Movatterモバイル変換


[0]ホーム

URL:


انتقل إلى المحتوى
ويكيبيديا
بحث

أدولف هتلر

صفحة محمية جزئيًّا (سماح للمؤكدين تلقائيا)
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

  «هتلر» تُحوِّل إلى هنا. لمعلومات عن معانٍ أخرى، طالعهتلر (توضيح).
أدولف هتلر
(بالألمانية:Adolf Hitlerتعديل قيمة خاصية (P1559) في ويكي بيانات
مناصب  تعديل قيمة خاصية (P39) في ويكي بيانات
رئيس ألمانيا (3)
2 أغسطس 1934  – 30 أبريل 1945 
مستشار الرايخ
30 يناير 1933  – 30 أبريل 1945 
رايخسشتاتهالتر
30 يناير 1933  – 30 أبريل 1945 
الاختصاصبروسيا 
معلومات شخصية
الميلاد20 أبريل1889[1][2][3][4][5][6][7] تعديل قيمة خاصية (P569) في ويكي بيانات
براوناو أم إن[8][9] تعديل قيمة خاصية (P19) في ويكي بيانات
الوفاة30 أبريل 1945 (56 سنة)[10][1][2][11][3][4][5] تعديل قيمة خاصية (P570) في ويكي بيانات
قبو الفوهرر تعديل قيمة خاصية (P20) في ويكي بيانات
سبب الوفاةانتحار
مكان الاعتقالسجن لاندسبيرج (11 نوفمبر 1923–20 ديسمبر 1924) تعديل قيمة خاصية (P2632) في ويكي بيانات
المعمودية22 أبريل 1889[12][13] تعديل قيمة خاصية (P1636) في ويكي بيانات
مواطنةسيسليثانيا (20 أبريل 1889–11 نوفمبر 1918)[14]
النمسا (12 نوفمبر 1918–30 أبريل 1925)
الرايخ الألماني (25 فبراير 1932–15 مارس 1933)[14]
ألمانيا النازية (15 مارس 1933–30 أبريل 1945)تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
لون الشعرشعر بني تعديل قيمة خاصية (P1884) في ويكي بيانات
الديانة-المسيحية (وفقًا لكتابه "كفاحي")
-معتقدات هتلر الدينية
الطول175سنتيمتر[15] تعديل قيمة خاصية (P2048) في ويكي بيانات
الوزن72كيلوغرام تعديل قيمة خاصية (P2067) في ويكي بيانات
الزوجةإيفا براون (29 أبريل 1945–30 أبريل 1945) تعديل قيمة خاصية (P26) في ويكي بيانات
عدد الأولاد0  تعديل قيمة خاصية (P1971) في ويكي بيانات
الأبألويس هتلر تعديل قيمة خاصية (P22) في ويكي بيانات
الأمكلارا هتلر تعديل قيمة خاصية (P25) في ويكي بيانات
إخوة وأخوات
أقرباء
عائلةعائلة هتلر تعديل قيمة خاصية (P53) في ويكي بيانات
الحياة العملية
المهنةسياسي[6] تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
الحزبحزب العمال الألماني (12 سبتمبر 1919–24 فبراير 1920)[17][18]
الحزب النازي (24 فبراير 1920–) تعديل قيمة خاصية (P102) في ويكي بيانات
اللغة الأمالألمانية تعديل قيمة خاصية (P103) في ويكي بيانات
اللغاتألمانية نمساوية،والألمانية تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات
مجال العمل
أعمال بارزةكفاحي تعديل قيمة خاصية (P800) في ويكي بيانات
تهم
التهمخيانة عظمى تعديل قيمة خاصية (P1399) في ويكي بيانات
الخدمة العسكرية
الولاءالإمبراطورية الألمانية[14]،وألمانيا النازية تعديل قيمة خاصية (P945) في ويكي بيانات
الفرعالجيش الإمبراطوري الألماني،والقوات المسلحة،والجيش البافاري،ومشاة،وجيش الرايخ تعديل قيمة خاصية (P241) في ويكي بيانات
الرتبةجيفرايتر (1914–) تعديل قيمة خاصية (P410) في ويكي بيانات
القياداتالقوات المسلحة تعديل قيمة خاصية (P598) في ويكي بيانات
المعارك والحروب
الجوائز
التوقيع
المواقع
تعديل مصدري -تعديل طالع توثيق القالب

أدولف هتلر (بالألمانية:Adolf Hitler) (20 أبريل188930 أبريل1945) هو زعيمألمانيا النازية، ولد فيالإمبراطورية النمساوية المجرية في قريةبراوناو أم إن على الحدود مع الإمبراطورية الألمانية، وكان زعيم حزبالعمال الألماني الاشتراكي الوطني والمعروف باسمالحزب النازي. حكمألمانيا النازية في الفترة ما بين عامي1933و1945 حيث شغل منصبمستشار الدولة (بالألمانية:Reichskanzler) في الفترة ما بين عامي1933و1945، والفوهرر (بالألمانية:Führer) في الفترة ما بين عامي1934و1945. واختارتهمجلة تايم واحدًا من بين مائة شخصية تركت أكبر أثر في تاريخ البشرية فيالقرن العشرين.[21]

وباعتباره واحدًا من المحاربين القدامى الذين تقلدوا الأوسمة تقديرًا لجهودهم فيالحرب العالمية الأولى بِجانبألمانيا، انضم هتلر إلىالحزب النازي في عام1920 وأصبح زعيمًا له في عام1921. وبعد سجنه إثرمحاولة انقلاب فاشلة قام بها في عام1923، استطاع هتلر أن يحصل على تأييد الجماهير بتشجيعه لأفكار تأييدالقوميةومعاداة الشيوعيةوالكاريزما (أو الجاذبية) التي يتمتع بها فيإلقاء الخطب وفي الدعاية.

في عام1933، عُيِّنَ مستشارًا للبلاد حيث عمل على إرساء دعائم نظام تحكمه نزعةشموليةوديكتاتوريةوفاشية. وانتهج هتلرسياسة خارجية لها هدف معلن وهو الاستيلاء على ما أسماه بالمجال الحيوي (بالألمانية:Lebensraum) (ويُقصد به السيطرة على مناطق معينة لتأمين الوجودلألمانيا النازية وضمان رخائها الاقتصادي) وتوجيه موارد الدولة نحو تحقيق هذا الهدف. وقد عَمِل الجيش الألماني (فيرماخت) الذي قام هتلر بإعادة بنائهبغزو بولندا في عام1939 مما أدى إلى اندلاعالحرب العالمية الثانية، وخلال ثلاث سنوات، احتلتألمانياودول المحور معظم قارةأوروبا، (عدا بريطانيا)، وأجزاء كبيرة منأفريقيا ودولشرقوجنوب شرق آسيا والدول المطلة علىالمحيط الهادي، وثلث مساحة الاتحاد السوفيتي (من الغرب حتى مدينة ستالينغراد). ومع ذلك، نجحتدول الحلفاء في أن تكون لها الغلبة في النهاية.

وفي عام1945، نجحت جيوشالحلفاء في اجتياح ألمانيا من جميع جوانبها وحتىسقوطبرلين. وأثناء الأيام الأخيرة من الحرب في عام1945، تزوج هتلر من عشيقتهإيفا براون بعد قصة حب طويلة. وبعد أقل من يومين،انتحر العشيقان.[22] وحرقت جثتيهما على بعد أمتار من تقدمالجيش السوفيتي فيبرلين.

ينظر بعض المؤرخين لهتلر بأنه شخصية فريدة من نوعها في التاريخ الألماني، حيث حاول هتلر تحسين الظروف السياسية والاقتصادية للشعب الألماني خلال فترة حكمه. وعلى الطرف الآخر، يعتبر مؤرخون آخرون أن هتلر واحد من أكثر الشخصيات دموية في التاريخ الحديث؛ حيث تسببت سياساته في قتل ملايين المدنيين والعسكريين (بما في ذلك في محرقةالهولوكوست)، خلالالحرب العالمية الثانية.[23][24]

حياته المبكرة

المنزل في ليوندينج في النمسا حيث قضى هتلر مراهقته المبكرة (صورة التقطت في 1984)
أدولف هتلر في طفولته
هتلر (في الوسط) مع زملاء الدراسة. سنة 1900

ولد أدولف هتلر في20 أبريل1889 فيبرونو بالإمبراطورية النمساوية المجرية.[25] كان تسلسل هتلر هو الأبن الرابع من أصل ستة أبناء. والده هوألويس هتلر (1837 -1903) الذي كان يعمل موظفًا في الجمارك، ووالدتهكلارا هتلر (1860 -1907) هي الزوجة الثالثة لوالده، ونظرًا لأن الهوية الحقيقة لوالد ألويس شكلت سرًا غامضًا في تاريخ الرايخ الثالث، كان من المستحيل تحديد العلاقة البيولوجية الحقيقية التي كانت تربط بين ألويس وكلارا؛ وهو الأمر الذي استدعى حصولهما على إعفاء بابوي لإتمام زواجهما. ومن بين الأبناء الستة وهم ثمرة زواج ألويس وكلارا لم يصل إلى مرحلة المراهقة سوى أدولف وشقيقتهباولا التي كانت أصغر منه بسبع سنوات. وكان لألويس ابن آخر اسمه ألويس هتلر الابن وابنة اسمها أنجيلا من زوجته الثانية.[26]

عاش هتلر طفولة مضطربة؛ حيث كان أبوه عنيفًا في معاملته له ولأمه حتى أن هتلر نفسه صرح أنه كان يتعرض عادة للضرب في صباه من قبل أبيه. وبعدها بسنوات تحدث هتلر إلى مدير أعماله قائلًا: «عقدت - حينئذ - العزم على ألا أبكي مرة أخرى عندما ينهال علي والدي بالسوط. وبعد ذلك بأيام سنحت لي الفرصة كي أضع إرادتي موضع الاختبار. أما والدتي فقد وقفت في رعب تحتمي وراء الباب. أما أنا فأخذت أحصي في صمت عدد الضربات التي كانت تنهال على مؤخرتي.»[27] ويعتقد المؤرخون أن تاريخ العنف العائلي الذي مارسه والد هتلر ضد والدته قد اشير إليه في جزء من فصول كتابهكفاحي والذي وصف فيه هتلر وصفًا تفصيليًا واقعة عنف عائلي ارتكبها أحد الأزواج ضد زوجته. وتفسر هذه الواقعة بالإضافة إلى وقائع الضرب التي كان يقوم بها والده ضده سبب الارتباط العاطفي العميق بين هتلر ووالدته في الوقت الذي كان يشعر فيهِ بالاستياء الشديد من والده.

غالبًا ما كانت أسرة هتلر تنتقل من مكان لآخر حيث انتقلت منبرونو آم إن إلى مدينة باسساو ومدينة لامباتش ومدينة ليوندينج بالقرب من مدينةلينز. وكان هتلر الطفل طالبًا متفوقًا في مدرسته الابتدائية، ولكنه رسب في الصف السادس، وهي سنتهُ الأولى في المدرسة الثانوية عندما كان يعيش فيلينز، وكان عليه أن يعيد هذه السنة الدراسية. وقال معلموه عنه إنه «لا يرغب في العمل». ولمدة عام واحد كان هتلر في نفس الصف الدراسي معلودفيج فيتجنشتاين الذي يعتبر واحدًا من أكثر الفلاسفة تأثيرًا في القرن العشرين.[28][29][30][31] وبالرغم من أن الولدين كانا في العمر نفسه تقريبًا، فقد كان فيتجنشتاين يسبق هتلر بصفين دراسيين.[32] ولم يتم التأكد من معرفة هتلر وفيتجنشتاين لبعضهما في ذلك الوقت، وكذلك من تذكر أحدهما للآخر.[33]

صرح هتلر معقبًا على هذا أن تعثره التعليمي كان نابعًا من تمرده على أبيه الذي أراده أن يحذو حذوه ويكون موظفًا بالجمارك على الرغم من رغبة هتلر في أن يكون رسامًا. ويدعم هذا التفسير الذي قدمه هتلر ذلك الوصف الذي وصف به نفسه بعد ذلك بأنه فنان أساء من حوله فهمه. وبعد وفاة ألويس في الثالث من شهريناير في عام1903، لم يتحسن مستوى هتلر الدراسي. بل ترك هتلر المدرسة الثانوية في سن السادسة عشرة دون الحصول على شهادته.

وفي كتابهكفاحي أرجع هتلر تحوله إلى الإيمان بالقومية الألمانية إلى سنوات المراهقة الأولى التي قرأ فيها كتاب من كتب والده عنالحرب الفرنسية البروسية والذي جعله يتساءل حول الأسباب التي جعلت والده وغيره من الألمان ذوي الأصول النمساوية يفشلون في الدفاع عنألمانيا أثناء الحرب.[34]

النسب والأصول

والدة هتلر،كلارا
والد هتلر،ألويس

كان والد هتلر -ألويس هتلر - مولودًا غير شرعي. وخلال السنوات التسع والثلاثين الأولى من عمره، حملألويس لقب عائلة والدته وهو تشيكلجروبر.

وفي عام1876، حمل ألويس لقب زوج والدته يوهان جورج هيتلر. وكان يمكن كتابة الاسم بأكثر من طريقة كالآتي:Hiedler وHuetler وHuettler وHitler، وربما غير أحد الموظفين كتابة صيغته إلىHitler. وقد يكون الاسم مشتقًا من «الشخص الذي يعيش في كوخ» (ألمانية فصحى: Hütte) أو من «الراعي» (ألمانية فصحى: hüten = يحرس) والتي تعني فيالإنجليزيةينتبه أو قد يكون مشتقًا من الكلمةالسلافيةHidlar وHidlarcek. (وفيما يتعلق بالنظريتين الأولى والثانية، فإن بعض اللهجات الألمانية قد يمكنها التمييز إلى درجة بسيطة أو لا يمكنها التمييز بين الصوتينü- وi- عند النطق.

وقد استغلت الدعاية الخاصة بقوات الحلفاء اسم العائلة الأصلى لهتلر أثناء الحرب العالمية الثانية، فكانت طائراتهم تقوم بعملية إنزال جوي على المدن الألمانية لمنشورات تحمل عبارة "Heil Schicklgruber" تذكيرًا للألمان بنسب زعيمهم. وبالرغم من أن هتلر كان قد ولد وهو يحمل اسم هتلر قانونيًا، فإنه قد ارتبط أيضًا باسم هيدلر عن طريق جده لأمه يوحنا هيدلر.

أما الاسم «أدولف» فهو مشتق منالألمانية القديمة ويعني «الذئب النبيل» (ويتكون الاسم منِ Adel التي تعني النبالة، بالإضافة إلى كلمة ذئب). وهكذا، كان واحدًا من الألقاب التي أطلقها أدولف على نفسهالذئب (ألمانية: Wolf) أوالسيد ذئب (ألمانية: Herr Wolf). وقد بدأ في استخدام هذه اللقب في أوائل العشرينات من القرن التاسع عشر وكان يناديه به المقربون منه فقط (حيث لقبه أفراد عائلة فاجنر باسم العم ذئب) حتى سقوط الرايخ الثالث.[35] وقد عكست الأسماء التي أطلقها على مقرات القيادة المختلفة له في كل أنحاءأوروبا القارية ذلك، فكانت أسماؤهاوكر الذئب فيبروسيا الشرقية، وWolfsschlucht فيفرنسا، وWerwolf فيأوكرانيا وغيرها من الأسماء التي كانت تشير إلى هذا اللقب. علاوةً على ذلك، عرف هتلر باسم «آدي» بين المقربين من عائلته وأقاربه.

وكان جد هتلر لأبيه على الأرجح واحدًا من الأخوين يوهان جورج هيدلر أو يوهان نيبوموك هيدلر. وسرت الشائعات بأن هتلر كان ينتسب إلى اليهود عن طريق واحد من أجداده؛ لأن جدته ماريا شيكلجروبر قدحملت عندما كانت تعمل كخادمة في أحد البيوت اليهودية. وأحدث المعنى الكامن في هذه الشائعات دويًا سياسيًا هائلًا حيث أن هتلر كان نصيرًا متحمسًا لإيديولجياتعنصريةومعادية للسامية. وقد حاول خصومه جاهدين إثبات نسب هتلر إلى أصول يهودية أوتشيكية. وبالرغم من أن هذه الإشاعات لم تثبت صحتها أبدًا، فإنها كانت كافية بالنسبة لهتلر لكي يقوم بإخفاء أصوله. ووفقًا لما ذكره روبرت جي إل وايت في كتابهالإله المضطرب عقليًا: أدولف هتلر، فقد منع هتلر بقوة القانون عمل المرأة الألمانية في البيوت اليهودية. وبعد ضمالنمسا إلىألمانيا، عَمِل هتلر بتحويل المدينة التي عاش فيها والده إلى منطقه لتدريب المدفعية.

النشأة

المقالة الرئيسة:لوحات بريشة أدولف هتلر

بدءًا من عام1905، عاش هتلر حياةبوهيمية فيفيينا على منحة حكومية لإعانة الأيتام ودعم مالي كانت والدته تقدمه له. ورفض قبوله مرتين في أكاديمية الفنون الجميلة في فيينا وذلك في عامي1907و1908 لأنه «غير مناسب لمجال الرسم» وأخبروه أن من الأفضل له توجيه قدراته إلى مجالالهندسة المعمارية.[36] وعكستمذكراته افتتانه بهذا الموضوع:

أدولف هتلر كان الهدف من رحلتي هو دراسة اللوحات الموجودة في صالة العرض في المتحف الذي كان يطلق عليه Court Museum، ولكنني نادرًا ما كنت ألتفت إلى أي شيء آخر سوى المتحف نفسه. فمنذ الصباح وحتى وقت متأخر من الليل، كنت أتنقل بين المعروضات التي تجذب انتباهي، ولكن كانت المباني دائمًا هي التي تستولي على كامل انتباهي.[37]أدولف هتلر

وبعد نصيحة رئيس المدرسة له، اقتنع هو أيضًا أن هذا هو الطريق الذي يجب أن يسلكه ولكن كان ينقصه الإعداد الأكاديمي المناسب للالتحاق بمدرسة العمارة.

أدولف هتلر وفي غضون أيام قلائل، أدركت في أعماقي إنني يجب أن أصبح يومًا مهندسًا معماريًا. والحقيقة هي أن سلوكي هذا الطريق كان مسألة شاقة للغاية حيث إن إهمالي لإتمام دراستي في المدرسة الثانوية قد ألحق الضرر بي لأنه كان ضروريًا إلى حد بعيد. وكان لا يمكن أن التحق بالمدرسة المعمارية التابعة للأكاديمية دون أن أكون قد التحقت قبلها بمدرسة البناء الخاصة بالدراسة الفنية والتي كان الالتحاق بها يستلزم الحصول على شهادة المدرسة الثانوية. ولم أكن قد قمت بأية خطوة من هذه الخطوات. فبدا لي أن تحقيق حلمي في دنيا الفن مستحيلًا بالفعل.[37]أدولف هتلر

وفي21 ديسمبر،1907، توفيت والدة هتلر إثر إصابتها بسرطان الثدي عن عمر يناهز السبعة وأربعين عامًا. وبأمر من أحد المحاكم فيلينز، أعطى هتلر نصيبه من الإعانة التي تمنحها الحكومة للأيتام لشقيقتهباولا. وعندما كان في الحادية والعشرين من عمره، ورث هتلر أموالًا عن واحدة من عماته، وحاول أن يشق طريقه بجهد كرسام في فيينا حيث كان ينسخ المناظر الطبيعية الموجودة على البطاقات البريدية ويبيع لوحاته إلى التجار والسائحين، وبعد أن رفضته أكاديمية الفنون للمرة الثانية، كان ماله كله قد نفد. وفي عام1909، عاش هتلر في مأوى للمشردين. ومع حلول عام1910، كان هتلر قد استقر في منزل يسكن فيه الفقراء من العمال في ميلمنستراسه النمساوية.

وصرح هتلر أن اعتقاده بوجوبمعاداة السامية ظهر لأول مرة فيفيينا التي كان تعيش فيها جاليةيهودية كبيرة تشتمل علىاليهود الأرثوذكس الذين فروا منالمذابح المنظمة التي تعرضوا لها فيروسيا.[37] وعلى الرغم من ذلك، فقد ورد على لسان أحد أصدقاء طفولته وهوأوجست كوبزيك أن ميول هتلر «المؤكدة فيمعاداة السامية» قد ظهرت قبل أن يغادرلينز في النمسا.[37] وفي هذه الفترة، كانتفيينا مرتعًا لانتشار روح التحيز الديني التقليدية، وكذلك للعنصرية التي ظهرت فيالقرن التاسع عشر. ومن الممكن أن يكون هتلر قد تأثر بكتابات لانز فون ليبنفيلس؛ واضع النظريات المعادية للسامية، وكذلك بآراء المجادلين من رجال السياسة أمثال: كارل لويجر مؤسسالحزب الاشتراكي المسيحي وعمدة فيينا، بالإضافة إلى المؤلف الموسيقيريتشارد فاجنر وجورج ريتر فون شونيرر، وهو أحد زعماء حركةالقومية الألمانية التي عرفت باسمبعيدًا عن روما!؛ وهي الحركة التي ظهرت في أوروبا فيالقرن التاسع عشر والتي كانت تهدف إلى توحيد الشعوب التي تتحدثالألمانية فيأوروبا. ويزعم هتلر في كتابهكفاحي أن تحوله عن فكرة معارضةمعاداة السامية من منطلق ديني إلى تأييدها من منطلق عنصري جاء من احتكاكه باليهود الأرثوذكس وإذا كان هذا التفسير صحيحًا، فمن الواضح أن هتلر لم يكن يتصرف وفقًا لهذا المعتقد الجديد. فقد كان غالبًا ما ينزل ضيفًا على العشاء في منزل أحد النبلاء اليهود بالإضافة إلى قدرته الكبيرة على التفاعل مع التجار اليهود الذين كانوا يحاولون بيع لوحاته.[38]

وربما تأثر هتلر أيضًا بقراءته للدراسة التي قام بهامارتن لوثر والتي كان عنوانها"عن اليهود وأكاذيبهم" (بالإنجليزية:On the Jews and their Lies). وفي كتابهكفاحي يشير هتلر إلىمارتن لوثر باعتباره محاربًا عظيمًا ورجل دولة حقيقي ومصلحا عظيما، وكذلك كان كل منفاجنروفريدريك الكبير بالنسبة له.[39] وكتب فيلهلم روبك عقب واقعةالهولوكوست، قائلًا: "مما لا شك فيه أنمذهب مارتن لوثر كان له تأثير على التاريخ السياسي والروحي والاجتماعي فيألمانيا بطريقة - بعد التفكير المتأمل في كل جوانبها - يمكن وصفها بأنها كانت جزءًا من أقدار ألمانيا.

وزعم هتلر أناليهود كانوا أعداءًللجنس الآري. كما ألقى على كاهل اليهود مسؤولية الأزمة التي حدثت فيالنمسا. واستطاع الوقوف على صور محددة منالاشتراكيةوالبلشفية التي تزعمها العديد من القادة اليهود - كنوع من أنواع الحركات اليهودية - ليقوم بعمل دمج بينمعاداة السامية وبينمعاداة الماركسية. وفي وقت لاحق، ألقى هتلر باللوم في هزيمة الجيش الألماني أثناءالحرب العالمية الأولى علىثورات عام 1918 ومن ثم، اتهم اليهود بجريمة التسبب في ضياع أهدافألمانيا الاستعمارية، وكذلك في التسبب في المشكلات الاقتصادية التي ترتبت على ذلك.

وعلى ضوء المشاهد المضطربة التي كانت تحدث في البرلمان في عهد الملكية النمساوية متعددة الجنسيات، قرر هتلر عدم صلاحيةالنظام البرلماني الديمقراطي للتطبيق. وبالرغم من ذلك - ووفقًا لما قاله أوجست كوبيتسك، والذي شاركه الغرفة نفسها في وقت من الأوقات - أن هتلر كان مهتمًا بأعمالالأوبرا التي ألفهافاجنر أكثر من اهتمامه بآرائه السياسية.

واستلم هتلر الجزء الأخير من ممتلكات والده في مايو من عام 1913 لينتقل بعدها للعيش فيميونيخ. وكتب هتلر فيكفاحي أنه كان يتوق دائمًا للحياة في مدينة ألمانية «حقيقية». وفيميونيخ، أصبح هتلر أكثر اهتمامًا بفن المعمار؛ وذلك ما جاء على لسان هتلر وظهر في كتاباتهوستن ستيوارت تشامبرلين. كما أن انتقاله إلىميونيخ قد ساعده أيضًا على التهرب من أداءالخدمة العسكرية فيالنمسا لبعض الوقت بالرغم من أن الشرطة في ميونيخ (والتي كانت تعمل بالتعاون مع السلطات النمساوية) تمكنت في نهاية الأمر من إلقاء القبض عليه. وبعد فحصه جسديًا وتقدمه بالتماس يدل على ندمه على ما اقترفه، تقرر أنه غير لائق لأداءالخدمة العسكرية لأنه على ما يبدو كان هزيلًا جدًا وقتها وسُمِحَ له بالعودة إلىميونيخ. ومع ذلك، وعندما دخلت ألمانياالحرب العالمية الأولى فيأغسطس من عام1914، تقدم هتلر بالتماس لملكبافاريالودفيج الثالث للسماح له بالخدمة في بالجيش. وبالفعل وافق الملك على التماسه، وتم تجنيد أدولف هتلر في الجيش البافاري.[40]

الحرب العالمية الأولى

هتلر وزملاؤه في فترة الحرب العالمية الأولى
هتلر أثناء الحرب العالمية الأولى

خدم هتلر في فرنسا وبلجيكا مع الفوج البافاري الاحتياطي السادس عشر؛ والذي عرف باسمفوج ليست؛ نسبةً إلى قائده الأول. وانتهت الحرب بتقلده رتبة جيفريتر (وهي رتبة تعادل وكيل عريف في الجيش البريطاني وجندي من الدرجة الأولى في الجيوش الأمريكية). عمل هتلر كرسول بين الجيوش؛ وهي واحدة من أخطر الوظائف علىالجبهة الغربية، وكان معرضًا في أغلب الأحيان للإصابة بنيران العدو.[41] كما اشترك في عدد من المعارك الرئيسية علىالجبهة الغربية، وتضمنت هذه المعارك:معركة يبريس الأولىومعركة السومومعركة آراس ومعركة باسكيندايلي.[42]

ودارتمعركة يبريس في أكتوبر من عام 1914 والتي شهدت مقتل حوالي 40,000 جندي خلال عشرين يومًا (وهو ما بين ثلث ونصف عدد الجنود المشاركين فيها). أما الكتيبة التي كان هتلر فردًا من أفرادها فقد تقلص عددها من مائتين وخمسين جندي إلى اثنين وأربعين جنديًا بحلول شهرديسمبر. وكتب كاتبالسير الذاتية جون كيجان أن هذه التجربة قد جعلت هتلر يتجه إلى الانعزال والانطواء على نفسه خلال السنوات الباقية للحرب.[43]

وتقلد هتلر وسامين تقديرًا لشجاعته في الحرب. حيث تقلدوسام الصليب الحديدي من الدرجة الثانية في عام1914، وتقلد أيضًا وسام الصليب الحديدي من الدرجة الأولى في عام1918؛ وهو تكريم نادرًا ما يحصل عليه عسكري من رتبة جيفريتر.[44] ومع ذلك، لم يُرَقَّى هتلر إلى رتبة أونتيروفيزير (وهي رتبة تعادلالعريف في الجيش البريطاني) نظرًا لكونه يفتقر إلى المهارات القيادية من وجهة نظر قادة الفوج الذي كان ينتمي إليه. ويقول بعض المؤرخين الآخرين أن السبب وراء عدم ترقيته يرجع إلى أنه لم يكن مواطنًا ألمانيًا. وكانت المهام التي كان هتلر يكلف بها في المقرات العسكرية محفوفة عادةً بالمخاطر، ولكنها سمحت له بمتابعة إنتاج أعماله الفنية. وقام هتلر برسم الصور الكاريكاتورية والرسومات التعليمية لإحدى الصحف التابعة للجيش. وفي عام1916، أصيب هتلر بجرح إما في منطقة أصل الفخذ[45] أو في فخذه الأيسر[46] وذلك أثناء مشاركته فيمعركة السوم ولكنه عاد إلى الجبهة مرةً أخرى في مارس من عام1917. وتسلم شارة الجرحى في وقت لاحق من نفس العام. وأشار سباستيان هافنر إلى تجربة هتلر على الجبهة موضحًا أنها سمحت له على أقل تقدير بفهم الحياة العسكرية.

وفي15 أكتوبر1918، دخل هتلر إحدى المستشفيات الميدانية على إثر إصابته بعمى مؤقت عقب تعرضه لهجومبغاز الخردل. ويشير العالم النفسي الإنجليزيديفيد لويس وكذلك بيرنارد هورسمتان إلى أن إصابة هتلر بالعمى قد تكون نتيجةًاضطراب تحولي (والذي كان معروفًا في ذلك الوقت باسمهيستريا).[47] وعقب هتلر على هذه الواقعة فقال إنه أثناء هذه التجربة أصبح مقتنعًا أن سبب وجوده في الحياة هو «إنقاذ ألمانيا.» ويحاول بعض الدارسين - خاصةً لوسي دافيدوفيتش،[48] أن يبرهنوا على أن نية هتلر في إبادة يهود أوروبا كانت تامة الرسوخ في ذهنه في ذلك الوقت على الرغم من عدم استقراره على الطريقة التي سيتمكن بها من تنفيذ هذا الأمر. ويعتقد معظم المؤرخين أنه اتخذ هذا القرار في عام1941 بينما يعتقد البعض الآخر أنه قد عقد عليه العزم في وقت لاحق في عام1942.

هتلر مع بعض زملائه أثناء الحرب العالمية الأولى

كان إعجاب هتلر بألمانيا قد سيطر عليه منذ زمن بعيد، وأثناء الحرب أصبح وطنيًا متحمسًا أشد الحماس للدفاع عن ألمانيا بالرغم من أنه لم يصبح مواطنًا ألمانيًا حتى عام 1932. ورأى هتلر أن الحرب هي «أعظم الخبرات التي يمكن أن يمر بها المرء في حياته». وفي وقت لاحق، أشاد به عدد من قادته تقديرًا لشجاعته.[49] وصدم هتلر من اتفاقية الاستسلام التي وقعتها ألمانيا في نوفمبر من عام 1918 على الرغم من سيطرة الجيش الألماني حتى ذلك الوقت على أراض للعدو.[50] ومثله مثل العديد من المناصرين للقومية الألمانية، كان هتلر يؤمنبأسطورة الطعنة في الظهر (بالألمانية: Dolchstoßlegende) التي قالت بإن الجيش «الذي لم تتم هزيمته في ساحة المعركة» قد «تعرض لطعنة في الظهر» من قادة مدنيينوماركسيين على الجبهة الداخلية. وقد عرف هؤلاء السياسيون فيما بعد باسم مجرمي نوفمبر.

وحرمتمعاهدة فرساي ألمانيا من مناطق عديدة كانت تابعة لها، وجردت منطقة رينهارد من الصفة العسكرية التي كانت تتمتع بها، كما فرضت عقوبات اقتصادية مدمرة أخرى على ألمانيا. وأعادت المعاهدة الوجود لدولةبولندا من جديد؛ وهو الأمر الذي اعتبره لألمان - حتى المعتدلين منهم - نوعًا من أنواع الإهانة. وحملت المعاهدة ألمانيا مسؤولية كل فظائع الحرب، وهو الأمر الذي ينظر إليه مؤرخون بارزون من أمثالجون كيجان الآن باعتباره على أقل تقدير تطبيقًا للعدالة من وجهة نظر الطرف المنتصر؛ فقد طغت الصفة العسكرية على معظم الأمم الأوروبية في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الأولى بشكل متزايد وكانت هذه الأمم تتلهف للقتال. وكان إلقاء اللوم على ألمانيا هو الأساس لفرضإصلاحات على ألمانيا (وقد تم تعديل مقدار هذه الإصلاحات بشكل متكرر وفقًا للخطط المعروفة باسم خطة داوس، خطة يونج، وخطة هوفر. أما ألمانيا، فقد رأت أنالمعاهدة وخاصةً البند رقم 231 منها وبالتحديد الفقرة التي تتحدث عن مسؤولية ألمانيا عما حدث في الحرب نوعًا من أنواع الإهانة. فعلى سبيل المثال، كان هناك تجريد كامل للقوات المسلحة الألمانية من صفتها العسكرية يسمح لها بالاحتفاظ بست بوارج فقط، ويمنعها من الاحتفاظ بغواصات أو قوات جوية أو مركبات مدرعة أو جيش يفوق عدده مائة ألف من الجنود إلا تحت ظروف التجنيد الإجباري التي يمكن أن تفرضها الحرب. وكانلمعاهدة فرساي دورًا مهمًا في الظروف الاجتماعية والسياسية التي صادفها هتلر وأتباعه منالنازيين أثناء سعيهم للفوز بالسلطة. ونظر هتلر وحزبه إلى توقيع «مجرمي نوفمبر» على المعاهدة كسبب يدعوهم إلى بناء ألمانيا من جديد بشكل لا يتكرر معه ما حدث مرةً أخرى. واستخدم هتلر مجرمي نوفمبر ككبش فداء على الرغم من الخيارات المحدودة للغاية والتي كانت متاحة أمام هؤلاء الساسة فيمؤتمر باريس للسلام.

دخول هتلر إلى عالم السياسة

المقالة الرئيسة:معتقدات هتلر السياسية
نسخة من بطاقة العضوية المزورة الخاصة بهتلر في حزب العمال الألماني (DAP).وكان رقم العضوية الحقيقي لهتلر هو 555 (ومعناه العضو الخامس والخمسون في قائمة أعضاء الحزب - واضيف الرقم 5 ليبدو عدد أعضاء الحزب أكبر)، ولكن فيما بعد جرى تقليل الرقم ليترك انطباعًا بأن هتلر كان واحدًا من الأعضاء المؤسسين للحزب. وقد كان هتلر يرغب في تكوين الحزب الخاص به، ولكن الأوامر صدرت إليه من رؤسائه في قوة الدفاع الوطنية بأن يخترق صفوف الحزب الموجود فعلًا.

وبعد انتهاءالحرب العالمية الأولى، ظل هتلر في الجيش وعاد إلىميونيخ حيث شارك في الجنازة العسكرية التي أقيمت لرئيس الوزراء البافاري الذي اغتيل كورت آيسنر؛ وذلك على خلاف تصريحاته التي أعلنها في وقت لاحق.[51] وفي أعقاب قمع الجمهورية السوفيتية البافارية، شارك هتلر في حضور دورات «الفكر القومي» التي كان ينظمهاقسم التعليم والدعاية التابع للجماعة البافارية التي كان يطلق عليها اسمرايخسفير في مركز القيادة الرئيسي الرابع تحت إشراف كابتن كارل ماير. والقي اللوم على الشعب اليهودي الذي ينتشر أفراده في كل أنحاء العالم، وعلى الشيوعيين، وعلى رجال السياسة من كل الانتماءات الحزبية؛ خاصةً تحالف فايمار الائتلافي.

وفىيوليو عام1919، عين هتلر في منصب جاسوس للشرطة، وكان يتبع قيادة الاستخبارات التي كانت تتبع قوات الدفاع الوطنية رايخسفير من أجل التأثير على الجنود الآخرينواختراق صفوف حزب صغير؛ وهو حزب العمال الألماني (DAP).وأثناء استكشافه للحزب، تأثر هتلر بأفكار مؤسس الحزبآنتون دريكسلرالمعادية للساميةوالقوميةوالمناهضة للرأسمالية والمعارضةلأفكارالماركسية. وكانت أفكاره تؤيد وجود حكومة قوية ونشيطة؛ وهي أفكار مستوحاة من الأفكار الاشتراكية «غير اليهودية» ومن الإيمان بضرورة وجود تكافل متبادل بين كل أفراد المجتمع. كما حازت مهارات هتلر الخطابية على إعجاب دريكسلر فدعاه إلى الانضمام للحزب ليصبح العضو الخامس والخمسين فيه. كما أصبح هتلر أيضًا العضو السابع في اللجنة التنفيذية التابعة للحزب. وبعد مرور عدة سنوات، أدعى هتلر إنه العضو السابع من الأعضاء المؤسسين للحزب.

كما التقى هتلر معديتريش إيكارت وهو واحد من المؤسسين الأوائل للحزب، كما كان عضوًا في الجمعية السرية المعروفة باسم «جمعية ثول».[52] وأصبح إيكارت المعلم الخاص بهتلر الذي يعلمه الطريقة التي يجب أن ينتقي بها ملابسه ويتحدث بها، كما قدمه إلى مجتمع واسع من الناس. ووجه هتلر عميق شكره إلى إيكارت عن طريق الثناء عليه في المجلد الثاني من كتابه المعروف باسمكفاحي. وفي محاولة لزيادة شعبية الحزب، قام الحزب بتغيير اسمه إلىحزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني.

وكان تسريح هتلر من الجيش فيمارس، عام1920، فبدأ مدعومًا بالتشجيع المستمر من أعضاء الحزب من ذوي المناصب الأعلى في المشاركة الكاملة في أنشطة الحزب. وفي بدايات عام1921، تمكن هتلر من إجادة فن الخطابة أمام الحشود الكبيرة بشكل كامل. وفيفبراير، تحدث هتلر أمام حشد يضم حوالي ستة آلاف فرد فيميونيخ. وللدعاية لهذا الاجتماع، أرسل هتلر شاحنتين محملتين بمؤيدي الحزب ليجوبوا الشوارع وهم يحملونالصليب المعقوف محدثين حالة من الفوضى وهم يلقون بالمنشورات صغيرة الحجم إلى الجماهير في أول تنفيذ للخطة التي وضعوها. انتشرت سمعة هتلر السيئة خارج الحزب نظرًا لشخصيتهِ الفظة، وخطاباتهالجدلية العنيفة المناهضة لمعاهدة فرساي والسياسيين المنافسين له (بما في ذلك أنصار الحكم الملكي والمنادين بفكرةالقومية وغيرهم من الاشتراكيين غيرالمؤمنين بسياسة التعاون الاقتصادي والسياسي بين الدول؛ واشتهر بوجه خاص بخطاباته المناهضةللماركسيينولليهود.

واتخذ حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني[53] من ميونيخ مقرًا له. وكانت ميونيخ في ذلك الوقت أرضًا خصبة لمناصريالقومية الألمانية الذين كان منهم ضباط من الجيش قد عقدوا العزم على سحق الماركسية وتقويض دعائمجمهورية فايمار (الجمهورية التي نشأت في ألمانيا في الفترة من عام1919 إلى عام1933 كنتيجة للحرب العالمية الأولى وخسارة ألمانيا الحرب). وبمرور الوقت، لفت هتلر وحركته التي أخذت في النمو أنظار هؤلاء الضباط باعتبارها أداة مناسبة لتحقيق أهدافهم. وفي صيف عام1921، سافر هتلر إلىبرلين لزيارة بعض الجماعات التي كانت تنادي بالقومية. وفي فترة غيابه، كانت هناك حالة من التمرد بين قيادات حزب العمال الألماني فيميونيخ.

وتولت إدارة الحزب لجنة تنفيذية نظر أعضاؤها الأساسيون إلى هتلر باعتباره شخصية متغطرسة ومستبدة. وقام هؤلاء الأعضاء بتشكيلحلف مع مجموعة من الاشتراكيين في مدينةآوغسبورغ. وأسرع هتلر بالعودة إلىميونيخ وحاول مقاومة الهجمة الشرسة عليه بتقديم استقالته رسميًا من الحزب في11 يوليو في عام1920. وعندما أدرك هؤلاء الأعضاء أن خسارتهم لهتلر ستعني عمليًا نهاية الحزب، انتهز هتلر الفرصة وأعلن عن إمكانية عودته إلى الحزب شريطة أن يحل محل دريكسلر في رئاسة الحزب متمتعًا بالنفوذ المطلق فيه. وحاول أعضاء الحزب الحانقين (بما فيهم دريكسلر) الدفاع عن مكانتهم في بداية الأمر. وفي ذلك الوقت، ظهر كتيب مجهول المصدر يحمل عنوان «أدولف هتلر: هل هو خائن؟» ليهاجم تعطش هتلر للاستيلاء على السلطة وينتقد زمرة الرجال الملتفين حوله والذين يتميزون بالعنف. وردًا على نشر هذا الكتيب عنه في صحيفة تصدر فيميونيخ، أقام هتلر دعوى قضائية بسبب التشهير، وحظى في وقت لاحق بتسوية بسيطة معهم.

وتراجعت اللجنة التنفيذيةلحزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني عن موقفها في نهاية الأمر واعترفت بهزيمتها، وصوت بين أعضاء الحزب بشأن الموافقة على مطالب هتلر. وحصل هتلر على موافقة خمسمائة وثلاثة وأربعين صوتًا من أصوات الأعضاء في مقابل الرفض من صوت واحد فقط. وفي الاجتماع التالي لأعضاء الحزب الذي عقد في التاسع والعشرين منيوليو،1921، قدم أدولف هتلر بصفتهفوهرر لحزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني؛ وهي المرة الأولى التي اعلن فيها عن هذا اللقب على الملأ.

وبدأت الخطب التي كان هتلر يلقيها في النوادي التي كان يجتمع فيها أفراد الشعب الألماني ليهاجم بها اليهودوالديقراطيين الاشتراكيينوالليبراليين وأنصار الحكم الملكي الرجعيينوالرأسماليين والشيوعيين تؤتي ثمارها المرجوة وتجذب إليه المزيد من المؤيدين. وكان من مؤيدي هتلر الأوائل:رودلف هس، والطيار السابق في القوات الجويةهيرمان غورينغ وقائد الجيشايرنست روم الذي أصبح بعد ذلك رئيسًا للمنظمة شبه العسكرية النازية المعروفة باسم SAكتيبة العاصفة التي تولت حماية الاجتماعات والهجوم على خصومه السياسيين. وكوّن هتلر جماعات مستقلة مشابهة مثل: جبهة العمل الألمانية؛ والتي اتخذت من مدينةنورنبيرغ مقرًا لها. وكانيوليوس شترايشر رئيسًا لها، وشغل بعد ذلك منصب غوليتر، ويعني قائد الفرع الإقليمي لحزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني في منطقةفرنكونيا. علاوةً على ذلك، لفت هتلر أنظار أصحاب المصالح التجارية المحليين، وتم قبوله في الدوائر التي كانت تتضمن أصحاب النفوذ في مجتمع مدينة ميونيخ. كما اقترن اسمه باسم القائد العسكري الذي كان ذائعًا في فترة الحرب الجنرالايريك لودندورف.

انقلاب بير هول الفاشل

المقالة الرئيسة:انقلاب بير هول
لوحة تصور هتلر؛ تم رسمها في عام 1923.

حاولت قوات الحزب النازي الانقلاب على الحكومة عام1923، ولكن المحاولة باءت بالفشل وانتهت بسجن أدولف هتلر قائد الحزب آنذاك.

كان انقلاب بير هول محاولة انقلابية فاشلة نفذها هتلر مع الحزب النازي من أجل الاستيلاء على السلطة في بافاريا وألمانيا. ابتدأت المحاولة الانقلابية من مساء يوم 8 نوفمبر حتى ظهيرة يوم 9 نوفمبر عام 1923، وكان أدولف هتلر قد قرر استخدام اسم الجنرال إريش لودندورف كواجهة في محاولة الانقلاب التي انتهت بالفشل الذريع وسجن رئيس الحزب النازي آنذاك أدولف هتلر.

كتاب كفاحي

المقالة الرئيسة:كفاحي

كتاب جمع بين عناصر السيرة الذاتية والشرح التفصيلي لنظريات هتلر الملقبة بالنازية. كتبه هتلر أثناء فترة سجنه إثرمحاولة الانقلاب الفاشلة.

إعادة بناء حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني

وفي الوقت الذي أطلق فيه سراح هتلر، كان الموقف السياسي فيألمانيا قد بدأ يهدأ وأخذت الأحوال الاقتصادية في التحسن مما فرض قيودًا على فرص هتلر في الإثارة والتأليب. وبالرغم من أنانقلاب هتلر العسكري قد أكسبه بعض الشهرة على الصعيد القومي، فإن عماد الحزب الذي يترأسه هتلر ظل في مدينةميونيخ.

ولقد حظر نشاطحزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني وأعضائه فيبافاريا عقب فشل الانقلاب. وتمكن هتلر من إقناع هاينريش هيلد - رئيس وزراء بافاريا - بأن يرفع هذا الحظر مستندًا إلى مزاعمه التي أكد فيها على أن الحزب سيسعى الآن إلى الحصول على السلطة السياسية عبر القنوات الشرعية. وبالرغم من تفعيل رفع الحظر المفروض علىحزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني في 16 فبراير1925، فإن هتلر قد جلب على نفسه حظرًا جديدًا نتيحةً لخطبة ملتهبة ألقاها تسببت في إثارة الشغب. ونظرًا لحرمانه من إلقاء الخطابات العامة، قام هتلر بتعيين جريجور شتراسر - الذي انتخب في عام1924 لعضويةالرايخستاج (البرلمان الألماني)- في منصب رئيس منظمة الرايخ، ومنحه سلطة تنظيم الحزب في شمال ألمانيا. وسلك شتراسر - بالإضافة إلى شقيقه الأصغر أوتو شتراسروجوزيف جوبلز - مسلكًا بدأت استقلاليته في التزايد مع مرور الوقت ليؤكد بذلك على وجود العنصر الاشتراكي في برنامج الحزب. وأصبحت قيادة جبهة العمل الألمانية في فرعها الإقليمي في شمال غرب ألمانيا تشكل جبهة معارضة داخلية داخل الحزب لتهدد سلطة هتلر. ولكن، لحقت الهزيمة بهذه الزمرة المنشقة في مؤتمر بامبرج الذي عقد في عام1926 والذي انضم جوبلز خلاله إلى هتلر.

وعقب هذا الصدام، زاد هتلر من مركزية سلطته في الحزب. وأكد على وجود منصبالقائد الأساسي للحزب كمنصب يجعل منه المسؤول الأساسي عن تنظيم شؤون الحزب. فلا يتم انتخاب القادة من قبل الجماعات التي يقومون بقيادتها، ولكن يقوم رؤساؤهم من ذوي المراكز الأعلى بتعيينهم ويكون لهم أيضًا الحق في مساءلتهم، بينما يتمتع هؤلاء القادة بالطاعة المطلقة ممن هم أقل منهم مركزًا. وتماشيًا مع ازدراء هتلر لفكرةالديمقراطية فقد جعل كل السلطة والنفوذ تنتقل من أعلى لأسفل.

وكان العامل الرئيسي في ازدياد شعبية هتلر بين الناس هو قدرته على استدعاء روح العزة الوطنية التي عرضتهامعاهدة فيرساي للمهانة والتي فرضها الحلفاء الغربيون علىالأمبراطورية الألمانية المهزومة. وخسرت ألمانيا جزءًا ذا أهمية اقتصادية من أراضيها فيأوروبا إلى جانب مستعمراتها. واعترافًا منها بتحمل المسؤولية الكاملة عن الحرب، وافقت على دفع مبلغًا ضخمًا يقدر إجماليًا بحوالي مائة واثنين وثلاثين مليارمارك ألماني من أجل إصلاحات الخسائر التي خلفتها الحرب. واستاء معظم الألمان في مرارة من بنودالمعاهدة، ولكن كانت المحاولات السابقة التي قام بها النازيون للحصول على تأييد الشعب الألماني بإلقاء اللوم على «الشعب اليهودي في كل أنحاء العالم» غير مقبولة بين جمهور الناخبين. وسرعان ما تعلم الحزب الدرس، فبدأ دعاية ماهرة تمزج بينمعاداة السامية والهجوم على الأخطاء التي قام بها «نظام فايمار» والأحزاب السياسية الموالية له.

وبعد فشل الانقلاب الذي قاده هتلر للإطاحةبجمهورية فايمار، انتهج هتلر «إستراتيجية الشرعية»:وهي تعني الامتثال الرسمي لمبادئجمهورية فايمار حتى يتولى زمام الحكم بصفة قانونية. ومن ثم، يمكنه استغلال المؤسسات التابعة لجمهورية فايمار للتخلص من هذه الجمهورية وتنصيب نفسه ديكتاتورًا على البلاد. وقد عارض بعض أعضاء الحزب، لاسيما ممثلي كتيبة العاصفة شبه العسكرية، هذه الاستراتيجية التي انتهجها هتلر. وسخر روم وآخرون من هتلر وأطلقوا عليه اسم أدولف الشرعي.

الوصول إلى السلطة

المقالة الرئيسة:وصول هتلر للسلطة
نتائج انتخابات الحزب النازي
التاريخعدد الأصواتالنسبة المئويةعدد المقاعد في الرايخستاجالخلفية التاريخية
مايو، 19241.918.3006.532هتلر في السجن
ديسمبر، 1924907.3003.014إطلاق سراح هتلر من السجن
مايو، 1928810.1002.612 
سبتمبر، 19306.409.60018.3107بعد الأزمة المالية
يوليو، 193213.745.80037.4230عقب ترشيح هتلر للرئاسة
نوفمبر، 193211.737.00033.1196 
مارس، 193317.277.00043.9288أثناء فترة عمل هتلر كمستشار لألمانيا

الرايخ الثالث

المقالة الرئيسة:ألمانيا النازية
جزءمن سلسلة حول
النازية
أفكار متقاربة
الحزب النازي الأمريكي
ألمانيا النازية
هتلر معهيرمان غورينغ عام 1934

بعد تمكنه من إحكام سيطرته على السلطة السياسية بشكل كامل، حاول هتلر أن يكسب تأييد الجماهير لسياساته عن طريق إقناع معظم الشعب الألماني بأنه من سينقذهم من موجة الكساد الاقتصادي التي اجتاحت العالم، وكذلك منمعاهدة فرسايوالشيوعية و«البلاشفة اليهود» (الذين أثروا سلبًا على الحركة الشيوعية في الفترة بين الحربين العالميتين الأولى والثانية) وكذلك من تأثير الأقليات الأخرى «غير المرغوب فيها». واستأصل النازي كل معارضة صادفته عن طريق العملية التي أطلق عليها التنسيق بين كل الأنظمة ودمجها في نظام واحد (بالألمانية:Gleichschaltung).

الاقتصاد والثقافة

أشرف هتلر على واحدة من أكبر التوسعات في مجال الإنتاج الصناعي والتطويرات المدنية التي شهدتها ألمانيا طوال تاريخها. وقد اعتمد في ذلك على أسلوب تعويم الديون وزيادة عدد أفراد القوات المسلحة. وشجعت السياسة النازية النساء على المكوث في المنزل لإنجاب الأطفال والعناية بالمنزل. وهكذا، تحدث أدولف هتلر في إحدى خطبه التي ألقاها فيسبتمبر من عام1943 أمام الرابطة الاشتراكية الوطنية للمرأة فقال إنه بالنسبة للمرأة الألمانية: «لا بد أن يتركز عالمها حول زوجها وعائلتها وأطفالها وبيتها». وعزز هتلر الإيمان بهذه السياسة بمنحه صليب الشرف الخاص بتكريم الأم الألمانية (بالإنجليزية:Cross of Honor of the German Mother) لكل امرأة تلد أربعة من الأطفال أو أكثر. وفعليًا، تراجع معدل البطالة عن طريق عاملين أساسيين وهما: إنتاج الأسلحة وعودة النساء للمكوث في منازلهن حتى تتحن الفرصة للرجال للحصول على الوظائف التي كن يشغلنها. لذلك، كان الإدعاء الذي ساد في هذه الفترة بأن الاقتصاد الألماني استطاع أن يصل تقريبًا إلىالعمالة الكاملة يرجع جزئيًا - وذلك على أقل تقدير - إلى الدعاية البارعة التي تم استخدامها في هذا العهد. وحصل هتلر على معظم التمويل الذي استخدمه في إعادة بناء البلاد وإعادة التسلح من سياسة التلاعب بالعملة للتأثير على الأسعار في الأسواق التجارية التي قام بهاهيلمار شاخت؛ وهو رئيسالبنك المركزي الألماني في هذا العهد والمسؤول عن العملة. وتضمنت سياسة التلاعب إصدار سندات مشكوك في أمرها ومنها تلك التي كانت تعرف باسم "Mefo bills"، وهي سندات إضافة قامت حكومة النازي بإصدارها - بدءًا من عام1934 وما بعده - تحت غطاء شركة "Metallurgische Forschung" وعرف اسمها اختصارًا باسم "MEFO".

احتفالية نوريمبرج عام 1934

كذلك، أشرف هتلر على واحدة من أكبر حملات تطوير البنية التحتية في التاريخ الألماني. واشتمل هذا التطوير على إنشاء العديد من السدود، والطرق السريعة التي تسير عليها المركبات، وطرق السكك الحديدية إلى جانب عدد آخر من الإنشاءات المدنية. وأكدت سياسات هتلر على أهمية الحياة الأسرية؛ وهي الحياة التي يسعى فيها الرجل وراء كسب لقمة العيش بينما تكون الأولوية في حياة المرأة لتربية الأطفال والعناية بشؤون المنزل. وجاء هذا الانتعاش في مجالي الصناعة والبنية التحتية على حساب المستوى العام للمعيشة؛ على الأقل بالنسبة لمن لم يتأثروا بحالة البطالة المزمنة التي كانت تسيطر على البلاد أثناء عهدجمهورية فايمار السابقة (التي تم إعلانها عام 1919 في مدينة فايمر الألمانية)، وذلك لأن الأجور قد تم تخفيضها قليلًا في السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية على الرغم من ارتفاع نفقات المعيشة بنسبة خمسة وعشرين بالمائة.[54] وبالرغم من ذلك، فقد شعر العمال والفلاحون - وهي الفئات التي كانت تعطي أصواتها لصالححزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني - بطفرة في مستوى المعيشة الخاص بهم.

ووجهت حكومة هتلر رعايتها لفن العمارة على نطاق واسع، واشتهرألبرت سبير بأنه المعماري الأول في حكومةالرايخ، ولا يفوق الشهرة التي اكتسبها سبير كمعماري قام بتنفيذ رؤية هتلر الكلاسيكية التي أعاد بها تفسير الحضارة الألمانية إلا دوره الفعال الذي قام به كوزير للتسلح والذخيرة في السنوات الأخيرةللحرب العالمية الثانية. وفي عام1936، قامت برلين باستضافةدورة الألعاب الأوليمبية الصيفية التي افتتحها هتلر بنفسهوتم وضع ألحانها بحيث تظهر تفوق الجنس الآري على كل الأجناس البشرية الأخرى، الأمر الذي جعل هذه الدورة تحقق نتائج مشوشة.

وبالرغم من أن هتلر كان قد خطط لإنشاء شبكة متكاملة منالسكك الحديدية العريضة (بالألمانية:Breitspurbahn) فإن نشوب الحرب العالمية الثانية قد أدى إلى التراجع عن إتمام هذا المشروع العملاق. فلو كانت هذه الشبكة العريضة والمتكاملة من خطوط السكك الحديدية قد تم إنشاؤها بالفعل لكان عرضها سيصل إلى ثلاثة أمتار، وكانت بذلك ستفوق في اتساعها شبكة السكك الحديدية القديمة التي أنشأتها شركة Great Western Railway في المملكة المتحدة.

أسهم هتلر بشكل بسيط في تصميم السيارة التي تم إطلاق اسمفولكسفاجن بيتل عليها بعد ذلك. وقد عهد هتلر بمهمة تصميم السيارة وصناعتها إلىفرديناند بورش.[55] وقد تم إرجاء إنتاج هذه السيارة أيضًا بسبب نشوب الحرب.

اعتبر هتلر أناسبرطة هي أولى الدول التي طبقت مبادئ الاشتراكية القومية، وامتدح السياسة التي انتهجتها مبكرًا من أجلتحسين النسل، والطريقة التي عاملت بها النسل المشوه من الأطفال.[56]

ويعتبر الخلاف حول مسألة «التحديث» الذي تبناه هتلر من أهم الموضوعات التي يثور حولها الجدال عند مناقشة السياسات الاقتصادية التي انتهجها هتلر. ويعتقد بعض المؤرخين مثل:دافيد شونباوموهنري اشبي تيرنر أن السياسات الاجتماعية والاقتصادية التي تبناها هتلر كانت نوعًا من أنواع التحديث يراد به السعي وراء أهداف ضد الحداثة.[57] وأكدت مجموعة أخرى من المؤرخين - خاصةًراينر تسيتلمان - على أن هتلر قد تعمد انتهاج سياسة تسعى وراء التحديث الثوري للمجتمع الألماني.[58]

إعادة التسلح والتحالفات الجديدة

المقالات الرئيسة:قوات دول المحورواتفاقية المحوروإعادة التسلح النازيواستعدادات ألمانيا النازية للحرب العالمية الثانية
أدولف هتلر وبينيتو موسوليني أثناء الزيارة التي قام بها هتلر لفينسيا في الفترة ما بين الرابع عشر والسادس عشر من يونيو في عام 1934.

خرجت ألمانيا منالحرب العالمية الأولى بهزيمة مذلة مما أجبرها على التوقيع علىمعاهدة فرساي والتي حملت ألمانيا مسؤولية الحرب وأرغمت على دفعتعويضات للمتضررين، مما أثقل كاهل الاقتصاد والشعب الألماني بالكثير من الأعباء المالية وولد شعور بالذلة والمهانة بين أفراد الشعب والرغبة في استرداد الكرامة الضائعة للوطن.

سياسيا، نتج عن الهزيمة سقوط الرايخ الثاني وتأسيسجمهورية فايمار، التي بدأت برنامجًا سريًالإعادة التسلح خارقة بذلك بنود معاهدة فرساي. بقي البرنامج محدود النشاط لفترة إلى أن اعتلى أدولف هتلر قمة هرم السلطة في عام 1933، وحينئذ أعطي البرنامج أولوية أولى، مما تطلب تقوية بعض العلاقات الاقتصادية مع بعض الدول الغنية بالمواد الخام التي تحتاجها الصناعات العسكريةكالصين.

كما شهدت فترة حكم النازي التي سبقتالحرب العالمية الثانية، الكثير من مشاهد التحول في السياسات الخارجيةلألمانيا، على سبيل المثال:

الحرب العالمية الثانية

المقالة الرئيسة:الحرب العالمية الثانية

انتصارات دبلوماسية مبكرة

التحالف مع اليابان

في فبراير 1938، أنهى هتلر أخيرًا الأزمة التي أصابت السياسة الألمانية فيما يتعلق بالشرق الأقصى؛ والتي تتعلق بالاختيار بين الاستمرار فيالتحالف الصيني الألماني غير الرسمي والذي يرجع إلى عام1911 أو الدخول في تحالف جديد معاليابان. وفضل الجيش تماما في هذا الوقت استمرار ألمانيا في تحالفها مع الصين. وكان كل من وزير الخارجية،كونستنين فون نيورات، ووزير الحرب،فيرنر فون بلومبرج. الذين كان يطلق عليهما اسم «اللوبي الصيني» يؤيدانالصين، وحاولا توجيه السياسة الخارجية لألمانيا بعيدا عن الدخول في أي حروب فيأوروبا. ولكن، قام هتلر بصرف الوزيرين من الخدمة في بدايات عام 1938. وبناءً على نصيحة وزير الخارجية الجديد الذي عينه هتلرجواشيم فون ريبنتروب، المؤيد لليابان بقوة، اختار هتلر إنهاء التحالف مع الصين في سبيل الفوز بتحالف مع اليابان الأكثر قوة وتحضرا. وفي إحدى خطبه أمام «الرايخستاج»، تحدث هتلر عن اعتراف ألمانيا بولايةمانشوكو؛ وكانت ولاية فيمنشوريا احتلتها اليابان وأصبح لها السيادة الاسمية عليها. وتخلى عن المطامع الألمانية في مستعمراتها السابقة فيالمحيط الهادي.[59] وأمر هتلر بوقف إرسال شحنات الأسلحة إلىالصين إلى جانب استدعاء جميع الضباط الألمان المنضمين للجيش الصيني. وانتقامًا من ألمانيا لإنهاء دعمها للصين في حربها ضد اليابان، قام القائد العام الصينيشيانج كاي شيك، بإلغاء الاتفاقيات الاقتصادية بينالصينوألمانيا. وكان نتيجة ذلك أن حرمت ألمانيا من المواد الخام، مثلالتنجستين الذي كانت تزودها به الصين في السابق. وأدى إنهاء التحالف الصيني الألماني إلى زيادة مشكلات ألمانيا المتعلقة بإعادة التسلح؛ حيث أن ألمانيا أصبحت الآن مضطرة إلى اللجوء إلى احتياطي العملة الأجنبية المحدود لشراء المواد الخام من السوق المفتوحة.

النمسا وتشيكوسلوفاكيا

فيمارس من عام1938، ضغط هتلر علىالنمسا من أجل ضمهالألمانيا؛ (وأطلق على عملية الاندماج مع النمسا اسمآنشلوس) وتم ذلك فعليًا في14 مارس من العام نفسه حيث دخل هتلرفيينا منتصرًا.[60][61] بعد ضم النمسا طالب هتلربإقليم السوديت التابع لتشيكوسلوفاكيا والذي تقطنه أغلبية ألمانية.[62]

والتقى السفير البريطانينيفيل هندرسون بهتلر في3 مارس1938 نائبا عن حكومته ليتقدم باقتراح لإقامة اتحاد دولي يهدف إلى السيطرة على معظمالقارة الإفريقية (على أن يكونلألمانيا دور قيادي في هذا الأمر) في مقابل الحصول على وعد من ألمانيا بعدم اللجوء إلى الحرب لتغيير الحدود.[63] إلا أن هتلر رفض عرضبريطانيا؛ حيث أنه كان مهتمًا بالتوسع فيأوروبا الشرقية أكثر من اهتمامه بالدخول في اتحادات دولية. وبرر هتلر هذا الرفض برغبته في عودة المستعمرات الألمانية في إفريقيا إلى حكم ألمانيا النازية، لا أن يدخل في اتحاد دولي يحكموسط أفريقيا. فضلًا عن ذلك، اعتبر هتلر أنه من الإهانة البالغة من قبلبريطانيا أن تملي شروطًا على ألمانيا تتعلق بكيفية إدارة شؤونها في أوروبا في مقابل الحصول على منطقة فيأفريقيا.[64] وأنهى هتلر حديثه معهندرسون قائلًا إنه على استعداد للانتظار عشرين عامًا قادمة لاستعادة المستعمرات الألمانية في إفريقيا على أن يقبل شروط بريطانيا الخاصة لتجنب الحرب.[65]

علاوةً على ذلك، عقد هتلر يومي28 مارسو29 مارس عام1938 سلسلة من الاجتماعات السرية فيبرلين معكونراد هنلاين؛ قائدحزب الجبهة الداخلية (بالألمانية:Heimfront) وهو أكبر الأحزاب العرقية الألمانية فيالسوديت. وفي أثناء هذه الاجتماعات، تم الاتفاق على أن يقدمهنلاين ذريعة تغزو بهاألمانياتشيكوسلوفاكيا وهي مطالبة الألمان في منطقة سوديتنلاند حكومةبراغ بحقهم في الحصول على الحكم الذاتي؛ وهو مطلب من غير المحتمل أن تقره الحكومة هناك. وفيأبريل من عام1938، أخبر هنلاين وزير خارجيةالمجر أنه «مهما كانت عروض الحكومة التشيكية سخية، فإنه سيستمر في زيادة المطالب، لإفساد أية وسيلة للتفاهم لأن ذلك هو السبيل الوحيد لتدميرتشيكوسلوفاكيا سريعًا».[66] وبشكل غير معلن، لم تكن قضية منطقةسوديتنلاند ذات أهمية كبيرة بالنسبة لهتلر، بل إن نواياه الحقيقية كانت استغلال هذه القضية كوسيلة يبرر بها داخل البلاد وخارجها شن الحرب علىتشيكوسلوفاكيا وتدميرها بدافع حق أهل هذه المنطقة في تقرير مصيرهم ورفض حكومةبراغ تلبية مطالب هنلاين.[67] وخطط هتلر لضرورة وجود تعزيزات عسكرية ضخمة على الحدود التشيكية، ولشن هجمات دعائية ضارية تتحدث عن الاضطهاد الذي يلقاه الألمان في هذه المنطقة. وأخيرًا، لإلقاء الضوء على مجموعة من الحوادث بين نشطاءالجبهة الداخلية والسلطات التشيكية بغرض تبرير الغزو الذي سيجتاح تشيكوسلوفاكيا سريعًا في حملة تستغرق أيامًا قلائل قبل أن تتمكن القوى الأخرى من التدخل. وبما أن هتلر كان يرغب في جني أكبر قدر من الثمار وإكمال ما أطلق عليه اسم «الحائط الغربي» لحماية منطقةراينلاند، فقد اختار أن يتم الغزو في آخرسبتمبر أو في بدايات شهرأكتوبر من عام1938.

أما في أبريل من عام 1938، فقد أمر هتلر القيادة العليا للقوات المسلحة بالتحضير لخطة الاستيلاء على تشيكوسلوفاكيا والتي أطلق عليها اسمالخطة الاستراتيجية لغزو تشيكوسلوفاكيا (بالألمانية:Fall Grün).[68] وكانتأزمة مايو التي استمرت في الفترة ما بينالتاسع عشروالثاني والعشرين من مايو في عام1938 من العوامل التي أدت إلى زيادة التوتر فيأوروبا. وكانتأزمة مايو التي حدثت في عام1938 عبارة عنإنذار كاذب أطلقته الشائعات المنذرة بتعرضتشيكوسلوفاكياللغزو في نهاية الأسبوع الذي ستجرى فيه الانتخابات المحلية في البلاد وكذلك التقارير الخاطئة التي تحدثت عن تحركات خطيرة للجيوش الألمانية على طول الحدود التشيكية قبل إجراء الانتخابات مباشرة. ومن العوامل الأخرى التي أكدت على ذلك قتل الشرطة التشيكية لاثنين من الألمان العرقيين وتلميحاتريبنتروب التي تحمل معنى العنفلهندرسون عندما سأله الأخير عن مدى صحة الأخبار القائلة بوقوع غزو في نهاية الأسبوع. وقد أدى هذا الأمر إلى قيامتشيكوسلوفاكيا بالتعبئة الجزئية وإطلاقلندن تحذيرات صارمة منالغزو الألماني لتشيكوسلوفاكيا في نهاية الأسبوع، وذلك قبل أن تدرك عدم صحة هذه الشائعات وأنه لا وجود لأي غزو ألماني في نهاية هذا الأسبوع.[69] وعلى الرغم من عدم التخطيط لأي غزو فيمايو من عام1938، فإن البعض فيلندن كانوا يعتقدون بأنبرلين تفكر في هذا الأمر حتمًا مما أدى إلى صدور إنذارين في يوميالحادي والعشرينوالثاني والعشرين من شهر مارس مفادهما أنالمملكة المتحدة على استعداد للدخول في حرب إلى جانبألمانيا في حالة خوضفرنسا حربًا ضدألمانيا.[70] ومن جانبه، استخدم هتلر كلمات أحد معاونيه من الضباط وعبر عن شعوره «بالغضب» العارم بسبب اضطراره للتراجع بعد عملية التعبئة التي قامت بهاتشيكوسلوفاكيا وبعد تحذيرات كل منلندنوباريس على الرغم من أنه لم يخطط للغزو في نهاية هذا الأسبوع.[71] وبالرغم من أن مسودة خطة الغزو كانت قد وضعت بالفعل فيأبريل من عام1938 لغزوتشيكوسلوفاكيا في المستقبل القريب، فإنأزمة مايو وفكرة الهزيمة الدبلوماسية قد زادتا من قناعة هتلر بصحة المسار الذي اختاره. ويبدو أنأزمة مايو قد أقنعت هتلر بصعوبة التوسع «دون مساندة بريطانيا»، وأن التوسع «ضد بريطانيا» كان النهج الوحيد القابل للتطبيق في ذلك الوقت.[72] ومن النتائج المباشرة التي ترتبت علىأزمة مايو أن هتلر قد أصدر أوامره بإسراع الخطى في صناعة البناء البحرية بصورة تفوق المنصوص عليه فيالمعاهدة البحرية بين بريطانيا وألمانيا. وجاء لأول مرة في المذكرة المعروفة باسم "Heye memorandum" - والتي صدرت بناءً على أوامر من هتلر - أن الأسطول الملكي البريطاني هو العدو الرئيسي للقوات البحرية الألمانية.[73]

فضلًا عن ذلك، أعلن هتلر في المؤتمر الذي أقيم في28 مايو في1938 أن قراره الخاص "بسحق تشيكوسلوفاكيا" بحلولالأول من أكتوبر من نفس العام "غير قابل للتغيير". وكان تبريره لهذا الأمر هو أن هذه الطريقة هي التي سيؤمن بها الجناح الشرقي في الجيش "حتى يتمكن من الزحف نحو الغرب فيإنجلتراوفرنسا".[74] وفي المؤتمر نفسه، أعرب هتلر عن اعتقاده الراسخ في أنبريطانيا لن تخاطر بشن حرب إلا بعد الانتهاء من عملية إعادة التسلح التي يعتقد هتلر أنها ستتم بين عامي1941و1942. كما ينبغي على ألمانيا أن تتخلص منفرنسا وحلفائها في أوروبا في الفترة ما بين الأعوام1938و1941، وهي الفترة التي ستكون فيهاعملية إعادة التسلح الألمانية لا تزال قيد التنفيذ. وأدى إصرار هتلر الشديد على تنفيذ خطة "Fall Grün" في عام1938 إلى إثارة أزمة خطيرة داخل الهيكل القيادي في ألمانيا.[75] فقد احتج رئيس أركان الحرب، الجنراللودفيج بيك، في سلسلة مطولة من المذكرات قام بتقديمها على أن خطة "Fall Grün التي ستتسبب في إشعال حرب عالمية تخسرها ألمانيا. كما حث هتلر على التخلي عن فكرة الحرب التي يخطط لها. أما هتلر فقد رأى أن آراءبيك المضادة للحرب ما هي إلا "حسابات طفولية "kindische Kräfteberechnugen".[76]

و بدايةً من شهرأغسطس في عام1938 وصلت أخبار إلىلندن تفيد بأنألمانيا بدأت في تحريك جنود الاحتياط. كما تسربت بعض الأخبار من قبل عناصر تعارض الحرب في الجيش الألماني بأن الحرب ستشتعل في وقت ما في شهرسبتمبر.[77] وفي النهاية، ونتيجة لضغوط دبلوماسية شديدة منفرنساوبريطانيا على وجه الخصوص، كشف الرئيس التشيكيإدفارد بينيس، يومالخامس من سبتمبر في عام1938 عما أطلق عليه اسم «الخطة الرابعة» لإعادة التنظيم الدستوري لدولته والذي يلبي فيها معظم مطالب الألمان في إقليمسوديتنلاند والتي تتعلق بالحكم الذاتي والتي تقدم بها هنلاين في خطابه الذي ألقاه في منطقةكارلسباد (بالألمانية:Karlsbad) في شهرأبريل من عام1938. كما صرح الرئيس التشيكي بأنه سيبطل كل الذرائع حتى لا يعطي الألمان الفرصة لغزو دولته.[78] وسرعان ما جاءت استجابةحزب الجبهة الداخلية بزعامةهنلاين لهذا لعرض «الخطة الرابعة» بإثارة سلسلة من الاشتباكات العنيفة مع الشرطة التشيكية والتي وصلت إلى ذروتها في منتصف سبتمبر مما أدى إلى إعلانالأحكام العرفية في مناطق معينة فيسوديتنلاند وكرد فعل لهذا الموقف الحرج، فكر رئيس الوزراء البريطانينيفيل تشامبرلين، في اللجوء للخطة التي تم إطلاق اسمPlan Z عليها، والتي تقضي بسفره إلى ألمانيا والالتقاء بهتلر للتوصل إلى اتفاقية تعمل على إنهاء الأزمة. وفيالثالث عشر من سبتمبر في عام1938، تقدم تشامبرلين بعرض للسفر إلىألمانيا لبحث حل لهذه الأزمة. وهكذا، قرر رئيس الوزراء تنفيذ «خطة ز» ردًا على المعلومات الخاطئة التي أصدرتها المعارضة الألمانية والتي تنذر بأن الغزو الألماني من المتوقع حدوثه في أي وقت بعد يومالثامن عشر من سبتمبر من العام نفسه.[79] وبالرغم من عدم رضا هتلر عن عرض تشامبرلين، فإنه قد وافق على مقابلة رئيس الوزراء لأن رفضه لهذا العرض سيكذب مزاعمه التي دأب على تكرارها عن كونه رجل سلام لا يدفعه إلى الحرب سوى عناد الرئيس التشيكيبينيس.[80] وفي أثناء القمة التي عقدت في منطقةبيرشتيسجادين (بالألمانية:Berchtesgaden)، وعدتشامبرلين بالضغط علىبينيس ليوافق على مطالب هتلر المعلنة بخصوص تحويل تبعية منطقةستودينتلاند إلى ألمانيا في مقابل الوعد الذي أبرمه هتلر على مضض بتأجيل اتخاذ أي رد فعل عسكري حتى يتيح الفرصة أمام تشامبرلين ليفي بوعده.[81] وما كان هتلر ليوافق على هذا التأجيل إلا لتأكده من فشل تشامبرلين في الحصول على موافقة حكومة براج بتحويل تبعيةستودينتلاند. ولذلك، أصابه إحباط شديد عندما نجحت الضغوط البريطانية والفرنسية في مساعيها وجعلت حكومةبراج تجيبه إلى طلبه.[82] ولقد زاد من صعوبة المحادثات التي تمت فيسبتمبر من عام1938 بين هتلر وتشامبرلين اختلاف المفاهيم المتأصلة لدى كل منهما فيما يتعلق بالشكل الذي يجب أن تتخذه الخريطة الأوروبية. فقد كان هتلر يهدف إلى التذرع بمشكلة سوديتنلاند لإشعال الحرب، بينما كان تشامبرلين يناضل في سبيل إيجاد حل سلمي للمشكلة.[83]

عندما عادتشامبرلين إلى ألمانيا فيالثاني والعشرين من سبتمبر من العام نفسه لعرض خطة السلام المتمثلة في نقل تبعية سوديتنلاند إلى ألمانيا في قمة يتم عقدها مع هتلر بمنطقةباد جوديسبيرغ (بالألمانية:Bad Godesberg)، فوجئ الوفد البريطاني المفوض للتفاوض برفض هتلر تنفيذ الشروط التي وضعها بنفسه فيبيرشتيسجادين.[81] وفي سبيل القضاء على جهود السلام المبذولة من قبل تشامبرلين إلى الأبد، طالب هتلرتشيكوسلوفاكيا بالتخلي تمامًا عن سوديتنلاند في موعد أقصاهالثامن والعشرين من سبتمبر في عام1938 ودون إجراء مفاوضات بينبراجوبرلين ودون تفويض دولي لمراقبة عملية نقل التبعية. إلى جانب ذلك، طالب هتلر بعدم إجراء أي استفتاءات عامة في المناطق التي سيتم نقل تبعيتها إلىألمانيا قبل الانتهاء من هذه العملية. وأضاف هتلر أنألمانيا لن تتخلى عن خيار الحرب إلا بعد أن تتوصلتشيكوسلوفاكيا إلى حلول لادعاءاتبولنداوالمجر ضدها.[84] ولقد ظهر مدى تباين الآراء بين كل من هتلروتشامبرلين جليًا عندما تعرف الأخير على مطالب الأول الجديدة واحتج على لهجة الإنذار التي اتسمت بها هذه المطالب مما دفع هتلر إلى أن يرد بحجة معاكسة مفادها إنه نظرًا لأن الوثيقة المدون بها مطالبه معنونة باسم «مذكرة»، فهذا يعني أنها ليست إنذارًا.[85]

وفيالخامس والعشرين من سبتمبر في عام1938، قامتبريطانيا برفض إنذارباد جوديسبيرغ وبدأت في الاستعداد للحرب.[81][86] وللتأكيد على هذه النقطة، زار سيرهوريس ويلسون - المستشار الصناعي الأول في الحكومة البريطانية - والمساعد المقربلتشامبرلين هتلر كرسول ليخبره أنه في حالة هجومألمانيا علىتشيكوسلوفاكيا، فإنفرنسا ستنفذ التزاماتها الخاصة بالتحالف بينتشيكوسلوفاكياوفرنسا والتي تم إبرامها في عام1924. ومن ثم «ستجدإنجلترا نفسها ملزمة بعرض المساعدة علىفرنسا».[87] وخلال يومي27و28 سبتمبر وإصرارًا منه على شن الهجوم المقرر فيالأول من أكتوبر 1938، أعاد هتلر التفكير فيما انتوى أن يقوم به ووافق على اقتراح قدمهموسوليني وتوسط لقبوله خاص بعقد مؤتمر فيميونيخ يحضره كل منتشابرلينوموسوليني ورئيس الوزراء الفرنسيإدوار دلادييه لبحث الوضع فيتشيكوسلوفاكيا.[87] أما الأسباب التي دعت هتلر إلى تغيير موقفه، فليست واضحة. ولكن يبدو أن هذه الأسباب تكمن في اتحاد التحذيرات البريطانية والفرنسية على نفس الفكرة خاصةً بعد تحرك الأسطول البريطاني بالفعل مما جعل هتلر يرى أخيرًا النتائج التي ستؤول إليها خطةFall Grün. كذلك ظهوره بمظهر المعتدي نتيجة لطبيعة التصريحات لتي يمكن أن تكون ذريعة لنشوب الحرب والتي أعلنها عن التوقيت الذي يطالب فيه بتحويل تبعيةستودينتلاند، إلى جانب آراء مستشاريه الألمان بعدم استعدادألمانيا للدخول في حرب عالمية من الناحيتين العسكرية والاقتصادية. أيضًا، كانت هناك تلك التحذيرات التي تلقاها من بعض الدول التي كان ينظر إليها على أنها دول حليفة له وتتضمنإيطالياواليابانوبولنداوالمجر والتي جاء فيها أنها لن تحارب بالنيابة عن ألمانيا. أخيرًا، كانت هناك إشارات تامة الوضوح إلى أن غالبية الشعب الألماني غير راضِ عن فكرة الحرب عمومًا.[87][88][89] بالإضافة إلى ذلك، كانت ألمانيا تعاني من نقص الإمدادات الكافية من الزيت وغيره من المواد الخام الأساسية (لأن المصانع التي كان من المقرر أن تنتج النفط الصناعي لاستخدامه في المجهود الحربي الألماني كانت لم تعمل بعد)، وكان الاعتماد لدرجة كبيرة على الوارادات منالخارجMurray 1984، صفحات 256–260. كما أعلنتالقوات البحرية الألمانية أنه في حالة الدخول في حرب معبريطانيا فإنها لن تستطيع اختراق الحصار البريطاني. ولأن ألمانيا لم يكن لديها تقريبًا أي مخزون احتياطي منالزيت، فإن هذا السبب يكفي وحده لخسارتها الحرب. كما أخبرت وزارة الاقتصاد هتلر أن ألمانيا لا تمتلك سوى 2.6 مليون طن منالزيت في الوقت الحالي وأن الدخول في حرب ضدبريطانياوفرنسا يستلزم ما لا يقل عن 7.6 مليون طن منالزيت. ومنذالثامن عشر من سبتمبر في عام 1938، رفضتبريطانيا إمداد الرايخ بالمعادن، وفيالرابع والعشرين من سبتمبر منعت قياةالبحرية الملكية البريطانية السفن البريطانية من الإبحار إلى ألمانيا. وقامت بريطانيا باحتجاز ناقلة البترولInvershannon التي تحمل 8600 طن من البترول إلى مدينةهامبورغ بألمانيا مما أدى إلى حدوث تأثيرات سلبية اقتصادية مباشرة على ألمانيا.[90] ومع الأخذ في الاعتبار أن ألمانيا كانت تعتمد على استيراد النفط (حيث أن 80% من النفط في ألمانيا خلال فترة الثلاثينات من القرن العشرين كان يأتي إليها من قارات العالم الجديد) بالإضافة إلى أن احتمالية دخول ألمانيا في حرب مع بريطانيا كانت ستضعها في حصار يقطع عنها إمدادات النفط التي تحتاجها، يرى المؤرخون أن قرار هتلر بإيجاد حل سلمي وإلغاء خطةFall Grün يرجع إلى مخاوف هتلر حيال مشكلة النفط.

هتلرولتشامبرلينودلادييهوموسوليني في مؤتمر ميونيخ الذي أقيم في الثلانين من سبتمبر من عام 1938.

وفي المؤتمر الذي استغرق يومًا واحدًا وتم عقده فيميونيخ وحضره كل من هتلرولتشامبرلينودالادييهوموسوليني، تم توقيعمعاهدة ميونيخ التي استجابت لطلبات هتلر الظاهرية ونقلت تبعية المناطق الموجودة فيستودينتلاند إلى ألمانيا.[91] وبما أنلندنوباريس كانتا قد وافقتا بالفعل على فكرة نقل تبعية المنطقة المتنازع عليها في منتصف شهرسبتمبر، فإن المؤتمر قد تناول في يوم واحد المحادثات الخاصة بالمسائل الفنية المتعلقة بكيفية تنفيذ عملية نقل التبعية. كما ناقش المؤتمر التنازلات البسيطة التي سيقوم بها هتلر والتي تتمثل في أن تتم عملية نقل التبعية في غضون عشرة أيام في شهرأكتوبر بتفويض دولي يراقب عملية نقل التبعية، وستنتظر ألمانيا حتى يتم تسوية الإدعاءاتالمجريةوالبولندية.[92] وفي ختام المؤتمر، وقع هتلر معاهدة صداقة ألمانية بريطانية علق عليها تشامبرلين آمالًا كبيرة بينما لم تكن لهذه المعاهدة لدى هتلر أدنى أهمية.[93] وعلى الرغم من أن تشامبرلين كان راضيًا عنمؤتمر ميونيخ؛ الأمر الذي أدى إلى إدعائه الزائف بأن هذا المؤتمر قد ضمن «تحقيق السلام في الوقت الراهن»، فإن هتلر كان من داخله يشعر بالغضب الشديد لاضطراره «التخلي» عن الحرب التي كان يصبو إلى شنها في عام1938.[94][95] وكنتيجة للقمة التي تم عقدها، فاز هتلر في استفتاء مجلةتايم بلقبرجل العام وذلك في عام1938.[96]

هتلر في حي الالمان فيستودينتلاندأكتوبر عام1938

وقد رحب رئيس الوزراء البريطانينيفيل تشامبرلين، بهذه المعاهدة باعتبارها «مبادرة للسلام في الوقت الراهن»، ولكن أثناء مساعيهم لاستمالة هتلر وكسب رضائه، تركت كل منفرنساوبريطانياتشيكوسلوفاكيا تحت رحمة هتلر.[91] وبالرغم من أن هتلر كان قد أعلن على الملأ عن سعادته الغامرة إثر تحقيق مطالبه الظاهرية، فإنه كان قد عقد عزمه سرًا على الدخول في حرب في المرة القادمة التي يتاح له فيها ذلك حتى يتأكد من أن مطالب ألمانيا المستقبلية قد تم الحصول عليها.[97] ورأى هتلر من وجهة نظره أن مبادرة السلام التي توسطت فيهابريطانيا كانت بمثابة هزيمة دبلوماسية لألمانيا بالرغم من أنها تخدم بشدة مطالب ألمانيا الظاهرية؛ وذلك لأنها أثبتت أن أحلامه للتوسع في الشرق لن تتحقق إلا بالقضاء على قوة بريطانيا.[98] وفي أعقابمعاهدة ميونيخ، شعر هتلر أنه نظرًا لأنبريطانيا لن تتحالف معألمانيا أو تلتزم الحياد مما يسمح لألمانيا بتحقيق طموحاتها فيالقارة الأوروبية، فقد أصبحت تُشكل تهديدًا رئيسيًا لألمانيا. وهكذا، حلتبريطانيا محلالاتحاد السوفيتي في ذهنه باعتبارها العدو الرئيسيللرايخ من وجهة نظر هتلر؛ الأمر الذي يستلزم إعادة توجيه السياسات الألمانية.[72][99][100][101] وفي خطبة له فيالتاسع من أكتوبر عام1938 في مدينةساربروكين (بالألمانية:Saarbrücken)، أعرب هتلر عن خيبة أمله تجاهمعاهدة ميونيخ عندما هاجم شخصيات اعتبرهم من المحافظين الذين لا يسعون أبدًا إلى تهدأة الأوضاع وهموينستون تشيرشلوألفريد داف كوبروانتوني إيدن والذين وصفهم بأنهم زمرة من مثيري الحرب المعادين لألمانيا والذين سيهاجمون ألمانيا في أول فرصة تسنح لهم. وعبر عن اعتقاده أن هؤلاء الأشخاص من الممكن أن يتقلدوا زمام الأمور فيبريطانيا في أية لحظة.[99] وفي نفس الخطاب، أعلن هتلر:«نحن الألمان لن نتحمل بعد اليوم هذا التدخل الذي يفرض سلطته علينا. يجب على بريطانيا أن تلتفت لشؤونها هي فقط وتهتم بحل مشكلاتها هي فقط»[102] وفينوفمبر من عام1938، أمر هتلر بإطلاق حملة دعائية كبرى ضد بريطانيا تم فيها استخدام عبارات التجريح التي تستنكر «سياسة النفاق» التي تنتهجها بريطانيا للحفاظ على إمبراطوريتها في جميع أنحاء العالم بينما تسعى لمنع الألمان من تكوين إمبراطوريتهم الخاصة.[103] وتم تخصيص جزء من هذه الحملة الدعائية لانتقاد انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها بريطانيا في تعاملها مع انتفاضة العرب في كل منفلسطين الواقعة تحت الانتداب البريطاني وفيالهند، وكذلك سياسة النفاق التي انتهجتها بريطانيا في انتقادها لحادثةليلة الزجاج المحطم (بالألمانية:Kristallnacht)؛ التي وقعت فينوفمبر من عام1938.[104] ويشير هذا إلى تحول هائل عن الأفكار التي سادت خلال السنوات الأولى من عهدالرايخ الثالث عندما كانت وسائل الإعلام الألمانية تقدم الإمبراطورية البريطانية في صورة رائعة ومميزة. وفينوفمبر من عام1938، صدر أمر لوزير الخارجية جواشيم فون ريبنتروب بتحويل اتفاقية مكافحة الشيوعية إلى تحالف عسكري مفتوح مناهض لبريطانيا يكون مقدمة لإعلان الحرب على كل منبريطانياوفرنسا.[105] وفيالسابع والعشرين من يناير في عام1939، وافق هتلر على تنفيذ الخطة التي عرفت باسم «الخطة زي»، وهو برنامج للتوسع البحري يستمر لمدة خمس سنوات ويدعو إلى تأسيس قوات بحرية ألمانية بحلول عام1944 تضم عشرة بوارج وأربع حاملات للطائرات وثلاثة طرادات مقاتلة وأربعة وأربعين طرادة خفيفة وثمان طرادات ثقيلة وثمانية وستين مدمرة ومائتين وتسعة وأربعين غواصة ألمانية وذلك بهدف سحقالبحرية الملكية البريطانية.[106] ويمكن أن نلمس أهمية هذه الخطة من خلال الأوامر التي أصدرها هتلر والتي تقضي برفعالقوات البحرية الألمانية من المرتبة الثالثة إلى المرتبة الأولي من حيث الأحقية في الحصول على المواد الخام والأموال والعمالة الماهرة.[107] وفي ربيع عام1939، أصدر هتلر أوامره إلىسلاح الجو الألماني بالبدء في بناء قوة إستراتيجية من قاذفات القنابل يكون هدفها هدم المدن البريطانية هدمًا تامًا.[99] واستدعت خطط هتلر لحربه ضدبريطانيا وجود سلاح هجومي مشترك بينالقوات البحرية الألمانيةوسلاح الجو الألماني يقوم بتوجيه «ضربات إبادة سريعة» على المدن وسفن الشحن البريطانية لأنه من المتوقع «أن تستسلمبريطانيا وتعلن الخضوع في اللحظة التي يتم فيها قطع الإمدادات عنها». وتوقع هتلر أن تفوق تجربة الحياة في إحدى الجزر البريطانية تحت وطأة الحصار والمجاعة ونيران القذف قدرة الشعب البريطاني على الاحتمال.[99]

نوافذ محلات يهودية بعد حادثةليلة الزجاج المحطم

وفينوفمبر من عام1938، ذكر هتلر في أحد خطاباته السرية التي ألقاها أمام مجموعة من الصحفيين الألمان أنه كان مكرهًا على الحديث عن السلام باعتباره الهدف الذي يسعى إليه من أجل أن يتمكن من الوصول إلى مستوىإعادة التسلح «الذي كان يعتبر مطلبًا ضروريًا، بالنسبة للمرحلة القادمة». وفي نفس الخطاب، أعرب هتلر عن تذمره نظرًا لأن الدعاية الخاصة بالسلام التي أطلقها في الخمس سنوات السابقة قد حققت نجاحًا كبيرًا، وإنه قد حان الوقت الآن لكي يخرج على الشعب الألماني بفكرة الترويج للحرب.[108] وأوضح هتلر أن «التجربة العملية قد برهنت على أن الدعاية التي روجت للسلام في العقد السابق كانت فكرة محفوفة بالمخاطر لأنها من السهل جدًا أن تقنع الشعب بأن الحكومة الحالية تلتزم بقرارها وبنواياها للحفاظ على السلام تحت كل الظروف». وعوضًا عن ذلك، دعا هتلر إلى وجود نوع جديد من الصحافة «تقع على عاتقه مسؤولية تقديم وقائع معينة في السياسة الخارجية بأسلوب يجعل صوت الشعب نفسه يعلو بالهتاف بضرورة البدء في استخدام القوة».[109] وفي وقت لاحق مننوفمبر في عام1938، أعرب هتلر عن خيبة الأمل التي كان يشعر بها من تلك النصائح الحريصة التي كان يتلقاها من بعض الجهات.[110][111] وأطلق هتلر على كل من الخبير الاقتصاديكارل فريدريش جويردلر والجنراللودفيج بيك ودكتورهيلمار شاخت والدبلوماسيأولريش فون هاسل ورجل الاقتصادردولف برينكمان اسم «دوائر التفكير الحريص أكثر من اللازم»، فقد حاولوا عرقلته عن إتمام مهمته عبر مناشدته بتوخي الحذر في تصرفاته. وكانت حاجة هتلر إلى مهاراتهم، هي التي منعته من «التخلص منهم في يوم من الأيام أو القيام بشيء من هذا القبيل»[110][112]

وفيديسمبر من عام1938، تسلمت مستشارية الفوهرر برئاسةفيليب بوهلر خطابًا يتعلق بطفلة تدعىصوفيا كناور مصابة بعجز بدني وذهني شديد وتعيش فيمدينةليبزيج.[113] في تلك الفترة، كانت هناك منافسة شرسة بين مكتب بوهلر، ومكتب مستشارية الرايخ الذي يرأسههانز هيانريش لامرز، والمستشارية الرئاسية بزعامةاوتو مايسنر، ومكتب الضابط المساعد لهتلرفيلهيلم بروكنر، ومكتب نائب الفوهرر الذي كان يسيطر عليه عمليًامارتن بورمان على السعي لنيل الحظوة عند هتلر.[113] وكجزء من لعبة القوة التي يستخدمها ضد خصومه، قدم بوهلر الخطاب الذي يتعلق بالطفلة المعاقة إلى هتلر الذي أعرب عن شكره لبوهلر لأنه أطلعه على هذا الأمر، وكان رده على هذا الخطاب هو توجيه أمر إلى طبيبه الشخصي د.كارل براندت بقتل الطفلة.[113] وفييناير من عام1939، أمر هتلر كل منبوهلر ود.براندت بالبدء منذ تلك اللحظة في قتل جميع الأطفال المعاقين الذين يولدون في ألمانيا.[113] وكان ذلك هو أصلبرنامج القتل الرحيم. ونتيجة لذلك، أخذ كل من د.براندتوبوهلر يتصرفان دون الرجوع لهتلر، في محاولة لكسب رضاه حيث قاموا بالتوسع في عملية القتل وفقًا لبرنامج القتل الرحيم لقتل جميع الأطفال المعاقين بدنيًا أو ذهنيًا في ألمانيا كمرحلة أولى ثم قتل البالغين المعاقين كلهم بعد ذلك.[113]

وفي أواخر عام1938 وبدايات عام1939، أدت الأزمة الاقتصادية المستمرة التي سببتها مشكلاتعملية إعادة التسلح خاصةً تلك المشكلة التي تتعلق بنقص العملات الصعبة التي كانت تحتاج إليها ألمانيا لشراء المواد الخام التي كانت تنقصها، بالإضافة إلى التقارير التي وردت منجورينج بشأن استحالة تنفيذ الجدول الزمني المقرر «لخطة السنوات الأربعة» بهتلر إلى أن يضطر في يناير من عام1939 إلى أن يصدر على مضض أمرًا ينص على تخفيض حصص المواد التي تلزم قوة الدفاع؛ بحيث يتم تخفيض حصةالصلب بنسبة ثلاثين بالمائة،والألومنيوم بنسبة سبعة وأربعين بالمائة،والأسمنت بنسبة خمسة وعشرين بالمائة،والمطاط بنسبة أربعة عشر بالمائة،والنحاس بنسبة عشرين بالمائة.[114] وفيالثلاثين من يناير عام1939، ألقى هتلر خطابًا تحت عنوان «التصدير أو الموت» يدعو فيه إلى بناء اقتصاد ألماني «هجومي» (أو «معركة الصادارت» كما أطلق عليها هتلر) من أجل زيادة ما تملكه ألمانيا من العملة الأجنبية والتي تحتاج إليها لشراء المواد الخام مثل الحديد عالي الجودة اللازم للمواد العسكرية. وعُرف هذا الخطاب أيضًا باسم «خطاب النبوءة». ويأتي الاسم الذي عرف به هذا الخطاب من «نبوءة» هتلر التي صرح بها في الجزء الأخير من خطابه،

أدولف هتلر هناك شيء واحد أود أن أقوله في هذا اليوم وأود أن يبقى محفورًا في ذاكرة الآخرين وفي ذاكرتنا نحن الألمان: على مدى مشوار حياتي، أتاحت لي الظروف في أحيان كثيرة أن أتنبأ ببعض الأمور التي سخر مني الآخرين عندما صرحت بها. وأثناء كفاحي للوصول إلى السلطة، كان اليهود هم أول من قابل نبواءتي بقدر من السخرية خاصةً عندما صرحت بإنني سأتولى زعامة الدولة في يوم من الأيام، وزعامة الأمة بأسرها، وإنني سأتمكن حينها من تسوية مشكلة اليهود وأقوم بالكثير من الأمور الأخرى. وكانت ضحكاتهم صاخبة، ولكنني أظن إنهم يسخرون منذ فترة طويلة من الوقت على ما لا ينبغي السخرية منه. اسمحوا لي اليوم أن أخبركم مرةً أخرى بواحدة من نبوءاتي. فإذا نجحت القوى المالية اليهودية خارج أوروبا في إقحام الأمم مرةً أخرى في حرب عالمية جديدة، فإن النتيجة لن تكون سيادة البلشفية في كل أرجاء الأرض فحسب - وبالتالي تحقيق اليهود للنصر - بل ستكون هلاك العرق اليهودي في أوروبا![115]أدولف هتلر

ولقد دار جدال تاريخي مهم حول خطاب هتلر المعروف باسم «خطاب النبوءة». فالمؤرخون أمثالايبرهارد جاكيل الذين يعتقدون أن هتلر كان يعني تمامًا ما قاله في خطابه يعتقدون أنه على الأقل منذ إلقاء خطاب النبوءة فإن هتلر كان قد وضع نصب عينيه تنفيذ عمليات إبادة جماعية لليهود كهدف رئيسي يسعى لتنفيذه.[116] وقد قال كل منلوسي داويدوفيتشوجيرالد فليمينج أن هذا الخطاب أفسح المجال أمام هتلر للتصريح بأنه بمجرد إعلانهللحرب العالمية، فإنه سيستخدمها كستار لمخططاته الموجودة سابقًا لإبادة اليهود تمامًا. وأغفل كل منكريستوفر براونينج وجهتي النظر المتعارضتين بشأن الحقيقة التاريخية الخاصةبالهولوكست؛ والتي تقول أحدهما بإن أوامر الهولوكست قد صدرت من بعض مرؤوسي هتلر وإنه لم تكن لديه أبدًا النية لعمل ذلك، بينما تقول وجهة النظر الثانية بإن هتلر كانت لديه النية المبيتة منذ توليه الحكم لإبادة اليهود في الهولوكست. هذا التفسير زعمًا منهم بأنه إذا كان هتلر صادقًا في نواياه التي عبر عنها في خطابه ما كان استمر في تأجيل حكم الإعدام الذي نوى أن ينفذه ضد اليهود لمدة ثلاثين شهرًا؛ وهي الفترة ما بين اندلاع الحرب العالمية الثانية في سبتمبر من عام 1939 وافتتاح أولمعسكر اعتقاللإبادة اليهود في أواخر عام1941.[117] علاوةً على ذلك، أشاربراونينج إلى وجودخطة مدغشقر (بالإنجليزية:Madagascar Plan) في الفترة ما بين عامي1940و1941 وغيرها من المخططات الأخرى التي تبرهن على أنه لم تكن هناك خطة رئيسية موضوعة بهدف الإبادة الجماعية لليهود. هذا ويرىبراونينج أنخطاب النبوءة كان مجرد محاولة للتظاهر بالشجاعة من جانب هتلر وأن هناك رابط ضعيف بين هذا الخطاب وبين الكشف الفعلي عن حقيقة السياسات المعادية للسامية التي كان يؤمن بها.

وعلى الأقل يتمثل جزء من السبب الذي دفع هتلر إلى انتهاكمعاهدة ميوينخ - عندما قام بالاستيلاء على النصفالتشيكي منتشيكوسلوفاكيا فيمارس من عام1939 - في رغبته في الحصول على مصادر جديدة للثروة والقوة تساعده في التغلب على أزمته الاقتصادية.[118] وأصدر هتلر أوامره إلى الجيش الألماني بدخولبراغ فيالخامس عشر من مارس في عام1939 بدخولقلعة براغ التي أعلن منها أن منطقتيبوهيميا (بالاتشيكية:Bohemia)ومورافيا (بالاتشيكية:Moravia) قد أصبحتا تحت الحماية الألمانية.

بداية الحرب العالمية الثانية

المقالة الرئيسة:الحرب العالمية الثانية

كانت هناك ضرورة حتمية من وجهة نظر هتلر - من منطلق منهجه في معاداةبريطانيا - لضمبولندا إلى جانب ألمانيا باعتبارها دولة تابعة أو حتى دولة محايدة في هذا الصراع. واعتقد هتلر أن تحقيق ذلك يمثل ضرورة على الصعيد الإستراتيجي من ناحية لأنه يضمن تأمين الجانب الشرقي للرايخ، وعلى الصعيد الاقتصادي من ناحية أخرى لتجنب الأثر السلبي للحصار البريطاني.[99] وكان طموح ألمانيا في المقام الأول ينصب على تحويلبولندا إلى دولة تابعة لها، ولكن مع حلولمارس من عام1939 وعندما رفضتبولندا المطالب الألمانية ثلاث مرات، عقد هتلر عزمه على تدمير بولندا تنفيذًا للهدف الرئيسي للسياسة الخارجية لألمانيا في عام1939.[119] وفيالثالث من أبريل لعام1939، أمر هتلر قواته العسكرية ببدء التجهيز للمخطط المعروف باسمغزو بولندا (بالألمانية:Fall Weiss)؛ وهو مخطط يقضي بتنفيذ الغزو الألماني فيالخامس والعشرين من أغسطس في عام1939. وفيأغسطس من عام1939، تحدث هتلر مع قادته العسكريين عن خطته الرئيسية لعام1939 فقال: «إقامة علاقة مقبولة بينألمانياوبولندا من أجل محاربة الغرب». ولكن نظرًا لأن البولنديين لن يقبلوا بالتعاون مع ألمانيا من أجل إقامة «علاقة مقبولة» (بمعنى أن يوافقوا على أن تصبح بولندا دولة تابعة لألمانيا)، فقد رأى هتلر أنه لن يكون هناك بديل عن محو بولندا من الوجود.[120] وقد أوضح المؤرخجيرهارد فاينبرج أن شعب هتلر كان يشتمل على مجموعة تؤمن بفكرة تدمير بولندا (فقد كانت المشاعر المعادية لبولندا قوية جدًا في الجيش الألماني)، ولكنهم كانوا أقل رضا عن فكرة الدخول في حرب معبريطانياوفرنسا. فإذا كان هذا هو الثمن الذي يجب أن تدفعه ألمانيا من أجل تدميربولندا، سيكون هتلر قد نجح على الأرجح بخطته تلك في التعبير عما يريده شعبه. وفي مناقشاته الخاصة مع أعوانه، كان هتلر دائمًا ما يصفبريطانيا بأنها العدو الأساسي لألمانيا الذي يجب أن تلحق به الهزيمة. ومن وجهة نظره، كان محوبولندا من الوجود مقدمة ضرورية يجب أن تتم حتى يتمكن من تحقيق الهدف الذي يسعى إليه وهو تأمين الجانب الشرقي من بلاده وإضافة المزيد إلىالمجال الحيوي لألمانيا. وشعر هتلر بالإهانة البالغة من «الوعد» الإنجليزي بحماية الاستقلال البولندي الذي تم الإعلان عنه فيالحادي والثلاثين من شهر مارس في عام1939، وأخبر معاونيه أنه «سيسقي البريطانيين من مر الكأس حتى يستجيروا»[107]، وفي خطابه الذي ألقاه في مدينةفيلهيلمسهافن (بالألمانية:Wilhelmshaven) بمناسبة تدشين البارجة "Admiral Tirpitz" فيالأول من أبريل من عام1939، هدد هتلر بإلغاءالمعاهدة البحرية بين بريطانيا وألمانيا إذا أصر البريطانيين على «سياسة التطويق» والتي تتمثل في «ضمانهم» للاستقلال البولندي.[107] وكجزء من منهجه الجديد، أبدى هتلر تبرمه في خطاب ألقاه أمامالرايخستاج فيالثامن والعشرين من أبريل في عام1939 من «سياسة التطويق» التي تستعملهابريطانيا معألمانيا، وأعلن إلغاء كل منالمعاهدة البحرية بين بريطانيا وألمانياومعاهدة عدم الاعتداء الألمانية البولندية.

ولإيجاد ذريعة للاعتداء علىبولندا، طالب هتلر بضم مدينةدانزيج (بالألمانية:Danzig) التي تتمتع بالحكم الذاتي، وكذلك بحقه في إنشاء طرق «إقليمية إضافية» عبرالممر البولندي الذي تم اقتطاعه من ألمانيا رغمًا عنها بموجبمعاهدة فرساي. وبالنسبة لهتلر، كانت مدينةدانزيج مجرد ذريعة لتبرير اعتدائه علىبولندا تمامًا كما فعل في حالة منطقةستودينتلاند في عام1938 وطوال عام1939. وبينما تم تسليط الضوء على قضية Danzig كأحد شكاوى الألمان، كان الألمان عادةً ما يرفضون الدخول في مناقشات حول هذه القضية.[121] وهكذا، ظهر تعارض ملحوظ في مخططات هتلر بين منهجه طويل الأجل المعادي لبريطانيا - الذي أعد له العدة بالتوسع لحد كبير في «القوات البحرية الألمانية» «والقوات الجوية الألمانية» والذي كان سيستلزم سنوات عديدة حتى يكتمل - وبين سياسته الخارجية الحالية التي انتهجها على مدار عام1939 والتي كانت ستؤدي على الأرجح إلى اندلاع حرب عامة إثر القيام بأعمال مثل الاعتداء علىبولندا.[122][123] واستطاع هتلر أن يتغلب على التمزق الذي كان يعاني منه بين أهدافه قصيرة الأجل وأهدافه طويلة الأجل بمساعدة وزير الخارجيةريبنتروب، الذي أخبر هتلر بأنفرنساوبريطانيا لن يلتزما بوعودهما تجاهبولندا، وبالتالي ستكون أي حرب بينألمانياوبولندا حربًا إقليمية محدودة.وأرجع ريبنتروب تقديره للموقف بشكل جزئي إلى إحدى العبارات التي زعم أن وزير الخارجية الفرنسيجورج بونيت، قد قالها له فيديسمبر من عام1938 عندما أخبره أنفرنسا الآن تنظر إلىأوروبا الشرقية باعتبارها منطقة نفوذ تخضع لألمانيا وحدها.[124] علاوةً على ذلك، كان منصب ريبنتروب السابق كسفير لألمانيا فيلندن سببًا جعل هتلر ينظر إليه باعتباره الخبير النازي الأول في الشؤون البريطانية؛ وبالتالي كان لنصيحته عند هتلر وزنها وأهميتها. كذلك، أطلع ريبنتروب هتلر على البرقيات الدبلوماسية التي تدعم تحليله فقط دون غيرها من البرقيات التي لا تساند تحليله.[125]

كما أن السفير الألماني في لندنهيربرت فون ديركسن، عمد إلى إرسال تقارير من شأنها دعم تحليل ريبنتروب مثل الرسالة التي حملها موفده فيأغسطس من عام1939 والتي ورد فيها أننيفيل تشامبرلين يعلم أن «الهيكل الاجتماعي لبريطانيا لن يتحمل الفوضى الناجمة عن الحرب حتى وإن انتصر فيها بالرغم من إيمانه بفكرة الإمبراطورية البريطانية» وبالتالي سيتراجع عن فكرة الحرب.[126] ويمكن ملاحظة الدرجة التي تأثر بها هتلر بنصيحة ريبنتروب من خلال أوامره التي أصدرها ٍإلى الجيش الألماني فيالحادي والعشرين من أغسطس في عام1939 بإعلان حالة تعبئة محدودة ضدبولندا وحدها.[127] واختار هتلر آخرأغسطس كموعد لتنفيذ مخططFall Weiss وذلك للحد من الأثر السلبي لإعلان حالة التعبئة على الإنتاج الزراعي الألماني.[128] وكانت المشكلات التي نجمت عن الحاجة لبدء الحملة علىبولندا في آخرأغسطس أو بداياتسبتمبر حتى يتم الانتهاء منها قبل موسم هطول الأمطار في شهرأكتوبر، وكذلك حتى تحصل القوات الألمانية على قدر كافِ من الوقت حتى تستطيع الاحتشاد على الحدود البولندية وقد فرضت على هتلر وضعًا وجد نفسه فيه فيأغسطس من عام1939 في أمس الحاجة لتعاون السوفيت معه إذا كان يريد أن يدخل الحرب في هذا العام.

وكانتمعاهدة ميونيخ كافية لتبديد آخر أمل تبقى لدى بعض الدوائر السوفيتيية بالاعتقاد في فكرة «معاهدة الأمن الجماعي»[129]، وفيالثالث والعشرين من أغسطس في عام1939، وافقجوزيف ستالين على عرض هتلر لإبرام اتفاقية عدم اعتداء(معاهدة مولتوف-ريبنتروب)؛ وهي المعاهدة التي نصت بنودها السرية على الاتفاق على تقسيمبولندا. وتعتبر الأسباب التي تقف وراء خيارات هتلر في مجال السياسة الخارجية في عام1939 من أهم الموضوعات التاريخية التي يثور الجدال بشأنها. فهناك رأي يقول بإن الأزمة المتعلقة بالبنية الاقتصادية للبلاد هي التي دفعت هتلر لأن «يهرب منها إلى الحرب»؛ وذلك كما يرى المؤرخ الماركسيتيموثي ماسون. وهناك رأي آخر يقول بإن تصرفات هتلر كانت متأثرة بدرجة أكبر بعوامل غير اقتصادية؛ وهو الرأي الذي يتنباه المؤرخ الاقتصاديريتشارد أوفري.[130] والمؤرخون الذين تجادلوا بهذا الشأن مثل:ويليام كاروجيرهارد فاينبرجوايان كيرشو يعتقدون أن أحد الأسباب غير الاقتصادية التي أدت بهتلر إلى أن يتعجل دخول الحرب هي الخوف المرضي الذي كان يستحوذ عليه من فكرة دنو أجله؛ وبالتالي الشعور بعدم وجود الكثير من الوقت أمامه لتنفيذ طموحاته.[131][132] وفي آخر أيام السلام، كان هتلر يتأرجح بين التصميم على محاربة القوى الغربية إذا اضطرته الظروف، وبين العديد من المخططات التي كانت تهدف لإبعاد بريطانيا عن دائرة الحرب. ولكن، على أي حال ما كان هتلر ليتراجع عن هدفه بغزو بولندا.[99] وكانت الأسباب التي نجحت في إقناع هتلر بإرجاء الهجوم المقرر علىبولندا لفترة قصيرة من تاريخالخامس والعشرين من أغسطس وحتىلأول من سبتمبر هي تلك الأخبار التي وردت إليه بتوقيع تحالف إنجليزي بولندي فيالخامس والعشرين من شهر أغسطس ردًا علىمعاهدة عدم الاعتداء الألمانية الروسية (وذلك بدلًا من توطيد الصلات بينلندنووارسو كما تنبأريبنتروب)، بالإضافة إلى الأخبار التي وردت إليه منإيطاليا بأنموسوليني لن يلتزم بالميثاق المعروف باسمميثاق الصداقة والتحالف بين ألمانيا وإيطاليا (بالإنجليزية:Pact of Steel) (بالألمانية:Stahlpakt) (بالإيطالية:Patto d'Acciaio).[133] واختار هتلر أن يقضي أيام السلام الأخيرة إما في مراوغة البريطانيين ومحاولة تحييدهم عن طريق «ضمان الحماية وعدم الاعتداء» الذي تقدم به فيالخامس والعشرين من شهر أغسطس في عام1939 إلىالإمبراطورية البريطانية أو في إرسال ريبنتروب إلى هندرسون بخطة للسلام في اللحظات الأخيرة قبل نشوب الحرب بشرط زمني يستحيل قبوله حتى يتمكن من إلقاء اللوم على البريطانيين والبولنديين للتسبب في نشوب الحرب.[134][135] وفيالأول من سبتمبر من عام1939، قامت ألمانياباجتياح غرب بولندا. وأعلنتبريطانياوفرنسا الحرب علىألمانيا فيالثالث من سبتمبر، ولكن لم تتخذا إجراءات فورية لتفعيل هذا الإعلان. وكان أكثر ما أثار استياء ودهشة هتلر هو تلقيه إعلان الحرب البريطاني فيالثالث من سبتمبر من عام1939، فالتفت إلى ريبنتروب وسأله: «ماذا سنفعل الآن؟».[136] ولم يكن لدى ريبنتروب ما يقوله سوى أن السفير الفرنسيروبرت كولوندر، قد يقوم في وقت لاحق في هذا اليوم بتقديم الإعلان الفرنسي للحرب على ألمانيا.[136] ولم يمر وقت طويل حتى قامت القواتالروسية باجتياحشرقبولندا فيالسابع عشر من سبتمبر.[137]

أعضاءالرايخستاج وهم يقومون بتحية هتلر في أكتوبر من عام 1939 بعد الانتهاء من حملة ألمانيا العسكرية على بولندا
أدولف هتلربولندا لن تظهر مجددًا فيالشكل الذي أعطتهمعاهدة فيرساي. هذا تأكيدنازي،وروسي أيضًا.[138]أدولف هتلر

— أدولف هتلر في خطاب شعبي في مدينةدانزيج.سبتمبر1939

وبعد سقوطبولندا، كانت هناك فترة زمنية أطلق عليها الصحفيونالحرب الزائفة. وفي جزء يقع فيالشمال الغربيلبولندا تم ضمه إلىألمانيا، أوكل هتلر إلى اثنين ممن يحملون رتبة(Gauleiters) (القائدين النازيين الإقليميين المسؤولين عن تلك المنطقة) وهما:ألبرت فورستروأرتر جرايسر مهمة «مد سطوة اللغة والبشر والحضارة الألمانية» إلى هذه المنطقة، ووعدهما بأنهما «لن يكونا عرضة للمساءلة من أي إنسان أو جهة» عن الطريقة التي تتم بها عملية «فرض السطوة الألمانية».[139] وقد قام كل من فورستر وجرايسر بتفسير هذه الأوامر من منظوره الشخصي. فقد اتبعفورستر سياسة بسيطة تتمثل في جعل البولنديين المحليين يقومون بالتوقيع على نماذج مطبوعة توضح أنهم من أصل ألماني دون الحاجة إلى تقديم وثائق تثبت ذلك. وفي نفس الوقت، قامجرايسر بحملة تطهير عرقي وحشية؛ فقد قام بطرد كل السكان البولنديين المحليين إلى المنطقة الواقعة تحت الاحتلال العسكري الألماني في بولندا.[140] عندئذ، اشتكى جرايسر إلى هتلر - وتلاههيملر في شكواه - من أن فورستر يقبل آلاف البولنديين كمواطنين ألمان «من أصل ألماني»؛ الأمر الذي يعني تلويث «النقاء العرقي» الألماني. وطلب الاثنان من هتلر أن يأمر فورستر بالتوقف عما يفعله. فما كان من هتلر إلا أن رد عليهما بأن عليهما أن يقوما بتسوية خلافاتهما مع فورستر وألا يقحماه في الموضوع.[141] وتعتبر الطريقة التي تعامل بها هتلر مع المشكلة التي نشبت بين فورستر وجرايسر نموذجًا يبرهن على نظريةايان كيرشو التي وردت في كتاب “Working Towards the Führer”؛ وهي أن هتلر كان يصدر أوامر غامضة ويسمح لمعاونيه أن يعملوا وفق سياسات خاصة بهم وحدهم.

وبعد غزوبولندا، نشب خلاف كبير آخر بين قوتين مختلفتين؛ تركزت الأولى حول اثنين من ضباطوحدات النخبة النازية الذين كانا يحملان رتبةSS Reichsfüherer وهماهاينريش هيملروآرتر جرايسر؛ وكانا يناصران وينفذان خططًا للتطهير العرقي فيبولندا. بينما تركزت الثانية حولهيرمان جورينجوهانز فرانك وطالبت بتحويلبولندا إلى «مخزن غلال»الرايخ.[142] وتم تسوية هذا الخلاف في مؤتمر تم عقده فيالثاني عشر من فبراير في عام1940 في ضيعةكارينهول (بالألمانية:Karinhall) المملوكة لجورينج. وقد تم حسم الخلاف لصالح وجهة نظر جورينج وفرانك القائمة على الاستغلال الاقتصادي لبولندا، وووضع حد لعمليةالترحيل الجماعي التي تتم للسكان البولنديين نظرًا لأنها تعوق النمو الاقتصادي الألماني. علاوةً على ذلك، وفيالخامس عشر من مايو من عام1940 قام هيملر بعرض مذكرة على هتلر بعنوان«أفكار للتعامل مع السكان الغرباء في الشرق» (بالإنجليزية:Some Thoughts on the Treatment of Alien Population in the East)؛ وكانت هذه المذكرة تطالب بطرد كل السكاناليهود منأوروبا إلىأفريقيا، وتحويل ما تبقى من السكان البولنديين إلى «طبقة عاملة بلا قائد». وقد علق هتلر عن المذكرة بأنها «جيدة وصائبة». وأدى تعليق هتلر على المذكرة إلى الإسراع بتنفيذ خطوات ما أطلق عليهاتفاقية كارينهول، كما أدى إلى انتصار وجهة النظر التي تبناهاهاينريش هيملروجرايسر في التعامل معبولندا.

واستمرتبريطانيا - التي كانت قواتها قد قامت بمغادرة فرنسا عن طريق البحر من ميناءدونكيرك (بالفرنسية:Dunkerque) - في القتال جنبًا إلى جنب معالمناطق الأخرى الخاضعة لها فيمعركة الأطلسي. وبعد رفض البريطانيين - الذين أصبحوا الآن تحت قيادةوينستون تشرشل - عروض السلام التي قدمها هتلر.أمر هتلر بشنغارات قصف علىالمملكة المتحدة. وكانتمعركة بريطانيا هي المقدمة التي تسبق الغزو الذي خطط له هتلر. وبدأت الهجمات بالضرب العنيف للقواعد الجوية ومحطاتالرادار التي تحميشمال شرق بريطانيا والتابعةللقوات الجوية الملكية البريطانية. وبالرغم من ذلك، فشلتسلاح الجو الألماني في هزيمة القوات الجوية الملكية البريطانية. وفيالسابع والعشرين من سبتمبر في عام1940، وقع المعاهدة ثلاثية الأطراف فيبرلين كل من؛سابيرو كوروسو منالإمبراطورية اليابانية وهتلر وتشانو. وكان الغرض من توقيع هذه المعاهدة ثلاثية الأطراف - والتي كانت موجهة ضد قوة لم يتم التصريح على الرغم من أنه كان واضحًا إنها الولايات المتحدة - هو ردعالولايات المتحدة الأمريكية عن دعم البريطانيين. وتوسعت المعاهدة بعد ذلك لينضم إليها كل من: المجرورومانياوبلغاريا. وعرفت الدول الموقعة على هذه المعاهدة إجمالًا باسمتحالف دول المحور. وبنهاية شهرأكتوبر من عام1940، لم تكن السيادة الجوية الألمانية بعد عمليةأسد البحر (بالإنجليزية:Operation Sealion) (عملية أسد البحر؛ الخطة الألمانية لغزو المملكة المتحدة أثناء الحرب العالمية الثانية) قد تأكدت. وأمر هتلر بالقصف - الذي كان يتم في الليل في معظم الأحيان - للمدن البريطانية، وشملت هذه المدن:لندنوبليموثوكوفينتري.

الطريق إلى الهزيمة

الثكنات العسكرية التي تم تدميرها والموجودة في مقر قيادة هتلر المعروف باسموكر الذئب بعد مؤامرة 20 يوليو من عام 1944 التي استهدفت اغتيال هتلر

فيالثاني والعشرين من شهر يونيو في عام1941، قام ثلاثة ملايين جندي من القوات الألمانية بمهاجمةالاتحاد السوفيتي ضاربينبمعاهدة عدم الاعتداء التي وقعها هتلر معستالين منذ عامين عرض الحائط. وتعتبر الأسباب التي دعت هتلر إلى غزوالاتحاد السوفيتي من الموضوعات التي ثار بشأنها جدلًا تاريخيًا كبيرًا. وقد تم إطلاق اسم رمزي على هذا الغزو وهوعملية بارباروسا. وقد صرح بعض المؤرخين مثلأندريس هيلجروبر أن هذه العملية لم تكن إلا «خطوة مرحلية» ضمن خطة هتلر التي أطلق عليها اسم «خطة الخطوات المرحلية» (بالألمانية:Stufenplan) والتي كانت تستهدف إخضاع العالم. ويعتقدهيلجروبر أن هتلر قد وضع هذه الخطة في سنوات العشرينات منالقرن العشرين.[143] وعلى صعيد آخر، يرى مؤرخون آخرون مثل:جون لوكاكس أن هتلر لم يكن لديه أبدًا خطة مرحلية لإخضاع العالم، وأن غزو الاتحاد السوفيتي كان خطوة «قام بها هتلر لغرض معين» بعد أن رفضت بريطانيا الاستسلام.[144] وقد صرحلوكاكس أن السبب الذي صرح به هتلر في حديث خاصلغزو الاتحاد السوفيتي كان بالتحديد أنوينستون تشرشل قد علق الأمل على اشتراكالاتحاد السوفيتي في الحرب إلى جانبقوات الحلفاء، ومن ثم وجد هتلر أن الطريقة الوحيدة التي يستطيع أن يجبربريطانيا على الاستسلام هي القضاء على هذا الأمل. وكان ذلك هو السبب الحقيقي الذي دفع هتلر إلى تنفيذ هذه العملية.[144] ومن وجهة نظر لوكاكس، فإنعملية غزو الاتحاد السوفيتي كانت من هذا المنطلق خطوة قام بها هتلر أساسًا ضد بريطانيا لإجبارها على أن تسعى للسلام معه عن طريق تدمير أملها الوحيد في النصر، فلم تكن هذه الخطوة - في حقيقة الأمر - ضد الاتحاد السوفيتي. ويعتقدكلاوس هيلدبراند أن كل من ستالين وهتلر كان يخطط منفردًا للهجوم على الآخر في عام1941.[145] ويرى هيلدبراند أيضًا أن الأخبار التي انتشرت في ربيع عام1941 عن احتشاد القوات السوفيتية على الحدود أدت إلى اشتراك هتلر فيخطة الفرار إلى الأمام (بالألمانية:flucht nach vorn) (وتعني مجابهة الخطر عن طريق الهجوم بدلًا من الانسحاب).[145] وتوجد طائفة أخرى من المؤرخين تضم مجموعة متنوعة منهم مثل:فيكتور سافوروفويواشيم هوفمانوارنست نولتودافيد ايرفينج تعتقد أن السبب الرسمي الذي صرح به الألمان لقيامهم بعمليةغزو الاتحاد السوفيتي في عام1941 هو السبب الفعلي وراء هذه العملية؛ وبهذا تكون هذه العملية «حرب وقائية» وجد هتلر نفسه مجبرًا على الدخول فيها لتفادي هجوم سوفيتي كان سيعوقه عن تحقيق أحلامه؛ ذلك الهجوم الذي كان مقررًا له أن يتم فييوليو من عام1941. وتعرضت هذه النظرية لهجوم كبير وتم وصفها بإنها خاطئة؛ وقد قام المؤرخ الأمريكيجيرهارد فاينبرج بتشبيه المدافعين عن نظرية الحرب الوقائية بمن يؤمنون في «الحكايات الخرافية».[146]

واستولت القوات الألمانية في غزوها على أجزاء كبيرة من الأراضي التي شملت، دولالبلطيقوروسيا البيضاءوأوكرانيا. كذلك، حاصرت القوات الألمانية الكثير من القوات السوفيتية ودمرتها، وهي القوات التي أصدرستالين أوامره إليها بعدم الانسحاب. وبالرغم من ذلك، فقد وجدت القوات الألمانية نفسها مجبرة على التوقف قبيل تمكنها من دخولموسكو مباشرةً فيديسمبر من عام1941 بسببالشتاء الروسي القارسوالمقاومة السوفيتية العنيفة. وفشل الغرو في تحقيق النصر السريع الذي كان هتلر يريده. وفيالثامن عشر من شهر ديسمبر من عام1941، سجلهاينريش هيلمر الذي كان يحمل رتبةReichsführer-SS فيوحدات النخبة النازية في الدفتر الذي كان يدون فيه تفاصيل المقابلات التي يقوم بها سؤاله إلى هتلر، «ماذا سنفعل مع يهود روسيا؟» وكانت إجابة هتلر على السؤال: "als Partisanen auszurotten" أو «قم بإبادتهم على أنهم أعضاء القوات غير النظامية التي تزعج القوات الألمانية المحتلة بشن الغارات المتكررة عليها».[147] ويعلق المؤرخ الإسرائيلييهودا باوير على هذا الموضوع بأنه يمكن اعتبار الملحوظة التي سجلها هيلمر في دفترة هي أقوى الدلائل التي يمكن العثور عليها لإثبات الأمر الصريح الصادر من هتلر بإنشاء الهولوكست.[147]

وقد وضع إعلان هتلر الحرب علىالولايات المتحدةفي الحادي عشر من ديسمبر في عام1941 بعد أربعة أيام من قيامالإمبراطورية اليابانيةبالهجوم على ميناء بيرل هاربور فيهاواي، وبعد ستة أيام من اقتراب القوات النازية الألمانية منموسكو في مواجهة ائتلاف ضم أكبر إمبراطورية في العالم ممثلة فيالإمبراطورية البريطانية، وأكبر قوة صناعية ومالية في العالم ممثلة فيالولايات المتحدة، وأكبر جيش في العالم ممثلًا فيالاتحاد السوفيتي.

وفي أواخر عام1942، لحقت الهزيمة بالقوات الألمانية فيمعركة العلمين الثانية؛ الأمر الذي وضع حدًا لمحاولة هتلر الاستيلاء علىقناة السويسوالشرق الأوسط. وفيفبراير من عام1943، انتهتمعركة ستالينجراد الهائلة بتدميرالجيش السادس الألماني. وبعد ذلك، وقعتمعركة كورسك الهائلة. وأصبحت قرارات هتلر العسكرية غريبة الأطوار بشكل متزايد، وأخذ الوضع العسكري والاقتصادي لألمانيا في التدهور. كذلك، تدهورت حالة هتلر الصحية. فقد كانت يده اليسرى ترتجف. ويعتقدايان كيرشو الذي كتب السيرة الذاتية لهتلر وآخرون أن هتلر ربما يكون قد عانى منمرض الشلل الرعاش.[148] كما يشتبه في أن يكونمرض الزهري سببًا في بعض الأعراض المرضية التي ظهرت على هتلر بالرغم من أن الدليل المتوافر على صحة هذا الاعتقاد ضعيف.[149]

ويعد اجتياح قوات الحلفاء لصقليةعملية هاسكي في عام1943، تم عزلموسوليني من قبلبييترو بادوليو الذي أعلن استسلامه لقوات الحلفاء. وطوال عامي1943و1944، كانت القوات السوفيتية تجبر جيوش هتلر على الانسحاب بكل ثبات على طولالجبهة الشرقية. وفيالسادس من يونيو من عام1944، تمت عملية إنزال جيوش الحلفاء الغربيون في شماليفرنسا في واحدة من أكبر العمليات البرمائية التي حدثت في تاريخ العسكرية؛ وهي العملية التي تعرف باسمعملة القائد الأعلى (بالإنجليزية:Operation Overlord). وكان أصحاب الرؤية الواقعية في الجيش الألماني يعرفون أن الهزيمة حتمية، وخطط البعض منهم لإقصاء هتلر عن السلطة. وفييوليو من عام1944، قامكلاوس فون شتاوفينبرجبزرع قنبلة فيمركز قيادة الفوهرر هتلر المعروف باسموكر الذئب (بالألمانية:Wolfsschanze) فيرستنبورج (بالألمانية:Rastenburg) ولكن هتلر نجا من الموت بأعجوبة. وأصدر هتلر أوامره بالقيام بعملية انتقام وحشية تم فيها تنفيذ حكم الإعدام في أكثر من أربعة آلاف وتسعمائة شخص.[150] الأمر الذي تم أحيانًا عن طريقالتجويع فيالحبس الانفرادي الذي يعقبهالتعرض البطئ للاختناق. وتم القضاء على حركة المقاومة الرئيسية بالرغم من أن بعض المجموعات المتفرقة الأصغر حجمًا استمرت في محاولاتها..

الهزيمة والموت

المقالات الرئيسة:موت أدولف هتلرومعركة برلين

وبحلول نهاية عام1944 كانالجيش الأحمر قد أجبر الألمان على التراجع إلىأوروبا الوسطى، وكانت قواتالحلفاء الغربيون تتقدم صوبألمانيا. وأدرك هتلر أنألمانيا قد خسرتالحرب، ولكنه لم يسمح بالانسحاب. وتمنى هتلر أن يقوم بالتفاوض المنفرد من أجل السلام معالأمريكيينوالبريطانيين؛ وهو الأمل الذي دعمه وفاةفرانكلين دي روزفلت فيالثاني عشر من أبريل من عام1945.[151][152][153][154] وسمح عناد هتلر واستخفافه بأخذ الحقائق العسكرية في الاعتبار باستمرارالهولوكوست. كما أصدر هتلر أوامره بالتدمير الكامل لكل البنية التحتية الصناعية الألمانية قبل أن تقع في أيديقوات الحلفاء. وقال أن فشل ألمانيا في الفوز بالحرب أدى إلى خسارتها لحقها في البقاء.[155] وهكذا، قرر هتلر أن الأمة بأسرها يجب أن تنتهي معه. وعهد هتلر بتنفيذ خطةالأرض المحروقة (تدمير كل ما يمكن أن ينفع العدو قبل الانسحاب من الأرض) إلى وزير التسلحألبرت سبير الذي لم يطع أمر قائده.

وفيأبريل من عام1945، هاجمت القوات السوفيتية ضواحي مدينةبرلين. ووجد هتلر نفسه في وضع يجبره فيه مطاردوه على الفرار إلىجبال بافاريا ليتمكن من مواجهتهم في جولة أخيرة فيالمعقل الوطني الذي لجأت إليه الفلول المتبقية من القوات. ولكن هتلر كان مصممًا على أن يعيش في عاصمة بلاده أو يهلك فيها.

وفيالعشرين من أبريل، احتفل هتلربعيد ميلاده السادس والخمسين في "قبو الفوهرر" (بالألمانية:Führerbunker) الذي كان موجودًا أسفلمستشارية الرايخ (بالألمانية:Reichskanzlei). وقام قائد الحامية المحاصرة في "حصن بريسلو (بالألمانية:Festung Breslau) الجنرالهيرمان نيهوف، بتوزيعالشيكولاتة على القوات المحاصرة احتفالًا بذكرى ميلاد القائد.[156]

وفي21 أبريل من عام1945، استطاعت قواتجورجي جوكوف؛ قوات جبهةروسيا البيضاء الأولى أن تخترق دفاعات الفرقة العسكرية (بالألمانية:Vistula) التابعة لقوات الدفاع الألمانية بقيادة الجنرالجوتهارد هاينريكي أثناءمعركة مرتفعات سي لو.وكان السوفيت في هذا الوقت يتقدمون صوب قبو هتلر دون مقاومة تذكر. ومتجاهلًا الحقائق الواضحة، رأى هتلر أن الخلاص من ورطته قد يكون في الوحدات المتداعية للسقوط بقيادة الجنرالفليكس شتاينر. وأصبحت القوات التي يقودها شتاينر معروفة باسمجيش شتاينر المستقل (بالألمانية:Armeeabteilung Steiner). ولكن، لم يكن «لجيش شتاينر المستقل» أي وجود إلا فوق الورق الذي تسطر فوقه الخطط العسكرية. وقد كان هذا الجيش أكبر قليلًا من فيلق، ولكنه كان أصغر من أن يطلق عليه جيش. وأصدر هتلر أوامره إلى شتاينر بمهاجمة الجناح الشمالي من الجزء البارز الضخم في الخط الدفاعي الألماني الذي نجحت قوات جبهةروسيا البيضاء الأولى بقيادةجوكوف في اختراقه. وفي هذه الأثناء، صدرت الأوامر إلىالجيش التاسع الألماني (الذي كان قد أجبر على التحرك إلى جنوب الجزء الذي نجحت قوات المعادية في اختراقه) بمهاجمة الشمال في هجوم يمكن وصفه بإنههجوم كماشة.

وفي وقت لاحق فيالحادي والعشرين من أبريل، أجرى هاينريكي اتصالًا معهانز كربس - قائد القيادة العليا للجيش (بالألمانية:Oberkommando des Heeres) أو OKH - ليخبره أن خطة هتلر غير قابلة للتنفيذ. وطلب هاينريكي أن يتحدث إلى هتلر، ولكن كربس أخبره أن هتلر مشغول للغاية ولا يستطيع أن يتلقى هذا الاتصال.

وفيالثاني والعشرين من أبريل، وأثناء واحدة من مؤتمراته العسكرية الأخيرة قام هتلر بمقاطعة التقرير الذي كان يتلى عليه ليسأل عن مصير خطة الجنرال شتاينر الهجومية. وكان الرد هو فترة من الصمت الطويل خيمت على الاجتماع. وبعدها، أخبروه بإن الهجوم لم يتم تنفيذه وأن انسحاب وحدات عديدة من جيش شتاينر منبرلين – بناءً على أوامر هتلر – أدى إلى ضعف الجبهة وبالتالي نجاح الروس في الدخول إلىبرلين. عندها طلب هتلر من جميع الحاضرين - عدافيلهلم كايتلوهانز كربسوألفريد يودلوفيلهلم برجدورفومارتن بورمان – مغادرة غرفة الاجتماعات.[157] ثم انفجر فيمن تبقى من حاضري الاجتماع بخطبة مسهبة وعنيفة منددًا بما اعتبره خيانة متعمدة لأوامره وعدم كفاءة من جانب قادته. واختتم كلامه بأن أقسم على أن يبقى فيبرلين على رأس القوات المدافعة عن المدينة، ثم يطلق النار على نفسه بعد ذلك.[158]

وقبل أن ينتهي ذلك اليوم، وجد هتلر أن سبيل النجاة الوحيد أمامه يتمثل في تنفيذ خطة جديدة يستعين فيها بقواتالجيش الثاني عشر بقيادة الجنرالفالتر فنك.[159] وكان الخطة تقتضي أن يقوم فنك بتحويل جيشه – الذي كان يواجه القوات الأمريكية في الغرب حينها – إلى ناحية الشرق لتحريربرلين. وهكذا، يلتحمالجيش الثاني عشر معالجيش التاسع لاقتحام المدينة.[159]

وقام فنك بالفعل بالهجوم، وفي غمار الفوضى استطاع أن يقوم باتصال مؤقت مع حامية بوتسدام. ولكن، لم ينجح بالمرة في الاتصالبالجيش التاسع - كما كان مقررًا في الخطة أصلًا.[160]

وفيالثالث والعشرين من أبريل، ألقىجوزيف جوبلز بالبيان التالي أمام أهل برلين:

أدولف هتلرأدعوكم للقتال من أجل مدينتكم. حاربوا بكل ما أوتيتم من قوة، من أجل زوجاتكم وأطفالكم، وأمهاتكم وآبائكم. إن أسلحتكم تدافع عن كل ما هو عزيز عليكم، إنها تدافع عن الأجيال التي ستخلفنا. كونوا أعزاء شجعان! كونوا مبدعين وماكرين! (غوليتر) بينكم. وسيظل مع رفاقه معكم. إن زوجته وأطفاله معكم أيضا. إن من سيطر على المدينة بمئتي رجل فحسب، سيستخدم اليوم كل وسيلة لتمكني دفاعات المدينة. ‘ن معركة برلين يجب أن تكون إشارة للأمة جمعاء كي تنهض وتقاتل.[157]أدولف هتلر

— جوزيف جوبلز،23 أبريل،برلين

وفي الثالث والعشرين من أبريل أيضًا، قام الرجل الثاني في حكومةالرايخ الثالث وقائدالقوات الجويةهيرمان جورينج، بإرسال برقية من منطقةبيرتشتيسغادين (بالألمانية:Berchtesgaden) فيبافاريا. وصرح فيها بأنه بعد أن تم حصار هتلر فيبرلين، فإنه يطالب بتولي حكمألمانيا خلفًا لهتلر الذي كان قد اختاره لتولي هذا المنصب خلفًا له من قبل. وذكرجورينج فترة زمنية معينة يتم بعدها اعتبار هتلر غير مؤهل للبقاء في الحكم.[161] ورد هتلر - في حنق - بإصدار أوامره بالقبض علىجورينج. وعندما كتب وصيته فيالتاسع والعشرين من أبريل، أعفىجورينج من كل المناصب التي كان يتقلدها في الحكومة.[161][162][163]

غلاف واحدة من المجلات العسكرية الأمريكية التي تحمل اسم The Stars and Stripes في عددها الصادر في مايو من عام 1945

ومع انقضاء يومالسابع والعشرين من شهر أبريل، كانتبرلين قد انعزلت تمامًا عن باقي الرايخ.

وفيالثامن والعشرين من أبريل، اكتشف هتلر أن قائدوحدات النخبة النازيةهاينريش هيلمر، كان يحاول مناقشة شروط الاستسلام معالحلفاء (عن طريق الدبلوماسيالسويدي كونتفولك بيرنادوت).[164] وأصدر هتلر أوامره بإلقاء القبض علىهيلمر، كما أمر بإطلاق النار على نائب هيلمر فيبرلينهيرمان فيجلاين.[162][165]

وفي مساءالثامن والعشرين من أبريل، صرح الجنرال فينك بأنجيشه الثاني عشر قد تم إجباره على التراجع على طول جبهة القتال. وأضاف إنه لم يعد من الممكن القيام بأية هجمات أخرى علىبرلين. ولم يبلغ الجنرالألفريد يودل (القائد الأعلى للجيش) هذه المعلومات إلىهانز كربس فيبرلين حتى وقت مبكر من صباح يومالثلاثين من أبريل.

وفيالتاسع والعشرين من أبريل، كان كل منهانز كربسوفيلهلم برجدورفوجوزيف جوبلزومارتن بورمان شهودًا علىوصية أدولف هتلر الأخيرة ووقعوا عليها.[162] وقد أملى هتلر هذه الوثيقة على سكرتيرته الخاصةتراودل يونج.[166] وفي نفس اليوم، تم إبلاغ هتلر بأخبار وفاةالإيطاليالفاشيبينيتو موسوليني، العنيفة فيالثامن والعشرين من أبريل؛ وهو الأمر الذي زاد من تصميمه أن يتجنب الوقوع في الأسر.[167]

وفيالثلاثين من أبريل من عام1945، وبعد اشتباكات عنيفة انتقلت من شارع إلى شارع في مدينةبرلين، وبينما كانت القوات السوفيتية على بعد تقاطع أو اثنين من مقرمستشارية الرايخ، قام هتلر بالانتحار بإطلاق النار داخل فمه وهو يضع في فمه كبسولةسيانيد.[168][169] وقد تم وضع جثة هتلر وجثةإيفا براون - عشيقته التي تزوجها في اليوم السابق لانتحاره - في حفرة صنعتها قنبلة.[170][171] وقاماوتو جونش وبعض الضباط المعاونين الموجودين في قبو القائد بسكب الكثير منبنزين على الجثتين، وإشعال النار فيهما بينما كانالجيش الأحمر مستمرًا في تقدمه ممطرًا المدينة بالقنابل.[168]

وفيالثاني من مايو، استسلمتبرلين. وفي السنوات التي أعقبت الحرب، تضاربت المعلومات التي وردت في التقارير عن مصير ما تبقى من رفات هتلر. وبعد تفككالاتحاد السوفيتي، وردت معلومات من التقارير التي كانت محفوظة في الأرشيف السوفيتي أنه قد تم دفن الجثث الخاصة بكل من هتلروإيفا براونوجوزيف جوبلز وقرينتهماجدا جوبلزوأطفال جوبلز الستة والجنرالهانز كربس والكلاب التي كان هتلر يمتلكها سرًا في مقابر بالقرب من مدينةراثيناو (بالألمانية:Rathenow) في ولايةبراندنبورغ (بالألمانية:brandenburg).[172] وفي عام1970، فتح السوفيت المقبرة التي تم دفنهم فيها، وتم حرق الرفات التي وجدت بها ونثرها فينهر الالب.[173] ووفقًا للمعلومات الواردة من جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، فإن جزء من جمجمة بشرية تم الاحتفاظ بها في الأرشيف الخاص بالجهاز وعرضها في معرض في عام2000؛ وهي من الرفات التي تبقت من جسد هتلر وتعتبر كل ما تبقى من هذا الرفات. وقد شكك العديد من المؤرخين والباحثين في حقيقة انتماء هذا الجزء من الجمجمة لرفات هتلر.[174]

ميراث هتلر

طالع أيضًا:نازيون جدد
أدولف هتلر"ما طريقة رجل روع هذا العدد والذي أجرى هذه الشراك الرائعة وأطلق هذه الشرور المخيفة؟"أدولف هتلر

— ونستون تشرشل عام1935

يُنظر إلى هتلروالحزب النازي والآثار التي خلفتهاالنازية على العالم بأسره كأمور لا أخلاقية إلى أقصى الحدود. ويصف المؤرخون والفلاسفة والسياسيون النازية بكلمة«شريرة» من منطلق غير ديني وأيضًا من منطلق ديني. وتدان الصورة التاريخية والصورة الحضارية التي يتم رسمها لهتلر في الغرب إلى أقصى الدرجات. ويحظر عرضالصليب المعقوف أو غيره من الرموز النازية فيألمانياوالنمسا. كما يحظرإنكار الهولوكوست في الدولتين.

خارج المبنى الموجود في مدينةبراوناو آم إن في النمسا حيث ولد هتلر يوجد نصب تذكاري يحذر من ويلات الحرب العالمية الثانية

وخارج مسقط رأس هتلر في مدينةبراوناو آم إن، يوجد في النمسا شاهد قبر حجري محفور عليه الرسالة التالية بشكل غير مترابط:

من أجل السلام، الحريةالألمانية:FÜR FRIEDEN FREIHEIT
والديمقراطيةالألمانية:UND DEMOKRATIE
لا فاشية مجددًا ابدًاالألمانية:NIE WIEDER FASCHISMUS
ملايين القتلى يذّكرو[نا]الألمانية:MILLIONEN TOTE MAHNEN

وعلى الرغم من ذلك، يتحدث البعض عن الإرث الذي خلفه هتلر للعالم بطريقة محايدة وإيجابية. فرئيسمصر الأسبقأنور السادات، تحدث عن«إعجابه» بهتلر في عام1953 عندما كان شابًا صغيرًا، على الرغم من أنه قد تحدث عنه في إطار تمرده على الإمبراطورية البريطانية.[175] كما أشار إليهلويس فراخان بوصفه«رجل عظيم جدًا».[176] كما أعلنبال ثاكيراي رئيس الجناح الأيمن لحزبحزب شيف سينا (بالهندية:Shiv Sena)الهندوسي في ولايةماهاراشترا (بالهندية:Maharashtra) الهندية في عام1995أنه كان أحد المعجبين بهتلر. وكتب المؤرخ الألمانيفريدريك ماينك، عن هتلر قائلًا:«إنه واحد من أفضل النماذج الفريدة والاستثنائية على قوة الشخصية التي لا يمكن التنبؤ بتصرفاتها أبدًا».[177]

المعتقدات الدينية

المقالات الرئيسة:معتقدات هتلر الدينيةوالدين في ألمانيا النازية

نشأ هتلر بين أم تنتمي للمذهبالروماني الكاثوليكي وأبمعادي لرجال الدين، ولكنه بعد أن ترك منزل والديه لم يحضر أيقداس أويلتزم بالطقوس الدينية للكنيسة الكاثوليكية.[178] وبالرغم من ذلك، فعندما انتقل إلىألمانيا - حيث يتم تمويل الكنائسالكاثوليكيةوالبروتستانتية عن طريقضريبة للكنيسة تقوم الدولة بجمعها - لم يقم هتلر مطلقًا (وكذلكجوبلز) أبدًا " بالتخلي عن الكنيسة أو الامتناع عن سداد الضرائب الخاصة بها. لذلك، اعتبر المؤرخشتايجمان جال، أن هتلر اسميًا "يمكن اعتباره كاثوليكيًا".[179] وعلى الرغم من ذلك، فقد أوضح شتايجمان أيضًا في مناقشته لموضوعالدين في ألمانيا النازية أن"العضوية الاسمية في الكنائس ليست معيارًا موثوق به للحكم على درجة التقوى والتمسك بالدين".[180] بالمقابل يذكر المؤرخ جون س. كونواي أن هتلر كان يعارض في الأساس الكنائس المسيحية.[181] وفقًالبولوك، لم يؤمن هتلر بالله، وكان ضد سيطره القساوسة، ونظر للأخلاق المسيحية في ازدراء لأنها تتعارض مع وجهة نظره المفضلة وهي "البقاء للأصلح".[182] وفقًا للمؤرخ لورانس ريس هتلر لم يكن مسيحيًا،[183] بل كانت أقرب في معتقداته الدينية إلىالربوبية.[183] كما سمح هتلر فياضطهاد الكنيسة الكاثوليكية وسجن القساوسة ومصادرة أملاك الكنائس والأديرة.[184]

كذلك، كان هتلر يمتدح علانيةً التراث المسيحيوالحضارة المسيحية الألمانية، وأعرب عن اعتقاده في أن المسيح كان ينتميللجنس الآري لأنه كان يحارباليهود.[185] وفي خطبه وتصريحاته، تحدث هتلر عن نظرته للمسيحية باعتبارها دافعًا محوريًا لمعاداته للسامية، قائلًا«أنا كمسيحي لا أجد نفسي ملزمًا بالسماح لغيري بخداعي، ولكنني أجد نفسي ملزمًا بأن أحارب من أجل الحقيقة والعدالة».[186][187] بحسب المؤرخين كان هدف هذا التصريح الإيجابي حول المسيحية جذب الناخبين المسيحيين الألمان، ولا يعبر عن معتقدات هتلر الحقيقية.[188] أما تصريحاته الخاصة التي نقلها عنه أصدقاؤه المقربون فيشوبها الكثير من الاختلاط؛ فهي تظهر هتلر كرجل متدين على الرغم من انتقاده للمسيحية التقليدية.[189] ونجد أن هتلر قد قام بهجوم واحد على الأقل للكاثوليكية «يعيد إلى الأذهان جدالشترايشر حول فكرة أن المؤسسة الكاثوليكية كانت تناصر اليهود وتتحالف معهم».[179] وفي ضوء هذه التصريحات الخاصة، يعتبرجون إس كونواي والعديد من المؤرخين الآخرين أنه ليس هناك مجال للشك في أن هتلر كان يحمل بين جوانحه «عداءً متأصلًا» للكنائس المسيحية.[190] وتتباين التفسيرات المقدمة لتصريحات هتلر الخاصة إلى حد بعيد في إمكانية الوثوق فيها؛ ولعل من أهمها تلك التقارير المتعددة عن تصريحات هتلر الشخصية عن المسيحية والتي تتفاوت إلى حد بعيد في مصداقيتها، ولعل أبرزها كتابهتلر يتكلم (بالإنجليزية:Hitler Speaks) الذي كتبههيرمان راوشنينج والذي يعتبره كثير من المؤرخين عملًا ملفقًا.[191][192] ويمكن الإطلاع في نظرة عامة علىمعتقدات هتلر الدينية - بناءً على تصريحاته الشخصية الظاهرة - من خلال الكتاب الذي مدحه الكثيرون والذي كتبهمايكل ريسمان أو في الكتاب الذي ألفهريتشارد شتايجمان جال والذي أثار الكثير من الجدل حوله وهو بعنوانالنازية والمسيحية.[193]

وعلى الرغم من ذلك، ففي مجال العلاقات السياسية مع الكنائس في ألمانيا، كان هتلر بكل سهولة ينتهج إستراتيجية «تناسب الأهداف السياسية الآنية التي كان يسعى لتحقيقها».[190] ووفقًا لآراء البعض، كان لهتلر خطة عامة حتى قبل أن يصل إلى كرسي رئاسةالحزب النازي؛ ألا وهي تدمير المسيحية في الرايخ.[194][195] وقد صرح رئيس المنظمة شبه العسكرية «شباب هتلر» قائلًا«كان تدمير المسيحية هدفًا ضمنيًا تسعى الحركة الاشتراكية الوطنية لتحقيقه» منذ بدايتها، ولكن«كانت الاعتبارات المتصلة بالوسيلة الممكنة لتحقيق هذا الهدف هي ما جعلت من المستحيل» أن يتم التصريح علنًا بهذا الوضع المتطرف.[194]

كان هتلر مختلفًا عن غيره ممن عكست تصرفاتهم أيدلوجياتالنازية؛ فلم يكن هتلر ممن يؤمنون بالأفكار القاصرة على فئة محدودة من البشر أو يؤمن بفكرةوجود قوى خفية فوق طبيعية يمكن إخضاعها للقوى البشرية ولم يكن متمسكًا بالأيدلوجية التي تؤمن بوجود حكمة خفية كامنة فيالجنس الآري دون غيره من الأجناس؛ وسخر هتلر من تلك المعتقدات في كتابهكفاحي.[196][197] ويعتقد آخرون أن هتلر في شبابه - خاصةً فيما يتعلق بآرائهالعنصرية - تأثر بعدد وافر من الأعمال التي كتبت عن القوى فوق الطبيعية؛ والتي تحدثت عن التفوق الغامض الذي يتمتع به الألمان. ومن هذه الأعمال، المجلة المعروفة باسم Ostara، مما يثبت صحة الإدعاء الذي أذاعه ناشر المجلةلانز فون ليبنفيلس، بأن هتلر قد زاره في عام1909 وامتدح عمله.[189][198] ولا يزال المؤرخون في حالة من عدم الاتفاق حول موضوع الوثوق في صحة إدعاء لانز باتصال هتلر به.[199] ويعتقدنيكولاس جودريك كلارك في صحة إدعاء ليبنفيلس. أمابريجيت هامان فقد تركت التساؤل حول صحة هذا الإدعاء معلقًا في حين تشككايان كيرشو إلى أقصى الحدود فيه.[199]

علاوةً على ذلك، قام هتلر لبعض الوقت بحث الشعب الألماني على اعتناق شكل من أشكال المسيحية التي أطلق عليه اسم «المسيحية الإيجابية»[200]؛ وهو معتقد يقوم على تخليصالمسيحية الأرثوذكسية مما يعترض على وجوده فيها، ويتميز بإضافة بعض الملامح العنصرية إليها. وهذا ما أبدى اعتراض رجال الدين المسيحيين فيألمانيا ضد أدولف هتلر. وبالرغم من ذلك، فبحلول عام1940 كان معلومًا للرأي العام أن هتلر قد تخلى عن فكرة حث الألمان على الإيمان بفكرة إمكانية التوفيق بين الأفكار المتعارضة التي تدعو إليهاالمسيحية الإيجابية.[201] وكان هتلر يرى أن«الإرهاب الديني هو - باختصار - ما تدعو إليه التعاليم اليهودية؛ تلك التعاليم التي تعمل المسيحية على الترويج لها والتي من شأنها أن تزرع القلق والارتباك في عقول البشر.»[202]وبالإضافة إلى عدم حضورالقداسوالالتزام بالطقوس الدينية للكنيسة الكاثوليكية، فقد كان هتلر يفضل بعض جوانبالمذهب البروتستانتي إذا كانت هذه الجوانب ستمكنه من تحقيق أهدافه. وفي الوقت نفسه، قام هتلر بمحاكاة بعض من معالم الكنيسة الكاثوليكية المتمثلة في نظام مؤسستها القائم على التسلسل الهرمي وعلى وجود طقوس معينة ولغة خاصة يتم استخدامهما فيها.[203][204]

وأبدى هتلر إعجابه بالتقاليد العسكرية فيتاريخ المسلمين، وأصدر أوامره إلى هيلمر بإنشاء فرقة عسكرية منالمسلمين فقط فيوحدات النخبة النازية، وكان ذلك لخدمة أهدافه السياسية فقط.[205] ووفقًا لما ذكره واحد ممن كان هتلر يأتمنهم على أسراره، فإنه قد صرح له خصوصًا قائلًا«دين محمد الإسلامي من أكثر الأديان التي كانت ستلائم - أيضًا - الأهداف التي نسعى لتحقيقها؛ أكثر من المسيحية نفسها. فلماذا يتوجب علينا أن نعتنق المسيحية بكل الخنوع والهوان الذين تتصف بهما»[206]؛ وكان هتلر في ذلك معجبًا بجانب الصمود والشجاعة في ملاقاة العدو الذي كان المسلمون يتصفون به، ولم يلتفت إلى أن هذا الجانب في المسلمين إنما كان دفاعًا عن الحق ولم يقصد به يومًا الهجوم على الغير أو الاعتداء على حقوق الآخرين.[206]

وصرح هتلر في إحدى المرات قائلًا«لا نريد إلهًا آخر غير ألمانيا نفسها. ومن الضروري أن نتحلى بإيمان وأمل وحب يتصفون بالتعصب لألمانيا ولصالح ألمانيا».[207]

الصحة والحياة الجنسية

الصحة

طالما كانت الحالة الصحية لهتلر مثارًا للجدل. فقد قيل مرات عديدة أنه كان يعاني منأعراض القولون العصبي، ومنآفات جلدية، ومنعدم انتظام في ضربات القلب، ومنمرض الشلل الرعاش، ومنمرض الزهري، كما توجد أدلة قوية على إدمانه علىعقار الميثامفيتامين المخدر. وهناك فيلم يظهر يده اليسرى وهي ترتعش؛ وهو ما يمكن أن يكون إشارة لإصابته بالشلل الرعاش.[208] وهناك فيلم آخر - تمت إضافة الكلمات له باستخدام تكنولوجيا قراءة الشفاه - يظهر هتلر وهو يشكو من ارتعاش ذراعه.وباستثناء هاتين الحالتين اللتين تتحدثان عن حالته الصحية، لا توجد الكثير من الأدلة التي تتحدث عنها.

وفي السنوات التي تلت بدايات عقد الثلاثينات منالقرن السابق، كان هتلر يلتزم بنظام غذائينباتي بالرغم من أنه كان يتناول اللحوم أحيانًا. وهناك بعض الأخبار التي تم تناقلها عنه وهو يقوم بإثارة اشمئزاز ضيوفه ويعطي لهم وصفًا تفصيليًا عن طريقة ذبح الحيوانات في محاولة منه لجعلهم يعزفون عن تناول اللحوم.[209] ويعتبر خوف هتلر من الإصابة بمرضالسرطان (الذي أودى بحياة والدته) هو أهم الأسباب التي قُدِّمَت لتبرير هذا السلوك من جانبه بالرغم من أن الكثير من المؤلفين يؤكدون أن السبب وراء ذلك كان حبه العميق والمتأصل للحيوانات. وقد صنع لهمارتن بورمان خصيصًاصوبة زجاجية بالقرب منبيرغوف (بالألمانية:Berghof) مقر إقامته الموجود بالقرب من منطقةبيرتشسغادن؛ وذلك للتأكد من إمدادهبالفواكهوالخضراوات الطازجة طوال فترة الحرب. بعض الصور الفوتوغرافية لأطفال بورمان وهم يقومون بالعناية بالصوبة الزجاجية. وبحلول عام2005، كانت دعائم هذه الصوبة هي كل ما تبقى منها من بين أطلال المنطقة الخاصة بالقادة النازيين.

لم يكن هتلر مدخنًا، وكان يشجع على الترويج لحملات مناهضة للتدخين في كل أنحاء ألمانيا. ويقال أن هتلر وعد بمنح أي فرد من المقربين له ساعة ذهبية إذا تمكن من الإقلاع عن التدخين (وقام بالفعل بمنح البعض ساعات ذهبية عندما تمكنوا من ذلك). وتؤكد روايات العديد من الشهود إنه بعد التأكد من صحة خبرانتحاره، قام العديد من الضباط والمعاونين وأفراد السكرتارية فيقبو الفوهرر بإشعال السجائر وتدخينها.[210]

الميول الجنسية

قدم هتلر نفسه للجماهير على أنه رجل بلا حياة عائلية، وعلى أنه قد كرس حياته تمامًا لمهمته السياسية. في فترة مراهقته وقبل أن يخرج من قريته في النمسا، أحب هتلر فتاة من الطبقة المخملية، لكن لأسباب مجهولة لم يكلمها، وكان كل أصدقائه يعرفون بحبه لها، ترك رسالة لها قبل مغادرته إلى فيينا لدراسة الفن بأنه سينهي دراسته وسيعود ويتزوجها. لكن هتلر لم يدرس الفن، ولم يعد إلى القرية.[211] وخطب هتلر في العشريناتميمي رايتر، وفيما بعد خاللإيفا براون، والتي تزوجها قبل وفاته بيوم واحد. وكانت تربطه علاقة وثيقة بابنة أخته غير الشقيقةجيلي راوبال؛ وهي علاقة زعم بعض المعلقين أنها كانت علاقة جنسية بالرغم من عدم وجود أدلة تثبت ذلك.[212] ويذكر جون تولاند في كتابهAdolf Hitler: The Definitive Biography أن هتلر كان كثيرًا ما يزورجيلي بصفته خطيبها، كما كان يضع الكثير من القيود على تحركاتها ما لم تكن بصحبته. وقد حاولت النساء الثلاث الانتحار (ونجحت اثنتين منهما بالفعل في ذلك)؛ وهي حقيقة أدت إلى وجود بعض التكهنات عن إصابة هتلر بانحراف جنسي مثل:انحراف جنسي في التبول وذلك كما ذكراوتو شتراسر وهو أحد الخصوم السياسيين لهتلر. وقد أنكر رايتر - وهو الشخص الوحيد الذي ظل على قيد الحياة بعد سقوط النازية - هذا الأمر.[213] وأثناء فترة الحرب وبعدها، قدمالمحللون النفسيون عددًا لا حصر له منالتفسيرات النفسية - الجنسية غير المتوافقة مع بعضها البعض لتصرفات هتلر من منظور علمالباثولوجيا.[214] وتشير بعض النظريات إلى أن هتلر كانت له علاقة بواحدة من معتنقات الفكر الفاشي؛ وهي البريطانيةيونيتي ميتفورد.[215] وفي الآونة الأخيرة، تحدثلوثر ماشتان في كتابههتلر الخفي (بالإنجليزية:The Hidden Hitler) عن أن هتلر كانمثليًا.

عائلة هتلر

المقالة الرئيسة:هتلر (توضيح)

توفيتباولا هتلر؛ آخر من تبقى على قيد الحياة من أسرة هتلر التي تتصل به اتصالًا مباشرًا في عام1960، أما أكثر أفراد سلالته المباشرة شهرة وعمرًا من ناحية والده فهو: ابن أخيهويليام باتريك هتلر. وانتقل ليعيش مع زوجته فايليس، في جزيرةلونج آيلاند في مدينةنيويورك، وأنجبا أربعة أطفال.

وعلى مدار السنوات، حاول الكثير من المراسلين الصحفيين أن يقوموا باقتفاء أثر أقارب ينتمون لدوائر أبعد في عائلة هتلر؛ ويزعم أن الكثير منهم يعيشون الآن حياة غامضة بعد أن مضى وقت طويل على قيامهم بتغيير أسمائهم حتى لا يتعرف عليهم أحد.

سلسلة نسب هتلر

أفراد عائلة أدولف هتلر:

وجهات نظر

رسم كاريكاتيري تظهر طعن يهودي للجيش الألماني في ظهره بخنجر. وقد ألقى باللوم لاستسلام غير الوطنيين، من الاشتراكيين، البلاشفة، جمهورية فايمار، واليهود على وجه الخصوص. (1919)

تحمل شخصية هتلر تناقضات عدة، وتظهرها وسائل الإعلام بالشخصية الديكتاتورية التي تود هلاك العالم والبعض يصفه بأنه الشيطان وآخرون يتهمونه أنه مفجر الحرب والسبب وراء حصول المجازر التي راح ضحيتها الآف من البشر، كما أتهم بمعادة السامية. تبقى شخصية هتلر شخصية خلافية عالميا حيث في غالب الأحيان تظهر وسائل الإعلام مساوئ شخصيته وأبرزها معاداة السامية لكن لهتلر ميزات إلى جانب أعماله السيئة.[216] عندما تسلم هتلر مقاليد الحكم في ألمانيا كانت هذه الأخيرة حينئذٍ مهزومة في الحرب، مدمرة اقتصاديا،موقعة علىمعاهدة فرساي والتي تنص على تحديد عدد أفراد الجيش، والقدرات العسكرية الألمانية.[217] لكنه بعد ذلك زاد القدرات العسكرية الألمانية، ألغى معاهدة فرساي، أنشأ المصانع ووصلت البطالة لمعدلات منخفضة، كما انتعش الاقتصاد الألماني. بسط هتلر أفكار الاشتراكية القومية ورؤاها السياسية والإيديولوجية، حيث كتبها في كتابكفاحي، وفحواها أن الاختلاف بين الأجناس والأفراد أمر فرضته الطبيعة في نظامها الأزلي وأن (العنصر الآري) هو العنصر الوحيد الخلاق في تاريخ البشرية، وأن الشعب هو الوحدة الطبيعية الأساسية للبشرية، والشعب الجرماني هو أعظم الشعوب قاطبة وإنما الماركسية والشيوعية بتأكيدها للعالمية والصراع الطبقي، وخلف الماركسية يكمن العدو الأكبر وهماليهود الذين يجسدون الشر على الإطلاق ويريدون تدمير العنصرالآري لذلك يجب تطهيرالرايخ منهم والحفاظ على نقاء الدم الآري. وصل هتلر إلى السلطة عبر سلسلة من الإجراءات التي أزاح بها خصومه من المسرح السياسي وثبت دعائم دكتاتوريته الشخصية المطلقة. حيث أنه عندما احترق الرايخستاغ أعلن حالة الطوارئ وحصل على تفويض بإصدار القوانين من دون الرجوع إلى البرلمان، وبدأ بتطهير جهاز الدولة من الخصوم ومن غير الآريين، وانطلقت حملة ضدالشيوعيينواليهود والأحزاب المعارضة، كما ألغيت النقابات وشكلتجبهة العمل الألمانية وأعقبها أسست منظمةشبيبة هتلر لتربية الشباب وتدريبهم حسب المبادئ النازية الآرية. وبعد موت هندنبورغ دمج منصبي مستشارالرايخ ورئيس الرايخ في شخص هتلر، الذي أدى له الجيش قسم الولاء وتحولت ألمانيا إلى دولة الحزب الواحد الذي سيطر على مجالات الحياة كافة بواسطة جهاز الغستابو (الشرطة السرية) ومنظمات الحزب العسكرية. وهكذا أمسك هتلر بزمام الأمور وبكل مفاتيح السلطة المدنية والعسكرية والشعبية التي تركزت في شخص الفورَر (الزعيم). ويعتقد البعض ان اسم هتلر صار رمزًا للدكتاتورية والحكم العنصريالفاشي الدموي، ويرى فيه آخرون أنه مفجر الحرب العالمية الثانية التي جعلت ألمانيا تقف في وجه دول كثيرة في العالم. فيما يعتبره آخرون رمزا للكفاح[218] يعتقد البعض أن بعد فترة قصيرة من صعودالنازيين للحكم فيألمانيا وصعود هتلر للسلطة بدأت خطة لإبادةاليهود والمعروفةبالحل النهائي، بإشرافأدولف أيخمان على الشروع بعمليات الهولوكوست.[219] وبدأت هذه العمليات بإبادةاليهود إضافة إلى إبادة جماعات أخرى مثل الشيوعيين،وشهود يهوه، وممن اعتبروا شاذين جنسيا، كما تمت إجراءات جراحية أو طبية لمنع معاقين عقليا من الإنجاب واستعملت أساليب القتل الرحيم لإنهاء حياةبشر.[220]

هتلر ووسائل الإعلام

المقالة الرئيسة:هتلر ووسائل الإعلام
فيلم لأدولف هتلر في مدينة بيرشيتسغادن

الخطب والاجتماعات السنوية

كان هتلر خطيبًا مفوهًا استولى على ألباب الكثيرين بضربات يده على المنصة التي كان يقف خلفها وهو يلقي خطاباته، وبصوته الهادر وخطبه الحماسية. وكان يصقل مهاراته بإلقاء الخطب على الجنود خلال عامي1919و1920. وأصبح ماهرًا في التحدث إلى الناس بما يريدون أن يسمعوه منه«الخيانة التي طعنت الجيش الألماني في الظهر أثناءالحرب العالمية الأولى، والخطةاليهوديةالماركسية لغزو العالم، والخيانة التي تعرضت لهاألمانيا فيمعاهدة فرساي». وكان هتلر ماهرًا أيضًا في العثور على كبش فداء يلقي عليه باللوم حول ما يلحق بشعبه من مصائب. ومع مرور الوقت، تمكن هتلر من الوصول إلى حد الكمال في أدائه أمام الجماهير عن طريق التدرب أمام المرآة والعزف الماهر على أوتار المشاعر أثناء عروضه. وقد تدرب هتلر على يد شخص كان يدعي كذبًا قدرته على استبصار المستقبل، وقد ركز على استخدام اليد والإيماءات التي يمكن القيام بها عن طريق الذراع. وتحدث عنهألبرت سبير الذي كان وزيرًا للذخيرة في عهده ومعماريًا - والذي كان يعرف هتلر كما كان الجميع يعرفه - فقال إنه كان قبل كل شيء آخر ممثلًا بارعًا.[221][222]

وقد تم تصميم الاجتماعات السنوية الحاشدة التي كان ينظمهاألبرت سبير من أجل إطلاق شرارة إقناع الذات في نفوس المشاركين فيها. وكان المشاركون في هذه الاجتماعات السنوية يعززون التزامهم تجاهالحركة النازية عن طريق حضور في الاجتماعات السنوية، والاشتراك في المسيرات، ورفع أصواتهم بالتحية للقائد، وأداء التحية العسكرية بيد ثابتة وقوية. ويمكن إدراك هذه الأمور بشكل كامل من مشاهدة الفيلم الدعائي الذي يحمل اسمانتصار الإرادة (بالإنجليزية:Triumph of the Will)؛ والذي قام بإخراجهليني ريفنشتال ليصور الاجتماع السنويللحزب النازي الذي تم عقده فينورنبيرغ في عام1934. وقد قام المخرج بتصوير هتلر من زاوية عالية أو منخفضة فقط، ولكن لم يقم بتصويره من الأمام مباشرة إلا مرتين فقط. والتقاط الكاميرا الصور له من هذه الزوايا تضفي عليه هالة منref>Steigmann-Gall 2003 التقديس. وكان بعض من ظهروا في الفيلم ممثلين تقاضوا أجرًا عن قيامهم بالتمثيل في هذا الفيلم الدعائي، ولكن لم يكن معظم من شاركوا فيه من الممثلين. ولم يتم أبدًا الكشف عما إذا كان الفيلم قد استعان ببعض المنضمين حديثًاللحزب النازي من بين رواد المسرح. وربما تكون محاولات إقناع الذات قد تركت أثرها على هتلر نفسه. وكان هتلر يلقي بالخطبة نفسها (ويصقلها بلسانه المعسول لدرجة أكبر في كل مرة) مئات المرات؛ فيلقيها أولًا أمام الجنود ثم يقوم بإلقائها في النوادي المنتشرة في كل أنحاء ألمانيا والتي كان يرتادها الشعب الألماني. وربما كانت هذه العروض هي ما أضافت المزيد والمزيد إلى الأحقاد التي كان يضمرها في نفسه؛ خاصةً تلك الكراهية الشديدة التي كان يضمرهالليهود والتي استولت عليه تمامًا.

هتلر مع البارون مانرهايم في يونيو من عام 1942

ما سُجل من أحاديث هتلر الخاصة

وقد زار هتلرالمشير الفنلنديمانرهايم، فيالرابع من شهر يونيو عام1943. وأثناء هذه الزيارة قام أحد المهندسين العاملين في شركةهيئة الإذاعة الفنلنديةYLE، ويدعىثور دامن، بتسجيل نص الحوار الذي دار بين هتلرومانرهايم؛ وهو تصرف لا بد وأنه قد قام به في الخفاء لأن هتلر لم يكن ليسمح بتسجيل محادثاته الشخصية دون إذن منه ودون أن يتحضر لذلك.[223] ويعتبر هذا التسجيل اليوم، الوحيد المعروف لهتلر وهو يتحدث بلهجة غير رسمية؛ وهو يعرض لمحادثة خاصة مدتها إحدى عشرة دقيقة ونصف بين القائدين.[224] ويتحدث هتلر بطريقة يظهر فيها قليلًا من الإثارة، وبالرغم من ذلك فهي طريقة تتسم بالتحرر الفكري (وذلك إذا ما تمت مقارنتها بتلك التي كان يتحدث بها الرجال الذين ينتمون للطبقة العاملة في زمنه). ومعظم التسجيل كان مونولوجًا يتحدث فيه هتلر. وفي المحادثة، يعترف هتلر بفهمه لقدرةالاتحاد السوفيتي على الدخول في حرب.

أسطوانة Patria المصورة

صدرت أسطوانة مصورة تحمل سبع صور وواحدًا من خطابات أدولف هتلر. وهذه الأسطوانة تحمل اسمالوطن (بالألمانية:Partia). وتحمل واجهة الأسطوانة صورة لهتلر وهو يلقي بأحد خطاباته، كما أن عليها تسجيل لأحد خطاباته وكذلك خطاب لواحد من أعضاءالحزب النازي. أما الوجه الآخر للأسطوانة فيصور يدا تحمل العلم المرسوم عليهالصليب المعقوف، كذلك عليها (بالألمانية:Carl Woitschach recording (1933—Telefunken A 1431) "In Dem Kampf um die Heimat—Faschistenmarsch").

الأعمال الوثائقية التي تؤرخ لعهد الرايخ الثالث

ظهر هتلر في سلسلة من الأفلام، كما ارتبطت شخصيته بالبعض الآخر من الأفلام بدرجات متفاوتة؛ وذلك في أفلام أخرجهاليني ريفنشتال في Universum Film AG أوUFA؛ وهو أكبر استديوهات السينما في عهدالرايخ الثالث؛

وكان هتلر هو الشخصية المحورية في الأفلام الثلاثة الأولى؛ وركزت هذه الأفلام على اجتماعاتالحزب النازي السنوية في السنوات التي أنتجت فيها هذه الأفلام التي يمكن اعتبارها أفلامًا دعائية. وقد صور هتلر بشكل واضح في الفيلم الذي يحمل عنوانأوليمبيا. ولا يزال الجدال قائمًا حول اعتبار الفيلم الأخير فيلمًا دعائيًا أو فيلمًا وثائقيًا حقيقيًا. وعلى أي حال، يعمل الفيلم على تخليددورة الألعاب الأولمبية التي اقيمت في عام 1936، وينشر الرسالة الدعائية التي حرصت هذه الأولمبياد على نشرها صور لألمانيا تحتالحكم النازي تعيش برخاء وتتطلع للسلام.[225] كذلك، صور هتلر - بصفته شخصية سياسية بارزة - في العديد من الأفلام الإخبارية القصيرة التي عرضت في دور السينما.

التلفاز

حصل تصوير لحضور هتلر العديد من الحفلات الرسمية والمناسبات الاجتماعية - بما في ذلكدورة الألعاب الأوليمبية الخاصة بعام 1936 والاجتماعات السنويةللحزب النازي التي كان تعقد في مدينةنورنبيرغ - على الشبكات التلفازية في الفترة ما بين عامي1935و1939. وكان يعاد عرض هذه الأحداث - بالإضافة إلى غيرها من البرامج التي تلقي الضوء على الأنشطة التي يقوم بها الموظفون الرسميون - في قاعات المشاهدة العامة. وقد قدمت نماذج من عدد من الأفلام التي حفظت لنا عبر التاريخ منذ عهدألمانيا النازية في الفيلم الوثائقي الذي انتج في عام1999 تحت عنوانالتلفزيون تحت حكم الصليب المعقوف (بالألمانية:Das Fernsehen unter dem Hakenkreuz).

الأعمال الوثائقية التي انتجت بعد سقوط الرايخ الثالث

وهي سلسلة تلفازية من إنتاجThames Television تعرض الكثير من المعلومات عن هتلر وعنألمانيا النازية، وتتضمن كذلك مقابلة شخصية مع سكرتيرة هتلرتراودل يونغه.
وهي سلسلة من إنتاجبي بي سي تحمل عنوان «أسرار الحرب العالمية الثانية» (بالإنجليزية:Secrets of World War II)، وهي تحكي عن الأيام الأخيرة التي قضاها هتلر أثناءالحرب العالمية الثانية.
وهي سلسلة من ستة أجزاء من إنتاجبي بي سي عن الطريقة التي تقبل بها المثقفون والمتعلمون الألمان هتلر والنازيين حتى وقت سقوطالنازية. وكان المستشار التاريخي لهذا العمل هوايان كيرشو.
والعمل عبارة عن مقابلة شخصية حصرية استغرقت تسعين دقيقة معتراودل يونغه؛ سكرتيرة هتلر. والفيلم أخرجه المخرج النمساوي اليهودياندريه هيلر، وذلك قبل وفاةتراودل بفترة قصيرة على إثر إصابتهابسرطان الرئة واسترجعت فيهتراودل ذكريات الأيام الأخيرة في قبو القائد في برلين. وقد استعين بمقتطفات من هذه المقابلة في فيلمالسقوط (بالألمانية:Downfall).
وهو عمل وثائقي عن مفهوم حب الجمال من وجهة النظر الوطنية الاشتراكية التي رآها هتلر.
وهو عمل وثائقي قدمه مايكل كلوفت عن الاستخدام الوطنيللتلفاز في ألمانيا في عهد النازية للأغراض الدعائية ما بين عامي1935و1944.

الأعمال الدرامية التي تناولت النازية

ويعرض الفيلم الأيام الأخيرة من حياة هتلر التي انتهت بوفاته، والفيلم من تمثيلسيرأليك غينيس.
والعمل مدته سبع ساعات ويتكون من أربعة أجزاء.واستعانالمخرج في هذا الفيلم بمقتطفات وثائقية، وخلفيات من الصور الفوتوغرافية، وعرائس متحركة، ومشاهد عرضت على خشبة المسرح، وغيرها من العناصر.[226]
ويعرض الفيلم الأحداث التي دارت في الأيام الأخيرة في قبو القائد من يومالسابع عشر من يناير وحتى يومالثاني من مارس في عام1945. وقد حول هذا العمل إلى فيلمتلفازي بعنوانالقبو (بالألمانية:The Bunker)، وذلك في عام 1981 من تمثيلانتوني هوبكنز
والعمل عبارة عن رؤية افتراضية لألمانيا خلال عام 1964 في حالة انتصار هتلر في الحرب العالمية الثانية. والعمل مأخوذ منالرواية التي كتبها الصحفي السابقروبرت هاريس.
وهودراما نفسية تتأمل في الأحداث التي وقعت بعد عهد هتلر (وصور هذه الأحداثنورمان رودواي الذي عاصر سقوط ألمانيا النازية).
وهو دراما قصصية تصور الصداقة التي جمعت بين تاجر فنون يهودي وهو ماكس روثمان (ويمثل الشخصيةجون كيوزاك)، وبين أدولف هتلر الشاب (ويمثل الشخصيةنوه تايلور)، وذلك عندما صادفه الفشل كرسام في فيينا.
وهو عبارة عن مسلسل تليفزيوني من جزئين يحكي عن السنوات الأولى في حياة أدولف هتلر وعن صعوده للحكم (وذلك حتى عام 1933)، وأدى دور البطولة في الفيلمروبرت كارلايل.
وهو فيلم ألماني عن الأيام الأخيرة من عمر هتلر وعمرالرايخ الثالث. وأدى دور البطولة في الفيلمبرونو غانزويعتمد الفيلم جزئيًا على السيرة الذاتية الخاصةتراودل؛ وهي السكرتيرة المقربة إلى هتلر. وفي عام2002، صرحتتراودل بأنها تشعر بالذنب لأنها«كانت معجبة بأعتى المجرمين في تاريخ البشرية.»
ويصور هتلر - الذي قام بأداء دورهدافيد بامبر - كهدف لمحاولة اغتيال مدانة قام بهاشتاوفنبرج.
وهو دراما إذاعية كتبهالورانس ماركسوموريس جران، وتقدم سيناريو تخيلي يقوم فيهسيجموند فرويد بعلاج هتلر الشاب. وقد قام الممثلتوبي جونز بأداء دور هتلر.

معرض الصور

الملاحظات والمصادر

  1. ^ابAdolf Hitler (بالهولندية),QID:Q17299517
  2. ^ابNationalencyklopedin | Adolf Hitler (بالسويدية),OCLC:185256473,QID:Q1165538
  3. ^ابfilmportal.de | Adolf Hitler،QID:Q15706812
  4. ^ابBrockhaus Enzyklopädie | Adolf Hitler (بالألمانية),OL:19088695W,QID:Q237227
  5. ^ابStore norske leksikon | Adolf Hitler (بالنرويجية البوكمول والنرويجية النينوشك),ISSN:2464-1480,QID:Q746368
  6. ^ابBeWeB،QID:Q77541206
  7. ^United States Holocaust Memorial Museum,Holocaust Encyclopedia (بالإنجليزية), Washington, D.C.:United States Holocaust Memorial Museum,OCLC:57926366,QID:Q5883924
  8. ^Alfred Konder (2000),Adolf Hitler’s Family Tree: The Untold Story of the Hitler Family(PDF) (بالإنجليزية) (1st ed.), Salt Lake City, pp. 29–30,QID:Q22262438{{استشهاد}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
  9. ^Oorlogsbronnen | Adolf Hitler،QID:Q110279963
  10. ^Большая советская энциклопедия: [в 30 т.] (بالروسية) (3rd ed.), Москва: Большая российская энциклопедия, 1969, Гитлер Адольф,OCLC:14476314,QID:Q17378135
  11. ^Edward Felsenthal (ed.),Time (بالإنجليزية), New York City: Time Inc.,ISSN:0040-781X,OCLC:1311479,QID:Q43297
  12. ^Alfred Konder (2000),Adolf Hitler’s Family Tree: The Untold Story of the Hitler Family(PDF) (بالإنجليزية) (1st ed.), Salt Lake City, p. 30,QID:Q22262438{{استشهاد}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
  13. ^duplicates of Roman Catholic baptism records from Upper Austria، 49،QID:Q105501829
  14. ^ابhttps://www.biography.com/people/adolf-hitler-9340144. اطلع عليه بتاريخ2018-07-19.{{استشهاد ويب}}:|url= بحاجة لعنوان (مساعدة) والوسيط|title= غير موجود أو فارغ (من ويكي بيانات) (مساعدة)
  15. ^Harald Sandner (2017).Hitler - Das Itinerar (بالألمانية) (4th ed.). Berlin: Berlin Story Verlag. Vol. 1. p. 363.ISBN:978-3-95723-090-4.QID:Q30345257.
  16. ^„Das Vergessen der Vernichtung ist ein Teil der Vernichtung selbst“: Lebensgeschichten von Opfern der nationalsozialistischen „Euthanasie“ (بالألمانية). Göttingen: Wallstein Verlag. 2007. p. 281.ISBN:978-3-8353-0146-7.OL:20060635M.QID:Q22116236.
  17. ^"The Routledge Companion to Nazi Germany" (بالإنجليزية). 2007.ISBN:978-0-415-30860-1.{{استشهاد ويب}}:الوسيط|مسار= غير موجود أو فارع (help)
  18. ^"Hitler: A Biography" (بالإنجليزية). 2008.ISBN:978-0-393-06757-6.{{استشهاد ويب}}:الوسيط|مسار= غير موجود أو فارع (help)
  19. ^https://time.com/archive/6598257/adolf-hitler-man-of-the-year-1938/.{{استشهاد ويب}}:|url= بحاجة لعنوان (مساعدة) والوسيط|title= غير موجود أو فارغ (من ويكي بيانات) (مساعدة)
  20. ^https://warfarehistorynetwork.com/article/hitler-dictator-and-artist/. اطلع عليه بتاريخ2023-06-13.{{استشهاد ويب}}:|url= بحاجة لعنوان (مساعدة) والوسيط|title= غير موجود أو فارغ (من ويكي بيانات) (مساعدة)
  21. ^Time 100، Adolf Hitler.نسخة محفوظة 30 سبتمبر 2009 على موقعواي باك مشين.[وصلة مكسورة]
  22. ^Wistrich، Robert S. (1995).Who's Who In Nazi Germany?. London: Routledge.ISBN:978-0415118880. مؤرشف منالأصل في 2016-11-14. اطلع عليه بتاريخ2008-09-07.
  23. ^"Adolf Hitler تم الوصول إليه في 30 نوفمبر 2016". مؤرشف منالأصل في 2018-10-06.
  24. ^"مقدمة حول الهولوكوست".encyclopedia.ushmm.org. مؤرشف منالأصل في 2024-11-11. اطلع عليه بتاريخ2024-11-01.
  25. ^Shirer 1961، صفحة 21
  26. ^Bullock 1962، صفحة 25
  27. ^Toland 1991، صفحات 12–13
  28. ^Lackey, Douglas.
  29. ^1999
  30. ^"What Are the Modern Classics?
  31. ^The Baruch Poll of Great Philosophy in the Twentieth Century"
  32. ^Hamann, Hitler's Vienna
  33. ^The controversial book
  34. ^"In the House of my Parents". Mondo Politico. مؤرشف منالأصل في 2018-10-05. اطلع عليه بتاريخ2008-05-22.
  35. ^Langer, Walter C. 1972، صفحة 246
  36. ^Bullock 1962، صفحات 30–31
  37. ^ابجدHitler 1998، §2
  38. ^Hamann 1999
  39. ^Hitler 1998، §7
  40. ^Shirer 1961
  41. ^Bullock 1962، صفحات 50–51
  42. ^Shirer 1990، صفحة 53
  43. ^Keegan 1987، صفحة 239
  44. ^Bullock 1962، صفحة 52
  45. ^Alastair Jamieson,
  46. ^Rosenbaum, Ron,
  47. ^Lewis 2003
  48. ^Dawidowicz 1986
  49. ^Keegan 1987، صفحة 238–240
  50. ^Bullock 1962، صفحة 60
  51. ^"1919 Picture of Hitler". Historisches Lexikon Bayerns. مؤرشف منالأصل في 2015-11-07. اطلع عليه بتاريخ2008-05-22.
  52. ^Fest 1970
  53. ^بعد أن تغير اسم الحزب رسميًا إلى هذا الاسم في عام 1920 بإضافة "الاشتراكي الوطني" إلى أول الاسم
  54. ^Shirer 1990
  55. ^Wistrich, Robert S.  [لغات أخرى]‏ (2002).Who's Who in Nazi Germany.ولاية نيويورك:روتليدج. ص. 193.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link) صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link) صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link)
  56. ^Hitler، Adolf (1961).Hitler's Secret Book.ولاية نيويورك:Grove Press. ص. 18. مؤرشف منالأصل في 2019-08-08."نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2019-07-26. اطلع عليه بتاريخ2009-07-24.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  57. ^Kershaw 2000a، صفحات 166–168
  58. ^Kershaw 2000a، صفحات 244–245
  59. ^Bloch & 1992 178–179
  60. ^Butler 1989، صفحة 159
  61. ^Bullock 1962، صفحة 434
  62. ^Overy 2005، صفحة 425
  63. ^Crozier 1988، صفحة 236
  64. ^Crozier 1988، صفحة 239
  65. ^Overy 1989، صفحة 84–85
  66. ^Weinberg 1980، صفحات 334–335
  67. ^Weinberg 1980، صفحات 338–340
  68. ^Weinberg 1980، صفحة 366
  69. ^Bloch 1992، صفحات 183–185
  70. ^Weinberg 1980، صفحة 368
  71. ^Kee 1988، صفحة 132
  72. ^ابHillgruber, Andreas "England's Place In Hitler's Plans for World Dominion" pp. 5–22 from
  73. ^. Messerschmidt, Manfred “Foreign Policy and Preparation for War” from
  74. ^Messerschmidt, Manfred “Foreign Policy and Preparation for War” fromGermany and the Second World War، Clarendon Press: Oxford, 1990 p. 654
  75. ^Murray 1984، صفحات 178–184
  76. ^Murray 1984، صفحة 183
  77. ^Kee 1988، صفحة 147
  78. ^Weinberg 1980، صفحات 418–419
  79. ^Weinberg 1980، صفحة 428
  80. ^Weinberg 1980، صفحة 431
  81. ^ابجMiddlemas, Keith
  82. ^Weinberg 1980، صفحات 432, 447
  83. ^Hildebrand 1973، صفحة 72
  84. ^Weinberg 1980، صفحة 447
  85. ^Dilks, David “`We Must Hope For The Best and Prepare For The Worse’” from
  86. ^Weinberg 1980، صفحة 448
  87. ^ابجOvery, Richard “Germany and the Munich Crisis
  88. ^Weinberg 1980، صفحات 452–453, 457
  89. ^Overy 1989، صفحة 49
  90. ^Murray 1984، صفحة 259
  91. ^ابBullock, A.
  92. ^Kee 1988، صفحات 198–200
  93. ^Kee 1988، صفحات 201–202
  94. ^Kee 1988، صفحات 202–203
  95. ^Weinberg 1980، صفحات 462–463
  96. ^"Man of the Year".Time. مؤرشف منالأصل في 2013-05-18. اطلع عليه بتاريخ2008-05-22.
  97. ^Weinberg 1980، صفحة 463
  98. ^Messerschmidt, Manfred “Foreign Policy and Preparation for War” from Rothwell, Victor
  99. ^ابجدهو(Ian Kershaw 2000), passim.
  100. ^Rothwell, Victor
  101. ^Weinberg 1980، صفحات 506–507
  102. ^Watt, D.C.
  103. ^Strobl 2000، صفحات 161–162
  104. ^Strobl 2000، صفحات 168–170
  105. ^Messerschmidt, Manfred “Foreign Policy and Preparation for War from
  106. ^Overy 1989، صفحة 61
  107. ^ابجMaiolo, Joseph
  108. ^Weinberg, Gerhard ”Propaganda for Peace and Preparation For War’ pp. 68–82 from Germany, Hitler and World War II، Cambridge University Press: Cambridge, Cambridgeshire, United Kingdom, 1995 p. 73
  109. ^Weinberg, Gerhard ”Propaganda for Peace and Preparation For War’ pp. 68–82 from Germany, Hitler and World War II, Cambridge University Press: Cambridge, Cambridgeshire, United Kingdom, 1995 p. 73
  110. ^ابRoberston, E.M
  111. ^Hitler Planning for War and the Response of the Great Powers (1938–early 1939)" pp. 196–234 from
  112. ^Hitler's Planning for War and the Response of the Great Powers (1938–early 1939)" pp. 196–234 from
  113. ^ابجدهRees, Lawrence
  114. ^Murray 1984، صفحة 268
  115. ^Marrus 2000، صفحة 37
  116. ^Marrus 2000، صفحة 38
  117. ^Marrus 2000، صفحة 43
  118. ^Murray 1984، صفحات 268–269
  119. ^Weinberg 1980، صفحات 537–539, 557–560
  120. ^Weinberg 1980، صفحة 558
  121. ^Weinberg 1980، صفحات 561–562, 583–584
  122. ^Roberston, E.M.
  123. ^Hitler Planning for War and the Response of the Great Powers” from Messerschmidt, Manfred “Foreign Policy and Preparation for War” from
  124. ^Bloch 1992، صفحات 210, 228
  125. ^Craig, Gordon "The German Foreign Office from Neurath to Ribbentrop" from
  126. ^harvnb 1989
  127. ^Overy, Richard “Economy Germany, ‘Domestic Crisis’ and War in 1939” from
  128. ^Robertson 1963، صفحات 178–180
  129. ^MAX BELOFF,
  130. ^Mason, Tim & Overy, R.J.
  131. ^Kershaw 2000b، صفحات 36–37, 92
  132. ^Weinberg, Gerhard “Hitler's Private Testament of 2 May 1938” pp. 415–419 from
  133. ^Bloch 1992، صفحات 252–253
  134. ^Weinberg, Gerhard "Hitler and England, 1933–1945
  135. ^Bloch 1992، صفحات 255–257
  136. ^ابBloch, Michael
  137. ^Hakim 1995
  138. ^(2 October 1939).Seven Years War?,تايم (مجلة). Retrieved on 30 August 2008نسخة محفوظة 27 أغسطس 2013 على موقعواي باك مشين.[وصلة مكسورة]
  139. ^Rees 1997، صفحة 141
  140. ^Rees 1997، صفحات 141–142
  141. ^Rees 1997، صفحات 141–145
  142. ^Rees 1997، صفحات 148–149
  143. ^Hillgruber, Andreas
  144. ^ابLukacs, John
  145. ^ابEvans, Richard
  146. ^Weinberg, Gerhard Review of
  147. ^ابBauer, Yehuda
  148. ^"Parkinson's part in Hitler's downfall". BBC. 29 يوليو 1999. مؤرشف منالأصل في 2019-04-02. اطلع عليه بتاريخ2008-05-22.
  149. ^Bullock 1962، صفحة 717
  150. ^Shirer 1990، §29
  151. ^Bullock 1962، صفحة 753
  152. ^Bullock 1962، صفحة 763
  153. ^Bullock 1962، صفحة 778
  154. ^Bullock 1962، صفحات 780–781
  155. ^Bullock 1962، صفحات 774–775
  156. ^Dollinger 1995، صفحة 112
  157. ^ابDollinger 1995، صفحة 231
  158. ^Bullock 1962، صفحات 783–784
  159. ^ابBullock 1962، صفحة 784
  160. ^Bullock 1962، صفحة 790
  161. ^ابBullock 1962، صفحة 787
  162. ^ابجBullock 1962، صفحة 795
  163. ^Butler 1989، صفحات 227–228
  164. ^Bullock 1962، صفحة 791
  165. ^Bullock 1962، صفحة 792
  166. ^Bullock 1962، صفحة 793
  167. ^Bullock 1962، صفحة 798
  168. ^ابBullock 1962، صفحات 799–800
  169. ^"Hitler's final witness". BBC. 4 فبراير 2002. مؤرشف منالأصل في 2019-04-25. اطلع عليه بتاريخ2008-05-22.
  170. ^Trevor-Roper, H. (1947).The Last Days of Hitler.دار نشر جامعة شيكاغو.{{استشهاد بكتاب}}:تحقق من التاريخ في:|سنة= لا يطابق|تاريخ= (مساعدة)
  171. ^Kershaw 2000b
  172. ^V.K. Vinogradov and others,
  173. ^Hans Meissner,
  174. ^"Russia displays 'Hitler skull fragment'". BBC. 26 أبريل 2000. مؤرشف منالأصل في 2019-05-30. اطلع عليه بتاريخ2008-05-22.
  175. ^Finklestone, Joseph (1996).Anwar Sadat: Visionary Who Dared.روتليدج.ISBN:0714634875. مؤرشف منالأصل في 2012-03-07.
  176. ^Bierbauer, Charles (17 أكتوبر 1995)."Million Man March: Its Goal More Widely Accepted than Its Leader". CNN. مؤرشف منالأصل في 2017-02-23.
  177. ^Shirer, p 21
  178. ^Rißmann 2001، صفحات 94–96
  179. ^ابSteigmann-Gall 2003
  180. ^Steigmann-Gall 2007,
  181. ^Conway 1968، صفحة 3.
  182. ^Bullock 1999، صفحات 385, 389.
  183. ^ابKoehne, Samuel,Hitler's faith: The debate over Nazism and religion, ABC Religion and Ethics, 18 Apr. 2012نسخة محفوظة 06 أغسطس 2017 على موقعواي باك مشين.
  184. ^Claire, Hulme؛ Salter, Michael."The Nazi's persecution of religion as a war crime: The OSS's response within the Nuremberg Trials Process"(PDF).جامعة روتجرز. مؤرشف منالأصل(PDF) في 2012-07-22.
  185. ^Steigmann-Gall 2003
  186. ^Hitler 1942
  187. ^Hitler 1973
  188. ^Shirer, 1990, pp. 234-240.
  189. ^ابBullock 1962، صفحة 389
  190. ^ابConway 1968
  191. ^Rißmann 2001، صفحة 22
  192. ^Steigmann-Gall 2003، صفحات 28–29
  193. ^Nazism and Christianity، pp. 252-259
  194. ^ابSHARKEY, JOE
  195. ^"The religion of Hitler: German dictator Adolf Hitler". مؤرشف منالأصل في 2019-05-18.
  196. ^Steigmann-Gall 2003، صفحة passim
  197. ^Overy 2005، صفحة 282
  198. ^Rosenbaum, Ron
  199. ^ابRißmann 2001
  200. ^Overy 2005، صفحة 278
  201. ^Poewe, Karla O,
  202. ^Hitler's Table Talks
  203. ^Rissmann 2001، صفحة 96
  204. ^Bullock 2001، صفحة 388
  205. ^"# History of the Bosnian Muslim Nazi 13th SS Handzar Division". مؤرشف منالأصل في 2009-04-20.
  206. ^ابSpeer 2003، صفحة 96ff
  207. ^Heiden, Konrad
  208. ^"The last 12 days of Hitler recalled". The Kingdom. 6 أبريل 2005. مؤرشف منالأصل في 2010-12-21. اطلع عليه بتاريخ2008-05-22.
  209. ^Wilson, Bee (9 أكتوبر 1998)."Mein Diat—Adolf Hitler's diet".نيوستيتسمان. مؤرشف من الأصل في 2005-03-21. اطلع عليه بتاريخ2008-05-22.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  210. ^Toland 1991، صفحة 741
  211. ^"حقائق عن حياة هتلر موقع شباب 2 ولوج يتلريخ 7/5/2015". مؤرشف منالأصل في 2019-12-17.
  212. ^Rosenbaum 1998، صفحات 99–117
  213. ^Rosenbaum 1998، صفحة 116
  214. ^"The Pink Swastika—Homosexuality in the Nazi Party, 4th edition". Abiding Truth. مؤرشف منالأصل في 2009-04-18. اطلع عليه بتاريخ2008-05-22.
  215. ^"Unity Mitford and 'Hitler's baby'".نيوستيتسمان. مؤرشف منالأصل في 2019-04-22. اطلع عليه بتاريخ2008-05-22.
  216. ^"الولايات المتحدة والهولوكوست". مؤرشف منالأصل في 2018-01-06.
  217. ^"البحوث". مؤرشف منالأصل في 2018-01-06.{{استشهاد ويب}}:تجاهل المحلل النص "الموسوعة العربية" (مساعدة)
  218. ^"البحوث". مؤرشف منالأصل في 2018-01-06.{{استشهاد ويب}}:تجاهل المحلل النص "الموسوعة العربية" (مساعدة)
  219. ^"Yad Vashem - Request Rejected". مؤرشف منالأصل في 2019-05-15.
  220. ^[1]نسخة محفوظة 23 يوليو 2009 على موقعواي باك مشين.[2]نسخة محفوظة 06 يناير 2018 على موقعواي باك مشين.
  221. ^Frauenfeld, A. E."The Power of Speech".كالفن يونيفيرسيتي. مؤرشف منالأصل في 2014-06-06. اطلع عليه بتاريخ2008-05-22.
  222. ^Goebbels, Joseph."The Führer as a Speaker".كالفن يونيفيرسيتي. مؤرشف منالأصل في 2014-06-04. اطلع عليه بتاريخ2008-05-22.
  223. ^Moring, Kirsikka (21 سبتمبر 2004)."Conversation secretly recorded in Finland helped German actor prepare for Hitler role".هلسنغن سانومات. مؤرشف منالأصل في 2014-08-19. اطلع عليه بتاريخ2008-05-22.
  224. ^"Hitlerin salaa tallennettu keskustelu Suomessa" (بفنلندا).أوليسراديو. Archived fromthe original on 2014-10-19. Retrieved2008-05-22.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  225. ^"IMDb: Adolf Hitler".قاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت. مؤرشف منالأصل في 2019-05-22. اطلع عليه بتاريخ2008-05-22.
  226. ^"Hitler—A Film from Germany (Hitler—Ein Film aus Deutschland)". German Films. مؤرشف منالأصل في 2010-11-20. اطلع عليه بتاريخ2008-05-22.

المراجع

وصلات خارجية

أدولف هتلر فيالمشاريع الشقيقة


صور وتسجيلات فيديو
خطب ومنشورات هتلر
سياسة
أحداث
مقرات
الحياة الشخصية
منظور
العائلة
أخرى
مستشار الرايخ
نائب المستشار
الشؤون الخارجية
الداخلية
المالية
الاقتصاد
الشغل
العدل
الحرب
رئيس أركانالفيرماخت
البريد
النقل
التغذية والتموين
تعليم الشعب والدعاية
الطيران
العلوم والتعليم والثقافة
الشؤون الدينية
الأسلحة والإنتاج
الأراضي المحتلة الشرقية
وزراء بدون حقيبة أو مع مهمات إدارية
آخر الباقين فيقبو الفوهرر حسب تاريخ مغادرتهم
22 أبريل
23 أبريل
24 أبريل
28 أبريل
29 أبريل
30 أبريل
1 مايو
2 مايو
تاريخ غير محدد
لازالوا موجودين في 2 مايو
إنتحروا
قتلوا
أطراف الحرب
دول الحلفاء
دول المحور
قادة الحرب
دول الحلفاء
دول المحور
الوحدات العسكرية
دول الحلفاء
دول المحور
معارك
عمليات عسكرية
معارك وعمليات بحرية
عمليات ومعارك جوية
أحداث مرافقة
خطوط دفاعية
جرائم حرب
السلاح النووي
أسرى الحرب
إجراءات اقتصادية
نتائج الحرب
إيديولوجيات سياسية من الطرفين
أجهزة وأسلحة تستخدم لأول مرة
مؤسسات عسكرية خاصة
مقالات ذات صلة
الاتحاد الألماني الشماليعلم ألمانيا
Bundeskanzler (1867–1871)
الإمبراطورية الألمانيةعلم ألمانيا
Reichskanzler (1871–1918)
جمهورية فايمارعلم ألمانيا
Reichskanzler (1919–1933)
ألمانيا النازيةعلم ألمانيا
Reichskanzler (1933–1945)
الجمهورية الاتحاديةعلم ألمانيا
Bundeskanzler (1949–)
شخصية العام وفق مجلة التايم
1927–1950
1951–1975
1976–2000
2001 – حتى الآن
منظمات
تاريخ
أيديولوجيا
خطط
خارج ألمانيا
قوائم
أشخاص
العرق
مواضيع متعلقة
Flag of Germanyجمهورية فايمار
1933-1919
شعار الرئيس الاتحادي لجمهورية ألمانيا الاتحادية
Flag of GermanyFlag of Germanyألمانيا النازية
1945-1933
1949-1945
الإدارة العسكرية لقوات الحلفاء
Flag of Germanyألمانيا الاتحادية
1949-الآن
فوهرر (زعيم)
التاريخ
مكاتب الحزب
المنشورات
الأعضاء البارزين
المشتقات
مقالات ذات صلة
إنكار الإبادة الجماعية
أخرى
منكرو الهولوكوست
منظمات
منشورات
ندوات
دور نشر
قانونيا
قوانين ضد إنكار الهولوكوست
مُتابعات قضائية
معاهدات
دولية
وطنية
بحثية
فنية
تراجم
أخرى
مجلوبة من «https://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=أدولف_هتلر&oldid=71895436»
تصنيفات:
تصنيفات مخفية:

[8]ページ先頭

©2009-2025 Movatter.jp