Movatterモバイル変換


[0]ホーム

URL:


انتقل إلى المحتوى
ويكيبيديا
بحث

آشور

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
  لمعلومات عن معانٍ أخرى، طالعآشور (توضيح).
آشور
خريطة
معلومات عامة
البداية
2025 "ق.م"عدل القيمة على Wikidata
النسبة
Aisiriach (الأيرلندية)[1]
אשורים (العبرية)
Asiriano (الإسبرانتو)عدل القيمة على Wikidata
اللغة الرسمية
القارة
العاصمة
الإحداثيات
حلَّ محل
اللُّغة المُستخدَمة
تاريخ الحل أو الإلغاء أو الهدم
609 "ق.م"عدل القيمة على Wikidata
الدين الرسمي

تعديل -تعديل مصدري -تعديل ويكي بياناتحول القالب

  ميّز عنآشوريون.
الشرق الأوسط القديم 1220 قبل الميلاد. توسعت آشور فشملت سوريا وفلسطين وإسرائيل وشمال مصر حتى انتهت في عام 609 قبل الميلاد.
الثور المجنح، رأس إنسان على جسم ثور

آشور أوأشّور[2] (الاكادية: 𒀸𒋩،السريانية: ܐܬܘܪ أو ܐܫܘܪ) هي حضارة قامت في مدينةآشور في شمالبلاد ما بين النهرين، وتوسعت في الألفية الثانية ق.م.[3][4][5] وامتدت شمالاً لمدننينوىونمرودوخورسباد. ولقد حكم الملكشمشي مدينة آشور عام 1813 ق.م. واستولىحمورابي ملكبابل على آشور عام 1760 ق.م. إلا أن الملك الآشوريشلمنصر الأول استولى على بابل وهزمالميتانيين عام 1273 ق.م. ثم استولت آشور ثانية علىبابل عام 1240 ق.م. وفي عام 1000 ق.م. استولىالآراميون على آشور، لكن الآشوريين استولوا علىفينيقيا عام 774 ق.م.وصورعام 734 ق.م.والسامرة عام 721 ق.م. وأسرسرجون الثانياليهود فيأورشليم عام 701 ق.م. وفي عام 686 ق.م. دمر الآشوريون مدينةبابل وثار البابليون على حكم الآشوريين وهزموهم بمساعدةميديا عام 612 ق.م. شن الآشوريون حملاتهم على باقي مناطقسورياوتركياوإيران.

الإمبراطورية الاشورية في أقصى اتساعاتها

وكانت مملكة آشور دولة عسكرية تقوم على العبيد، وكان لها إنجازات معمارية وصنع التماثيل ولا سيما تماثيلالثيران المجنحة التي كانت تُقام أمام القصر الملكي، وزيّنت الجدران بنقوش المعارك ورحلات الصيد. وما بين سنتي 883 ق.م. و 612 ق.م. أقامت إمبراطورية من النيل للقوقاز، ومن ملوكها العظام:آشوربانيبال،تغلات فلاسرالثالث،سرجون الثاني،سنحاريب،آشور ناصربال الأول،وآسرحدون (والد آشور بانيبال) الذي كان مهووساً بحب إذلال الملوك حيث كان يجبر الملوك التابعين له المجيء إلى عاصمته والعمل في ظروف قاسية لبناء قصوره فينينوى، وآخر ملوك آشور المدعوآشور أوباليط الثاني الذي أقام مقر قيادة مؤقت في حران (الجزيرة الفراتية) بعد سقوط نينوى بيد البابليين بقيادةنبوبولاسر محاولاً تأخير المذبحة الشاملة للشعب الآشوري. وكانت كتابة الآشوريينالكتابة المسمارية التي كانت تكتب على ألواح الطين، وأشهر مخطوطاتهاملحمة جلجماش التي ورد بها الطوفان لأول مرة. وكانت علومهم مرتبطة بالزراعة ونظام العد الحسابي السومري الذي عرف بنظام الستينات وكانوا يعرفون أن الدائرة 60 درجة، كما عرفوا الكسور والمربع والمكعب والجذر التربيعي، وتقدموا في الفلك وحسبوا محيط خمسة كواكب، وكان لهم تقويمهم القمري وقسموا السنة لشهور والشهور الأيام، وكان اليوم عندهم 12 ساعة والساعة 30 دقيقة. وكانت مكتبة الملكآشوربانيبال من أشهر المكتبات في العالم القديم حيث جمع كل الألواح بها من شتى مكتبات بلاده.

الآشوريون هم من الأكديين الذين قطنوا المنطقة الشمالية من حوضنهر دجلة، بعد الهجرة من منطقة بابل خلال العهد الأكدي. اختلط الأشوريون مع الشعوب الجبليةالحيثيينوالحوريين واستعبدواالآراميين (قبيلة الأخلامو والنبط) وقبائل العريبي أو الأعربي (قبائل قيدار وقيدم وجندبو وسبأ وثمودي)والكلدان.

التاريخ

[عدل]

كان ظهور الارتباط السياسي بالنسبة للآشوريين، قد وضح في الخضوع لسيطرة أسرة أور الثالثة، والتي ما إن بدأ سلطانها بالزوال، حتى تطلع الملك «بوزور آشور الأول» لإعلان الاستقلال والعمل على تأسيس الحكم الآشوري خلال العام 2012 ق.م، ليبدأ التحرك نحو مناطق الحوض الجنوبي من وادي الرافدين. والواقع أنالآموريين بدؤوا في إعلان ولائهم للآشوريين من أجل التمكن من الاستقرار من منطقة مركز الحكم الآشوري، وبالتالي التمكن من النفاذ إلى قمة هرم السلطة والسيطرة على مؤسسة الحكم، وكان لهذه الحركة أثرها في توسع النفوذ الآشوري إلى سواحل البحر المتوسط فيسوريا، إلا أن ظهور الملكحمورابي كان قد أوقف مرحلة التوسع الآشوري، بعد أن أخضعها تحت نفوذه.

بعد سقوط الدولة البابلية الأولى على يدالحيثيين، تمكّن الآشوريين من استثمار الفرصة، لإعلان استقلالهم على يد الملك «شمشي أدد الثاني» في العام 1380 ق.م، الذي تميز عهده بالعمل الجاد والدؤوب على إعادة بناء وتوسيع الدولة الآشورية، إلا أن خلفاؤه لم يكونوا بمستوى طموحاته، هذا بالإضافة إلى حالة الخطر والتهديد التي ظهرت على يدالميتانيين من القبائل الحورية والممالك السورية خلال منتصف الألف الثاني ق.م، حيث قيّض لهم السيطرة على الدولة الآشورية حوالي مائة عام.

ساهمت العلاقات الدولية المحتدمة بين القوى الناهضة، في تغيير ملامح الصورة السياسية العامة، إذ لم تستقر الأوضاع، بقدر ما كانت الطموحات هي الدافع الرئيس في صدام القوى، وتوجيه التحالفات،فالميتانيون كانوا قد دخلوا في صراع سياسي وعسكري ضدالحيثيين، هذا بالإضافة إلى الانقسام الذي ظهر داخل البيت الميتاني الحاكم، ليتبلور الاتجاه لدى ملك آشور المدعو «آشور أوباليط الأول» في إعلان تحالفه مع أحد أطراف النزاع الداخلي.

إن النتائج التي تمكن أن يحصل عليها الملك الآشوري، لا سيما في التخلص من النفوذ الميتاني والتمكّن من اقتسام بلادهم، أن جعله يتوجه نحو توطيد أواصر علاقاته السياسية، مع القوى السياسية الفاعلة، حيث أقدم على الزواج من ابنة الملك الكاشي الذي كان يفرض نفوذه على بابل. وقد حظيت مملكة آشور بملوك خلفوا «آشور أوبلط» وكانوا على مستوى المسؤولية وانتهجوا ذات الأسلوب الذي سار عليه، ليثمر عن ذلك خلال القرن التاسع ق.م، بلوغ مستوى الإمبراطورية الآشورية بكل قوتها ونفوذها السياسي. من الملوك الآشوريين البارزين «شلمنصر الأول» الذي دام حكمه 1266 - 1243 ق.م، وتطلع إلى توجيه العديد من الحملات العسكرية وعمل على استبدال العاصمة «آشور» بمدينة «نمرود». أما العمل الأبرز فكان على يد الملك «توكولتي نينورتا الأول» 1243 - 1221 ق.م، الذي تمكّن من السيطرة على بلاد بابل، وتوسيع سلطانه في الجهات الشرقية والغربية. لكن بعد وفاة هذا الملك دخلت آشور في مرحلة الضعف السياسي، نتيجة لوصول ملوك ضعاف الشخصية، غير قادرين على إدارة مقاليد الحكم، واستمرت هذه الفترة حوالي مائة عام، حتى بلوغ الملك «تغلث فلاسر الأول» 1116 - 1090 ق.م إلى سدة الحكم، لتكون هذه الفترة مليئة بالإنجازات العسكرية الكبيرة، حيث تمكن من تحقيق الانتصارات المتوالية في الأصقاع البعيدة، في البحر الأسود وسواحل آسيا الصغرى والمدن الفينيقية على الساحل السوري، هذا بالإضافة إلى استعادة السيطرة على مملكة بابل، وإعادة نقله العاصمة إلى المدينة القديمة «آشور» والعمل على إعادة بنائها من جديد، وذلك بعد أن توفرت الأموال اللازمة التي كانت تأتي إلى العاصمة من مختلف الأقاليم التي تمت السيطرة عليها.

على الرغم من الجهود التي بذلها «تجلات بلاسر» في تدعيم الملك الآشوري وبناء الدولة، إلا أن الخطر الآرامي مثل تهديداً حقيقياً للآشوريين، لا سيما خلال القرن الحادي عشر ق.م. لكن القرن التاسع عشر ق.م، شهد نهوضاً آشورياً جديداً على يد الملك «أداد نيراري الثاني» 913 - 890 ق.م، الذي عمل على مواجهة الخطر الآرامي من خلال إخضاعهم للسلطان الآشوري، وتطلع نحو محاربة بابل لتسفر عن توقيع معاهدة بين الطرفين، اعترفت فيها مملكة بابل بترسيم الحدود مع الجانب الآشوري.

أما المرحلة اللاحقة فقد تميزت في تحركات القبائل الجبلية في المناطق الشمالية من سوريا، وتطلعات الآراميين في المنطقة الغربية حتى جاء الملك "آشور ناصربال الثاني" 883 - 859 ق.م، الذي وضع لمساته الخاصة في مجال التنظيمات العسكرية، حيث توسع في مجال استخدام العربات العسكرية والخيالة، مع العناية بالجانب الإداري، حيث كان للتوسع الكبير في الفتوحات، أثره في أهمية الاعتماد على ولاة ينوبون عن الملك في إدارة الأقاليم، لا سيما البعيدة منها. وكان الملك "شلمنصر الثالث 858 - 824 ق.م، قد عمل على توسيع رقعة الحكم الآشوري، ليفرض الجزية على الممالك الواقعة في رأس الخليج العربي. هذا بالإضافة إلى الحملات التي وجهها نحو جنوب سوريا. ولعل الحادث الأكثر جسامة في تاريخ الملك شلمنصر، كان قد تمثل في الانتصار الذي حققه في"معركة قرقارة" عام 853 ق.م، عندما واجه التحالف الذي تم بينالآراميين، خصوصاً بعد تعرض مدينة "دمشق" لهجوم شلمنصر، وعلى الرغم من تمكن الملك من مواجهة جيوش إثنتا عشر مملكة آرامية، إلا أنه لم يتمكن من دخول "دمشق" (4). ومما فاقم في الأوضاع، ظهور حالة من التمرد الداخلي في الأسرة الحاكمة، حيث أعلن أحد أبناء الملك راية العصيان، مما كان له الأثر البالغ في فقدان مملكة آشور لبعض الأقاليم الآشورية-البابلية، من خلال إقدام الملك "شمش آداد الخامس 824 - 810 ق.م، للزواج من الأميرة البابلية "سميراميس" التي صارت الوصية على عرش ولدها الصغير بعد وفاة والده الملك. والواقع أن مملكة آشور كانت قد وقعت تحت حكم بعض الملوك الضعاف الذين لم يتمكنوا من تقديم، أي إنجاز سياسي، حتى ظهور الملك "تغلث فلاسر الثالث" 745 - 727 ق.م.

ما يميّز عصر هذا الملك، الاتجاه الشديد والقاسي، نحو فرض العقوبات الصارمة بأعدائه، فقد تمكن من دخول مدينة دمشق عام 732 ق.م، وعمد إلى نقل سكانها إلى خارج المدينة، من أجل القضاء على نفوذ الدولة الآرامية بدمشق، وكان هذا الأسلوب قد ابتدعه ليسير خلفاؤه من بعده عليه، من جانب آخر كان تركزتغلث فلاسر الثالث على محاربة الميديين في بلاد فارس، فيما تمكن من احتلال مدينة بابل عام 729 ق.م، وإعلان نفسه ملكاً عليها. وكان من نتائج التوجه نحو الفتوح والحركات العسكرية المستمرة، أن توسعت رقعة الإمبراطورية الآشورية، لتشمل مناطق بعيدة أتاحت لخلفه الملكشلمنصر الخامس 727 - 722 ق.م، أن يحظى بمملكة واسعة الأرجاء، محكمة البنيان، تدخل خزانتها الأموال الواسعة الكبيرة، إلا أنه تعرض للانتفاضة الداخلية، لينتقل الحكم إلى أخيه الملكسرجون الثاني 722 - 705 ق.م، الذي واجه الأطماع المصرية في المنطقة بعد أن فقدت نفوذها في إسرائيل، ودولة بابل التي حاولت التخلص من السيطرة الآشورية المباشرة. فيما تميزت خطوات «سرجون الثاني» بالتؤدة والحكمة، حتى أنه صفح عن ألد أعدائه، وعينهم في مناصب مهمة، مثل حكام إمارات، كل هذا من أجل حفظ الموازنات، ليتمكن بالتالي من الحصول على لقب ملكبابل.

من جانب آخر قيّض لهذا الملك أن يتم له القضاء علىمملكة السامرة عام 722 ق.م، ويعمد إلى طرد أهلها واستبدالهم بسكان جدد، وبعدد أكبر مما كان، وعيّن عليها حاكماً آشوريّاً مع فرض الجزية. وفي الوقت ذاته برزت التدخلات المصرية في المنطقة الغربية، حيث عمدت إلى تقديم الدعم من أجل ظهور التمرد والثورات ضد النفوذ الآشوري. لكن سرجون الثاني لم تخمد همته، بل حرص بالإضافة إلى نشاطاته العكسرية، إلى تأمين الطرق التجارية في سوريا عند الشمال الغربي وفي جزيرة العرب واليمن وحضرموت. أما في الأقاليم الشمالية من سورية فإن جهوده أثمرت عن مد سلطانه إلىطوروس وآرارات وعمد إلى احتلالقبرص، بل وحرص على فرض نفوذه في مناطق التخوم مع الجنوب مع بلاد مصر ولا سيما إسرائيل. أما في المجال العمراني، فقد حرص على تطوير مدينة «آشور» العاصمة القديمة، لينتقل بعدها إلى مدينة «نمرود»، فانتقالة مرة أخرى إلى مدينة «نينوى»، لكنه حرص في العام 713 ق.م، على إنشاء مدينة جديدة «خرسباد» بعد أن أحاطها بسور حصين، تم بناء مائة وخمسون برجاً عليه، مع ثمان بوابات مرسوم عليهاالثيران المجنحة لحراسة المدينة، وقد تم افتتاح المدينة عام 706 ق.م، بعد أن خططت بشكل دقيق وحاذق يثير الإعجاب، ليكون دلالة عميقة على التطور الفني والعمراني الذي بلغه الآشوريون، لا سيما وأن حالة الاتصال مع الثقافات الأخرى كان له الأثر البارز في هذا المجال. لكن المدينة سرعان ما أهملت، خصوصاً وأن خلفه الملك «سنحاريب» 705 - 681 ق.م، وقد نقل العاصمة إلى «نينوى».

ما يميز عهد «سنحاريب» حالة التقارب والتحالف معالفينيقيينواليونان، الذين قدّموا له الدعم في إنشاء السفن التي استخدمها في محاربة الممالك البابلية الموجودة في أقصى الجنوب عند رأس الخليج العربي، لا سيما بابل وبعض الممالك السورية التي كانت قد وقفت بالضد من بلاد آشور) في شرق سوريا والهلال الخصيب. أما الملك «أسرحدون 680 - 669» ق.م الذي قيض له أن يقمع الفتنة التي ظهرت في أعقاب والدهسنحاريب، فقد توجه بكل ثقله نحو محاربة مصر في شرق الدلتا عام 675 ق.م، م.

بوفاة الملك «أسرحدون» المفاجئة، تعرضت الأسرة الحاكمة إلى مشكلة وراثة الحكم، حيث تمكن الابن الثالث «آشور بانيبال» 669 - 626 ق.م، من السيطرة على الحكم في بلاد آشور، أما الابن الأكبر «شمش شوم أوكين» فقد عُيّن وريثاً شرعياً للمملكة في بابل، وكان التعاون بين الأخوين قد استمر لمدة عشرين عاماً، لكن الأطراف المناوئة للنفوذ الآشوري، حاولت التقرب إلى الملك «شمش شوم»، محرضينه على أهمية التمرد على أخيه الملك «آشور بانيبال». وقد عملت عدة أطراف في هذا المجال منهاالكلدانيونوالعيلاميون والممالك السورية وأمراء القبائل العربية، ليسفر ذلك عن حصار لمدينة بابل عام 652 ق.م، دام حوالي السنتين انتهى بوفاة الملك «شمش شوم» وتدميرمدينة بابل، ليتوجه «آشور بانيبال» بعدها إلى تأديب الحلفاء حيث هاجمالعيلاميين، وعمد إلى تدمير مدينة «سوسة».

وكعادة الآشوريين، فإن مشكلة ولاية العهد كانت الأكثر حضوراً في الواقع السياسي، حتى أن وفاة أي ملك منهم، تمثل مرحلة قلاقل وصدامات بين الأمراء، إذ عادت الحروب بين الإخوان حول ولاية العهد والفوز بالمنصب الملكي، وقد استثمرها ملوك الأقاليم للانفصال عن الحكم الآشوري، حيث انفصلتإسرائيل وسورياوأرمينيا، وظهرت الأسرة الكلدانية في بابل، وبدأالميديون بتهديد العاصمة الآشورية. وقد بلغ الأمر قمته عندما تم التحالف بين الميديين والبابليين لاقتسام مملكة آشور وتدمير العاصمة «نينوى» ونهب كنوزها.

كان للطبيعة الحربية التي نشأ عليها الآشوريون، قد انعكست في مجال الاعتقاد والعبادات الدينية، حيث يغلب على آلهتهم الصفة الحربية، وهذا ما يتجسد في كبير الآلهة لديهم وهو «آشور» إله الحرب، حيث يجسد في رسم محارب قاسي الملامح يحمل العدّة الحربية الكاملة والجاهزة. وفي المرتبة الثانية تأتي منزلة الآلهة «عشتار» زوجة «آشور»، حيث يتم رسمها وفق السمة الحربية، حيث تحمل السيف والقوس وتضع على كتفها السهام المعدة للقتال. والواقع أن عبادة الآشوريين لم تتوقف على هذين الإلهين، بل إن الاحتكاك مع الأقوام والثقافات المختلفة ومنهم الاراميين، جعلتهم يتوجهون نحو عبادة العديد من الآلهة مثل؛ «شمش،سين،آداد،نابو،بعل،مردوخ، إينورتا».

المملكة القديمة

[عدل]
المقالة الرئيسة:الإمبراطورية الآشورية القديمة

يمكن تتّبع وجود الآشوريين في منطقة دجلة الوسطى منذ الألف الثاني قبل الميلاد، فقد وسع (شمشي آدد 1745-1712 ق.م) الذي ينتمي لأسرةأمورية، سيطرة مدينة آشور على منطقة شمالبابل إثر تراجع السيطرةالسومرية-الأكادية، وكان (شمشي آدد) قد بدأ حكمه في مدينة (شباط إنليل) -تل ليلان في سوريا حالياً - ولقب نفسه (ملك الكل) وبذلك بدأت فترة النفوذ الآشوري القديمة في منطقةالهلال الخصيب والتي استمرت من 1800 حتى 1375 قبل الميلاد، إلا أن الجزء الأكبر من بلاد ما بين النهريين بقي في هذه الفترة تحت سيطرة مدينة بابل، ووسع الآشوريين في هذه الفترة نشاطهم التجاري وأنشؤوا شبكة تجارية واسعة والعديد من المناطق التجارية (المستعمرات) فيالأناضول، للتجارة بالمعادن، تلى ذلك فترة تنازع على النفوذ فيسوريا معالحوريين الذين أسسوا مملكةميتانيوالحيثيين، وقد تمكّن الملكشلمنصر الأول من حوالي 1400 ق.م من إخضاع ميتاني التي خضعت من الضغط الحيثي من الشمال ثم عادت المملكة لتخضع لميتاني بعد الضعف الذي أصابها نتيجة الهجوم الحيثي 1450 ق.م

المملكة المتوسطة

[عدل]
المقالة الرئيسة:الإمبراطورية الآشورية الوسطى

تمكّن (إيريبا أدد الأول 1392- 1366 ق.م) من تخليص آشور من السيطرة الميتانية، إلا أنه كان على آشور خوض المزيد من المعارك مع الـ (هانيغالبات) الموقع الذي أسسه الحثيين، وذلك للسيطرة على المنطقة.

تمهيد الطريق

[عدل]

بقيادةآشور أوباليط الأول 1363- 1328 ق.م بسطت آشور نفوذها على جنوببلاد الرافدين، ولتدعيم علاقته مع بابل، زوج إبنته لملكها، إلا أن قتل حفيده في إحدى العصيانات في بابل دفعه لدخولها وتعيين حاكم جديد فيها.

ذروة النفوذ الأولى

[عدل]

بعد النصر الذي حققهتوكولتي نينورتا 1244- 1207 ق.م) على الحثيين والبابليين، نال لقب (ملك الكل) وتجدر الإشارة أن في عهده تظهر أول إشارة لعملية التوطين والنفي، والتي طبقت في الدولة الآشورية الحديثة بشكل واسع، إلا أنه نتيجة للخلافات الداخلية في الأسرة الحاكمة خسرت الدولة الآشورية بابللعيلام، ليعاود بعد ذلك الملكآشور ريش إيشي 1132- 1115 ق.م سياسة التوسعات ممهداً الطريق أمام ابنه.

التوسع إلى البحر الأبيض المتوسط

[عدل]

تابع الملك (تغلث بلاصر الأول 1114- 1076 ق.م) سياسة أبيه التوسعية وقد استخدم الجيش في عهده الأسلحة الحديدية لأول مرة، وقد مكّنه ضعفالكاشيون المسيطرون على بابل حينها من إعادتها لسيطرة الآشورية، وتقدم في الشمال والغرب بسهولة- كون الدولة الحيثية لم يعد لها وجود – ليصل سواحل المتوسط ويصف في إحدى النصب رحلة بحرية له يصطاد فيها حيوان بحري (ربما دلفين)، إلا أن من لحقه من الحكام لم يستطيعوا المحافظة على المملكة الواسعة النفوذ، كما كان لتزايد وجود ونفوذالآراميين في شمال الهلال الخصيب دوراً في انحسار النفوذ الآشوري في المنطقة .

المملكة الحديثة

[عدل]
المقالة الرئيسة:الإمبراطورية الآشورية الحديثة

ساهم الملوك الذين حكموا مباشرة قبلآشور ناصربال الثاني 883- 859 ق.م في إحكام النفوذ الآشوري على شرق الهلال الخصيب، إلا أن آشور ناصربال الثاني كان قد وضع نصب عينيه الطرق الموصلة إلى البحر الأبيض المتوسط والتي كانت ضمن الدولة الآشورية زمنتغلات بلاصر الأول، وهذا ما دفعه لتقنية إنشاء الحصون في المناطق المسيطر عليها خلال مسيرته نحو إخماد العصيانات التي كانت تحدث في المنطقة البعيدة عن مركز المملكة، أما إبنهشلمنصر الثالث 858- 824 ق.م فقد وسع حدود الدولة وخاض معارك عدة في الجناح الغربي للهلال الخصيب أشهرهامعركة قرقره شمال مدينةحماة عام 854 ق.م، والتي واجه بها تحالف من المالك الآرامية-الكنعانية التي أخرت السيطرة الآشورية على غرب الهلال الخصيب إلى حين، وفي إحدى النصوص التذكارية لمعاركه يقول:

«لقد هزمت هدد عدر ملك إميريشو مع اثني عشر أمير من حلفائه، وجندلت 29000 من محاربيه الأقوياء، ودفعت بمن تبقى من قواته إلى نهر العاصي، فتفرقوا في كل اتجاه يطلبون أرواحهم، هدد عدر انتهى واغتصب العرش مكانه حزئيل ابن لا أحد، فدعا الجيوش الكثيرة في وجهي، فقاتلته وهزمته وغنمت كل مراكبه، أما هو فقد هرب طالباً حياته، فتعقبته إلى دمشق مقره الملكي، حيث قطعت أشجار بساتينه»

أيضاً واجهشلمنصر الثلث تحد جديد من قبل مملكةأورارتو في جبال الأناضول الشرقية .

الأزمات الداخلية

[عدل]

لم يكن من الممكن للحكام اللاحقين بعدشلمنصر الثالث الحفاظ على مناطق نفوذ الدولة وذلك للأزمات الداخلية التي حاقت بالمملكة بدءاً من عهدشلمنصر الثالث نفسه ولمدة 80 عاماً تليه، وزاد في الصعوبات، المواجهات المستمرة مع مملكة أوراراتو التي استعصت على الجيش الآشوري لطبيعة الجبلية القاسية فيها والمعارك التي خاضها ابنه (أداد نيراري الثالث) في إعادة النفوذ كانت التمهيد للمرحلة القادمة.

إصلاح الأقاليم

[عدل]

عندما اعتلىتغلات بلاصر الثالث (745- 727 ق.م) العرش كانت تفتك بالدولة الآشورية أخطار العصيانات والتمردات وكذلك الخطر القادم من الشمال عبر (أورارتو)

لم يتضح حتى اليوم كيف وصل تغلات بيلاصر الثالث إلى الحكم، وكون استلامه الحكم كان عن طريق تمرد عسكري قام به، يرجحه عدم انتمائه للأسرة الحاكمة ويخمّن بعض الباحثين أن يكون أحد ولاة المقاطعات الآشورية الكبيرة، الذين نما سلطانهم وأصبحت مناصبهم وراثية، وما أن استلم الحكم حتى ضاعف عدد الولايات كخطوة للحد من قوة حكام الولايات بتصغير ولاياتهم وبالتالي منعهم من المنافسة على عرش الإمبراطورية.

الطريق نحو الإمبراطورية

[عدل]

كان الهمّ الأوللـتغلات بيلاصرالثالث الحفاظ على الجزء الغربي من الهلال الخصيب المنفذ البحري الأهم للدولة الآشورية وكذلك الحفاظ على المراكز التجارية في هذا الجزء، وقد تمكن من ذلك عبر سلسلة من المعارك أهمها المعركة التي أنها بها القوة الأكبر في المنطقة، مملكة دمشق، عام 733 ق.م وتوجه بعدها لترسيخ الحكم في الدولة الممتدة من الخليج العربي حتىسيناء، كما كانت عليه سابقاً في زمنآشور ناصربالوشلمنصر الثالث قبل ذلك بحدود المائة عام والتي لم يحافظ عليها، وهذا ما أرادتغلات بلاصر الثالث عدم تكراره قام بتقسيم الدولة إلى مقاطعات – إدارات تحكم من قبل ولاة يعينهم بنفسه، وعمل على تطبيق سياسة الترحيل الإجباري (النفي والتوطين) لمجموعات كبيرة طالت المئات من المدن والقرى في المنطقة بما في ذلك الآشوريين أنفسهم الذين وطنوا بالآلاف أحياناً في المناطق الحدودية والأقاليم الزراعية البعيدة، عكس بعض المدن التي تم ترحيل سكانها إلى العاصمة الآشورية والمدن المحيطة بها، وحسب النصوص يمكن الحديث عن نقل 100000 إنسان فقط في زمنتغلات بيلاصر الثالث، مما سهّل عملية السيطرة على أرجاء الدولة، بقطع الروابط الدموية – العشائرية بين المهجرين وجماعاتهم السابقة وجعلهم معتمدين بأماكنهم الجديدة على الدولة في تدبير أمورهم مما ساهم في عملية مزج للبشر في المنطقة وساهم أيضاً في إضعاف اللهجات- اللغات المحلية لتحل محلها لغة جامعة. بالإضافة لذلك كله كانت عقوبات تغلات بلاصر الثالث للجماعات المتمردة على الدولة تصل درجة الوحشية وهي مسجلة في حولياته بتفاصيل لتكون عبرة لمن يراها.

كما قامتجلات بيلاصر الثالث بتتويج نفسه في بابل بعد قلاقل حدثت هناك، وبذلك يتوحد التاج الملكي لبابل وآشور لأول مرة في التاريخ وبعد موته عام 727 ق.م ترك لابنه (شلمنصر الخامس) دولة قوية حسنة التنظيم.

ذروة القوة

[عدل]

لم يقدّرشلمنصر الخامس على الحكم طويلاً ففي العام 722 ق.م يعتليسرجون الثاني 722- 705 ق.م العرش إثر تمرد قاده ، المعلومات عنه قليلة ويقول الكثير من الباحثين بأنه ليس أحد ورثة العرش من السلالة الملكية، وأحد الدلائل هو عدم ذكر سلفه أبداً في حولياته، وبعد أن استقر له الأمر توجه لضبط الأوضاع حيث جنحت بعض مدن المملكة لتمرد وذلك قبل توليه الحكم توجه أولاً نحو بابل حيث كان الأميرمردوخ أبلا إيدينا الثاني قد نصب نفسه على العرش ولم يتمكن من هزيمته فعقد معه اتفاقاً وتوجه غرباً ليضمقبرص وآسيا الصغرى ويعقد مع (الفريجين) هدنة.

ثم أن الوقت كان قد حان لتوجيه ضربةلأورارتو تنهي التهديد الذي مارسته على آشور، وتم له ذلك في العام 714 ق.م وكانت نهاية هذا التهديد فرصة لإعادة ترتيب البيت الداخلي فتوجهسرجون الثاني مجدداً إلى بابل في العام 710 ق.م ، وما كان من ملكها إلا أن فرّ جنوباً،

هذا وكانسرجون الثاني قد أمر في العام 717 ق.م ببناء مقر جديد للحكم باسم (دور شروكين= قلعة سرجون) بالقرب منخورساباد الحالية وانتهى العمل بالبناء عام 706 ق.م، وأسكن فيها مجموعات من المرحلين كما يشير نصه:

«أخذت غنائم بأمر الإله آشور سيدي أقوام من الجهات الأربعة، بألسنة غريبة ولغات مختلفة، كانت تسكن في الجبال والسهول جعلت غايتهم واحدة، وجعلتهم يسكنون هناك في (دور شروكين)، وأرسلت مواطنين من بلاد آشور، مهرة في كل شيء مراقبين ومشرفين لإرشادهم على العادات ولخدمة الآلهة والملك»

إلا أن هذا المقر لم يستخدم كمقر للحكم بسبب موتسرجون الثاني بعد سنة من هذا التاريخ في أحد المعارك، بعد وفاته تولّى ابنهسنحاريب 704 – 681 ق.م العرش، ونقل العاصمة إلىنينوى ، حيث أمر بتحسينها وببناء قصور ومعابد وأقنية فيها، وخاض معارك عديدة في سبيل المحافظة على الدولة فأخمد العصيان البابلي عام 701 ق.م وتوجه غرباً ليخضع من تمرد من مدن غرب الهلال الخصيب، وأخيراً اصطدم بقوات الملك المصري (طهارقة) ولم يستطيع هزيمتها، فقفل عائداً بعد نشوب تمرد جديد في بابل والذي أنهاه سنحاريب في العام 689 ق.م مسبباً دماراً كبيراً في المدينة وما حولها.

بعد موتسنحاريب تولّى ابنه الأصغرآسرحدون 681- 669 ق.م وأولى أعماله كانت إعادة بناء بابل وإعادة المهجرين منها، كذلك وطد علاقاته مع الميديين في الشمال الشرقي، وقد أخمد تمرد صيدا التي ثارت في عهده، كما وطد علاقاته مع التجار العرب في أعالي شبه الجزيرة العربية حفاظاً على خطوط القوافل التجارية من جنوب العربة حتى مصر عبر سيناء وجه في العام 675 ق.م إلى مصر عابراً سيناء بمشقة وبعد معارك عديدة حتى 671 ق.م هزم الجيش المصري بقيادة ترقا ودخلمنفس العاصمة، معلناً نفسه ملك على مصر السفلى والعليا وعلىأثيوبيا، إلا أن هذا الوضع لم يدم طويلاً كان أسرحدون قد وصى بأن يحكم إبنهشمش شوم أوكين بابل وابنهآشوربانيبال نينوى، وهذا ما حدث بالفعل بعد وفاته بالعام 669 ق.م،

بقيادةآشور بانيبال 669- 627 ق.م بلغت الدولة الآشورية أقصى امتداد لها في تاريخها، فإضافة إلى الهلال الخصيب شملت مصر بإخضاعه عاصمتها طيبة وإيران بإخضاعه عاصمتهاسوسا، كما ازدهرت المملكة ليس فقط سياسياً وإنما أيضاً اقتصادياً وثقافياً، والأرشيف الضخم الذي جمع في عصره يعتبر من أكبر مكتبات العالم القديم، عقب موته توالت سنوات ليست جيدة التوثيق.

الاضمحلال

[عدل]

في العام 616 ق.م زحفنابو بلاصر 625- 606 ق.م حاكم بابل ومؤسس الدولة البابلية الحديثة بمعونةالميديين، وأخضع آشور عام 614 ق.م في عهد الابن الثاني لـ (آشور بانيبال) الملكسين شار إشكون وبعد معارك أخرى أخضعنينوى في العام 612 ق.م وبذلك كانت نهاية الوجود السياسي الآشوري.

لقد كان التوسع الذي حققته الدولة الآشورية سبباً من أهم الأسباب التي أدت إلى نهايتها.

الاقتصاد

[عدل]

المرحلة القديمة

[عدل]

كانت العملات المستعملة في آشور هي العملات المصنوعة منالفضة، وأما فيالأناضول فكانت العملات منالقصدير، وكان ممنوعاً بتاتاً تصدير الذهب من آشور، واستوردالنحاسوالفضةوالذهب منالأناضول حيث انتشرت شبكة «الكاروم» (المستوطنات التجارية)، والتي عُرف منها «كانيش» («كولتبه» في تركيا حالياً) على الأكثر، والقصدير الذي تم الاتجار به في آشور وصُدر للأناضول، مصدره من الشرق، من المحتمل منأوزبكستان. كانت صناعة النسيج هامة في آشور، إلا أنه استوردت بعض المنسوجات مرهفة الصنع منبابل، وبينما كانت مراكز صناعة النسيج الأساسية المتواجدة فيأورولارساوماري تخضع لرقابة المعبد أو القصر، لم تخضع صناعة النسيج في آشور لرقابة مركزية، فأحياناً اشتغلت نساء التجار بصنعةالصوف ومشتقاته الخاصة المُعدّة للتصدير، كما تم استيراد الصوف من الأناضول أحياناً عندما كانت ترتفع أسعاره في آشور أوتقل.

المرحلة الوسطى

[عدل]

لم تعد الفضة مادة دفع القيمة كما كان عليه الحال في الدولة القديمة، والسبب لذلك هو قلة الفضة على الأرجح، فقد حل معدن الـ «إن- إن» محل الفضة، وحول ترجمة هذا المصطلح وتحديد نوع هذه المعدن يسود خلاف في الآراء، فإما أنه القصدير أوالرصاص أو الذهب على شكل سبائك حلزونية جُلب منبابلوإيمار .

صدّرت آشور المنسوجات بشكل أساسي أيضاً في الدولة الوسطى، أما التجارة البعيدة التي يرد عليها شهادات مكتوبة، فقد انحصرت «بالطبقة العلية» واشتغلت بمواد الرفاهية ولم تلعب دوراً هاماً في الاقتصاد حسب «فايزت»، إلا أن تجار التجارة البعيدة لم ينحصر عملهم بتأمين مواد الرفاه، إنما لعبوا دورالممثلين الدبلوماسيين أيضاً. كانت التجارة في اتجاه الغرب تتم من خلالكركميشوإيمار بشكل أساسي، وأيضاً هنك بعض الدلائل المتفرقة عن تجارة النبيذ معأوغاريت على ما يبدو، بينما التجارة معمصر القديمة فلعبت فيهاصيدون الدور الهام.

تجارة

[عدل]

صدّرت آشور المنسوجات بشكل أساسي أيضاً في الدولة الوسطى، أما التجارة البعيدة التي يرد عليها شهادات مكتوبة، فقد انحصرت «بالطبقة العلية» واشتغلت بمواد الرفاهية ولم تلعب دوراً هاماً في الأقتصاد حسب «فايزت»، إلا أن تجار التجارة البعيدة لم ينحصر عملهم بتأمين مواد الرفاه، إنما لعبوا دورالممثلين الدبلوماسيين أيضاً. كانت التجارة في اتجاه الغرب تتم من خلالكركميشوإيمار بشكل أساسي، وأيضاً هنك بعض الدلائل المتفرقة عن تجارة النبيذ معأوغاريت على ما يبدو، بينما التجارة معمصر القديمة فلعبت فيهاصيدون الدور الهام.

الزراعة وتربية الحيوان

[عدل]

يصف «فايزت» آشور الوسطى بالمجتمع الزراعي، فالزراعة شكلت عامل الاكتفاء الذاتي أساساً، وفائض الإنتاج صب في تمويل المعبد وحاشية الملك والجيش، ويميز «جارِلي» بين ثلاث أنواع من المُلكية

  • أراضي يملكها التاج
  • أملاك خاصة
  • أراضي التاج التي يستثمرها بعض الأشخاص

كان بالإمكان بيع الأرض كما تدلل على ذلك المجموعة الكبيرة من الوثائق القانونية، ولكن من غير المؤكد سريان ذلك على كل أنواع الأرض، كما وثّق الشراء كتابياً («طوبا داناتا») كانت تربية الحيوانات هامة، وأهمهاالضأن، كما ورّدت الماشية من البادية كما كان يفعل الـ«سوتي»، وسيتم استيراد الخيول من المناطق المرتفعة. كنباتات زيتية تمت زراعةالسمسم، ويرى «فايزت» أنه منذ زمن الدولة الوسطى كان يتم استيرادزيت الزيتون، وكانتالبيرة من المشروبات الهامة ويفترض أنالنبيذ استورد من سوريا (منكركميشوأوغاريت) وكان حكراً على «عليّة القوم» ومنذ القرن 13 ق.م صنع النبيذ في حوضالخابور أيضاً، والعسل استورد أيضاً، أما في آشور نفسها فقد صُنع نوع من العصير الحلو المكثف (يسمى«لال»).

مواد البناء

[عدل]

شكّلالآجرمادة البناء الرئيسية، وجُلب الخشب لاستخدامه في سقوف الأبنية الضخمة منقصورومعابد، وهناك أدلة على ذلك منذ زمن «توكولتي- أبيل- إشارا» الأول، حيث جلبت أخشابالأرز من الأمانوسولبنان، إما على شكل غنيمة حرب أو نوع من جزية على المناطق الخاضعة، وجلبت أخشاب الـ «جوشورو» من «مخري» وهي موقع يرجح وجوده بيندجلةوالزاب الأعلى لاستخدامها في بناء قصر «توكولتي-نينورتا» الأول، أماالجص والأحجار الكلسية فقد وجدت في آشور نفسها، بينما استوردالبازلتوالألبستر.

حِرف

[عدل]

بقي استعمال الأدواتالصوانية كما كان سابقاً في الاستعمالات المنزلية، وفي صناعة النسيج فكان لاشتغال الصوف الأولوية، ما يشير له العدد الكبيرمن الكلمات الآشورية (مصطلحات) التي خُصصت لأنواع المنسوجات والملابس، كما استوردت ملابس منالكتان منكركميش. سُبكالبرونز في آشور نفسها على شكلسبائك («شابارتو») للتصدير، فالنحاس جُلب منالأناضول أوقبرص، والقصدير ربما من شمال سوريا أوحاتي، وقد وجدت بعض السبائك البرونزية الآشورية المعروفة بـ«سبائك جلد الثور» في «دور كوريغالزو» (عقرقوف). كما جُلبخشب الأبنوس من[وضح من هو المقصود ؟] واستخدم في صناعة الصناديق الثمينة، وكذلكالعاج المجلوب من سوريا، وجُلب أيضاًالازورد من البابلية التي جلبته بدورها إما منبدخشان فيأفغانستان، أو منطاجيكستان، ولقد استخدم أيضاً كهدايا ثمينة بين الملوك، كما في حالة الهدية لملك مصر (الرسالة EA15 منقائمة رسائل تل العمارنة). وعادة ما يُشغّل القصر مجموعة من الحرفين، الذين يتسلمون المواد الأولية من مخازن القصر .

الإمبراطورية الحديثة

[عدل]

قُسم الحرفيون إلى طبقات في الدولة الآشورية الحديثة، وكان معلمو المهن يسمون «ومَنو»، كما أشرف على العاملين في القصر أحد الموظفين الكبار .

هيكلية الدولة

[عدل]

هيكلية الدولة القديمة

[عدل]

كان «بيت إليم / بيت ليمين» (bīt ālim/bīt līmin) المركز الإداري الأعلى مرتبة في مدينة آشور بعد الملك وحاشيته، والذي يشبه مجلس المدينة، كما كان«بيت إليم» مسؤولاً عن التجارة وترأسه «الليمو» (الموظف الكبير)، وأقر قوانين تجارية وقوانين ناظمة للعلاقة مع «الكاروم» (المستوطنة التجارية)، ويبدو أن كان له الحق في التدخل فيما يخص العلاقات مع الدول الأخرى، وجبى ضريبة على البضائع المصدرة من آشور والتي توجب ختمها بـ «خاتم المدينة»، كما حاز «الليمو» على منصب هام في القضاء، وكان أميناً على إقرار الضريبة، فـ«مبعوث المدينة» مسؤول على مراقبة تجارة «الكاروم» (المستوطنة التجارية).

المرحلة الوسطى

[عدل]

يعتبر بعض المؤرخين أن نظام الدولة الآشورية الوسطى كاننظاماً اقطاعياً، بينما يعتبره آخرون نظام استبدادي يسيطر فيه الملك على الفلاحين من خلال جهازبيروقراطي قوي، ويستولي على إنتاجهم الزائد. وتتشكل «عليّة القوم» من أفراد الأسرة الحاكمة، وكبار الموظفين والمُلّاك من آشور، بينما لم يعتبر التجار (على عكس الدولة القديمة) من «عليّة القوم».من المرجح أن غالبية سكان الدولة عاشوا في قرى مكتفية بذاتها (إلو/ ālu على سبيل المثال)، وكانوا على الأقل جزئياَ ملزمين بدفع ضرائب لأحد كبار المُلّاك، ويرى «بوستجات» (Postgate) أن الكلمة الآشورية «إليو» (ālāiu) تنسحب على هؤلاء الفلاحين غير الأحرار، وحسب «بوستجات» فإن كل الأرض مُلك للتاج، وعلى الفلاحين مقابل استثمارها تنفذ أعمال خدمة (سخرة/ «يلكو» ilku)، وكبار المُلاك كان بإمكانهم اختيارمن يقوم بأعمال السخرة (يلكو) عنهم، وممكن أن تكون الـ «يلكو» مواد عينية تقدم للجيش (خورِدو)، فاللوح المسماري (TR 3005) يبيّن تقديم حبوب وصوف ودهن الخنزير، ويبين اللوح (KAJ 253) تقديم خدمة العناية بخيول العربات الحربية كـ «يلكو»، أما الشكل الأعم للـ «يلكو» فكان الخدمة في الجيش. لقد كان الرق موجوداً، ونادراً ما ذُكرت أصول الرقيق فقد ذكر البعض منها «اللولوبي» (Lulubi)، وبتكليف من الملك كانت تشترى حرية الآشوريين المسترزقين نتيجة أسرهم في الحروب، وإن وجد أحد الآشوريين في أسرالعدو لأكثر من سنتين، تعتبر زوجته أرملة ويحق لها الزواج مجدداً، وقبل أنتهاء فترة السنتين كان بالإمكان بيع بيته وأرضه للإنفاق على حياة زوجته في حال لم يكن لها أقارب يعيلوها، وإن عاد الأسير بعد هذه المدة كان له الحق باسترداد زوجته، لكن لا حق له بالأولاد من الزوج الآخر، كما له حق بشراء بيته مجدداً.

اللغة

[عدل]

تكلم وكتب الآشوريون كما البابليونباللغة الأكدية، وبدء من عهد"شارّوم- كين" الثاني ولاحقاً الدولة البابلية الحديثة أصبحتالآرامية تنافسالأكدية، لكن مع ذلك بقيت اللغة الأكدية في الدولة الآشورية الحديثة هي لغة توثيق الكتابات الرسمية وذلك بكتابتها على الرُقم الطينيةبالخط المسماري.

انظر أيضًا

[عدل]

مراجع

[عدل]
  1. ^مذكور في:The National Terminology Database for Irish. لغة العمل أو لغة الاسم: الأيرلندية.
  2. ^نور الدين خليل (2008).قاموس الأديان الكبرى الثلاثة: اليهودية والمسيحية والإسلامية (بالعربية والإنجليزية). مراجعة: محمود آدم. الإسكندرية: مؤسسة حورس الدولية للطباعة والنشر. ص. 55.ISBN:978-977-368-087-9.OCLC:166560426.OL:45068455M.QID:Q125055340.
  3. ^"معلومات عن آشور على موقع universalis.fr". universalis.fr. مؤرشف منالأصل في 2017-12-29.
  4. ^"معلومات عن آشور على موقع bigenc.ru". bigenc.ru. مؤرشف منالأصل في 2019-12-08.{{استشهاد ويب}}:|archive-date= /|archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)
  5. ^"معلومات عن آشور على موقع enciclopedia.cat". enciclopedia.cat. مؤرشف منالأصل في 2019-04-14.
في كومنز مواد ذات صلة بـآشور.
الجُغرافيا
المُعاصرة
القديمة
ختم عراقيٌ قديم اسطواني الشكل
التاريخ
ما قبل التاريخ \ العُصور القديمة
التاريخ المُدوَّن
اللُغات
الثقافة \ المُجتمع
الآثار
دولية
وطنية
جغرافية
مجلوبة من «https://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=آشور&oldid=70879637»
تصنيفات:
تصنيفات مخفية:

[8]ページ先頭

©2009-2025 Movatter.jp