يُعد واحدًا من أغنى الآداب الأوروبية وأكثرها تنوعًا، فقد مزج الكتابالإسبان بين الفردية القوية والانفتاح نحو تراث أوروبا الغربية والآداب الشرقية من خلال شمالي إفريقيا، ونتيجة لذلك، أنتجوا أدبًا تُميزه الأصالةوالواقعية. وتبدأ هذه الآداب منذ أول المنظومات الشعرية فيالعصور الوسطى الإسبانية المحفوظة بالعامية مثلالخرجات فيالمُوشحات حتى الأدب الحديث، وهو ما يحتل أكثر من ألف سنة من التاريخ.
تأثر الأدب الإسباني بحقبتي دخول الرومان شبه الجزيرة الإسبانية قرابة 600 سنة بدءً من القرن الثالث قبل الميلاد والوجود العربي فيالأندلس قرابة 781 عام. وتُعد اللغة اللاتينية الدارجة، التي يتحدثها عامةً الناس، أهم ما ورثته إسبانيا من ذلك الاحتلال، والتي اشتُق منها اللغات الرومانسية الشهيرة فيشبه الجزيرة الإيبيرية مثلالقشتاليةوالجاليسية أوالبرتغاليةوالكاتلانيةوالباسكية. فيما تأثر الأدب الأسباني تأثرًا كبيرًا بالأدب العربي فيالشعروالنثر.
نشأ الشعر الغنائي في إسبانيا مُبكرًا في القرن العاشر الميلادي، وعُرفت أولى قصائد الشعر الغنائي باسمالخَرجَة؛ منظومات شعرية قصيرة موضوعها العشق، أضيفت إلى القصائد العربية والعبرية المعروفة بالموشحات .وتم كتابتها باللغة العربية العامية أو بإحدى اللغات الرومانسية التي تكلمها مسيحيو الأندلس في تلك الفترة. كانجلوساس إيميليانينسيس أوشروحات دير القديس إيميلو أول نص مكتوب باللغة الإسبانية الرومانسية في القرن العاشر. وهو نص لا يحمل الطابع الأدبي. وبعدها، اندثر الشعر الملحمي الإسباني القديم في معظمه. وتُعدملحمة السيد، التي تعود للقرن الثاني عشر قرابة عامي 1140 أو 1200 هي القصيدة الوحيدة التي بقيت كاملة تقريبًا، وتتناول مغامرات البطل القشتاليالسيّد، وهي الملحمة الأكثر واقعية مقارنة بملاحم العصور الوسطى في كافة الأقطار. والأنشودة عمل أدبي متواتر.[4][5]
حتى أوائل عام1950 كان من يعتقد أن الأدب الإسباني الرومانسي يبدأ مع أول نصملحمي كان محفوظاً في إسبانيا وهو «أنشودة السيد» التي تعودللقرن الثاني عشر. والأنشودة عمل أدبي متواتر شفوياً من قبل منشدين أوحكواتيين متنقلين. ولم يتوصلالتأريخ والمؤرخين إلى مرجع تاريخي يوضح تاريخ نظمها، وكل ما تظهره البيانات التاريخية المتوفرة أنها نظم شفوي سواءً ما نقل منها بنسختة الشعرية باللغة الرومانسية، أو في التراث الشعبي السابق لتلك الحقبة.
في عام1948 اكتشف الباحث المجريسامويل ميكلوس فقرات شعرية مكتوبة بخط اليد باللغة الرومانسيةالعجمية (لغة إسبانية مكتوبة بحروف عربية) ومحفوظة فيكنيس الفسطاط فيالقاهرة، ولم تكن إلا نهايات من المقاطع الأخيرة للموشحات المعروفة بالخرجة.
Como ayutorio de nuestro dueño Christo, dueño Salvatore, qual dueño Yet ena honore a qual dueño tient ela Mandatione cono Patre, cono Spiritu Sancto, enos sièculos de los sièculos. Fàcanos Deus onmipotes tal serbicion fere que denante ela sua face gaudiosos seyamus
بمساعدة سيّدناالمسيح، السيّد الفادي الّذي هو في مراتب الشّرف، له القيادة مع الأب، معالروح القدس من قرن إلى قرن. اسمح لنا يا رب بإعطائنا القدرة على خدمتك ونحن فرحين.
ثاني نص هو الخرجة. وهي منظومات شعرية قصيرة موضوعها العشق كُتبت باللغة العربية العامية أو بإحدى اللغات الرومانسية التي تكلمها مسيحيو الأندلس في تلك الفترة، ومثال على بعضها:
Vayase meu corachón de mib. Ya Rab?si me tornarád¡tan mal meu dolor li-l-habibEnfermo yed?cuánd sanarád
قلبى ذهب مني، يا رب ربما سأعود، حزني قوي جدا على الحبيب، مؤلم هذا، متى سيلتئم؟
مع تتبع الظهور التاريخي للنصوص، فأول ما ظهر كان الجنس الأدبيشعر الشعراء الجوالة أو صنعة الحكواتية، ويتحدث عن قصائد المديح والبطولات، وكان يؤديها منشدين أو حكواتية متجولين. كانت في بداياتها تقليد لأغاني فرنسية وثم أصبحت تتفاعل مع مواضيع وطنية، وانصبت دائرة اهتمامها على مآثر «السيد»وأمراء لارا السبعة، ومواضيع متعلقة بـ«بيرناردو ديل كاربيو». ومقارنةبقصيدة ملحميةالقصائد الملحمية الفرنسية، فإن القصائد الملحمية الإسبانية تتمتع بخصائص مميزة وملحوظة وهي:
أكثر واقعية، بالمقارنة مع الخصائص الخارقة التي ظهرت في القصائد الملحمية الفرنسية.
حيوية عالية، حيث أن قصص القصائد المحلمية في العصور الوسطى عادت لتظهر مرة أخرى فيالمسرح الكلاسيكي، لما يعرفبالعصر الذهبي، وفي منظوماتتفعيلة الرومانس القديمة والحديثة، سواءً شفهية أو مكتوبة.
تستخدم قافية بسيطة وحرة تنتهيبحرف مد، مقارنة بقافية تنتهيبحرف صامت المستخدمة في القصائد الملحمية الفرنسية.
يستعمل الشعر الملحمي الإسبانيتفعيلة غير نظامية، ومتفاوتة الطول، وفي الغالب تكون مقاطعها إسكندرية أو تتألف من 14 مقطع مع وقفة شعرية مؤقتة، أو انقطاع يكون في الغالب بعد المقطع السابع، في حين أن تفعيلة الملاحم الفرنسية تكوننظامية.
يُمكن إضافة المجموعات الأدبية التالية تحت هذا الجنس الأدبي:
أدب الشعراء المتجولين التي كتبها باللغةالبروفنسالية شعراء كاتلانيون.
أما بالنسبة للقصائد الغنائية القشتالية في هذا القرن فلم يحفظ منها إلا بعض بقايا التراتيل.ووفقًا للباحثرامون مننديث بيدال، فإنملحمة لسيد كُتِبَت حوالي عام1145 أي ستة وأربعين عامًا بعد وفاة السيد؛ على الرغم من أن أنطونيو أوبييتو ارتيتا قد صحح هذه الفرضية الأولية وقام بتأريخ تألف هذا العمل إلى حوالي عام1207. لا أحد يعرف من هو المؤلف ويفترض أن يكون كاتباً ذو خلفية قانونية، ومن الممكن أنه كان على اتصال معطائفة الجنائز (culto sepulcral) والتي أُنشِئَت حول قبر السيد فيدير سان بيدرو دي كارذنيا؛ ويعتقد مننديث بيدال أن المؤلف ليس شخصاً واحداً وإنما اثنين بسبب توزيع أسماء الأماكن التي وجدت في الأنشودة، ومن الممكن أنهما عاشا بالقرب منسان إستيبان دي غورميزومدينة سالم. ونسخ المخطوطة شخص يدعىبير أبات.
في إسبانيا فيالقرن الثالث عشر، أصبح من المُمكن الحديث عن الأدب الإسباني الرومانسي المكتوب والمُوثّق. وحتى ذلك الحين، لم يعرف سوىأشعار غنائية أوملحمية متواترة شفويّا باللغة الرومانسية، وتزامن وجودها مع بعض الكتابات الشعائرية التي كانت تفرض طبيعتها الدينية تداولها باللغة اللاتينية.
كانت البداية مع الأشعار الغنائية والملحمية المُتواترة شفويًا باللغة الرومانسية من قبل المُنشدين أو الحكواتيين المُتنقلين المُعروفين باسمخوجلار مع تمثيل المشاهد الساخرة المعروفة بالألعاب الهزلية بضواحي المدن. ثم بدأ الأدب الإسباني الرومانسي المكتوب والمُوثق معملحمة السيد. تأثر الشعر الغنائي الإسباني بشعراءالتروبادور بجنوبي فرنسا.
يأتيجونثالو دي بيرثيو من الشعراء الذين ينتمون لهذه الحقبة، وكتبمعجزات العذراء وهي مجموعة من القصائد في معجزات السيدة العذراء.
لم تكن المسرحية الإسبانية معروفة جيدًا في بداية العصور الوسطى، وبقي منها فقط جزء من مسرحية دينية من أواخر القرن الثاني عشر هو مسرحيةالملوك السحرة.
أسهمألفونسو العاشر الملقب بالحكيم، ملك قشتالة وليون، في تشجيع النثر الإسباني المُبكر ومارس سياسة الانفتاح على الأدب والفكر الشرقيين. وبلغ الاهتمام بالثقافة الأندلسية والإسلامية ذروته في عهده. وتُرجمت في عهده العديد من المُؤلفات من العربية واللاتيينة إلى اللغة الإسبانية داخلمدرسة طليطلة للمترجمين، وكان من أهمها كتاب الإنجيل وكتاب كليلة ودمنة وكتاب التلمود وسندباد وقسم من مُؤلفات ابن رشد. أشرف على صياغة عملين تاريخيين مطولين:تاريخ إسبانيا العاموالتاريخ العام، كما دعم الملك الاهتمامات العلمية والفلكية والفلسفية.
بدأ النثر الإسباني مُميزًا بكتاباتدون خوان مانويل، الذي يُعد واحدًا من أشهر كتّاب النثر الخيالي في العصور الوسطى، ولا سيما عمله الروائيالكونت لوكانور، وهو مجموعة حكايات ومواعظ تتداخل مع أدب الحكمة. انحدر الشعر لكنخوان رويث حافظ بشكل ما على نسق شعرالأكليروس المطول في عمله الوحيد كتابالحب الطيب عام 1330، وعرض الكتاب صورًا حية لعديد من دقائق الحياة في إسبانيا في القرن الرابع عشر مثل الطعام والآلات الموسيقية والأغاني وشئون العشق والعادات في الأديرة والحانات وابتكر رويث شخصية العجوز الشهيرة التي كانت تقوم بدور الوسيط بين العشاق في الأديرة.
استمر الانتاج الأدبي في العديد من القصص الخيالية الرومانسية مجهولة المؤلف، ويرى بعض الباحثين أن تلك الأغاني كانت أجزاءً من أناشيد ملحمية، تم تأليفها لغنائها وحفظها من الزوال ضمن التراث الشفهي في كل من إسبانياوأمريكا الإسبانية والمغرب.
ومن أبرز شعراء القرن الخامس عشر الميلاديإنييجو لوبيث دي مندوثا، الذي نظم قصائدالسوناتة على النهج الإيطالي والأشعار الرعوية المهذبة،وخوان دي مينا الذي كتبمتاهة القدر عام 1444 متأثرًابدانتي وعدد من الكتاب القدماءوخورخي مانريكي، الذي كتبمقاطع عن موت أبيه عام 1476، والتي حظيت بالترجمة إلى العديد من اللغات العالمية.[6]
وفي نهاية القرن، وقعت أحداث لها أهمية أدبية. فعلى سبيل المثال، دخلت الطباعة في مدينةسرقسطة بإسبانيا عام 1473. وفي عام 1492، نشرأنطونيو دي نبريخاعلم النحو، حيث كان أول كتاب يوضع في قواعد لغة أوروبية حديثة، بالإضافة إلىقاموس لاتيني- إسباني في العام ذاته. ثم أتبعه بعده بعامينبقاموس إسباني- لاتيني. بدأ المسرح غير الديني قبل نهاية عام 1500، ومن أشهر كتابهخوان ديل إنثيناولوكاس فرنانديث، الذين كتبوا مسرحيات عن أعياد النصارى مثل الميلاد والفصح جنبًا إلى جنب مع المأساة الشعبية والرعوية.
تُعدلا ثلستينا أو القوادة: كوميديا كاليستو ومليبيا،[7][8][9][10][11] التي نُشرت عام 1499 وتكونت من 16 فصلًا، ولاحقًاالملهاة المأساوية لكاليستو ومليبيا[10][11] عام 1502، والمكونة من 21 فصللفرناندو دي روخاس أهم ما كُتب في فترةعصر ما قبل النهضة أثناء حكمالملكين الكاثوليكين،.[12] اشكالية يجب تصنيفها ضمن الدراما أو الرواية. وضعت كوميديا لا ثلستينا إحدى الاُسس التي عززت ولادة الرواية والدراما الواقعية الحديثة ومارست تأثيراً قوياً. وتجمع لاثِلْيستينا بين منظور القرون الوسطى اللاهوتي ومفهوم الحياة والحب في عصر النهضة.
ناقشالنقد التقليدي ناقش بعمق النوع الأدبيللا ثلستينا، مُتشككاً في ما اِذا كان هذا العمل يجب تصنيفه ضمنالدراما أوالرواية.[13][14] وبالمقابل، اتفق النقد المعاصر على الإشارة إلى كونه عملاً هجين الطابع،[15] وتصنيفه كحوار نقي وخلّاق ذي نوع جديد، ألا وهوالنوع الثلستيني،[16][17] والذي بدوره يتكون من سلسلة من مقتطفات من لا ثلستينا جنبًا إلى جنب مع أعمال أخرى مستوحاة منها. وساعدت طبيعة العمل غير المُصنفة تحت نوع أدبي محدد أن يقوم بسردها قارئ واحد، مؤديًا أصوات الشخصيات المختلفة أمام جمهور كبير إلى حد ما.
قامخوان بوسكان بعد أن تأثر بالفنانين الإيطاليين ولاقى دعماً من نافاغيرو، بإدخال تفعيلات شعرية جديدة وذلك بكتابة قصائد عديدة ذات جودة عالية بهذه التفعيلات. وتبنى صديقه،غارثيلاسو دي لا فيغا، أنماط التفاعيل الإيطالية في كل أعماله، وذلك عن طريق استخدام البيت الشعري الخماسي والتفاعيل الإيطالية الأخرى مثل:السوناتة، الثلاثية، الأغنية، الشعر خماسي الأبيات، القافية الجوّانية، والأبيات الحرة.وتَبِع تلك الخطوات عدد من الشعراء، مشكلين بذلك المدرسة البيتراركية، ومن أهم كتابها:
يبدو ظهور هذا الجنس الأدبي في إسبانيا متأثراً بعدد من الصوفيين والزهاد القدامى أمثال:كمبسي،تاولر،رويسبورك وغيرهم. ومن بين أوائل الكتّاب الصوفيين:يوحنا الأبيلي.ومن أعلام الكتاب الصوفيّين:
القديسة تيريزا: تيريزا دي ثيبيدا، وُلِدت فيأبيلا، وفي سن التاسعة عشر عملت في منظمةأخوة الكرمليين، أجرت فيها إصلاحات لتصبح فيما بعد ما يعرفبرهبنة الكرمليين الحفاة (La Orden de las Carmelitas Descalzas). أسست القدّيسة تيريسا سبعة عشر ديراً خلال اثني عشر عاماً. استخدمت في عملها الأدبي لغة تعود إلى ريف أبيلا – مسقط رأسها- وكانت لغة عميقة ومؤثرة. من أشهر أعمالها الأدبية:كتاب حياته(El Libro de su vida)، وسيرتها الذاتية الروحانيةطريق المثالية (Camino de Perfección)) التي تذكر فيها السبل التي يمكن أن تفضي إلى المثالية. إضافة إلىكتاب المؤسسات (El Libro de las Fundaciones)،والقلعة الداخلية (El Castillo interior)،والمساكن (Las moradas).
سان خوان دى لا كروز: خوان دى يبِّسْ أي ألبَرِثْ، ولد في قريةفنتيبروس. كان مريداً لدى القديسة تيريزا. وأُوكل إليه إجراء إصلاح في منظمة الكرمليين الحفاة. أنشأ عدداً من الأديرة، وعلى خلاف القديسة تيريزا، كان خوان دى لا كروز عالماً في الآداب القديمة وبارعاً في استخدام اللغة، إلا أنه مُقّل في أعماله الشعرية. وكانت أعماله الشعرية تقتصر على:صعود جبل كرمليو (Subida del Monte Carmelo)،ونشيد الروح (Cántico espiritual)،وليلة مظلمة للروح (Noche escuro del alma)، إضافة إلى عدد من الأعمال الشعرية ذات السمات الدينية ومنها:مع أنها ليلا Aunque(es de noche)،وبعد رمية حب (Tras un amoroso lance)، وأكثر أعماله الأدبية أهمية هينشيد روحي (Cántico espiritual)، الذي كتبه بقريحة شعرية مستوحاة مننشيد الأنشاد.
جيل الثمانية والتسعون أو جيل 98[18] هو الاسم الذي عُرف به بعضًا من الكتاب وكتاب المقال والشعراء الإسبان الذين تأثروا بالأزمة الأخلاقية والسياسية والاجتماعية التي اجتاحت إسبانية جراء الهزيمة في الحرب الأمريكية الإسبانية،[19] وأدت سلسلة الهزائم الإسبانية هذه إلى تحول الولايات المتحدة إلى دولة استعمارية كبرى وقوة عالمية بعد أن كانت قوة أمريكية إقليمية،[20] وخسارة إسبانيا لمستعمراتها في أمريكاوالمحيط الهادئ بموجبمعاهدة باريس عام 1898 التي تم توقيعها في 10 ديسمبر 1898، والتي أقرت بإن تتنازل إسبانيا عن كل الحقوق في كوبا واستسلامبورتوريكو والتخلى عن ممتلكاتهم فيجزر الهند الغربية واستسلامجزيرة غوام والفلبين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكان علي الولايات المتحدة أن تدفع 20 مليون دولار لإسبانيا في نهاية المطاف لحيازةالفلبين فيآسيا.[21] وتحولها إلى قوة من الدرجة الثانية.[22]
بعد المعاناة والتعب من الصرامة الشديدة والملحوظة التي أبداها الكتّاب الذين تم ذكرهم، ظهرت الحركةالرومانسية في إسبانيا عام 1830 تحت تأثير عدد من الكتّاب الأوروبيين الذين يعودون إلى مرحلة ما قبل الرومانسية. مثل: غوتيه وروسو.تمرّد الكتّاب الرومانسيون على كل ما هو مؤسَّس وموضوع من قبل الكلاسيكية الجديدة، وأنجذبوا إلى ما هو غامض، وابتعدوا عن العالم المحيط بهم، مستائين من المجتمعالبرجوازي، وغير مكترثين بما يلامس تلك الحياة. في هذه المرحلة الزمنية حاولالمحافظون حماية امتيازاتهم، بينما قاتلالليبراليون لنزع هذه الامتيازات. وتطورت الصناعة، وازدهرت الحركة الثقافية في أوروبا، بينما كانت إسبانيا تزداد عزلة عن العالم الأوروبي، وتعكس صورة بلد متخلف.إن أولى مظاهر الحركة الرومانسية في إسبانيا كانت فيمنطقة أندلوسيا، ومن أشهر رموزها الكاتبةسيسيليا بول دى فابير ول لارريا (Cecilia Böhl de Faber)، المعروفة باسمها المستعارفيرنان كاباييرو (Fernán Caballero). ووالدها هوخوان نيكولاس بول دي فابير، الذي كان ينشر فيصحيفة سوق قادش (Diario mercantile de Cadiz) وهي سلسة من مقالات يدافع من خلالها عن مسرحالعصر الذهبي الإسباني. وفيكاتالونيا، ومن خلالصحيفة الأوروبي استمر نموذج بول مدافعاً عنالرومانسية المعتدلة والتقليدية. وقد كانمانويل خوسيه كينتانا من أوائل رواد مرحلة ما قبل الرومانسية.
لم ينجح المسرح الكلاسيكي الحديث (النيوكلاسيكي أوالحركة الكلاسيكية الحديثة) في اختراق أذواق الإسبان، ففي بداياتالقرن التاسع عشر كانوا لا يزالون يصفقون للأعمال المسرحية التي كُتبت سابقاً في العصر الذهبي. وقد أُهملت هذه الأعمال من قِبَلِ النيوكلاسيكيون لأنها لا تخضعلقاعدة الوحدات الثلاثة (وحدة الحدث والمكان والزمان) ولأنها أيضا تخلط بين العناصر الهزلية مع الدرامية. ولكن هذه الأعمال كانت جذابة خارج إسبانيا للسبب نفسه؛ أي لأنها لا تخضع للمثالية التي ينادي بها النيوكلاسيكيون.وقد حققت الرومانسية في المسرح الإسباني نجاحاً باهراً من خلال المسرحيات التالية:
وكانت السنة الأهم على الإطلاق هي سنة1835 عندما افتُتِحَت مسرحية «دون ألبارو أوقوة المصير» (Don Álvaro o la fuerza del sino) والتي كتبهادوق ريباس (1791-1865). وهناك أيضا بعض الأعمال المسرحية الهامة مثل «دون خوان تينوريو» (Don Juan Tenorio) (1844) لكاتبهاخوسيه ثورييا و«مت وسترى» (Muérete y verás) للكاتب المسرحيبريتون دي لوس هيريروس. معظم هذه الأعمال تندرج تحت الدراما. ومن الجدير بالذكر أن جميع الأعمال سالفة الذكر تحتوي على عناصر شعرية غنائية ودرامية وروائية، وتهيمن فكرة الحرية على جميع مظاهر المسرح الإسباني في هذه الفترة.
في النصف الثاني من القرن التاسع عشر فقدت الأعمال التاريخية والأسطورية بريقها وانصب اهتمام الناس على الشعر الذي بات أكثر عاطفيةً وحميميةً. وقد تأثر الشعراء بالشعر الألماني، خصوصاً شعرهاينرخ هاينه.بقي الشعر يتبع الحركةالرومانسية -على عكس الرواية والمسرحية اللتين اتبعتا الحركةالواقعية الأدبية؛ فقد ركز الشعراء في هذه القصائد على كل ما هو عاطفي بشكل كبير، وعملوا على الحد من العناصر البلاغية وزادوا العناصر الغنائية فيها، واتخذوا من معاني الحب والعاطفة لعالم من الجمال كموضوعات رئيسية. وعملوا على إيجاد أوزان شعرية وتفعيلات وإيقاعات جديدة. وتعددت أشكال تجانس الرومانسية في الأفكار الشعرية.من أهم الشعراء وأكثرهم تمثيلاً لهذه الفترة همغوستابو أدولفو بيكروأوغوستو فيرانوروساليا دي كاسترو، على الرغم من أنهم لم يحققوا نجاحاً في ذلك المجتمع الذي وُصِفَبالتجديد (Restauración) -أي استعادة نظام الحكم الملكي بعد أن كان جمهورياً- وكثرة الاستغلال وقلة المثالية. كانوا في تلك الفترة مُعجَبين بالكُتّاب الذين تناولوا في كتاباتهم قضايا المجتمع المعاصر من مثلرامون دي كامبوأموروغاسبر نونيث دي أرثي، على الرغم من أن هذين الأخيرين لا يملكان في الوقت الحاضر أهمية أدبية عظيمة.
انتشرت الحركة الواقعيّة بسهولة كبيرة في إسبانيا، حيث برزت سابقاً في روايات الشطّار وفي روايةالدون كيخوتى أيضاً. وقد بلغت ذروة نجاحها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر (خوان فاليرا،بيريداوغالدوس)، بالرغم من أنها لم تبلغ حدة صرامة القوانين التي وضعتها مدرسة «بلزك».
تطورت الرواية بشكل سريع خلال منتصف القرن التاسع عشر نحو الواقعيّة، ولم يحدث هذا مع الشعر الغنائي والمسرح، اللذين لم يتحولا كثيراً وبقيا مشبعين بالمذهب الرومانسي حتى نهاية القرن.يعدّ المذهب الرومانسيّ المتأخ أكثر منه مضموناً، إذ أنه في بعض الأحيان يفتقر خلفية المذهب وإلى تعبيره الإحساسي الذي التزم به أتباع المدرسة الرومانسية في الشعر. وكان هذا بسبب تأثير المجتمع، فقد كان زمنالبرجوازية التي عززتالتجديد السياسي عام1875. هذا المجتمع كان يؤسس للرأسمالية ولمجتمع صناعي، فلم يترك مساحةً للأشخاص الذين أحبوا الفن بنزاهة. ومن أبرز أتباع هذه الحركة:غاسبر نونيس دي ارسيورامون دي كامبوامور، ويصفهم البعض كمعارضين للحركة الرومانسيّة. وفي الرومانسية المتأخرة ما زالت هناك آثارلغوستافو ادولفو بيكروروساليا دي كاسترو.
جيل 27 هو الاسم الذي يعرف به شعراء الأدب الإسباني في القرن العشرين، والذي ظهر على ساحة المشهد الثقافي قرابة عام 1927 كنوع من الإشادة والتكريمللويس دي جونجورا في المجمع الأدبي فيإشبيليةأتينيو إشبيلية في الذكرى المئوية الثالثة لوفاته. وقد شارك في هذا التكريم معظم الشعراء الذين يعتبروا أعضاء هذا الجيل.
جيل الخمسينات أو جيل نصف القرن أو أطفال الحرب هي المسميات التي قدمها تاريخالأدب الإسباني في الفترة من العشرينات إلى الخمسينات، والتي تعبر عن الجيل الأدبيللكتاب الذين ولدوا في فترة العشرينات من القرن العشرين، والذين قاموا بنشر أعمالهم في فترة الخمسينات من القرن ذاته. وهو الجيل الذي بدوره حاول التغلب علىالحرب الأهلية الإسبانية ومساوئها. وخصوصا لأن معظم إنتاجهم كان منالشعر حيث المطالبة الاجتماعية جنبا إلى جنب مع بعض من القطع الغنائية الجديدة مع إيلاء اهتمام خاص باللغة الشعرية. ولذلك فقد قاموا بمزج الأفكارالميتافيزيقية معالفلسفية. وبناء على ذلك، فإنهم لم يتبعوا خطا أكاديميا ولكنهم ربطوا بين حالتهم الحميمة وحركة الجيل. واتخذوا خصائص عدة منجيل ال 98 وقد تفردوا خصيصا بخصائصأنطونيو ماتشادو، وذلك في المرحلة الأولى من هذا الجيل. فيما ارتأىالروائيون أنه دورهم في تلك المرحلة الثانية من هذا الجيل - بوصفهم كتابا ممثلين للشعب- يفرض عليهم أن ينددوا بحالةالبؤس والظلم الاجتماعي.
Friedrich Bouterwek, Historia de la literatura española, Madrid, Verbum, 2002. Versión ampliada. (ردمك978-84-7962-215-2).
Historia abreviada de la literatura española, James Fitzmaurice-Kelly, Santiago de Cuba, Archipiélago, 1929. (1ª ed. en inglés Spanish Literature. A primer., Oxford, Clarendon Press, 1922)
Historia de la literatura española, Ángel Valbuena Prat y Gustavo Gili, Barcelona, 1981 (1ª ed. 1937).
Historia de la literatura española, José García López, Barcelona, Vicens Vives, 1978 (1ª edición: Barcelona, Teide, 1948).
Los españoles en la literatura, Ramón Menéndez Pidal, Madrid, Espasa Calpe, 1971 (1ª ed. 1949).
Literatura española del siglo XX, Pedro Salinas, Madrid, Alianza Editorial, 1972 (1ª ed. México, 1949).
Historia de la literatura española, Gerald Brenan, Barcelona, Crítica, 1984.
Historia de la literatura española, Arturo Berenguer Carisomo, Buenos Aires, Laserre, 1968. (1ª edición Historia de la literatura española, cuarto año. Con antología. 1960).
Nueva y manual historia de la literatura de la literatura española, Juan Chabás, La Habana, Empresa Consolidada, 1962. (1ª ed. 1953)
Historia de la literatura española (6 vols.), Royston Oscar Jones (dir.), Barcelona, Ariel, 1974. (ردمك978-84-344-8326-2) .
Historia de la literatura española, José María Díez Borque y José Simón Díaz (eds.), Madrid, Aldus, 1975. (1ª ed. Madrid, Guadiana, 1974).
Historia y crítica de la literatura española (9 vols.), Francisco Rico (ed.), Barcelona, Grijalbo, 1980.
1 كُلياً داخلآسيا، ولكن تاريخياً مصنفة كدولة أوروبية.2 جزئياً أو كلياً داخل آسيا، حسب الحدود.3 معظم أراضيها في آسيا.4 جغرافياً هي جزء منإفريقيا، ولكن تاريخياً مصنفة كدولة أوروبية.