب).[10]

روي عنسعد بن أبي وقاصرضي الله عنه أنرسول اللّه قال:

أناة((التُّؤدة في كلِّ شيء خيرٌ إلَّا في عمل الآخرة)).[11]أناة

قال القاري: (التُّؤدة أي: التَّأنِّي، ((في كلِّ شيء)) أي: مِن الأعمال. ((خيرٌ)) أي: مستحسن، ((إلَّا في عمل الآخرة)) أي: لأنَّ في تأخير الخيرات آفات. ورُوِي أنَّ أكثر صياح أهل النَّار مِن تسويف العمل. قال الطِّيبي: وذلك لأنَّ الأمور الدُّنيويَّة لا يعلم عواقبها في ابتدائها أنَّها محمودة العواقب حتى يتعجَّل فيها، أو مذمومة فيتأخر عنها، بخلاف الأمور الأخرويَّة؛ لقوله تعالى: فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ – وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ).[12]

روي عنابن عباسرضي الله عنهما أنرسول اللّه قال:

أناةقال لأشجِّ عبد القيس: (إنَّ فيك خصلتين يحبُّهما الله: الحِلْم، والأناة).[13]أناة

أقوال العلماء والسلف في الأناة

[عدل]
  • وقال أبو حاتم: (إنَّ العاجل لا يكاد يلحق، كما أنَّ الرَّافق لا يكاد يُسْبَق، والسَّاكت لا يكاد يندم، ومَن نطق لا يكاد يسلم، وإن العَجِل يقول قبل أن يعلم، ويجيب قبل أن يفهم، ويحمد قبل أن يجرِّب).[14]
  • وقال أبو عثمان بن الحداد: (مَن تأنَّى وتثبَّت تهيَّأ له مِن الصَّواب ما لا يتهيَّأ لصاحب البديهة).[15]
  • كتبعمرو بن العاص إلىمعاوية يعاتبه في التَّأنِّي، فكتب إليه معاوية: (أما بعد، فإنَّ التَّفهُّم في الخبر زيادة ورشد، وإنَّ الرَّاشد مَن رشد عن العَجَلَة، وإنَّ الخائب مَن خاب عن الأناة، وإنَّ المتثبِّت مصيب، أو كاد أن يكون مصيبًا، وإنَّ العَجِل مخطئٌ أو كاد أن يكون مخطئًا).[16]

يُوسُفعليه السلام نموذجًا

[عدل]

تأنَّى نبيُّ اللهيوسفعليه الصلاة والسلام مِن الخروج مِن السِّجن حتى يتحقَّق الملك ورعيَّته براءة ساحته، ونزاهة عرضه، وامتنع عن المبادرة إلى الخروج ولم يستعجل في ذلك.قال تعالى:﴿وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ۝٥٠ -سورة يوسف-

قالابن عطية: (هذا الفعل مِن يوسفعليه السلام أناةً وصبرًا وطلبًا لبراءة السَّاحة).[17]

التأني في واحة الشعر

[عدل]

قال الشَّاعر:[18]

لا تعجلنَّ لأمرٍ أنت طالبُه
فقلَّما يدركُ المطلوبَ ذو العَجلِ
فذو التَّأنِّي مصيبٌ في مقاصدِه
وذو التَّعجلِ لا يخلو عن الزَّللِ

قالالنَّابغة.:[19]

الرِّفقُ يُمْنٌ والأناةُ سعادةٌ
فتأنَّ في رفقٍ تُلاقِ نجاحا

وقالزهير:

منَّا الأناةُ وبعضُ القوم يحسبنا
أنَّا بِطاءٌ وفي إبطائِنا سرعُ

أهمية التأني وفوائده

[عدل]
  • يحمي الإنسان من الوقوع في الخطأ والضلال وظلم الآخرين ومن ثم الندم.

وقالابن عثيمين في شرحرياض الصالحين: (ما أكثر ما يهلك الإنسان ويزلُّ بسبب التَّعجُّل في الأمور، وسواء في نقل الأخبار، أو في الحكم على ما سمع، أو في غير ذلك. فمِن النَّاس -مثلًا- مَن يتخطَّف الأخبار بمجرَّد ما يسمع الخبر يحدِّث به، ينقله.. ومِن النَّاس مَن يتسرَّع في الحكم، سمع عن شخص شيئًا مِن الأشياء، ويتأكَّد أنَّه قاله، أو أنَّه فعله ثمَّ يتسرَّع في الحكم عليه، أنَّه أخطأ أو ضلَّ أو ما أشبه ذلك، وهذا غلط، التَّأنِّي في الأمور كلُّه خيرٌ).[20]

  • حماية الإنسان مِن كيد الشَّيطان وإغوائه له. (كما ورد في الحديث: (..والعجلة من الشيطان).
  • نيل محبة الله. كما ورد في الحديث: (فيك خصلتان يحبهما الله الحلم والأناة).
  • يعطي التأني انطباعاً ودليلاً على رجاحة العقل والنضج وسكينة النفس وعلو شأنها.

مراجع

[عدل]
  1. ^شرح صحيح مسلمللنووي (1/189)
  2. ^كتاب الفروق اللغوية (1/204)
  3. ^لسان العربلابن منظور (12/146)، (14/48)-مختار الصحاحللرازي (1/24، 80)
  4. ^كتاب الفروق اللغوية (1/200)،203،204
  5. ^فتح القديرللشوكاني (5/71)
  6. ^جامع البيان في تأويل القرآنللطبري (9/70)
  7. ^(فتح القدير) للشوكاني (5/71)
  8. ^رواهالبيهقيوأبو يعلى، وحسنهالألباني
  9. ^الروح(كتاب) ص258
  10. ^فيض القدير (3/184)
  11. ^صححه الألباني في (صحيح سنن ابن دواد)
  12. ^مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيحلملا علي القاري (3164\8)
  13. ^رواهمسلم (25)
  14. ^روضة العقلاء ونزهة الفضلاءلابن حبان البستي (1/216)
  15. ^جامع بيان العلم وفضلهلابن عبد البر (ص2/1127)
  16. ^(شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة)لللالكائي (ص8/1533)
  17. ^المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيزلابن عطية (ص 3/252)
  18. ^(بريقة محمودية)، لأبي سعيد الخادمي، (3/65)
  19. ^(كتاب العين)للخليل بن أحمد (8/401)، (1/114)
  20. ^شرح رياض الصالحين (3/577)
الأخلاق المحمودة
الأخلاق المذمومة
مصادر ذات صلة
مجلوبة من «https://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=أناة&oldid=65577988»
تصنيفان:
تصنيفات مخفية:

[8]ページ先頭

©2009-2025 Movatter.jp