| المنشأ | |
|---|---|
| النوع | |
| حرارة التقديم | ساخن |
| المكونات الرئيسية |
|

أتاي المعروف أيضًابالشاي بالنعناع المغربي[1][2][3][4] هو مشروب ساخن منالشاي. ينتشر بكثرة في دولالمغرب العربي خاصةالمغربوتونسوالجزائروموريتانيا بمسمى "أتاي". يتواجد دائما في موائد الطعام المغاربية، وفي دواوين الشعراء و الأدباء. وقد يتم استبدالالنعناعبالشيبة، خصوصا في فصل الشتاء. وهو كذلك مشهور فيليبيا، خاصة في الولائم الاجتماعية كالأفراح وغيرها ويسمى بـ"شاهي العالة".[5]
يعتبر شاي النعناع أساسي للحياة الاجتماعية في المنطقة المغاربية.[6] يمكن أن تأخذ الوجبة شكلًا احتفاليًا، خاصة عند إعدادها للضيف. يُعد الشاي بشكل تقليدي من قبل رب البيت في الأسرة ويُقدم للضيوف كعلامة على حسن الضيافة. عادة، يُقدم ما لا يقل عن ثلاثة أكواب من الشاي[7] ويُستهلك الشاي طوال اليوم كنشاط اجتماعي.[6][8][9] النعناع الأصلينانا يمتلك رائحة واضحة ونفاذة وخفيفة، وهو النعناع الذي يستخدم تقليديا في شاي النعناع المغربي. تُستخدم أحيانًاهجائن وأصناف أخرى من النعناع، بما في ذلكيربا بوينا، كبديل لنعناع نانا. فيالمغرب، يُعطر شاي النعناع أحيانًا بالأعشاب أو الزهور أوماء زهر البرتقال. في موسم البرد، يُضيفون العديد من الأعشاب الدافئة مثلالنعناع الأوربيوشيح ابن سينا.[6]


أدخلالبريطانيون شاي البارود إلى شمال إفريقيا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر عبر المغرب والجزائر.[10] سجلجيمس ريتشاردسون وصفًا لحفل شاي مغربي في أربعينيات القرن التاسع عشر، وقال إنه خلال رحلاته كان الشاي يُشرب على نطاق واسع وطوال اليوم.[8] خلالحرب القرم في خمسينيات القرن التاسع عشر، حولتشركة الهند الشرقية البريطانية الشاي المخصصلدول البلطيق إلىالمغرب، مما أدى إلى زيادة وفرة الشاي.[6] بحلول أوائل القرن العشرين، أصبح شاي النعناع راسخًا في المغرب.[9]
بدأ انتشاره عبرالمغرب في منتصف القرن التاسع عشر لما صار يتعاطى التجارة معأوروبا. وهكذا يبدو أن دخول الشاي إلى المغرب كان في عصر السلطانالمولى إسماعيل حيث تلقىأبو النصر إسماعيل أكياسا من السكر والشاي ضمن مجموع الهدايا المقدمة من قبل المبعوثين الأوربيينللسلطان العلوي تمهيدا لإطلاق سراح الأسرى الأوربيين مما يدل على ندرته في البلاد المغاربية.
حسبما ذكر موقع "أطلس العالم" يعد المغرب المستهلك الثاني في العالم والاول في المنطقة المغاربية في استهلاكالشاي حيث يستهلك الفرد4,34 كغ سنوياً تليه مغاربيًا موريتانيا بـ3,22 كغ.[5] ويعد الشاي الاخضر هو الشاي الأكثر استهلاكا بالمغرب.
المكونات الأساسية للشاي هي الشاي الأخضر وأوراق النعناع الطازجة والسكر والماء المغلي.[6] يمكن أن تختلف نسب المكونات ووقت التحضير كثيرًا يُستخدم الماء المغلي فيالمغرب العربي، بدلاً من الماء البارد المستخدم فيشرق آسيا لتجنب المرارة. تترك الأوراق في القدر أثناء استهلاك الشاي، وتغير النكهة من كوب إلى آخر.
طريقة تحضير الأتاي طويلة ومعقدة بعض الشيء، تضاف كمية من الشاي الأخضر إلى كمية ضخمة منالنعناع الطازج (أو أي معطر آخر) والسكر، تقريبا 5 ملاعق صغيرة لكل ملعقة واحدة من الشاي.
يغسل الشاي بكمية قليلة من الماء المغلي و يضاف إلى إبريق الشاي المعروف محليا ب "البراد" بالإضافة إلى السكر و الماء المغلي و يوضع على النار حتى ينضج ثم يضاف المعطر المختار عادةالنعناع

يتم تسخين الماء في مغلي الماء"المقراش". في نفس الوقت نقوم بوضع تقريبا ملعقة ونصف كبيرة من الشاي الأخضر في الإبريق"البراد". عندما يسخن الماء نضيفه إلى البراد ثم نضعه فوق النار تقريبا 8 دقائق، ثم نرفعه من على النار. نضع النعناع ثم نضع بسرعة معه السكر لكي لايحترق النعناع، ثم نقلبه في كؤوس من الزجاج من كأس لكأس حتى تتشكل رغوة رفيعة.
لتحضير الشاي فيموريتانيا لابد من تطبيق خطوات ثلاث في مقدمتها وضع الماء في الإبريق و وضعه على النار وتركه لمدة دقيقة أو دقيقتان. بعد ذلك، إضافة كمية مناسبة من الشاي الأخضر المعورف في موريتانيا "بالورك" حسب كمية الماء في الإبريق وتركه على النار لمدة دقيقة. بعدها الخطوة الأخير والتي هي طرح الإبريق على مائدة الشاي واضافة ملعقة أو معلقتان من السكر ووضع النعناع ليصبح الشاي جاهزا للشرب.

أبدع سكان المغرب في تحضيره وتذوقه، وجعلوا له طقوسا احتفالية، لا تقتصر على المناسبات والأعياد فقط، بل أصبحت جزءا من الحياة اليومية، حيث يحضر طوال النهار، وفي جميع الأوقات سواء في الصباح الباكر، أو حتى في ساعة متأخرة من الليل، على الرغم من أنه يعتبر منبها قويا. والشاي عند المغاربة قبل أن يكون مشروبا يوميا، هو أيضا وسيلة للترحيب بالضيوف، إذ لا يمكن أن تدخل بيتا، إلا وسارعوا إلى إحضار صينية الشاي، إذ يعتبر من قلة الذوق أن يحل بالبيت ضيف ويذهب إلى حال سبيله من دون أن يتناول كأس شاي.في طريقة إعداد الشاي على الطريقة المغربية، هو جمالية الأدوات المستعملة لتحضيره وتقديمه، فالصينية والبراد (إبريق) مصنوعان منمعدن الفضة الخالصة، أو من معدن مشابه له، والخاصية المشتركة بينهما هي اللمعان، كما أن الصينية تكون مزينة بنقوش يدوية، وكذلك الشأن بالنسبة للبراد، الذي يتخذ شكلا فريدا وشامخا، وتعد مدينةفاس المنبع الرئيسي لأدوات الشاي، حيث حافظ الحرفيون على هذه الصناعة التقليدية التي تحمل بصمة أندلسية، تدل على البذخ والفخامة. وترافق الصينية والبراد، أدوات أخرى يطلق عليهاالربايع وهي ثلاث علب من نفس المعدن، تكون مخصصة للشاي والسكر والنعناع.
تمت المسابقة العالمية لأحسن شاي في المملكة المغربية سنة 1992 بالدار البيضاء تحت إشراف جامعة اليونيسكو للمشروبات، تم اختيار المغرب لتنظيم هذه التظاهرة لأنه جاء في موقع استراتيجي يجاور الصحراء المعروفة بالشاي الصحراوي عند المغاربة وقد حصل الحاج عبد العاطي الجوهري مغربي الأصل على المرتبة الأولى لم تكن هناك جائزة مالية كانت أحسن من ذلك بقدر ما أنه قد نقش اسمه على أكبر مصنع بالصين أكبر بلد منتج للشاي وقد أعطة شركة مغربية للشاي اسم عرق أو أصله الذي كان من مدينة الصويرة (شاي الصويري)[محل شك].
يحتل الشاي مكانة مرموقة في الأدب المحلي بحكم تعلق المحليين به و نجدة حاضرا في عدة أشكال من الأدب كا "الأرجوزة الفائقة المستعذبة الرائقة فيما يحتاج الأتاي إليه ويتوقف شربه وإقامته عليه" هي أرجوزة من نظم الفقيهعبد السلام الزموري يمدح فيها الأتاي،[11] ويوجز فيها بعض الخصائص والعادات التي ترافق إقامته، وفوائده، وما يحسن مراعاته عند شربه وأوقاته. وشرح هذه المنظومة الشيخالمكي البطاوري في كتاب عنوانه"شرح الأرجوزة الفائقة المستعذبة فيما يحتاج الأتاي إليه ويتوقف شربه وإقامته عليه"، في ما يقارب مائتي صفحة اشتمل على فوائد وأشعار ونوادر وأخبار[12]
| مِثْل الأَتَاي الوَنْدَرِيزِ مَذْهَبَهْ * عَلَى صَفَا صِينِيَّةٍ مُلْتَهِبَهْ تَطَايَرَ الهَمُّ لَدَيْهِ وَ انْشَرَحْ * صَدْرُ الَّذِي يَشْرَبُهُ مِنَ الفَرَحْ |
ومن الأغاني الشعبية التي تغنت بالشاي الأخضر، مجموعةراينا رايالجزائرية من خلال أغنيةيا زينة ديري لاتاي:
| يا زينة ديري لاتاي ديري لاتاي... ومن القابسة للبراد ... يا زينة رِيبِي للواد رِيبِي للواد ... وجيبي نعناع جديد |
وأغنيةالصينية لمجموعةناس الغيوان:
كما أن عددا من الشعراء الموريتانيين تغزلوا بالشاي، ومنهم الشاعر الشيخ سيدي، الذي يقول:
كما كتب الشاعر الموريتاني أبو مدين الديماني في الشاي شعرا، منه:
ومن بين من كتبوا شعرا في الشاي أيضا الشاعرُ الأديبمحمد ولد أحمد يورة: