هذه نسخة متحقق منها من هذه الصفحة

آية التطهير، هي الآية الثالثة والثلاثين منسورة الأحزاب فيالقرآن؛ والتي جاءت وسط مجموعة من الآيات تخاطب جميعها نساء النبي محمد. والآية هي:﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا٣٣﴾.[1] يستدلالشيعة الاثنا عشرية بها علىعصمة وطهارة أئمتهم منأهل البيت من جميع الأرجاس الظاهرة منها والباطنية، كما يرون أن أهل البيت همالرسول محمدوفاطمة الزهراءوالأئمة الاثنا عشر،[2] بينما يرىالزيدية أنها نزلت في الخمسةأصحاب الكساء فقط،[3] واكتسب هذا المصطلح أهميته وشهرته نتيجة اختلافالمذاهب الإسلامية في تفسير ماهية أهل البيت الذين ذكرهم القرآن وبينهم الرسول. فيما اختلفأهل السنة والجماعة في المقصود بأهل البيت فقال بعضهم أنهم نساء النبي،[4] وقال بعضهم: هو خاص بالرسول محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين، وقال بعضهم: هم آل عباس وآل علي وآل عقيل وآل جعفر.[5]
1. عن شهر بن حوشب قال: أتيت أم سلمة زوجة النبي لأسلم عليها، فقلت: أما رأيت هذه الآية يا أم المؤمنين: (إنما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) قالت: أنا ورسول اللّه على منامة لنا تحت كساء خيبري، فجاءت فاطمة ومعها الحسن والحسين، فقال: أين ابن عمك؟ قالت: في البيت، قال: فاذهبي فادعيه، فقالت: فدعوته، فأخذ الكساء من تحتنا فعطفه، فأخذ جمعه بيده فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وانا جالسة خلف رسول اللّه، فقلت: يا رسول اللّه بأبي أنت وأمي فأنا؟ قال: إنك إلى خير، ونزلت هذه الآية (إنما يريد اللّه..) في النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين.[7]
اختلف مفسروا أهل السنة في من المقصود بأهل البيت في الآية الكريمة، وذلك لورود الكثير من الروايات في التعريف بهم، فجاء في بعضها أن أهل البيت هم أصحاب الكساء محمد وابنته فاطمة وزوجها علي وابنيهما الحسن والحسين، وفي بعضها الآخر أن المقصود هم أزواج النبي، وجاء في بعضها أن أهل البيت هم أزواج النبي وآل علي وآل جعفر وآل عقيل، أي من حرمت عليهم الصدقة.
فمن مفسري أهل السنة من ذكر الروايات:
وهناك تفاسير لم يذكر مفسروها فيها الروايات التي وردت في أصحاب الكساء، منهم:
من الصحابة الذين نقلوا الحديث، هم:
الطهارة التي فيالقرآن لا تنصرف فقط إلى التطهيرالعرفي - بحيث يكون المقصود هو تطهير اجسامأهل البيت من النجاسات المادية والأمراض ومسبباتها وما ينتج عنها - وان كان يدخل في مصداق التطهير إلا أنه من المؤكد أن المراد من التطهير الذي نصت عليه الآية هو في الدرجة الأولى التطهير مما ذكرهالقرآن نفسه بعنوان كونه رجساً، فـالرجس فيالقرآن يشمل كل ما نهى عنهالقرآن وصنفه ذنباً سواء كان فعلا أو معتقدا أو خُلقاً أو حتى شعوراً سكن القلب ولم تجرؤ عليه بقية الجوارح، فهذه جميعها رجس وتأكيد الاية على التطهير بالتأكيد يشملها جميعها. وهذا هو المعنى الظاهر للعصمة، أي التنزه عن جميع أشكال الرجس والموبقات وهي اختصت فقط بأهل البيت وبنصالقرآن. وقد اتفقتالشيعة في أهم كتبها المعتبرة على أن الآية جاءت في وصف أهل بيتالنبي، وأنها نزلت في سياق تلك الواقعة المعروفة التي اجتمع فيهارسول الله مععليوالزهراءوالحسنوالحسين.[13]
يتضح من الروايات الواردة عن الفريقين في شأن نزول الآية وبالخصوص ما جاء فيها من قول النبي:(أنت إلى خير) والتي وردت باختلافات بسيطة[14]؛ أن أم سلمة ليست منأهل البيت[15]
كُتب في شرح آية التطهير العديد من علماء الشيعة لكونها من الأدلة البارزة لديهم في إثبات عصمة النبي محمد وابنته فاطمه وزوجها وابنيهما.