وتُعتبر منطقة أم الرصاص اليوم، من أهم المواقع السياحية الأثرية في الأردن التي يرتادها الحجاج المسيحيون من مختلف مناطق العالم، لما تحويه من معالم دينية قديمة.[4] ويُعد اكتشافالأرضية الفسيفسائيةلكنيسة القديس أسطفان، الاكتشاف الأهم في كل الموقع، والتي تعود إلى عام 785 (تم اكتشافها بعد عام 1986). وتُعتبر هذه الأرضية الفسيفسائية المحافظ عليها جيدًا، الأكبر في الأردن.[5][6]
تحيط بأم الرصاص، بقايا مناطق زراعية قديمة. كما أن هنالك نظام خاصلجمع المياه على امتداد الموقع استعمل لمياه الشرب وكذلك كنظام لري المزروعات.[2] وبالرغم من احتواءها على الكثير من الكنائس التاريخية وأثارًا لمعسكر روماني كبير، إلا أن معظم أجزاء الموقع لم تُكتشف بعد.
تعود تسمية الموقع بهذا الاسم حسب معاجم اللغة إلى جذره، فهو مشتقٌ من الفعل (رصّ)، أي وضع أمرين ملتصقين بعضهما ببعض، كما تعني كلمة (مرصّ) الطلاء بالرصاص، ويشيران هذان الاسمان في علم الأسماء إلى الأسوار المحكمة.[10] وقد ورد اسم المدينة القديم "كاسترون ميفعة" في نصباللغة اليونانية ضمن فسيسفاء تعود إلىالعصر الأموي. وقد ورد الاسم الجغرافي (ميفعة) في المصادر الرومانية والعربية، وعند المؤرخ يوسفيوس في كتابه الأسماء الجغرافية (أونوماستكون)، حين ذكر وجود وحدة من الجيش الروماني كان مركزها على حافة الصحراء في ميفعة، كما وردت عند الجغرافي العربي البكري كقرية فيالبلقاء من سوريا عرفت منذ فجر الإسلام بالمكان الذي التقى به الحنفي زيد بن عمرو بن نوفل براهب تنبّأ بمجيءالنبي محمد. وأم الرصاص هو الاسم العربي المحلي الذي عُرفت به لأول مرة للرحالة الغربيين منهم سيتزن عام 1807، وبكنجهام الذي زارها عام 1816.[11][12]
تقع قرية أم الرصاص ضمنلواء الجيزة التابعلمحافظة العاصمة، على بعد 5 كم شرقذيبان. كما تبعد 26 كم جنوب شرقي مدينةمادبا، و60 كم جنوبمدينة عمان. كما تقع القرية على هضبة مادبا الخصبة على ارتفاع 760 متر عن سطح البحر، بين وادي الوالة ووادي الموجب. تبلغ مساحة المدينة القديمة قرابة 2 كم2. وتمتد القرية الحديثة على أطرافها، ويبلغ عدد سكانها 4200 نسمة. كما تُعتبر أحد جيوب الفقر في الأردن.[2][8][13][14]
وتُعد ميفع القديمة، امتدادا لمنظومة تراثية تاريخية تبدأبمسلة ميشعبذيبان مرورًابمادباوجبل نيبو، بحيث يمكن الدخول إليها عن طريق نتل، الزعفران، الرميل، أو عن طريق ذيبان شرق، وأيضًا منالطريق الصحراوي - خان الزبيب. فيما تحتل الآثار الموجودة فيها موقعا عاليًا يمكن رؤيته عن بعد 20 كم وبما مساحته 30 دونمًا تشكله منطقة مغلقة داخل حصن منيع تحيط به أسوار عالية.[15]
كما يُعتبر مناخ القريةمناخًا صحراويًا، حار جاف صيفاً، بارد شتاءً. كما تتساقط الثلوج في بعض أيام السنة.[16][17]
لقد هُدمت معظم جدران هذه المدينة التي تتخذ شكل مربع، غير أنها لا تزال تتضمن مبانٍ عديدة بالإضافة إلى أربع كنائس وبعض الأقواس الصخرية البديعة. تكمن نقطة الاستقطاب الأساسية خارج أسوار المدينة في قلب كنيسة القديس اسطفان التي تتميز بأرض ضخمة مرصوفة بالفسيفساء منذ عام 718 م. لا تزال محفوظة حتى أيامنا هذه. تصور هذهالفسيفساء رسوماً لعدد من المدن البارزة التابعة للأرض المقدسة من جهتينهر الأردن الشرقية والغربية، حيث تم وصف 8 مدن فيفلسطين و9 مدن فيالأردن، بالإضافة إلى 10 مدن فيدلتا النيل. ومن أهم تلك المدنالقدس وميفعة (أم الرصاص)والإسكندرية.[2] هذه التحفة الرائعة هي الثانية من نوعها بعدخارطة فسيفساء مادبا الشهيرة عالمياً التي تصورالقدس والأراضي المقدسة. على بعد أقل من كيلومترين من المدينة المحصنة، يثير أعلى برج قديم صامد في الأردن دهشة المتخصصين إذ يبلغ ارتفاعه 15 متراً وليست له أبواب أو بيت سلم داخلي. أصبح البرج حالياً مأوى لأسراب من الطيور.[19][20][21][22][23]
تعود الأنقاض الرئيسية إلى العهد الروماني، وهي بحجم بلدة صغيرة ذات أبعاد 158x139م، حيث كانت قائمة حامية (Garrison) رومانية. ولكن الزمن والزلازل جعلتها كتلة من الحجارة المتراكمة، مع بعض الأقواس الظاهرة فوق الأنقاض. ومن الواضح أن الحياة المسيحية استمرت دون انقطاع، حتى بعدالفتح الإسلامي للشام عام 636 م. ويوجد داخل الجدار، أربع كنائس، اثنتان منها اُكتشفت مؤخراً، كلاهما من القرن السادس الميلادي. كما كشفت حفريات خارج الجدار الشمالي عن بعض الكنائس الأخرى وأرضيات فسيفسائية من أواخر القرن السادس والثامن. ويوجد إلى شمال الحصن، برج عال، يحوي صلبات منحوتة على ثلاث جهات، وهناك غرفة في أعلى البرج. كما يوجد بالقرب منه كنيسة صغيرة، ومبنى من ثلاثة طوابق وصهاريج منحوتة في الصخر.[24][25]
أصبحت أم الرصاص بعد انسحابالعثمانيين منشرق الأردن، وإعلان الإمارة فيها، جزءاً من لواء عمّان، والذي يتبعه قضاء مادبا وناحية زيزيا. أما اليوم، فهي مركز قضاء أم الرصاص، التابعللواء الجيزة فيمحافظة العاصمة.[26] وكان لأبناء القرية في التاريخ المعاصر دورٌ في عدد من المعارك منذ بدايةالقرن العشرين، حيث كان لهم دور في التصدي لغزوات البدو والتي أُطلق عليها "حرب الأخوين" مع كل قبائلشرق الأردن آنذاك، حيث كان لهم قصب السبق بحكم الموقع. كما شارك أهلها فيالثورة العربية الكبرى بقيادةالحسين بن علي ضدالدولة العثمانية. وفيحرب فلسطين عام 1948، حيث سقط عدد منهم في القتال ضد المجموعات الصهيونية.[27]
يحيط به سور بُني بداخله فيالفترة البيزنطية عدد من الكنائس، ويعود تاريخه للقرن الثالث الميلادي، وهو مستطيل الشكل يحيط به سور دعم بعدد من الأبراج وله بابان في الواجهتين الشمالية والجنوبية وباب كبير في الواجهة الشرقية حيث كان مقراً للفيلق الروماني الذي كلف بحمايةالطريق التجاري السلطاني وحفظ الأمن والإستقرار في المناطق المجاورة لأم الرصاص.[11]
كشفت التنقيبات الأثرية التي بدأت في عام 1986 عن مجمع ديني يتألف من أربع كنائس، وكنيستين رصفت أرضياتهما بالفسيفساء، هما: كنيسة القديس سيرجيوس، التي بنيت عام 586، وكنيسة القديس أسطفانس، التي بُنيت في القرن الثامن ميلادي، ويفصل بينهما ساحة مكشوفة مبلطة حولت فيما بعد إلى كنيسة بإضافة حنية في الجدار الغربي وتعرف حاليا باسم كنيسة الباحة. كما كشف عن كنيسة الأسقف وائل التي تقع خارج جدار الحصن بلطت أرضيتهابالفسيفساء وأرخت إلى عام 586 م.[11][28]
توجد داخل المجمع، أربعة أفنية: الفناء الشمالي الشرقي، الفناء الغربي، الفناء الشرقي، الفناء الجنوبي. يحيط بالمجمع ويلتف حوله سور يندمج أحياناً مع جدران بعض فراغاته المعمارية كما هو الحال بالنسبة للجدار الشمالي لكنيسة الاسقف يرجيوس.[29] ويمكن تفصيل أهم هذه الكنائس بالتالي:
كنيسة القديس ستيفان "أسطفان" بالمدينة.تحوي المدينة على عدد كبير من الكنائس التاريخية.
يُطلق عليها أيضًا "كنسية القديس اسطيفانيوس" أو "استيفان". تتميز هذه الكنيسة بأرض ضخمة مرصوفةبالفسيفساء منذ عام 718 م. لا تزال محفوظة حتى أيامنا هذه. تصور هذه الفسيفساء - التي تزيد مساحتها عن 500 متر مربع - رسوماً لعدد من المدن البارزة التابعة للأرض المقدسة من جهتينهر الأردن الشرقية والغربية، حيث تم وصف 8 مدن فيفلسطين و9 مدن فيالأردن، بالإضافة إلى 10 مدن فيدلتا النيل. ومن أهم تلك المدنالقدس وميفعة (أم الرصاص)والإسكندرية. هذه التحفة المعمارية هي الثانية من نوعها بعدخارطة فسيفساء مادبا الشهيرة عالمياً التي تصورالقدس والأراضي المقدسة. وعلى الرغم من تعرض أرضية فسيفساء كنيسة القديس اسطفان لعملية حفظ، لكنها بحاجة إلى عمل استثنائي. هناك صيانة مستمرة وخطة لترميم البرج العمودي التي هدفها تحقيق الاستقرار والسماح أيضا بدراسة الواجهات. بشكل عام لقد تحسنت أوضاع الحفاظ في هذين الصرحين، المرتبطان بتاريخ الرهبنة والتوحيد، وفي مناطق أخرى في الموقع.[2][30]
وهي عبارة عن كنيستين، يُطلق عليها أيضًا "الكنيسة التؤام"، أو "كنيسة الأنهار وشجرة النخيل". توجد داخل أسوار الحصن في نفس موقع أم الرصاص ميفعة. بدأت الحفريات فيها منذ عام 1987 الكنيستان اللتان تؤلفان هذا الزوج هما كنيسة الانهار (الشمالية) وكنيسة شجرة النخيل (الجنوبية)، وتُعتبر الكنيستان من الطراز البازيلكي. ومن خلال دراسة المخطط المعماري للكنيسة التوأم نلاحظ أن كنيسة الأنهار الشمالية قد تم بناؤها في مرحلة تسبق بناء كنيسة شجرة النخيل الجنوبية.[31]
هذه الكنيسة لديها خصائص مشتركة مع المباني الدينية الأخرى في أم الرصاص. لها مدخلان في الجدار الجنوبي بخصائص مشتركة مع كنيسة القديس ستيفن. الاختلاف هو في وجود رواق مبلط أمام الباب في الجانب الشرقي. يتميز أيضاً بوجود رواق بأعمدة أمام البوابتين. وعلاوة على ذلك، من الناحية الطقسية يلاحظ في الكنيسة كِشكان على الجدار الشرقي لهما علاقة مع غطاء حاوية الآثار الدينية المقدسة الذي وجدت خلال التنقيب.بنيت كنيسة القديس بولس والفسيفساء في النصف الثاني من القرن السادس في وقت المطران سيرجيو كانت تستخدم بشكل طقوسي على الأقل حتى منتصف القرن الثامن. بعد ذلك سكن فيها عائلة بدوية التي بنيت غرفة إضافية في داخل وخارج الكنيسة. السكن دام حتى القرن العاشر عندما انهار السقف. بعد سقوط الأقواس تبعت فترة غير معروفة.[32]
هو برج يقع على بعد 1.5 كم شمال غرب الحصن ويبلغ ارتفاعه 15 م بقاعدة مربعة (2.5× 2.5 م) ويحيط به ساحة مُسوره بنيت فيها كنيسة، وفي أعلى البرج غرفة كانت مسقوفة بقبة، ويعتقد بأن البرج استعمله بعض الرهبان للتعبد.[11][33] من جهة أخرى، يرى باحثون أن البرج لم يكن لأغراض دينية، بل هو نقطة حماية وتنبيه للأخطار الممكن إتيانها من الصحراء وأيضا لحماية الماء المحفوظ في الآبار المجاورة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن البعض من الباحثين وعلماء الآثار ظل يظن وما يزال أن البرج أُقيم لأغراض دينية تقشفية.[15][34]
كانت أم الرصاص قديما تعرف باسم "ميفعة" وتحتوي على آثارللأنباطوالرومانوالبيزنطيين ومن بدايات الإسلام من أواخر القرن الثالث إلى القرن التاسع الميلادي وتوجد أربعة عشر كنيسة يعود معظمها إلى القرنين الخامس والسادس الميلادي، وأهمها كنيسة القديس اسطفيان التي شيدت خلالالحكم العباسي في القرن الثامن الميلادي سنة 719م. وهنالك أيضا برج الناسك سمعان العمودي علوه حوالي خمسة عشر مترا استخدمه الرهبان قديما طلبا للعزلة.[35] وتم اكتشاف سبعة كنائس جديدة في قرية الجميل وهي من قرى أم الرصاص تبعد حوال 3 كيلو متر غرب أم الرصاص وتعود أيضا إلى القرن الخامس والسادس ميلادي.[36][37][38]
وقامت وزارة السياحة والآثار الأردنية بإدراج الموقع والترويج له ضمن المسار السياحي الديني الذي يرتبطبمحافظة مادبا.[39] حيث يعتبر أحد أهم المواقع التي يرتادها الحجاج المسيحيون من شتى بقاع الأرض خلال المسار السياحي الديني الذي يربط محافظة مأدبا بأم الرصاص، حيث يبدأ منالمغطس، ثمجبل نيبو، وكنائسمادبا،وقلعة مكاور، وأم الرصاص. وهذا المسار يحتوي على ثلاثة مواقع حج مسيحية من أصل خمسة مواقع تم اعتمادها من قبل البابايوحنا بولس الثاني في العام 2000، وتم التأكيد على هذه المواقع من قبل البابابنديكتوس السادس عشر خلال زيارته للأردن العام 2009.[4]
ذكر في تاريخ ميفعه - أم الرصاص حاليًا- أن النبيمحمد قد زارها عندما كان يافعا قبل النبوة. وكان بها راهب يُسمى "بحيرة" ضمن مجموعة من الرهبان، وقد رأى ملامح النبوة في محمد خلال اللقاء القصير العابر الذي جمعهما في أم الرصاص.[14][40][41]
تنتشر في أم الرصاص العديد من المزارع الكبيرة على الرغم من مناخ وتربة المنطقة الصحراوية. وتقوم هذه المزارع أساساً علىالآبار الأرتوازية المحفورة في المنطقة.[42]
قامت وزارة السياحة والآثار الأردنية بدعم وتمويل منالاتحاد الأوروبي على تنفيذ مشروع تطوير موقع أم الرصاص القديمة، وهو من المشروعات الحيوية التي تم تنفيذها لتنشيط الحركة السياحية في المنطقة، حيث تم إنشاء مركز الزوار، وهو العنصر الرئيس من عناصر ترويج وحماية الإرث الحضاري الذي تم تمويله بتكلفة 2.5 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي.[43][44]
البازار الشرقي والإستراحة.
ويحتوي المركز الذي أقيم على مساحة 800 متر مربع، على الخدمات والتسهيلات كافة بما في ذلك مطعم مزود بكل المرافق اللازمة، إضافة إلى مساحات وممرات تشتمل مواقف للحافلات والسيارات السياحية، حيث توجد خطة لإدارة وإيجاد فرص عمل لأبناء المنطقة وبناتها. ويحتوي الموقع على قاعات للاستقبال ومكاتب إدارية ومركز للبريد ومكاتب للشرطة السياحية وقاعات لعرض سيدات المجتمع لمنتوجاتهم وكافتيريا ومطعم ومرافق صحية وأخرى للتسهيلات على الزوار، إضافة إلى مكتب الشرطة السياحية.[39]
ويساهم المركز في إيجاد فرص استثمارية متخصصة في القطاع السياحي يقوم المجتمع المحلي بإدارتها وتشغيلها مثل خدمات الطعام والشراب وتصنيع وإنتاج الحرف اليدوية الخاصة بالمنطقة، وبالتالي إيجاد فرص عمل تساعد على الحد من نسبة البطالة في المنطقة وترفع مستوى المعيشة لسكان المنطقة، حيث أنها تعتبر أحد جيوب الفقر في الأردن.[4]
تقع إلى الجنوب الغربي من أم الرصاص على بعد 15 كم منطقة أثرية، يُطلق عليهااللاهون أو "أرنون القديمة"، وهي قرية تقع على حدود بلديةذيبان، حيث تشرف على بحيرةسد الموجب فيمحافظة مادبا. يحتوي هذا الموقع على آثار عديدة من العصور المختلفة، منها آثارمؤابيةوبيزنطية، والقلعة التي تعودللعصر الحديدي الثاني، والمعبدالنبطي، والمسجدالمملوكي، والبيوتالعثمانية. يحيط بالقرية المؤابية المخطط لها بشكل جيد، جدار حدودي مزدوج، حيث استرشد المؤابيون بمسطح 200X50م محمي من المنحدرات الجنوبية، الشرقية، والغربية بشكل طبيعي. كانت المستوطنة تضم ساحة رئيسية يحيط بها بين 60-100 منزل على مساحة قدرها حوالي 1700 متر مربع.[2]
ذكر تقييم الايكوموس (ICOMOS) التابعلليونسكو أن الموقع محافظ على أصالته الكاملة. العناصر الوحيدة التي تعتبر غير صحيحة: هي التغطية فوق الفسيفساء - وقوسين تم إعادة بنائهما. التغطية لها دور مهم في الحفاظ، وتأثيرها السلبي الوحيد هو التأثير على كمال الموقع. على الرغم من ذلك فهو مؤقت وهناك خطط تم إعدادها لإنشاء تغطية جديدة. وقد تم إدراج أم الرصاص كواحدة من ثلاثة مواقع تاريخية ثقافية علىلائحى التراث العالمي في عام 2004 لاستيفائها عددًا من المعايير، وهي كالتالي حيب وصفاليونسكو:
المعيار الأول (I) : أم الرصاص هي تحفة من العبقرية الخلاقة للإنسان نظراً إلى الصفات الفنية والتقنية لفسيفساء أرضيةكنيسة القديس اسطفان.
المعيار الرابع (IV) : في أم الرصاص مثال كامل وفريد من نوعة للأبراج العمودية (stylite towers).
المعيار السادس (VI) : أم الرصاص ترتبط ارتباطاً قويًا بالرهبنة وبانتشار التوحيد في المنطقة بأسرها، بما في ذلك الإسلام.[45]
تحديات
وافق أعضاء البعثة على حقيقة أن وضع الموقع تحسّن بشكل كبير بعد التدابير التي اتخذتها السلطات المسؤولة من أجل معالجة القضايا الرئيسية التي أُثيرت من قبل لجنة التراث العالمي، وخصوصا النقاش حول إمكانية تسجيل الموقع على قائمة التراث العالمي في خطر، والذي يبدو أنه ليس ضروري بعد الآن.[46] إلا أنه توجد بعض المخاطر التي تهدد هذا الموقع، من أهمها:
خطر الزلازل. حيث أن الموقع قريب منالبحر الميت، الذي ينتمي إلى منطقة زلزالية '3' بقوة 8بمقياس ميركالي والتي تتطابق مع 6,2-6,9 بمقياسريختر. هناك العديد من الهياكل في أم الرصاص بحاجة إلى اهتمام خاص من أجل زيادة قدرتها على مقاومة الزلازل، مثل الأبراج العمودية والأقواس التي أعيد بناؤها.
المخاطر البيئية. حيث أن أم الرصاص عبارة عن منطقة تخضع لظروف مناخية معينة وتتميز بتغيرات كبيرة لدرجة الحرارة، أمطار في الشتاء ورياح عنيفة من الغرب التي تجلب الغبار، وكلها عوامل تسبب ظواهر تآكل خطيرة، وخاصة في بعض أنواع الحجر الجيري الموجود في العديد من العناصر المعمارية للموقع.
كما أن منطقة أم الرصاص تحتوي على كثير من الآثار المهدمة التي تحتاج إلى ترميم بخطط إستراتيجية جيدة وليس عشوائية في انتقاء مواقع الترميم كما في السابق.[47]